الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

《 إيضاح كبار علماء الإسلام لمعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراءَ وإن كان مُحقًّا ) 》



       بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فيقول الرسول ﷺ: ( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراءَ وإن كان مُحقًّا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حَسُن خلقه) . رواه ابوداود رحمه الله في سننه وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود ( ٤٨٠٠ ) . 

فشد للانتباه ودفعا للاشتباه اذ قد يرى بعض الإخوة طلاب العلم ممن قل نصيبه في العلم على جواز  الاستدلال بهذا الحديث على ترك بيان الحق وتفنيد الشبه إبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبع أهل الضلال في ضلالهم امتثالا لقوله تعالى :{ ولتستبين سبيل المجرمين } .

وقوله تعالى وتقدس:{ وجادلهم بالتي هي أحسن } 

ولم يعلم أن الرد على المخالف أصل من أصول السنة العظام 

و منزلة هذا الأصل رفيعة جليلة

ففيه نشر العلم ونصر الحق وكسر الباطل وازهاقه إن الباطل كان زهوقا وفيه تتبين دقة بحث المسائل العلمية ويتم جلاؤها وكشف خفائها وفيه العلم الجم ؛ وهو من الجهاد في سبيل الله بل أعظم الجهاد وافضله واكبره ولا يقوم به الا الخاصة من أهل العلم ، وهو من افضل صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .[ من فضل الله علينا ورحمته فلنا عدة رسائل في بيان أهمية الرد على المخالف من آخرها تأليفا رسالة لنا بعنوان [ أهمية الردود العلمية ]

وقد أحببنا عرض كلام كبار علماء الإسلام وأئمة السنة واعلام الهدى في شرحهم لهذا الحديث ؛ قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" معناه أنه ينبغي له أن يترك الكذب ولو كان في المزح، ويبتعد عن الكذب حتى ولو كان في المزح، فالمؤمن لا يكذب: لا مازحًا، ولا جادًّا.

فهذا فيه الحثّ على حُسن الخلق، وأنه ينبغي للمؤمن أن يُجاهد نفسه في ذلك، ويحرص على طيب الخلق، يقول ﷺ : ( إنَّكم لن تسعوا الناسَ بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه، وحُسن الخلق ) ، ولا سيَّما مع الأهل والأولاد والإخوان والجيران والجُلساء، وأمَّا مَن ظهر منه ما يُوجب الغلظة عليه فهذا شيءٌ آخر، قال تعالى: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }، فمَن ظلم واستحقَّ أن يُغلظ عليه فذاك له شأنٌ آخر ".انتهى كلامه رحمه الله [ من شرحه لكتاب رياض الصالحين  ] .و قال الإمام الألباني رحمه الله في شرحه لهذا الحديث :

" يعني واحد يجادل الآخر إما أن يكون الحق معه أو يكون الحق مع صاحبه ثم في أثناء الجدل طبيعة الإنسان يعني كما قال رب الأنام : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } ؛ فهو ينتصر لنفسه ويعرف أنه يجادل بالباطل ثم يتذكر هذا الحديث فيقطع الجدال فهذا حينما يعلم أنه يجادل بالباطل فيقطع الجدال بالباطل يبنى له بيت في ربض الجنة أما الآخر أي يجادل والحق معه لكن يجادل ويجادل ويرى أن هذا الجدل مع ذلك المبطل لا يؤتي ثمرة الجدال الثمرة المرجوة من مثل قوله تعالى :{ وجادلهم بالتي هي أحسن }  فيبدو له أن هذه المجادلة لا تفيد ولا تحقق الغاية من المجادلة بالتي هي أحسن فيقطع المجادلة والحق معه فهذا يكون جزاؤه عند الله عز وجل أن يبنى له بيت في أعلى الجنة " انتهى كلامه رحمه الله [ فتاوى عبر الهاتف والسيارة ( ١٦٩ )] .

لعل في إيضاح هؤلاء الأئمة كفاية لمن أراد الحق .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.

الأحد، 28 أغسطس 2022

《 إيضاح خطأ عقدي وقع في هذا العصر و تفنيد احد شبه الخوارج قديما في كيفية التعامل مع ولاة الامر 》

 

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فقد أطلعني احد الاخوة الكرام على مقطع فيديو من قام بإعداده وضع له عنوانا هو : [ الإمام المحبوس ] .

فأقول أن هذا الذي تم توقيفه بأمر من ولي الأمر اقتضاء لمصلحة شرعية عامة يرعاها ويحفظها ويقدرها ولاة أمرنا 

وهذا المحبوس ليس إماما من أئمة السنة بل قد تفضل ولاة الأمر فجعلوه في منصبه الذي كان فيه مع تفضل ولاة الأمر وجعلوه في منصب آخر فقابل اليد التي أحسنت إليه بنكران الجميل والطعن فيها علانية مع فقدانه للإدلة النقلية والحجج العقلية فلما نشر وأعلن مخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية النصيحة لولاة الأمر واشهر ذلك بوسائل الإعلام المختلفة بطريقة تخالف أصول السنة وتضاد القواعد الشرعية لأهل العلم مع محاولته إشاعة الفتنة تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لكف شره ودرأ فتنته وحماية للمسلمين من شره ؛ وسأورد نص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى والذي يقطع النزاع وجوبا ويمنع تمييع أو تضييع أو تهميش هذا الأصل ويتعين اتباعه فرضا هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم :  ( من أراد أن ينصح السلطان فلا يبذل [ فلا يبدها ] له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه ذلك، وإلا كان أدى الذي عليه ) .

رواه الإمام أحمد في مسنده( ١٥٣٦٩) والحاكم ( ٥٢٦٩) وصححه وابن أبي عاصم في السُنة ( ١٠٩٦)  والبيهقي في السنن الكبرى ( ١٦٤٣٧)  والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣٦٧ ) وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.

وفي الحديث :

اشتراطات ثلاث لتوجيه النصح لولي الامر:

                      (  أولها  )


فلا يبذلها له علانية( لا يبدها علانية )  :

 وهذا نص صريح في منع اعلان الإنكار على ولي الأمر فهل نأخذ براي فلان أو فلان أو نأخذ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم  . فلا شك أن الواجب المتعين على كل مسلم أتباع ماجاء في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يخالف في هذا إلا جاهل فيعلم أو ضال نسأل الله له الهداية أو أن يكفي الله المسلمين شره.


           (    الثاني  )

يأخذ بيده : 

بحيث لايكون حوله احد يسمع النصيحة ابعد عن الرياء وأبلغ في النصح وإغلاق لابواب الشر  التي يتضمنها النصح علانية .


                  (  الثالث ) 

وليخلوا به : 

مثل الأول والثاني   وأتى به للتأكيد على أهمية وجوب النصح سرا لما يترتب على العلن شرور عظيمة .

وقد رأيت مجموعة من رموز الخوارج الإخوانية يريدون تضعيف هذا الحديث هوى وليا لاعناق النصوص تبعا لتوجهات حزبهم و ليتسنى لهم جواز الطعن و [ النهيق ] علانية على ولاتهم .

قال الإمام الألباني رحمه الله  في تعليقه على مختصر صحيح مسلم : "يعني: المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملإ، لأن في الإنكار جِهارًا ما يٌخشى عَاقِبَتُه، كما اتَّفق في الانكار على عثمان جِهارًا، إذ نشأَ عنه قتله". 

يؤيد ذلك ما ذكره الإمام  البخاري رحمه الله في صحيحه 

:" قيل لأسامة ابن زيد رضي الله عنه : لو أتيت فلانا -يعنون عثمان رضي الله عنه- فكلمته.

قال: ( إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أن أسمعكم، إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ).

قال الإمام أحمد رحمه الله: حدَّثَنَا أبو النضر: ثنا الحشرج بنُ نَبَاتة العِبْسِيُّ: حَدَّثَنا سعيدُ بنُ جُمْهانَ قال: أتَيتُ عبدَ اللهِ بنَ أبي أَوفى وهو مَحجوبُ البَصرِ، فسَلَّمتُ عليه، قال لي: مَن أنتَ؟ فقُلتُ: أنا سعيدُ بنُ جُمْهانَ، قال: فما فَعَلَ والدُكَ؟ قال: قُلتُ: قَتَلَتْه الأزارقةُ، قال: لَعَنَ اللهُ الأزارقةَ، لَعَنَ اللهُ الأزارقةَ، حَدَّثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهم كِلابُ النَّارِ، قال: قُلتُ: الأزارقةُ وَحدَهم أم الخَوارجُ كلُّها؟ قال: بلِ الخَوارجُ كلُّها، قال: قُلتُ: فإنَّ السُّلطانَ يَظلِمُ النَّاسَ، ويَفعَلُ بهم، قال: فتَناوَلَ يدي فغَمَزَها بيَدِه غَمزةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ( وَيحَكَ يا ابنَ جُمْهانَ، عليك بالسَّوادِ الأعظمِ، عليك بالسَّوادِ الأعظمِ، إنْ كان السُّلطانُ يَسمَعُ منك، فأْتِه في بَيتِه، فأخبِرْه بما تَعلَمُ؛ فإنْ قَبِلَ منك، وإلَّا فدَعْه؛ فإنَّكَ لستَ بأعلمَ منه )رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في تخريجه لكتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.

قال الإمام  ابن باز رحمه الله : " ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم ".[ من موقعه الرسمي رحمه الله ]

ثم انظروا ماذكره الله في كلامه المنزل غير مخلوق - القرآن الكريم - في قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُ } فمن تمام الامتثال لكلام الله سبحانه وتعالى وكماله ؛ النصح سرا لولاة الامر وهذا من الفقه والحكمة وتقدير عواقب الأمور ثم انظروا ما ورد بعض في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحثه على طاعة ولي الأمر فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : (السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ).

 رواه البخاري (٧١٤٤ ) ومسلم ( ١٨٣٩ ). وفي لفظ : دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: ( أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ). قَالَ: ( إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ)رواه البخاري رحمه الله ( ٧٠٥٥) ومسلم رحمه الله ( ٤٧٧١ ).

 وفي صحيح مسلم ( ١٨٥١)عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ( مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ،وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) . وفي صحيح مسلم ( ١٨٤٩).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً). 

و في صحيح مسلم رحمه الله ( ١٨٤٧ )عن حذيفة بن اليمان  رضي الله عنه  عن النبي  صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ). قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: ( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ).

و في صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٥٥)عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: ( لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ).

وقد روى مسلم رحمه الله في صحيحه برقم ( ١٨٤٨ )عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ).

و في كتاب التعليقات الحسان للإمام الألباني رحمه الله على صحيح إبن حبان ( ٧/ ١٤) وأصله في إبن حبان رحمه الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ معصية).

وفي صحيح البخاري (٤٣٣٠ ) ومسلم (١٠١٦ )عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: ( إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ).

و في صحيح البخاري رحمه الله ( ٢٣٥٨) ومسلم رحمه الله ( ١٠٨).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ - اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ( ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا ).

 وفي السنة لأبي بكر الخلال ( ٥٤) عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بن الخطاب – رضي الله عنه - : ( يَا أَبَا أُمَيَّةَ، إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ، وَإِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يُنْقِصُ دِينَكَ، فَقُلْ: سَمْعًا وَطَاعَةً، دَمِي دُونَ دِينِي، وَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ ).

 فولاة الأمر  :

 كما ترى وردت في فضل وجوب السمع والطاعة لهم  كل هذه الأحاديث وكلها في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم

تبين حكم السمع والطاعة لهم ووجوبه وتعينه وتحريم أي أمر يؤدي إلى شق العصا ومن ذلك التشهير علنا في ولاة الأمر وهذا خلاف النصيحة الشرعية 

و مع سعي ولي الأمر - مشكورا - في توطيد الأمن ومنع زعزعته و ضبط مصالح الناس ودفع المفاسد عنهم وابعاد المضار عن من تحت يده ؛ فهل تقابل هذه المصالح الواضحة مع حقوقهم علينا أن يقل الأدب معهم  وذلك في إعلان النكير عليهم و مخالفة  الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ارضاء للطريقة الديمقراطية والخارجية واحياء مذهب المعتزلة .

و انظر في السنة كيفية الأدب مع الكبار وإن كانوا غير أمراء فكيف بولي الأمر فمن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده  رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (  ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ) حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وفي رواية أبي داود(حق كبيرنا ) .

و السلف الصالح اتفقوا على وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وذلك لما رأوا من اقتضاء لدالمصلحة الشرعية العامة للمسلمين .

ولأن في النصح علانية يترتب عليه مفاسد كبيرة .

وفي النصح سرا بعدا عن الرياء للناصح واقرب للإصلاح للمنصوح . 

قال الإمام الشافعي رحمه الله :

تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي


وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه


فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ


مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه


وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي


فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه .


واعلموا رحمنا الله وإياكم أن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح جعلوا وجوب السمع و الطاعة لولاة الأمر وحرمة الخروج عليه- والتي من تمامها النصح سرا لولي الامر- من مسائل العقيدة المتفق عليها وقد جرى منهم هذا الإتفاق  :

على إختلاف الأعصار

وتباعد الأمصار

 و كثرة ماألفوه من أسفار

لأن هذا الاصل  من أصول الاسلام العظيمة وهذا معروف بداهة  لمن كان له ادنى إطلاع في كتب السنة

 واصولها 

اونظر في كتب العقيدة .

قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله [ شرح الطحاويه ( ٢ / ٥٤٠ )] : " ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروابمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة"

وقال شيح الاسلام ابن تيميه رحمه الله [ كتابه السياسة الشرعية صفحة ( ٢٣٣ - ٢٣٤)] :

" ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" 

وفي  نونية القحطاني رحمه الله في بيان معتقد أهل السنة والجماعة قال رحمه الله :

" لاتخرجن على الإمام محاربا......ولو أنه رجل من الحبشان 

ومتى أمرت ببدعة أو زلة......فاهرب بدينك آخر البلدان "


إلى هنا لعلنا بين شيئا من الادلة الشرعية التي تنص على تحريم نصح ولاة الأمر علانية وفيها كفاية لمن أراد الحق .

وكتابة هذه الرسالة تمت بناء على طلب أخينا الغالي لتفنيد شبه أهل الجهل والضلال 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

.............

كتبه : غازي بن عوض العرماني

《 فائدة علمية 》



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" و إنّما ضُربَ الحِجابُ على النساءِ ، لِئلّا تُرَى وُجُوهُهُنَّ و أيدِيهِنَّ ".انتهى كلامه رحمه الله. 

[ مجموع الفتاوي ( ١٥ / ٣٧٢)].

أقول والله أعلم: 

المرأة كلها فتنة فقد يكون الافتتنان بالجسم والشكل الخارجي أشد من الافتتنان بالوجه واليد فضرب الحجاب بسبب منع فتنتهن العظيمة من وصولها إلى قلوب الرجال ففي مخالطة النساء تقع المفاسد الكبيرة والشرور العظيمة .

فإختلاطن مع الرجال هو أس البلاء العظيم ومنشأ هدم أخلاق الرجال والنساء جميعا ؛ لهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من فتنة النساء ) . رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

وفي صحيح السنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما خلا رجل بامراة إلا كان الشيطان ثالثهما ) .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

《من فوائد الردود العلمية 》




بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فإن ‏الردود العلمية إذا كانت بحق وصدق وعدل وعلم وجاءت وفقا للضوابط الشرعية وللأصول المرعية والقواعد العلمية لعلماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فهم خير من سبق إلى نصر الحق وتأييده ونشره وللراد على أهل البدع والاهواء سلف ؛ فكل خير في أتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف ؛ مع تضمن الردود العلمية بيان الإدلة النقلية والحجج العقلية مع مخالفة المردود عليه لادلة الكتاب والسنة وأصول الدين وطعنه في حملة الشرع ووراث الأنبياء والمرسلين بغير حق بل مجرد الكذب والافتراء فمن منعها  وسعى محاولا إيقاف نشر أصل الرد على المخالف اذا كان وفق الشروط السابقة ؛ فهذا المانع  إما يزعم أن المردود عليه منزه ومقدس عن الأخطاء وادعى  له العصمة أو أنه جاهل لايفقه في العلم شيئا  ولا يعرف  المسائل العلمية مع جهله العظيم في إثم عمله هذا إذ أن منزلة هذا الأصل رفيعة جليلة وأنه من الجهاد في سبيل الله بل أعظم الجهاد وافضله واكبره ولا يقوم به الا الخاصة من أهل العلم ، وهو من افضل صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

---------------------

كتبه : غازي بن عوض العرماني  .

《 إيضاح خطاء عقدي في هذا العصر و تفنيد احد شبه الخوارج قديما في كيفية التعامل مع ولاة الامر 》

 

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فقد أطلعني احد الاخوة الكرام على مقطع فيديو من قام بإعداده وضع له عنوانا هو : [ الإمام المحبوس ] .

فأقول أن هذا الذي تم توقيفه بأمر من ولي الأمر اقتضاء لمصلحة شرعية عامة يرعاها ويحفظها ويقدرها ولاة أمرنا 

وهذا المحبوس ليس إماما من أئمة السنة بل قد تفضل ولاة الأمر فجعلوه في منصبه الذي كان فيه مع تفضل ولاة الأمر وجعلوه في منصب آخر فقابل اليد التي أحسنت إليه بنكران الجميل والطعن فيها علانية مع فقدانه للإدلة النقلية والحجج العقلية فلما نشر وأعلن مخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية النصيحة لولاة الأمر واشهر ذلك بوسائل الإعلام المختلفة بطريقة تخالف أصول السنة  وتضاد القواعد الشرعية لأهل العلم مع محاولته إشاعة الفتنة تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لكف شره ودرأ فتنته وحماية للمسلمين من شره ؛ وسأورد نص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى والذي يقطع النزاع وجوبا ويمنع تمييع أو تضييع أو تهميش هذا الأصل ويتعين اتباعه فرضا هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم :  ( من أراد أن ينصح السلطان فلا يبذل [ فلا يبدها ] له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه ذلك، وإلا كان أدى الذي عليه ) .

رواه الإمام أحمد في مسنده( ١٥٣٦٩) والحاكم ( ٥٢٦٩) وصححه وابن أبي عاصم في السُنة ( ١٠٩٦)  والبيهقي في السنن الكبرى ( ١٦٤٣٧)  والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣٦٧ ) وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.

وفي الحديث :

اشتراطات ثلاث لتوجيه النصح لولي الامر:

                      (  أولها  )


فلا يبذلها له علانية( لا يبدها علانية )  :

 وهذا نص صريح في منع اعلان الإنكار على ولي الأمر فهل نأخذ براي فلان أو فلان أو نأخذ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم  . فلا شك أن الواجب المتعين على كل مسلم أتباع ماجاء في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يخالف في هذا إلا جاهل فيعلم أو ضال نسأل الله له الهداية أو أن يكفي الله المسلمين شره.


           (    الثاني  )

يأخذ بيده : 

بحيث لايكون حوله احد يسمع النصيحة ابعد عن الرياء وأبلغ في النصح وإغلاق لابواب الشر  التي يتضمنها النصح علانية .


                  (  الثالث ) 

وليخلوا به : 

مثل الأول والثاني   وأتى به للتأكيد على أهمية وجوب النصح سرا لما يترتب على العلن شرور عظيمة .

وقد رأيت مجموعة من رموز الخوارج الإخوانية يريدون تضعيف هذا الحديث هوى وليا لاعناق النصوص تبعا لتوجهات حزبهم و ليتسنى لهم جواز الطعن و [ النهيق ] علانية على ولاتهم .

قال الإمام الألباني رحمه الله  في تعليقه على مختصر صحيح مسلم : "يعني: المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملإ، لأن في الإنكار جِهارًا ما يٌخشى عَاقِبَتُه، كما اتَّفق في الانكار على عثمان جِهارًا، إذ نشأَ عنه قتله". 

