الخميس، 25 نوفمبر 2021

《 اسم المتكبر والكبير لله سبحانه وتعالى ؛ وصفة الكبرياء لله سبحانه وتعالى ومعنى هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد:


فإن اسم المتكبر والكبير وصفة الكبرياء أسماء حسنى وصفات علياء لربنا تعالى وتقدس ثبتت - كتابا وسنة - نؤمن بها  على الوجه اللائق بربنا الله سبحانه وتعالى.  ونقول : المعنى معلوم والكيف مجهول .

نثبتها من غير تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف .

 من الادلة على هذه الأسماء الحسنى  والصفات العلى 

قولـه سبحانه  تعالى: { السَّلامُ الـمُؤْمِنُ الـمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الـمُتَكَبِّرُ }

وأما الكبير فقوله تعالى : (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِوقوله تعالى وتقدس:{ عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال} وقال سبحانه وتعالى : {وأن الله هو العلي الكبير}  وقال تعالى وتقدس : {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحقَّ وهو العليُ الكبيرُ} .

وأما في السنة :

ففي حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما مرفوعا : ( العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني؛ عذبته)

رواه مسلم رحمه الله في صحيحه. وفي صحيح الإمام  البخاري رحمه الله( ٧٤٤٤) وفي صحيح الإمام مسلم رحمه الله(  ١٨٠ ) عن الصحابي الجليل عبد الله بن قيس رضي الله عنه مرفوعاً : ( جنتان من فضَّة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكـبرياء على وجهه في جنة عدن )


وأما ورود اسم الكبير لله ربنا تعالى وتقدس فقد استفاض وتواتر في الأذكار فمنها على سبيل التمثيل لا الحصر ( الله أكبر ) و ( الله أكبر كبيرا )..  

وصفة الكبرياء في قوله 

تعالى وتقدس : { وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }

الذي تكبر عن كل سوء .وشر

 وقيل : المتعظم عما لا يليق به . وأصل الكبر والكبرياء : الامتناع . 

وقيل : ذو الكبرياء وهو الملك .

الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجور.

ومعنى الكبير :

الكبير الذي كل شيء دونه "، 

وقيل :

الذي هو أكبر من كل شيء ، 

وقيل :

الكبير في ذاته وأسمائه وصفاته .

وقوله تعالى : { وله الكبرياء }


"وله العظمة والسلطان في السموات والأرض دون ما سواه من الآلهة والأنداد"[تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله]

وفي [ تفسير ابن كثير رحمه الله ]:

"قال مجاهد : يعني السلطان . أي : هو العظيم الممجد ، الذي كل شيء خاضع لديه فقير إليه . وقد ورد في الحديث الصحيح : " يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا منهما أسكنته ناري " . ورواه مسلم من حديث الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن الأغر أبي مسلم ، عن أبي هريرة وأبي سعيد ، رضي الله عنهما ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه .

وفي تفسير السعدي رحمه الله:" 

أي: له الجلال والعظمة والمجد.

فالحمد فيه الثناء على الله بصفات الكمال ومحبته تعالى وإكرامه، والكبرياء فيها عظمته وجلاله والعبادة مبنية على ركنين، محبة الله والذل له، وهما ناشئان عن العلم بمحامد الله وجلاله وكبريائه ".


والله أعلم  ؛  وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

.................

كتبه :  غازي بن عوض العرماني.