الجمعة، 27 أغسطس 2021

《 نشر بعض ما ثبت في القرآن وسنة رسول الرحمن البشرى لأهل التوحيد والسنة والإيمان بإنتصار الإسلام وأهله إلى آخر الزمان 》



     بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [ سورة آل عمران: ١٠٢ ].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [سورة النساء: الآية ١ ].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [سورةالأحزاب: الآية  ٧٠ - ٧١ ]

 

أما بعد 

فحينما يتحدث الاخوانية الخوارج عن الملاحدة العلمانية أو الليبرالية في بلاد الإسلام فيربطون  ظهورها بقيام الثورة الفرنسية ضد الكنيسة الوثنية في بداية القرن الثامن عشر  بتاريخ النصارى والذي يطلق عليه التاريخ الميلادي ومعنى [ ميلادي] أي وقت ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وهذا في جميع مؤلفاتهم وجاراهم على مثل هذا الصنيع من قل علمه الشرعي أو لم يحط فقها في مآلات ونتائج آراء هؤلاء الضلال 

وذلك ان طريقتهم هذه  فيها سحب الموضوع برمته على دين الإسلام ومساواته في شرك ووثنية وخرافة النصارى  وفكرتهم في طرح الموضوع بهذه الصورة  فيها ميل خفي في  تحويل جميع المجتمعات و الحكومات الاسلامية  إلى أنظمة جمهورية       .

و ضلال الديانة النصرانيةمعلوم  معروف مشهور عند جميع المسلمين قبل الثورة الفرنسية اوبعدها.

 فعبادة النصارى  لغير الله لا تقره الشرائع السماوية الصحيحة قبل نسخها أو تحريفها مع مصادمتها للفطر وإلغائها للعقل مع الاتيان ببدع تخالف الطبيعة البشرية كمنع الزواج بين الجنسين في الكنيسة أو  تعظيمهم للسحر ورفع منزلة السحرة  مع استيلاء الدجل والخرافات والكهانة ؛

 وانتشار الفساد الأخلاقي والفواحش والرذيلة فحدث ولاحرج .

والثورة الفرنسية أتت في محاولة لإنقاذ أوربا من أفيون الديانة النصرانية الوثنية وخرافتها ومخالفتها للطبيعة البشرية 

بخلاف الدين الإسلامي الموافق للعقل والفطر والذي فيه الرحمة التي جعلها الله فيه وشموله وعمومه .

و تعظيمه للعقل في مجاله الطبيعي المسموح فيه والذي نتج عنه انه كان سببا في بعث الحياة في القارة الاوروبية الملبدة في غيوم وظلمة الشرك والكفر بالله والخزعبلات وتعطيل مجالات العقل البشري  وانتشار المخترعات المفيدة لحياة البشر ورفاهيته لم تكن معروفة في أوربا فالاسلام هو الذي يحث على التذكر والتفكر في ملكوت الله ويحض على فعل كل مافيه خير للبشر

وفيه سبب للتطور المادي وظهور الاكتشافات و بداية اختراع الآلات كل ذلك بفضل الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى ثم تأثر المجتمع الأوربي بديانة الإسلام اذ فيه صيانة وحماية للعقل البشري من تغلغل الأفكار الجاهلية والخزعبلات في التوجه والاراء فكان من شأن الاوروبيين بعث أبنائهم للدراسة في الجامعات الاسلامية في الأندلس المجاورة لهم ومن ذلك جامعة قرطبة وغيرها وقد لا يبعد تأثرهم بعد علمهم في إنكار الإسلام على النصرانية في مصادمتها للدين الصحيح والعقل الصريح والفطر السليمة   

. فهل يقارن دين الإسلام  الباقي المحفوظ بحفظ الله له بديانة النصارى المنسوخة الممسوخة المحرفة ؟

الجواب:  لا ولا يقارن ذلك إلا ضال  .

وقد رأيت أن سبب هذه الشنشنة الاخوانية اثارة موضوع مهم عندهم فهو :

 هدف يعتبر لب فكرهم

 وأس هدفهم

 وإليه يسعون

 وحوله يدندون

 وهو غايتهم الأسمى 

 ألا وهو محاولة وصولهم إلى كرسي الحكم :

بأي طريقة

 وبأي وسيلة ف[ الغاية عندهم تبرر الوسيلة ]

ولو رجعنا إلى معرفة أسباب الثورة الفرنسية أو أي ثورة أوروبية كانت أو غيرها لوجدنا بداية سبب ذلك هو محاولة استيلاء الجمهور على مقاليد الحكم وتولي زمام السلطة ومن ثم  منح السلطة لأحد الجمهور  بعيدا عن الاستبداد هكذا زعموا  بدعوى فساد النظام الوراثي  ومحاولة الكل ان تكون إدارة الأمر بيده ليتسنى له المساواة[ مصطلح المساواة مصطلح غامض فظاهرا قد براد بها العدل وقد يراد بها الباطل مثل مخالفة الدين الصحيح والعقل السليم وانتكاس الفطر إذ تعادل الأنثى بالذكر ومن علم خلق الأنثى وخلقها وطبعها وطبيعتها وشاهد الواقع علم يقينا الاختلاف بين الجنسين ومن دهاليز هذه العبارة ولج النسويون في تعظيم حرية المرأة فوق طبيعتها البشرية ومخالفة لفطرتها ومصادم لعقول الالباء من البشر مع مافيه من مخالفة صريحة لكلام الله سبحانهوتعالىوكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع الأمةالإسلامية]  والعدل  خلافا لما يسمى بالديكتاتورية [ الديكتاتور مصطلح اوروبي ظهر بعد الثورة الفرنسية وتعني استبداد الحاكم المنتخب وظلمه]  التي يريهم فيها أنواع عدة من أشكال القهر والتسلط والجبروت  أو يتولى حكمهم مليشيا وأنظمة متعددة وأحزاب متنوعة هدفها نشر ونصر حزبهم ولوكان ذلك على جثث الشعب وأخذ لقمة عيشه من فيه ؛ فتمنوا حينها الرجوع الى سابق عهدهم لكن هيهات هيهات فقد سبق السيف العذل 


  والمتأمل :

عند المقارنة الحقيقية والدراسة الواقعية :

نجد أن  ثورة المرشدين[ الاخوانية والرافضية] وهي ثورة البست معطف الدين فالثورة الإيرانية تحت مسمى الجمهورية الاسلامية بقيادة مرشدهم الخميني وبمباركة قوة السلاح الفرنسي إذ حطت الطائرة الرئاسية  تقل مرشد الثورة الإيرانية الخميني ليعين رئيس جمهورية إيران الاسلامية وهي حكم ظالم مركزي البس لباس الدين خداعا وتمويها للعوام من ذوي اتجاه الديانة الرافضية وهي انتصار للقومية الفارسية المجوسية واتخذ غطاء آل البيت في اضلال السذج ومن لا علم عنده في دين الإسلام وتاريخه  .

وقل مثل ذلك في مرشد الاخوانية وتعاطفهم  وتكاتفهم الديني مع مرشد الثورة الإيرانية أو صواب العبارة  [ اتباع الثورة الفرنسية  ]

ونجد أن ظهور الفكر الإلحادي في بلاد الإسلام مرتبط بظهور الجماعات الاخوانية أو نظام المرشد فبداية ظهورهم  لبس ثياب الإصلاح الديني واظهار شعار وشعائر وشرائع الإسلام لكسب تأييد الجهلة ومن يريد نشر الإسلام  بحيث يؤمل - المغتر فيهم -نفسه بأنه سيظهر تحت راية هذا اللابس زورا لمعطف التقوى وهذا الأمر يظهرونه وسيلة لغاية سرية ففيه محاولة القرب من الكرسي وهو بعيد المنال عليهم 

وبسبب هذا الغاية الفاسدة  : 

نجدهم :

يغيرون جلودهم 

وينوعون جهودهم 

حتى وان كان الأمر يخالف الدين أو أصول الدين أو يلغيها 

فالمهم عندهم هو الوصول إلى فردوسهم المنشود [ الكرسي ] 

ويظهرون  حربهم وجهادهم المزعوم لأي ملحد  نفاقا وخداعا فحينما لا ينفع هذا الطريق إذ بهم يسلكون  طريقا آخرا ولو فيه نوع الحاد أو بعد عن الدين 

المهم العمل في  متابعة هدفهم الخبيث فالوسيلة مباحة حلال مادام الغاية[ الدنيوية معروفة عندهم ]  

فتجدهم مع من يحاربونه جهرا  وممن يسمونهم ملحدين:

فيعقدون معهم الصداقات 

ويقيمون العلاقات

 ويعصون الأوامر ويحللون المنهيات 

ويستحلون المحرمات  

ويحدثون البدع والأهواء والمنكرات 

كل ذلك سببه : [  الكرسي ] .

فظهر تكفير المجتمع المسلم ونتج عنه استحلال دماء الأبرياء المعصومة وتعدد الفرق والجماعات والأحزاب واباحة وسائل الخروج على ولي الأمر والفتوى بجواز الخروج عليه  

والمشاهد في هذا العصر وجود حرب فكرية عقدية 

بين ثلاث اتجاهات عقدية :


             اولهما :

أهل الحق وهم أهل الإسلام الصحيح المحض .


              ثانيهما :

 الخوارج [ أعني في مصطلح الخوارج هذا كل من خرج على الإسلام أو السنة ومن ذلك الخروج على ولي الأمر ويشمل جميع أنواع فرق الخوارج والروافض والصوفية  ومذاهبهم واحزابهم وتنظيماتهم ].


              ثالثا : 

 الملاحدة من علمانية أو ليبرالية أو جهلة مشوا مع التيار جهلا واتباعا لشبه دنيوية .

ثم هنا حرب أخرى :

تدور رحاها  بين الملاحدة من جهة وبين الخوارج من جهة اخرى مع اتفاقهم في النهاية على حرب الإسلام وأهله فكفير المسلمين واستحلال دمائهم واجماع منهم فكريا على محاربة ولي الأمر ومحاولة اقصائه عن منزلته الشرعية التي أنزله الله  تحت ذرائع فاسدة وشبه كاسدة

وبعد التأمل نجد أن حرب أهل الإسلام الصحيح[ أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ] مع الملاحدة سببها 

الدفاع عن الدين عند محاولة الملاحدة تهميشه بتهميش ادلته ومحاولة تمييعها واضعافها فالملاحدة يوجهون حرابهم ضد الادلة الشرعية والحجج العقلية لكل أصل عقدي أو عبادة أو حكم شرعي في دين الإسلام فانظارهم على الادلة بخلاف الخوارج اذا كانوا أعوانا  للملاحدة  في توجيه حربهم ضد أصول الدين 

 فالملاحدة يوجهون سهامهم في  اتجاه أدلة الشرع نقلية كانت أو عقلية وبث الشبه فيها  لمحاولةاضعافها وتوهينها وتهوينها واضعاف قوة محتوى أدلة الشرع من دلالتها القطعية إلى ظنيةوهنا قد يوجد [ اجتماع و افتراق ظاهري]

 بين الخوارج الإخوانية وبين الملاحدة أهمها:


            (     ١      )

قد يميل بعض الملاحدة إلى إنكار الإله فالكلام مع هؤلاء هو في إثبات توحيد الربوبية وأن كان مستقرا في فطرهم وفي عقولهم في أنه لا بد من آله تعالى ربنا وتقدس فهنا الخلاف قد يوصد أبوابه بسبب اغلاقهم للتفكير الذي زعموا أنهم يطالبون فيه لكنهم هنا يغلقون أبواب الاجتهاد في بحث الحجج العقلية التي تثبت الوهية الله وربوبيته على خلقه مع ذكر ما يدل على صدق ذلك ويؤيده  من أدلة نقلية من نصوص الوحيين مع بيان دلالتها الواضحة على وجود الرب وعظمته .

وفي إرسال الرسل وإنزال الكتاب و إجراء المعجزات على يدي رسله دلالات واضحة على وحدانيه الله سبحانه وتعالى وأن الكلام في هذه الأمور كلام في أمور غيبية تخفى على الإنسان مثل خفاء علم الروح التي هي بعد فضل الله ورحمته سبب في قيام جسده ف[ انت في الروح لا في الجسم انسان] 

قال الله تعالى وتقدس:{ يسلؤنك عن الروح قل الروح من أمر ربي ومااوتيتم من العلم الا قليلا } 

فيقف العقل البشري على تطوره التقني جهلا وحيرة في الروح وماهيتها .

لذا تجد من اربابهم من الفلاسفة الأولين  مع انكاره للرب ينكر وجود الملائكة أو وتلبس الجن  وها هو يتكلم بألسنتهم .

والعقول  لا تستقل بمعرفة خالقها وربها وآلهها على جهة التفصيل  فلذا ارسل الله الرسل وأنزل عليهم كلامه المنزل غير مخلوق ومعلوم أن من أركان الدين الإيمان بالقضاء والقدر والإيمان غيبا بالله وهذا مغروس بالفطر مستقر معرفته في العقول السليمة والتي آمنت بكلام الله سبحانه وتعالى وبكلام رسوله صلى الله عليه وسلم .


        (     ٢    )


وأما  الخوارج[ واكرر أعني في معنى الخوارج هنا كل من خرج عن الإسلام  أو السنة و سعى ظاهرا في الانتساب إليهم مع محاربته ظاهرا لدين الإسلام الصحيح ] 

فالخلاف معهم في توحيد الالوهية وفي توحيد الأسماء والصفات إذ ان مذهب فرقهم الكثيرة  مبني على هذا الأمر وذلك لمن أطلع على مذاهبهم المختلفة ولهم طرق في إنكار الدين الإسلامي من ذلك :  


             (   أ    )


أما إنكار الادلة مثل إنكار الخوارج لحجية سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.


               (   ب   )


 أو  إثبات الادلة لكن يتم تأويلها تأويلا ينحى منحى التعطيل و الإلحاد في معناها وصرف مدلولها الحق إلى معاني محدثة مخالفة مصادمة  لمراد الشارع الحكيم  .

بحيث يلتقون مع الملاحدة في تعطيل العمل بالشرع المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع اتفاقهما على العمل بدينهم الباطل المبدل المحرف وهذا الدين الباطل : هو  نتاج فكرهم المنحرف بمساعدة إخوانهم من الملاحدة .


              (     ٣     )


لذا تجد تقارب و تعاون بين الفريقين الضالين المخذولين  على [هدم دين الاسلام من قبل الملاحدة بهدم ادلته النقلية وحججه العقلية  ] 

او 

[ هدم اصول الاسلام المتفق عليها بين أمة الاسلام والمبني عليه دين الإسلام بتحويلها عن طريق تأويلها إلى معاني باطلة تصادم هذه الأصول وهذا على يد الاخوانية كما ذكرنا سابقا ]

            و [ النتيجة ]

ظهور تعاون وثيق بين الحزبين المحاربين لله ولرسله على تنحية الاسلام وذلك بالبعد عن اصوله :

ولنضرب أمثلة على التعاون الاجرامي بينهما  : 

من ذلك ان هنا ( أصل وجوب السمع  والطاعة لولي الامر بالمعروف) .أصل معروف في معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهم أهل الإسلام الحق وهذا الأصل مبني على الادلة من الكتاب والسنة واجماع سلف الامة ففي محاربة هذا الأصل 

نجد تعاون - بين الملاحدة والخوارج الإخوانية - وثيقا في أضعاف هذا الأصل:

ف[طريقة الملاحدة من علمانية وليبرالية]:

توهين  أدلة وجوب هذا الأصل 

أما التعبير عنها بأن أدلتها آحاد غير متواترة   .

أو أنها ظنية غير قطعية .

او ان في احكام  الإسلام ثابت ومتغير .

أو تتغير الفتوى بتغير الزمان 

بحيث يجعلون هذا الأمر مقدمة في تغيير احكام الشرع و إزالتها

ويجعلون الأحكام الثابتة في دلالة الكتاب والسنة والاجماع فتوى متغيرة . و لهم طرق أخرى  فيظهرون محبتهم القرآن   ويزعمون أن السنة تصادمه وهذا قطعا لا يوجد بإجماع علماء الإسلام قاطبة .

وذكروا ان السنة أتت موضحة للقرآن الكريم أو اتت في بيان احكام شرعية ليست في القرآن الكريم لكن الكذب والبهتان والافتراء والظلم عادة عرفوا فيها مع اثارة شبه وشكوك اوايراد قصص لاأزمة لها ولا خطام كل ذلك يصب في تشتيت اعتقاد المسلم في أصول دينه . 

وعند التمعن والنظر في شبههم يجدها اوهى من خيوط بيت العنكبوت...  


وأما[ طريقة الخوارج ] 

في هذا الأصل:

فهي عين طريقة الملاحدة العلمانية بل ويضيفون 

 أدلة موضوعة

وحججا مكذوبة 

أوالعمل على اصدار فتاوى تجيز الوسائل الموهنة لهذا الاصل مثل :  

المظاهرات  

الاضطرابات 

والاضرابات

 والاعتصامات 

والاغتيالات

 والتكفير والرمي بالعمالة ويتعدى ذلك إلى الافتاء بجواز الخروج على الحاكم الظالم مع وضع مقدمة مفبركة تصور الحاكم المسلم على أنه من الظلمة مع سعيهم في تأويل أو قل تعطيل الادلة التي تأمر بوجوب السمع والطاعة لولاة الامر بأنها خاصة بالامام العادل  والمطلع على سيرة اسلافهم يجد أنهم لم يرضوا حكم الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفائه رضي الله عنهم كما هو ثابت عنهم في صحيح السنة .


و( نتيجة سعي الفريقين المتأسلم [ الخوارج وفرقها ]

 أو المعلن الحاده[ علمانية وليبرالية])  :

سعيهم في احلال الفوضى بالمسلمين 

فهم يريدون إلغاء الدين الإسلامي وهو الذي يربط بين قلوب المسلمين ويجمعهم جمعا  معنويا او فك رباط  بيعة الحاكم المسلم العقدية الثابتة له بدلالة الشرع والاجماع والذي يجمع المسلمين حسيا  

فيصبح الناس فوضى لا سراة لهم .

مع محاولة سعيهم في  افساد عموم المجتمع البشري ..


وقد تأملت أن من أسباب ظهور الخروج على الكنيسة النصرانية هو وقوفها ضد مصلحة الإنسان ومصادمتها لمقتضى النفع العام لهم  وذلك في منعها في إيصال الخير  للبشر عن طريق إغلاق الاجتهاد العقلي في منعها  لإظهار المخترعات بأنواعها صناعية أو زراعية أو عسكرية او في اي مجال آخر فيه فوائد جمة للبشرية وافتت الكنيسة بمنع ذلك وقتل كل من تسول له نفسه عمل هذه الاختراعات النافعة لبني الإنسان ورمت من قام بذلك بالزندقة [ الهرطقة وهي لفظ معناه بمعنى الزندقة]  فهبت المجتمعات لوقف تعسف الكنيسة المعطل للعقل البشري مع وجود ما يساعد هذا الظلم و أعظم الظلم هو [ الشرك بالله ربا ] فظهر الالحاد وانكار الرب وتعظيم المادة كل ذلك سببه ترك العمل بدين الإسلام الذي يأمر بخيري الدنيا والآخرة . وهذا التعسف الكنسي يحاربه الله ورسله الكرام فلا يوجد هذا الظلم في دين الإسلام فليس  فيه إلا  إكرام للعباد واخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وتعظيم نعمة العقل والتفكر وفق الشرع المنزل والعقل السليم...

فمن خرج على الكنيسة خرج عليها لمصادمتها العقل ووقوفها حائلا دون إنتاج ما يصلح الحال البشرية ويسعدها في دنياها ..

وأما من يطالب من ملاحدة في بلاد الإسلام بما يطالب به الثوار  على الكنيسة فقد خاب وخسر وظلم وافترى في دعواه 

وذلك لوجود اختلاف وفرق  :


              [ اول الفروق ]

 فدين الإسلام الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم  فهو وحي من رب العالمين إلى أشرف الأنبياء والمرسلين وهو دين الله وهو من خلق البشر وهو دين من يعلم خوافي البشر وكيف اسعادهم فهذا الدين حياة سعيدة كريمة  و منتج ومشجع للعقل البشري في الاختراعات المفيدة قال الله تعالى وتقدس :{  وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ }


وأما ديانةالنصرانية الوثنية :

فهي كنيسة وضعت باجتهادات بشرية لعبادة البشر وتقديسهم وسبب انشائها  ان يعبد البشر مثلهم من البشر مع مخالفة لكلام خالق البشر  وهي ليست ديانة عيسى وأمة عليهما الصلاة والسلام فدينهم هذه الرسول عليه الصلاة والسلام وأمه الطيبه الطاهرة هو دين الإسلام ولم يأمر الله بعبادتهم 

لأنهم بشر وعباد مثل العباد الآخرين الذين خلقهم الله من عدمهم ورزقهم من حيث لا يحتسبون .

قال الله تعالى وتقدس: { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }

و حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه.


وهنا 

[ فرق واختلاف آخر ] : 

وهو حال من خرج على آراء الكنيسة المعطلة للمصلحة البشرية المبنية على العقل السليم  فهو اراد  تحرير نفسه من عبادة البشر امثاله   وفك اسره من قيودالكنيسة الوثنية ليتسنى له العيش بدنياه مؤقتا بكرامة سالما من وثنية الكنيسة وقذارتها ووقوفها امام الجهود العلمية النافعة كالاختراعات فظهر صناعة الطائرات والسيارات والقطارات والسفن وفي أي  صناعة فيها خير وسعادة للبشرية ...فهل من يطالب بالالحاد أو العلمنة في بلاد الإسلام يأمر بهذه الأمور النافعة والصناعات والمخترعات  ؟

وهل رأى من يمنعها من علماء الإسلام؟

أم هنا هدف خفي غبي يسعى إليه في محاولة إرجاع البشر إلى تقديس آراء البشر فهو يستغل 

ويستخدم قضية الكنيسة وذلك بالرجوع إلى فكر الكنيسة إذ حقيقة مطالبته هي: 

إرجاع الناس من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد تحت مسمى حرية فكرية وتقديسهم وجعلهم الرب الاله المعبود هو العبد المخلوق فالنزوة والشهوة هي الإله المنشود عندهم والذي يحاولون الوصول إليه وتعبيد الناس له .

وما علم ان حرية الفكر وسلامته وتطوره ونزاهته تكمن في طاعة الله رب العالمين الذي جعل له فكرا سليما 

ولم يجعله مجنونا أو بهيمة { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه } 

فسعادة الفكر باتباع رب الفكر وخالقه ....فأين ذوي الفكر ؟   

اخيرا :

بعد التطور المذهل للعقل البشر والسماح له بالتوسع دون ضوابط شرعية أو عقلية سليمة  نجد :

 الخواء الروحي

 والامراض النفسية

 وكثرة المصحات المختصة لعلاج امراض نفسية البشر    

ثم انتشار الانتحار   

وضعف العلاقات الإنسانية 

وتقديس المادة 

كل ذلك نتاج حسي مشاهد بسبب الاتجاه المادي وتغليب المادة على كرامة الإنسان وسعادته الروحية ..

لذا فتسمية الملحد علماني اي نسبة إلى العلم :

تسمية فيها حيف وظلم ولا يستحقها إلا إذا اريد بمعناه انكاره للعلم فهذا حق لا مرية فيه كما في تسمية القدرية بالقدرية لانكارهم القدر وانكارهم للإيمان به وفق دين الإسلام. 

فهل من عوده إلى الرشد 

وإلى تغليب العقل البشري السليم 

وهل من رجوع إلى دين الإسلام المحض الصحيح المبني على التوحيد والسنة وهدي سلف الأمة الصالح. 

المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله...


[[  هنا بعض نصوص الوحيين المبشرة بانتصار الإسلام وبقائه وبقاء اهله إلى قيام الساعة ]] 


يقول الله تعالى وتقدس:{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }

قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"

قوله عز وجل ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) قال ابن عباس : بالغلبة والقهر . وقال الضحاك : بالحجة ، وفي الآخرة بالعذر . وقيل : بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة ، وكل ذلك قد كان للأنبياء والمؤمنين ، فهم منصورون بالحجة على من خالفهم ، وقد نصرهم الله بالقهر على من ناوأهم وإهلاك أعدائهم ، ونصرهم بعد أن قتلوا بالانتقام من أعدائهم ، كما نصر يحيى بن زكريا لما قتل ، قتل به سبعون ألفا ، فهم منصورون بأحد هذه الوجوه ، ( ويوم يقوم الأشهاد ) يعني : يوم القيامة يقوم الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب ".انتهى كلامه رحمه الله 

ومن السنة : 

فعن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ).

رواه أحمد والبيهقي وصححه الالباني رحمهم الله اجمعين

وعن ابي هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :

( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا )

رواه أبو داود رحمه الله  وصححه الإمام الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (٥٩٩)

 وعن أبي عتبة الخولاني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال :( لاَ يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ )

رواه أحمد وابن ماجه رحمهما الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه ( ٨ ).

 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره )

رواه الترمذي رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي والسلسلة الصحيحة

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال :( لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ).

رواه مسلم ( ١٥٦)

 ورواه مسلم رحمه الله عن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بلفظ (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي قائِمَةً بأَمْرِ اللهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، أوْ خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وهُمْ ظاهِرُونَ علَى النَّاسِ).

 وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا :

( إِنَّ اللهَ تعالى لا يجمَعُ أمتي على ضلالَةٍ ، و يدُ اللهِ على الجماعَةِ) 

صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع .

 وأخرج مسلم  من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ( لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ).

 وعن قرة بن إياس المزني رضي الله عنه مرفوعا :( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم : لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)

رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الالباني رحمه الله في صحيح الترمذي .

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (  تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ). رواه أحمد ( ١٨٤٠٦ ). 

وعَنْ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ ). البخاري رحمه الله. 

 وعَنْ جابر بن سمرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : (  لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ). مسلم(١٩٢٢)


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ). البخاري رحمه الله. 

و عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: «بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً ). يَعْنِى قُسْطَنْطِينِيَّةَ . رواه أحمد ( ٦٦٤٥ ) وهو حديث صحيح .

وعَنْ أبي هريرة رضي اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي ). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَنتثِلونها )رواه البخاري ( ٢٩٧٧ ) مسلم ( ٥٢٣ ). 

وفي حديث أبي سفيان رضي الله عنهما ولقائه مع هرقل الروم قال رضي الله عنه:( لَقَدْ أمِر أمرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ ).رواه البخاري رحمه الله . 

وعَنْ أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بالسَّناء والرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ ) .رواه أحمد( ٢١٢٢٠ ). 

قال الإمام الالباني رحمه الله:

 " المستقبل للإسلام :

قال الله عز وجل : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين

كله و لو كره المشركون }.

تبشرنا هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته و ظهوره و حكمه على

الأديان كلها , و قد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم

و عهد الخلفاء الراشدين و الملوك الصالحين , و ليس كذلك , فالذي تحقق إنما هو

جزء من هذا الوعد الصادق , كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :

( لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات و العزى) , فقالت عائشة :

يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله {هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين

الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون } أن ذلك تاما , قال :( إنه سيكون

من ذلك ما شاء الله) . الحديث .رواه مسلم و غيره , و قد خرجته في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " (

ص ١٢٢ ) .

و قد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور الإسلام و مدى انتشاره , بحيث لا يدع

مجالا للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله و توفيقه .

هذا و إن من المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين و استثمارهم الأرض استثمارا

يساعدهم على تحقيق الغرض ، و تنبىء عن أن لهم مستقبلا باهرا حتى من الناحية

الاقتصادية و الزراعية قوله صلى الله عليه وسلم :


٦ - ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا ) .


رواه مسلم ( ٣ / ٨٤ ) و أحمد ( ٢ / ٧٠٣ و ٤١٧ ) و الحاكم ( ٤ / ٤٧٧ ) من حديث أبي هريرة .

و قد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب بما أفاض

الله عليها من خيرات و بركات و آلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض

الصحراء و هناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد

المحلية فلعلها تخرج إلى حيز الوجود ، و إن غدا لناظره قريب .

هذا و مما يجب أن يعلم بهذه المناسبة أن قوله صلى الله عليه وسلم :

( لا يأتي عليكم زمان إلا و الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) .

رواه البخاري في " الفتن " من حديث أنس مرفوعا .

فهذا الحديث ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة و غيرها مثل أحاديث

المهدي و نزول عيسى عليه السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه

بل هو من العام المخصوص ، فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في

اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم

الكافرون } أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقا  " .انتهى كلامه رحمه بتصرف  [ مقدمة السلسلة الصحيحة المجلد الأول]. 

وفي ختام رسالتي هذه ارفع أكف الضراعة إلى الله تعالى وتقدس : فاللهم أكفِ المسلمين وولاة أمورهم شر هؤلاء الضلال من خوارج وعلمانية .

اللهم وانصر فيهم دينك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم  اللهم ارزق عامة  المسلمين وخاصتهم رجوعا وانابة وتوبة اليك .. ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام ردنا إليك ردا جميلا ...

وأهدنا صراطك المستقيم وهب لنا برحمتك اتباع سنة رسولك الكريم  صلى الله عليه وسلم ووفقنا إلى أتباع هدي سلفنا الصالح وأرزقنا  العلم النافع  والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

••••••••••••••••••••••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.