بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:
فمن اطلع على وسائل الاعلام
وتطبيقات التواصل الاجتماعي يجد ان هنا حرب إعلامية ضروس عالمية كبرى تدور رحاها مستهدفة ظلما جميع ولاة أمور المسلمين في جميع الدول الإسلامية وخاصة الدول العربية والخليجية فالملوك والأمراء والرؤساء لم يسلموا من فتنة الاخوان الخوارج ومعهم الاعلام الرافضي المجوسي و العلمانية الملاحدة فكل يريد أن ينقض ويهجم على اعراض هؤلاء الحكام المسلمين تحت ذرائع وشبهات ووسائل فاجرة والإسلام جاء بتحريم اعراض عموم المسلمين والطعن فيهم فأدلة القران الكريم والسنة النبوية المطهرة وإجماع المسلمين على تحريم لحوم عامة المسلمين وغيبتهم فكيف بولاة الأمر منهم
ومع هذا النشاط الإعلامي المحموم المسموم هناك اجنحة عسكرية تأخذ أشكال مختلفة فالتنظيمات السرية والمليشيات الدموية وما خبر القاعدة وداعش عنا ببعيد فلذا وجب إيضاح شعيرة من شعائر الإسلام و شريعة كبيرة من شرائع الإسلام وبيان اصل عظيم من أصول سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو ( أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر على رعيتهم بالمعروف ) وهذا لا بد إيضاحه وبيانه بقلم طلاب العلم الشرعي الذين مصدر العلم والهدى والاستدلال عندهم الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق النهج الصحيح الذي سار عليه سلفنا الصالح في فهم نصوص الوحيين ومن ذلك بيان الكيفية الشرعية الصحيحة في التعامل مع ولاة أمور المسلمين وإيضاح حقوقهم الواجبة على رعيتهم وتفنيد الشبهات التي اثيرت عليهم من قبل جماعات التكفير والخوارج والتي البسوها ظلما لباس التقوى ومعلوم بداهة ان دين الله وهو دين الاسلام الذي ارتضاه الله لعباده برئ من هذه الأخطاء العقدية التي هي حقيقة شبهات لاضلال جهلة المسلمين فدين الله منها براء براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام.
ويعلم كل عاقل ان نتائج تكفير المسلمين واستحلال دمائهم والخروج عليهم يترتب عليها فتن عظيمة وشرور جسيمة ومفاسد كثيرة
ففي فقد ولاة الأمر ينعدم الامن
والاستقرار ويظهر الخوف وينتشر قطاع الطريق وتنهب الأموال وتنتهك الأعراض وترخص وتستباح دماء الأبرياء ولا يتمكن المسلمون من الوصول إلى تحقيق مصلحة الدين بإقامة عبادة الله في بيوت الله و تحقيق مصالحهم الدنيوية التي فيها معاشهم إلا بوجود ولاة الأمر و[ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ ).
اخرجه الامام مسلم رحمه اللهُ تعالى من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه ؛ لذا أتى تأليف كتاب ( الموسوعة العلمية في إيضاح كثير من المسائل العقدية المتعلقة بولاة الأمر في ضوء الكتاب العزيز والسنة النبوية بفهم السلف الصالح والاجماع منعقد على وجوب العمل بأصل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف وبيان أثره المبارك في أمن البلاد وجلب الخير للعباد ).
وهذه الموسوعة جاءت اولا وآخرا بفضل الله ورحمته مبنية على الادلة النقلية الصحيحة والحجج العقلية الصريحة في بيان الحق ونصره ورد الباطل وإزهاقه ان الباطل كان زهوقا فصحيح المنقول لا يخالفه بل يؤيده صريح المعقول ؛ وهذه الموسوعة تتضمن رسائل متنوعة مشتملة على البحث العلمي في المسائل العقدية التالية :
( اولا )
مصطلحات حادثة باطله يتم توظيفها لتزيين الخروج على ولاة الأمر .
( ثانيا )
كيفية التعامل الشرعي الصحيح الثابت بالأدلة الشرعية مع ولاة الأمر .
( ثالثا )
الحقوق والواجبات الشرعية الثابتة لولاة الأمر .
( رابعا )
الخوارج يهملون العمل بالمحكم من النصوص ويعملون بالمتشابه و يحرفون أدلة الشرع .
( خامسا )
تفنيد شبهات الخوارج واهل التكفير المخالفة لنصوص الوحيين وإجماع المسلمين .
( سادسا )
اتفاق اهل السنة والجماعة اتّباع السلف الصالح وإجماعهم على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم .
( سابعا )
بيان عظيم خطر الخوارج والجماعات التكفيرية والأحزاب السياسية الضالة على المسلمين خاصة وعامة .
وفي ختام رسالتي هذه
اذكر في أهمية عبادة تصرف الي الله تعالى وحده لا شريك له وهذه العبادة بل قل هذا السلاح هو دعاء الله سبحانه وتعالى لولاة امرنا بالخير والبركة والصلاح "ولهذا كان السلف الصالح: كالفضيل بن عياض، والإمام أحمد بن حنبل، وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ".[ من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه اللهُ تعالى في مجموع الفتاوى ( ٢٨ / ٣٩١ ) ].
وفي صفحة (٥١) من كتاب شرح السنة للإمام الحسن بن علي البربهاري رحمه الله نجده يقول :" إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى".
قال الحافظ ابو نعيم رحمه الله تعالى : حدثنا محمد بن ابراهيم ، ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي ولقبه من دونه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول : لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها الا في الامام . قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ومتى صيرتها في الامام فصلاح الامام صلاح العباد والبلاد . قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ فسر لنا هذا . قال : أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الارض ، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول للرجل : لك ما يصلحك ، وعلم هؤلاء أمر دينهم ، وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكى الارض فرده عليهم . قال : فكان صلاح العباد والبلاد ، فقبل ابن المبارك جبهته وقال : يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك ".انتهى كلامه رحمه الله تعالى. [ كتاب حليه الأولياء لأبي نعيم رحمه الله تعالى ( ٨ / ٩١ )].
اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام ان يوفق ولي أمرنا و إمامنا و قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لما تحب وترضى، وخذ بناصيتهم للبر والتقوى، واحفظهم بحفظك، وأيدهم بنصرك، وارزقهم البطانة الصالحة، وثبتهم على الحق
اللهم وفق ولي أمرنا، وسدد خطاه، واجعله فيه نفع البلاد وصلاح العباد، وارزقه الصحة والعافية، واحفظه من كل سوء ومكروه .اللهم احفظ ولي أمرنا، ووفقه لكل خير، وسدد رأيه، وبارك له في عمره وصحته وعافيته، واجعله اللهم سبباً في عز الإسلام والمسلمين .
اللهم من أراد بولي امرنا سوءا فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره
اللهم اجعل ما كتبته خالصا لوجهك الكريم صوابا متقبلا نافعا مباركا فيه ؛ اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الواسع الحلال الطيب المبارك ؛ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ؛ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ؛ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب ؛ اللهم من أراد المسلمين واراد دين الاسلام واراد ولاة امرنا بسوء فأكفنا شره وابعد عن المسلمين كيده ومكره وضره
والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .