الاثنين، 14 يوليو 2025

( وجوب الحذر من النعي المحرم سواء كان منثورا او منظوما والذي جرى نشره في وسائل الإعلام او في وسائل التواصل الاجتماعي )



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فقد رأيت وقرأت النعي المحرّم واتى ذلك في صورة ثناء منثور او شعر منظوم  والذي فيه ذكر خبر موت الميت من عالم او غيره من عامة المسلمين؛وهذا النعي المحرم الذي نهى عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يشتمل ذكر محاسن الميت وصفاته الطيبه وخصاله الخيّرة  مع تعديد المآثر لهذا الميت والمفاخر وقد يصاحب ذلك الجزع والتسخط على قضاء الله وقدره وهذا هو من النعي المحرم الذي  كان عليه أهل الجاهلية واتى الشرع الحنيف بمنعه وتحريمه وللأسف رأيت من يفعله من نسب نفسه للعلم واهله وهذا جرى من بعضهم بعد وفاة الامام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى وهو رحمه الله تعالى لايرضى هذا الصنيع ولا يرتضيه في حياته قبل مماته رحمه الله تعالى وعفا عنه وغفر له وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وقد جرى التنبيه في عدة رسائل على تحريم هذا النوع من النعي المحرم وذكر الادلة من سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومن اقوال كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح واعلام الهدى ولمزيد من الفائدة 

ينظر هذه الرسائل :

اولا : 

( إيضاح النعي المحرم الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عنه أتباعه من أئمة السنة وأعلام السلف الصالح منهم الإمام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى )

https://www.ghazialarmani.com/2025/07/blog-post_10.html?m=1


ثانيا :


《 تنبيه مهم عن بعض صور النعي المحرم شرعا 》


http://www.ghazialarmani.com/2023/06/blog-post.html


هذا مااحببنا بيانه وإيضاحه لوجوب العمل بسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والحذر من البدع والأهواء 

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

السبت، 12 يوليو 2025

( يا مشهور السلمان ماذنب الامام ربيع رحمه الله تعالى تغتابه وتطعن فيه بعد موته )



بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فقد اشتهرت  وانتشرت رسالة للمدعو مشهور السلمان من المملكة الأردنية [ حرسها الله وحرس دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية وجميع بلاد المسلمين ] ؛ بعد وفاة الامام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى فيها طعن ظاهر واضح في الامام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى وسببه ؛ بعد ان قام الإمامان الجليلان ربيع المدخلي وأحمد النجمي رحمهما الله تعالى إبراء الذمة ونصحا للامة ولئلا يتبع في ضلاله بتفنيد كثير من الفواقر العقدية التي وقع فيها المدعو مشهور السلمان جرى ذلك بعد مناصحتهم له ومحاولتهم ثنية عن نشر ضلالاته فمن الأخطاء العقدية التي قام بنشرها وقام بكشفها كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح مايلي :

اولا :

لإيراده الشبهات في توحيد الأسماء والصفات  ووقوعه في فواقر نبهوا على ضلاله فيها وخاصة في صفة العين لله سبحانه وتعالى.

ثانيا :

تعريضه بتكفير المجتمعات الإسلامية.

ثالثا :

تعريضه بجواز الخروج على الحكام المسلمين موافقه لجماعات التكفير .

رابعا :

شذوذه في مخالفته لإجماع المسلمين في تحريمهم للعمليات الانتحارية التي تقوم بها جماعات الجهاد المنحرف وأصحاب التكفير وقوله بجواز هذا العمل .

خامسا :

دفاعه عن الاخوانية الخوارج والتبليغ الصوفية التي أتى وصفها هكذا من قبل الامام الالباني رحمه الله تعالى وجاء حظر جماعة الاخوان الخوارج في كثير من الدول الاسلامية بما فيها المملكة العربية السعودية ومملكة الأردن التي يسكنها مشهور السلمان .

سادسا :

ثناؤه بغير حق ودفاعه وتلميعه لرموز الضلالة مثل 

وصفه لجمال الدين الافغاني الضال بأنه( مجددا مصلحا )

ومحمد عبده المصري بأنه ( مجددا مصلحا )وهذان وصفهم الامام احمد النجمي بأنهم من الطائفه الماسونية  

وقوله عن سيد قطب الذي كفر مجتمعات المسلمين ورأى الخروج على ولاة امورهم بأنه ( ومضة نور ) فماهي هذه الومضة ؟ 

فلا يعرف إلا بالضلال وتكفير المسلمين واستحلال دمائهم.

ويقول عن رمز الاخوانية يوسف القرضاوي بأنه ( عالما مطلعا ) فأي علم يحمله هذا الاخواني الضال  واتى على عدنان عرعور

واصفا إياه ب( سحابة علم )ودور العرعور في ايقاظ الفتن معلوم وتحريضه للجهلة معروف .

ويصف رأس الجهمية المدعو زاهد الكوثري المعطل بأنه ( العلامة البارع المحقق ) 

واما وصفه للمغراوي التكفيري فيطلق عليه وصف ( السلفي )

وحينما يأتِ على أئمة السنة اتباع السلف الصالح واعلام  الهدى مثل الامام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى فيشارك اهل الأهواء والبدع والخرافات من الصوفية والرافضة المجوس والخوارج الاخوانية والملاحدة فيكون معهم مشاركا لهم في طعنه في هذا الامام الجليل الذي أفنى حياته دفاعا عن التوحيد والسنة وعن الصحابة رضي الله عنهم وعن المنهج النبوي السلفي الذي جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 

وماذكرته عنه في ثنايا هذه الرسالة بعض مما كتب عنه اهل العلم في كشفهم لعواره وإيضاحهم في تفنيد شبهاته 

وفي كتاب [ تبيين كذب المفتري ] يقول  الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى: " واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم  مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لِنَعش العلم خلق ذميم " .

ويقول الامام ابن باز رحمه الله تعالى :" فالذي يتعرض لعلماء السنة ويُحذِّر منهم إنما يصير منافقًا، خبيث القلب، خبيث العقيدة، فيجب الحذر منه، والأخذ على يديه، والتَّنبيه عليه حتى يُوقف عند حدِّه، وحتى يُعاقب بما يستحقّ؛ لأن  التحذير من أهل العلم والتَّنفير منهم حتى لا يُستفاد منهم، وحتى لا يتعلم منهم شرع الله؛ إنما يكون من أهل النفاق والكفر بالله، والعناد للحق، وكراهته للإسلام.

أما التَّحذير من علماء السُّوء وعلماء البدعة: كونه يُحذِّر من علماء السوء والبدع حتى لا يغترَّ بهم الطالب؛ فهذا مشكورٌ على عمله وعلى جهاده بعد التَّبصر وبعد التَّيقن، وأن يكون على بينةٍ فيما يقول، وأن يكون المحذَّرُ منه معروفًا بالبدعة، معروفًا بالفساد، هذا له رأيه في تحذيره منه، وإذا كان صادقًا، وإذا كان مُتبصّرًا؛ فهو على أجرٍ عظيمٍ في التَّحذير من أهل البدع، والترهيب من الركون إليهم، والأخذ عنهم.

فالحاصل أنَّ هذا المقام مقام تفصيل، يجب على طالب العلم أن يتَّقي الله، وأن ينتبه في ترغيبه وترهيبه مع أهل العلم والبصيرة، يجب أن يُرغِّب في الاتصال بهم، والأخذ عنهم، والله يقول: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل :٤٣ ]، والعلماء هم ورثة الأنبياء، فالترغيب بالاتِّصال بهم ..، ولا يأبى ذلك ولا يُعاند فيه إلا فاسد الضمير، منحرف العقيدة.

أما علماء السوء، علماء البدع، فالواجب التَّحذير منهم، والترهيب من الأخذ عنهم نسأل الله السلامة". انتهى كلامه من الموقع الرسمي له رحمه الله تعالى.

قال الامام الألباني رحمه الله تعالى:" فلا شك أن هذه الغيبة تتضاعف فيما إذا قيل في إنسان له منزلة في الشرع أكثر من إنسان آخر فلا شك أن استغابة الصحابة هي أكبر من استغابة من بعدهم وبالتالي استغابة العلماء هي أشد من.

استغابة العلماء هي أشد من استغابة من دونهم من المسلمين وهكذا لحوم العلماء مسمومة أي غيبتهم محرمة أشد تحريم نظرا لمنزلتهم عند رب العالمين والله عز وجل يقول:{هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } .

ولا شك أنه لا يدخل في هذا المجال النقد بالحق وبالتجرد عن الهوى وعن النيل من المنتقد من الناقد وإنما يقصد بذلك مجرد النصح للأمة ففي هذه المسألة منتهى الدقة لأنه ينبغي الناقد حينما ينقد لا يقصد إلا وجه الله تبارك وتعالى والنصح للأمة أما إذا قصد بالنقد هو النيل من المنتقد أو أن يظهر بين الناس بأنه على علم فحين ذاك يقال كما قال بعضهم وهذا حكمة أيضا " (حب الظهور يقطع الظهور ) (حب الظهور يقطع الظهور )" انتهى كلامه رحمه الله تعالى [ رحلة النور : ١٢٤ ]

واما ثناء كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح أمثال : الالباني وابن باز ومحمد بن إبراهيم والعثيمين ومقبل الوادعي ومحمد أمان الجامي وغيرهم كثير على الامام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى فهذا مشهور منشور لا يخفى على طلاب العلم . والدفاع عن الامام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى 

لا لذاته 

او لأهداف دنيوية 

أو لحظوظ النفس 

أو لشهوة خفية 

وإنما كان الدفاع عن دين الإسلام ومعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح والذي شوهت صورته امام العالم وقام أهل الباطل بنبز وتعيير حملته الصادقين المخلصين الذين يعملون بالكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح ب( الوهابية ) و( الجامية ) و( المرجئة )و ( المدخلية ) وبأوصاف أخرى باطله 

وممن نيل من عرضه  الإمام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى فوجب الذب والدفاع عنه رحمه الله تعالى امتثالا لقول الرسول الكريم صلى اللهُ عليه وسلم:( مَن ردَّ عَن عِرضِ أخيهِ ردَّ اللَّهُ عن وجهِهِ النَّارَ يومَ القيامةِ) رواه احمد والترمذي رحمهما الله تعالى وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن الترمذي رحمه الله تعالى حديث رقم ( ١٩٣١ )

وفي تفسير قول الله تعالى وتقدس :{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }[ غافر : ٥١ ] يقول الامام ابن كثير رحمه الله تعالى:" وهذه سنة الله في خلقه في قديم الدهر وحديثه : أنه ينصر عباده المؤمنين في الدنيا ، ويقر أعينهم ممن آذاهم ، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يقول الله تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب )" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل وحسن الخاتمة ورزقنا الله رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة . ووفقنا الله وإياكم ومشهور السلمان إلى مايحبه الله ويرضاه والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الخميس، 10 يوليو 2025

( إيضاح النعي المحرم الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عنه أتباعه من أئمة السنة وأعلام السلف الصالح منهم الإمام ربيع المدخلي رحمه الله تعالى )





بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } أما بعد:


فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ : إِذَا مِتُّ فَلا تُؤْذِنُوا بِي ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ ) .رواه أحمد وابن ماجه والترمذي رحمهم الله جميعا وصححه الترمذي رحمه الله تعالى. 

 وكان حُذَيفةُ[ رضي، الله عنه] ، إذا ماتَ له الميتُ قال : لا تؤذِنوا به أحدًا ، إنِّي أخافُ أنْ يكونَ نَعيًا ، إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم بأُذُنيَّ هاتينِ :( ينهَى عنِ النَّعْيِ ).رواه أحمد وابن ماجه والترمذي رحمهم الله جميعا وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه رحمه الله تعالى. وروى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَفَّ بِهِمْ ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ) . وفي رواية للبخاري  ( نَعَى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ يَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَقَالَ : اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ ) .

قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى في إيضاحه لمعنى النعى وهذا في شرحه لصحيح مسلم عند حديثه عن هذا الحديث :" فِيهِ : اِسْتِحْبَاب الإِعْلام بِالْمَيِّتِ لا عَلَى صُورَة نَعْي الْجَاهِلِيَّة , بَلْ مُجَرَّد إِعْلام للصَّلاة عَلَيْهِ وَتَشْيِيعه وَقَضَاء حَقّه فِي ذَلِكَ , وَاَلَّذِي جَاءَ مِنْ النَّهْي عَنْ النَّعْي لَيْسَ الْمُرَاد بِهِ هَذَا , وَإِنَّمَا الْمُرَاد نَعْي الْجَاهِلِيَّة الْمُشْتَمِل عَلَى ذِكْر الْمَفَاخِر وَغَيْرهَا " انتهى كلامه رحمه الله تعالى .

وفي تعريف ( النعي ) قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى في كتابه الجنائز :" والنعي لغة : هو الاخبار بموت الميت ، فهو على هذا يشمل كل إخبار ،ولكن قد جاءت أحاديث صحيحة تدل على جواز نوع من الاخبار ، وقيد العلماء بها مطلق النهي ، وقالوا : إن المراد بالنعي الاعلان الذي يشبه ما كان عليه أهل الجاهلية من الصياح على أبواب البيوت والاسواق كما سيأتي ، ولذلك قلت :

 ويجوز إعلان الوفاة إذا لم يقترن به ما يشبه نعي الجاهلية وقد يجب ذلك إذا لم يكن عنده من يقوم بحقه من الغسل والتكفين والصلاة عليه ونحو ذلك ". انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى : وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه: أن النبيَّ ﷺ :( كان ينهى عن النَّعْي) .

رواه أحمد, والترمذي وحسنه

حديث حذيفة يدل على النَّهي عن النَّعي، وأنه لا يجوز؛ لأنه من عمل الجاهلية، وهكذا روى الترمذي وجماعةٌ عن ابن مسعودٍ، عن النبيِّ ﷺ أنه قال: إيَّاكم والنَّعي، فإنه من عمل الجاهلية.والحديث بحاله جيد، وإسناده حسن، كما قال الترمذيُّ، وحديث ابن مسعودٍ يُؤيِّده.

والنعي الذي نهى عنه النبيُّ ﷺ هو ما يفعله أهلُ الجاهلية؛ بجعل مَن يُنادي بمجامع الناس في القبائل: مات فلانٌ، مات فلانٌ؛ لإشهار عظمته واشهار منزلته أما كونه يقول لجماعة : صلوا على فلان مات ؛ أو يعلم أقاربه أو جيرانه حتى يحضروا فلا بأس بهذا وليس من النَّعي، فالنعي الذي كان يفعله أهلُ الجاهلية هو إعلانه من خلال ركابٍ يطوف على الناس في القبائل، وفي محلاتهم ودورهم: أنَّ فلانًا قد مات؛ إعظامًا لشأنه عند الجاهلية، كأن يكون رئيسَ قومه، أو ما أشبه ذلك ". انتهى كلامه رحمه الله تعالى [  شرح بلوغ المرام ( الشرح الجديد ) كتاب الجنائز  من حديث: (أن النبي ﷺ كان ينهى عن النعي )]. 

وأما فتوى الإمام العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي رحمه الله تعالى وعفا عنه وغفر له واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة فقد قال الأخ الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري  [ مشرف موقع الشيخ ربيع المدخلي رحمه الله تعالى )] :

" سألت شيخنا العلامة الشيخ ربيع رعاه الله عن حكم إعلان الوفاة في المنتديات وهل هو داخل في النعي المنهي عنه ؟ .

فقال : نعم هو من النعي .

فقلت له : إذن الأولى تركه .

فقال : بل الواجب تركه .

وفقكم الله".

وفقنا الله واياكم الي ما يحبه الله ويرضاه ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل وحسن الخاتمه ونسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يغفر لأئمة السنة وأعلام السلف الصالح وان يعفو عنهم ويغفر لهم ويرحمهم  وان يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وأن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة

والله ان  العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا لفراق أئمة السنة وأعلام الهدى لمحزونون

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني. 

الثلاثاء، 8 يوليو 2025

( الادلة الشرعية على تحريم استحلال دماء الأبرياء المعصومة )



بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}أما بعد:

فإن استحلال دماء الأبرياء المعصومة بغير حق له علاقة وطيدة ونتيجة طبعية معروفة لمن يرون  تكفير المسلمين بغير حق وبلا ضوابط شرعية وقد تطرقنا برسالة مستقلة عن تكفير المسلمين بغير حق في رسالة مستقلة سبق نشرها .

واستحلال دماء الأبرياء المعصومة من مسلمين وذميين ومعاهدين ومستأمنين، عمل مشين إجرامي يأخذ صور شتى عند أهل التكفير منها على سبيل المثال لا الحصر:

غزو بلاد المسلمين؛ مثل: مدنهم أو قراهم وانتهاك أعراضهم وجعل أموالهم غنائم وسبي نسائهم بسبب التكفير المخالف للشرع، ومن ذلك:

▪ الاغتيالات لأهل العلم أو رجال الأمن أو لأي مسلم أو للأبرياء من أهل العهد والذمة والمستأمنين.

▪ والتصفيات الجسدية لمن خالفهم فكريًّا وتعذيبهم، ويتبع ذلك التفجيرات في البيوت، أو الأماكن العامة، أو في المرافق الخاصة، أو وضع ألغام في سيارة الأبرياء، أو في طريقهم، أو عن طريق الأحزمة الناسفة.

كل هذه الصور الإجرامية، تولدت من فكر سيء، وعقيدة منحرفة، نتج عنها التكفير وما تولد منه وعنه من قتل واستحلال دماء الأبرياء المعصومة، التي دلَّ على تحريمها الكتاب والسنة والإجماع، فمن ذلك قول الله تعالى وتقدس: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾[ الإسراء : ٣٣ ].

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾[ النساء : ٩٣ ].

وقال تعالى وتقدس: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ أن كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾[ المائدة : ٣٢ ].

قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة:" هذا تعظيم لتعاطي القتل - قال قتادة: عظم والله وزرها، وعظم والله أجرها.

وقال ابن المبارك عن سلام بن مسكين عن سليمان بن علي الربعي قال: قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال: إي والذي لا إله غيره، كما كانت لبني إسرائيل، وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دمائنا "انتهى كلامه رحمه الله.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: (مَن خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وفارَقَ الجَماعَةَ فَماتَ، ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً، ومَن قاتَلَ تَحْتَ رايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أو يَدْعُو إلى عَصَبَةٍ، أو يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فقِتْلَةٌ جاهِلِيَّةٌ، ومَن خَرَجَ علَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّها وفاجِرَها، ولا يَتَحاشَى -وفي رواية:( لا يَتَحاشَ) مِن مُؤْمِنِها، ولا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فليسَ مِنِّي ولَسْتُ منه) [ رواه الامام مسلم رحمه اللهُ تعالى في صحيحه حديث رقم ( ١٨٤٨) ].