يؤيد ذلك ما ذكره الإمام  البخاري رحمه الله في صحيحه 

:" قيل لأسامة ابن زيد رضي الله عنه : لو أتيت فلانا -يعنون عثمان رضي الله عنه- فكلمته.

قال: ( إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أن أسمعكم، إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ).

قال الإمام أحمد رحمه الله: حدَّثَنَا أبو النضر: ثنا الحشرج بنُ نَبَاتة العِبْسِيُّ: حَدَّثَنا سعيدُ بنُ جُمْهانَ قال: أتَيتُ عبدَ اللهِ بنَ أبي أَوفى وهو مَحجوبُ البَصرِ، فسَلَّمتُ عليه، قال لي: مَن أنتَ؟ فقُلتُ: أنا سعيدُ بنُ جُمْهانَ، قال: فما فَعَلَ والدُكَ؟ قال: قُلتُ: قَتَلَتْه الأزارقةُ، قال: لَعَنَ اللهُ الأزارقةَ، لَعَنَ اللهُ الأزارقةَ، حَدَّثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهم كِلابُ النَّارِ، قال: قُلتُ: الأزارقةُ وَحدَهم أم الخَوارجُ كلُّها؟ قال: بلِ الخَوارجُ كلُّها، قال: قُلتُ: فإنَّ السُّلطانَ يَظلِمُ النَّاسَ، ويَفعَلُ بهم، قال: فتَناوَلَ يدي فغَمَزَها بيَدِه غَمزةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ( وَيحَكَ يا ابنَ جُمْهانَ، عليك بالسَّوادِ الأعظمِ، عليك بالسَّوادِ الأعظمِ، إنْ كان السُّلطانُ يَسمَعُ منك، فأْتِه في بَيتِه، فأخبِرْه بما تَعلَمُ؛ فإنْ قَبِلَ منك، وإلَّا فدَعْه؛ فإنَّكَ لستَ بأعلمَ منه )رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في تخريجه لكتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.

قال الإمام  ابن باز رحمه الله : " ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم ".[ من موقعه الرسمي رحمه الله ]

ثم انظروا ماذكره الله في كلامه المنزل غير مخلوق - القرآن الكريم - في قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُ } فمن تمام الامتثال لكلام الله سبحانه وتعالى وكماله ؛ النصح سرا لولاة الامر وهذا من الفقه والحكمة وتقدير عواقب الأمور ثم انظروا ما ورد بعض في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحثه على طاعة ولي الأمر فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : (السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ).

 رواه البخاري (٧١٤٤ ) ومسلم ( ١٨٣٩ ). وفي لفظ : دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: ( أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ). قَالَ: ( إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ)رواه البخاري رحمه الله ( ٧٠٥٥) ومسلم رحمه الله ( ٤٧٧١ ).

 وفي صحيح مسلم ( ١٨٥١)عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ( مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ،وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) . وفي صحيح مسلم ( ١٨٤٩).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً). 

و في صحيح مسلم رحمه الله ( ١٨٤٧ )عن حذيفة بن اليمان  رضي الله عنه  عن النبي  صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ). قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: ( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ).

و في صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٥٥)عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: ( لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ).

وقد روى مسلم رحمه الله في صحيحه برقم ( ١٨٤٨ )عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ).

و في كتاب التعليقات الحسان للإمام الألباني رحمه الله على صحيح إبن حبان ( ٧/ ١٤) وأصله في إبن حبان رحمه الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ معصية).

وفي صحيح البخاري (٤٣٣٠ ) ومسلم (١٠١٦ )عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: ( إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ).

و في صحيح البخاري رحمه الله ( ٢٣٥٨) ومسلم رحمه الله ( ١٠٨).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ - اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ( ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا ).

 وفي السنة لأبي بكر الخلال ( ٥٤) عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بن الخطاب – رضي الله عنه - : ( يَا أَبَا أُمَيَّةَ، إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ، وَإِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يُنْقِصُ دِينَكَ، فَقُلْ: سَمْعًا وَطَاعَةً، دَمِي دُونَ دِينِي، وَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ ).

 فولاة الأمر  :

 كما ترى وردت في فضل وجوب السمع والطاعة لهم  كل هذه الأحاديث وكلها في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم

تبين حكم السمع والطاعة لهم ووجوبه وتعينه وتحريم أي أمر يؤدي إلى شق العصا ومن ذلك التشهير علنا في ولاة الأمر وهذا خلاف النصيحة الشرعية 

و مع سعي ولي الأمر - مشكورا - في توطيد الأمن ومنع زعزعته و ضبط مصالح الناس ودفع المفاسد عنهم وابعاد المضار عن من تحت يده ؛ فهل تقابل هذه المصالح الواضحة مع حقوقهم علينا أن يقل الأدب معهم  وذلك في إعلان النكير عليهم و مخالفة  الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ارضاء للطريقة الديمقراطية والخارجية واحياء مذهب المعتزلة .

و انظر في السنة كيفية الأدب مع الكبار وإن كانوا غير أمراء فكيف بولي الأمر فمن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده  رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (  ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ) حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وفي رواية أبي داود(حق كبيرنا ) .

و السلف الصالح اتفقوا على وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وذلك لما رأوا من اقتضاء لدالمصلحة الشرعية العامة للمسلمين .

ولأن في النصح علانية يترتب عليه مفاسد كبيرة .

وفي النصح سرا بعدا عن الرياء للناصح واقرب للإصلاح للمنصوح . 

قال الإمام الشافعي رحمه الله :

تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي


وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه


فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ


مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه


وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي


فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه .


واعلموا رحمنا الله وإياكم أن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح جعلوا وجوب السمع و الطاعة لولاة الأمر وحرمة الخروج عليه- والتي من تمامها النصح سرا لولي الامر- من مسائل العقيدة المتفق عليها وقد جرى منهم هذا الإتفاق  :

على إختلاف الأعصار

وتباعد الأمصار

 و كثرة ماألفوه من أسفار

لأن هذا الاصل  من أصول الاسلام العظيمة وهذا معروف بداهة  لمن كان له ادنى إطلاع في كتب السنة

 واصولها 

اونظر في كتب العقيدة .

قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله [ شرح الطحاويه ( ٢ / ٥٤٠ )] : " ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروابمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة"

وقال شيح الاسلام ابن تيميه رحمه الله [ كتابه السياسة الشرعية صفحة ( ٢٣٣ - ٢٣٤)] :

" ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" 

وفي  نونية القحطاني رحمه الله في بيان معتقد أهل السنة والجماعة قال رحمه الله :

" لاتخرجن على الإمام محاربا......ولو أنه رجل من الحبشان 

ومتى أمرت ببدعة أو زلة......فاهرب بدينك آخر البلدان "


إلى هنا لعلنا بين شيئا من الادلة الشرعية التي تنص على تحريم نصح ولاة الأمر علانية وفيها كفاية لمن أراد الحق .

وكتابة هذه الرسالة تمت بناء على طلب أخينا الغالي لتفنيد شبه أهل الجهل والضلال 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

.............

كتبه : غازي بن عوض العرماني

الأربعاء، 24 أغسطس 2022

《 علو منزلة مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله عند أئمة السنة أتباع السلف الصالح 》



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فقد أطلعني الأخ الشيخ هديبان بن عوض العرماني على جزء من كلام للإمام الألباني رحمه الله يقول فيها : " أنا أقول لك : إذا ما قرأت كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم تكون على ضلال ، ما دام أن تسألني فهذا هو الجواب ". [ المصدر : احد أشرطة سلسلة الهدى والنور رقم ( ٥٦٩ )] .

ومن فضل الله علينا ورحمته أن قد اطلعت على هذه الكلمة سابقا  ؛ لكن أحببت أن اعلق على كلام هذا الإمام رحمه الله عن هؤلاء الأئمة فأقول:

فهذه وصية من الإمام الألباني رحمه الله في حث طلاب العلم على الاطلاع على كتب هؤلاء الأئمة ولعل سبب وصيته هذه أن جل أو كل مؤلفات هؤلاء الأئمة الأعلام كلها في العقيدة :

إما بيان  لمعتقد الصحيح 

أو حث عليها 

أو دفاع عنها 

مع تفنيد لشبهات جميع مذاهب وفرق الضلال على كثرتها وتنوعها وتعدد فرقها   .

وانظروا  في هذا العصر خرجت جماعة التبليغ والاخوانية والملاحدة فجميع شبه جماعة التبليغ رد عليها في تفنيده لشبهات الصوفية 

وجميع شبهات حزب الإخوان والاباضية رد عليهم في ايضاحه لشبهات الخوارج 

وهكذا الحال في الروافض 

وجميع فرق التعطيل الجهمي من اشاعرة كلاببة وكرامية وسالمية  وماتريديه ومعتزلة 

حتى تفنيد شبهات العلمانية والليبرالية والعقلانية موجودة في رده على علماء الكلام والفلاسفة والمعتزلة .

حتى أنني قرأت له رسالة الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان يذكر فيها أن أحد الحجاج الهنود السحرة يسافر من الهند في لحظات إلى مكة المكرمة ويحاذي  الميقات 

فلا يحرم بحج أو عمرة وهو على ظهر الجني ثم بين خطأه  ..

ومن هذه المسألة استفاد أهل العلم في جواز الاحرام عند محاذاة الميقات أثناء السفر بالطائرة ..

واقول : من قرأ كتب هذين [ أو  هذان  الوجه الاخير اجازه ابن تيميه واستدل بقوله تعالى :{ إن هذان لساحران  } وقد أنكر علينا احد الاخوة طلاب العلم قبل سنوات كتابة [ هذان ] وهي في محل مفعول به والمتبع كتابتها [ هذين]   فأرشدته إلى هذه القراءة واقوال أهل العلم بما فيهم رأي شيخ  ابن تيميه رحمه الله في احد المواضع من كتبه فسكت علما بأن هذا الرأي ليس لشيخ ابن تيميه رحمه الله وحده فقد سبقه علماء وأئمة في اللغة العربية ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد زعم قوم أن قراءة من قرأ: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ لحن وأن عثمان رضي الله عنه  قال: إن في المصحف لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها. وهذا خبر باطل لا يصح"ومن زعم أن الكتاب غلط فهو الغالط غلطًا منكرًا، فإن المصحف منقول بالتواتر وقد كتبت عدة مصاحف وكلها مكتوبة بالألف فكيف يتصور في هذا غلط " [ مجموع الفتاوى ( ٢ / ٢٥٢ )]

 أعود واقول : من قرأ مؤلفاتهما رحمهما الله انكشف له ضلال هذه الفرق المحدثة فمامن فرقة ضالة منحرفة لها وجود حادث في هذا العصر  إلا وشبهاتها لها أصل قديم يرجع إلى مذهب منحرف قديم .

 وهذا معروف معلوم عند أهل  العلم . والمتأمل في كتب هذين الإمامين 

سواء في ايضاحهم للحق ونصرته ونصرة أهله 

أو في بيانهما لباطل الفرق الضالة 

أو في تفنيدهم  لشبهات أهل الضلال  يجد اعتمادهم على كلام الله سبحانه وتعالى وعلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو على هدي السلف الصالح في البيان أو الرد أو التفنيد 

وذلك لإدراكهما رحمهما الله أن الحق في الكتاب العزيز والسنة النبوية وما عداهما فأقوال البشر فلا تعارض بكلام رب البشر  .

وكل خير مأمور به موجود في نصوص الوحيين واعظم ذلك التوحيد والسنة والطاعات وكل شر محذر منه مثل الشرك والبدع والمعاصي موجود فيهما .

ولا يمنع من وجود حجج عقلية فيها إيضاح للحق ونصرة له 

ولو لم يؤلف ابن تيميه رحمه الله أو غيره من أئمة السنة واعلام السلف كتابا أو رسالة 

لكان كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الهدى والنور والغنية والكفاية إذ أن الاعتصام والنجاة لا يكون إلا  باتباع الوحيين - كتابا وسنة -

رحم الله أئمة السنة

ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

.........

كتبه : غازي بن عوض العرماني

الثلاثاء، 23 أغسطس 2022

《 جهاز المسح العقدي 》




 [ عبارة عن آلية لكشف دخان نار الفتن  التي يريد اشعالها  أهل الفتن من أفراد وجماعات تظهر الإسلام وهي حرب على دين الإسلام في افراده ومجتمعاته ودوله الطيبه .  ومن ثم حماية لمجتمعات المسلمين واوطانهم ممن يريد بهم شرا وقد كتبتها اريد بها رضى الله سبحانه وتعالى ومحبة مني على أن تتبع  سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي من اهم أصولها  منع تفرق المسلمين إلى فرق تحارب الإسلام وأهله ثم اعلان النكير على من يرى تكفير المسلمين وبيان خطر جريمة استحلال دمائهم أو دماء المعاهدين  ومن ثم بيان السنة والإجماع على تحريم الخروج على ولاة الامر  ] 



بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم 


  


     [   المقدمة   ]


إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ  ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

أَمَّا بَعْدُ

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ

ثم أما بعد :

  فإن بيان  كيفية  معرفة أهل الشذوذ الفكري والانحراف العقدي من المخالفين للإسلام الصحيح المتمثل في معتقد   أهل السنة والجماعة أتباع السلف  الصالح . بين واضح موجود في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفي نهج السلف الصالح وفهمهم ولا  يقوم به الا خواص أهل العلم ممن عُرِف بالعقيدة السليمة وحسن المنهج وسلامته من البدع المنكرة والأهواء المنحرفة وكان له جهاد كبير في إيضاح السنة ومحاربة البدعة - على مختلف أنواعها -  و فضح شبه أهلها وبيان زيفها جعلنا الله وإياكم منهم . يقول الله تعالى في سورة الانعام الآية ( ٥٥ ) { وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } .

قال السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية " { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ } أي: نوضحها ونبينها، ونميز بين طريق الهدى من الضلال، والغي والرشاد، ليهتدي بذلك المهتدون، ويتبين الحق الذي ينبغي سلوكه. { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الموصلة إلى سخط الله وعذابه، فإن سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت، أمكن اجتنابها، والبعد منها، بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل ." إنتهى كلامه رحمه الله .

وفي رسالتنا  《 جهاز المسح العقدي  》تحدثنا عن آلية لكشف الأفكار المنحرفة والتيارات الفاسدة والفرق الضالة والجماعات المخالفة للسنة والطوائف المحاربة لدين الإسلام وثمرة ذلك إيضاح وبيان العقيدة الإسلامية الصحيحة ومعرفة أهلها لكثرة من يدعو الى فكره المنحرف أو إلى نهج حزبه المحارب للإسلام بإسم الإسلام حتى رأينا من يسمي حزبه ( حزب الله ) وهو محارب لله سبحانه و تعالى ومحارب لرسوله صلى الله عليه وسلم ورأينا كذلك من جعل إسم حزبه ب( الإخوان المسلمون ) وهم لايعرفون دين الإسلام بل ويحاربونه ويقتلون أهل الإسلام ويكفرونهم ويستحلون دماءهم ولا يرون أهل الإسلام اخوانا لهم بل حزبهم هو المسلم وماعداه فهو مخالف لهم   

ورأينا آخر يضع في آخر إسم حزبه ( الإسلامي ) وهو حرب كذلك على الإسلام وأهله فأصبح الجهلة باحوالهم اوالجهلة بشريعة الإسلام الصحيح حيارى

   فإما يتبعهم على ضلالهم او قد يتوقف في أمرهم وقد يعلن محاربته لدين الإسلام حينما يشاهد انحرافهم الخلقي والسلوكي وكثرة جرائمهم فيحسب أن هؤلاء هم أهل الإسلام الصحيح.  

فلذا كان لزاما  على أهل العلم تمييز الأدعياء الكذبة الذين يظهرون الإسلام ويبطنون حربه وحرب أهله  بالتفريق بينهم وبين أهل الإسلام الصحيح 

ورسالتنا هذه المتواضعة  لعلها تكون سببا - بعد فضل الله ورحمته وتوفيقه - لمعرفة هذا الصنف  الحق فيتبع ومعرفة الصنف الباطل فيحذر منه ويجتنب .

علما ان في كلام الله سبحانه وتعالى وهو القرآن الكريم وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم  وهي السنة النبوية   بيانهم وصفاتهم وعلاماتهم وأحوالهم والتحذير منهم 

وفيهما غنية عن كلام أي أحد  من البشر ؛ ونحن نقتبس من مشكاة كلام الله سبحانه و تعالى وهدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماعليه نهج  سلفنا الصالح  أدلة تبين  الحق واهله واهل الخير  وصفاتهم  وتبين  أهل الشر والباطل وعلاماتهم وصفاتهم وخصالهم ؛ فيتبع  الحق والخير وأهله  ويجتنب  الباطل والشر واهله

وفقنا الله وإياكم إلى مايحبه الله ويرضاه ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 


          [[    الفصل الأول   ]]


معنى اصطلاح : جهاز المسح العقدي  لغة واصطلاحا 


                 ( اولا )


[ معنى جهاز ]

جهاز  مفرد وجمعه أجهزة وهي آلة او أداة تؤدي عملا معينا وقد  استخدمت هذه المفردة استعارة من ضمن  عنوان رسالتنا هذه وهدفنا تقريب المعنى المراد ايضاحه للأفهام 

؛ قال أهل العلم  :" لا مشاحة في الإصطلاح ". 



              (   ثانيا  )

[ معنى " المسح  " لغة ]

 فمعنى المسح لغة  : يدور معناه في معاجم اللغة  العربية حول المرور والإتيان على الشئ 

ومنه : مسح الرأس إمرار اليد على الشئ .

 و مَسَحَ القومَ : مرّ بهم ولم يُقِمْ عندَهم .

ومَسَحَت الإبلُ الأَرضَ يومَها دَأْبًا : سارت فيها سَيْرًا شديدًا متواصلاً

 وَقِيلَ: سُمِّيَ المسيح  بِذلك لِأَنَّهُ ڪَانَ سَائِحًا فِي الْأَرْضِ لَا يَسْتَقِرُّ ، 

وفي معجم المعاني الجامع ( مَسْح :إجراء مُنظَّم لجمع المعلومات ، يتضمَّن مجموعة من الأسئلة يجاب عنها تحريريًّا أو شفاهةً عن عيِّنَة ممثّلة للمجموعة التي يتمّ بحثها )


            (  ثالثا  ) 


  " العقدي " 


نسبة الى العقيدة 

والعقيدة أو العقيدة الإسلامية

والعقيدة في الإسلام  و أصل العقيدةفي اللغة :

مأخوذ من الفعل عقد ، نقول عقد البيع واليمين والعهد أكّده ووثّقه. وعقد حكمه على شيء لزمه ، ويفهم من هذا أن العقيدة في اللغة تأتي بمعنيين هما

الأول:

 العقيدة بمعنى الاعتقاد، فهي التصديق والجزم دون شك، أي الإيمان

 الثاني: 

العقيدة بمعنى ما يجب الاعتقاد به.

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" عقيدة " فعيلة بمعنى مفعولة أي شيء معتقد، والعقيدة في الأصل من العقد، وهو إحكام الشدّ ، وضدّه الحل، هذا في الأصل يعني في اللغة العربية.

وأما في الإصطلاح : فهو حكم الذهن الجازم هذه العقيدة، يعني أن تحكم على الشيء حكما جازما؛

فصارت العقيدة في اللغة من العقد، وهو إحكام الشد الذي ضدّه الحل.

وفي الاصطلاح : حكم الذهن الجازم، فقولنا حكم الذهن خرج به قول اللسان، لأنه لا يعتبر عقيدة، إذ قد يقول الإنسان ما لا يعتقد، وخرج بقولنا الجازم الشك، فإن الشاك لم يعتقد. طيب، ثم هل يشترط أن يكون مطابقا أو لا؟ نقول: لا يشترط أن يكون مطابقا للواقع، لكن إن طابق الواقع فالعقيدة صحيحة وإن خالف الواقع فالعقيدة فاسدة." إنتهى بتصرف يسير من شرحه للعقيدة السفارينية .








         《 الفصل الثاني 》

  [ معنى " جهاز المسح العقدي " إصطلاحا ]


جهاز المسح العقدي  :

هو آلية أو طريقة يتوصل بها الى جمع المعلومات العلمية الصادقة عن حال الشخص  المراد منحه توصية أو تزكية علمية  - من أي جهة كانت - والإطلاع  على  حاله من حيث سلامة معتقده  وحسن منهجه ونزاهته من الشبه وطهارته من الإنحرافات الفكرية ومحاربته  للجماعات الضالة على إختلاف أفكارها وبعده عنها  ومعرفة حصيلته العلمية وتأصيله الشرعي في العقيدة والفقه والإلمام بمدى صلاحيته لما كلف به من تدريس أو فتيا أو قضاء أو دعوة أو غير  ذلك -

 .

        《 الفصل الثالث  》


 [  الفرق بين آلية المسح العقدي والتزكية العلمية  ]


آلية المسح العقدي :

هو عملية أخص وأدق من التزكية أو التوصية العلمية التي يمنحها مشايخ العلم لطلابهم من جهات عدة؛

 أهمها :

أولا :

دقة وصف المسح العقدي وشموله وسلامته من الأخطاء غالبا .

ثانيا :

قد تشترك في آلية المسح العقدي جهات أخرى كالجهات الأمنية مثلا بحيث يخرج المسح العقدي كاملا شاملا سليما من الأخطاء الفردية التي قد تصدر من الأفراد عند تزكيتهم لشخص ما .






       《 الفصل الرابع 》


        [ أهمية آلية المسح العقدي ]


للمسح العقدي أو التزكية العلمية أو التوصية دور كبير و أهمية قصوى لجميع افراد المجتمع المسلم بل ويتعدى ذلك إلى إفادة المجتمعات غير المسلمة  فهو طوق نجاة وصمام أمان  لجميع شرائح المجتمع 

و أهم هذه الشرائح  :



                      [ أ ]


طلاب العلم الذين يريدون طلب العلم على مشايخ ذوي توجه عقدي حسن و منهج سليم بعيد عن الأفكار الغالية المتشنجة والمتشددة والتي تحمل عقيدة سليمة من التكفير او  التساهل في أمور الشرع .


                    [ ب ]


علماء يريدون تزكية طالب علم أو معرفة توجههة الفكري أو الرد على شخص ظهر  إنحرافه وهل انحرافه حادث ام قديم ففيه نبش ماضيه العقدي لمعرفة استحقاقه لما اريد له .




                 [ ج ]


آباء وأمهات يريدون السلامة لأبنائهم من خطر  الجماعات التكفيرية والتنظيمات العسكرية ومن أصحاب بيعات سرية بدعية   فيحرصون على سلامة ابنائهم وارادة  الخير بهم من تعلم علوم الشرع وحفظ القرآن الكريم  ويخشون عليهم من الوقوع في براثن مذهب الغلو والتكفير



                    [ د ]


جهات حكومية يهمها سلامة منسوبيها من تلوث أفكارهم وتسممها بجراثيم الفرق المنحرفة فكريا  وفيروسات المذاهب الإخوانية الخوارج   أو رافضة مجوسية ايرانية أو  أي مذهب آخر ضال كالإلحادية من علمانية أو ماركسية أو ليبرالية

يريدون هدم دين الإسلام ومجتمعاته الطيبه .



             [ ها ]


عموم المجتمع المسلم من خاصة وعامة  الذين يسعون بشغف  الى تعلم دينهم وحرصهم على معرفة العقيدة الصحيحة التي وردت في  كتاب الله  وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  بفهم سلف الأمة وهم ينشدون السلامة من زعزعة أمنهم وإستحلال دمهم بعد تكفيرهم أو يريد الشر بولاة أمرهم. 


 


               [  و ]


الناس بحاجة ماسة الى عالم و مفتي و داعية ومعلم وقاضي وغير ذلك من الوظائف الشرعية التي يحتاجها المجتمع المسلم والتي لابد أن تكون صفات هؤلاء صفات أهل الحق والخير  مع محبة للسنة والعمل بها  يحب نهج السلف الصالح ويسير وفق فهمهم ويعظم أصول السنة ويمشي على ضوئها

مخلصا طائعا لولي أمره غير غاش لهم سليم الصدر تجاههم وتجاه أي مسلم غير مبغض لهم يراعي  حرمة دم الابرياء المعصومة معظم لهذه الدماء من مسلم أو معاهد  مع سيره وحرصه على العمل  وفق توجيهاتو تعليمات ولاة أمره التي سار بها وفق الشرع ثم وفق مصلحة مواطنيهم الشرعية مع محاربة للجماعات الضالة التي هدفها هدم الدين وزعزعة الأمن وتقويضه وليس له تاريخ في تأييد رموز الضلال وجماعاته سرا أو علانية



                 [  ز  ]

دول العالم أجمع الذي أنكوى بجحيم الإرهاب وجرى استباحة الدماء المعصومة و قتل الأرواح البريئة بغير حق وبلا بينة ودون جرم إلا إشاعة الرعب والدمار والتكفير والإرهاب بإسم الإسلام ومحاولة تشويه جماله وكماله وشموليته وإستمراريته وطمس معالمة وإخفاء شعائره والإسلام  برئ من كل ماسبق وأهله أبرياء من هذه الجرائم المنكرة والحوادث والعنف والكوارث فهو دين الله الذي أرتضاه لعباده وإن رغمت أنوف الخوارج الإخوانية وأهل الإلحاد يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ   ولا وَبَرٍ   إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر )

وهذا الدين هو ماكان في كلام الله سبحانه و  في كلام   الرسول صلى الله عليه وسلم وما جرى عليه هدي سلف الامة الصالحين وأتى بفهمهم المستقيم وهؤلاء هم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله بخلاف ماكان عليه الإخوانية الخوارج كلاب النار وأذنابهم وأعوانهم . فهؤلاء الخوارج يتمسحون بالإسلام والإسلام برئ منهم وإنما  أتخذوا الإسلام وشعائره غطاء لستر جرائمهم وإستمالة لمن يجهل حالهم أو يجهل العلم الشرعي أو جعله أسلوبا لتهييج العامة الجهلة ( بدينهم أوبمصالحهم العامة أو الخاصة ) والتي يرعاها ويحفظها ويقدرها ولاة أمرهم. 






《 الفصل الخامس 》



[ كيفية عمل جهاز المسح العقدي ]



يكون عمله وذلك بالبحث المعلوماتي بأي طريقة علمية موثوقة بحيث ينتج عن هذا البحث معرفة الشخص معرفة دقيقة مبنية على العلم والعدل والإنصاف بعيدا عن الظلم والكذب والإفتراء .


وتثمر :


الوصول الى هدف منشود سعى اليه من قام بالبحث عن حال المراد البحث عنه .


 وتختلف طريقة البحث بأمور منها :



               [ أ ]


أهمية هذا البحث من حيث شخصية المبحوث عن حاله .


                [ ب ]


 إختلاف نوع طريقة البحث  .



             [ ج ]


 نوع أداة البحث المستخدمة ودقتها وبعدها عن الحيف والظلم  .







         《 الفصل السادس 》



[ كيفية  الحصول على معلومات  عن عقيدة الفرد أو الجماعة ]


توجد طرق عدة من خلالها يتبين من خلالها بيان مدى  حال الشخص أو الجماعة وإنحرافهما فكريا منها :


 الرجوع إلى 

كتبه 

ورسائله 

وجميع مؤلفاته بأنواعها .

أو 

صوتياته وأشرطته الثابتة عنه .

أو 

من كتب عنه بحق وعلم وعدل وصدق وانصاف .

او سؤال مشايخ السنة السلفيين عن أحوالهم 

أو سؤال طلاب العلم السني السلفي المؤصل عقديا والمؤهل علميا 

أو معرفة من يماشي ويجالس من جيرانه 

أو أصدقائه  كما قيل :

من خفيت علينا بدعته لم تخفى علينا إلفته .

او

 بالإطلاع على رسائل التواصل الإجتماعي التي قام بكتابتها او قام  بتبادلها  مع آخرين وقاموا بنشرها عنه .

مثل تغريداته في تويتر - قديمة او حادثة - 

او في الفيسبوك 

أو في رسائل الوتسب وحالاته .

او بأي معلومة موثوقة يرى أنها تفي بالغرض لأخذ  صورة حقيقية صادقة عن معتقد  الشخص أو  الجماعة ومدى الإنحراف العقدي من عدمه .


          《 الفصل السابع 》


[  كيفية البحث العقدي عن الخلايا النائمة وعن المتلونين ]



قبل معرفة الأسلوب الصحيح الى طريقة البحث عنهم يجدر بنا  تعريف هذه الفئات الضالة  فنقول وبالله التوفيق:


 [  تعريف عضو الخلية النائمة ]:


 هو  عضو نشط في الجماعات التكفيرية الاخوانية الخوارج  لكن طبيعة عمله السبات  وعدم التحرك انتظارا لتوجيهات من الجهات العلياء لحزبه و  من كبار قادته وفي الغالب بعدهم عن  العمل او الدراسة فأغلبهم جهلة  واغلب عملهم تنظيمي عسكري بحت اذ يعتبرون من الجناح العسكري لجماعة الاخوان الخوارج وغالبية اعمارهم صغار سن اغرار .



       [ تعريف المتلونين ]: 


قلنا : متلونين لأنهم كالحرباء تتلون على حسب طبيعة ماحولها ولونه ويظهر تلونهم  في حال قوة ولي الامر وقوة رجال الامن وسعيهم في استئصال شأفتهم .



        [ صفات المتلونين ] :


أولا:

أنهم  كبار سن في الغالب  فليسوا صغارا في أعمارهم .

ثانيا :

أنهم اذكياء وليسوا ازكياء فيظهرون طاعة ولي الامر بخلاف باطنهم ويظهرون السنة ومحبة نهج السلف الصالح  و

ثالثا :

يعتبرون من الجناح  الفكري لحزبهم ولافرق بين ماكان عضو تنظيميا أو كان تابعا فكريا فقط إذ أن الجميع يسعى لخدمة حزبه  بل قد يكون التابع فكريا أشد محبة وولاء ونشرا لفكر حزبه من العضو المنتظم للحزب .

رابعا :

يغلب على أصحاب هذه العينة  التعليم الجامعي 

خامسا :

قد يكون لهم مناصب عليا

و

سادسا :

 قد يشاركون في الإنكار على الجماعات التكفيرية المتشدده ويعلنون ذلك في وسائل الإعلام ويشاركون كذلك في حل المشكلات الاجتماعية وينأون بأنفسهم - ظاهرا - عن حزبهم وتوجهاته وهذا( عندهم يسمى  فقه حركي او  يشابهون عملهم هذا عند أفراد حزبهم بالعهد المكي بحيث تسقط عنهم بعض التكاليف والواجبات الحزبية ومن أجل تحقيق أهداف حزبهم يسقطون فرائض الشرع وأصول الدين فالغاية - عندهم - تبرر الوسيلة )

سابعا :

هنا نقطة مهمة يجب ذكرها وهي أن المخالف للمجتمع المسلم بجميع شرائحه - حكاماومحكومين و علماء وطلاب علم وعامة ومسؤول وغيره - أنهم قد يكون لهم توجه فكري معين سواء تكفيري متشدد  أو إلحادي يعلن فجوره فكلا الفريقين يرى حل دماء المسلمين  لذا قال علماءالسلف عنهم : 

" إختلفوا في الإسم وأجتمعوا بالسيف ".



 [ كيف يتم البحث العقدي عن الخلايا النائمة   ]  :


يعرف عند  بروزهم في أعمال تخريبية او عمل إرهابي تستحل فيه الدماء او عن طريق الاجهزة الامنية.


 فالبحث العقدي عن الخلايا النائمة إذا كان أهلها كبار سن أمره سهل في الغالب وذلك بالرجوع إلى الفصول السابقة من رسالتنا هذه وتطبيقها 


وهكذا حال المتلونين نعرفها بما سبق 


وأما صغار السن المنتسبين إلى الخلايا النائمة فيصعب معرفتها في الغالب لصغر سنهم وخلو سجلهم من معلومات سابقة عنهم ولعل إهتمام الأسرة ( الوالدين والأخوة الكبار ) في مراقبة ومتابعة أفراد أسرتهم يقلل أو يمنع من وقوع الصغار في الجريمة المبنية على إنحرافهم فكريا أو السلامةمن الإنتساب إلى هذه المجموعات التكفيرية الخطيرة 

و من المهم :

 إبلاغ الجهات الأمنية عند إختفائهم أو الشك في سفرهم إلى الخارج للقتال مع الجماعات التكفيرية .

[ كيف يعرف المتلون ] :

 يعرفهم  مشايخ السنة السلفيين وطلاب العلم السني السلفي  او بإعتراف الخلايا النائمة بإرتباطهم فكريا مع هؤلاء . 

[ ماهو عظيم خطر الخلايا النائمة والمتلونين ]  :


الغالب الأعم أنهم  من جماعة الإخوان الخوارج وخطرهم هو عين خطر جماعة الإخوان الخوارج في تكفير المسلمين  واستحلال دمائهم  ودماء المعاهدين ومحاولة زعزعة الأمن وسعيهم في محاولة تهييج العامة على ولاة امرهم بعد  القدح والتشهير في من ولاه الله الامر  وأما عظيم  خطر جماعات الالحاد والحرية والنسويين فهو  إلغاء دين الاسلام من المجتمع وتحويله الى بؤر فساد ورذيلة و محاولة تحجيم حقوق ولاة الأمور الثابتة لهم شرعا وذلك بسعيهم في تحويله الى نظام دستوري الحكم فيها لأصحاب الضلال من جهلة أفراد الشعب.


         《 الفصل الثامن 》



        [ ملحوظة هامة ]



من أراد أن يكون بحثه العقدي صحيحا صادقا وفق علم وعدل وانصاف  بعيدا عن الظلم والكذب والحيف والإفتراء في البحث عن حال شخص منحرف أو بيان معتقد جماعة ضالة فعليه - بعد توفيق الله وفضله - الرجوع إلى كتب أهل العلم الثقات الصادقين مصداقا للحديث الصحيح الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونصه :(  يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )

وهم  أئمة السنة وشيوخ الإسلام أمثال : إبن تيميه وتلامذته ومحمد بن عبدالوهاب وأبناؤه وتلامذته من بعده والمعلمي والألباني وإبن باز والعثيمين ومقبل الوادعي وربيع المدخلي وأحمد النجمي وعبيد الجابري  ومحمد أمان الجامي رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم  بعلم الجميع   وغيرهم من تلامذتهم ممن كان ملازما لعقيدتهم ومنهجهم ولم يتغير بعدهم  أو ينحرف فكريا .


         《 الفصل التاسع 》


[ كيف نعرف صحة وصدق توبة من كان منحرفا فكريا مختلا عقديا  فرزقه الله التوبة النصوح الصادقة ؟]



     هنا شروط لتوبة المبتدع والمنحرف فكريا تختلف عن توبة العصاة وأهل الذنوب لعظيم جرم البدعة لأن فيها مضادة لدين الله ومشابهة لأوامر ربنا ونواهيه وفيها القول على الله بلا علم كما أن فيها إتهام للشارع بنقص الدين وعدم إكتماله وتكذيبا لقوله تعالى


{ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }


لهذا أتفق أئمة السنة وشيوخ الإسلام على بيان شروط مغلظة أشد من شروط توبة العصاة استنادا لما  أتى في كلام الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة الآية ( ١٦٠ ) قال الله تعالى { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }وهنا الشروط ذكرها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ولنا شرح مختصر عليها وهذا نصه :(شرحٌ مختصرٌ لشروط توبة المبتدع للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله


[سُئل الإمام أحمد بن حنبل عن رجل من أهل العلم كانت له زلة وقد تاب منها]

هذا السؤال تم توجيهه لإمام السنة في عصره الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ومضمون السؤال :

عن رجل -عالم من العلماء  وليس من الجهلاء- غير مُكرهٍ  ولا مُجبر زلّ في مسألة عقدية -بعد علمه- فخالف نصّا من كلام الله -سبحانه وتعالى- أو كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو أصلا من أصول السنة أو إجماعا بعد علمه،

وبهذه الأمور يخرُج من السنة إلى البدعة ومن الإتباع إلى الإبتداع ومن الهداية إلى الضلالة والغواية.

[فقال : ﻻ يقبل الله ذلك منه حتى  يُظهر التوبة]

أي : يرجع عن فعله أو قوله المبتدع إلى السنة فيلزمها ويستقيم على جادة السلف الصالح، وهذا هو الشرط الأول من شروط صحة قبول توبة المبتدع بعد ضلاله وهو : توبته عن بدعته وضلاله امتثالا لقوله تعالى {إلا الذين تابوا}.

[والرجوع عن مقالته]

التي زلّ وضلّ فيها.

[وليعلمن أنه قال مقالته كيت وكيت] فيُخبر من حوله أو من بلغتهم بدعته بالوسيلة التي أعلن فيها ضلالته بخطبة أو رسالة أو مجلس أو عند شخص أو صحيفة أو مذياع مسموع أو مرئيّ فهذا من قوله سبحانه {وبينوا}.

[وأنه تاب إلى الله تعالى من مقالته ورجع عنه]

فيُعلن توبتهُ عن مقالته المبتدعة ورجوعهِ عنها.

[فإذا ظهر ذلك منه حينئذٍ تقبل]

في قوله وفعله وكتابته ورسائله ومؤلفاته وسِرّه وجهره ومُجالسته وممشاه وفي أصحابه وجُلسائه، ولا يتمّ ذلك إلا في مُدّة يتبيّنُ فيها صلاحهُ وصِحّة توبته وسلامة منهجهِ وحُسنُ مُعتقده، فهذا من امتثال قوله تعالى {وأصلَحوا}

فيكون بهذا قد أتم شروط صحة توبة المبتدع.

[ثم تلا قوله تعالى : {إلا الذين ​تابوا وأصلحوا وبينوا​}]

وما ذُكر بأعلاه مابين [ ] جرى نقله من كتاب [ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب رحمه الله (١/ ٣٠٠ )].

وهذه الشروط جرت على صحة مذهب من يقول برجوع المُبتدع عن ضلاله بالشروط السابقة ورحمة الله وسعة كل شئ والله يفرح بتوبة عبده،

وفي الأثر الصحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما-  وإرسال الخليفة الراشد علي بن ابي طالب -رضي الله عنه- له إلى الخوارج وتوبة مجموعة كبيرة منهم ما يعضُد هذا القول.

وإلا فالمسألة عظيمة إذ أن القول الآخر في هذه المسألة عدم توفيق المبتدع إلى  التوبة بخلاف توبة أهل الذنوب والخطايا فتُقبل بشروطها اتفاقا؛

وهذا القول يُؤيّدهُ العمل بما ثبت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه :( أن الله حجب أو قال: حجز التوبة عن كل مبتدع) وفي حديث الخوارج الصحيح :( يمرقون من الدين).

ومن أهم الأمور المُحدثة المُبتدعَة في هذا العصر : (تعدد الجماعات الضالة ومنها الاخوانية الخوارج، وكثرة دعاة الضلالة وانتشارهم واشتهارهم بوسائل الإعلام ومخالفة السنة بنشر البدعة و مظاهر الشرك وترك التوحيد، وقلة من يدعو الى التوحيد والسنة ونبذ الشرك والبدعة ومنازعة ولاة الامر أمرهم والاستطالة عليهم باليد واللسان، وتكفير المسلمين حكاما ومحكومين واستحلال الدماء المعصومة وترك الأخذ عن علماء السنة المحضة ورميهم بماهم منه براء) 

أعاذنا الله وإياكم من الأهواء والبدع.وماسبق استفدناه من رسالة جرى كتابتها من قبلنا وهذا من فضل ورحمته كتبناها بتاريخ ٢١ شوال ١٤٣٩هـ وهي  مضمنة  رسالة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .


        《 الفصل العاشر 》


[ لابد لمن أراد أن يكون " جهاز  مسحه العقدي " يعمل وفق الأصول الشرعية والقواعد العلمية المرعية  أن يطلع على  الأمور  التي يصح أن يطلق  فيها على الشخص أنه من ذوي الإنحراف العقدي والشذوذ الفكري 》


وهذه الأمور  هي :

                 ( أولا  ) 

مخالفته لنصوص الوحيين - كتابا وسنة- الثابتة المبينة  القطعية المحكمة الواضحة وليست مطلقة ولاعامة   ولامنسوخة  وتمييعه وتهوينه لكلام الله تعالى وتقدس وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  ورد ذلك بأعذار واهية غير مستساغة شرعا و لا لغة .

               ( ثانيا )

عدم قبوله لإجماع المسلمين  وتكذيبه لهم  بعد إتفاق أمة محمد صلى الله عليه وسلم بلابينة ظاهرة ولابرهان واضح  أو حجة قاهرة  أو دليل إلا الهوى ومخالفة الشرع وسلوك طريق أصحاب الإنحراف العقدي وإتباع سبيل المجرمين . 

                ( ثالثا ) 

رده وعدم عمله  أصول الدين  التي لم يكن فيها خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله والتي بينت على مستند شرعي 

            ( رابعا ) 

عمله وتأييده ظاهرا لأهل الأهواء والبدع وجماعات التكفير ومناصرته لهم في أعمالهم البدعية وجرائمهم المنكرة التي أتى الإسلام بتحريمها ومنعها وتجريمها مثل :

( ١ ):

المظاهرات بأنواعها 

( ٢ ) :

الإعتصامات 

( ٣ ):

الإضرابات 

( ٤ ) :

التشهير والطعن في ولاة الأمر على رؤوس المنابر او في وسائل الإعلام او بأي طريقة كانت  .

( ٥ ) :

الإنكار العلني على ولاة الأمر خلافا للسنة .

( ٦ ) :

البيعات السرية لتعيين أمير لهم مع وجود ولاة الأمر وقيام دولتهم .

( ٧ ) :

إنشاء التنظيمات العسكرية  والأحزاب السياسية والجماعات المنحرفة المحاربة للسنة .

( ٨ ) :

 بث ونشر المنشورات السرية للطعن في ولي الأمر والإخلال بالأمن وتهييج العامة عليهم  .

( ٩ ) :

تكفير المسلمين بغير حق ولابينة وليس معهم في نهجهم هذا دليل شرعي يؤيد فكرهم المنحرف .

( ١٠ ) :

إستحلال دماء المسلمين بعد تكفيرهم بأنواع القتل المختلفة كالتصفيات الجسدية والإغتيال والتفجيرات وغيرها .

( ١١ ) :

الوقوف مع أعداء الإسلام على إختلاف  ملل الكفر وإتحادهم معهم عقديا ضد الإسلام وأهله وولاة أمور المسلمين  .

( ١٢ ) : 

التصنيف العلمي المبني على الإدلة النقلية والحجج العقلية يكرهه أهل الضلال لأنه يبرز ملامح توجههم الضال ويفضح معتقدهم المخالف لدين الإسلام ويظهر عوار إنحرافهم الفكري  

( ١٣ ) :

تأليب الملل والنحل المناوئة للإسلام وأهله على بلاد المسلمين وعلى ولاتهم وإتهامهم بماليس فيهم ومحاولاتهم الفاشلة التسلط عليهم ؛  كفى الله المسلمين شرهم. 

وماذكرناه على سبيل التمثيل لا الحصر 

ومن أراد معرفة أصول الدين ففي كتب السنة والتي قام بتأليفها أئمة السنة كالإمام أحمد والبربهاري وإبن بطه والآجري وكتب أئمة السنة وشيوخ الإسلام التي ذكرنا اسماءهم سابقا في 《 الفصل الثامن 》 وتحتوي على أصول الدين وأهم البدع والإنحرافات الفكرية.

التي يجب على المسلم الذي يريد الله والدار الآخرة  أن يبتعد عنها وعن أهلها .


《 الفصل الحادي عشر 》

[ المسح العقدي لابد أن يشمل الجماعات الضالة التي بنيت على أفكار منحرفة محاربة لدين الإسلام  مخالفة للشرع ويشمل كذلك أفرادها ورموزها وذلك  لتحقيق أهداف من قام بالمسح العقدي ]


 أهم هذه الجماعات الضالة:

أولا :

[ جماعة الإخوان ؛ خوارج العصر ] فهي أهم الجماعات التي تولدت عنها 

[ ١  ] -

حماس :

وهذه الإسم إختصار ل" حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين " وهي مليشيات عسكرية توجهها ظاهره  إخواني بحت خبيث وباطنه 

إعانة الروافض ونشر فكرهم 

و 

[ ٢ ] -

داعش :

وهذا الإسم إختصار ل" الدولة الإسلامية في العراق " وهو حزب وجماعة توجه خارجي قرمطي تستحل الدماء المعصومة للأبرياء من المسلمين وغيرهم .

و

[  ٣ ] -

النصرة :

جماعة إرهابية نشأت بين فيروسات  فكر الخوارج في  الشام بعد ثورات الربيع " الفارسي المجوسي "

وهي إخوانية خارجية . 

[ ٤ ] -

القاعدة :

 أسسها إبن لادن وهي نفس توجه الجماعات الإخوانية الخوارج السابقة يتفقون على إستحلال الدماء والتكفير والخروج على ولاة الأمور 

و

[  ٥ ] -

الحدادية :

نسبة الى محمود حداد 

وهي من أبرز الجماعات الإخوانية وهي شبيه بالسرورية لتدثرها بالسلفية وهي تحارب المنهج السلفي والعقيدة السنية وتوجهه ومضامينها أهدافها  فكرية عقدية وهي تعتبر الجناح الفكري لداعش وأبرز معتقداتهم :

( أ )  - 

رمي أئمة السنة وشيوخ الإسلام بالإرجاء امثال إبن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب وعبدالرحمن بن حسن وإبن باز والألباني والجامي  ومحمدالعثيمين رحمهم الله  وربيع المدخلي حفظه الله وقاموا بحرق كتب حفاظ الحديث أمثال ( النووي وإبن حجر رحمهما الله ) والتي لايستغني طالب العلم عن ماألفوه من كتب   .

( ب ) -

جعلوا الخلاف في مسألة ترك الصلاة :

* ١ * : 

هو تركٌ للأعمال بالكلية وعدم الإلتفات الى أعمال القلوب وهي الأساس والتي لم يقع خلاف بين  علماء السنة فيها  .

* ٢ * : 

من قال بعدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا مع إجتهاده وعلو منزلته وإعتماده على أدلة الشرع يعتبرونه  مبتدعا مرجئا ولهم نفس خارجية في تكفير من قال بهذا القول ويحجمون عن ذكر الأقوال الأخرى في هذه المسألة والتي يعضدها أدلة الكتاب والسنة وقال بها كبار علماء الأمة كما ذكرها شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله و هي مبسوطة في كتاب المغني والتمهيد  وغيرها من دواوين السنة .

* ٣ * :

عدم عذرهم بالجهل ولايرون إستتابة المخطئ بل يرون حل دمه وقتله  خلافا للادلة الثابتة في الكتاب والسنة وماعليه جرى عمل علماء السنة وقضاتهم .

 ويرون تبديع من قال بهذا القول خلافا لمعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح 

  . و من الفرق الضالة التابعة لجماعة الإخوان الخوارج 

[ ٦ ] -

السرورية :

وهي فرع ممتد لجماعة الاخوان الخوارج في الخليج العربي ظاهرهم إنكار عبادة القبور والأمر بالتوحيد ( وقد كذبوا في دعواهم لتعاونهم نصرة لفكرهم المنحرف وغضهم  الطرف عن الصوفية والروافض وأهل الإلحاد ممن عرف بالشرك وعبادة الأصنام والأوثان والأضرحة والقبور والمشاهد  وإمتزاج عقيدة السرورية فكريا مع هذه المذاهب الفكرية الضالة ) ولهم حركات ظاهرة وخفية في تهييج العامة على ولاة الأمور وقيامهم في محاولة الخروج عليه باليد أو اللسان لإشتراكهم مع الأجنحة السرية العسكرية الإخوانية الخوارج  كداعش والقاعدة . 

ومن هذه الجماعة تولدت  

[ ٧ ] -

 الليبرالية : مذهب وجد في بلاد الإسلام قام بنشره آحاد الناس وأفرادهم وتعني هدم الإسلام وشعائره وتمييع أصول الدين وعدم الإلتفات الى الأدلة الشرعية أو رفع الرأس بها  . وتعتبر ترسية لفكر الملاحدة العلمانية في بلاد المسلمين  .


[ ٨ ] - 

حزب التحرير له توجه سياسي منحرف يتبنى مذهب المعتزلة المعطلة الجهمية ويرون حل دم عصاة المسلمين - حكاما ومحكومين - خلافا للشرع المنزل وماعليه عقيدة أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح

يرأسه المدعو المسعري وهو ضال مضل صاحب ضلالات وبدع محارب للإسلام وأهله .


 ( ثانيا ): [ جماعة التبليغ ؛ صوفية العصر ]

جماعة التبليغ :

هي كما وصفها الإمام الألباني رحمه الله ب" صوفية عصرية " 

وظاهرها عدم الإهتمام بالفكر  السياسي المنحرف والمنتسب ظلما وزورا الى الإسلام 

 وعند التأمل نجدهم كالأرض التي أُعِدّت   لإنتاج أفراد الجماعات التكفيرية المتشدده. 


( ثالثا ) : 

[ الروافض المجوس الايرانية ]

ومن الجماعات

التي لها أهداف فكرية وسياسية وعسكرية مثل 

حزب الله :

وكذبوا فهم حزب إبليس 

وهم مرتبطون كليا  بدولة إيران الروافض  المجوس ويرون حل دماء المسلمين - حكاما ومحكومين - .

وكذلك ،

الحوثية : 

وهي جزء مكمل  عقديا لحزب الشيطان  فهم روافض مجوس ويعتبرون جناح عسكري إيراني في دولة اليمن  .


( رابعا ) : 

[ الخوارج القدماء ومن بقاياهم الإباضية ]

 :

فالحذر منهم  واجب إذ هم خطر على الإسلام وأهله فلهم يد مبسوطة " مقطوعة بإذن الله " في إعانة أي ملة ومذهب ونحلة يحارب المسلمين ومن ذلك :


 وثيق إرتباطهم  مع الروافض والإخوانية والصوفية عباد القبور ولهم كذلك جهود ضد الإسلام وضد دوله وولاة أمره .






《  الخاتمة ؛ نسال الله حسنها 》

المسلم المخلص الصادق

المحب - جعلنا الله وإياكم منهم - لإخوانه ولمجتمعه ولولاة أمره يتمنى لهم كل خير ويسأل الله أن يدفع عنه وعنهم كل سوء وشر و يسعى جاهدا على حسب استطاعته وجهده في بيان الخير ونشره والمساعدة بل والدلالة عليه أمتثالا لكلام الله تعالى وتقدس وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  فديننا دين السماحة واليسر والرحمة والعفو والإحسان الى الخلق بجميع أنواع وطرق الخير .

وكان لولاة الامر في دولتنا المباركة  المملكة العربية السعودية قصب السبق في إنشائها لجهاز عالمي تشترك فيه دول العالم أجمع في مكافحة الإرهاب الخارجي المنظم والتطرف الفكري واسم هذا المركز :

" [ المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف "اعتدال"] وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بتدشينه وإفتتاحه ليكون المرجع الأول عالميا في مكافحة الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الاعتدال ، فيما تضمنت رسالته الإيضاح عن رصد وتحليل الفكر المتطرف واستشرافه للتصدي له ومواجهته والوقاية منه والتعاون مع الحكومات والمنظمات ذات العلاقة."[ معلومات عن هذا المركز وردت في صحيفة سبق الإليكترونية بتصرف يسير ]

فنسأل الله أن يبارك في هذا المركز ويجعله جهازا ناصرا للتوحيد والسنة وأهلها  

 وقد سعيت في رسالتي هذه المتواضعة  إلى إيضاح نقاط أرى  أهميتها في بيان الطريقة الصحيحة - حسب رأي المتواضع - في كيفية كشف  شخصية أصحاب التوجه الفكري المنحرف للحذر  والتحذير منه ومحاولة مني في إبعاد أفراد ومجتمعات المسلمين عن نشر توجه  الفكر المنحرف   مع عدم تأثر المجتمع فيهم  - بأي نوع كان هذا الإلتقاء -   لحمايتهم من شرورهم ومكايدهم وإظهار تمسحهم بدين الإسلام وهو برئ منهم هذا ماأحببنا بيانه وإيضاحه في رسالتنا هذه ؛ وأسأل الله أن يكون ماكتبناه فيها خالصا صوابا متقبلا 


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :

غازي بن عوض العرماني .

السبت، 20 أغسطس 2022

السؤال : كيف نجمع قصة قتل الخضر عليه الصلاة والسلام للغلام وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) ؟

 بسم الله الرحمن الرحيم 





الجواب : 


إجابة لسؤالك نقول وبالله التوفيق 

              ( أولا )


 جواب إجمالي : 

فأحيلك على ملئ ( ومن أحيل على ملئ فليتبع ) فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

 " وهذا الغلام الذي قتله الخضر: قد يقال فيه: إنه ليس في القرآن ما يبين أنه كان غير مكلف، بل ولا ما يبين أنه كان غير بالغ، ولكن قال في الحديث الصحيح: الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً، ولو أدرك لأرهق أبويه طغياناً وكفراً.وهذا دليل على كونه لم يدرك بعد، فإن كان بالغاً - وقد كفر - فقد صار كافراً بلا نزاع.وإن كان مكلفاً قبل الاحتلام في تلك الشريعة، أو على قول من يقول: إن المميزين مكلفون بالإيمان قبل الاحتلام، كما قاله طوائف من أهل الكلام والفقه، من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم - أمكن أن يكون مكلفاً بالإيمان قبل البلوغ.ولو لم يكن مكلفاً، فكفر الصبي المميز صحيح عند أكثر العلماء، فإذا ارتد الصبي المميز صار مرتداً، وإن كان أبواه مؤمنين، ويؤدب على ذلك باتفاق العلماء ، أعظم مما يؤدب على ترك الصلاة، لكن لا يقتل في شريعتنا حتى يبلغ.

فالغلام الذي قتله الخضر: إما أن يكون كافراً بالغاً، كفر بعد البلوغ ، فيجوز قتله.وإما أن يكون كافراً قبل البلوغ ، وجاز قتله في تلك الشريعة، وقُتل ، لئلا يفتن أبويه عن دينهما، كما يقتل الصبي الكافر في ديننا، إذا لم يندفع ضرره عن المسلمين إلا بالقتل. بل الصبي الذي يقاتل المسلمين يُقتل، فقتل الصبي الكافر المميز: يجوز لدفع صِياله الذي لا يندفع إلا بالقتل.وأما قتل صبي لم يكفر بعد، بين أبوين مؤمنين، للعلم بأنه إذا بلغ كفر وفتن، فقد يقال إنه ليس في القرآن ما يدل عليه، ولا في السنة. وقد يقال: بل في السنة ما يدل عليه، ومنه قول ابن عباس لنجدة الحروري، لما سأله عن قتل الغلمان: إن علمت منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام: فاقتله ، وإلا فلا. رواه مسلم.

والمعلوم من الكتاب والسنة لا يعارض إلا بما يصلح أن يعارض به.ومن قال بالأول، يقول: إن الله تعالى لم يأمر أن يعاقب أحدٌ بما يعلم أنه يكون منه ، قبل أن يكون منه، ولا هو سبحانه يعاقب العباد بما يعلم أنهم سيعملونه حتى يفعلوه" انتهى كلامه رحمه الله[درء تعارض العقل والنقل" ( ٨ / ٤٢٧ )].


             ( ثانيا )

جواب مختصر تفصيلي :

أن فطرة هذا الغلام الذي قتله الخضر عليه الصلاة والسلام والتي فطر عليها مطبوعة على الكفر دل على ذلك ما ثبت في السنة من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( الغلامُ الذي قَتَلَهُ الخَضِرُ طُبِعَ يَومَ طُبِعَ كافِرًا ، و لو عاشَ لَأَرْهَقَ أبَويْهِ طُغيانًا و كَفَرَا )

رواه مسلم رحمه الله. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

..........

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الجمعة، 19 أغسطس 2022

《 جاءت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في توقير ولاة الأمر وتعزيز شأنهم واحترامهم وتقوية جانبهم خلافا لما عليه مذهب الخوارج ومن تأثر بفكرهم 》


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: لما خرج أبو ذرٍ الى الرَّبذَة لَقِيَه ركبٌ من أهل العراق، فقالوا: يا أبا ذر قد بلغنا الذي صُنِع بك، فاعقد لواءً يأتيك رجالاً ما شئت، قال: مهلاً مهلاً يا أهل الاسلام، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( سيكون بعدي سلطان فأعزُّوه، من التمس ذُلَّه ثَغرَ ثغْرةً في الاسلام، ولم يُقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت ) رواه أحمد رحمه الله في المسند و ابن أبي عاصم رحمه الله في السُّنة وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة في تخرج كتاب السنة حديث رقم( ١٠٧٩ )

وعن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خصالٌ سِتٌّ ؛ ما من مسلمٍ يموت في واحدةٍ منهنَّ ؛ إلا كانت ضامنًا على الله أن يُدخلَه الجنَّةَ : رجلٌ خرج مجاهدًا ، فإن مات في وجهِه ؛ كان ضامنًا على اللهِ . ورجلٌ تبع جنازةً ، ، فإن مات في وجهه ؛ كان ضامنًا على اللهِ . ورجل عاد مريضًا ، ، فإن مات في وجهه ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ توضأ فأحسنَ الوضوءَ ، ثم خرج إلى المسجدِ لصلاتِه ، ، فإن مات في وجهِه ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ أتى إمامًا ، لا يأتيه إلا ليُعَزِّرَه ويُوَقِّرَه ، فإن مات في وجهِه ذلك ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ في بيته ؛ لا يغتابُ مسلمًا ، ولا يجرُّ إليهم سخَطًا ولا نِقمةً ، ، فإن مات ؛ كان ضامنًا على اللهِ ) رواه الطبراني رحمه الله في المعجم الأوسط وصححه الإمام الألباني رحمه الله بشواهده في السلسلة الصحيحة حديث رقم( ٣٣٨٤).

وفي رواية : (  مَنْ جَاهَدَ في سبيلِ اللهِ ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومَنْ عادَ مَرِيضًا ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومَنْ غَدَا إلى المَسْجِدٍ أوْ رَاحَ ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومن دخلَ على إمامٍ يُعَزِّزُهُ ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومَنْ جلسَ في بَيتِه لمْ يَغْتَبْ إنسانًا ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ).

رواه أحمد في مسنده رحمه الله وابن حبان وابن خزيمة رحمهم الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله وهو من رواية الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه .

وفي رواية أخرى:( مَن جاهد في سَبيلِ اللهِ كان ضامنًا علَى اللهِ ، ومن عادَ مريضًا كان ضامنًا علَى اللهِ ، ورجلٌ دخل بيتَه بسلامٍ ، فهوَ ضامنٌ على اللهِ . ومن دخلَ على إمامٍ يُعزِّرُه كان ضامنًا على اللهِ ، ومن جلَس في بيتِه لَم يَغتَبْ إنسانًا كان ضامنًا على اللهِ ) صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب ( ١٣١٧ ).

وهو من رواية الصحابي الجليل  أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

..........

كتبه : غازي بن عوض العرماني.