الخميس، 11 سبتمبر 2025

( الشهرة وكيفية علاجها بأدوية الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة)[ الجزء الثاني].



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده ورسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى 

اما بعد 

فهذه الرسالة الثانية عن مرض الشهرة وكيفية علاجه وقد سبق هذه الرسالة رسالة بعنوان :

([ من فقه الشهرة والرياء والسمعة ومحبة الظهور القاصم للظهور ] الجزء الأول 


https://www.ghazialarmani.com/2025/09/blog-post_5.html?m=1  )


وقد ارسل الينا الاخ الشيخ …….. رسالة الامام العلامة تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله تعالى ونصها :"‏ كتاب ‎التوحيد لا يكفي أن تقرأه مرةً واحدة ؛ بل ينبغي أن تقرأه دائمًا، كُلّما ختمته بدأته من جديد كما أفعل أنا، لأنّ الناس دائمًا في حاجـةٍ إليه ليستيقنَ المُوحّد ويزداد رسوخًا، وليرجع المُشرك عن شِركه ".انتهى كلامه رحمه الله [مجموع رسائله ( ١ / ٣٠٦ )].

وهذا الشيخ قلت عنه إماما لأن الامام ابن باز رحمه الله تعالى وصف الامام الألباني وتقي الدين الهلالي رحمهما الله تعالى بأنهم من المجددين للدين في هذا العصر .

وفي هذه الرسالة للامام تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى ينبه على أهمية كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى لمحاربته للشرك في جميع صوره ومسائله ووسائله وفيه تعظيم توحيد الله سبحانه وتعالى والحرص على اتباع سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفي هذا اجتماع لشرطي صحة العبادة الإخلاص لله سبحانه وتعالى والصواب ولأن داء الشهرة مرض من أمراض هذا العصر وذلك لتوفر وسائل الاعلام وتطبيقات التواصل الاجتماعي ؛ وهذه الشهرة او قل الرياء والسمعة إذا لم يرد بها وجه الله عز وجل فإنها تأت إلى الأعمال الصالحة فيذرها هباءً وذلك ان العبادة لا بد لها من شرطين 

هما الصواب وذلك في متابعة سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والإخلاص لله عز وجل فهذا الشرط بسبب الرياء معدوم قال الله تعالى وتقدس:{ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا }

وقال عز من قائل :{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فيفسد الرياء العمل ويبطله فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال  : (  أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )رواه الترمذي رحمه الله تعالى وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في صحيح الترمذي .

وسبب ذلك حب أن يشتهر المرء ويذكر اسمه وهذا نوع من الرياء و نوع من السمعة وهذان داءان يفتكان في الانسان ومن اطلع على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ومااشتملت عليه أبوابه  من ايات حكيمة و احاديث نبوية علم من اين أوتي فقد اوتي من نفسه ومحبتها للرياء والسمعة وهذا مرض العصر وهو محبة الشهرة حتى سموا انفسهم بالمشاهير او سماهم غيرهم بذلك ؛ واذا  عرف المرء داءه نتج عنه كيف دواءه وعلاجه وشفاءه وقد اشتملت السبع المثاني سورة الفاتحة على احد الأدوية الفعالة وهو سؤال الله سبحانه وتعالى الاستعانة على عبادته :{ إياك نعبد وإياك نستعين} فيرفع العبد المؤمن يداه الى خالقه وربه سبحانه وتعالى فيسأله الشفاء والعافية من هذا الداء ومن جميع الأمراض الحسية والمعنوية فمن الأدوية النافعة في هذا الباب ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل ). 

فقال له من شاء الله أن يقول :وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال :( قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم ).  رواه أحمد رحمه اللهُ تعالى وصححه الامام الألباني رحمه الله تعالى في  صحيح الجامع .

أعاذنا الله وإياكم من محبة الشهرة والرياء والسمعة وجعل الله ما نكتبه خالصا صوابا متقبلا نافعا مباركا فيه؛ ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الحلال الطيب المبارك فيه وأحسن الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الخاتمة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .