الجمعة، 4 يوليو 2025

( ماهي أسباب حصول الأمن الفكري في الأفراد والمجتمعات ؟ )


[ الجزء الأول : وفيه بيان خطورة تعاطي المخدرات والحشيش في زعزعة الأمن وانحراف الفكر وذهاب عقل من يتعاطاها وفي ثنايا هذه الرسالة إبراز جهود ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية في مكافحة هذه الآفة الخطيرة المذهبة للعقل المولّدة للأمراض العقلية والجالبة للاضطراب الفكري ] 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فإن  البحث عن معرفة و معنى ( الخطر الفكري او الغزو الفكري ) نجد أن أوضح معنى له :" بأنه الشرور والفتن الناتجة عن الفكر الضال والتي أتت من خارج هذه البلاد المباركة ". وقد رأيت من يتحدث عن ( الغزو الفكر أو الخطر الفكري ) أو  الحاجة الماسة الي ( كيفية حصول الأمن الفكري وماهي أسباب حدوثه ؟)

فمعرفة أسباب حصول الأمن الفكري  والأمان والاستقرار في المجتمعات يتبين في معرفة أسباب انعدام الأمن والأمان وماهي أسباب ظهور مؤشرات الخطر الفكري بين الناس ؟ 

ومعلوم بداهة بدلالة الكتاب العزيز والسنةالنبوية وما عليه كبار علماء السنة ان اعظم سبب في وجود الأمن هو توحيد الله سبحانه وتعالى واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح في فهم الكتاب العزيز والسنةالنبوية يقول الله تعالى وتقدس :{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام : ٨٢] فمن جمع بين الإخلاص لله سبحانه وتعالى والصواب  وذلك في اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين لهم بإحسان فإن " لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة" .

ومن الأسباب التي يحصل فيها الأمن والأمان للفرد والمجتمع ان يعرف ماهي الأسباب الموجبة الي غضب الله وعقابه ؟ فيبتعد عنها ويتجنبها القائمون على إصلاح  المجتمع ويحرصون على سلامة افرادهم منها

وخراب الفكر ينتج عن أمور منها ما ( يفسد العقل عند متعاطيه مثل تعاطي المخدرات والمسكرات والحشيش) ومن ذلك ( انتشار الفكر التكفيري وناتجه استحلال الدماء المعصومة للأبرياء والخروج على ولاة الأمر ) و كذلك ( ظهور التيارات الفكرية الإلحادية) 

و حديثنا في رسالتنا هذه هي عن أضرار وخطر تناول المخدرات والحشيش وما في حكمهم مما ينتج عنه 

افتقاد العقل وانعدام التفكير الصحيح نتيجة استخدام ما يذهب العقل من أكل وشرب محرم كالخمر والحشيش والمخدرات فتعاطي هذه المواد من اسباب زوال العقل كله أو بعضه وينتج عنها فقدان هذا المتعاطي لهذه المنكرات والمفاسد للتصرف السوي الراشد وانعدام معرفته للاضرار المترتبة على تصرفاته فحاله تشبه حال البهائم وقد ينتج عن سوء تصرفات أفعال هذا الفرد شرور وفتن فيها أضرار في المجتمع فالقتل والسرقة وهتك الاعراض وغيرها من جرائم تزلزل سكون المجتمع وتخلخل الأمن والأمان والاستقرار السائد وتولد فساد عظيم

فهذا السلوك الإجرامي يتفق جميع عقلاء دول العالم ومجتمعاته تقودها حكومات الدول  تتعاون فيما بينها في القضاء على مروجي هذه الآفات المذهبة للعقل المنتجة لاخطار عظيمة في أي مجتمع كانت فيه  وقد أتى ديننا الإسلامي الحنيف محاربا لأم الكبائر وهي الخمر فحرمها وكان تحريمها اجماعا مبنى على نصوص الوحيين يقول الله تعالى وتقدس : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ } [ المائدة: ٩٠ - ٩١ ].

" وشرع الله فيه الحدود، وكان النبي يجلد في الخمر عليه الصلاة والسلام، وهكذا الصحابة قد يجلدون الشارب أربعين في عهد النبي ﷺ وفي عهد الصديق، ثم لما عمر كثرت الخمر في الناس في خلافته واتساع الملك وكثرت مخالطة الناس للأعاجم في العراق والشام وما جرى عندهم من هذه الأمور زاد في الحد، وجعله ثمانين؛ لأن النبي ﷺ لم يحدد حدًا قاطعًا، بل ورد فيه بالجريد والنعال والثياب، فلما لم يحدد النبي ﷺ حدًا قاطعًا لا يزاد عليه زاد فيه الصحابة بعد التشاور بينهم وبين عمر، فجعلوه ثمانين جلدة، لعله يردع الناس، وزاد فيه عمر بالنفي لمن أصر عليه وإبعاده إلى بلد أخرى، ولولي الأمر إذا لم يرتدع الناس بهذا الحد أن يزيد فيه من سجن وضرب ونفي إلى غير ذلك مما يردع الناس، حتى قال بعض أهل العلم: إن الإنسان إذا تكرر منه ذلك ولم يرتدع بالحدود جاز لولي الأمر قتله؛ لأنه عضو فاسد في المجتمع، وكذلك المروجون الذين يبيعونه ويروجونه أفتى جمع من العلماء بأن هؤلاء إذا لم يرتدعوا بالضرب والسجن جاز قتلهم لإراحة الناس  من شرهم وبلائهم وفسادهم، فأمرهم عظيم وخطرهم كبير، وقد ثبت عنه ﷺ 

فالمقصود أن هذا خطره عظيم، وشره عظيم، ومن عظم شأن الخمر وفسادها أفتى جمع من أهل العلم مثلما تقدم بأن من داوم عليها وأدمن شربها ولم يرتدع بالحدود جاز لولي الأمر أن يجتهد في قتله، لإراحة العالم من شره، وهكذا المروجون لها بالصناعة والبيع والنقل من مكان إلى مكان هم مروجون أشر من شاربها وأعظم شرًا من شاربها، وأعظم خطرًا من شاربها؛ لأنهم ينقلونها من مكان ويصنعونها للناس ويبيعونها عليهم، فصار جرمهم أعظم، وفسادهم أكبر نعوذ بالله من ذلك، فلهذا أجاز بعض أهل العلم قتلهم لهذا السبب لفسادهم؛ لأن المفسد في الأرض ليس له إلا القتل حتى يراح الناس من شره -نسأل الله العافية-.

وقد ثبت عنه ﷺ أنه ( لعن في الخمر عشرة: لعن الخمر، وشاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها ) نعوذ بالله، وما ذاك إلا لشدة الخبث والشر الذي فيها، وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: ( إن عهدًا على الله لمن مات وهو يشرب الخمر أن يسقيه من طينة الخبال) قيل: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: ( عصارة أهل النار أو قال: عرق أهل النار). 

وقال ﷺ: ( لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) ، إذ لو كان إيمانه حاضرًا كاملًا لمنعه من ذلك، ولكن ضعف الإيمان وقلة الإيمان تجرئ الإنسان على تعاطي ما حرم الله من الخمور وسائر الفواحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله " [ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في موقعه الرسمي بتصرف يسير ].

وبفضل الله ورحمته ثم فضل ولي أمرنا ال سعود حفظهم الله تعالى في دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية تم إنشاء جهاز خاص في محاربة هذه الآفة الخطيرة يتولى إنكار هذا المنكر العظيم فقامت حكومتنا بإنشاء [ جهاز المديرية العامة لمكافحة المخدرات] ف"بناءً على الإستراتيجية العامة لمكافحة المخدرات والوظيفة المحددة للإدارة أمكن رسم أبرز أهدافها في القيام بشؤون التوعية الوقائية، والمكافحة على المستوى المحلي، والعمل في مجال علاج مدمني المخدرات (الرعاية اللاحقة) تحت مظلة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والتعاون على الصعيدين العربي والدولي تجاه المخدرات والموزعة مقارها في جميع مناطق المملكة، فضلاً عن عدد من المكاتب في خارج المملكة.

و تقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بمجموعة من المهام أبرزها:

      (  ١  ) 

وضع الخطط لضبط مهربي ومروجي ومستعملي المخدرات، والإلمام بطرق الاتجار ومتابعة ذلك بشتى الطرق.

رسم الخطط والإشراف على الإجراءات النظامية الخاصة بأساليب المكافحة.

        ( ٢ ) 

إجراء كافة الدراسات التي من شأنها تطوير العمل الميداني والإداري عمومًا في مجال المكافحة وإعداد البيانات والإحصائيات وتحليلها وتقييم أعمال المكافحة دوريا.

           ( ٣ ) 

متابعة إدارات وشعب وأقسام ووحدات المكافحة بالمملكة وإعطائهم التوجيهات اللازمة في مجال المكافحة.

          (  ٤ ) 

التنسيق مع إدارات مكافحة المخدرات بالدول وتحديد أساليب التعاون معهم في مجالات المكافحة.

         (  ٥  ) 

التنسيق مع الجهات الحكومية بالداخل والتعريف بأضرار المخدرات بإعداد خطط التوعية ووسائل الإعلام المختلفة.

          (  ٦ ) 

رفع مستوى أداء العاملين من خلال برامج تدريبية داخل المملكة وخارجها.


        (  ٧  ) 

إحباط عمليات التهريب وتعقب عصاباتها داخليًّا وخارجيًّا والرقابة على التجارة المشروعة للمواد الخطرة (الدوائية وللأغراض العلمية) بالتعاون مع وزارة الصحة ومنع تسرب أي منها إلى سوق الاتجار غير المشروع والتركيز على منافذ المملكة (البرية والبحرية والجوية).

           (  ٨  ) 

الاستعانة بمصادر من ذوي الأمانة والكفاءة للكشف عن أساليب التهريب بالمنافذ، والقيام بحملات مركزة على الطرق السريعة والأماكن المشبوهة.


         (   ٩  ) 

مكافحة التعاطي والعمل على ضبط مستعملي المخدرات بأنواعها المختلفة والاشتراك مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في وضع ومتابعة وتنفيذ برنامج علمي مدروس ومكثف (تربويًّا ودينيًّا وثقافيًّا وصحيًّا) لتوعية الجمهور بأضرار المخدرات.


       (   ١٠  ) 

القيام بالحملات الإعلامية للتوعية بأخطار المواد المخدرة من خلال عقد الندوات وإقامة المحاضرات وتوزيع النشرات والملصقات وكتب التوعية وإقامة المعارض في المدارس والنوادي الرياضية في المملكة.


       (    ١١   ) 

المساعدة في علاج المدمنين من السجناء لدى الإدارة العامة وفروعها لبعثهم إلى إحدى مستشفيات الأمل والاهتمام بالرعاية اللاحقة لمسجوني المخدرات والاشتراك في تأهيلهم ليعودوا مواطنين صالحين.


          (   ١٢  ) 

التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في متابعة ورعاية التائبين من الإدمان والإشراف على برنامج الدعم الذاتي.


         (   ١٣  ) 

التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في إصدار مجلة (المكافحة) الربع سنوية والتي تستهدف الوقاية والعلاج من المخدرات.


وأما [ عقوبات جرائم المخدرات في السعودية ] 

ف " نظام مكافحة الاتجار بالمواد المخدرة في المملكة العربية السعودية معمول به بموجب الأمر السامي الكريم رقم ٤ / ب / ٩٦٦   وتاريخ  ١٠  /  ٧  / ١٤٠٧ هـ المتضمن قرار هيئة كبار العلماء رقم ١٣٨ وتاريخ ٢٠ / ٦ / ١٤٠٧ هـ، وكذلك قرار مجلس الوزراء رقم ١١ لسنة ١٣٧٤ هـ، ويفرق نظام مكافحة المخدرات بين المهرب والمروج والمتعاطي على النحو التالي:

     ( المهرب ) 

حسب مايقر النظام فإن عقوبة التهريب هي القتل «الإعدام» نظراً لما يتسبب به من أضرار ومفاسد على البلاد، ويلحق بالمهرب الشخص الذي يستورد المخدرات من الخارج، وكذلك الشخص الذي يتلقى المخدرات من الخارج ليوزعها على المروجين.

     ( المروج  ) 

هناك فرق بين من يروج المخدرات للمرة الأولى وبين العائد بعد سابقة الحكم عليه بالإدانة في جريمة تهريب أو ترويج حسب النظام. في الأولى تكون العقوبة الحبس أو الجلد أو الغرامة المالية، أو بها جميعاً حسبما يقتضيه النظر القضائي، وفي حال عودته للترويج تشدد العقوبة، ويمكن أن تصل إلى القتل.


   (  المتعاطي ) 

عقوبة المتعاطي الحبس لمدة سنتين، ويعزر بنظر الحاكم الشرعي، وينفى خارج البلاد إذا كان أجنبياً، ولا تقام الدعوى العمومية ضد من يتقدم من تلقاء نفسه للعلاج، بل يودع في مستشفى علاج المدمنين، وقد أخذ النظام السعودي في ذلك بتوصيات الأمم المتحدة، اقتداءاً بكثير من دول العالم ".[ ما سبق تم أخذ هذه الفوائد من الموقع الرسمي للمديرية  العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية ].

ويجب شرعا الوقوف صفا واحدا مع هذا الجهاز الحكومي المبارك فهم على ثغر عظيم ومن حقوق العاملين فيه الدعاء لهم بظهر الغيب بالتوفيق الإعانة وان يمكنهم الله من القضاء على أصحاب هذه الآفات الخطيرة مع الابلاغ عن أهل الشرور من مروجي مفسدي عقول الناس قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا : "  لا يجوز التستر على من يتعاطى بيعها ونقلها وصناعتها، فبعض الناس قد يتستر عليه وهو يعلم أن عنده مصنع وأنه يبيع وأنه يروجها وأنه يبيعها إلى الخارج ومع هذا يستر عليه ويقول: ما علي منه! كيف ليس عليك منه؟! عليك منه لإنكار المنكر؛ لأن هذا مفسد في الأرض، فالذي تعلم أن عنده مصنع أو يروجها ويبيعها ويأتي بها بطرق شيطانية بَيّنها للناس واتصل بالمسئولين، الله جل وعلا يقول: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: ٢]، ويقول جل وعلا في كتابه العظيم: { وَالْعَصْرِ  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ١ - ٣]، ويقول النبي ﷺ: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا: ( ما بعث الله من نبي في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) رواه مسلم في صحيحه ؛ فهذا يدل على أنه جهاد، أن التعاون مع ولاة الأمور في جهاد مروجي المعاصي والشرور أنه من الجهاد الذي شرعه الله عز وجل؛ لأن ولاة الأمور في حاجة إلى التعاون معهم مع الهيئة مع الأمراء مع المحكمة مع الشرطة مع غير هؤلاء من المسئولين، التعاون معهم في دلالتهم على مروجي هذا البلاء مروجي هذه الشرور؛ حتى يسلم المسلمون من شرهم، ومن بلائهم، ومن العواقب الوخيمة" .[ من الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله تعالى ].

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يهدى ضال المسلمين الي الصواب  و ان يوفق العاملين بالادارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية إلى الخير والرشاد والاعانة والصواب وان يمكنهم الله من القبض على أصحاب الشر الذين يعيثون في الارض فسادا من مروجي الحشيش والمخدرات وان يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يبذلونه من جهود مباركة للقضاء على آفة هذا المرض العصري الفكري

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

..........

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

[ عبارة ( فك الله أسره ) من اطلقها ؟ وما سبب نشر هذا الدعاء ؟ )




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد جرى نشر  عبارة ( فك الله أسره)، وقد جرى تداولها وإشهارها وذلك  أن المطلع على نشاط ذوي التوجهات الفكرية المنحرفة يجد لهم عبارات يفوح منها التكفير، وتخالف الشرع المنزل، وتخالف الأنظمة التي وضعها ولي الأمر لحفظ ورعاية المصلحة الشرعية العامة التي يرعاها ويقدرها.

ومن أعمالهم المشتبه المخالفة للشرع ما يقومون به من كتابة تعليقات يكتبها من أخذته العاطفة العاصفة ممن له هوى مع جماعة الإخوان الخوارج، وذلك بالدعاء لمن جرى الزج به في السجن بحق ووفق ضوابط الشرع، نظرا لما اقترفه لسانه ويداه بأعمال إجرامية وأقوال سيئة وتوجه فكري منحرف منها تأييده للتنظيمات المسلحة الإجرامية والجماعات الفكرية المنحرفة عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح، ومن ذلك:  

فتاوى من تم إيقافهم - درأ لشرهم - في تكفير المسلمين ومن إباحة دمائهم وقولهم بحل الخروج على ولي الأمر.

وعند التأمل في منشوراتهم الفكرية يشاهد مصادمتهم ومضادتهم لكل أو جل مسائل أصول الدين لأهل التوحيد والسنة....

ومن أشهر عبارة الجماعات الضالة، ما يشاهد منشورًا على جهة التعليق في وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي وهي قولهم: [ فك الله أسره ].

ويريدون بذلك: الدعاء لرموز الجماعات التكفيرية ومنظريها بالخروج من عقوبتهم الشرعية المقررة عليهم شرعا حماية للمجتمع من شرورهم، ومن أخطاء معاني هذا اللفظ المشتبه وهو عبارة: [ فك الله أسره ]: أنه يشعر القارئ لهذا الدعاء أن هذا الخارجي المسجون، والذي تمت عقوبته وفق أصول الشرع والقواعد العلمية المبنية على أدلة الكتاب والسنة، ووفق هدي السلف الصالح مع صحة ما نسب إليه من جرائم يندى لها الجبين، وثبت ذلك عليهم، ومن ثم جرت محاكمتهم وفق الشرع المطهر، المبني على كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، والذين فيهما العلم والحكمة والعدل والصدق والإنصاف، بعيدًا عن الظلم والحيف والاعتساف، مع مراعاة قضاة المحاكم الدقة في إصدار الحكم وفق عناية ورعاية وتوجيه سامي من مقام ولاة الأمور.

ومع كل هذه الاحترازات الشرعية، أثناء تطبيق الشرع على من ظلم وحاد عن جادة الصواب فكريا، تلاحظ شنشة هنا وهناك من بعض الجهلة [ ممن يجهل حال الخوارج الإخوانية المجرمين أو يجهل العلم بالشرع وأحكامه العادلة في هؤلاء الضلال ] ويفهم من دعائهم الغامض: [ فك الله أسره ] ؛ كما هو ظاهر منطوقه الرمي بالتكفير لمن قام بسجن هذا التكفيري إذ أن [ الأسير]

ما يكون أسره عند الكفار و[ السجين أو المسجون ] ما كان سجنه بأمر ولي أمر المسلمين، والصحيح: أن الحق الشرعي هو من [ سجنه ] لارتكابه جرائم استحق بسببها السجن .

وسجن هؤلاء الخوارج الإخوانية تم بناء على أحكام صادرة بتوجيه كريم من ولي الأمر، وفق أعلى معايير العدل والدقة والإنصاف، والتي بنيت على الشرع المطهر وضوابطه، وقام بها قضاة مختصون بعلم وعدل وإنصاف بعيدا عن الحيف والظلم، مع صحة ثبوت ما نسب إلى هؤلاء الذين تم القبض عليهم من دعاة جماعات التكفير، وتم سجنهم اقتضاء للمصلحة الشرعية العامة، التي يقدرها ويرعاها ويأمر بها ولاة الأمر في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية حماية لمن تحت يدهم من شعبهم الكريم، وخوفًا عليهم من نتائج التكفير وثمراته السيئة؛ كاستحلال الدماء البريئة المعصومة، ومن ثم الحرص على عدم زعزعة الأمن وضبطه ممن يحاول خلخلته ممن يلبس في تعاليم دين الإسلام الواضحة، ويحاول القيام بتحريفها مستغلا حماس الجهلة وعاطفتهم لتحريضهم وتهييجهم ضد ولاة أمرهم، فالحذر من هذا الدعاء[ فك الله أسره ]والتحذير من أصحابه.

وصحة الدعاء لهذا التكفيري المسجون بحق ان يدعى له بالهداية ولزوم السنة وان يكفي الله المسلمين شره.

وترك هذه العبارة [ فك أسره ] إذ أنها صدرت من إثنين: أما من جاهل متعاطف معه أو من هو مثله صاحب توجه خارجي ضال...كفى الله المسلمين شرهم.

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

…………….

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

( ماذا تعرف عن [ مصطلح التطبيع ] ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قامت بإحداثه وإشهاره إعلاميا ؟ وما سبب ذلك ؟ )

 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 



فقد ظهر في هذا العصر واشتهر وانتشر إعلاميا  مصطلح ( التطبيع ):

ويراد به حكم  صلح ولاة أمور المسلمين مع اليهود أو مع أي دولة يقوم به ولاة أمور المسلمين بعقد هذا الصلح وقد يكون الأمر انه لا بد منه وضرورة إجرائه لمصلحة عامة للدولة الإسلامية.

وهذا المصطلح كما يظهر فيه تخوين واتهام عقيدة أهل الإسلام من حكام المسلمين ومن تحت أيديهم بأمور هم منها براء.

وقد  ثبت في السنة النبوية أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عقد صلحًا مع اليهود ومع كفار قريش، ومسألة الصلح مع اليهود أو مع غيرهم من الملل الكافرة مسألة تجري فيها أحكام الشرع وهي جائزة  للمصلحة العامة التي يقدرها ويرعاها ولي الأمر، وأصل إباحتها ثابت في سنة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فـ"قد صالح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أهل مكة، ولم يوجب ذلك محبتهم ولا موالاتهم، بل بقيت العداوة والبغضاء بينهم، حتى يسر الله فتح مكة عام الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، وهكذا صالح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يهود المدينة لما قدم المدينة مهاجرًا صلحًا مطلقًا، ولم يوجب ذلك مودتهم ولا محبتهم، لكنه عليه الصلاة والسلام كان يعاملهم في الشراء منهم والتحدث إليهم، ودعوتهم إلى الله، وترغيبهم في الإسلام ، ومات صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله"، و"الصلح مع الكفار من اليهود وغيرهم إذا دعت إليه المصلحة أو الضرورة لا يلزم منه مودة، ولا محبة، ولا موالاة: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لما فتح خيبر صالح اليهود فيها على أن يقوموا على النخيل والزروع التي للمسلمين بالنصف لهم والنصف الثاني للمسلمين ولم يزالوا في خيبر على هذا العقد، ولم يحدد مدة معينة، بل قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (نقركم على ذلك ما شئنا) وفي لفظ: (نقركم ما أقركم الله) فلم يزالوا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه" من كلام الامام ابن باز رحمه اللهُ تعالى ينظر [ مجموع فتاوى ومقالات الامام ابن باز رحمه الله تعالى ( ٨ / ٢١٩ )].

و[ زاد المعاد للامام ابن القيم رحمه الله تعالى ( ٣ / ١١٤ - ١١٧ )]  وللمزيد ينظر صحيحي الإمامين  البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وباقي كتب السنن والبداية والنهاية لابن كثير رحمه الله تعالى و طبقات بن سعد رحمه اللهُ تعالى و دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله تعالى و سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله تعالى].

ويجري الصلح مع الدول الكافرة وفق المصلحة العامة الراجحة التي يرعاها ويقدرها ولي الأمر في أي دولة مسلمة من غير افتئات على منزلته أو تقدمة بين يديه.

والشريعة الإسلامية وهي الملة الحنيفية جاءت بتوحيد الله ونبذ الشريك عن الله وعبادة الله وفق ما شرع الله ووفق سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بفهم سلف الأمة الصالحين من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ومن محاسن شريعة الإسلام: أنها جاءت بتحصيل المصالح وإكمالها، وتعطيل المفاسد وتقليلها.

وحزب الاخوانية الخارجي  تكلم هوى بلا علم في مسألة الصلح وفي طريقته هذه  تدخل صريح في:

أولًا: 

تصرفات الحاكم المسلم الخاصة فيه وفي شؤونه وحقوقه الشرعية، والتي يحرم شرعا التقدمة أو الإفتئات عليها، فقد تكلم بأمر ليس من أهله وليس من ذوي الاختصاص بهذا الشأن الذين قام بتمكينهم ولي الأمر. 

ثانيًا: 

منافسة ولي الأمر في طريقة سياسته وحكمه وأشغاله عن رعاية دولته ومصالحها والنظر في رعاية مصالح من هم تحت يده.

ثالثًا: 

والأدهى من ذلك وأشر رمي الحاكم المسلم - عينا- بالعلمنة والإلحاد بسبب هذا الصلح وإخراجه من الملة بلا بينة ولا برهان ومن غير ضابط شرعي؛ وهذا دلالة على قلة فقه المتكلم وجهله ومخالفته سبيل الراسخين في العلم " إذ أن من السياسة ترك السياسة " كما يقول أهل العلم مع سلوكه لطرق أهل الضلال وتعطشهم للتكفير وما ينتج عنه من إباحة للدماء المعصومة.

ومسائل المعاهدات والاتفاقيات والمصالحة من عدمها بين الدول الإسلامية وغيرها من دول الكفر هي شأن خاص لولي أمر الدولة المسلمة، فلا يتقدم على شأن الحاكم المسلم من غير طلب منه إلا جاهل أو ضال سالك سبيل أهل الأهواء والبدع خاصة إذا علم أن لهذا العمل أصل في الشرع وكان فيه نفع للمسلمين في حال ضعف المسلمين وقوة عدوهم، وكل ما سبق  يعرف خوافيه ويقدره ويرعاه هو ولي الأمر وحده فقط.

ولشيوخ الإسلام وكبار العلماء بيان واضح جلي في هذه المسألة مبني على أدلة الوحي، ومن تحدث بغير هدى بلا بينة وكان كلامه عار من الأدلة النقلية أو العقلية؛ فقد خالف أهل الحق، وسلك سبيل الجاهلين، وطعن في ولاة الأمر من حكام ( لتقدمه على شأن من شؤونهم الخاصة) وعلماء ( لافتياته عليهم وتصدره بلا علم).

وهذا الاصطلاح ( التطبيع ) محدث مبتدع لغة وشرعا وهو منكر في ذاته فلا وجه صحيح لاطلاقه  ولا معنى له .

ومعلوم بداهة أن قضية المعاهدات والاتفاقات والصلح والسلام هي شأن خاص بولاة الأمر ولما لهم من علم وإدراك في معرفة جلب المصلحة العامة لدولتهم ويعرفون كيفية دفع المفاسد العظيمة والشرور الكبيرة عن من تحت أيديهم، فمن تحدث في ذلك من عامة المسلمين جاهلا ضالا، فقد تقدم على ولاة أمره، وفي هذا التصرف مخالفة للشرع واضحة.

كفى الله المسلمين شر الفتن واهلها والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني  .

[ ماذا تعرف عن مصطلح ( توحيد الحاكمية ) ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قام رموزها باحداثة ؟ وماسبب ذلك ؟ ]




بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 

فإن جميع مسائل المصطلح الذي قام بإحداثه جماعة الاخوان الخوارج المعروف ب( توحيد الحاكمية ) هي مسائل من مكملات التوحيد ومن ثمراته وليس مجموعها توحيدا مستقلا كما يزعم هؤلاء الضلال، بل تابع لأقسام التوحيد الثلاثة (توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات).

وتعظيم أهل التكفير لهذا الأمر جرى على طريقة أسلافهم من الخوارج السابقين، حينما قالوا: "لا حكم إلا الله"، فخرجوا على الخلفاء الراشدين وكفروهم واستحلوا دماء صحابة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وكفروا عامة المسلمين ورأوا إباحة دمائهم.

وللخوارج قديما وحديثا كما قيل في المثل العربي :" شنشنه أعرفها من أخزم"[ مجمع الأمثال للميداني رحمه اللهُ تعالى ( ١ / ٣٦١ )] .حول مسألة الحكم والتحاكم إلى شرع الله؛ وشنعوا فيها، وذلك أنها من المسائل التي يحتاجها الناس في حياتهم وفي تعاملاتهم اليومية، فيعظم أهل التكفير الأخطاء، ويميلون إلى رمي صاحبها بالتكفير وإن كان مجتهدا معذورا، بل تعدى أمر الخوارج السابقين واللاحقين بأن جعلوا هذه المسائل الاجتهادية المبنية على عدة أدلة أو في المسائل الخلافية التي لا دليل فيها، وإنما يعتمد على الاستنباط الفقهي، فيجعلون ذلك من أصول ديانتهم، وقد أتت الإخوانية الخوارج في هذا العصر، فجعلوا هذه المسائل من التوحيد وسموا مجموعها ( توحيد الحاكمية) ليعللوا تكفيرهم للمسلمين وإخراجهم من الملة في مسائل مختلف فيها صاحبها بين الأجر والأجرين؛ بل قد يكون صاحبها مصيبا متبعا للدليل كما جرى مع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وقول الخارجي له: " اعدِل يا محمَّدُ فإنَّكَ لم تعدِلْ ".

فقالَ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( ويلَكَ ومَن يعدلُ بعدي إذا لم أعدِلْ ).

فقالَ: "عمرُ دعني يا رسولَ اللَّهِ حتَّى أضربَ عنُقَ هذا المُنافقِ".

فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ( إنَّ هذا في أصحابٍ أو أُصَيحابٍ لَه يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ) [ أخرجه البخاري رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٣١٣٨ ) مختصرا ومسلم رحمه اللهُ تعالى حديث رقم (١٠٦١) من حديث الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ].

وهكذا خرج الخوارج  على خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم وقاموا بتكفيرهم ، واستحلال دمائهم فقد قتلوا عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ فالإخوانية هم خوارج العصر كما وصفهم بذلك الامام الالباني رحمه الله تعالى ويدل على صحة ماقاله هذا الامام  ان جميع شبهاتهم التي يذكرونها  هي عين شبه الخوارج السابقين.

ومن الأمور التي يهتم بها جماعة الإخوان المال؛ إذ أن أمور الدنيا هي لب دعوتهم؛ ولا يفهم التهوين من شأن المال والاقتصاد فهو قوة ومتانة وإعانة للمسلمين حكامًا ومحكومين على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى تحقيق ما يقرب إلى ذلك، لكن نعني بذلك أن ثوراتهم وهيجانهم نابع من شهوة دنيوية وحظ من حظوظها، فتجدهم في هذا العصر يسمون ثوراتهم بـ(ثورة الجياع) و( ثورة الخبز).

ولهذا بيَّن فساد توجههم الحسن البصري رحمه الله؛ كما في هذه القصة:" أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري، فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن: هم أصحاب دنيا، قال: ومن أين قلت أنهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه؟! ويخرج من أهله وولده؟! قال الحسن: حدثني عن السلطان! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة! قال: فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها". انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ كتاب البصائر والذخائر ( ١ / ١٥٦ ). 

ويهتم الإخوانية الخوارج بإبراز مصطلح ( توحيد الحاكمية ) لأمور منها:

اولاً:

اللعب على العامة والجهلة ممن لا علم لهم بالشرع، بأن دعوتهم هي عين دعوة الأنبياء والمرسلين، فهم يدعون إلى التوحيد [ أي توحيد الحاكمية وفق أهوائهم وأمزجتهم الفاسدة ] كما هو ظاهر في ما أحدثوه من اصطلاح مبتدع وهو مصطلح ( توحيد الحاكمية) وهو كما أسلفنا من ثمرات التوحيد ومكملاته وليس توحيدا مستقلا كما يزعم  أهل التكفير .

