الخميس، 4 سبتمبر 2025

[ الجواب عن إشكال قال به أحد المشايخ فهمه من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :( سَيَخْرُجُ قَوْمٌ في آخِرِ الزَّمانِ، أحْداثُ الأسْنانِ، سُفَهاءُ الأحْلامِ، يقولونَ مِن خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ…..الحديث)فقال هذا الشيخ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الخوارج ولم يذكر الروافض وعلل السبب وفي كتابة هذه الرسالة ايضاح لاشكاله هذا ]



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .


﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:


فإن الشيخ ناصر القفاري بارك الله فيه وفي علمه  وهو من اهل العلم الذين لهم جهود علمية كبيرة في فضح معتقد الروافض  وتفنيد شبهاتهم في عدة مؤلفات نفع الله فيها و في مقطع جرى نشره وتداوله إعلاميا  يقول فيه :" ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الخوارج ولم يحذر من الرافضة" ؛ وتحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الخوارج ثبت في حديث الخليفة الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله : إذا حَدَّثْتُكُمْ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدِيثًا، فَواللَّهِ لَأَنْ أخِرَّ مِنَ السَّماءِ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ أكْذِبَ عليه، وإذا حَدَّثْتُكُمْ فِيما بَيْنِي وبيْنَكُمْ، فإنَّ الحَرْبَ خِدْعَةٌ، وإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ( سَيَخْرُجُ قَوْمٌ في آخِرِ الزَّمانِ، أحْداثُ الأسْنانِ، سُفَهاءُ الأحْلامِ، يقولونَ مِن خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لا يُجاوِزُ إيمانُهُمْ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فأيْنَما لَقِيتُمُوهُمْ فاقْتُلُوهُمْ، فإنَّ في قَتْلِهِمْ أجْرًا لِمَن قَتَلَهُمْ يَومَ الْقِيَامَةِ) .


أخرجه الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما.


وقد ذكر هذا الشيخ أسبابا في تحذير الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الخوارج  


حيث قال :" لماذا ذُكِر الخوارج وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الخوارج ولم يثبت حديث صحيح بشأن الرافضة؟.


ورأى فضيلته ان أسباب ذلك هي :"


ان الخوارج قد يغتر بهم ويغتر بهم الناس فهم أصحاب عبادة وقراءة قرآن وأصحاب قيام ليل حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة[ رضي الله عنهم] : ( تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم ويقرأون القرآن لكن لا يتجاوز حناجرهم بمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)؛لكن الرافضة معلوم شأنهم ومفضوح أمرهم ولذلك لم يرد فيهم حديث هم زنادقة والدنيا تتسع للملاحدة لكن العقيدة لا تتسع ". انتهى كلام الشيخ ناصر القفاري 


وإتماما للفائدة التي ذكرها الشيخ ناصر نقول قد ورد في منهاج السنة  ( ٧ / ٧٨ )  لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله : ‏"القرابة الدينية أعظم من القرابة الطينية،والقرب بين القلوب والأرواح أعظم من القرب بين الأبدان".انتهى كلامه رحمه الله تعالى ؛ وحيث :"  ان العلم رحم بين أهله".فقد احببت زيادة إيضاح وبيان 


في هذه المسألة التي تطرق الي  ذكرها الشيخ ناصر القفاري بارك الله فيه. فنقول وبالله التوفيق وعليه التكلان:


              (   اولا   )


ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر امته من الشر واهله وثبت تحذيره من الفتن واهلها ومن الأمور المحدثة فما من خير إلا دل أمته عليه ومامن شر إلا نهى أمته عنه وفي حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا في جَاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: ( نَعَمْ، ) قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: ( نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ )، قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: ( قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ )، قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: ( نَعَمْ، دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا )، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقالَ: ( هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا )، قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أَدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: ( تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ ) ، قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟ قالَ: ( فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أَنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ علَى ذلكَ ).اخرجه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود رحمهم اللهُ تعالي .




           (   ثانيا   )


ذكر اهل العلم ان الروافض باطنية قدرية لاعتناقهم أصول العقيدة الاعتزالية فهم نفاة للقدر وقال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع من كتبه انهم :" يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر المحض  ". 


وقد ثبت في السنة النبوية الصحيحة تحذيره من مجوس هذه الأمة ففي حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :( القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأمةِ : إن مَرِضوا فلا تَعودُوهم ، وإن ماتوا فلا تَشْهَدُوهم ) رواه احمد وأبو داود رحمهما الله تعالى وصححه الامام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن أبي داود رحمه الله تعالى برقم ( ٤٦٩١ )وفي رواية :(  إنَّ لكلِّ أمَّةٍ مجوسًا، وإنَّ مجوسَ أمَّتي يقولونَ: لا قدَرَ، فإنْ مَرِضوا فلا تَعودوهم، وإن ماتوا فلا تَشهَدوهُم )رواه ابن أبي عاصم وأحمد وأبوداود رحمهم الله تعالى وصححه الامام الالباني رحمه اللهُ تعالى في تخريجه لكتاب السنة برقم ( ٣٣٩ ).




           (  ثالثا   )


ذكر اهل العلم ان الروافض باطنية  من غلاة الجهمية المعطلة وقالوا انهم  ليسوا من امة محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الاعتبار  ؛ فلا يشملهم الحديث الذي فيه التحذير  من الخوارج ؛ قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية:


ولقد تقلد كفرهم خمسون في … عشر من العلماء في البلدان


واللالكائي الإمام حكاه عنـ … ـهم بل حكاه قبله الطبراني


فذكر رحمه الله تعالى أن خمسمائة عالم كفَّروا الجهمية


وكان بعض الأئمة يسميهم الزنادقة.


وروى اهل العلم عن عبد الله بن المبارك ويوسف بن أسباط، وغيرهما من أهل العلم والحديث أنهم قالوا: أصول اثنتين وسبعين فرقة هي أربع:الخوارج، والروافض، والمرجئة، والقدرية، قيل لابن المبارك: فالجهمية؟ قال: ليست الجهمية من أمة محمد ﷺ.




               (   رابعا   )


من اطلع على معتقد الروافض يجد انهم خرجوا عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وخرجوا على اهل السنة والحدوا في كلام الله سبحانه وتعالى وطعنوا في الرسول صلى الله عليه وسلم وفي امهات المؤمنين وفي الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ويرون تكفير المسلمين وحل دمائهم وهذا هو مذهب ومنهج الخوارج علما بأنهم يعتنقون مذهب المعتزلة الجهمي الخارجي في العقيدة وفي أصول الدين وهذا هو مذهب الزيدية و الاباضية الخوارج فهم خوارج بهذا الاعتبار .


ولعل في ماذكرنا الخير والبركة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠


كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .