الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

《 الإجابة عن أسئلة هامة بخصوص دعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله 》



   بسم الله الرحمن الرحيم 


         [[       المقدمة      ]]


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :


فنسمع ونقرأ كثيرا  اطلاق اسم الوهابية على مجموعة كبيرة من المسلمين . 

فما سبب إطلاق هذا الاسم ؟

ومن الذي أحدثه ؟

ومن الذي قام بنشره وإشهاره وإظهاره ؟

وهل لأصحاب هذا الاسم  وجود فعلي على أرض الواقع ؟

وهل معتقدهم يخالف معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ؟

وهل الوهابية مذهب جديد أتى به محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟

هل الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يكفر الناس ويرى حل دمائهم ؟ 

ما هو موقف كبار علماء الإسلام في المملكة العربية السعودية من :

جماعة الإخوان الخوارج 

الجماعات التكفيرية الإرهابية مثل القاعدة وداعش؟

ومن هو الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟

وماهي منزلته في دين الإسلام ؟

وماذا قال عنه كبار علماء الإسلام ؟

ولماذا أطلق عليهم هذا الوصف بالذات [ الوهابية ] ولم يطلق عليهم [ المحمدية ] نسبة إلى الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله؟

 أسئلة يدور بعضها أو كلها في مخيلة بعضهم  :

  نريد كشفها والإجابة عنها وبيان الحق والانتصار له :

بعلم 

وصدق 

وحق 

وعدل 

وانصاف 

بعيدا عن :

الظلم

 والحيف

 والكذب

 والإفتراء

فمن فضل الله علينا أن يجعلنا واياكم من أنصار دينه وحملة دينه ومن الذين يذبون عن هؤلاء الأئمة الاجلاء فالدفاع عنهم هو دفاع عن دين الاسلام ولم يتكلم في اعراضهم ويطعن فيها إلا بسبب دين الله سبحانه وتعالى دين الإسلام والذي جعلوا نصره ونشره نصب أعينهم فأرخصوا أرواحهم دونه فحقهم منا الدعاء لهم والذب عن عرضهم وقد ثبت في السنة : ( من ذب عن عرض أخيه ابعد الله النار عن وجهه) .

   ولما لهذا الإمام  من فضل مع من قام بنصره   وهي  دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية جرى إعداد هذه الرسالة في كشف الظلم عن هذا العالم الجليل وعن شيوخ الإسلام 

الذين نصروا التوحيد والسنة 

امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) حديث صحيح رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الالباني رحمه الله. 

وأعلموا بارك الله فيكم:

أن من وصفت بالوهابية هي دين الإسلام المحض الصحيح الحق 

ودين الله سينصره الله وسيعلي كلمته ؛ قال الله عز وجل : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }

وبيان ظلم هذا الإمام ودينه دين الإسلام وكشف شبهات من رماه بهذا النبز الظالم  من الجهاد الأكبر وهو جهاد الخاصة وليس هنا محل بسط فضل هذا الجهاد 

فله مواضع سبقت ومواضع آتية إن شاء الله. 

فأسأل الله أن يجعل لنا ولكم الشرف في نصر دينه دين الإسلام وذلك في الانتصار لمن أطلق عليهم ظلما وافتراء وزورا وعدوانا اسم الوهابية .

وأصحاب الحق والعلم :

يعلمون جهل وضلال من أطلق عليهم هذا النبز والتعيير فلم يلقوا له بالا ولم يهتموا بالدفاع عن أنفسهم مادام أنهم يقومون بنشر التوحيد والسنة وهو دين الإسلام المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه إجماع المسلمين .

وهو المعروف في ( عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ).

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

آمين .

ونبدأ الان في الشروع في إجابة هذه الأسئلة وقد وضعت إجابة كل سؤال في فصل مستقل 

والله الموفق والهادي إلى الحق فمنه نستمد العون والتوفيق فلا حول ولا قوة لنا الا بالله هو حسبنا ونعم الوكيل.


[[  الفصل الأول : ما سبب إطلاق هذا الاسم  ]]


الوهابية :  هي نبز وتعيير لطائفة كبيرة من علماء الإسلام ومن أطلقه اراد تنفير المسلمين عن هذه الدعوة المباركة والتي تعني : الرجوع الى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك في نصوص الوحيين وتعلمهما وتعليمهما والعمل وفق ماجاء فيها والدعوة إلى ذلك وفق سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ووفق نهج السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله فهي دعوة إلى العودة إلى دين الإسلام الصحيح .

الدين الذي نزل فيه القرآن الكريم  كلام الله سبحانه وتعالى  وأتى به قولا وفعلا وتقريرا الرسول صلى الله عليه وسلم. 

فاذا تبين لنا معرفة  معتقد ودعوة علماء هذه الدعوة السنية السلفية المباركة بأنها بهذا النقاء والوضوح ووفق دين الإسلام بل هي دين الإسلام المحض وما عداها فديانات باطلة فإذا كانت دعوة بهذه الصورة التي أنقلها إليكم بحق ومن أرض الواقع وفق كلام ائمتها ومشايخها المودعة في بطون كتب أئمتها بالصفحة والجزء وعلى من اراد التحقق من صحة كلامي وصدقه  فمؤلفاتهم :

مشهورة

 منشورة

 مطبوعة

 مدونة 

وأهلها كبار علماء الإسلام واصدق وصف لهم ما قاله  الشاعر  : 

" قد عرفناه وهل يخفى القمر؟ "ثم  اقول : 

من كانت هذه دعوته فلا شك أن له أعداء كثر و مذاهب شتى وملل متنوعة كلها ضلال تحاول طمس دينه وازالته وهذه الديانات مابين :

معظم للقبور وعابد لها وصارف لكل أو جل العبادات الإلهية للاشجار والاحجار والقبور . 

أو معطل جهمي لاسماء الله الحسنى - سبحانه وتعالى - وصفاته العلى 

أو رافضي محارب للإسلام معلن بغضه له ولأهله .

أو خارجي يرى تكفير المسلمين وحل دمائهم .

أو صاحب هدف دنيوي من رئاسة أو مشيخة .ورأى أن انتشارها بين قومه سبب لسقوط منزلته الدنيوية وفقدان شهواته ونزواته الفانية فآثر العاجل الفاني على الخير الباقي  

فهؤلاء هم السبب في نشر هذا اللقب تشويها لها ومحاولة ضعيفة في منع انتشارها .

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" هذا اللقب مشهور لعلماء التوحيد لعلماء نجد، ينسبونهم إلى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- لأنه دعا إلى الله عز وجل في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، واجتهد في إيضاح التوحيد، وبيان الشرك في الناس، حتى هدى الله به الجم الغفير، ودخل الناس في توحيد الله، وتركوا ما هم عليه من أنواع الشرك الأكبر، من عبادة أهل القبور، ومن البناء على القبور وعبادة الأشجار والأحجار، والغلو في الصالحين، فصارت دعوته دعوة تجديدية إسلامية عظيمة نفع الله بها المسلمين في الجزيرة العربية وفي غيرها، رحمه الله رحمة واسعة وصار أتباعه ومن دعا بدعوته ونشأ على هذه الدعوة في نجد يسمى بالوهابي، وكان هذا اللقب علماً على أهل التوحيد، كل من دعا إلى توحيد الله ونهى عن الشرك وعن التعلق بالقبور أو التعلق بالأشجار والأحجار وأمر بالإخلاص لله سماه وهابياً، وهو لقب شريف عظيم يدل على أن من لقب به من أهل التوحيد ومن أهل الإخلاص لله، وممن ينهى عن الشرك بالله، وعن عبادة القبور والأشجار والأحجار والأصنام والأوثان، هذا هو أصل هذه التسمية وهذا اللقب، فهو نسبة إلى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي الداعي إلى الله عز وجل رحمه الله رحمة واسعة" و " انتشر هذا اللقب، إذا رأوا من يدعوا إلى الله ويبين حقيقة التوحيد، وينهى عن الشرك، في أفريقيا أو في الشام أو في اليمن أو في جهات أخرى إذا رآه بعض الغلاة وبعض المنحرفين قالوا: هذا وهابي، حتى ينفروا الناس عن دعوته، وحتى يظن الناس أن هذه الدعوة دعوة باطلة، أو دعوة مخالفة للشرع، وهو غلط قبيح ومنكر .حقيقة ما دعا إليه الرسول ﷺ، فإن الرسول ﷺ دعا إلى توحيد الله، وهكذا الرسل جميعاً كلهم دعوا إلى توحيد والله، ونشروا دين الله -عليهم الصلاة والسلام- كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[سورة النحل: ٣٦]، هذه دعوة الرسل -عليهم الصلاة والسلام- جميعاً وهي دعوة النبيين وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام-، هو دعا إلى توحيد الله، وقام في مكة بالدعوة، وصار المشركون يسمون من أجاب دعوته الصابئ، كما يُقال للموحد الآن: وهابي، فمن أجاب دعوة محمد ﷺ في مكة، قالوا له: الصابئ، وهكذا بعدما هاجر، لكن الله نصر الدعوة أيد نبيه محمد ﷺ وانتشرت الدعوة في مكة وفيما حولها، ثم هاجر -عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وانتصرت الدعوة" 

[ كلمة للإمام ابن باز رحمه الله عن دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من موقعه الرسمي ].


[[ الفصل الثاني: من الذي قام بتلفيق هذااللقب ونشره واشهاره واظهاره ]]


يلاحظ أن   من جل أو كل  أصحاب هذه المعبودات والديانات الضالة هي دولة تركيا الجهمية المعطلة الصوفية القبورية وأعني الدولة العثمانية التي أراح الله المسلمين من شرها فأزالها الله بسبب ظلمها وتعديها على حقوق المسلمين و تجسيدها للتعطيل الجهمي الماتريدي واصدار فتاوى مشايخها وهم مشايخ الطرق الصوفية بإصدار هذا اللقب الظالم لتشويه الدعوة الحق والتي دعا إليها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله قال الإمام الالباني رحمه الله : " كلمة الوهابية هذه الحقيقة : سياسية تركية ، أفشتها في زمن انحراف الأتراك عن الحكم بالإسلام " . [ الهدى والنور ١٧٦ ] .

فهي من أحدث هذا النبز والتعيير...و ذلك لخوفها من توسع دعوة الإسلام الصحيح  والتي زعموا أنها  تكون سببا في سقوط دولتهم والتي تبنت عبادة القبور والأوثان من دون الله سبحانه وتعالى .

وعلى كل حال الوهابية  نسبة إلى [ الوهاب ] و هو من اسماء  الله الحسنى الثابتة لله سبحانه في القرآن الكريم قال الله تعالى وتقدس:{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}[ آل عمران: ٨ ]

قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:" يعني إنك أنت المعطي عبادك التوفيق والسداد للثبات على دينك وتصديق كتابك ورسلك.

وقال: الوهاب لمن يشاء من خلقه، ما يشاء من ملك وسلطان ونبوة. وقال: إنك وهاب ما تشاء لمن تشاء، بيدك خزائن كل شيء تفتح من ذلك ما أردت لمن أردت ".انتهى كلامه رحمه الله 

وقال سبحانه وتعالى:

{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } [ ص : ٩ ] .

وقال عز وجل:

{قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } [ ص: ٣٥].

 فهي بهذا نسبة تُشَرِّف من ينتسب إليها، لا تُحَقِّره. لكنها السياسة التركية" الظالمة

لغرض التشويه 

لكن الحق ابلج والباطل لجلج.



[[ الفصل الثالث :  هل لأصحاب هذا اللقب " الوهابية " وجود فعلي على أرض الواقع؟ ]]


الجواب: 

نعم فهم من يصح أن  ينطبق عليهم وصف الرسول صلى الله عليه وسلم الطائفة المنصورة والناجية  وأنهم لا يضرهم من خذلهم ولامن خالفهم حتى يأت أمر الله وهم على ذلك.

فهم  أصحاب العقيدة الصحيحة 

الذين انتصروا ونشروا كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وقام بالذب عن دين الاسلام الصحيح 

وهم الجماعة 

وهم أهل الحديث والاثر 

والفقه والنظر 

الغرباء 

أهل السنة والجماعة 

أتباع السلف الصالح 

أهل التوحيد والسنة 

وهم ( الجماعة)  التي أتى وصفها في حديث الافتراق .

وما عداهم هالك بالبدع والاهواء والمعاصي والتحزب .

وهم حقيقة على أرض الواقع ولله الحمد - واقعا وفعلا وقولا - خير  من يمثل دين الاسلام .


[[ الفصل الرابع : هل معتقد من ينبز بالوهابية يخالف معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ؟ وهل لهم مذهب جديد أتى به محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟ ]] 

الإجابة : 

لعلكم أدركتم أن لقب أو مصطلح [ الوهابية ] والذي أطلق على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هو بغرض التشويه ومن أطلقه اراد النبز والتعيير لهذه الدعوة المباركة فإذن فليس لهذا اللقب وجود حقيقة وعلى أرض الواقع فليس " هنا مذهب الوهابي، إنما هو طاعة الله ورسوله، الوهابية تدعو إلى ما قاله الله ورسوله، الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي تنسب إليه الوهابية هو رجل قام في النصف الثاني من القرن الثاني عشر يدعو الناس إلى ما قاله الله ورسوله، يدعو الناس إلى عقيدة السلف الصالح، إلى اتباع رسول الله ﷺ والسير على منهج أصحابه في الأقوال والأعمال""فهو يدعو إلى عقيدة السلف الصالح في العمل وفي العقيدة، وينهى عما عليه أهل الكلام من بدع، وما عليه بعض الصوفية الذين خرجوا عن طريق الصواب إلى البدع، فليس له مذهب يخالف مذهب أهل السنة والجماعة، بل هو يدعو إلى مذهب أهل السنة والجماعة فقط، فإذا دعوت أحدًا إلى التوحيد ونهيته عن الشرك، فقالوا: الوهابية فقل: نعم، أنا وهابي وأنا محمدي أدعوكم إلى طاعة الله وشرعه، أدعوكم إلى توحيد الله.

فإذا كان من دعا إلى توحيد الله وهابي، فأنا وهابي، وإذا كان من دعا إلى توحيد الله ناصبي فأنا ناصبي، وإذا كان من دعا إلى توحيد الله شيعي فأنا شيعي، المهم الدعوة إلى ما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه، والتلقيب بالذي ينفر به الناس عن الدعوة لا قيمة له، الواجب على المؤمن أن يتقي الله، وأن يستقيم على أمر الله، ولو قال الناس له ما قالوا، ولو قالوا: منافق، ولو قالوا: وهابي، ولو قالوا: شيعي، ولو قالوا كذا، إذا عرف أنه يدعو إلى توحيد الله وإلى طاعة الله ورسوله كما قال الله ورسوله، فلا يضره المشاغبون والمنفرون بالألقاب التي يخترعونها له، كما أن الرسول ﷺ قال له الكفار: صابئ، وقالوا له: مجنون، وقالوا له: شاعر، وقالوا: كاهن، وقالوا: ساحر، ما ضره ذلك، استمر في دعوته إلى الله، وعلم الناس توحيد الله، ولم يبال بقولهم له: إنك ساحر أو كاهن أو ما أشبه ذلك.

فهكذا أتباع الحق، لا يضرهم إذا قيل لهم: وهابي، أو قيل لهم كذا أو قيل لهم كذا، أو قيل: مشدد، أو قيل: منفر، أو قيل: متطرف، أو متعمق، أو كذا أو كذا يلقبونه حتى ينفروا منه الناس، لا ما يضرهم هذا، عليه أن يصبر وعليه أن يوضح للناس الحق وأنه ليس عنده شيء يخالف شرع الله المطهر الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام.

فالوهابية هم هذا، الوهابية دعاة إلى توحيد الله وإلى طاعة الله ورسوله، وليس لهم مذهب جديد، إنما هم دعاة إلى توحيد الله، وإلى اتباع رسوله محمد ﷺ، وهم في الفقه في الغالب على مذهب الحنابلة، إلا إذا وجدوا شيئًا في المذهب الحنبلي يخالف الأرجح من أقوال العلماء، لوجود الدليل الذي يؤيد ما قاله الآخرون، أخذوا بالدليل " [ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي في اجابته عن سؤال حول حقيقة وجود الوهابية].

ثم إتماما لإجابة  هذا السؤال  سأحيلكم على ملئ وقد ثبت في السنة:( من أحيل على ملئ فليتبع ) .لهذا سأترك إجابة هذا السؤال للإمام الملك الراشد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ألقاه غرة ذي الحجة  ١٣٤٧ هجري  الموافق ١١  مايو ١٩٢٩ ميلادها، دونها محيي الدين القابسي في كتابه [المصحف والسيف ]ضمن خطابات وأحاديث للملك المؤسس رحمه الله.

قال رحمه الله :

" يُسمّوننا بالوهابيين! ويسمّون مذهبنا: الوهابي! باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش، نشأ عن الدعايات الكاذبة، التي كان يبثها أهل الأغراض.

نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، التي جاءت في كتاب الله، وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح.

ونحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، كلهم محترمون في نظرنا.

هذه العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بالدعوة إليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل، خالصة من كل شائبة، منزهة من كل بدعة، فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها".

انتهى كلامه رحمه الله.

ثم أقول :

هاهي مؤلفات هذا الإمام الجليل فأنظروا رحمنا الله واياكم :

حرصه الأكيد على اتباع كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم  وموافقته لهدي السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله 

فما من مسألة يذكرها 

أو رسالة أو كتاب إلا ويضمن هذه المؤلفات - جلها أو كلها - نصوص الوحيين وآثار السلف الصالحين .

 فهل يقال لمثل هذا الإمام أنه أتى بمذهب جديد ؟ .

سبحانك هذا بهتان عظيم. 

والقائل :

احد أفراد الفرق الضالة والمذاهب المنحرفة.

فالامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أتى في محاربة توجهه الفكري المنحرف ..

لذا كان هذا المفتري على الشيخ  أن يدافع عن ضلاله بكذب وافتراء وزعم باطل ...


[[ الفصل الخامس : هل الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يكفر الناس ويرى حل دمائهم ؟]]


إجابة عن هذا السؤال يقولُ الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بعد أن سُئِل عما يقاتِل عليه، وعمَّا يكفر الرجل به، فأجاب: " أركانُ الإسلام الخمسة، أولها الشهادتان، ثم الأركانُ الأربعة، فالأربعة إذا أقرَّ بها، وتركها تهاونًا، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفِّره بتركِها، والعلماء اختلفوا في كفرِ التَّارك لها كسلًا من غير جحود، ولا نكفِّر إلا ما أجمَع عليه العلماء كلّهم، وهو: الشهادتان”.[الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( ١ / ١٠٢)].

وهذا دليل قاطع على سلامته من تكفير المسلمين وكذب دعوى من افتراء عليه وظلمه 

ويقول رحمه الله : " من أظهَرَ الإسلام وظنَنَّا أنَّه أتى بناقضٍ، لا نكفِّره بالظَّن، لأنَّ اليقين لا يرفعه الظَّنّ، وكذلك لا نكفِّر من لا نعرف منهُ الكفر بسبب ناقضٍ ذُكِرَ عنه ونحنُ لم نتحقَّقه”[ نفس المصدر( ١٠ / ١١٢)].

وهاهو هذا الإمام يبين معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في أهل المعاصي قائلا : " وأما المعاصي والكبائر -كالزِّنا والسرقة وشرب الخمر وأشباه ذلك فلا يُخرجه عن دائرة الإسلام عند أهل السُّنة والجماعة، خلافًا للخوارج والمعتزلة الذين يكفِّرون بالذنوب، ويحكمون بتخليدهِ في النَّار، واحتجَّ أهل السنة والجماعة على ذلك بحجج كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتَّابعين، فمن ذلك: ما رواه محمد بن نصر المروزي الإمام المشهور عن أبي جعفر محمد بن علي أنه سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، فقال أبو جعفر: هذا الإسلام، ودوّر دائرة واسعة، وهذا الإيمان، ودوَّر دائرة صغيرة في وسط الكبيرة، فإذا زنى أو سرق خَرج من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرج من الإسلام إلا الكفر بالله"[ نفس المصدر ( ١ / ٢٠٢ - ٢٠٣)].وقال رحمه الله:" والمسألة الأخرى: يذكرُ لنا من أعداء الإسلام من يذكر أنا نكفِّر بالذُّنوب، مثل التّتن - الدخان -  وشرب الخمر والزِّنا أو غير ذلك من كبائر الذنوب، فنبرأ إلى الله من هذه المقالة، بل الذي نحنُ نقول: الذُّنوب فيها الحدود، ومعلَّقة بالمشيئة، إن شاء الله عفا، وإن شاء عذب عليها، وأما الذي نكفر به: فالشرك بالله، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} "[ نفس المصدر ( ١٠ / ١٢٩)]. 

ثم انظروا اعماله لقاعدة العذر بالجهل وفق معتقد أهل السنة والجماعة وعدم تكفيره لمن عمل الكفر مع جهله وعدم إقامة الحجة الرسالية عليه قائلا رحمه الله : " وإذا كنَّا لا نكفِّر من عبدَ الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفِّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل؟! سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عَظِيم".[ نفس المصدر(  ١ / ١٠٤)].

وهو رحمه الله لا يكفر على جهة العموم :" فيقولُ في رسالةٍ له: “من محمَّد بن عبد الوهاب إلى من يصلُ إليه من المُسلمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: ما ذكر لكم عنِّي: أني أكفر بالعموم، فهذا من بهتانِ الأعداء، وكذلك قولهم: إنِّي أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنَّه ما يكفيه حتى يجيء عندي، فهذا أيضًا من البهتان؛ إنما المراد اتباع دين الله ورسوله، في أي أرضٍ كانت" و " أمَّا الكذبُ والبُهتَان فمثل قولهم: إنَّا نكفّر بالعموم، ونوجِبُ الهجرة إلينا على من قدر على إظهارِ دينه، وإنَّا نكفر من لم يكفِّر، ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدّون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنّا لا نكفّر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم وعدم من ينبِّههم، فكيف نكفّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل؟! سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عَظِيم“[ نفس المصدر( ١٠ / ١٣١) و (  ١ / ١٠٤)].

وفي كثير من مؤلفاته من كتب ورسائل يتبرأ من افتراء أهل الضلال في أنه يكفر الناس  فيقول رحمه الله :"يقول رحمه الله: “وأجلبوا علينا بخيلِ الشَّيطان ورجله، منها: إشاعَةُ البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيَه فضلًا عن أن يفتريَه، ومنها ما ذكرتم: أني أكفِّر جميع الناس إلا من اتَّبعني، وأزعم أنَّ أنكحتَهم غير صحيحة، ويا عجبًا! كيف يدخل هذا في عقلِ عاقِل؟! هل يقول هذا مسلمٌ أو كافِر أو عارفٌ أو مجنون؟ "[ الرسائل الشخصية( ٣٧)] .و" وقولهم : ما هنا مسلم حقيقيّ إلا أنت وكم نفر من الذي تشتهي ؟، فأقول: سبحانك هذا بهتان عظيم! اللهم إني أعوذ بك من بهتانِ أهل البهتان، وظلم أهل الظلم والعدوان، لا ريبَ أن الأمة لا تخلو من المسلمين، في كل زمان إلى أن تقوم الساعة، وفي القرون الثلاثة المفضلة، المسلمون قد ملؤوا الأمصار، في المشارق والمغارب، والحجاز واليمن" [ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( ١١ / ٣٧٢)].

و “وأما القول: أنَّا نكفر بالعموم، فذلك من بهتان الأعداء، الذين يصدّون به عن هذا الدِّين، ونقول: سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عَظِيم" [  نفس المصدر ( ١ / ١٠٠)].

ويقول رحمه الله متبرأ من طريقة الخوارج  : " يقولُ رحمه الله: “إن قالَ قائلُهم: إنَّهم يكفرون بالعموم، فنقول: سبحانك هذا بهتانٌ عظيم، الذي نكفِّر: الذي يشهد أنَّ التوحيدَ دين الله، ودين رسوله، وأن دعوةَ غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفِّر أهلَ التوحيد، ويسمِّيهم الخوارج، ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد، ولكن نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرينا الحقَّ حقًّا، ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلًا، ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسًا علينا فنضلّ "[ نفس المصدر  ( ١ / ٦٣)].

وأقول لكل من رماه بالتكفير افتراء عليه اعرضوا مؤلفاتكم من كتب ورسائل  لأهل العلم والحق  :  سيجدون في ثناياها  الرفض والتعطيل والتكفير واستحلال دماء المسلمين والكذب والافتراء والتصوف القبوري وعبادة غير الله .

ثم اقول لأهل العلم والحق والانصاف : هاهي جميع مؤلفاته من كتب ورسائل مطبوعة مدونة ...فأنظروا :

هل خالف في مسألة واحدة أصولية كانت أو في العبادة والأعمال الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح ؟

فالجواب : لم يخالف في مسألة واحدة ولله الحمد والمنة وللشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب آل الشيخ  كتاب عنوانه : ( مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام).

فند 

ووضح 

وكشف 

الظلم الذي تعرض له هذا الإمام الجليل رحمه الله وسلامته من تكفير المسلمين واستحلال دمائهم .



[[ الفصل السادس :  ما هو موقف كبار علماء الإسلام في المملكة العربية السعودية من :

جماعة الإخوان الخوارج ؟ 

و الجماعات التكفيرية الإرهابية مثل القاعدة وداعش؟ ]] 

 الجواب : 


يرون هؤلاء العلماء ضلال وانحراف هذه الجماعات  التكفيرية .

وأنهم من خوارج العصر الذين حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم  .

وأنهم بافعالهم هذه خرجوا عم دائرة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح .

وقام كبار علماء الإسلام بتضليل رموز هذه الفرق الضالة وافتوا بانحرافهم الفكري وبينوا سوء معتقدهم .

وحكم القضاة  في المملكة العربية السعودية: عليهم مابين القتل والسجن والمنع من الافتاء .

وأما ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية فلهم القدح المعلى في هذا الشأن فقد جرموا وحرموا ومنعوا هذه الجماعات التكفيرية وحظروها  وانشأوا مراكز عالمية لمحاربة التكفير واستحلال الدماء المعصومة واصدروا توجيهات سامية في محاربة الإرهاب الاجرامي والتطرف الفكري المنحرف و السعي في كشف خلاياهم ومن تجفيف منابع الشر وهدم موارد استمداد هذا الفكر الخارجي الضال  المخالف للشرع. 

وهذا معلوم بداهة .

والحكومات الاسلامية وغيرها تتبع وتستفيد من جهود حكومة المملكة العربية السعودية في محاربة هذا الداء الفكري والمرض القلبي .

نساله الله الحي القيوم أن يرفع هذا الوباء - فكر الخوارج وكورونا - عنا وعن عامة المسلمين وأن يبعد شرهم عن الإسلام وأهله .


[[ الفصل السابع : من هو الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟ 

وماهي منزلته العلمية  ؟

وماذا قال عنه كبار علماء الإسلام ؟ ]]


 .

الجواب :

جميع علماء الإسلام الحق  الصحيح المحض وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح اثناء حياة الإمام محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله أو  من اتى بعده من أعلام الهدى ومصابيح الدجى وشيوخ الاسلام وأئمة السنة وكبار علماء السلف  أهل الحديث والأثر والفقه والنظر يتفقون على امامته وجلالته ووفور عقله وعلمه وعلو منزلته وأنه من شيوخ الإسلام وأنه صاحب دعوة سنية سلفية اصلاحية مباركة ولأهل العلم مؤلفات من كتب ورسائل بينوا فضله وفضل دعوته المباركة وهم يتقربون إلى الله تعالى  في الذود عنه والذب عن عرضه والدفاع عنه بالنفيس والنفس لعظيم منزلته في الإسلام فالطعن فيه طعن في التوحيد والسنة ودين الاسلام وقد سمعت وقرأت من ثناء كبار علماء الإسلام عنه شيئا كثيرا 

وهؤلاء العلماء لهم طريقة أخرى تبين منزلته الكبيرة عندهم الا وهي شرح كتبه ورسائله و الاهتمام بها و الثناء عليها وحث طلاب العلم على قراءتها والاستفادة منها والانتفاع بها 

فالألباني و ابن باز والعثيمين ومقبل الوادعي وحمود التويجري  والمعلمي ومحمد بن ابراهيم والنجمي والجامي وزيد وربيع المدخلي  وغيرهم كثير من كبار العلماء رحم الله الأموات و حفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلم الجميع فكلهم : يتفقون على امامته وفضله وكلهم يثني ويترحم ويدعو لهذا الإمام الجليل رحمه الله قال الإمام ابن باز رحمه الله  : " الشيخ محمد رحمه الله إمام كبير وعلامة شهير، من الله عليه بالفقه في الدين، والبصيرة في علوم الشريعة ولا سيما العقيدة الصحيحة -عقيدة أهل السنة والجماعة -، وكان ذلك في وسط القرن الثاني عشر، تعلم على علماء بلده وسافر إلى مكة والمدينة وأخذ عن بعض علمائهما، ثم رجع إلى بلده الدرعية ورأى أن الناس ... التعلق بالأموات والقبور والشجر والحجر، ففتح الله عليه ومن عليه بالقوة والصبر فدعا إلى الله وأرشد الناس إلى توحيد الله، وعلمهم أن التعلق بالقبور والأشجار والأحجار والاستغاثة بها شرك أكبر وصبر على ذلك، وعاداه كثير من أهل زمانه ولكن الله نصره عليهم، وتابعه جم غفير من أهل العلم والبصيرة من أقاربه وغيرهم، فصارت دعوته فتحاً عظيماً على المسلمين، ورحمة من الله لعباده في هذه الجزيرة العربية، وكانت دعوته أولاً في الحريملاء ثم انتقل إلى العيينة كلها قرى .... متقاربة، ومكث في .... مدة أيضاً عند أميرها عثمان بن معمر يدعو إلى الله ويعلم الناس شريعة الله، ويحذرهم من الشرك بالله وعبادة غيره، وكانت قبة زيد بن الخطاب في الجبيلة معظمة تدعى من دون الله، كان يدعى من دون الله ويعبد؛ لأنه قتل في يوم اليمامة في قتال مسيلمة ، وصار الناس يعظمون قبره ويدعونه من دون الله وعليه بنية، فأعان الله الشيخ وذهب بجماعة من العيينة وهدموا تلك القبة، وبين للناس أن هذا لا يجوز، وأن البناء على القبور لا يجوز، وأن دعاء الميت والاستغاثة به لا يجوز، ولم يزل في الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى توحيد الله وإلى ما شرعه الله من الأوامر وإلى ترك ما حرم الله من المعاصي، من الزنا والسرقة والربا وشرب المسكرات إلى غير ذلك، وتابعه على ذلك جم غفير من العلماء من أبنائه وأقربائه وغيرهم، فهو بحمد الله نعمة من الله فتح الله به القلوب، وفتح الله به البلاد حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً بعدما اتضحت لهم الدعوة، وقام آل سعود وناصروه وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود الأمير في زمانه، فإنه كان بالعيينة أولاً، ثم صار بينه وبين عثمان بن معمر بعض الشيء فخرج من العيينة إلى الدرعية، وتلقاه الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية وبايعه على النصرة والجهاد فوفى له بذلك، الأمير محمد وفى بما قال وتساعدا في الدعوة وقام سوق الجهاد في سبيل الله حتى أظهر الله الحق ونصر الحق، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وانتشرت الدعوة في هذه الجزيرة، ثم فتح الله على آل سعود مكة والمدينة وأظهرا فيها العقيدة الصحيحة، وهدما ما على القبور من البنيات، من القباب وغير ذلك في مكة والمدينة، وأوضحوا للناس حقيقة التوحيد، وكان فتح مكة والمدينة على آل سعود بعد موت الشيخ رحمه الله في السنة الثامنة عشرة من الهجرة بعد القرن الثاني عشر، ... عام ثماني عشرة ومائتين وألف، وكان الشيخ توفي رحمه الله سنة ست ومائتين.

والمقصود أن دعوة الشيخ محمد دعوة سلفية دعوة صحيحة، وهو إمام محقق، فتح الله عليه في هذا الباب ودعا إلى الله وأرشد إلى الله وصبر على الأذى وعلى معاداة من عاداه من أقاربه وغيرهم حتى نصره الله عليهم، وحتى أظهر الله الحق على يديه، ثم على يدي أبنائه بعده، وعلى يدي الأمراء من آل سعود، فجزاهم الله جميعاً خيراً ورحمهم رحمة واسعة وضاعف لهم المثوبة.

ولم تزل هذه الدعوة بحمد الله قائمة على يدي آل الشيخ وآل سعود، وعلى يدي العلماء، علماء الشريعة علماء العقيدة، من علماء الجزيرة يدعون إلى الله، ويعلمون الناس دين الله.

وهكذا انتشرت في خارج الجزيرة في الشام والعراق ومصر وفي الهند وغيرها، نقلها العلماء إلى هذه البلدان ونفع الله بها من شاء من العباد، وذلك بتوفيق من الله ورحمة من الله لمن نقلها ولمن نقلت إليه.

وهو رحمه الله صبور على الأذى، وهكذا أتباعه صبروا كثيراً وأوذوا كثيراً، وقتل من قتل من أتباعه ولكنهم لم يتأخروا عن جهاد أعداء الله، ولم يتأخروا عن الدعوة فصبروا وجاهدوا حتى فتح الله عليهم بلاد الجزيرة ..... النجدية كلها، وهكذا فتح الله عليهم الحجاز الحرمين وبقية بلاد الحجاز كل ذلك من فضل الله عليهم، من فضل الله عليهم لما نصروا دينه، وأرشدوا العباد إلى ما يجب عليهم وصبروا على الأذى فتح الله عليهم ونفع الله بدعوتهم، وانتشرت أيضاً في اليمن هذه الدعوة وانتفع بها الكثير من اليمن.