ثانيا :

في إعلان هذا المصطلح المحدث ( توحيد الحاكمية) يستفيد منه اهل الخروج على ولاة الأمر واهل التكفير هدفا دنيويا وهو  تهييج عامة الرعاة الرعاع ومن لا علم عنده بالشرع على ولاة أمورهم، وتحريضهم بأن هؤلاء الحكام قد تركوا التوحيد، ومن ثم يرتبون عليه تكفيرهم وما ينتج عن التكفير  من استحلال للدماء البريئة المعصومة  ومن ثم الخروج على ولاة الأمر . 

كفى الله المسلمين شر الفتن واهله ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

( بطلان الاعتضاد بعبارة للامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [ اعلام الموقعين ] يستشهد بها اهل الضلال على القول ب[ فقه الواقع ] الذي اخترعه جماعة الاخوان الخوارج )


بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فيذكر أهل الأهواء والبدعة والحزبية كلاما للإمام ابن القيم رحمه الله ونصه:  

" ولا يتمكن المفتي، ولا الحاكم، من الفتوى، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:

أحدهما: فهْم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع، بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علماً. 

والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به، في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر "انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ كتاب اعلام الموقعين ( ١ / ٨٧ )].

فهؤلاء اصحاب الضلال والأهواء  استشهد به على مشروعية ما يعرف بـ( فقه الواقع ). 

وفقه الواقع لعل تعريفه : هو أن يقوم الشباب الجهلة بتتبع أحوال الناس وأخبار العالم والدخول في الشأن السياسي الخارجي لولاة الأمر، وترك العلم الشرعي والزهد فيه وماعلموا ان الاهتمام بـ(فقه الواقع ) عند تطبيقه على الأحكام الفقهية والنوازل خاص بأهل العلم ؛ وأما بحث الشؤون الخارجية لشؤون الدولة، فهو لذوي الاختصاص الذين جرى تعيينهم من قبل ولي الأمر في هذا الشأن. 

وهذا الاصطلاح الحادث الذي أطلق عليه :( فقه الواقع )، هو عمل غير مشروع، وذلك أن أهل الضلالة  أرادوا وضعه منهجا للدعاة، والشباب يتربون عليه ظانين أنه سبيل النجاة؛ فهذا خطأ ظاهر فاحش وغلط واضح وسبب ذلك انه خلاف هدي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وما عليه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ إذ أن فهم الواقع والفقه فيه وهو الشرط الأول الذي ذكره ابن القيم رحمه الله في رسالته  السابقة يعتبر تبعا وموضحًا للقاعدة الفقهية المعروفة عند أهل العلم وهي: ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره).

وهذه القاعدة الجليلة مشهورة معروفة بين العلماء وقد تطرق إلى بيانها وإيضاحها جمع من أهل العلم منهم الإمام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى ( ٦ / ٢٩٥) وفي شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي رحمه الله ( ١ / ٥٠) .

 ومعناها والله أعلم هو: التصور العلمي الدقيق عن حكم هذا الشيء؛ لأن ذلك التصور هو الذي يضبط الذهنَ والفكر عن الخطأ، ويؤدي إلى تحديد مُحْكمٍ، وضبط علميٍّ منهجي لحقيقة الشيء وماهيَّتِه، فلا يحكم على شيء إلا بعد أن تدقق في فهمه وتتصوره تصوُّرًا تامًّا؛ حتى يكون حكمك صحيحا موافقا للحق مطابقًا للواقع وإلا كانت نتيجة حكمك خاطئة وثمراتها سيئة.

يدل على صحة هذا القول ذكره للشرط الثاني الذي قال عنه: " فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في هذا الواقع".

فـ" يُذكَرُ الشيءُ وتعريفه، ثم بعد ذلك يُذكَرُ حكمُه، حتى يكون الحكم منطبقًا على معرفة الصورة" انتهى من كلام الامام العثيمين رحمه اللهُ تعالى من [ كتابه الشرح الممتع( ٦ / ٥٠١ )].

وهذه خاصة لأهل العلم، وأما إقحام الجهلة وتشتيت أفكارهم وبعثرة جهودهم في مثل هذه المسائل البعيدة فعمل بعيد عن الفقه والحكمة، وأمر مجانب للحق والصواب ومن أحدثه أراد الشر في المجتمع المسلم وذلك في إدخال الشباب الجاهل بالعلم الشرعي في أعمال خاصة هي من صميم عمل ولاة الأمر؛ لإحداث الفتن بين المسلمين.

 كفى الله المسلمين شر فتن اهل الأهواء والبدع والخرافات والحزبية .

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .