بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فحينما تسمع وترى تحركات الاحزاب المنتسبة للإسلام المخالفة للإسلام يرى كثرة حركة وقلة بركة و يتذكر المثل العربي القديم :
" اسمع جعجعة ولا أرى طحنا "[ كتاب زهر الأكم في الأمثال والحكم لمؤلفه : الحسن اليوسي ]
وسوق هؤلاء الضلال يمشي بين الجهلة [ بحالهم أو بعلوم الشرع السني السلفي ] وبضاعتهم المزجاة تروج على السذج والعوام ونشرها يتم بأيدي من حاله تشبه حال المنافقين
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ ).رواه احمد رحمه الله في مسنده والترمذي رحمه الله في سننه وصححه الالباني رحمه الله في صحيح الترمذي ( ٢٠٢٧ ) وفي صحيح الجامع ( ٣٢٠١) .
و معنى العي : ادامة السكوت و الإبتعاد عن كثرة الكلام في غير ذكر الله وعن مما يوجب الإثم .
وهذه خصلة من خصال المؤمن
لكن [ البذاءة ] و [ البيان] أي الفصاحة في نشر الباطل وكثرة شقشة اللسان لترويجه وعذوبة المنطق ولفت الانظار واستمالة قلوب الناس بإظهار فصيح اللغة لإيراد الباطل فهذه خصال أهل النفاق قال الله تعالى وتقدس : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ } " أي : كانوا أشكالا حسنة وذوي فصاحة وألسنة ، إذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم ، وهم مع ذلك في غاية الضعف ، والخور ، والهلع ، والجزع ، والجبن "[ تفسير ابن كثير رحمه الله ]. فمن فصاحتهم " ...تحسب أنه صدق ، قال عبد الله بن عباس : كان عبد الله بن أبي جسيما فصيحا ذلق اللسان ، فإذا قال سمع النبي - صلى الله عليه وسلم ".[ تفسير البغوي رحمه الله ]
فمن إيرادهم للشبهات " يشبه منطقهم منطق الناس "[ تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله ].
ف" من حسن منطقهم تستلذ لاستماعه، فأجسامهم وأقوالهم معجبة، ولكن ليس وراء ذلك من الأخلاق الفاضلة والهدى الصالح شيء، ولهذا قال: { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ } لا منفعة فيها، ولا ينال منها إلا الضرر المحض " [ تفسير السعدي رحمه الله ]
والبشر لا يعلمون الغيب ولا يعلمون ما تخفي الصدور
لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنَّما أنا بَشَرٌ وإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، فأقْضِي علَى نَحْوِ ما أسْمَعُ، فمَن قَضَيْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا، فلا يَأْخُذْهُ فإنَّما أقْطَعُ له قِطْعَةً مِنَ النَّارِ ) .[ صحيح البخاري رحمه الله(٧١٦٩) ]
ولا شك أن من لحن بحجته لنشر باطله المخالف للكتاب والسنة ونهج سلف الأمة بين المسلمين فيستغلون :
جهلهم
وعاطفتهم تجاه الإسلام
وأحيانا فاقتهم وعوزهم
مع دموع يظهرونها
وهي دموع التماسيح حينما ترى فريستها .
فحالهم أشد إثما وافحش جرما من حال من اراد أكل أموال الناس بالباطل بأسلوب[ لحن الحجة ]
فهذا العمل وان كان معصية ومحرم شرعا فهو أهون من [ لحن الحجة ] لنشر الباطل المخالف لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومشاق لإجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
فهذا أمر مبتدع وسلوك إجرامي لاضلال البشر والبدعة أشد جرما واثما وحرمة من المعصية .
فعلى طالب العلم او العامي الذي يريد الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة أن يعرف شبه القوم المنحرفين وايرادتهم المشبوهة ولا يغره معسول الكلام وذلاقة اللسان وحسن البيان فالسم مدسوس بداخلها .
وعليه أن يعرض كلامهم على نصوص الوحيين وآثار السلف المرضيين وعلماء السنة المتبعين فما وافق الحق قبل والحذر من صاحبه .
وما وافق الباطل رد وبين حال صاحبه .
ولا يتم هذا الأمر إلا لمن كان ذا علم وبصيرة في الشرع
فأحرصوا على طلب ميراث النبوة ونيلها
ثم البعد عن مجالسة أهل البدع والشبه والاهواء والحذر من الاستماع إلى صوتياتهم أو منشوراتهم المصورة فهم يريدون لك الشقاوة في الدنيا والآخرة وتذكر أن القلوب ضعيفة وأن الشبه خطافة .
كفى الله المسلمين شرهم.
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
آمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كتبه : غازي بن عوض العرماني.