بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فقد وردنا سؤال هذا نصه :
( شيخنا ماهو حال :
ابن عربي المالكي .
ابن عابدين الحنفي ).؟
و( ماهو الموقف السلفي من الاستفادة منهما ومن غيرهما من أهل العلم الذين عليهم ملحوظات هل كل شخص له النظر والقراءة في كتبهم افيدونا وفقكم الله وسددكم؟)
فقلت إجابة :
هذا السؤال ورد إلينا بعد بيان جرى من قبلنا مختصر عن حال ابن حزم والشاطبي والبيهقي والنووي وابن حجر والسفاريني وابن عربي المالكي والامير الصنعاني والشوكاني رحمهم الله
وهؤلاء جهابذة عليهم ملحوظات عقدية في توحيد الأسماء والصفات زلوا فيها اجتهادا ولم يتعمدوا الخطأ فهم دعاة إلى الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح كما هي حال كبار علماء الإسلام وشيوخه لكن وقعوا في تأويلات خالفوا فيها معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.
وكتبهم نفيسة يستفاد منها فلا تخلو منها مكتبة طالب العلم ووقوعهم في الخطأ نادرا .
وقد بين أهل العلم مواضع اخطائهم فعلى طالب العلم الاطلاع عليها والرجوع إليها
وما ذكرته عن هؤلاء الكبار قاله أئمة السنة واعلام السلف أمثال الألباني وابن باز والعثيمين والوادعي والجامي وربيع وعبيد رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلم الجميع.
واما ابن عابدين الحنفي فيستفاد من كتابه وأن كان مهاجما محاربا لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بلا بينة ولا دليل و بغير حق وقولنا هذا لمن كان مؤصلا عقديا ومؤهلا علميا والا فابن عابدين معطل جهمي ماتريدي ؛ صوفي قبوري
يصف أهل التوحيد والسنة بأنهم من الخوارج قال في حاشيته على رد المحتار ( ٤ / ٢٦٢) طبع دار الفكر عن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
" مطلب في اتباع ابن عبد الوهاب الخوارج في زماننا : كما وقع في زماننا في اتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا
ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا انهم هم المسلمون وان من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل اهل السنة وقتل علمائهم ".
وفي نفس الكتاب في باب البغاة من كتاب الجهاد يبين فرحه وابتهاجه في قتل أهل التوحيد والسنة في الدرعية وعموم نجد فيقول :" حتى كسر الله تعالى شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف .." وقوله :" عساكر المسلمين " .فكأنه يميل إلى إخراج من ينبزهم بالوهابية من الإسلام ...
فالذي يظهر لي انه لا يقارن في العلماء الذين وقع منهم أخطاء عقديه زلوا فيها اجتهادا من غير تعمد للوقوع في الخطأ وهم من ذكرنا بعاليه.
وكما يظهر في انتصارهم للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح
ثم قارن حال ابن عابدين الحنفي بحال الأمير الصنعاني أو الشوكاني رحمهما الله - الجميع من المعاصرين لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله - يتبين لك الفرق فالاميرالصنعاني رحمه الله يظهر فرحه وسروره بدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بخلاف ابن عابدين الحنفي ؛ اذ يقول الامير محمد بن اسماعيل الصنعاني رحمه الله شعرا في ثنائه على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مبينا صحة معتقد هذا الإمام في قصيدة مشهورة :"
سلام على نجد ومن حل في نجد
وإن كان تسليمي على البعد لا يُجْدِي
لقد صدرت من سفح صنعا سقى الحيا
رُباها وحياها بقهقهة الرعد
سرت من أسير ينشد الريح إن سرت
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
يذكرني مسراك نجداً وأهله
لقد زادني مسراك وجداً على وجد
قفي واسألي عن عالم حلَّ سُوحَها
به يهتدي من ضل عن منهج الرشد
محمد الهادي لسنة أحمد
فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
لقد أنكرت كل الطوائف قوله
بلا صَدَرٍ في الحق منهم ولا ورد
وما كل قول بالقبول مقابَلٌ
ولا كل قول واجب الرد والطرد
سوى ما أتى عن ربنا ورسوله
فذلك قول جل قدراً عن الرد
وأما أقاويل الرجال فإنها
تدور على قدر الأدلة في النقد
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه
يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهراً ما طوى كل جاهل
ومبتدع منه موافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادماً
مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله
سغوث وَوَدٌّ بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها
كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سُوحِها من عقيرة
أُهِلَّتْ لغير اللّه جهلاً على عمد
وكم طائف حول القبور مُقبِّل
ويلتمس الأركان منهن بالأيدي ".
