الاثنين، 6 يونيو 2022

《 فضيلة التوطن في المسجد واهمية إدامة المكث فيه واثبات الصفة الاختيارية الفعلية القائمة بذات الله المتعلقة بمشيئة الله وهي صفة [ التبشبش ] لله سبحانه وتعالى الواردة بالحديث وفق ما يليق بربنا تعالى وتقدس 》



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما تَوَطَّنَ رجلٌ مسلمٌ المساجِدَ للصلاةِ والذكْرِ ، إلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ لَهُ منْ حينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ ، كَمَا يتَبَشْبَشُ أهلُ الغائِبِ بغائِبِهِمْ ، إذا قدِمَ علَيْهم ) أخرجه أحمد رحمه الله في المسند وابن ماجه رحمه الله في سننه وابن حبان رحمه الله في صحيحه. 

وصححه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه ( ٦٥٩ ) وفي صحيح الجامع( ٥٦٠٤ )

شرح الحديث:

محبة الله سبحانه وتعالى 

لمن اعتاد الذهاب والمشي إلى المساجد التي هي بيوت الله جل وعلا في الأرض، وجعل المسجد وطنا  ومسكنا له يألُفُه  ويرتاح ويطمئن فيه.فمن هذه حاله" فرِح الله جل وعلا به، وأقبَل عليه وتلقَّاه بكرمه وبره وإحسانه" و( تَبَشْبَشُ أهْلُ الغائبِ بغائبِهم إذا قدِمَ عليهم)؛ قال شراح الحديث  : " أي المسرة والفرح به والإقبال عليه إذا رجع من سفره، وقدِم إلى أهله، فإنهم يستقبلونه أحسنَ وأفضل استقبال، ويفرحون به أيَّما فرحٍ وانبساط، ويُعدون ويصنعون الولائم بأصنافها وأشكالها المتعددة إكرامًا لغائبهم إذا رجع إليهم" 

ف( تبشبش الله له ) و ( تبشبش أهل الغائب له )

 بينهما اشتراك في أصل المعنى وهذا الاشتراك نوع من المشابهة فصفة تبشبش العباد تختلف عن صفة تبشبش الله  سبحانه وتعالى فمع تشابه اللفظين وإشتراك الخالق والمخلوق في أصل المعنى لا يعني  تساويهما في تلك الصفة...أو تلك تعالى ربنا وتقدس وأما  إطلاق لفظ التمثيل فيمنع  وتنفي المماثلة نفياً مطلقاً في باب الأسماء والصفات قال الله تعالى وتقدس:{ليس كمثله شى وهو السميع البصير }

ف( تبشبش الله له ) أتت في حديث صحيح فهي صفة خبرية فعلية اختيارية قائمة بذات الله متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى 

و نقول المعنى لهذه العبارة معروف معقول والكيف  مجهول فنثبت اللفظ  لهذه الصفة  على معنى يليق بوجه ربنا تعالى وتقدس بلا كيفية .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

.................................

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني  .