الجمعة، 4 يوليو 2025

[ ماذا تعرف عن مصطلح ( توحيد الحاكمية ) ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قام رموزها باحداثة ؟ وماسبب ذلك ؟ ]




بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 

فإن جميع مسائل المصطلح الذي قام بإحداثه جماعة الاخوان الخوارج المعروف ب( توحيد الحاكمية ) هي مسائل من مكملات التوحيد ومن ثمراته وليس مجموعها توحيدا مستقلا كما يزعم هؤلاء الضلال، بل تابع لأقسام التوحيد الثلاثة (توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات).

وتعظيم أهل التكفير لهذا الأمر جرى على طريقة أسلافهم من الخوارج السابقين، حينما قالوا: "لا حكم إلا الله"، فخرجوا على الخلفاء الراشدين وكفروهم واستحلوا دماء صحابة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وكفروا عامة المسلمين ورأوا إباحة دمائهم.

وللخوارج قديما وحديثا كما قيل في المثل العربي :" شنشنه أعرفها من أخزم"[ مجمع الأمثال للميداني رحمه اللهُ تعالى ( ١ / ٣٦١ )] .حول مسألة الحكم والتحاكم إلى شرع الله؛ وشنعوا فيها، وذلك أنها من المسائل التي يحتاجها الناس في حياتهم وفي تعاملاتهم اليومية، فيعظم أهل التكفير الأخطاء، ويميلون إلى رمي صاحبها بالتكفير وإن كان مجتهدا معذورا، بل تعدى أمر الخوارج السابقين واللاحقين بأن جعلوا هذه المسائل الاجتهادية المبنية على عدة أدلة أو في المسائل الخلافية التي لا دليل فيها، وإنما يعتمد على الاستنباط الفقهي، فيجعلون ذلك من أصول ديانتهم، وقد أتت الإخوانية الخوارج في هذا العصر، فجعلوا هذه المسائل من التوحيد وسموا مجموعها ( توحيد الحاكمية) ليعللوا تكفيرهم للمسلمين وإخراجهم من الملة في مسائل مختلف فيها صاحبها بين الأجر والأجرين؛ بل قد يكون صاحبها مصيبا متبعا للدليل كما جرى مع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وقول الخارجي له: " اعدِل يا محمَّدُ فإنَّكَ لم تعدِلْ ".

فقالَ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( ويلَكَ ومَن يعدلُ بعدي إذا لم أعدِلْ ).

فقالَ: "عمرُ دعني يا رسولَ اللَّهِ حتَّى أضربَ عنُقَ هذا المُنافقِ".

فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ( إنَّ هذا في أصحابٍ أو أُصَيحابٍ لَه يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ) [ أخرجه البخاري رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٣١٣٨ ) مختصرا ومسلم رحمه اللهُ تعالى حديث رقم (١٠٦١) من حديث الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ].

وهكذا خرج الخوارج  على خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم وقاموا بتكفيرهم ، واستحلال دمائهم فقد قتلوا عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ فالإخوانية هم خوارج العصر كما وصفهم بذلك الامام الالباني رحمه الله تعالى ويدل على صحة ماقاله هذا الامام  ان جميع شبهاتهم التي يذكرونها  هي عين شبه الخوارج السابقين.

ومن الأمور التي يهتم بها جماعة الإخوان المال؛ إذ أن أمور الدنيا هي لب دعوتهم؛ ولا يفهم التهوين من شأن المال والاقتصاد فهو قوة ومتانة وإعانة للمسلمين حكامًا ومحكومين على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى تحقيق ما يقرب إلى ذلك، لكن نعني بذلك أن ثوراتهم وهيجانهم نابع من شهوة دنيوية وحظ من حظوظها، فتجدهم في هذا العصر يسمون ثوراتهم بـ(ثورة الجياع) و( ثورة الخبز).

ولهذا بيَّن فساد توجههم الحسن البصري رحمه الله؛ كما في هذه القصة:" أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري، فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن: هم أصحاب دنيا، قال: ومن أين قلت أنهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه؟! ويخرج من أهله وولده؟! قال الحسن: حدثني عن السلطان! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة! قال: فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها". انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ كتاب البصائر والذخائر ( ١ / ١٥٦ ). 

ويهتم الإخوانية الخوارج بإبراز مصطلح ( توحيد الحاكمية ) لأمور منها:

اولاً:

اللعب على العامة والجهلة ممن لا علم لهم بالشرع، بأن دعوتهم هي عين دعوة الأنبياء والمرسلين، فهم يدعون إلى التوحيد [ أي توحيد الحاكمية وفق أهوائهم وأمزجتهم الفاسدة ] كما هو ظاهر في ما أحدثوه من اصطلاح مبتدع وهو مصطلح ( توحيد الحاكمية) وهو كما أسلفنا من ثمرات التوحيد ومكملاته وليس توحيدا مستقلا كما يزعم  أهل التكفير .

ثانيا :

في إعلان هذا المصطلح المحدث ( توحيد الحاكمية) يستفيد منه اهل الخروج على ولاة الأمر واهل التكفير هدفا دنيويا وهو  تهييج عامة الرعاة الرعاع ومن لا علم عنده بالشرع على ولاة أمورهم، وتحريضهم بأن هؤلاء الحكام قد تركوا التوحيد، ومن ثم يرتبون عليه تكفيرهم وما ينتج عن التكفير  من استحلال للدماء البريئة المعصومة  ومن ثم الخروج على ولاة الأمر . 

كفى الله المسلمين شر الفتن واهله ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .