الثلاثاء، 30 يوليو 2024

[ رسالة مختصرة في كيفية الاستفادة من الإرث العلمي للإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى ]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فلا شك ان الإمام الألباني رحمه الله تعالى ورث  علم جم وهو مستفاد من علم الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وأخذ من ميراث النبوة بحظ وافر 

كما أتى في حديث أَبي الدَّرْداءِ، رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ، يقولُ: ( منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِر ). رواهُ الإمام أحمد وأَبُو داود والترمذيُّ وابن ماجه رحمهم الله تعالى بألفاظ متقاربة وصححه الإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح أبي داود رحمه الله تعالى 

وهذا العلم يحتاج إلى معرفة كيفية الاستفادة من هذا الإرث العلمي الكبير .

وهذا العلم على جهة الإجمال 

تنقسم دراسته إلى ثلاثة أقسام :


            (  الأول  )

معرفة كيفية دراسة طريقته في دراسته للاحاديث وتخريجه لسندها وألمامه في علم الحديث رواية فله نفس نفيس لا يخرج فيها عن قواعد علماء الحديث وطريقتهم .

ومعرفة كيفية الاستفادة من طريقته من هذه الحيثية فلا بد إذن من دراسة جميع مؤلفاته التي تركها لطلاب العلم في علم الحديث رواية ومعرفة كيفية الاستفادة من علمه في مصطلح الحديث ودراسة  ماكتبه .

وماكتبه أما على جهة التحقيق العلمي في أي مسألة تحدث فيها رحمه الله تعالى أو على جهة التعليق على أي كتاب لأهل العلم.

وطالب العلم يحتاج إلى صبر وطول زمان وسلامة طريقة وسلامة طوية من أجل إخراج ما كتبه هذا الإمام او ما كتبه غيره من ائمة السنة اتباع السلف الصالح فهذه الصفات المذكورة تعتبر قاعدة عامة يجري تطبيقها والعمل بها عند دراسة ماكتبه جميع علماء الأمة واشتراط هذه الشروط خشية ان يظهر دعي العلم وهو الجاهل في العلم الشرعي والجاهل في إرث العلماء 

والجاهل في منزلة ومكانة اهل العلم فيبدر منه ما فيه هدم لعلم العلماء وقواعدهم 

كما في الحديث الصحيح المرفوع وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا ).


                  (  ثانيا  )

الاستفادة مما تركه من علم سواء وهذا الأمر يأخذ صورا منها :

دراسته للمسائل العلمية في العقيدة او في الفقه 

او ردوده العلمية التي كتبها 

او في دراسته للأحاديث رواية واعني بها دراسة متن الحديث وطريقته في كيفية استخراج الفوائد العلمية من هذه المتون .

ويظهر في هذا القسم اهتمامه بتعليم العقيدة الصحيحة ومعرفة توحيد الله تعالى في أقسامه الثلاثة و حرصه على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتأكيده دائما على كيفية فهم نصوص الوحيين وفق نهج وهدي السلف الصالح.


               (   ثالثا   )


معرفة كيفية منهجه وذلك في دراسة طريقته التي دائما يدندن حولها في التصفية والتربية و سعة صدره في تعليم الناس على الفقه الصحيح وذلك بالأخذ من ميراث النبوة من كلام الله سبحانه وتعالى ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة نهجه في إيصاله للعلم النافع والعمل الصالح والتربية الصحيحة عليهما .


نتيجة دراسة  الإرث العلمي للإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى وفق الأصول العلمية :

بصدق واخلاص فلابد ان طالب العلم الدارس لكتب الإمام الألباني رحمه الله تعالى وهذا الطالب إذا اجتمعت فيه خصال وصفات وسمات وعلامات طالب العلم الموفق فسوف تظهر نتيجة ذلك على هذا الطالب في سلوكه وأخلاقه وعلمه وتعليمه ودعوته 

وحرصه على التوحيد واقتفاء نهج النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم جادة السلف الصالح 

فلا بد من ظهور اثر خير وبركة في من اقتفى اثر الإمام الألباني رحمه الله تعالى وحرص على تعلم كتبه وآثاره العلمية لأنه طيلة حياته لا يخرج قيد انملة عن فقه الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وفق هدي السلف الصالح ووفق أصول وقواعد علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وما تركوه من أصول علمية .

جرى كتابة هذه الرسالة بناء على طلب الابن أحمد بن أيوب ابو عبيد في معرفة كيفية الاستفادة من الإرث العلمي لما كتبه الإمام الألباني رحمه الله تعالى.

وفقنا الله وإياه واياكم أيها القراء إلى ما يحبه الله ويرضاه وان يحسن خاتمتنا وان يرزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح و ان يبسط لنا ولكم رزقه وفضله ورحمته.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

[ الحديث عن خلق الحياء ]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فإن عبارة :" ( لاتقل لا حياء في الدين ).

الصواب فيها أن يقول :( لا حرج في الدين )…..إلى آخر العبارة ".

هكذا وصلتني هذه العبارة 

والصحيح

والصواب :

أن يتم صياغة العبارة صياغة صحيحة فصيحة فيقال :" ( لا حياء في طلب العلم وفي تعلم المسائل والأحكام الشرعية ).أو ( لا حياء في بيان الحق )". 

دل على صحة الإتيان بهذه العبارة بهذه الصيغة أدلة الكتاب العزيز والسنة النبوية فمن ذلك :

                  [ أولا ]

من كلام الله سبحانه وتعالى ؛ قوله تعالى وتقدس :{ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً }{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا }.

              [ ثانيا ]

من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم:

عملا بحديث ام سليم وفيه :جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ( إذَا رَأَتِ المَاءَ ).

فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: ( نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا ).

حديث صحيح في البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى .

وقال الإمام أبو عبد الله البخاري رَحِمَهُ اللهُ تعالى: بَابُ الحَيَاءِ فِي العِلْمِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: " لاَ يَتَعَلَّمُ العِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلاَ مُسْتَكْبِرٌ ".

وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنها : 

[ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدين ].

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ( إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مَثَلُ المُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ ).

فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَادِيَةِ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا بِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( هِيَ النَّخْلَةُ ). قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي، فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا".

وما سبق من الايات و ما ثبت في السنة لا تتعارض مع ما ثبت في كلام الله سبحانه وتعالى وثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قوله تعالى :{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}وقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :( والحياء شعبة من الايمان )و وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى وصححه الألباني في صحيح سنن ابي داود و فيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وإنَّ خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ )ومارواه البخاري رحمه الله تعالى :( إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) 

وفي الصحيحين من حديث سالِمِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمرَ عن أبيهِ [ رضي الله عنهما ] أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ على رجلٍ وَهوَ يعِظُ أخاهُ في الحياءِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ( دَعهُ فإنَّ الحياءَ منَ الإيمانِ).

فالحياء هنا المراد به :" خلق كريم في القلب يقتضي أن ينكف صاحبه عما لا ينبغي من المعاصي، يستحي لا يفعل المعاصي، ولا يفعل الأشياء التي تنتقد عليه، فيمنعه الحياء من فعل الأمور القبيحة فهو من الإيمان وإنما الممنوع هو الحياء المذموم والذي فيه يترك طلب العلم و يبعد فيه عن بيان الحق فهذا ليس من الحياء المحمود الممدوح والذي أتى في الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة الأمر به ".

والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

الاثنين، 29 يوليو 2024

( السنة في حكم صبغ الشعر ).




بسم الله الرحمن الرحيم 



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }أما بعد: 

فإن سبب كتابة هذه الرسالة ذكر الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة في بيان حكم صبغ الشعر .

فنقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان:


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ :  أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  ( غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ ).رواه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد، كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة ). رواه أبو داود والنسائي رحمهما الله تعالى وصححه الألباني في صحيح أبي داود حديث رقم ( ٤٢١٢ )وفي صحيح النسائي حديث رقم ( ٥٠٩٠ ) وفي صحيح الجامع

حديث رقم ( ٨١٥٣ ) وفي

صحيح الترغيب حديث رقم ( ٢٠٩٧ ) وفي تمام المنة حديث رقم ( ٨٥ ) وفي هداية الرواة حديث رقم ( ٤٣٨٠ ).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم ). متفق عليه .

قال الإمام ابن باز رحمه اللهُ تعالى:

" فالذي أوصي به جميع الرجال والنساء: الحذر من تغيير الشيب بالسواد، وأما تغييره بالحناء والكتم، أو بالسواد المخلوط بشيء آخر؛ حتى لا يكون أسود، يكون بين السواد والحمرة، أو أحمر خالص، أو أصفر، هذا كله مشروع، والنبي عليه السلام قال: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون؛ فخالفوهم ). 

فالسنة أن نخالفهم في الصبغ، لكن لا نصبغ بالسواد الخالص".[ انتهى كلامه رحمه الله تعالى من موقعه الرسمي ].


وأما صبغ الشعر بالأسود لمن أراد خطبة أمرأة ففي منعه من جهتين للأحاديث السابقة المحرمة ولما فيه من خداع وتدليس و غش ؛ والرسول  صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي  ) رواه مسلم رحمه اللهُ تعالى في صحيحه .


والحديث الصحيح هو مذهب كل من يخاف الله ويتقه ويخشاه فإذا صح الحديث فهو المذهب وهو المتعبد به 

فإذا ثبت إباحة حكم مسألة او تحريمها بالدليل من كلام الله سبحانه وتعالى أو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فالمتعين وجوب العمل بذلك هذا هو دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده 

وأما آراء الرجال وزخرفة أقوالهم إذا عارضت السنة فأضرب بها عرض الحائط ولا تلتفت اليها وذلك ان هو رسول الله الذي أرسله لتبليغه دينه وإقامة الحجة على العباد والرسول صلى الله عليه وسلم كلامه وحي من الله :{ وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى}.قال الله تعالى وتقدس:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ }{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.

وتفسير هذه الآية الكريمة {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

:" أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته  وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) .

أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا { أن تصيبهم فتنة } أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، { أو يصيبهم عذاب أليم } أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي يقعن في النار يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتقحمن فيها ). قال : ( فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار ، فتغلبوني وتقتحمون فيها  ). أخرجاه من حديث عبد الرزاق". انتهى كلام الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة.

قال الإمام مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الوَهَّابِ رحمه الله تعالى في الأصول الثلاثة : " معنى شَهادةِ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ: طاعتُه فيما أمَرَ، وتصديقُه فيما أخبَرَ، واجتِنابُ ما عنه نهى وزَجَر، وأنْ لا يُعبَدَ اللهُ إلَّا بما شَرَع ".

رزقنا الله وإياكم العلم بالسنة والعمل بها والدعوة إليها والثبات عليها.

والله أعلم ؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

[ علو منزلة و عظيم فضل ( صلة الارحام )وثمراتها الطيبه المباركة المعجلة في الدنيا والآخرة ].




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

أما بعد 

فإن الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه قد بينوا عظيم فضل وعلو منزلة صلة الارحام  وفضل الإحسان إلى القرابة فقال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [سورة الرعد: الآية ٢١].

وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: الآية ١].

وقال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [الإسراء: ٢٦].

وقال الله تعالى وتقدس :{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }[سورة محمد : الاية ٢٢ ].

وفي صحيحي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فأخَذَتْ بحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فقالَ له: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذاكِ.)  قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [سورة محمد: الاية ٢٢]) . وفي رواية قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ}.).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ, فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ). 

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ رحمه اللهُ تعالى.

وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (  لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ )يَعْنِي: قَاطِعَ رَحِمٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وعن أبي أيوب رضي اللهُ عنه أن أعرابيًا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته أو زمامها ثم قال: يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني عن النار، قال: فكف النبي ثم نظر في أصحابه، ثم قال: ( لقد وفق )أو ( لقد هدي)قال: ( كيف قلت؟ ).

قال: فأعادها، فقال النبي: ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، دع الناقة).

 وفي رواية: ( وتصل ذا الرحم ).

فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة ).

رواه البخاري ومسلم رحمهما اللهُ تعالى.

واللفظ لمسلم رحمه اللهُ تعالى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ).

متفق عليه.

وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٥١٩ ) من حديث أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي اللهُ عنهما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إنَّهُ مَن أُعْطيَ حظَّهُ مِنَ الرِّفقِ، فقَدْ أُعْطيَ حظَّهُ من خيرِ الدُّنيا والآخِرةِ، وصلةُ الرَّحمِ، وحُسنُ الخُلُقِ وحُسنُ الجِوارِ، يُعمِّرانِ الدِّيارَ، ويَزيدانِ في الأعمارِ ).

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما 

عن النَّبيّ ﷺ قال: ( لَيْسَ الْواصِلُ بِالمُكافئ، وَلكِنَّ الواصِلَ الَّذي إِذا قَطَعتْ رَحِمُهُ وصلَهَا ).

رواه البخاري رحمه الله تعالى .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلُهم ويقطعوني، وأُحسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ، وأحلُمُ عنهم ويجهلون عليَّ! فقال: ( لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك ).

رواه مسلم رحمه اللهُ تعالى.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

الجمعة، 26 يوليو 2024

( حكم صلاة الضحى )


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فمن قال أنَّ صلاة الضحى تُسَنّ غِبَّاً [ أي تُفعَل أحيانا وتترك أحيانا  ]استدلوا بـِ: حديث أبي سعيد رضي الله عنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ لَا يَدَعُهَا، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ لَا يُصَلِّيهَا).وهو حديث ضعيف 

لضعف إسناده وضعفه أهل العلم منهم الدارقطني في كتابه العلل( ٤ / ٦ ) إذ قال عنه :"مضطرب الحديث ".

وقال الحافظ الذهبي رحمه اللهُ تعالى في كتابه المغني في الضعفاء ( ٢ / ٤٣٦ ):" مجمع على ضعفه ".

وضعفه الإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى في كتابه إرواء الغليل.

والصحيح :ان "صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقد أوصى بها النبي ﷺ أبا هريرة، وأبا الدرداء، وصلاها ﷺ في بعض الأحيان، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: ( كان ﷺ يصلي الضحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله).رواه مسلم في الصحيح، و(صلاها يوم الفتح ضحى ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام-) وقال -عليه الصلاة والسلام-:(  يصبح على كل سلامى من الناس صدقة والسلامى: المفصل، يصبح على كل سلامى من الناس صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى ).

هذا فضل عظيم، ركعتان من الضحى تؤديان هذه الصدقات.

فصلاة الضحى سنة مؤكدة كل يوم، ومن قال: إنها بدعة أو لا تفعل إلا بعض الأحيان فقد غلط، الصواب: أنها سنة تفعل في البيت أفضل، ركعتان، أقلها ركعتان، ولو صلى أربعًا، أو ستًا، أو ثمانًا، أو أكثر، فكله طيب، لكن أقلها ركعتان، وإن زاد وسلم من كل ثنتين؛ فهذا خير؛ ولهذا ثبت عنه ﷺ :(أنه صلاها أربع ركعات).و( صلاها ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام-).

فالمشروع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على صلاة الضحى، هذا هو السنة، وأقل ذلك ركعتان، نعم.

والأفضل عند شدة الضحى؛ لقوله ﷺ: ( صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال).

 الأوابين يعني: الرجاعين إلى الله، أهل العبادة، صلاتهم عند شدة الضحى، عند ارتفاع الضحى، إذا اشتد حر الأرض على فصال الإبل، يعني: أولاد الإبل، صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال يعني: قبل الظهر بساعتين، بساعة ونصف، ثلاث ساعات، هذا هو الأفضل، وأول وقتها عند ارتفاع الشمس، فإذا صلاها بعد ارتفاع الشمس حصل المقصود، وإذا صلاها إذا رمضت الفصال؛ فهذا أفضل، وإن صلى في وقتين فكله خير، نعم ".[ انتهى من كلام الإمام ابن باز رحمه الله تعالى من موقعه الرسمي ].

والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني . 

الأربعاء، 24 يوليو 2024

( الذب عن عرض إمام من أئمة السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ).




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فيقول الله سبحانه وتعالى :{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }.[فاطر:٢٨].

"هذه الآية آية عظيمة، وهي تدل على أن العلماء بالله وبدينه وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم هم أشد الناس خشية لله وأكملهم خوفا منه سبحانه، فالمعنى: إنما يخشى الله الخشية الكاملة هم العلماء بالله، الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه وتبصروا في شريعته وعرفوا ما عنده من النعيم لمن اتقاه، والعذاب لمن خالفه وعصاه، فهم لكمال علمهم بالله هم أشد الناس خشية لله، وأكمل الناس خوفا من الله وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم أكمل الناس خشية لله سبحانه وتعظيما له ثم خلفاؤهم العلماء بالله وبدينه.

وهم على مراتب في ذلك متفاوتة، وليس معنى الآية أن غيرهم لا يخشى الله، فكل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة يخشى الله عز وجل، لكن خشية الله فيهم متفاوتة، فكلما كان المؤمن أبصر بالله وأعلم به وبدينه كان خوفه لله أكثر، وكلما قل العلم وقلت البصيرة قل الخوف من الله وقلت الخشية منه سبحانه".[ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ( ٥ / ٤٨ )].

ولأهل العلم  منزلتهم العالية وفضلهم الكبير 

والتي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :( من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ ).من حديث الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة وأبوداود رحمهم الله تعالى جميعا . وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن أبي داود رحمه الله حديث رقم ( ٣٦٤١ ).

فمن كانت هذه منزلته وهذا عظيم فضله فالذب عن أعراضهم والدفاع عنهم حينما يجهل عليهم من قل خوفه من الله سبحانه وتعالى وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( مَن ردَّ عن عِرضِ أخيه ردَّ اللهُ عن وجهِه النَّارَ يومَ القيامةِ ).

أخرجه أحمد والترمذي وأبوداود رحمهم الله تعالى 

وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترمذي رحمه الله تعالى حديث رقم ( ١٩٣١ ).

لذا فإن اهل العلم أثر عنهم عبارة  [ لامشاحة في الاصطلاح ]  .

والاصطلاح العلمي في الفنون العلمية يعرفه ويدركه  علماء الإسلام لكن قد يجهله من لا يحسن تصور المسائل العلمية في توحيد الأسماء والصفات أو في مسائل الايمان وفقهها  بل تجده يجهل كثيرا من مسائل علوم الشرع ولا يعرفها 

وهو حاطب ليل في الحديث وعلومه فلا علم عنده في تمييز الصحيح من الضعيف أو الموضوع .

وأمثال هؤلاء الجهلة ؛ بليت بهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم  فتصدروا للفتيا وهم ليسوا  من أهلها وفي  صحيحي البخاري ومسلم رحمهما الله من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا ).

و الإمام الألباني رحمه الله نصر السنة وذب عنها ونشرها 

فالله ناصره ويدافع عنه :{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة  : " يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ، كما قال تعالى : { أليس الله بكاف عبده }  " انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير. 

ومن طعن في عرض الإمام الألباني رحمه الله تعالى او طعن في عرض غيره من علماء السنة أتباع السلف الصالح  بغير حق  فإنما هي حسنات تتابع و أجور تتواصل  فتأتيهم في قبورهم فرحم الله أئمة السنة وأعلام الهدى وكبار العلماء علماء السلف الصالح ومنهم الإمام الألباني رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

وليعلم من بلي في تشويه صورة كبار علماء الإسلام بغير حق ب:"إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في منتقصهم معلومة " .

[ من كلام الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في كتابه تبيين كذب المفتري].

والواجب عليهم  : كف إفتراء إلسنتهم عليهم ف:" علامة أهل البدع الوقيعة بأهل الأثر " وإحسان الظن في أهل العلم الذين عرفوا بالسنة والذب عنها 

قال الطحاوي رحمه الله في متن عقيدته المشهورة :"وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل "انتهى كلامه رحمه الله. 

وعلى من أخطأ في حق علماء السنة أن يراجع نفسه في ظلمه لها وتقصيره في حق اهل العلم وأن يصحح سوء فهمه لمسائل علوم الشرع وان يراجع أقوال كبار العلماء بما في ذلك مسائل الإيمان وان يتصورها التصور الصحيح المطابق لمراد الشارع الحكيم والذي عليه هؤلاء الأئمة الأعلام .

كفى الله المسلمين شر من أراد بأهل الخير شرا .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

…………

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

عفا الله عنه.

الثلاثاء، 23 يوليو 2024

( الفائدة العلمية الثالثة )


ذكر الحافظ ابن كثير رحمه اللهُ تعالى في كتابه [البداية والنهاية ] في حوادث  ٧٠٥ هـ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد سجن مظلوما بسبب مسائل علمية هو مصيب فيها لأن معه أدلة الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وإجماع السلف الصالح وهي في مسألة العرش، ومسألة الكلام، ومسألة النزول.

فعندما أخرجوا من السجن دعا أخوه عبد الله الملقب بالشرف على من تسبب في حبسه ظلماً وعدواناً، فمنعه شيخ الإسلام، وقال له: بل قل: اللهم هب لهم نوراً يهتدون به إلى الحق.

وفي هذه القصة فوائد علمية 

فهذا الخلق الطيب وحسن الخلق من الإمام ابن تيميه رحمه اللهُ تعالى تدل على رسوخه في العلم وإمامته وفضله ورحمته في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وشفقته عليهم وهذا منه اتباع لطريقة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام في رحمتهم وشفقتهم على الناس فحينما أتى ملك الجبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم في ان يطبق على أهل الطايف الأخشبين وذلك بعد أذيةتهم له قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:( بل أدعو الله ان يخرج من أصلابهم من يعبد الله)

وصاحب ياسين قال بعد ان قتله قومه وخرج قصبه مع دبره :{ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }.

قال قتادة رحمه اللهُ تعالى : " لا تلقى المؤمن إلا ناصحا ، لا تلقاه غاشا ..".

وفي قوله تعالى وتقدس :{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.

قال الإمام السعدي رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:" وهذا من نصحه عليه الصلاة والسلام وشفقته عليهم، حيث خاف عليهم العذاب الأبدي، والشقاء السرمدي، كإخوانه من المرسلين الذين يشفقون على الخلق أعظم من شفقة آبائهم وأمهاتهم، فلما قال لهم هذه المقالة، ردوا عليه أقبح رد ".

وأما نهج وخلق أهل البدعة والضلالة وجماعات الضلال فمبنية على سوء الخلق ورديئه وعلى العنف والغلظة والشدة 

لهذا وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم الأمين صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم}

وفي حديث أم المؤمنين عائشة الطاهرة المبرأة رضي الله عنها وعن والدها قالت :( لم يَكُن فاحِشًا ولا مُتفَحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواقِ ، ولا يَجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ ، ولَكِن يَعفو ويَصفَحُ ).

رواه الترمذي رحمه اللهُ تعالى في سننه وصححه الإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح الترمذي .

وفي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كُنْتُ أمْشِي مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ أثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أمَرَ له بعَطَاءٍ.

وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: كأَنِّي أَنظُرُ إِلَى رسولِ اللَّه ﷺ يَحْكِي نَبِيًّا مِن الأَنْبياءِ صلوَاتُ اللَّهِ وَسلامُه عَلَيهم ضَرَبَهُ قَومُهُ فَأَدْمَوهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجهِهِ ويقول: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَومي فَإِنَّهُم لا يَعْلَمُونَ ).متفقٌ عليه.

وعن أبي هريرة  رضي اللهُ عنه قال : أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: ( لَيس الشَّديدُ بِالصُّرعَةِ، إِنَّما الشَّديدُ الَّذِي يَملِكُ نفسَهُ عِندَ الغضبِ متفقٌ عليه)

و"  من أسباب هداية البشر: الصفح، والعفو، والإعراض عن الجاهلين، والحلم من أسباب توفيق الله للعبد، ومن أسباب رضا الله عنه، ومن أسباب هداية الآخرين على يديه، كما قال الله جلَّ وعلا: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. [الأعراف:١٩٩]، وقال جلَّ وعلا في كتابه العظيم: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}. [آل عمران:١٥٩]."

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والحلم وحسن الخلق وحسن الخاتمة .

( الفائدة العلمية الثانية )

 بسم الله الرحمن الرحيم 






من الفوائد التي تم اقتناصها  من  مؤلفات الإمام الألباني رحمه الله تعالى فقد رأيته تحدث عن عبارة [ شيخ الإسلام ] فكأنه مال إلى القول بكراهتها وأبدى علة منعه من تجويز هذه العبارة كما في الصورة المرفقة من كتاب ( رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ) تأليف العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه اللهُ تعالى بتحقيق الإمام محمدناصر الدين الألباني رحمه اللهُ تعالى وقد أرفقت صورة الغلاف والصفحة للرجوع اليها وقراءة ما فيها من فوائد .

( الفائدة العلمية الأولى )

 بسم الله الرحمن الرحيم 



هنا فوائد علمية أحببت اطلاع طلاب العلم عليها :





ذكر شيخنا الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في ( القول المفيد ) ( شرح كتاب التوحيد للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى) أربع معاني لمعنى لفظ ( أمة ) 

وهذا نص ماذكره رحمه الله تعالى:" قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: من الآية٣٦] .

قوله: {ولقد} اللام موطئة لقسم مقدر، وقد: للتحقيق. وعليه، فالجملة مؤكدة بالقسم المقدر، واللام، وقد.

قوله: {بعثنا} أي: أخرجنا، وأرسلنا في كل أمة. والأمة هنا: الطائفة من الناس. وتطلق الأمة في القرآن على أربعة معان:

أ- الطائفة: كما في هذه الآية.

ب- الإمام، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} [النحل: من الآية١٢٠] .

ج- الملة: ومنه قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: من الآية٢٢] .

د- الزمن: ومنه قوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: من الآية٤٥] .

وفي هذه الصورة المرفقة ذكروا خمس معاني .

الجمعة، 19 يوليو 2024

فقد جرى بحث علمي عن حكم إطلاق عبارة :( بورك فيك) لمن فعل خيرا لك او للمسلمين . فمن طلاب العلم من ير افضلية عبارة ( بارك الله فيك) بخلاف العبارة السابقة لأمور منها

 بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

 :

أولا:

فضيلة التصريح بذكر أسم الله تعالى وتقدس .

ثانيا :

ان عبارة ( بورك فيك ) مبنية للمجهول وفي هذا الأمر ما فيه ،

وبعضهم ير مشروعيتها عملا بدلالة الكتاب العزيز قال الله تعالى وتقدس :{ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

وعملا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث المتفق على صحته :( يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ).

فيقال في جواب كلا العبارتين :( آمين ولكم بمثل).

عملا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

وهذا إذا كان المجتمع موحدا سنيا سلفيا وأما كان خلاف ذلك 

فيتأكد قول عبارة :( بارك الله فيك) بخلاف ( بورك فيك).لأن لأهل البدع والخرافات معتقدات فاسدة منها التبرك بالصالحين .

والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

•••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

بسم الله الرحمن الرحيم


لمن أراد الاستيضاح عن توجهات أصحاب الفكر الضال عملا بقوله تعالى وتقدس :{ ولتستبين سبيل المجرمين }

فهنا ملحوظة هامة وذلك في إيضاح الفرق  بين (أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح) وبين (أهل البدع والفرق الضالة والتحزبات السياسية المنحرفة )يتبين ذلك في أن ( أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) أهل محبة لعموم الناس ويحرصون على بيان الهدى والخير لهم ومن أعظم صور المحبة النصح لهم وذلك عملا بكلام الله سبحانه وتعالى واتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفقا لهدي صحبه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وفق ضوابط الشرع الحنيف فطريقتهم محبة ونصح وليس فيها بغض وفضح بخلاف ( أهل البدع والضلال والأهواء والأحزاب )فإنهم ( أهل تجميع للضلال والضلالة) وذلك فإنهم يسكتون عن جرائم وبدع أفراد حزبهم  بحيث لا ينفر عن ضلالهم احد ولو عمل حزبهم الشرك بالله سبحانه وتعالى .

ولو خالف حزبهم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

ولو كان عمل حزبهم فيه تفريق لجماعة المسلمين وفيه شق لعصى طاعة ولي أمر المسلمين 

 فإن توجيهات الحزب عندهم مقدسة وآراء رموزهم معظمة

ولو خالفت الكتاب العزيز وكان بها مضادة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولو كان فيها جلب مفاسد عظيمة و إبعاد مصالح عامة عظيمة للمسلمين فلا دين يدينون به ولا عقل سليم يردعهم فهم في غيهم يعمهون .

………

كتبه : غازي بن عوض العرماني .

[ شرح مختصر لقول الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النفيس [ درء تعارض العقل والنقل ( ٩ / ٣٤ ) ] ؛ ونصه :" ‏وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدهم نظرا ويعميه عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرا ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه فلا حول ولا قوة إلا به. فمن اتكل على نظره واستدلاله أو عقله ومعرفته خذل؛ ولهذا كان النبي ﷺ كثيرا ما يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)".]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فالله ربنا سبحانه وتعالى يفعل مايشاء  في خلقه : {ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلاَ هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ، وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزِيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلَهَ الْحَقِّ ).[ خرجه الامام أحمد رحمه الله تعالى والحاكم رحمه الله تعالى والنسائي رحمه الله تعالى في الكبرى والبزار رحمه الله تعالى والبخاري رحمه الله تعالى في الأدب المفرد وأبو نعيم رحمه الله تعالى في معرفة الصحابة وصححه الامام الألباني رحمه الله تعالى في تخريج فقه السنة ( ٢٨٤ )

وفي صحيح الأدب المفرد حديث رقم ( ٥٣٨ )وهذا التخريج استفدته من احد الإخوة طلاب العلم ]

فأفعال الله سبحانه وتعالى دائرة بين الفضل والرحمة وبين الحكمة والعدل ؛ فيهدي ويوفق الله سبحانه وتعالى من يشاء إلى صراطه المستقيم فضلا ورحمة .

ويضل من يشاء عنه عدلا وحكمة ؛ قال الله تعالى:{ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }

"الهداية بيده -جل وعلا- يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ليست بيد العبد، العبد ليس بيده إلا دعاء الله، والضراعة إليه، والعمل بطاعته، والجد في الطاعة، والله الموفق، يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، له الحكمة البالغة سبحانه وتعالى.

ولكن العبد يسأل ربه الهداية، كما قال -جل وعلا- في سورة الفاتحة: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }والله يقول -جل وعلا-: ( كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم )هكذا جاء في الحديث الصحيح القدسي، فالمؤمن، والعبد يسأل ربه الهداية، والتوفيق، والصلاح، ويحرص على أسباب الخير، ويصحب الأخيار.. هكذا، ويسأل ربه الهداية، ربنا هو الذي يهدي من يشاء "وقوله تعالى : { فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء } أي : بعد البيان وإقامة الحجة عليهم يضل تعالى من يشاء عن وجه الهدى ، ويهدي من يشاء إلى الحق ، { وهو العزيز } الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، { الحكيم  } في أفعاله ، فيضل من يستحق الإضلال " عدلا وحكمة "، ويهدي من هو أهل لذلك " فضلا ورحمة ".

فالدعاء سلاح المؤمن قال الله تعالى وتقدس" :{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } أي : لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ ، الذين يتبعون ما تشابه من القرآن ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم ، ودينك القويم { وهب لنا من لدنك } أي : من عندك { رحمة }تثبت بها قلوبنا ، وتجمع بها شملنا ، وتزيدنا بها إيمانا وإيقانا { إنك أنت الوهاب }

قال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي - وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب - قالا جميعا : حدثنا وكيع ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ، رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (  يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )ثم قرأ : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } رواه ابن مردويه من طريق محمد بن بكار ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ، وهي أسماء بنت يزيد بن السكن ، سمعها تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه : ( اللهم مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ) قالت : قلت : يا رسول الله ، وإن القلب ليتقلب ؟ قال : ( نعم ، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل ، فإن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه ) . فنسأل الله ربنا ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة ، إنه هو الوهاب ".

"وقد روى أبو داود والنسائي وابن مردويه ، من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ - زاد النسائي وابن حبان : وعبد الله بن وهب ، كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب حدثني عبد الله بن الوليد التجيبي ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك ، اللهم إني أستغفرك لذنبي ، وأسألك رحمة ، اللهم زدني علما ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ).لفظ ابن مردويه ".[ من الامام ابن كثير رحمه الله تعالى بتصرف يسير ].

قال الإمام  البغوي رحمه الله تعالى في قوله سبحانه وتعالى :" 

{. .له الخلق والأمر }له الخلق لأنه خلقهم وله الأمر ، يأمر في خلقه بما يشاء . قال سفيان بن عيينة [ رحمه الله تعالى]: فرق الله بين الخلق والأمر فمن جمع بينهما فقد كفر " .

قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى:"  { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ } أي: له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات علويها وسفليها، أعيانها وأوصافها وأفعالها والأمر المتضمن للشرائع والنبوات، فالخلق: يتضمن أحكامه الكونية القدرية، والأمر: يتضمن أحكامه الدينية الشرعية، وثم أحكام الجزاء، وذلك يكون في دار البقاء، { تَبَارَكَ اللَّهُ } أي: عظم وتعالى وكثر خيره وإحسانه، فتبارك في نفسه لعظمة أوصافه وكمالها، وبارك في غيره بإحلال الخير الجزيل والبر الكثير، فكل بركة في الكون، فمن آثار رحمته، ولهذا قال: فـ { تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ولما ذكر من عظمته وجلاله ما يدل ذوي الألباب على أنه وحده، المعبود المقصود في الحوائج كلها أمر بما يترتب على ذلك، فقال: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }".

واصحاب المذاهب الضالة الباطله يقولون :" الخلق والأمر معناهما واحد ".

ليتسنى لهم القول بنفي الأسماء والصفات ومن ذلك منع كلام الله سبحانه وتعالى ومن ثم ظهرت فتنتهم وهي القول بخلق القرآن .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية :" 

ولقد أتى الفرقان بين الخلق وال ... أمر الصريح وذاك في الفرقان

وكلاهما عند المنازع واحد ... والكل خلق ما هنا شيئان

والعطف عندهم كعطف الفرد من ... نوع عليه وذاك في القرآن

فيقال هذا ذو امتناع ظاهر ... في آية التفريق ذو تبيان

فالله بعد الخلق أخبر أنها ... قد سخرت بالأمر للجريان

وأبان عن تسخيرها سبحانه ... بالأمر بعد الخلق بالتبيان

والأمر إما مصدر أو كان مفعـ ... ـولا هما في ذاك مستويان

مأموره هو قابل للأمر ... كالمصنوع قابل صنعة الرحمن

فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور ... كالمخلوق ينفى لانتفا الحدثان

وانظر إلى نظم السياق تجد به ... سرا عجيبا واضح البرهان

ذكر الخصوص وبعده متقدما ... والوصف والتعميم في ذا الثاني

فأتى بنوعي خلقه وبأمره ... فعلا ووصفا موجزا ببيان

فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآن ".

فالله سبحانه وتعالى رحمة منه وفضلا انزل سورة الفاتحة تقرا في كل ركعة من كل صلاة وفيها :{ إياك نعبد وإياك نستعين}

ليدعو العباد الله 

ويذكرهم بدعائه  سبحانه وتعالى كل ذلك فضلا منه ورحمة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم .

والعبادة والاستعانة من أنواع توحيد الألوهية الذي لا يصرف إلا لله عز وجل.

فنعم الله علينا كثيرة لا تعد ولاتحصى.{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}

( يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك ).

( اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ).

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••

كتبه : غازي بن عوض العرماني . 

السبت، 13 يوليو 2024

بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما …..


ان كتب هؤلاء الروافض 

التي كتبوها بأيديهم ودونوها بأسفارهم المشبوهة ذكرت عنهم ولا نقول تخرصا عنهم بل هم من كتب ذلك :

أولا:

إباحة الزنى تحت مسمى المتعة ورتبوا على هذه الفاحشة ( المتعة )أجورا عظيمة ذكروها مستدلين بأحاديث موضوعة مكذوبة تم صنع هذه الأحاديث بإلسنتهم الفاجرة وحتى ذكروا ان للمتعة المتزوجة أثناء معاشرتها لرجل آخر غير زوجها أجورا عظيمة أتوا بهذه الأجور الفاجرة المكذوبة  ليزينوا لأنفسهم الزنى وينشروها بينهم وهو الان واقع في مجتمعاتهم البهيمية المتجردة عن التصرفات الإنسانية السوية .

ثانيا :

أباحوا اللواط في أطفالهم الذكور حتى قال أحد من وضع نظما فقهيا لهم :" وجائز نكاح الأمرد ".فأتى شرح هذا النظم ب:" جواز نكاح الأمرد وهو الذي لم ينبت الشعر في عارضيه وتغييب الحشفة …." 

كلام قذر لا يصدر  إلا من أصحاب فكر قذر وديانة منحرفة و لا يستغرب منهم ذلك فتاريخهم الاباحي وراثي أخذوه أبا عن جد من مزدك وفاسد قوم ساسان ولو تأمل …. قرب ( لفظ) و( معنى ) [ شيعة وشيوع ]

فهم من نشر الشيوعية الاباحية .

وأما الشرع الحنيف فأخبر بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعلو منزلتهما وفضلهما وأنهم من الشهداء وأن كل واحد منهم يزن امة محمد صلى الله عليه وسلم فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال :خرج إلينا رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ فقال : ( رأيتُ كأني أُعْطيتُ المَقاليدَ والموازينَ فأما المقاليدُ فهى المفاتيحُ فَوُضِعَتُ في كِفَّةٍ وَ وُضِعَتْ أُمتي في كِفَّةٍ فَرَجَحْتُ لهم ثم جيء بأبي بكرٍ فَرَجَح بهم ثم جيء بعمرَ فَرَجَح بهم ثم جيء بعثمانَ فَرَجَح ثم رُفِعَتْ ).

فقال له رجلٌ : فأين نحن ؟ قال ( أنتم حيث جَعلتم أنفسَكم ).

أخرجه الإمام أحمد والطبراني وابن ابي شيبة وابن ابي عاصم رحمهم الله تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في تخريج كتاب السنة حديث رقم ( ١١٣٨ ).

وأمة محمد صلى الله عليه وسلم متفقة مجمعة تواترا لفظا ومعنى على فضلهم وإمامتهم وعلو منزلتهم وأما شذاذ السبأية فلا عبرة بهم فهم باطنية يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر المحض 

وإما عائشة رضي الله عنها فقد أتت براءتها بكلام الله ربنا سبحانه وتعالى فالمبرأة من فوق سبع سموات هي أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما، وذلك حين رماها أهل الإفك والبهتان بما قالوه من الكذب والفرية حيث اتهموها بفاحشة الزنا، فأنزل الله براءتها في الآيات من سورة النور في قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ }...

وأما ( هجوم ) هؤلاء الخونة الفجرة القذرين وتطاولهم على اهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فهذا دليل صدق أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنها الحق ودعوتها ودينها حق منزل بكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا معتقد الصحب رضي الله عنهم أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

وأبشر بالخير ……فجهودكم  وأقوالكم وأعمالكم شوكة في حلوقهم وهكذا كان جدك الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى 

و[ الشئ من معدنه لا يستغرب

‏وصلاح الفرع من طِيب الأصل ]

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

…….

كتبه محبكم في الله:

غازي بن عوض العرماني

الاثنين، 1 يوليو 2024

أصول السعادة :


توحيدالله سبحانه وتعالى وخشيته في الغيب والشهادة والصبر والرضا والإيمان والتسليم والقناعة والحلم وسعة الصدر وحسن الخلق ولزوم الاتباع وترك الابتداع وجماع ذلك العلم النافع بالكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وفق هدي السلف الصالح وهنا أمور فيها يكون العيش بسعادة جربها العقلاء منها:

أولا:

لا تكره احدا مهما اخطأ في حقك.

ثانيا:

لا تقلق أبدا مهما بلغت الهموم.

ثالثا:

عش في بساطة مهما علا شأنك.

رابعا:

توقع خيرا مهما كثر البلاء.

خامسا:

أعط كثيرا ولو حرمت.

سادسا:

ابتسم ولو القلب يقطر دما.

سابعا :

لا تقطع دعاءك لأخيك.

………

كتبه : 

غازي بن عوض العرماني