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)  [ رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٦٨٦٢) ].

وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَوْ أن أهل السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ) [ رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي حديث رقم( ١٣٩٨ ) ].

وعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أن يَغْفِرَهُ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أو مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) [ رواه أبو داود والنسائي رحمها الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود حديث رقم ( ٤٢٧٠ ) ].

وفي اقامة حد القتل له أسباب شرعية، بذلك ورد الخبر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ حيث قال: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه الإمامان الجليلان البخاري ( ٦٨٧٨)ومسلم ( ١٦٧٦)رحمهما الله في صحيحيهما.

وروى الإمام البخاري رحمه في صحيحه ( ٣٠١٧)عن أيوب عن عكرمة، أن عليًّا رضي الله عنه حرق قومًا، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قال: (لا تعذبوا بعذاب الله) ، ولقتلتهم كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (من بدل دينه فاقتلوه) .

ولا يقوم بتطبيق حد القتل إلا ولاة الأمر، كما مر معنا سابقًا في رسالتنا  عن التكفير، فلا يجوز الافتئات على مقامهم، والتقدم عليهم في أمر هو من صلب اختصاصهم وشأنهم، ولأن اقامة الحدود لا بد فيها من علم وعدل وإنصاف وفق ضوابط شرعية وسلامتهم من الحيف والظلم.

وأما تحريم التعرض لدماء أهل العهد والذمة، فمستند ذلك الإجماع المبنى على نصوص الوحيين، ومنها: حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَد مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)  [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله في صحيحه ( ٣١٦٦)].

ومن لطيف كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ قوله عن الخوارج: "ويكفرون من خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي، كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فيهم: (يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان) [ رواه الامام البخاري رحمه الله تعالى( ٣٣٤٤) والإمام مسلم رحمه اللهُ تعالى ( ١٧١٦)]"[مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه اللهُ تعالى ( ٢ / ٣٥٥ )].

" والخوارج هم أول من كفر المسلمين يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله، وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها، وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة ويطيعون الله ورسوله؛ فيتبعون الحق، ويرحمون الخلق"[ مجموع الفتاوى ( ٢ / ٢٧٩ ) ].

ويصف ابن تيمية رحمه اللهُ تعالى الخوارج بأن:" لهم خاصتان مشهورتان، فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم:

أحدهما: 

خروجهم عن السنة، وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة، أو ما ليس بحسنة حسنة، وهذا هو الذي أظهروه في وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ حيث قال له ذو الخويصرة التميمي: اعدل؛ فإنك لم تعدل، حتى قال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت أن لم أعدل) [ رواه الامام البخاري رحمه الله تعالى ( ٣٦١٠) والامام مسلم رحمه اللهُ تعالى ( ١٠٦٣)]


الفرق الثاني من صفات  الخوارج وأهل البدع: 

أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تفكيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار حرب، ودارهم هي دار الإيمان ".[ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهُ تعالى ( ١٩ / ٧٢ - ٧٣ ) ].

وفي مسألة استحلال دماء الأبرياء المعصومة وما سبقه من التكفير ينظر فيها المؤلفات العلمية التي تحدثت عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مثل:

١: 

جميع كتب تفاسير أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في هذا الباب ومنها تفسير ابن جرير الطبري والبغوي وابن كثير والسعدي رحمهم الله جميعا.

٢: 

من تطرق إلى شرح مسائل التكفير من أهل الحديث من شراح الصحيحين والسنن والمسانيد وكتب السنة الخاصة في العقيدة ومن خصص كتاب له في بيان العقيدة الصحيحة ممن عرف بسلامة المعتقد وحسن المنهج .

٣: 

كتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله.

٤: 

كتاب شرح الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله.

٥: 

كتاب مجموع فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله.

٦: 

مجموع الفتاوى للإمام محمد العثيمين رحمه الله.

٧: 

بحوث علمية نفيسة صدرت عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية واللجنة الدائمة للإفتاء تحارب استحلال دماء الأبرياء المعصومة، وما سبق هذا الأعمال الإجرامية من تكفير.

٨:

كتب الامام الالباني رحمه الله تعالى.

٩:

كتب الامام محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى.

١٠:

كتب الامام ربيع المدخلي حفظه الله تعالى.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل وحسن الخاتمة.

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

( كشف شبهات تكفير المسلمين - الراعي والرعية - من قبل رموز التكفير وتفنيدها بالأدلة النقلية والحجج العقلية الصحيحة )




بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}أما بعد 

فان إشاعة إطلاق التكفير بغير حق وبغير ضوابط شرعية على اهل الاسلام من قبل أهل الجهل والضلال ظاهرة انتشرت في هذا العصر ويعمم اهل الجهل والضلالة تكفيرهم على جميع المسلمين ثم يسثني فرقته الضالة ففي فتاواهم  المنتشرة جرأة عظيمة على الله سبحانه وتعالى وقول عليه بلا علم، فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: قال رجل: (والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك)  رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٢٦٢١).

وقد يعرّف التكفير: بأنه  القيام بإخراج المسلم من الملة، بسبب قول أو فعل أو اعتقاد ارتكبه، وهذا العمل لا يقوم به إلا كبار علماء السنة؛ أتباع السلف الصالح، وفق الضوابط الشرعية، ووفق انطباق شروط الكفر عليه، وانطباق الأوصاف الكفرية الثابتة شرعًا عليه، وانتفاء الموانع، ووجود الأسباب ولا يتم ما سبق إلا بعد إقامة الحجة الرسالية عليه، من قبل علماء السنة أتباع السلف الصالح، ووفق الضوابط الشرعية، والتي بعدها ينتفِ العذر عن من قام بالكفر أو عمله أو اعتقده، وأما قيام الجهلة واهل الضلال من رموز جماعات التكفير بتعميم التكفير على عامة المسلمين فهذا لا عبرة به، ولا ينظر إليه؛ إما لجهل الجاهل، أو بسبب الانحراف في فهم النصوص الشرعية ولي أعناقها لتوافق هوى التكفير عند من قال به من رموز دعاة التكفير مع مخالفتهم للشرع المنزّل في هذا الحكم الشرعي، والذي لا بد له من مستند شرعي ويطبق الحكم بعلم وعدل وإنصاف وصدق وحكمة بعيدًا عن الهوى والظلم والجهل والحيف.

والكفر: ضد الإسلام.

وهو نوعان:

▪ كفر في الأصل أو كافر أصلي: وهو الكافر الذي لم يدخل في الإسلام قط.

▪ وكافر مرتد: وهو المسلم الذي عمل أو قال الكفر بعد إسلامه؛ فخرج من الملة أو أخرجه أهل العلم من الملة بعد انطباق وصف التكفير الثابت في الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة، وفق فهم السلف الصالح عليه، وانتفاء الموانع ووجود الأسباب وتوفر شروط التكفير، وكل ذلك بعد إقامة الحجة الرسالية عليه من قبل أهل العلم فقط وليس من أمثال من عرف بالجهل والتكفير أمثال رموز جماعة الاخوان الخوارج .

وقد يكون نوع الكفر كفر اعتقادي؛ كحال كبار المنافقين.

وأما التطبيق العملي لنتيجة وثمرة التكفير؛ وهو الحكم الشرعي بالردة، والحكم بقتله بعد الاستتابة، فهذا  يقوم به  قضاة المحاكم الشرعية الذين جرى تكليفهم من قبل ولاة الأمر من غير افتئات ولا تقدمة على منزلة ولاة الأمر، وهذه المنزلة شرعية ثابتة لهم في الكتاب العزيز والسنة النبوية، وعلى هذا جرى إجماع المسلمين، ولما في هذا العمل من العدل والإنصاف والبعد عن الظلم والجهل والحيف.

وأنواع التكفير:

الأول: مطلق: كأن يقال من عمل الكفر أو قال به [ ثم يذكر صورة الكفر؛ كالاستهزاء مثلا]، فهو كافر على جهة العموم أو التعميم، فلا يخص فلان أو فلان.

الثاني: كفر التعيين أو المعين: وذلك بتخصيص الفاعل وذكر اسمه، ولا يقوم به إلا أهل العلم من كبار علماء السنة؛ اتباع السلف الصالح، وفق الضوابط الشرعية، وذلك بعد انطباق الشروط والأوصاف الشرعية المكفرة على من جرى تكفيره، وانتفاء الموانع، ووجود الأسباب، ولا يتم ذلك إلا بعد إقامة الحجة الرسالية عليه، والتي بعدها ينتفي العذر الشرعي عنه.

وأما تطبيق نتيجة التكفير أو ثمرته، كما قلنا سابقًا، -ونكرره هنا- وهو الحكم بالردة بعد الاستتابة، فلا يقوم به إلا قضاة المحاكم الشرعية، الذين جرى تكليفهم من قبل ولاة الأمر من غير افتئات، ولا تقدمة على منزلتهم الشرعية الثابتة لهم في الكتاب العزيز والسنة النبوية وعلى هذا جرى إجماع المسلمين.

وهنا نوع آخر لإطلاق الكفر: وهو تكفير القول أو الفعل دون تكفير القائل أو الفاعل، فيقال: فلان عمل الكفر أو قال الكفر، فلا يكفر القائل أو الفاعل؛ وهذا يقوم به أهل العلم لدقتهم في إعطاء الوصف الصحيح الصادق لخشيتهم من الله سبحانه وتعالى من أن يظلموا أحدًا من الناس، ولبالغ علمهم بأن عامة الناس قد يقول أو يفعل الكفر جهلًا أو متأولًا، أو في حال مثله يعذر شرعًا.

والكفر كذلك أنواع:

▪ منها: ما هو كفر أصغر لا يخرج من الملة.

▪ وكفر أكبر يخرج من الملة.

▪ وكذلك كفر عملي أو كفر اعتقادي.

وسبيل معرفة هذه الأنواع وكيفية معرفتها عند كبار علماء الإسلام السلفيين، فلا يجسر على إطلاقها إلَّا هم، وأما الجهلة أو الضلَّال؛ فيجب عليهم الكف والسكوت والبعد عن هذا الأمر الخاص بالعلماء لأنهم ليسوا من أهله وليست من اختصاصهم وشأنهم؛ مع انحراف هؤلاء الضلَّال عقديًّا، وبعدهم عن السنة وتعاليم الشرع الحنيف.

وفي مسألة التكفير وما نتج عنه من استحلال دماء الأبرياء المعصومة، ينظر فيها المؤلفات العلمية التي تحدثت عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مثل:

١: 

جميع كتب تفاسير أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في هذا الباب، ومنها: تفسير ابن جرير الطبري والبغوي وابن كثير والسعدي رحمهم الله جميعا.

٢: 

من تطرق إلى شرح مسائل التكفير من أهل الحديث من شراح الصحيحين والسنن والمسانيد وكتب السنة الخاصة في العقيدة وعرف بحسن المعتقد وسلامة المنهج .

٣: 

كتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله.

٤: 

كتاب شرح الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله.

٥: 

كتب الامام الالباني رحمه الله تعالى.

٦:

كتاب مجموع فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله.

٧:

مجموع الفتاوى للإمام محمد العثيمين رحمه الله.

٧: 

كتب الامام محمد أمان الحامي رحمه الله تعالى.

٨:

كتب الامام ربيع المدخلي حفظه الله تعالى .


٩:

بحوث علمية نفيسة صدرت عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية واللجنة الدائمة للإفتاء تحارب التكفير وما نتج عنه من استحلال دماء الأبرياء المعصومة.

والله اعلى واعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

( تفنيد وابطال أحد شبهات أهل الأهواء والبدع والحزبية في تجويزهم سكنى دول الكفار وابتداع إطلاق لفظ [ الهجرة ] على سكناهم فيها ).




بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}أما بعد :

فيورد اهل البدع والضلال والتكفير على تجويز  رحيلهم إلى دول الكفر وسكناهم فيها بآيات شرعية بغير حق فيلوون اعناق النصوص ويكيفونها وفق أهوائهم المنحرفة ثم يبثون بعد سكناهم الشبه والفتن في دول العالم الإسلامي ويحاولون تهييج من قل علمه وعقله وتحريضهم على ولاة امورهم لإحداث الفتن واشاعة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار الذي يعيشه اهل الإسلام في دولهم ومحاولة ايجاد الفرقة والاختلاف بين الراعي والرعية وبين الحاكم والمحكوم فمن الآيات التي يشبهون بها على العوام واهل الضلال قوله سبحانه تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [ النساء : ٩٧ ].

ومعنى هذه الآية كما ذكر ذلك أئمة التفسير من علماء السلف الصالح : " هذا الوعيد الشديد لمن ترك الهجرة مع قدرته عليها حتى مات، فإن الملائكة الذين يقبضون روحه يوبخونه بهذا التوبيخ العظيم، ويقولون لهم: ﴿ فِيمَ كُنْتُمْ ﴾؛ أي: على أي حال كنتم؟ وبأي شيء تميزتم عن المشركين؟ بل كثرتم سوادهم، وربما ظاهرتموهم على المؤمنين، وفاتكم الخير الكثير، والجهاد مع رسوله، والكون مع المسلمين، ومعاونتهم على أعدائهم. 

﴿ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْض ﴾؛ أي: ضعفاء مقهورين مظلومين، ليس لنا قدرة على الهجرة، وهم غير صادقين في ذلك؛ لأن الله وبخهم وتوعدهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، واستثنى المستضعفين حقيقة، ولهذا قالت لهم الملائكة: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾؛ وهذا استفهام تقرير، أي: قد تقرر عند كل أحد أن أرض الله واسعة، فحيثما كان العبد في محل لا يتمكن فيه من إظهار دينه، فإن له متسعًا وفسحة من الأرض يتمكن فيها من عبادة الله، كما قال تعالى: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا أن أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾[ العنكبوت : ٥٦ ].قال الله عن هؤلاء الذين لا عذر لهم: ﴿ فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾؛ وهذا كما تقدم، فيه ذكر بيان السبب الموجِب، فقد يترتب عليه مقتضاه، مع اجتماع شروطه وانتفاء موانعه، وقد يمنع من ذلك مانع، وفي الآية دليل على أن الهجرة من أكبر الواجبات، وتركها من المحرمات، بل من الكبائر، وفي الآية دليل على أن كل مَن توفي فقد استكمل واستوفى ما قدر له من الرزق والأجل والعمل، وذلك مأخوذ من لفظ "التوفي" فإنه يدل على ذلك، لأنه لو بقي عليه شيء من ذلك لم يكن متوفيًا، وفيه الإيمان بالملائكة ومدحهم، لأن الله ساق ذلك الخطاب لهم على وجه التقرير والاستحسان منهم، وموافقته لمحله".  

وهذه الآية التي استدلّ بها اهل الضلال على أنها حجة على أهل الإسلام من حكام ومحكومين هي حجة على اهل الضلال لا لهم، فهذه الآية فيها رد جلي واضح عليهم وعلى رموز الإخوانية الذين يكفرون المسلمين ويستحلون دماءهم بغير حق فقد ظهرت هذه الآية من فلتات لسانهم، وما أكثر فلتات ألسنتهم بالشبهات واللسان  الذي هو مغرفة لما في قلوبهم من انحراف عقدي، فهذه الآية فيها حكم شرعي وهو (وجوب الهجرة الشرعية ) على أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من ( بلاد الكفار ) إلى ( بلاد المسلمين ).

فقلب رموز الاخوانية الخوارج الضلال معنى اللفظ الشرعي، فهاجروا وامروا اتباعهم بالـهجرة البدعية غير الشرعية من ( بلاد المسلمين) إلى ( بلاد الكفار ) وتركوا كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، وتركوا بلاد المسلمين وتركوا شعائر وشرائع الإسلام وسلوم المسلمين وعاداتهم الحميدة، وابتعدوا عن ولاية حكام المسلمين؛ الذين هم أرأف بهم وأحب وأحنى عليهم ممن هاجروا إليهم من الحكام الكفرة الذين يريدون استخدامهم طعم ضد دين الإسلام والمسلمين، وأصبح هؤلاء الضلال أبواقاً لمن حارب الله سبحانه وتعالى وحارب سنة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وأصبحوا معول هدم ضعيف؛ لأن كيدهم في نحورهم وهو كيد ضعيف لأنه ضد دين الإسلام وضد سنة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فكل من أراد أن يطفئ نور الله فكيده ضعيف وكيده في نحره وتدبيره تدميره، ومن يسوس بلاد المسلمين بحكمة وحنكة وعدل ورحمة أصبحوا ضده وهم ولاة أمورهم الذين أعطوهم العهد والميثاق ولهم في أعناقهم بيعة شرعية خاب وخسر من خانها، قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾[التوبة : ٣٢ ].

وولاة أمرنا آل سعود بحمد الله نحسن الظن بهم وذلك أنهم من قام بتعليمنا دين الإسلام، فهذه الأسرة المسلمة المباركة الطيبة أسرة آل سعود تصرفاتهم تصب في صالح مواطنيهم ودفع الضرر عنهم كما هو الحق والواقع المشاهد.

قال الإمام ربيع المدخلي حفظه الله:

" والله أعلم  ٩٠ % من الذين يذهبون إلى أوربا وأمريكا لا من أجل ملاحقة الحكومات ولا من أجل شيء حتى لو لاحقته الحكومة يصبر، أحمد بن حنبل لما عذب راح هرب إلى بلاد الكفر؟

أنا أسألكم أحمد بن حنبل وغيره، ثم ابن تيمية لما أذوه وأذوه وسجنوه هل هرب إلى بلاد الكفر؟ بارك الله فيكم، يصبر، يعيش في بلده ولو في السجن خير له من أن يذهب إلى أوربا وأمريكا، خاصة وهم لهم نشاط ولهم خطط في تجنيد المسلمين في مجتمعاتهم وتنصيرهم وتحويلهم إلى ملاحدة وزنادقة، وهذه خطط قديمة والآن يطبقونها ويسعى كثير من دعاة السوء وعلماء السوء إلى تجنيد المسلمين في المجتمعات الأوربية.

فلماذا تذهب إلى هذه البلاد لماذا لا تصبر حتى لو لا حقتك الحكومة اصبر خير لك، كثير منهم يذهب بدون ملاحقة، يذهب للأكل والشرب ولخدمة اليهود والنصارى في بلدانهم يذل نفسه ويذل الإسلام، بارك الله فيكم، والله تبارك وتعالى تعهد برزقه: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ [ الطلاق : ٢ - ٣ ] ، ما عليك إلا أن تتق الله عز وجل ويأتيك رزقك من حيث لا تحتسب، ولن تموت نفس حتى تستوفي ما كتب لها، فالشيطان يزخرف لهم الذهاب إلى بلاد الغرب، ليعيش كما تعيش الأنعام في ذل وهوان ثم البلاء والخطر محدق به وبأسرته، لما يبلغ ابنك (  ٦  )سنوات  فين يتعلم؟ ـ يتعلم في مدارس اليهود والملاحدة والعلمانيين والنصارى ويعلمونهم دينهم ولا يفرقون في هذا، بارك الله فيكم "، انتهى كلامه حفظه الله [ المصدر : شريط بعنوان ( أسباب النهوض بالأمة) لفضيلة الامام ربيع المدخلي حفظه الله تعالى وهي سلسلة جلسات رمضان بتاريخ ٢٠ / ٩ / ١٤٢٦ هجري ].

فاسأل الله العظيم الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يرد كل ضال إلى عقله ورشده وإلى اتباع سنة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، والتي من أعظم أصولها (أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف)، وأن يرزقنا وإياكم الثبات على توحيد الله سبحانه وتعالى واتباع سنة الرسول الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وأن يحسن خاتمتنا.

وأن يكفي الله المسلمين حكامًا ومحكومين أهل الشر والبدعة والحزبية والضلالة والشهوات والشبهات والفرقة والاختلاف أنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وتعالى.

•••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الجمعة، 4 يوليو 2025

( ماهي أسباب حصول الأمن الفكري في الأفراد والمجتمعات ؟ )


[ الجزء الأول : وفيه بيان خطورة تعاطي المخدرات والحشيش في زعزعة الأمن وانحراف الفكر وذهاب عقل من يتعاطاها وفي ثنايا هذه الرسالة إبراز جهود ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية في مكافحة هذه الآفة الخطيرة المذهبة للعقل المولّدة للأمراض العقلية والجالبة للاضطراب الفكري ] 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فإن  البحث عن معرفة و معنى ( الخطر الفكري او الغزو الفكري ) نجد أن أوضح معنى له :" بأنه الشرور والفتن الناتجة عن الفكر الضال والتي أتت من خارج هذه البلاد المباركة ". وقد رأيت من يتحدث عن ( الغزو الفكر أو الخطر الفكري ) أو  الحاجة الماسة الي ( كيفية حصول الأمن الفكري وماهي أسباب حدوثه ؟)

فمعرفة أسباب حصول الأمن الفكري  والأمان والاستقرار في المجتمعات يتبين في معرفة أسباب انعدام الأمن والأمان وماهي أسباب ظهور مؤشرات الخطر الفكري بين الناس ؟ 

ومعلوم بداهة بدلالة الكتاب العزيز والسنةالنبوية وما عليه كبار علماء السنة ان اعظم سبب في وجود الأمن هو توحيد الله سبحانه وتعالى واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح في فهم الكتاب العزيز والسنةالنبوية يقول الله تعالى وتقدس :{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام : ٨٢] فمن جمع بين الإخلاص لله سبحانه وتعالى والصواب  وذلك في اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين لهم بإحسان فإن " لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة" .

ومن الأسباب التي يحصل فيها الأمن والأمان للفرد والمجتمع ان يعرف ماهي الأسباب الموجبة الي غضب الله وعقابه ؟ فيبتعد عنها ويتجنبها القائمون على إصلاح  المجتمع ويحرصون على سلامة افرادهم منها

وخراب الفكر ينتج عن أمور منها ما ( يفسد العقل عند متعاطيه مثل تعاطي المخدرات والمسكرات والحشيش) ومن ذلك ( انتشار الفكر التكفيري وناتجه استحلال الدماء المعصومة للأبرياء والخروج على ولاة الأمر ) و كذلك ( ظهور التيارات الفكرية الإلحادية) 

و حديثنا في رسالتنا هذه هي عن أضرار وخطر تناول المخدرات والحشيش وما في حكمهم مما ينتج عنه 

افتقاد العقل وانعدام التفكير الصحيح نتيجة استخدام ما يذهب العقل من أكل وشرب محرم كالخمر والحشيش والمخدرات فتعاطي هذه المواد من اسباب زوال العقل كله أو بعضه وينتج عنها فقدان هذا المتعاطي لهذه المنكرات والمفاسد للتصرف السوي الراشد وانعدام معرفته للاضرار المترتبة على تصرفاته فحاله تشبه حال البهائم وقد ينتج عن سوء تصرفات أفعال هذا الفرد شرور وفتن فيها أضرار في المجتمع فالقتل والسرقة وهتك الاعراض وغيرها من جرائم تزلزل سكون المجتمع وتخلخل الأمن والأمان والاستقرار السائد وتولد فساد عظيم

فهذا السلوك الإجرامي يتفق جميع عقلاء دول العالم ومجتمعاته تقودها حكومات الدول  تتعاون فيما بينها في القضاء على مروجي هذه الآفات المذهبة للعقل المنتجة لاخطار عظيمة في أي مجتمع كانت فيه  وقد أتى ديننا الإسلامي الحنيف محاربا لأم الكبائر وهي الخمر فحرمها وكان تحريمها اجماعا مبنى على نصوص الوحيين يقول الله تعالى وتقدس : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ } [ المائدة: ٩٠ - ٩١ ].

" وشرع الله فيه الحدود، وكان النبي يجلد في الخمر عليه الصلاة والسلام، وهكذا الصحابة قد يجلدون الشارب أربعين في عهد النبي ﷺ وفي عهد الصديق، ثم لما عمر كثرت الخمر في الناس في خلافته واتساع الملك وكثرت مخالطة الناس للأعاجم في العراق والشام وما جرى عندهم من هذه الأمور زاد في الحد، وجعله ثمانين؛ لأن النبي ﷺ لم يحدد حدًا قاطعًا، بل ورد فيه بالجريد والنعال والثياب، فلما لم يحدد النبي ﷺ حدًا قاطعًا لا يزاد عليه زاد فيه الصحابة بعد التشاور بينهم وبين عمر، فجعلوه ثمانين جلدة، لعله يردع الناس، وزاد فيه عمر بالنفي لمن أصر عليه وإبعاده إلى بلد أخرى، ولولي الأمر إذا لم يرتدع الناس بهذا الحد أن يزيد فيه من سجن وضرب ونفي إلى غير ذلك مما يردع الناس، حتى قال بعض أهل العلم: إن الإنسان إذا تكرر منه ذلك ولم يرتدع بالحدود جاز لولي الأمر قتله؛ لأنه عضو فاسد في المجتمع، وكذلك المروجون الذين يبيعونه ويروجونه أفتى جمع من العلماء بأن هؤلاء إذا لم يرتدعوا بالضرب والسجن جاز قتلهم لإراحة الناس  من شرهم وبلائهم وفسادهم، فأمرهم عظيم وخطرهم كبير، وقد ثبت عنه ﷺ 

فالمقصود أن هذا خطره عظيم، وشره عظيم، ومن عظم شأن الخمر وفسادها أفتى جمع من أهل العلم مثلما تقدم بأن من داوم عليها وأدمن شربها ولم يرتدع بالحدود جاز لولي الأمر أن يجتهد في قتله، لإراحة العالم من شره، وهكذا المروجون لها بالصناعة والبيع والنقل من مكان إلى مكان هم مروجون أشر من شاربها وأعظم شرًا من شاربها، وأعظم خطرًا من شاربها؛ لأنهم ينقلونها من مكان ويصنعونها للناس ويبيعونها عليهم، فصار جرمهم أعظم، وفسادهم أكبر نعوذ بالله من ذلك، فلهذا أجاز بعض أهل العلم قتلهم لهذا السبب لفسادهم؛ لأن المفسد في الأرض ليس له إلا القتل حتى يراح الناس من شره -نسأل الله العافية-.

وقد ثبت عنه ﷺ أنه ( لعن في الخمر عشرة: لعن الخمر، وشاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها ) نعوذ بالله، وما ذاك إلا لشدة الخبث والشر الذي فيها، وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: ( إن عهدًا على الله لمن مات وهو يشرب الخمر أن يسقيه من طينة الخبال) قيل: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: ( عصارة أهل النار أو قال: عرق أهل النار). 

وقال ﷺ: ( لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) ، إذ لو كان إيمانه حاضرًا كاملًا لمنعه من ذلك، ولكن ضعف الإيمان وقلة الإيمان تجرئ الإنسان على تعاطي ما حرم الله من الخمور وسائر الفواحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله " [ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في موقعه الرسمي بتصرف يسير ].

وبفضل الله ورحمته ثم فضل ولي أمرنا ال سعود حفظهم الله تعالى في دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية تم إنشاء جهاز خاص في محاربة هذه الآفة الخطيرة يتولى إنكار هذا المنكر العظيم فقامت حكومتنا بإنشاء [ جهاز المديرية العامة لمكافحة المخدرات] ف"بناءً على الإستراتيجية العامة لمكافحة المخدرات والوظيفة المحددة للإدارة أمكن رسم أبرز أهدافها في القيام بشؤون التوعية الوقائية، والمكافحة على المستوى المحلي، والعمل في مجال علاج مدمني المخدرات (الرعاية اللاحقة) تحت مظلة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والتعاون على الصعيدين العربي والدولي تجاه المخدرات والموزعة مقارها في جميع مناطق المملكة، فضلاً عن عدد من المكاتب في خارج المملكة.

و تقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بمجموعة من المهام أبرزها:

      (  ١  ) 

وضع الخطط لضبط مهربي ومروجي ومستعملي المخدرات، والإلمام بطرق الاتجار ومتابعة ذلك بشتى الطرق.

رسم الخطط والإشراف على الإجراءات النظامية الخاصة بأساليب المكافحة.

        ( ٢ ) 

إجراء كافة الدراسات التي من شأنها تطوير العمل الميداني والإداري عمومًا في مجال المكافحة وإعداد البيانات والإحصائيات وتحليلها وتقييم أعمال المكافحة دوريا.

           ( ٣ ) 

متابعة إدارات وشعب وأقسام ووحدات المكافحة بالمملكة وإعطائهم التوجيهات اللازمة في مجال المكافحة.

          (  ٤ ) 

التنسيق مع إدارات مكافحة المخدرات بالدول وتحديد أساليب التعاون معهم في مجالات المكافحة.

         (  ٥  ) 

التنسيق مع الجهات الحكومية بالداخل والتعريف بأضرار المخدرات بإعداد خطط التوعية ووسائل الإعلام المختلفة.

          (  ٦ ) 

رفع مستوى أداء العاملين من خلال برامج تدريبية داخل المملكة وخارجها.


        (  ٧  ) 

إحباط عمليات التهريب وتعقب عصاباتها داخليًّا وخارجيًّا والرقابة على التجارة المشروعة للمواد الخطرة (الدوائية وللأغراض العلمية) بالتعاون مع وزارة الصحة ومنع تسرب أي منها إلى سوق الاتجار غير المشروع والتركيز على منافذ المملكة (البرية والبحرية والجوية).

           (  ٨  ) 

الاستعانة بمصادر من ذوي الأمانة والكفاءة للكشف عن أساليب التهريب بالمنافذ، والقيام بحملات مركزة على الطرق السريعة والأماكن المشبوهة.


         (   ٩  ) 

مكافحة التعاطي والعمل على ضبط مستعملي المخدرات بأنواعها المختلفة والاشتراك مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في وضع ومتابعة وتنفيذ برنامج علمي مدروس ومكثف (تربويًّا ودينيًّا وثقافيًّا وصحيًّا) لتوعية الجمهور بأضرار المخدرات.


       (   ١٠  ) 

القيام بالحملات الإعلامية للتوعية بأخطار المواد المخدرة من خلال عقد الندوات وإقامة المحاضرات وتوزيع النشرات والملصقات وكتب التوعية وإقامة المعارض في المدارس والنوادي الرياضية في المملكة.


       (    ١١   ) 

المساعدة في علاج المدمنين من السجناء لدى الإدارة العامة وفروعها لبعثهم إلى إحدى مستشفيات الأمل والاهتمام بالرعاية اللاحقة لمسجوني المخدرات والاشتراك في تأهيلهم ليعودوا مواطنين صالحين.


          (   ١٢  ) 

التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في متابعة ورعاية التائبين من الإدمان والإشراف على برنامج الدعم الذاتي.


         (   ١٣  ) 

التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في إصدار مجلة (المكافحة) الربع سنوية والتي تستهدف الوقاية والعلاج من المخدرات.


وأما [ عقوبات جرائم المخدرات في السعودية ] 

ف " نظام مكافحة الاتجار بالمواد المخدرة في المملكة العربية السعودية معمول به بموجب الأمر السامي الكريم رقم ٤ / ب / ٩٦٦   وتاريخ  ١٠  /  ٧  / ١٤٠٧ هـ المتضمن قرار هيئة كبار العلماء رقم ١٣٨ وتاريخ ٢٠ / ٦ / ١٤٠٧ هـ، وكذلك قرار مجلس الوزراء رقم ١١ لسنة ١٣٧٤ هـ، ويفرق نظام مكافحة المخدرات بين المهرب والمروج والمتعاطي على النحو التالي:

     ( المهرب ) 

حسب مايقر النظام فإن عقوبة التهريب هي القتل «الإعدام» نظراً لما يتسبب به من أضرار ومفاسد على البلاد، ويلحق بالمهرب الشخص الذي يستورد المخدرات من الخارج، وكذلك الشخص الذي يتلقى المخدرات من الخارج ليوزعها على المروجين.

     ( المروج  ) 

هناك فرق بين من يروج المخدرات للمرة الأولى وبين العائد بعد سابقة الحكم عليه بالإدانة في جريمة تهريب أو ترويج حسب النظام. في الأولى تكون العقوبة الحبس أو الجلد أو الغرامة المالية، أو بها جميعاً حسبما يقتضيه النظر القضائي، وفي حال عودته للترويج تشدد العقوبة، ويمكن أن تصل إلى القتل.


   (  المتعاطي ) 

عقوبة المتعاطي الحبس لمدة سنتين، ويعزر بنظر الحاكم الشرعي، وينفى خارج البلاد إذا كان أجنبياً، ولا تقام الدعوى العمومية ضد من يتقدم من تلقاء نفسه للعلاج، بل يودع في مستشفى علاج المدمنين، وقد أخذ النظام السعودي في ذلك بتوصيات الأمم المتحدة، اقتداءاً بكثير من دول العالم ".[ ما سبق تم أخذ هذه الفوائد من الموقع الرسمي للمديرية  العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية ].

ويجب شرعا الوقوف صفا واحدا مع هذا الجهاز الحكومي المبارك فهم على ثغر عظيم ومن حقوق العاملين فيه الدعاء لهم بظهر الغيب بالتوفيق الإعانة وان يمكنهم الله من القضاء على أصحاب هذه الآفات الخطيرة مع الابلاغ عن أهل الشرور من مروجي مفسدي عقول الناس قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا : "  لا يجوز التستر على من يتعاطى بيعها ونقلها وصناعتها، فبعض الناس قد يتستر عليه وهو يعلم أن عنده مصنع وأنه يبيع وأنه يروجها وأنه يبيعها إلى الخارج ومع هذا يستر عليه ويقول: ما علي منه! كيف ليس عليك منه؟! عليك منه لإنكار المنكر؛ لأن هذا مفسد في الأرض، فالذي تعلم أن عنده مصنع أو يروجها ويبيعها ويأتي بها بطرق شيطانية بَيّنها للناس واتصل بالمسئولين، الله جل وعلا يقول: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: ٢]، ويقول جل وعلا في كتابه العظيم: { وَالْعَصْرِ  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ١ - ٣]، ويقول النبي ﷺ: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا: ( ما بعث الله من نبي في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) رواه مسلم في صحيحه ؛ فهذا يدل على أنه جهاد، أن التعاون مع ولاة الأمور في جهاد مروجي المعاصي والشرور أنه من الجهاد الذي شرعه الله عز وجل؛ لأن ولاة الأمور في حاجة إلى التعاون معهم مع الهيئة مع الأمراء مع المحكمة مع الشرطة مع غير هؤلاء من المسئولين، التعاون معهم في دلالتهم على مروجي هذا البلاء مروجي هذه الشرور؛ حتى يسلم المسلمون من شرهم، ومن بلائهم، ومن العواقب الوخيمة" .[ من الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله تعالى ].

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يهدى ضال المسلمين الي الصواب  و ان يوفق العاملين بالادارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية إلى الخير والرشاد والاعانة والصواب وان يمكنهم الله من القبض على أصحاب الشر الذين يعيثون في الارض فسادا من مروجي الحشيش والمخدرات وان يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يبذلونه من جهود مباركة للقضاء على آفة هذا المرض العصري الفكري

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

..........

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

[ عبارة ( فك الله أسره ) من اطلقها ؟ وما سبب نشر هذا الدعاء ؟ )




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد جرى نشر  عبارة ( فك الله أسره)، وقد جرى تداولها وإشهارها وذلك  أن المطلع على نشاط ذوي التوجهات الفكرية المنحرفة يجد لهم عبارات يفوح منها التكفير، وتخالف الشرع المنزل، وتخالف الأنظمة التي وضعها ولي الأمر لحفظ ورعاية المصلحة الشرعية العامة التي يرعاها ويقدرها.

ومن أعمالهم المشتبه المخالفة للشرع ما يقومون به من كتابة تعليقات يكتبها من أخذته العاطفة العاصفة ممن له هوى مع جماعة الإخوان الخوارج، وذلك بالدعاء لمن جرى الزج به في السجن بحق ووفق ضوابط الشرع، نظرا لما اقترفه لسانه ويداه بأعمال إجرامية وأقوال سيئة وتوجه فكري منحرف منها تأييده للتنظيمات المسلحة الإجرامية والجماعات الفكرية المنحرفة عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح، ومن ذلك:  

فتاوى من تم إيقافهم - درأ لشرهم - في تكفير المسلمين ومن إباحة دمائهم وقولهم بحل الخروج على ولي الأمر.

وعند التأمل في منشوراتهم الفكرية يشاهد مصادمتهم ومضادتهم لكل أو جل مسائل أصول الدين لأهل التوحيد والسنة....

ومن أشهر عبارة الجماعات الضالة، ما يشاهد منشورًا على جهة التعليق في وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي وهي قولهم: [ فك الله أسره ].

ويريدون بذلك: الدعاء لرموز الجماعات التكفيرية ومنظريها بالخروج من عقوبتهم الشرعية المقررة عليهم شرعا حماية للمجتمع من شرورهم، ومن أخطاء معاني هذا اللفظ المشتبه وهو عبارة: [ فك الله أسره ]: أنه يشعر القارئ لهذا الدعاء أن هذا الخارجي المسجون، والذي تمت عقوبته وفق أصول الشرع والقواعد العلمية المبنية على أدلة الكتاب والسنة، ووفق هدي السلف الصالح مع صحة ما نسب إليه من جرائم يندى لها الجبين، وثبت ذلك عليهم، ومن ثم جرت محاكمتهم وفق الشرع المطهر، المبني على كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، والذين فيهما العلم والحكمة والعدل والصدق والإنصاف، بعيدًا عن الظلم والحيف والاعتساف، مع مراعاة قضاة المحاكم الدقة في إصدار الحكم وفق عناية ورعاية وتوجيه سامي من مقام ولاة الأمور.

ومع كل هذه الاحترازات الشرعية، أثناء تطبيق الشرع على من ظلم وحاد عن جادة الصواب فكريا، تلاحظ شنشة هنا وهناك من بعض الجهلة [ ممن يجهل حال الخوارج الإخوانية المجرمين أو يجهل العلم بالشرع وأحكامه العادلة في هؤلاء الضلال ] ويفهم من دعائهم الغامض: [ فك الله أسره ] ؛ كما هو ظاهر منطوقه الرمي بالتكفير لمن قام بسجن هذا التكفيري إذ أن [ الأسير]

ما يكون أسره عند الكفار و[ السجين أو المسجون ] ما كان سجنه بأمر ولي أمر المسلمين، والصحيح: أن الحق الشرعي هو من [ سجنه ] لارتكابه جرائم استحق بسببها السجن .

وسجن هؤلاء الخوارج الإخوانية تم بناء على أحكام صادرة بتوجيه كريم من ولي الأمر، وفق أعلى معايير العدل والدقة والإنصاف، والتي بنيت على الشرع المطهر وضوابطه، وقام بها قضاة مختصون بعلم وعدل وإنصاف بعيدا عن الحيف والظلم، مع صحة ثبوت ما نسب إلى هؤلاء الذين تم القبض عليهم من دعاة جماعات التكفير، وتم سجنهم اقتضاء للمصلحة الشرعية العامة، التي يقدرها ويرعاها ويأمر بها ولاة الأمر في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية حماية لمن تحت يدهم من شعبهم الكريم، وخوفًا عليهم من نتائج التكفير وثمراته السيئة؛ كاستحلال الدماء البريئة المعصومة، ومن ثم الحرص على عدم زعزعة الأمن وضبطه ممن يحاول خلخلته ممن يلبس في تعاليم دين الإسلام الواضحة، ويحاول القيام بتحريفها مستغلا حماس الجهلة وعاطفتهم لتحريضهم وتهييجهم ضد ولاة أمرهم، فالحذر من هذا الدعاء[ فك الله أسره ]والتحذير من أصحابه.

وصحة الدعاء لهذا التكفيري المسجون بحق ان يدعى له بالهداية ولزوم السنة وان يكفي الله المسلمين شره.

وترك هذه العبارة [ فك أسره ] إذ أنها صدرت من إثنين: أما من جاهل متعاطف معه أو من هو مثله صاحب توجه خارجي ضال...كفى الله المسلمين شرهم.

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

…………….

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

( ماذا تعرف عن [ مصطلح التطبيع ] ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قامت بإحداثه وإشهاره إعلاميا ؟ وما سبب ذلك ؟ )

 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 



فقد ظهر في هذا العصر واشتهر وانتشر إعلاميا  مصطلح ( التطبيع ):

ويراد به حكم  صلح ولاة أمور المسلمين مع اليهود أو مع أي دولة يقوم به ولاة أمور المسلمين بعقد هذا الصلح وقد يكون الأمر انه لا بد منه وضرورة إجرائه لمصلحة عامة للدولة الإسلامية.

وهذا المصطلح كما يظهر فيه تخوين واتهام عقيدة أهل الإسلام من حكام المسلمين ومن تحت أيديهم بأمور هم منها براء.

وقد  ثبت في السنة النبوية أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عقد صلحًا مع اليهود ومع كفار قريش، ومسألة الصلح مع اليهود أو مع غيرهم من الملل الكافرة مسألة تجري فيها أحكام الشرع وهي جائزة  للمصلحة العامة التي يقدرها ويرعاها ولي الأمر، وأصل إباحتها ثابت في سنة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فـ"قد صالح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أهل مكة، ولم يوجب ذلك محبتهم ولا موالاتهم، بل بقيت العداوة والبغضاء بينهم، حتى يسر الله فتح مكة عام الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، وهكذا صالح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يهود المدينة لما قدم المدينة مهاجرًا صلحًا مطلقًا، ولم يوجب ذلك مودتهم ولا محبتهم، لكنه عليه الصلاة والسلام كان يعاملهم في الشراء منهم والتحدث إليهم، ودعوتهم إلى الله، وترغيبهم في الإسلام ، ومات صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله"، و"الصلح مع الكفار من اليهود وغيرهم إذا دعت إليه المصلحة أو الضرورة لا يلزم منه مودة، ولا محبة، ولا موالاة: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لما فتح خيبر صالح اليهود فيها على أن يقوموا على النخيل والزروع التي للمسلمين بالنصف لهم والنصف الثاني للمسلمين ولم يزالوا في خيبر على هذا العقد، ولم يحدد مدة معينة، بل قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (نقركم على ذلك ما شئنا) وفي لفظ: (نقركم ما أقركم الله) فلم يزالوا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه" من كلام الامام ابن باز رحمه اللهُ تعالى ينظر [ مجموع فتاوى ومقالات الامام ابن باز رحمه الله تعالى ( ٨ / ٢١٩ )].

و[ زاد المعاد للامام ابن القيم رحمه الله تعالى ( ٣ / ١١٤ - ١١٧ )]  وللمزيد ينظر صحيحي الإمامين  البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وباقي كتب السنن والبداية والنهاية لابن كثير رحمه الله تعالى و طبقات بن سعد رحمه اللهُ تعالى و دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله تعالى و سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله تعالى].

ويجري الصلح مع الدول الكافرة وفق المصلحة العامة الراجحة التي يرعاها ويقدرها ولي الأمر في أي دولة مسلمة من غير افتئات على منزلته أو تقدمة بين يديه.

والشريعة الإسلامية وهي الملة الحنيفية جاءت بتوحيد الله ونبذ الشريك عن الله وعبادة الله وفق ما شرع الله ووفق سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بفهم سلف الأمة الصالحين من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ومن محاسن شريعة الإسلام: أنها جاءت بتحصيل المصالح وإكمالها، وتعطيل المفاسد وتقليلها.

وحزب الاخوانية الخارجي  تكلم هوى بلا علم في مسألة الصلح وفي طريقته هذه  تدخل صريح في:

أولًا: 

تصرفات الحاكم المسلم الخاصة فيه وفي شؤونه وحقوقه الشرعية، والتي يحرم شرعا التقدمة أو الإفتئات عليها، فقد تكلم بأمر ليس من أهله وليس من ذوي الاختصاص بهذا الشأن الذين قام بتمكينهم ولي الأمر. 

ثانيًا: 

منافسة ولي الأمر في طريقة سياسته وحكمه وأشغاله عن رعاية دولته ومصالحها والنظر في رعاية مصالح من هم تحت يده.

ثالثًا: 

والأدهى من ذلك وأشر رمي الحاكم المسلم - عينا- بالعلمنة والإلحاد بسبب هذا الصلح وإخراجه من الملة بلا بينة ولا برهان ومن غير ضابط شرعي؛ وهذا دلالة على قلة فقه المتكلم وجهله ومخالفته سبيل الراسخين في العلم " إذ أن من السياسة ترك السياسة " كما يقول أهل العلم مع سلوكه لطرق أهل الضلال وتعطشهم للتكفير وما ينتج عنه من إباحة للدماء المعصومة.

ومسائل المعاهدات والاتفاقيات والمصالحة من عدمها بين الدول الإسلامية وغيرها من دول الكفر هي شأن خاص لولي أمر الدولة المسلمة، فلا يتقدم على شأن الحاكم المسلم من غير طلب منه إلا جاهل أو ضال سالك سبيل أهل الأهواء والبدع خاصة إذا علم أن لهذا العمل أصل في الشرع وكان فيه نفع للمسلمين في حال ضعف المسلمين وقوة عدوهم، وكل ما سبق  يعرف خوافيه ويقدره ويرعاه هو ولي الأمر وحده فقط.

ولشيوخ الإسلام وكبار العلماء بيان واضح جلي في هذه المسألة مبني على أدلة الوحي، ومن تحدث بغير هدى بلا بينة وكان كلامه عار من الأدلة النقلية أو العقلية؛ فقد خالف أهل الحق، وسلك سبيل الجاهلين، وطعن في ولاة الأمر من حكام ( لتقدمه على شأن من شؤونهم الخاصة) وعلماء ( لافتياته عليهم وتصدره بلا علم).

وهذا الاصطلاح ( التطبيع ) محدث مبتدع لغة وشرعا وهو منكر في ذاته فلا وجه صحيح لاطلاقه  ولا معنى له .

ومعلوم بداهة أن قضية المعاهدات والاتفاقات والصلح والسلام هي شأن خاص بولاة الأمر ولما لهم من علم وإدراك في معرفة جلب المصلحة العامة لدولتهم ويعرفون كيفية دفع المفاسد العظيمة والشرور الكبيرة عن من تحت أيديهم، فمن تحدث في ذلك من عامة المسلمين جاهلا ضالا، فقد تقدم على ولاة أمره، وفي هذا التصرف مخالفة للشرع واضحة.

كفى الله المسلمين شر الفتن واهلها والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني  .

[ ماذا تعرف عن مصطلح ( توحيد الحاكمية ) ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قام رموزها باحداثة ؟ وماسبب ذلك ؟ ]




بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 

فإن جميع مسائل المصطلح الذي قام بإحداثه جماعة الاخوان الخوارج المعروف ب( توحيد الحاكمية ) هي مسائل من مكملات التوحيد ومن ثمراته وليس مجموعها توحيدا مستقلا كما يزعم هؤلاء الضلال، بل تابع لأقسام التوحيد الثلاثة (توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات).

وتعظيم أهل التكفير لهذا الأمر جرى على طريقة أسلافهم من الخوارج السابقين، حينما قالوا: "لا حكم إلا الله"، فخرجوا على الخلفاء الراشدين وكفروهم واستحلوا دماء صحابة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وكفروا عامة المسلمين ورأوا إباحة دمائهم.

وللخوارج قديما وحديثا كما قيل في المثل العربي :" شنشنه أعرفها من أخزم"[ مجمع الأمثال للميداني رحمه اللهُ تعالى ( ١ / ٣٦١ )] .حول مسألة الحكم والتحاكم إلى شرع الله؛ وشنعوا فيها، وذلك أنها من المسائل التي يحتاجها الناس في حياتهم وفي تعاملاتهم اليومية، فيعظم أهل التكفير الأخطاء، ويميلون إلى رمي صاحبها بالتكفير وإن كان مجتهدا معذورا، بل تعدى أمر الخوارج السابقين واللاحقين بأن جعلوا هذه المسائل الاجتهادية المبنية على عدة أدلة أو في المسائل الخلافية التي لا دليل فيها، وإنما يعتمد على الاستنباط الفقهي، فيجعلون ذلك من أصول ديانتهم، وقد أتت الإخوانية الخوارج في هذا العصر، فجعلوا هذه المسائل من التوحيد وسموا مجموعها ( توحيد الحاكمية) ليعللوا تكفيرهم للمسلمين وإخراجهم من الملة في مسائل مختلف فيها صاحبها بين الأجر والأجرين؛ بل قد يكون صاحبها مصيبا متبعا للدليل كما جرى مع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وقول الخارجي له: " اعدِل يا محمَّدُ فإنَّكَ لم تعدِلْ ".

فقالَ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( ويلَكَ ومَن يعدلُ بعدي إذا لم أعدِلْ ).

فقالَ: "عمرُ دعني يا رسولَ اللَّهِ حتَّى أضربَ عنُقَ هذا المُنافقِ".

فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ( إنَّ هذا في أصحابٍ أو أُصَيحابٍ لَه يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ) [ أخرجه البخاري رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٣١٣٨ ) مختصرا ومسلم رحمه اللهُ تعالى حديث رقم (١٠٦١) من حديث الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ].

وهكذا خرج الخوارج  على خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم وقاموا بتكفيرهم ، واستحلال دمائهم فقد قتلوا عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ فالإخوانية هم خوارج العصر كما وصفهم بذلك الامام الالباني رحمه الله تعالى ويدل على صحة ماقاله هذا الامام  ان جميع شبهاتهم التي يذكرونها  هي عين شبه الخوارج السابقين.

ومن الأمور التي يهتم بها جماعة الإخوان المال؛ إذ أن أمور الدنيا هي لب دعوتهم؛ ولا يفهم التهوين من شأن المال والاقتصاد فهو قوة ومتانة وإعانة للمسلمين حكامًا ومحكومين على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى تحقيق ما يقرب إلى ذلك، لكن نعني بذلك أن ثوراتهم وهيجانهم نابع من شهوة دنيوية وحظ من حظوظها، فتجدهم في هذا العصر يسمون ثوراتهم بـ(ثورة الجياع) و( ثورة الخبز).

ولهذا بيَّن فساد توجههم الحسن البصري رحمه الله؛ كما في هذه القصة:" أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري، فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن: هم أصحاب دنيا، قال: ومن أين قلت أنهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه؟! ويخرج من أهله وولده؟! قال الحسن: حدثني عن السلطان! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة! قال: فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها". انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ كتاب البصائر والذخائر ( ١ / ١٥٦ ). 

ويهتم الإخوانية الخوارج بإبراز مصطلح ( توحيد الحاكمية ) لأمور منها:

اولاً:

اللعب على العامة والجهلة ممن لا علم لهم بالشرع، بأن دعوتهم هي عين دعوة الأنبياء والمرسلين، فهم يدعون إلى التوحيد [ أي توحيد الحاكمية وفق أهوائهم وأمزجتهم الفاسدة ] كما هو ظاهر في ما أحدثوه من اصطلاح مبتدع وهو مصطلح ( توحيد الحاكمية) وهو كما أسلفنا من ثمرات التوحيد ومكملاته وليس توحيدا مستقلا كما يزعم  أهل التكفير .

ثانيا :

في إعلان هذا المصطلح المحدث ( توحيد الحاكمية) يستفيد منه اهل الخروج على ولاة الأمر واهل التكفير هدفا دنيويا وهو  تهييج عامة الرعاة الرعاع ومن لا علم عنده بالشرع على ولاة أمورهم، وتحريضهم بأن هؤلاء الحكام قد تركوا التوحيد، ومن ثم يرتبون عليه تكفيرهم وما ينتج عن التكفير  من استحلال للدماء البريئة المعصومة  ومن ثم الخروج على ولاة الأمر . 

كفى الله المسلمين شر الفتن واهله ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

( بطلان الاعتضاد بعبارة للامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [ اعلام الموقعين ] يستشهد بها اهل الضلال على القول ب[ فقه الواقع ] الذي اخترعه جماعة الاخوان الخوارج )


بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فيذكر أهل الأهواء والبدعة والحزبية كلاما للإمام ابن القيم رحمه الله ونصه:  

" ولا يتمكن المفتي، ولا الحاكم، من الفتوى، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:

أحدهما: فهْم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع، بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علماً. 

والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به، في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر "انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ كتاب اعلام الموقعين ( ١ / ٨٧ )].

فهؤلاء اصحاب الضلال والأهواء  استشهد به على مشروعية ما يعرف بـ( فقه الواقع ). 

وفقه الواقع لعل تعريفه : هو أن يقوم الشباب الجهلة بتتبع أحوال الناس وأخبار العالم والدخول في الشأن السياسي الخارجي لولاة الأمر، وترك العلم الشرعي والزهد فيه وماعلموا ان الاهتمام بـ(فقه الواقع ) عند تطبيقه على الأحكام الفقهية والنوازل خاص بأهل العلم ؛ وأما بحث الشؤون الخارجية لشؤون الدولة، فهو لذوي الاختصاص الذين جرى تعيينهم من قبل ولي الأمر في هذا الشأن. 

وهذا الاصطلاح الحادث الذي أطلق عليه :( فقه الواقع )، هو عمل غير مشروع، وذلك أن أهل الضلالة  أرادوا وضعه منهجا للدعاة، والشباب يتربون عليه ظانين أنه سبيل النجاة؛ فهذا خطأ ظاهر فاحش وغلط واضح وسبب ذلك انه خلاف هدي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وما عليه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ إذ أن فهم الواقع والفقه فيه وهو الشرط الأول الذي ذكره ابن القيم رحمه الله في رسالته  السابقة يعتبر تبعا وموضحًا للقاعدة الفقهية المعروفة عند أهل العلم وهي: ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره).

وهذه القاعدة الجليلة مشهورة معروفة بين العلماء وقد تطرق إلى بيانها وإيضاحها جمع من أهل العلم منهم الإمام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى ( ٦ / ٢٩٥) وفي شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي رحمه الله ( ١ / ٥٠) .

 ومعناها والله أعلم هو: التصور العلمي الدقيق عن حكم هذا الشيء؛ لأن ذلك التصور هو الذي يضبط الذهنَ والفكر عن الخطأ، ويؤدي إلى تحديد مُحْكمٍ، وضبط علميٍّ منهجي لحقيقة الشيء وماهيَّتِه، فلا يحكم على شيء إلا بعد أن تدقق في فهمه وتتصوره تصوُّرًا تامًّا؛ حتى يكون حكمك صحيحا موافقا للحق مطابقًا للواقع وإلا كانت نتيجة حكمك خاطئة وثمراتها سيئة.

يدل على صحة هذا القول ذكره للشرط الثاني الذي قال عنه: " فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في هذا الواقع".

فـ" يُذكَرُ الشيءُ وتعريفه، ثم بعد ذلك يُذكَرُ حكمُه، حتى يكون الحكم منطبقًا على معرفة الصورة" انتهى من كلام الامام العثيمين رحمه اللهُ تعالى من [ كتابه الشرح الممتع( ٦ / ٥٠١ )].

وهذه خاصة لأهل العلم، وأما إقحام الجهلة وتشتيت أفكارهم وبعثرة جهودهم في مثل هذه المسائل البعيدة فعمل بعيد عن الفقه والحكمة، وأمر مجانب للحق والصواب ومن أحدثه أراد الشر في المجتمع المسلم وذلك في إدخال الشباب الجاهل بالعلم الشرعي في أعمال خاصة هي من صميم عمل ولاة الأمر؛ لإحداث الفتن بين المسلمين.

 كفى الله المسلمين شر فتن اهل الأهواء والبدع والخرافات والحزبية .

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .