الأربعاء، 3 سبتمبر 2025

( الفرح له معنيان )

 

المعنى الأول :

فرح تضمن بغي وكبر و عدوان على الناس وفيه مرح وأشر وبطر وعدم شكر الله على ماأولاه من نعم. دل على ذلك قصة قارون ابن عم موسى عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم اذ قال لقارون صالح قومه كما في قوله تعالى وتقدس : { لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } [ القصص:٧٦ ] .

فهذا النوع ممنوع مذموم وفيه يتعرض الإنسان إلى سخط الله وعقابه وغضبه وعقابه وماأمر قارون عن الظالمين ببعيد. 


النوع الثاني :

الفرح بفضل الله وبرحمته ونعمه وإحسانه، هذا مشروع ممدوح ، دل على ذلك قول الله عز وجل : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }. [ يونس:٥٨ ] فالمشروع للمسلم الفرح بنعمة التوحيد والسنة ونعمة الفقه في الدين َونعمة الأمن والأمان في الأوطان  والعافية في الأبدان وعلى نعمة تجدد هداه وتقواه وتوبته وانابته واعانة الله له على الأعمال الصالحة كالصلاة جماعة وبر الوالدين وصلة الأرحام فلذا " ينبغي له أن يفرح بذلك، وأن يسر، بل يجب عليه أن يفرح بذلك، ويغتبط بهذا، ويحمد الله ".