بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فمن قال أنَّ صلاة الضحى تُسَنّ غِبَّاً [ أي تُفعَل أحيانا وتترك أحيانا ]استدلوا بـِ: حديث أبي سعيد رضي الله عنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ لَا يَدَعُهَا، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ لَا يُصَلِّيهَا).وهو حديث ضعيف
لضعف إسناده وضعفه أهل العلم منهم الدارقطني في كتابه العلل( ٤ / ٦ ) إذ قال عنه :"مضطرب الحديث ".
وقال الحافظ الذهبي رحمه اللهُ تعالى في كتابه المغني في الضعفاء ( ٢ / ٤٣٦ ):" مجمع على ضعفه ".
وضعفه الإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى في كتابه إرواء الغليل.
والصحيح :ان "صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقد أوصى بها النبي ﷺ أبا هريرة، وأبا الدرداء، وصلاها ﷺ في بعض الأحيان، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: ( كان ﷺ يصلي الضحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله).رواه مسلم في الصحيح، و(صلاها يوم الفتح ضحى ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام-) وقال -عليه الصلاة والسلام-:( يصبح على كل سلامى من الناس صدقة والسلامى: المفصل، يصبح على كل سلامى من الناس صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى ).
هذا فضل عظيم، ركعتان من الضحى تؤديان هذه الصدقات.
فصلاة الضحى سنة مؤكدة كل يوم، ومن قال: إنها بدعة أو لا تفعل إلا بعض الأحيان فقد غلط، الصواب: أنها سنة تفعل في البيت أفضل، ركعتان، أقلها ركعتان، ولو صلى أربعًا، أو ستًا، أو ثمانًا، أو أكثر، فكله طيب، لكن أقلها ركعتان، وإن زاد وسلم من كل ثنتين؛ فهذا خير؛ ولهذا ثبت عنه ﷺ :(أنه صلاها أربع ركعات).و( صلاها ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام-).
فالمشروع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على صلاة الضحى، هذا هو السنة، وأقل ذلك ركعتان، نعم.
والأفضل عند شدة الضحى؛ لقوله ﷺ: ( صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال).
الأوابين يعني: الرجاعين إلى الله، أهل العبادة، صلاتهم عند شدة الضحى، عند ارتفاع الضحى، إذا اشتد حر الأرض على فصال الإبل، يعني: أولاد الإبل، صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال يعني: قبل الظهر بساعتين، بساعة ونصف، ثلاث ساعات، هذا هو الأفضل، وأول وقتها عند ارتفاع الشمس، فإذا صلاها بعد ارتفاع الشمس حصل المقصود، وإذا صلاها إذا رمضت الفصال؛ فهذا أفضل، وإن صلى في وقتين فكله خير، نعم ".[ انتهى من كلام الإمام ابن باز رحمه الله تعالى من موقعه الرسمي ].
والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
•••••••••••
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .