الثلاثاء، 30 يوليو 2024

[ رسالة مختصرة في كيفية الاستفادة من الإرث العلمي للإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى ]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فلا شك ان الإمام الألباني رحمه الله تعالى ورث  علم جم وهو مستفاد من علم الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وأخذ من ميراث النبوة بحظ وافر 

كما أتى في حديث أَبي الدَّرْداءِ، رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ، يقولُ: ( منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِر ). رواهُ الإمام أحمد وأَبُو داود والترمذيُّ وابن ماجه رحمهم الله تعالى بألفاظ متقاربة وصححه الإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح أبي داود رحمه الله تعالى 

وهذا العلم يحتاج إلى معرفة كيفية الاستفادة من هذا الإرث العلمي الكبير .

وهذا العلم على جهة الإجمال 

تنقسم دراسته إلى ثلاثة أقسام :


            (  الأول  )

معرفة كيفية دراسة طريقته في دراسته للاحاديث وتخريجه لسندها وألمامه في علم الحديث رواية فله نفس نفيس لا يخرج فيها عن قواعد علماء الحديث وطريقتهم .

ومعرفة كيفية الاستفادة من طريقته من هذه الحيثية فلا بد إذن من دراسة جميع مؤلفاته التي تركها لطلاب العلم في علم الحديث رواية ومعرفة كيفية الاستفادة من علمه في مصطلح الحديث ودراسة  ماكتبه .

وماكتبه أما على جهة التحقيق العلمي في أي مسألة تحدث فيها رحمه الله تعالى أو على جهة التعليق على أي كتاب لأهل العلم.

وطالب العلم يحتاج إلى صبر وطول زمان وسلامة طريقة وسلامة طوية من أجل إخراج ما كتبه هذا الإمام او ما كتبه غيره من ائمة السنة اتباع السلف الصالح فهذه الصفات المذكورة تعتبر قاعدة عامة يجري تطبيقها والعمل بها عند دراسة ماكتبه جميع علماء الأمة واشتراط هذه الشروط خشية ان يظهر دعي العلم وهو الجاهل في العلم الشرعي والجاهل في إرث العلماء 

والجاهل في منزلة ومكانة اهل العلم فيبدر منه ما فيه هدم لعلم العلماء وقواعدهم 

كما في الحديث الصحيح المرفوع وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا ).


                  (  ثانيا  )

الاستفادة مما تركه من علم سواء وهذا الأمر يأخذ صورا منها :

دراسته للمسائل العلمية في العقيدة او في الفقه 

او ردوده العلمية التي كتبها 

او في دراسته للأحاديث رواية واعني بها دراسة متن الحديث وطريقته في كيفية استخراج الفوائد العلمية من هذه المتون .

ويظهر في هذا القسم اهتمامه بتعليم العقيدة الصحيحة ومعرفة توحيد الله تعالى في أقسامه الثلاثة و حرصه على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتأكيده دائما على كيفية فهم نصوص الوحيين وفق نهج وهدي السلف الصالح.


               (   ثالثا   )


معرفة كيفية منهجه وذلك في دراسة طريقته التي دائما يدندن حولها في التصفية والتربية و سعة صدره في تعليم الناس على الفقه الصحيح وذلك بالأخذ من ميراث النبوة من كلام الله سبحانه وتعالى ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة نهجه في إيصاله للعلم النافع والعمل الصالح والتربية الصحيحة عليهما .


نتيجة دراسة  الإرث العلمي للإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى وفق الأصول العلمية :

بصدق واخلاص فلابد ان طالب العلم الدارس لكتب الإمام الألباني رحمه الله تعالى وهذا الطالب إذا اجتمعت فيه خصال وصفات وسمات وعلامات طالب العلم الموفق فسوف تظهر نتيجة ذلك على هذا الطالب في سلوكه وأخلاقه وعلمه وتعليمه ودعوته 

وحرصه على التوحيد واقتفاء نهج النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم جادة السلف الصالح 

فلا بد من ظهور اثر خير وبركة في من اقتفى اثر الإمام الألباني رحمه الله تعالى وحرص على تعلم كتبه وآثاره العلمية لأنه طيلة حياته لا يخرج قيد انملة عن فقه الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وفق هدي السلف الصالح ووفق أصول وقواعد علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وما تركوه من أصول علمية .

جرى كتابة هذه الرسالة بناء على طلب الابن أحمد بن أيوب ابو عبيد في معرفة كيفية الاستفادة من الإرث العلمي لما كتبه الإمام الألباني رحمه الله تعالى.

وفقنا الله وإياه واياكم أيها القراء إلى ما يحبه الله ويرضاه وان يحسن خاتمتنا وان يرزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح و ان يبسط لنا ولكم رزقه وفضله ورحمته.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .