بسم الله الرحمن الرحيم
《 توجيه ونصح إلى طلاب العلم 》
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فمن الآداب التي تجب على كل سائر الى الله تعالى وتقدس وهذه الآداب في طلاب العلم آكد ؛ وذلك بالانتباه إلى أهمية الوقت وهو العمر فهو مسؤول عنه كما ثبت في السنة : ( وعن عمره فيما أفناه) فيجعله وقفا على ما يوصله إلى رحمة الله سبحانه وتعالى وعفوه وفضله وإلى معرفة الحق بالدليل وإلى الحرص على الصراط المستقيم الموصل إلى رضوان الله وجنته ويتم له ذلك في العلم بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم بتشمير ساعد الجد في طلب العلم والنظر في ما يصلح به قوت يومه ويقيم به أوده ويسد به رمقه من الحلال والابتعاد عن السحت .
وكل وقته يبتغي فيه وجه ربه امتثالا لقوله تعالى:{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ }
"وقوله: { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله عليَّ، وما يقدر عليَّ في مماتي، الجميع { لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }"[ تفسير الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله لهذه الآية ].
فليس عندي وقت للدفاع عن قبيلتي أو اسرتي أو نفسي ولا ألتفت لذلك وهذا من السنن التي يحرص عليها طالب العلم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ ، قَالَ: ( إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ )
أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده وابوداود رحمه الله في سننه والبزار رحمه الله في مسنده والبغوي رحمه الله في شرح السنة وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم( ٢٣٧٦ ).
قال الإمام مقبل الوادعي رحمه الله :" وليس لدينا وقت للمدافعة عن أنفسنا ، لكن عن السنة لو تعاضضنا بالضروس فلا نترك أحدا يتكلم في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء أكان شيعيا أو صوفيا أو من الإخوان المسلمين ، فنحن فداء للسنّة وأعراضنا فداء للسنة" [نصائح وفضائح( ١٥٤- ١٥٥)].
وطالب العلم : يحرص على تعلم التوحيد والسنة والدفاع عن دين الاسلام في كشف شبهات أهل الضلال و تفنيد الاراء المنحرفة المخالفة للدين وذلك حينما تلبس لباس التقوى ورد اباطيل أهل الباطل والطغيان والوقوف ضد عادية العدوان وصد صائل أصحاب التيارات الفكرية الشاذة
والذود عن حماة الدين من شيوخ الإسلام وأئمة السلف وكبار السنة واعلام الهدى والذب عن عرضهم فمن طعن فيهم فقد أراد الطعن في دين الإسلام لأنهم حملته فهم( ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) .
ومن الباطل والبهتان والافتراء الدفاع عن دعاة الخوارج الإخوانية ورموزها فهم يسعون إلى وأد السنة ومحاربة أهل الإسلام الصحيح فمن دافع عنهم فقد أعان على هدم الإسلام.
ومن صميم مهام طالب العلم الذود عن ولاة أمره بالحق والدليل المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم و إيضاح الآثار الصحيحة عن سلفنا الصالح المحاربة لذوي التوجهات التكفيرية والشطحات الخارجية فلئن كان العلماء فيهم صلاح الآخرة ففي الحكام صلاح الدين والدنيا ولا تستقيم الحياة الانسانية إلا بإجتماع بشري
وهذا الاجتماع لا يصلح ولا ينضبط إلا بولي أمر واجب الطاعة بالمعروف نافذ الأمر عزيز الجانب مهاب محترم
والا تسلط القوي على الضعيف وانعدم الأمن واستحلت الدماء وانتهكت الاعراض،وانتهبت الأموال فطاعتهم من طاعة الله مالم يأمروا بمعصية .
ولا يضرك رميك من قبل الخوارج بأمور انت برئ منها
فلم يسلم من أهل الظلم ربنا تعالى وتقدس ورسله وملائكته وعلماء الإسلام فأصبر على الحق علما وعملا ودعوة . والعاقبة للمتقين .
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.