وفي قصيدته هذا يتبين لك سلفية الأمير الصنعاني رحمه الله وحسن عقيدته
وأما من زعم من الصوفية عباد القبور أن الأمير الصنعاني رحمه الله رجع عن ثنائه على الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقد كذب،وفجر والقصيده المنسوب إليه في رجوعه هي كذب عليه تردها وتفندها عقيدة الأمير الصنعاني في كتابه ( تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد) وللعلامة ابن سحمان رحمه الله رسالة في فضح مدعي رجوع الأمير الصنعاني رحمه الله عن ثنائه على الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
ثم أنظر ثناء العلامة الشوكاني رحمه الله على الدعوة السلفية وأئمتها ومن ذلك قوله في كتابه البدر الطالع صفحة ( ٥٢٦ - ٥٢٧ ) :" وفي سنة ١٢١٥ هجري وَصَل مِن صاحب نجد المذكور مُجلَّدان لطيفانِ، أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدُهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبدالوهاب، كلُّها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشِّرك الذي يغلبه المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيِّدة، مشحونةٌ بأدلة الكتاب والسُّنة، والمجلد الآخَرُ يتضمن الردَّ على جماعة مِن المقصِّرين من فقهاء صنعاء وصعدة، ذاكروه في مسائلَ متعلِّقةٍ بأصول الدين وبجماعة من الصَّحابة، فأجاب عليهم جواباتٍ محرَّرةً مقرَّرة محقَّقة، تدلُّ على أنَّ المجيب من العلماء المحقِّقين، العارفين بالكتاب والسُّنة، وقد هدم عليهم جميعَ ما بنَوْه، وأبطل جميع ما دَوَّنوه؛ لأنَّهم مقصِّرون متعصبون، فصار ما فعلوه خزيًا عليهم، وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا مَن تصدَّر ولم يَعرف مقدارَ نفسه". ثم ذكر دخول بلاد أبي عريش وأشرافها في طاعة صاحب نجد، وتزلزل الدِّيار اليمنيَّة بذلك، والاستيلاء على بعض دِيار تهامة، وقال: "وجرتْ أمورٌ يطول شرحُها، وقد أفردتُ ما بلغني من ذلك في مصنَّف مستقل
وقبلها قال عن الإمام محمد بن سعود رحمه الله في نفس الكتاب صفحة ( ٥٢٦ ) : "وقد رأيتُ كتابًا من صاحب نجد، الذي هو الآن صاحبُ تلك الجهات، أجاب به على بعضِ أهل العِلم، وقد كاتَبَه وسأله بيانَ ما يعتقده، فرأيتُ جوابَه مشتملاً على اعتقاد حَسَن، موافق للكتاب والسُّنة".
وقد زعم بعض الفجرة الكذبه رجوع العلامة الشوكاني رحمه الله عن ثنائه هذا لكن من " طالع كتب الشوكاني وأجوبته المحررة -كـ”الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، وجواب مسائل عالم عسير، وغيرها من رسائل الاعتقاد التي جمعها المؤلف نفسه في كتاب: الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني– ونظر في السياق الذي قيلت فيه قصيدة الشوكاني التي استند إليها صاحب المقال؛ لجزم بخطأ قراءته لكلام الشوكاني رحمه الله.
وكل هذا الرد الجميل على أهل التشغيب تجده في رسالة لأحد الإخوة بعنوان ( تعقيب على مقال "الشّوكاني يردّ على فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب…" المنشور في جريدة السبيل)
وفي خاتمة رسالتي هذه :
أنبه طلاب العلم أن حال هؤلاء الأئمة لا يقارن بحال رموز الجماعات التكفيرية ورؤوس الخوارج فدعوة الفريقين بينهما
فرق شاسع
فما بينهما كما بين الثرى والثريا
لا في الأسلوب [ فطريقة الحزبيين مخالفة للسنة مضادة لها ].
ولا في الغاية [ فإتجاه أهل الأحزاب إلى الدنيا وشهواتهم واعينهم على المنصب والكرسي].
ولا في الادلة [ فالحزبيون دليلهم الهوى والمنام واتباع المتشابه ويتبع ذلك لي اعناق النصوص الشرعية وتضعيف الادلة الصحيحة أو تأويلها بالباطل أو تصحيح المجمع على ضعفه فعندهم الغاية تبرر الوسيلة ].
ودعوة أئمة الإخوانية اساسها هي الدعوة الى محاربة الكتاب والسنة ومخالفة هدي سلف الأمة ونشر البدع والأهواء والمنكرات والجماعات والأحزاب الضالة ونشر التكفير واستحلال الدماء المعصومة.
وتأييد توجه المد الإلحادي وتعظيم أهله كفى الله المسلمين شرهم.
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .