الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فالمسلم يتفاءل خيرا والمبشرات كثيرة أتت في الكتاب والسنة بانتصار وانتشار الإسلام ...
يقول الله سبحانه وتعالى:
{ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}
ويقول عز من قائل :{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا }ويقول الله تعالى وتقدس: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ}.
ويقول الله تعالى وتقدس: { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ } وعن تَميم الداري رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليَبْلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يترك اللهُ بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعِزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل، عزا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلا يُذل الله به الكفر ) وكان تميم الداري رضي الله عنه يقول: قد عرفتُ ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب مَن أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصَّغَار والجِزية.
وهذا حديث صحيح رواه أحمد وابن حبان والطبراني والحاكم والبيهقي رحمهم الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة وفي تحذير الساجد
وهذه المبشرات على أرض الواقعة كثيرة ولله الحمد ومن ذلك رجوع كثير من الأحبار والرهبان وأهل العلم الدنيوي إلى دين الله سبحانه وتعالى
و بفضل الله ورحمته على شخصي الضعيف فقد قمت بعدة دراسات عن موضوع اهمني وهو : [ هل العالم الإسلامي قابل للتحول إلى افكار ومذاهب وتيارات وديانات أخرى كما جرى للنصارى وغيرهم ] وهذه الدراسات أتت بصورة بحوث ورسائل علمية جرى بنشرها تباعا على طريقتنا الخاصة المتواضعة نرجو ما عند الله سبحانه وتعالى حسب جهدنا وطاقتنا :
{ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }
فوجدت :
أن العالم الإسلامي المنتشر فيه [ الصوفية القبورية وطرقها الباطلة ]
و[ التعطيل الجهمي بأنواعه كالاشاعرة الكلابية والماتريديه ]
و[ الرفض وما يتبعهم]
و[ فكر الخوارج الإخوانية والاباضية ]
ينتشر بينهم هذا التوجه الالحادي و يقبل هذا الأمر.
لتشابه الفكر العقدي لهؤلاء مع الديانات اليهودية والنصرانية فإذا كان اليهود يعبدون عزيرا والنصارى يعبدون عيسى وأمه فهؤلاء لهم غوثهم واقطابهم فما الفرق بينهم ؟
بل ذكر شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله أن اليهود والنصارى قديفضلونهم وذلك أنهم يثبتون الصفات وهؤلاء يعطلون
واولئك يعبدون رسلا
وهؤلاء عواما وجهلة أمثالهم..
لكن أهل التوحيد والسنة
لا يمكن تحولهم إلى فكر ضال الحادي علماني وهذا يجري بفضل الله ورحمته حيث أشرأب التوحيد في قلوبهم وغرس أصله فيهم [ يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ] ولا تعجب وذلك بعد أن تتأمل آيات الكتاب العزيز وأحاديث السنة النبوية والتي منها على سبيل المثال لا الحصر حديث الافتراق الصحيح وخاصة عبارات وردت في نص هذت الحديث النبوي منها في بيان صفة الفرقة الناجية :
( كلها في النار إلا واحدة )
( الجماعة )
( ما انا عليه واصحابي )
فنعمه التوحيد
هي أعظم نعمة تعطى للبشر ..
فهو أمن وأمان يقول الله تعالى وتقدس: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } ففي البخاري ومسلم رحمهما الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما نزلت { ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } قال أصحابه : وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت : { إن الشرك لظلم عظيم }
وفي رواية أخرى :
لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُواوَلَمْ يَلْبِسُواإِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} ، شَقَّ ذلكَ علَى أصْحابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقالوا: أيُّنا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟! فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ليسَ كما تَظُنُّونَ؛ إنَّما هو كما قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ: {يَا بُنَيَّ لَاتُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} .
وكما تشاهدون في هذا العصر التطور المادي والتقدم في مجال الاختراعات والتقنية نجد مع الاسف التأخر في مجال الروح ونهضتها بل الانحطاط الخلقي بأبشع صوره يعلوه خواء روحي وكثرة الأمراض النفسية وذلك لانعدام التوحيد وقلته في قلوبهم مصداق ذلك في كلام الله سبحانه وتعالى المنزل : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ }
فهذه نعمة التوحيد في الدنيا
وأما نعمتها في الآخرة
فكلمة التوحيد وحدها تثقل الميزان وترجح بجميع الذنوب كلها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ ، والبطاقةُ في كفَّةٍ فطاشتِ السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ ، ولا يثقلُ معَ اسمِ اللَّهِ شيءٌ )
فرحم الله الإمامين الأمير محمد بن سعود وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وأسكنهم الله وذريتهم الفردوس الأعلى من الجنة...
فدين الله منصور ....وفي الصحيحين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( لاتَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) واللفظ لمسلم رحمه الله.
ودولتنا المملكة العربية السعودية لملوكها فضل كبير
أولا :
على شخصي الضعيف بتعليمي التوحيد والسنة ..
ثانيا :
على العالم الإسلامي بل العالم أجمع في بيان الإسلام الصحيح المبني على التوحيد والسنة..
وهذا ملموس ومحسوس ومشاهد فأسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يمد والدنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتأييده ويوفقهم إلى مايحبه الله ويرضاه وإن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته إن الله سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°
كتبه : غازي بن عوض العرماني.