بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فقد أطلعني الأخ الشيخ هديبان بن عوض العرماني على جزء من كلام للإمام الألباني رحمه الله يقول فيها : " أنا أقول لك : إذا ما قرأت كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم تكون على ضلال ، ما دام أن تسألني فهذا هو الجواب ". [ المصدر : احد أشرطة سلسلة الهدى والنور رقم ( ٥٦٩ )] .
ومن فضل الله علينا ورحمته أن قد اطلعت على هذه الكلمة سابقا ؛ لكن أحببت أن اعلق على كلام هذا الإمام رحمه الله عن هؤلاء الأئمة فأقول:
فهذه وصية من الإمام الألباني رحمه الله في حث طلاب العلم على الاطلاع على كتب هؤلاء الأئمة ولعل سبب وصيته هذه أن جل أو كل مؤلفات هؤلاء الأئمة الأعلام كلها في العقيدة :
إما بيان لمعتقد الصحيح
أو حث عليها
أو دفاع عنها
مع تفنيد لشبهات جميع مذاهب وفرق الضلال على كثرتها وتنوعها وتعدد فرقها .
وانظروا في هذا العصر خرجت جماعة التبليغ والاخوانية والملاحدة فجميع شبه جماعة التبليغ رد عليها في تفنيده لشبهات الصوفية
وجميع شبهات حزب الإخوان والاباضية رد عليهم في ايضاحه لشبهات الخوارج
وهكذا الحال في الروافض
وجميع فرق التعطيل الجهمي من اشاعرة كلاببة وكرامية وسالمية وماتريديه ومعتزلة
حتى تفنيد شبهات العلمانية والليبرالية والعقلانية موجودة في رده على علماء الكلام والفلاسفة والمعتزلة .
حتى أنني قرأت له رسالة الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان يذكر فيها أن أحد الحجاج الهنود السحرة يسافر من الهند في لحظات إلى مكة المكرمة ويحاذي الميقات
فلا يحرم بحج أو عمرة وهو على ظهر الجني ثم بين خطأه ..
ومن هذه المسألة استفاد أهل العلم في جواز الاحرام عند محاذاة الميقات أثناء السفر بالطائرة ..
واقول : من قرأ كتب هذين [ أو هذان الوجه الاخير اجازه ابن تيميه واستدل بقوله تعالى :{ إن هذان لساحران } وقد أنكر علينا احد الاخوة طلاب العلم قبل سنوات كتابة [ هذان ] وهي في محل مفعول به والمتبع كتابتها [ هذين] فأرشدته إلى هذه القراءة واقوال أهل العلم بما فيهم رأي شيخ ابن تيميه رحمه الله في احد المواضع من كتبه فسكت علما بأن هذا الرأي ليس لشيخ ابن تيميه رحمه الله وحده فقد سبقه علماء وأئمة في اللغة العربية ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد زعم قوم أن قراءة من قرأ: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ لحن وأن عثمان رضي الله عنه قال: إن في المصحف لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها. وهذا خبر باطل لا يصح"ومن زعم أن الكتاب غلط فهو الغالط غلطًا منكرًا، فإن المصحف منقول بالتواتر وقد كتبت عدة مصاحف وكلها مكتوبة بالألف فكيف يتصور في هذا غلط " [ مجموع الفتاوى ( ٢ / ٢٥٢ )]
أعود واقول : من قرأ مؤلفاتهما رحمهما الله انكشف له ضلال هذه الفرق المحدثة فمامن فرقة ضالة منحرفة لها وجود حادث في هذا العصر إلا وشبهاتها لها أصل قديم يرجع إلى مذهب منحرف قديم .
وهذا معروف معلوم عند أهل العلم . والمتأمل في كتب هذين الإمامين
سواء في ايضاحهم للحق ونصرته ونصرة أهله
أو في بيانهما لباطل الفرق الضالة
أو في تفنيدهم لشبهات أهل الضلال يجد اعتمادهم على كلام الله سبحانه وتعالى وعلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو على هدي السلف الصالح في البيان أو الرد أو التفنيد
وذلك لإدراكهما رحمهما الله أن الحق في الكتاب العزيز والسنة النبوية وما عداهما فأقوال البشر فلا تعارض بكلام رب البشر .
وكل خير مأمور به موجود في نصوص الوحيين واعظم ذلك التوحيد والسنة والطاعات وكل شر محذر منه مثل الشرك والبدع والمعاصي موجود فيهما .
ولا يمنع من وجود حجج عقلية فيها إيضاح للحق ونصرة له
ولو لم يؤلف ابن تيميه رحمه الله أو غيره من أئمة السنة واعلام السلف كتابا أو رسالة
لكان كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الهدى والنور والغنية والكفاية إذ أن الاعتصام والنجاة لا يكون إلا باتباع الوحيين - كتابا وسنة -
رحم الله أئمة السنة
ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
.........
كتبه : غازي بن عوض العرماني