الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فإن التعبير بالتمثيل في توحيد الأسماء والصفات هو المتعين بخلاف التشبيه لأمور منها :
( أولا )
لفظ التمثيل ورد ذكره في القرآن الكريم قال الله تعالى وتقدس: { ليس كمثله شى وهو السميع البصير } .
( ثانيا )
نفي التشبيه على جهة الإطلاق غير وارد شرعا ولا عقلا
يدل على هذا ورود ذلك في القرآن الكريم فقد وصف احد عباده بالعزيز
{ قالت أمرأة العزيز }
ووصف نفسه بأنه العزيز :{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ }
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }
ووصف رسوله وعبده وخليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام بالحلم فقال تعالى :
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ }
ووصف نفسه سبحانه وتعالى :
{ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }
ووصف يعقوب عليه الصلاة والسلام ب{إِنَّهُۥ لَذُو عِلْمٍۢ لِّمَا عَلَّمْنَٰهُ }
ووصف نفسه سبحانه وتعالى بالعلم فقال تعالى وتقدس:
{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } { وهو السميع العليم }
وأي من الصفتين الثابتتين لله سبحانه وتعالى أو لاحد من خلقه إلا وبينهما اشتراك في أصل المعنى وهذا الاشتراك نوع من المشابهة فصفة علم الإنسان تختلف عن صفة علم الله سبحانه وتعالى مع تشابه اللفظين فإشتراك الخالق والمخلوق في أصل المعنى لا يعني تساويهما في تلك الصفة...أو تلك تعالى ربنا وتقدس أما عند إطلاق لفظ التمثيل فيصح أن تنفي المماثلة نفياً مطلقاً .
( ثالثا )
الصواب أن يقال :
بلا تحريف أو تمثيل اوتشبيه باطل وهو اعتقاد أن صفات الله أو ذاته تشبه صفات المخلوقين أو ذواتهم.
وهكذا القول في لفظ التأويل يقيد بالتاويل الفاسد اوالذي لا يسوغ شرعا أو عقلا لان التأويل يحتمل معاني حق ومعاني باطلة ومن المعاني الحق قول أهل التفسير مثل أبن جرير الطبري رحمه الله وغيره : تأويل الآية كذا أي تفسيرها
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
............
كتبه : غازي بن عوض العرماني