بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:
فقد جرى بحث حكم ( مسألة صلاة الغائب ) في رسالة عنوانها :
( ايضاح القول الصائب في حكم الصلاة على الغائب )
ورابطها :
http://www.ghazialarmani.com/2023/12/blog-post_20.html
وان الصواب: أن الغائبَ إن مات ببلد لم يُصلَّ عليه فيه، صُلِّيَ عليه صلاة الغائب، كما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي، لأنه مات بين الكفار ولم يُصلَّ عليه. وإن صُلِّيَ عليه حيثُ مات لم يُصلَّ عليه صلاة الغائب؛ لأن الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه. والنبي صلى الله عليه وسلم صَلًّى على الغائب وتَرَكَه، وفِعلُه وتَرْكُه سُنَّة، وهذا له موضع، وهذا له موضع، واللّه أعلم، والأقوال ثلاثة في مذهب أحمد، وأصحها: هذا التفصيلُ وهذا قول كبار العلماء وينظر كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم رحمه الله بتصرف يسير( ١٤٤ - ١٤٥ / ١ )
لكن هنا مسألة وهي :
( حكم صلاة الغائب إذا جاء الأمر بها من قبل ولي الأمر )
فالصحيح أنها في هذه الصورة تكون مشروعة وذلك للأسباب التالية:
اولا :
طاعة لله وطاعة لرسوله وذلك في وجوب طاعة ولاة الأمر
فقد أتى الأمر بوجوب طاعتهم
في كلام الله عز وجل وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا اجماع المسلمين
قال الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:"الصلاة على الغائب الصحيح أنها ليست بسنة إلا من لم يصل عليه، كرجل مات في البحر غرق في البحر ولم يصل عليه فحينئذ نصلي عليه، أما إذا صلي عليه في أي مكان فإنه لا يصلى عليه صلاة غائب، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يصل على الغائب إلا على رجل واحد لم يصل عليه وهو النجاشي، ولو كانت الصلاة على الغائب مشروعة لكان أول من يسنها للأمة محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابة رضي الله عنهم كذلك ما أثر عنهم أنهم يصلون على الغائب يموت القواد يموت الخلفاء يموت الأمراء لم يصل عليهم، وهذا الذي ذكرناه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد وفّق للصواب، لكن إذا أمر به ولي الأمر صار طاعة أي: صارت الصلاة على الغائب طاعة، لأنها من طاعة ولي الأمر الذي أمرنا بها قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ؛ ولقد ضل قوم بلغنا أنه لما أمر ولي الأمر بالصلاة على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تخلفوا ولم يصلوا وهذا من جهلهم، لأننا نصلي على الغائب بأمر ولي الأمر طاعة لله عز وجل لقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } فإذا قال هذا: أنا أرى أنها بدعة هل إذا أمر ولي الأمر ببدعة نوافق؟ نقول: لا ماهي بدعة لأن هذه مسألة خلافية بين العلماء، ومسائل الخلاف الفقهي ما يقال إنه بدعة لو قلنا إنها بدعة لكان كل الفقهاء مبتدعون، لأن كل واحد يقول للثاني إذا كان على خلاف رأيه يقول أنت مبتدع وهذا لم يقله أحد من العلماء، لذلك نقول: إن اجتهاد هؤلاء الإخوة في غير محله إيه نعم، على كل حال الصحيح أن الصلاة على الغائب ليست بسنة، لكن إذا أمر بها ولي الأمر فهي طاعة لله عز وجل لأنه أمر بها ".[ سلسلة لقاء الباب المفتوح رقم ( ٧ / ٢١٦ ) ].
ثانيا :
ان حكم الحاكم في مثل هذه المسائل يقطع الخلاف ويصار اليه فلذا كانت صلاة الغائب في مثل هذه الصورةمشروعة.
والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .