السبت، 20 أغسطس 2022

السؤال : كيف نجمع قصة قتل الخضر عليه الصلاة والسلام للغلام وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) ؟

 بسم الله الرحمن الرحيم 





الجواب : 


إجابة لسؤالك نقول وبالله التوفيق 

              ( أولا )


 جواب إجمالي : 

فأحيلك على ملئ ( ومن أحيل على ملئ فليتبع ) فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

 " وهذا الغلام الذي قتله الخضر: قد يقال فيه: إنه ليس في القرآن ما يبين أنه كان غير مكلف، بل ولا ما يبين أنه كان غير بالغ، ولكن قال في الحديث الصحيح: الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً، ولو أدرك لأرهق أبويه طغياناً وكفراً.وهذا دليل على كونه لم يدرك بعد، فإن كان بالغاً - وقد كفر - فقد صار كافراً بلا نزاع.وإن كان مكلفاً قبل الاحتلام في تلك الشريعة، أو على قول من يقول: إن المميزين مكلفون بالإيمان قبل الاحتلام، كما قاله طوائف من أهل الكلام والفقه، من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم - أمكن أن يكون مكلفاً بالإيمان قبل البلوغ.ولو لم يكن مكلفاً، فكفر الصبي المميز صحيح عند أكثر العلماء، فإذا ارتد الصبي المميز صار مرتداً، وإن كان أبواه مؤمنين، ويؤدب على ذلك باتفاق العلماء ، أعظم مما يؤدب على ترك الصلاة، لكن لا يقتل في شريعتنا حتى يبلغ.

فالغلام الذي قتله الخضر: إما أن يكون كافراً بالغاً، كفر بعد البلوغ ، فيجوز قتله.وإما أن يكون كافراً قبل البلوغ ، وجاز قتله في تلك الشريعة، وقُتل ، لئلا يفتن أبويه عن دينهما، كما يقتل الصبي الكافر في ديننا، إذا لم يندفع ضرره عن المسلمين إلا بالقتل. بل الصبي الذي يقاتل المسلمين يُقتل، فقتل الصبي الكافر المميز: يجوز لدفع صِياله الذي لا يندفع إلا بالقتل.وأما قتل صبي لم يكفر بعد، بين أبوين مؤمنين، للعلم بأنه إذا بلغ كفر وفتن، فقد يقال إنه ليس في القرآن ما يدل عليه، ولا في السنة. وقد يقال: بل في السنة ما يدل عليه، ومنه قول ابن عباس لنجدة الحروري، لما سأله عن قتل الغلمان: إن علمت منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام: فاقتله ، وإلا فلا. رواه مسلم.

والمعلوم من الكتاب والسنة لا يعارض إلا بما يصلح أن يعارض به.ومن قال بالأول، يقول: إن الله تعالى لم يأمر أن يعاقب أحدٌ بما يعلم أنه يكون منه ، قبل أن يكون منه، ولا هو سبحانه يعاقب العباد بما يعلم أنهم سيعملونه حتى يفعلوه" انتهى كلامه رحمه الله[درء تعارض العقل والنقل" ( ٨ / ٤٢٧ )].


             ( ثانيا )

جواب مختصر تفصيلي :

أن فطرة هذا الغلام الذي قتله الخضر عليه الصلاة والسلام والتي فطر عليها مطبوعة على الكفر دل على ذلك ما ثبت في السنة من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( الغلامُ الذي قَتَلَهُ الخَضِرُ طُبِعَ يَومَ طُبِعَ كافِرًا ، و لو عاشَ لَأَرْهَقَ أبَويْهِ طُغيانًا و كَفَرَا )

رواه مسلم رحمه الله. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

..........

كتبه : غازي بن عوض العرماني.