وله من المؤلفات رسائل كثيرة جمعت في مجموع الرسائل والفتاوى مجتمع المسمى السنية المطبوع الموزع بين الناس، وله كتاب التوحيد كتاب عظيم ألفه في أول الدعوة وانتشر، وله ثلاثة الأصول والقواعد الأربع كتاب صغير مفيد جداً، وله أيضاً كشف الشبهات أوضح فيها بطلان الشبهات التي تشبث بها أعداء الله من عباد الأوثان، وله كتاب في الصلاة والزكاة والصيام، المسمى آداب المشي إلى الصلاة، وله رسائل كثيرة رحمه الله طبعت في المجموع الذي سمعت.

المقدم: الذي هو الدرر- السنية"

انتهى كلامه رحمه الله  [ من موقعه الرسمي ] بتصرف يسير.


[[ الفصل الثامن :  لماذا أطلق عليهم هذا الوصف بالذات [ الوهابية ] ولم يطلق عليهم [ المحمدية ] نسبة إلى الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله؟ ]]


ندع إجابة هذا السؤال للشيخ محمد الشويعر رحمه الله حيث قال :" الوهابية معروفة من القرن الثاني الهجري في المغرب بأنها فرقة خارجية إباضية ، تُنسب إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي، المتوفى عام ( ١٩٧هـ ) على رواية ، وعام ( ٢٠٥ هـ ) على رواية أخرى ، بشمال أفريقيا .وقد اكتوى أهل المغرب بهذه الفرقة ، وبنارها ، وأفتى علماء الأندلس والمالكية بالمغرب بكفرها ، فنقب المستشرقون ، وأهل الفكر في الدول الغربية ، التي تستعمر السواد الأعظم من ديار المسلمين ذلك الوقت ، ووجدوا بغيتهم في تلك الفرقة التي لها تاريخ أسْوَد مع علماء الأندلس والشمال الأفريقي ، فأرادوا من باب التنفير ، والإفساد بين المسلمين ، إلباس الثوب الجاهز ، بعيوبه ، لهذه الدعوة السلفية التصحيحية ، من باب التفريق بين المسلمين ، وإثارة الشحناء ، ويرون أنفسهم الفائزين في مكسب أحد الطرفين أو خسارته ، وقد أوضحت في كتابي : " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " شيئاً من ذلك ، وكان أصله مناظرة مع بعض علماء المغرب الأقصى " و" دعوة الشيخ محمد – أي : ابن عبد الوهاب - تتنافر مع الوهابية الرستمية ، من حيث المعتقد ، والمحتوى ، والمكان ، والطريقة ، وأسلوب الاستشهاد بالدليل الشرعي ؛ لأن الرستمية خارجية إباضية تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، كما هو معروف عنهم لدى علماء المالكية ، في شمال أفريقيا والأندلس ، قبل تغلب الإفرنج عليها وذهابها من الحكم الإسلامي الذي هيمن عليها ، قرابة ثمانية قرون ، بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة ، ويدعم رأيه في كل أمر بالدليل الصحيح ، من الكتاب والسنة ، وما انتهجه السلف الصالح ، كما هو واضح النص ، والقياس ، في جميع كتبه ، ورسائله". انتهى كلامه رحمه من [ مجلة البحوث الإسلامية ( ٦٠ / ٢٥٦  ) و ( ٦٠ / ٢٦٤) وانظر غير مأمور الكتاب النفيس للشيخ محمد الشويعر رحمه الله ( تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية )وهو تصحيح خطأ تاريخي يترتب عليه تصحيح خطأ عقدي وتبرئته بالحقائق العلمية الدامغة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من التكفير وآثاره وبيانه للظلم الذي تعرض له هذا الإمام ودعوته المباركة من قبل المذاهب الباطلة المخالفة للاسلام والمخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والمحاربة لهدي سلفنا الصالح ] .


[[  الخاتمة : نسأل الله حسنها  ]]


من قام بتكفير الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هم علماء الدولة العثمانية  وهذا الأمر مثبت بوثائق تدل على تكفيرهم للمسلمين ثم رأوا غزو الدولة السعودية وذكر أهل العلماء أن من بين الغزاة نصارى وأنهم غير مختونين بعد مشاهدتهم لجثث موتاهم .

وقد جرى غزو الدولة السعودية من جهة العراق بأمر من الدولة قرابة اربع مرات .

ثم الأخيرة من مصر بتوجيه من سلطان الدولة التركية التابعة لها مصر في حينه .

وقد وفد على قائد الجيش التركي وهو المدعو طوسون 

مسؤول من طرف الدولة الإنجليزية قام بتهنئته على نجاحه في قتل أهل الإسلام في الدرعية واستباحته لها .

وهذا مدون في وثائق  تاريخية تواتر النقل عن أهل العلم في اثباتها وصحتها .

و وثائق المكتبات التاريخية يثبت صحة هذا الخبر وعلى من اراد التأكد من صدق ماذكرناه 

أن يراجع وثائق الدولة التركية العثمانية  بعد سقوطها وانهيارها وذلك في قسم الوثائق التاريخية في جميع مكتبات العالم في قسم الدولة العثمانية..ولا يهم أهل الحق ذلك لأن جميع الناس سيواجهون ربا لا يظلم عنده مثقال ذرة وكل ذلك مسجل في صحف اعمال العباد . والذي يهمهم بيان الحق بالدليل وذلك في نشر الإسلام الصحيح وهو عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح المبنية على الوحي في لزوم  توحيد الله ووجوب أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والحرص على هدي سلفنا الصالح وفهمهم للكتاب والسنة وافعالهم زبد يذهب جفاء عاجلا وأما ماينفع مثل دعوة هذا الإمام فتبقى قال الله تعالى وتقدس:{ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } و أهل الحق والمعظمون له والذين يتمنون ونشره  يعرفون الحق من الباطل والخير من الشر أنظر ما قاله العلامة الشوكاني رحمه الله وهو من أهل اليمن   : " وقد رأيتُ كِتابًا مِن صاحبِ نَجْدٍ الذي هو الآنَ صاحبُ تلك الجِهاتِ أجاب به على بعضِ أهلِ العِلْمِ، وقد كاتَبه وسأَلَه بَيانَ ما يَعتقِدُه؛ فرأيتُ جوابَه مُشتمِلًا على اعتقادٍ حسَنٍ مُوافقٍ للكِتابِ والسُّنَّةِ، فاللهُ أَعلَمُ بحقيقةِ الحالِ، وأمَّا أهلُ مكَّةَ فصاروا يُكفِّرونه ويُطلِقون عليه اسمَ الكافرِ، وبلَغَنا أنه وصَل إلى مكَّةَ بعضُ عُلَماءِ نَجْدٍ لقَصْدِ المُناظَرةِ فناظَر عُلَماءَ مكَّةَ بحَضْرةِ الشَّريفِ في مسائلَ تدُلُّ على ثَباتِ قَدَمِه وقَدَمِ صاحِبِه في الدِّينِ". [البدر الطَّالِع (  ٢/ ١ )].

قال الإمام تقي الدين الهلالي رحمه الله[وصفه إبن باز رحمه الله بأنه من المجددين لهذاالدين] :‏ " ولا توجد بلادٌ طاهرة من الشرك إلا بلاد نجد فلذلك أعزَّ  الله أهلها ونصرهم وأَمَّـنَّ بهم حَرَمهُ فهذه ثمرات التوحيد يجنيها أهله في الدنيا وما أعدَّ الله لهم في الآخرة خيرٌ وأبقى - لمثل ذلك فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " . 

‏[كتاب القاضي العدل( ١١٠ )].

بل أنظر كلام أهل الكفر وشهادتهم في إثبات أن دعوة هذا الإمام رحمه الله وأن هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية قامت على نهج السلف الصالح  ما وصلني من أحد مشايخ السنة يقول : فهاهو الراهب اللغوي النصراني انستاس ماري الكرملي صاحب مجلة لغة العرب الصادرة في بغداد عام [ ١٩١٠ ميلادي ]  يتحدث عن نجد وأقسامها ، فلما وصل إلى القسم الأول وهو [ الرياض ]  وأميرها من آل سعود الأمير عبدالعزيز قال : " تُقَسَّمُ نَجْدٌ إلى ثلاث إمارات ولكل إمارة حاضرة قائمة بنفسها والإمارة الأولى قاعدتها [ الرياض ] وهي حاضرة إمارة الأمير  الخطير  إبْنُ سعود الذي قام بتجديد مذهب السلف الصالح ، وهو  المذهب الذي يُعْرَفُ الآن بمذهب الوهابية أو  بالوهابية "[ والوهابية ليست مذهبا جديدا لكن ننقل كلامه كماهو ] .والكلام سبا وشتما أو طعنا في عرض هذا الإمام زيادة أجر له بعد انقطاع عمله بوفاته رحمه الله ونحسبه أن له من الأيادي البيضاء في فعل الخير وأعظم ذلك نشر توحيد رب العالمين مانظن خيرا ان له من الأجور العظيمة ما لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك. 

ويكفيه أن دعوته هي دعوة إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح رضي الله عنهم. 

ولا يضر السحاب نبح الكلاب ..

فالكلاب تنبح وقافلة الهدى والخير تسير بهدوء وأطمئنان على صراط مستقيم وفق نور من الله جل جلاله واتباع لمشكاة النبوة ومن البشائر  ماذكره العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله حيث قال: "  ( ١٤ - جهل الكثير بحقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ) 

ثم قال رحمه الله : " وأنا أقص الآن قصة عبدالرحمن البكري من أهل نجد كان أولا من طلاب العلم على العم الشيخ عبدالله[ ابن عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله ] وغيره ، ثم بدا له أن يفتح مدرسة في عمان يعلم فيها التوحيد من كسبه الخاص فإذا فرغ ما في يده أخذ بضاعة من أحد وسافر إلى الهند وربما أخذ نصف سنة في الهند . قال الشيخ البكري : كنت بجوار مسجد في الهند وكان فيه مدرس إذا فرغ من تدريسه لعنوا ابن عبدالوهاب ، وإذا خرج من المسجد مر بي وقال : أنا أجيد العربية لكن أحب أن أسمعها من أهلها ، ويشرب من عندي ماء باردا . فأهمني ما يفعل في درسه ، قال : فاحتلت بأن دعوته وأخذت[  کتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد]  ونزعت دیباجته [ أي غلافه ]  ووضعته على رف في منزلي قبل مجيئه فلما حضر قلت : أتأذن لي أن آتي ببطيخة . فذهبت ، فلما رجعت إذا هو يقرأ ويهز رأسه فقال : لمن هذا الكتاب ؟ هذه التراجم [ أي عناوين الأبواب]  شبه تراجم البخاري هذا والله نفس البخاري ؟ ! فقلت : لا أدري ، ثم قلت :  ألا نذهب للشيخ الغزوی لنسأله  - وكان صاحب مكتبة وله رد على جامع البيان - فدخلنا عليه فقلت للغزوي : كان عندي أوراق سألني الشيخ من هي له ؟ فلم أعرف .

ففهم الغزوي المراد ، فنادى من يأتي بكتاب[  مجموعة التوحيد  ]  فأتي بها فقابل بينهما فقال :  هذا لمحمد بن عبدالوهاب . فقال العالم الهندي مغضبا وبصوت عال : الكافر . فسكتنا وسكت قليلا . ثم هدأ غضبه فاسترجع . ثم قال : إن كان هذا الكتاب له فقد ظلمناه . ثم إنه صار كل يوم يدعو له ويدعوا معه تلاميذه وتفرق تلاميذ له في الهند وإذا فرغوا من القراءة دعوا جميعا للشيخ ابن عبدالوهاب " [ فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله(  ١  / ٧٥ - ٧٦ )].بتصرف يسير .

 وَءَاخِرُنا دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰالَمِينَ .

والله اعلم .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.