الجمعة، 4 يوليو 2025

( ماهي أسباب حصول الأمن الفكري في الأفراد والمجتمعات ؟ )


[ الجزء الأول : وفيه بيان خطورة تعاطي المخدرات والحشيش في زعزعة الأمن وانحراف الفكر وذهاب عقل من يتعاطاها وفي ثنايا هذه الرسالة إبراز جهود ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية في مكافحة هذه الآفة الخطيرة المذهبة للعقل المولّدة للأمراض العقلية والجالبة للاضطراب الفكري ] 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فإن  البحث عن معرفة و معنى ( الخطر الفكري او الغزو الفكري ) نجد أن أوضح معنى له :" بأنه الشرور والفتن الناتجة عن الفكر الضال والتي أتت من خارج هذه البلاد المباركة ". وقد رأيت من يتحدث عن ( الغزو الفكر أو الخطر الفكري ) أو  الحاجة الماسة الي ( كيفية حصول الأمن الفكري وماهي أسباب حدوثه ؟)

فمعرفة أسباب حصول الأمن الفكري  والأمان والاستقرار في المجتمعات يتبين في معرفة أسباب انعدام الأمن والأمان وماهي أسباب ظهور مؤشرات الخطر الفكري بين الناس ؟ 

ومعلوم بداهة بدلالة الكتاب العزيز والسنةالنبوية وما عليه كبار علماء السنة ان اعظم سبب في وجود الأمن هو توحيد الله سبحانه وتعالى واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح في فهم الكتاب العزيز والسنةالنبوية يقول الله تعالى وتقدس :{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام : ٨٢] فمن جمع بين الإخلاص لله سبحانه وتعالى والصواب  وذلك في اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين لهم بإحسان فإن " لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة" .

ومن الأسباب التي يحصل فيها الأمن والأمان للفرد والمجتمع ان يعرف ماهي الأسباب الموجبة الي غضب الله وعقابه ؟ فيبتعد عنها ويتجنبها القائمون على إصلاح  المجتمع ويحرصون على سلامة افرادهم منها

وخراب الفكر ينتج عن أمور منها ما ( يفسد العقل عند متعاطيه مثل تعاطي المخدرات والمسكرات والحشيش) ومن ذلك ( انتشار الفكر التكفيري وناتجه استحلال الدماء المعصومة للأبرياء والخروج على ولاة الأمر ) و كذلك ( ظهور التيارات الفكرية الإلحادية) 

و حديثنا في رسالتنا هذه هي عن أضرار وخطر تناول المخدرات والحشيش وما في حكمهم مما ينتج عنه 

افتقاد العقل وانعدام التفكير الصحيح نتيجة استخدام ما يذهب العقل من أكل وشرب محرم كالخمر والحشيش والمخدرات فتعاطي هذه المواد من اسباب زوال العقل كله أو بعضه وينتج عنها فقدان هذا المتعاطي لهذه المنكرات والمفاسد للتصرف السوي الراشد وانعدام معرفته للاضرار المترتبة على تصرفاته فحاله تشبه حال البهائم وقد ينتج عن سوء تصرفات أفعال هذا الفرد شرور وفتن فيها أضرار في المجتمع فالقتل والسرقة وهتك الاعراض وغيرها من جرائم تزلزل سكون المجتمع وتخلخل الأمن والأمان والاستقرار السائد وتولد فساد عظيم

فهذا السلوك الإجرامي يتفق جميع عقلاء دول العالم ومجتمعاته تقودها حكومات الدول  تتعاون فيما بينها في القضاء على مروجي هذه الآفات المذهبة للعقل المنتجة لاخطار عظيمة في أي مجتمع كانت فيه  وقد أتى ديننا الإسلامي الحنيف محاربا لأم الكبائر وهي الخمر فحرمها وكان تحريمها اجماعا مبنى على نصوص الوحيين يقول الله تعالى وتقدس : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ } [ المائدة: ٩٠ - ٩١ ].

" وشرع الله فيه الحدود، وكان النبي يجلد في الخمر عليه الصلاة والسلام، وهكذا الصحابة قد يجلدون الشارب أربعين في عهد النبي ﷺ وفي عهد الصديق، ثم لما عمر كثرت الخمر في الناس في خلافته واتساع الملك وكثرت مخالطة الناس للأعاجم في العراق والشام وما جرى عندهم من هذه الأمور زاد في الحد، وجعله ثمانين؛ لأن النبي ﷺ لم يحدد حدًا قاطعًا، بل ورد فيه بالجريد والنعال والثياب، فلما لم يحدد النبي ﷺ حدًا قاطعًا لا يزاد عليه زاد فيه الصحابة بعد التشاور بينهم وبين عمر، فجعلوه ثمانين جلدة، لعله يردع الناس، وزاد فيه عمر بالنفي لمن أصر عليه وإبعاده إلى بلد أخرى، ولولي الأمر إذا لم يرتدع الناس بهذا الحد أن يزيد فيه من سجن وضرب ونفي إلى غير ذلك مما يردع الناس، حتى قال بعض أهل العلم: إن الإنسان إذا تكرر منه ذلك ولم يرتدع بالحدود جاز لولي الأمر قتله؛ لأنه عضو فاسد في المجتمع، وكذلك المروجون الذين يبيعونه ويروجونه أفتى جمع من العلماء بأن هؤلاء إذا لم يرتدعوا بالضرب والسجن جاز قتلهم لإراحة الناس  من شرهم وبلائهم وفسادهم، فأمرهم عظيم وخطرهم كبير، وقد ثبت عنه ﷺ 

فالمقصود أن هذا خطره عظيم، وشره عظيم، ومن عظم شأن الخمر وفسادها أفتى جمع من أهل العلم مثلما تقدم بأن من داوم عليها وأدمن شربها ولم يرتدع بالحدود جاز لولي الأمر أن يجتهد في قتله، لإراحة العالم من شره، وهكذا المروجون لها بالصناعة والبيع والنقل من مكان إلى مكان هم مروجون أشر من شاربها وأعظم شرًا من شاربها، وأعظم خطرًا من شاربها؛ لأنهم ينقلونها من مكان ويصنعونها للناس ويبيعونها عليهم، فصار جرمهم أعظم، وفسادهم أكبر نعوذ بالله من ذلك، فلهذا أجاز بعض أهل العلم قتلهم لهذا السبب لفسادهم؛ لأن المفسد في الأرض ليس له إلا القتل حتى يراح الناس من شره -نسأل الله العافية-.

وقد ثبت عنه ﷺ أنه ( لعن في الخمر عشرة: لعن الخمر، وشاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها ) نعوذ بالله، وما ذاك إلا لشدة الخبث والشر الذي فيها، وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: ( إن عهدًا على الله لمن مات وهو يشرب الخمر أن يسقيه من طينة الخبال) قيل: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: ( عصارة أهل النار أو قال: عرق أهل النار). 

وقال ﷺ: ( لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) ، إذ لو كان إيمانه حاضرًا كاملًا لمنعه من ذلك، ولكن ضعف الإيمان وقلة الإيمان تجرئ الإنسان على تعاطي ما حرم الله من الخمور وسائر الفواحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله " [ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في موقعه الرسمي بتصرف يسير ].

وبفضل الله ورحمته ثم فضل ولي أمرنا ال سعود حفظهم الله تعالى في دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية تم إنشاء جهاز خاص في محاربة هذه الآفة الخطيرة يتولى إنكار هذا المنكر العظيم فقامت حكومتنا بإنشاء [ جهاز المديرية العامة لمكافحة المخدرات] ف"بناءً على الإستراتيجية العامة لمكافحة المخدرات والوظيفة المحددة للإدارة أمكن رسم أبرز أهدافها في القيام بشؤون التوعية الوقائية، والمكافحة على المستوى المحلي، والعمل في مجال علاج مدمني المخدرات (الرعاية اللاحقة) تحت مظلة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والتعاون على الصعيدين العربي والدولي تجاه المخدرات والموزعة مقارها في جميع مناطق المملكة، فضلاً عن عدد من المكاتب في خارج المملكة.

و تقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بمجموعة من المهام أبرزها:

      (  ١  ) 

وضع الخطط لضبط مهربي ومروجي ومستعملي المخدرات، والإلمام بطرق الاتجار ومتابعة ذلك بشتى الطرق.

رسم الخطط والإشراف على الإجراءات النظامية الخاصة بأساليب المكافحة.

        ( ٢ ) 

إجراء كافة الدراسات التي من شأنها تطوير العمل الميداني والإداري عمومًا في مجال المكافحة وإعداد البيانات والإحصائيات وتحليلها وتقييم أعمال المكافحة دوريا.

           ( ٣ ) 

متابعة إدارات وشعب وأقسام ووحدات المكافحة بالمملكة وإعطائهم التوجيهات اللازمة في مجال المكافحة.

          (  ٤ ) 

التنسيق مع إدارات مكافحة المخدرات بالدول وتحديد أساليب التعاون معهم في مجالات المكافحة.

         (  ٥  ) 

التنسيق مع الجهات الحكومية بالداخل والتعريف بأضرار المخدرات بإعداد خطط التوعية ووسائل الإعلام المختلفة.

          (  ٦ ) 

رفع مستوى أداء العاملين من خلال برامج تدريبية داخل المملكة وخارجها.


        (  ٧  ) 

إحباط عمليات التهريب وتعقب عصاباتها داخليًّا وخارجيًّا والرقابة على التجارة المشروعة للمواد الخطرة (الدوائية وللأغراض العلمية) بالتعاون مع وزارة الصحة ومنع تسرب أي منها إلى سوق الاتجار غير المشروع والتركيز على منافذ المملكة (البرية والبحرية والجوية).

           (  ٨  ) 

الاستعانة بمصادر من ذوي الأمانة والكفاءة للكشف عن أساليب التهريب بالمنافذ، والقيام بحملات مركزة على الطرق السريعة والأماكن المشبوهة.


         (   ٩  ) 

مكافحة التعاطي والعمل على ضبط مستعملي المخدرات بأنواعها المختلفة والاشتراك مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في وضع ومتابعة وتنفيذ برنامج علمي مدروس ومكثف (تربويًّا ودينيًّا وثقافيًّا وصحيًّا) لتوعية الجمهور بأضرار المخدرات.


       (   ١٠  ) 

القيام بالحملات الإعلامية للتوعية بأخطار المواد المخدرة من خلال عقد الندوات وإقامة المحاضرات وتوزيع النشرات والملصقات وكتب التوعية وإقامة المعارض في المدارس والنوادي الرياضية في المملكة.


       (    ١١   ) 

المساعدة في علاج المدمنين من السجناء لدى الإدارة العامة وفروعها لبعثهم إلى إحدى مستشفيات الأمل والاهتمام بالرعاية اللاحقة لمسجوني المخدرات والاشتراك في تأهيلهم ليعودوا مواطنين صالحين.


          (   ١٢  ) 

التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في متابعة ورعاية التائبين من الإدمان والإشراف على برنامج الدعم الذاتي.


         (   ١٣  ) 

التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في إصدار مجلة (المكافحة) الربع سنوية والتي تستهدف الوقاية والعلاج من المخدرات.


وأما [ عقوبات جرائم المخدرات في السعودية ] 

ف " نظام مكافحة الاتجار بالمواد المخدرة في المملكة العربية السعودية معمول به بموجب الأمر السامي الكريم رقم ٤ / ب / ٩٦٦   وتاريخ  ١٠  /  ٧  / ١٤٠٧ هـ المتضمن قرار هيئة كبار العلماء رقم ١٣٨ وتاريخ ٢٠ / ٦ / ١٤٠٧ هـ، وكذلك قرار مجلس الوزراء رقم ١١ لسنة ١٣٧٤ هـ، ويفرق نظام مكافحة المخدرات بين المهرب والمروج والمتعاطي على النحو التالي:

     ( المهرب ) 

حسب مايقر النظام فإن عقوبة التهريب هي القتل «الإعدام» نظراً لما يتسبب به من أضرار ومفاسد على البلاد، ويلحق بالمهرب الشخص الذي يستورد المخدرات من الخارج، وكذلك الشخص الذي يتلقى المخدرات من الخارج ليوزعها على المروجين.

     ( المروج  ) 

هناك فرق بين من يروج المخدرات للمرة الأولى وبين العائد بعد سابقة الحكم عليه بالإدانة في جريمة تهريب أو ترويج حسب النظام. في الأولى تكون العقوبة الحبس أو الجلد أو الغرامة المالية، أو بها جميعاً حسبما يقتضيه النظر القضائي، وفي حال عودته للترويج تشدد العقوبة، ويمكن أن تصل إلى القتل.


   (  المتعاطي ) 

عقوبة المتعاطي الحبس لمدة سنتين، ويعزر بنظر الحاكم الشرعي، وينفى خارج البلاد إذا كان أجنبياً، ولا تقام الدعوى العمومية ضد من يتقدم من تلقاء نفسه للعلاج، بل يودع في مستشفى علاج المدمنين، وقد أخذ النظام السعودي في ذلك بتوصيات الأمم المتحدة، اقتداءاً بكثير من دول العالم ".[ ما سبق تم أخذ هذه الفوائد من الموقع الرسمي للمديرية  العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية ].

ويجب شرعا الوقوف صفا واحدا مع هذا الجهاز الحكومي المبارك فهم على ثغر عظيم ومن حقوق العاملين فيه الدعاء لهم بظهر الغيب بالتوفيق الإعانة وان يمكنهم الله من القضاء على أصحاب هذه الآفات الخطيرة مع الابلاغ عن أهل الشرور من مروجي مفسدي عقول الناس قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا : "  لا يجوز التستر على من يتعاطى بيعها ونقلها وصناعتها، فبعض الناس قد يتستر عليه وهو يعلم أن عنده مصنع وأنه يبيع وأنه يروجها وأنه يبيعها إلى الخارج ومع هذا يستر عليه ويقول: ما علي منه! كيف ليس عليك منه؟! عليك منه لإنكار المنكر؛ لأن هذا مفسد في الأرض، فالذي تعلم أن عنده مصنع أو يروجها ويبيعها ويأتي بها بطرق شيطانية بَيّنها للناس واتصل بالمسئولين، الله جل وعلا يقول: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: ٢]، ويقول جل وعلا في كتابه العظيم: { وَالْعَصْرِ  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ١ - ٣]، ويقول النبي ﷺ: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا: ( ما بعث الله من نبي في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) رواه مسلم في صحيحه ؛ فهذا يدل على أنه جهاد، أن التعاون مع ولاة الأمور في جهاد مروجي المعاصي والشرور أنه من الجهاد الذي شرعه الله عز وجل؛ لأن ولاة الأمور في حاجة إلى التعاون معهم مع الهيئة مع الأمراء مع المحكمة مع الشرطة مع غير هؤلاء من المسئولين، التعاون معهم في دلالتهم على مروجي هذا البلاء مروجي هذه الشرور؛ حتى يسلم المسلمون من شرهم، ومن بلائهم، ومن العواقب الوخيمة" .[ من الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله تعالى ].

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يهدى ضال المسلمين الي الصواب  و ان يوفق العاملين بالادارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية إلى الخير والرشاد والاعانة والصواب وان يمكنهم الله من القبض على أصحاب الشر الذين يعيثون في الارض فسادا من مروجي الحشيش والمخدرات وان يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يبذلونه من جهود مباركة للقضاء على آفة هذا المرض العصري الفكري

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

..........

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

[ عبارة ( فك الله أسره ) من اطلقها ؟ وما سبب نشر هذا الدعاء ؟ )




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد جرى نشر  عبارة ( فك الله أسره)، وقد جرى تداولها وإشهارها وذلك  أن المطلع على نشاط ذوي التوجهات الفكرية المنحرفة يجد لهم عبارات يفوح منها التكفير، وتخالف الشرع المنزل، وتخالف الأنظمة التي وضعها ولي الأمر لحفظ ورعاية المصلحة الشرعية العامة التي يرعاها ويقدرها.

ومن أعمالهم المشتبه المخالفة للشرع ما يقومون به من كتابة تعليقات يكتبها من أخذته العاطفة العاصفة ممن له هوى مع جماعة الإخوان الخوارج، وذلك بالدعاء لمن جرى الزج به في السجن بحق ووفق ضوابط الشرع، نظرا لما اقترفه لسانه ويداه بأعمال إجرامية وأقوال سيئة وتوجه فكري منحرف منها تأييده للتنظيمات المسلحة الإجرامية والجماعات الفكرية المنحرفة عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح، ومن ذلك:  

فتاوى من تم إيقافهم - درأ لشرهم - في تكفير المسلمين ومن إباحة دمائهم وقولهم بحل الخروج على ولي الأمر.

وعند التأمل في منشوراتهم الفكرية يشاهد مصادمتهم ومضادتهم لكل أو جل مسائل أصول الدين لأهل التوحيد والسنة....

ومن أشهر عبارة الجماعات الضالة، ما يشاهد منشورًا على جهة التعليق في وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي وهي قولهم: [ فك الله أسره ].

ويريدون بذلك: الدعاء لرموز الجماعات التكفيرية ومنظريها بالخروج من عقوبتهم الشرعية المقررة عليهم شرعا حماية للمجتمع من شرورهم، ومن أخطاء معاني هذا اللفظ المشتبه وهو عبارة: [ فك الله أسره ]: أنه يشعر القارئ لهذا الدعاء أن هذا الخارجي المسجون، والذي تمت عقوبته وفق أصول الشرع والقواعد العلمية المبنية على أدلة الكتاب والسنة، ووفق هدي السلف الصالح مع صحة ما نسب إليه من جرائم يندى لها الجبين، وثبت ذلك عليهم، ومن ثم جرت محاكمتهم وفق الشرع المطهر، المبني على كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، والذين فيهما العلم والحكمة والعدل والصدق والإنصاف، بعيدًا عن الظلم والحيف والاعتساف، مع مراعاة قضاة المحاكم الدقة في إصدار الحكم وفق عناية ورعاية وتوجيه سامي من مقام ولاة الأمور.

ومع كل هذه الاحترازات الشرعية، أثناء تطبيق الشرع على من ظلم وحاد عن جادة الصواب فكريا، تلاحظ شنشة هنا وهناك من بعض الجهلة [ ممن يجهل حال الخوارج الإخوانية المجرمين أو يجهل العلم بالشرع وأحكامه العادلة في هؤلاء الضلال ] ويفهم من دعائهم الغامض: [ فك الله أسره ] ؛ كما هو ظاهر منطوقه الرمي بالتكفير لمن قام بسجن هذا التكفيري إذ أن [ الأسير]

ما يكون أسره عند الكفار و[ السجين أو المسجون ] ما كان سجنه بأمر ولي أمر المسلمين، والصحيح: أن الحق الشرعي هو من [ سجنه ] لارتكابه جرائم استحق بسببها السجن .

وسجن هؤلاء الخوارج الإخوانية تم بناء على أحكام صادرة بتوجيه كريم من ولي الأمر، وفق أعلى معايير العدل والدقة والإنصاف، والتي بنيت على الشرع المطهر وضوابطه، وقام بها قضاة مختصون بعلم وعدل وإنصاف بعيدا عن الحيف والظلم، مع صحة ثبوت ما نسب إلى هؤلاء الذين تم القبض عليهم من دعاة جماعات التكفير، وتم سجنهم اقتضاء للمصلحة الشرعية العامة، التي يقدرها ويرعاها ويأمر بها ولاة الأمر في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية حماية لمن تحت يدهم من شعبهم الكريم، وخوفًا عليهم من نتائج التكفير وثمراته السيئة؛ كاستحلال الدماء البريئة المعصومة، ومن ثم الحرص على عدم زعزعة الأمن وضبطه ممن يحاول خلخلته ممن يلبس في تعاليم دين الإسلام الواضحة، ويحاول القيام بتحريفها مستغلا حماس الجهلة وعاطفتهم لتحريضهم وتهييجهم ضد ولاة أمرهم، فالحذر من هذا الدعاء[ فك الله أسره ]والتحذير من أصحابه.

وصحة الدعاء لهذا التكفيري المسجون بحق ان يدعى له بالهداية ولزوم السنة وان يكفي الله المسلمين شره.

وترك هذه العبارة [ فك أسره ] إذ أنها صدرت من إثنين: أما من جاهل متعاطف معه أو من هو مثله صاحب توجه خارجي ضال...كفى الله المسلمين شرهم.

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

…………….

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

( ماذا تعرف عن [ مصطلح التطبيع ] ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قامت بإحداثه وإشهاره إعلاميا ؟ وما سبب ذلك ؟ )

 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 



فقد ظهر في هذا العصر واشتهر وانتشر إعلاميا  مصطلح ( التطبيع ):

ويراد به حكم  صلح ولاة أمور المسلمين مع اليهود أو مع أي دولة يقوم به ولاة أمور المسلمين بعقد هذا الصلح وقد يكون الأمر انه لا بد منه وضرورة إجرائه لمصلحة عامة للدولة الإسلامية.

وهذا المصطلح كما يظهر فيه تخوين واتهام عقيدة أهل الإسلام من حكام المسلمين ومن تحت أيديهم بأمور هم منها براء.

وقد  ثبت في السنة النبوية أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عقد صلحًا مع اليهود ومع كفار قريش، ومسألة الصلح مع اليهود أو مع غيرهم من الملل الكافرة مسألة تجري فيها أحكام الشرع وهي جائزة  للمصلحة العامة التي يقدرها ويرعاها ولي الأمر، وأصل إباحتها ثابت في سنة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فـ"قد صالح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أهل مكة، ولم يوجب ذلك محبتهم ولا موالاتهم، بل بقيت العداوة والبغضاء بينهم، حتى يسر الله فتح مكة عام الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، وهكذا صالح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يهود المدينة لما قدم المدينة مهاجرًا صلحًا مطلقًا، ولم يوجب ذلك مودتهم ولا محبتهم، لكنه عليه الصلاة والسلام كان يعاملهم في الشراء منهم والتحدث إليهم، ودعوتهم إلى الله، وترغيبهم في الإسلام ، ومات صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله"، و"الصلح مع الكفار من اليهود وغيرهم إذا دعت إليه المصلحة أو الضرورة لا يلزم منه مودة، ولا محبة، ولا موالاة: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لما فتح خيبر صالح اليهود فيها على أن يقوموا على النخيل والزروع التي للمسلمين بالنصف لهم والنصف الثاني للمسلمين ولم يزالوا في خيبر على هذا العقد، ولم يحدد مدة معينة، بل قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (نقركم على ذلك ما شئنا) وفي لفظ: (نقركم ما أقركم الله) فلم يزالوا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه" من كلام الامام ابن باز رحمه اللهُ تعالى ينظر [ مجموع فتاوى ومقالات الامام ابن باز رحمه الله تعالى ( ٨ / ٢١٩ )].

و[ زاد المعاد للامام ابن القيم رحمه الله تعالى ( ٣ / ١١٤ - ١١٧ )]  وللمزيد ينظر صحيحي الإمامين  البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وباقي كتب السنن والبداية والنهاية لابن كثير رحمه الله تعالى و طبقات بن سعد رحمه اللهُ تعالى و دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله تعالى و سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله تعالى].

ويجري الصلح مع الدول الكافرة وفق المصلحة العامة الراجحة التي يرعاها ويقدرها ولي الأمر في أي دولة مسلمة من غير افتئات على منزلته أو تقدمة بين يديه.

والشريعة الإسلامية وهي الملة الحنيفية جاءت بتوحيد الله ونبذ الشريك عن الله وعبادة الله وفق ما شرع الله ووفق سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بفهم سلف الأمة الصالحين من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ومن محاسن شريعة الإسلام: أنها جاءت بتحصيل المصالح وإكمالها، وتعطيل المفاسد وتقليلها.

وحزب الاخوانية الخارجي  تكلم هوى بلا علم في مسألة الصلح وفي طريقته هذه  تدخل صريح في:

أولًا: 

تصرفات الحاكم المسلم الخاصة فيه وفي شؤونه وحقوقه الشرعية، والتي يحرم شرعا التقدمة أو الإفتئات عليها، فقد تكلم بأمر ليس من أهله وليس من ذوي الاختصاص بهذا الشأن الذين قام بتمكينهم ولي الأمر. 

ثانيًا: 

منافسة ولي الأمر في طريقة سياسته وحكمه وأشغاله عن رعاية دولته ومصالحها والنظر في رعاية مصالح من هم تحت يده.

ثالثًا: 

والأدهى من ذلك وأشر رمي الحاكم المسلم - عينا- بالعلمنة والإلحاد بسبب هذا الصلح وإخراجه من الملة بلا بينة ولا برهان ومن غير ضابط شرعي؛ وهذا دلالة على قلة فقه المتكلم وجهله ومخالفته سبيل الراسخين في العلم " إذ أن من السياسة ترك السياسة " كما يقول أهل العلم مع سلوكه لطرق أهل الضلال وتعطشهم للتكفير وما ينتج عنه من إباحة للدماء المعصومة.

ومسائل المعاهدات والاتفاقيات والمصالحة من عدمها بين الدول الإسلامية وغيرها من دول الكفر هي شأن خاص لولي أمر الدولة المسلمة، فلا يتقدم على شأن الحاكم المسلم من غير طلب منه إلا جاهل أو ضال سالك سبيل أهل الأهواء والبدع خاصة إذا علم أن لهذا العمل أصل في الشرع وكان فيه نفع للمسلمين في حال ضعف المسلمين وقوة عدوهم، وكل ما سبق  يعرف خوافيه ويقدره ويرعاه هو ولي الأمر وحده فقط.

ولشيوخ الإسلام وكبار العلماء بيان واضح جلي في هذه المسألة مبني على أدلة الوحي، ومن تحدث بغير هدى بلا بينة وكان كلامه عار من الأدلة النقلية أو العقلية؛ فقد خالف أهل الحق، وسلك سبيل الجاهلين، وطعن في ولاة الأمر من حكام ( لتقدمه على شأن من شؤونهم الخاصة) وعلماء ( لافتياته عليهم وتصدره بلا علم).

وهذا الاصطلاح ( التطبيع ) محدث مبتدع لغة وشرعا وهو منكر في ذاته فلا وجه صحيح لاطلاقه  ولا معنى له .

ومعلوم بداهة أن قضية المعاهدات والاتفاقات والصلح والسلام هي شأن خاص بولاة الأمر ولما لهم من علم وإدراك في معرفة جلب المصلحة العامة لدولتهم ويعرفون كيفية دفع المفاسد العظيمة والشرور الكبيرة عن من تحت أيديهم، فمن تحدث في ذلك من عامة المسلمين جاهلا ضالا، فقد تقدم على ولاة أمره، وفي هذا التصرف مخالفة للشرع واضحة.

كفى الله المسلمين شر الفتن واهلها والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني  .

[ ماذا تعرف عن مصطلح ( توحيد الحاكمية ) ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قام رموزها باحداثة ؟ وماسبب ذلك ؟ ]




بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 

فإن جميع مسائل المصطلح الذي قام بإحداثه جماعة الاخوان الخوارج المعروف ب( توحيد الحاكمية ) هي مسائل من مكملات التوحيد ومن ثمراته وليس مجموعها توحيدا مستقلا كما يزعم هؤلاء الضلال، بل تابع لأقسام التوحيد الثلاثة (توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات).

وتعظيم أهل التكفير لهذا الأمر جرى على طريقة أسلافهم من الخوارج السابقين، حينما قالوا: "لا حكم إلا الله"، فخرجوا على الخلفاء الراشدين وكفروهم واستحلوا دماء صحابة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وكفروا عامة المسلمين ورأوا إباحة دمائهم.

وللخوارج قديما وحديثا كما قيل في المثل العربي :" شنشنه أعرفها من أخزم"[ مجمع الأمثال للميداني رحمه اللهُ تعالى ( ١ / ٣٦١ )] .حول مسألة الحكم والتحاكم إلى شرع الله؛ وشنعوا فيها، وذلك أنها من المسائل التي يحتاجها الناس في حياتهم وفي تعاملاتهم اليومية، فيعظم أهل التكفير الأخطاء، ويميلون إلى رمي صاحبها بالتكفير وإن كان مجتهدا معذورا، بل تعدى أمر الخوارج السابقين واللاحقين بأن جعلوا هذه المسائل الاجتهادية المبنية على عدة أدلة أو في المسائل الخلافية التي لا دليل فيها، وإنما يعتمد على الاستنباط الفقهي، فيجعلون ذلك من أصول ديانتهم، وقد أتت الإخوانية الخوارج في هذا العصر، فجعلوا هذه المسائل من التوحيد وسموا مجموعها ( توحيد الحاكمية) ليعللوا تكفيرهم للمسلمين وإخراجهم من الملة في مسائل مختلف فيها صاحبها بين الأجر والأجرين؛ بل قد يكون صاحبها مصيبا متبعا للدليل كما جرى مع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وقول الخارجي له: " اعدِل يا محمَّدُ فإنَّكَ لم تعدِلْ ".

فقالَ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( ويلَكَ ومَن يعدلُ بعدي إذا لم أعدِلْ ).

فقالَ: "عمرُ دعني يا رسولَ اللَّهِ حتَّى أضربَ عنُقَ هذا المُنافقِ".

فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ( إنَّ هذا في أصحابٍ أو أُصَيحابٍ لَه يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ) [ أخرجه البخاري رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٣١٣٨ ) مختصرا ومسلم رحمه اللهُ تعالى حديث رقم (١٠٦١) من حديث الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ].

وهكذا خرج الخوارج  على خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم وقاموا بتكفيرهم ، واستحلال دمائهم فقد قتلوا عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ فالإخوانية هم خوارج العصر كما وصفهم بذلك الامام الالباني رحمه الله تعالى ويدل على صحة ماقاله هذا الامام  ان جميع شبهاتهم التي يذكرونها  هي عين شبه الخوارج السابقين.

ومن الأمور التي يهتم بها جماعة الإخوان المال؛ إذ أن أمور الدنيا هي لب دعوتهم؛ ولا يفهم التهوين من شأن المال والاقتصاد فهو قوة ومتانة وإعانة للمسلمين حكامًا ومحكومين على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى تحقيق ما يقرب إلى ذلك، لكن نعني بذلك أن ثوراتهم وهيجانهم نابع من شهوة دنيوية وحظ من حظوظها، فتجدهم في هذا العصر يسمون ثوراتهم بـ(ثورة الجياع) و( ثورة الخبز).

ولهذا بيَّن فساد توجههم الحسن البصري رحمه الله؛ كما في هذه القصة:" أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري، فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن: هم أصحاب دنيا، قال: ومن أين قلت أنهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه؟! ويخرج من أهله وولده؟! قال الحسن: حدثني عن السلطان! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة! قال: فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها". انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ كتاب البصائر والذخائر ( ١ / ١٥٦ ). 

ويهتم الإخوانية الخوارج بإبراز مصطلح ( توحيد الحاكمية ) لأمور منها:

اولاً:

اللعب على العامة والجهلة ممن لا علم لهم بالشرع، بأن دعوتهم هي عين دعوة الأنبياء والمرسلين، فهم يدعون إلى التوحيد [ أي توحيد الحاكمية وفق أهوائهم وأمزجتهم الفاسدة ] كما هو ظاهر في ما أحدثوه من اصطلاح مبتدع وهو مصطلح ( توحيد الحاكمية) وهو كما أسلفنا من ثمرات التوحيد ومكملاته وليس توحيدا مستقلا كما يزعم  أهل التكفير .

ثانيا :

في إعلان هذا المصطلح المحدث ( توحيد الحاكمية) يستفيد منه اهل الخروج على ولاة الأمر واهل التكفير هدفا دنيويا وهو  تهييج عامة الرعاة الرعاع ومن لا علم عنده بالشرع على ولاة أمورهم، وتحريضهم بأن هؤلاء الحكام قد تركوا التوحيد، ومن ثم يرتبون عليه تكفيرهم وما ينتج عن التكفير  من استحلال للدماء البريئة المعصومة  ومن ثم الخروج على ولاة الأمر . 

كفى الله المسلمين شر الفتن واهله ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

( بطلان الاعتضاد بعبارة للامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [ اعلام الموقعين ] يستشهد بها اهل الضلال على القول ب[ فقه الواقع ] الذي اخترعه جماعة الاخوان الخوارج )


بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فيذكر أهل الأهواء والبدعة والحزبية كلاما للإمام ابن القيم رحمه الله ونصه:  

" ولا يتمكن المفتي، ولا الحاكم، من الفتوى، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:

أحدهما: فهْم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع، بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علماً. 

والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به، في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر "انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ كتاب اعلام الموقعين ( ١ / ٨٧ )].

فهؤلاء اصحاب الضلال والأهواء  استشهد به على مشروعية ما يعرف بـ( فقه الواقع ). 

وفقه الواقع لعل تعريفه : هو أن يقوم الشباب الجهلة بتتبع أحوال الناس وأخبار العالم والدخول في الشأن السياسي الخارجي لولاة الأمر، وترك العلم الشرعي والزهد فيه وماعلموا ان الاهتمام بـ(فقه الواقع ) عند تطبيقه على الأحكام الفقهية والنوازل خاص بأهل العلم ؛ وأما بحث الشؤون الخارجية لشؤون الدولة، فهو لذوي الاختصاص الذين جرى تعيينهم من قبل ولي الأمر في هذا الشأن. 

وهذا الاصطلاح الحادث الذي أطلق عليه :( فقه الواقع )، هو عمل غير مشروع، وذلك أن أهل الضلالة  أرادوا وضعه منهجا للدعاة، والشباب يتربون عليه ظانين أنه سبيل النجاة؛ فهذا خطأ ظاهر فاحش وغلط واضح وسبب ذلك انه خلاف هدي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وما عليه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ إذ أن فهم الواقع والفقه فيه وهو الشرط الأول الذي ذكره ابن القيم رحمه الله في رسالته  السابقة يعتبر تبعا وموضحًا للقاعدة الفقهية المعروفة عند أهل العلم وهي: ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره).

وهذه القاعدة الجليلة مشهورة معروفة بين العلماء وقد تطرق إلى بيانها وإيضاحها جمع من أهل العلم منهم الإمام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى ( ٦ / ٢٩٥) وفي شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي رحمه الله ( ١ / ٥٠) .

 ومعناها والله أعلم هو: التصور العلمي الدقيق عن حكم هذا الشيء؛ لأن ذلك التصور هو الذي يضبط الذهنَ والفكر عن الخطأ، ويؤدي إلى تحديد مُحْكمٍ، وضبط علميٍّ منهجي لحقيقة الشيء وماهيَّتِه، فلا يحكم على شيء إلا بعد أن تدقق في فهمه وتتصوره تصوُّرًا تامًّا؛ حتى يكون حكمك صحيحا موافقا للحق مطابقًا للواقع وإلا كانت نتيجة حكمك خاطئة وثمراتها سيئة.

يدل على صحة هذا القول ذكره للشرط الثاني الذي قال عنه: " فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في هذا الواقع".

فـ" يُذكَرُ الشيءُ وتعريفه، ثم بعد ذلك يُذكَرُ حكمُه، حتى يكون الحكم منطبقًا على معرفة الصورة" انتهى من كلام الامام العثيمين رحمه اللهُ تعالى من [ كتابه الشرح الممتع( ٦ / ٥٠١ )].

وهذه خاصة لأهل العلم، وأما إقحام الجهلة وتشتيت أفكارهم وبعثرة جهودهم في مثل هذه المسائل البعيدة فعمل بعيد عن الفقه والحكمة، وأمر مجانب للحق والصواب ومن أحدثه أراد الشر في المجتمع المسلم وذلك في إدخال الشباب الجاهل بالعلم الشرعي في أعمال خاصة هي من صميم عمل ولاة الأمر؛ لإحداث الفتن بين المسلمين.

 كفى الله المسلمين شر فتن اهل الأهواء والبدع والخرافات والحزبية .

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الأربعاء، 25 يونيو 2025

بيان حكم النبز والتعيير بالمداخلة و فضح اسم الفرقة الضالة التي قامت بإحداثه وإيضاح سبب كراهتهم لصاحب هذا الاسم ثم بيان فساد ما تضمنه مقطع فيديو جرى نشره وبيان فساد حال من قام بنشره)


بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} أما بعد :
فقد اطّلعت  على كامل مقطع الفيديو  والذي تم نشره في غالب وسائل التواصل الاجتماعي ونظرا لمااحتواه من كلام وهذيان لا يستند إلى الحقيقة والواقع في غالبه بل وفيه نظر بين واضح فمن مخالفاته التي حشى فيها ثنايا رسالته المرأية بالجهل والضلال والكذب والفجور  فمن ذلك
ذكره لمسألة إرضاع الكبير على جهة التندر والاستهزاء وهذه مسألة فقهية مشهورة ولها ادلة ثابتة صحيحة من سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فليس له حق في أن يذكرها على جهة الاستهزاء ويطعن في من بحث هذه المسألة وتحدث فيها ؛ ومن فضل الله تعالى علينا ورحمته أن كتبت رسالة قديمة في هذه المسألة.
ثم نجده في آخر مقطع الفيديو الذي قام بنشره يحذر من ( المدخلية ) وجعلها من انتاج اليهود ؛ وهذا كلام باطل بل المتحدث في ذاته وفي دعوته وفي كلامه  هو من يوجّه اليه أصابع العمالة لليهود فهو كما في العنوان الذي وضع تحت اسمه في بداية مقطع الفيديو ( المفكر ) ولكن معه عقل وفكر لرجع الي الحق وهو ليس عالما بالشرع وليس طالب علم بل هو من أنصاف المتعلمين الجهلة ومن دعاة الشذوذ العقدي والانحراف الفكري ومن دعاة الجماعات الفكرية المنحرفة .
و( المدخلية ) : هذا لفظ حادث فيه همز ولمز ونبز وتعيير وتشويه  لأهل ( الإسلام الصحيح ) وهم ( أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ) وأطلق هذا اللقب التعييري من قبل جماعة الاخوان الخوارج وذلك حينما قام الامام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ونفع بعلمه ودعوته بالدعوة إلى الإسلام الصحيح وهو نهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وما عليه الصحابة رضي اللهُ عنهم وما عليه جرى منهج التابعين لهم رحمهم الله تعالى وهؤلاء جميعهم ( الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم والتابعون رحمهم اللهُ تعالى ) يطلق عليهم ( السلف الصالح) وهذا الشيخ  بشهادة كبار علماء الإسلام وأئمة السنة واعلام السلف الصالح في هذا العصر منهم الامام الالباني رحمه اللهُ تعالى والذي أطلق عليه بأنه إمام الجرح والتعديل في هذا العصر ؛ وقد قام في دعوته المباركة بالتحذير من رموز الفتن المحاربين للسنن والذين يكفرون امة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حق ويستحلون الدماء البريئة المعصومة ويرون عقيدة الخروج على ولاة أمور المسلمين فكان هذا الامام  شوكة في حلوقهم فبين بالأدلة النقلية الشرعية  والحجج والبراهين العقلية الصحيحة بطلان هذه الجماعات وضلالها وانحرافها عن الشرع وفساد معتقد دعاتها فكان له قصب السبق والقدح المعلى في هذا العصر في إيضاح الحق وبيانه في أجمل العبارات وصياغته في أكمل المعاني والدلالات مدعم قوله بأدلة النقل من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومااثر عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم وعن التابعين رحمهم الله تعالى مستشهدا بأقوال أعلام السلف الصالح من أئمة الحديث و الأثر واهل الفقه والنظر فيأتِ على باطل اهل الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق وهاهي مؤلفاته من كتب ورسائل تشهد على صحة ما كتبته عنه و في هذا المقام أتحدى اي شخص يأت بقول واحد من أقواله خالف فيه معتقد اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ؛ وأما اليهود والنصارى فمعلوم ضرورة بطلان ديانتهم و الإجماع منعقد على نسخ هذه الديانات بالاسلام وعلى انها محرفة مبنية على الشرك الأكبر وعبادة غير الله سبحانه وتعالى وهذا إجماع المسلمين المبنى على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولاشك ولا ريب في هذا الأمر قال الله تعالى :{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } [ سورة البقرة : الآية ١٢٠ ].
واليهود كفروا بالله سبحانه وتعالى وقتلوا النبيين ونسبوا الابن إلى الله { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ }. [سورة التوبة: الاية ٣٠ ] واليهود  الأمة الملعونة لها كلام فاسد تجرأوا فيه على الله سبحانه وتعالى كقولهم: {  إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء} [ سورة آل عمران: الآية ١٨١ ]. وقولهم: { يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} [ سورة المائدة: ٦٤ ] 
ولهم أقوال أخرى قالوا فيها على الله بلاعلم
منها قوله تعالى:{ وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [ سورة البقرة: الآية  ١١١ ] وقوله تعالى وتقدس :{ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} [ سورة البقرة: الآية ٨٠ ].
ومن شركهم وكفرهم عبادتهم العجل المخلوق الضعيف الذي لا ينفع  ولايضر  فعبده اليهود من دون الله تبارك وتعالى
وقد بين الإمام ربيع المدخلي حفظه الله فساد معتقد اليهود وبطلان ديانتهم في كثير من مؤلفاته فينظر لمن اراد الاستزادة العلمية
[ مجموع ردود الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله على اليهود والنصارى ]. 
وأما ردود الإمام ربيع المدخلي حفظه الله تعالى على الروافض فكثيرة معلومة ومن أراد الاستفادة العلمية في فضحه للروافض وهتك استارهم وتفنيد شبهاتهم وبيانه لعوارهم فليرجع الي قائمة مؤلفاته والي موقعه الرسمي ليشاهد بوضوح جهاده العظيم في حرب الروافض المجوس وقد علم الروافض المجوس في بيان الإمام ربيع المدخلي حفظه الله لحال ديانتهم الفاسدة فجرى منهم تعميم في الدول التي تحكمها الرافضة المجوس ومنها دولة العراق وذلك بمنع انتشار الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح تحت ذريعة منع المذهب المدخلي وانتشرت صورة هذا التعميم في جميع وسائل الإعلام وفيه منع حكام الدولة الرافضية للمذهب ( المدخلي )كما يسمونه وهو دين الإسلام الصحيح حتى قامت مليشيا الحشد الشعبي الدموي التابع لهم باستباحة  دماء المسلمين وقتلهم وقام باغتيال كثير منهم والزج بهم في سجونهم ومن ذلك قتل وسجن كثير من أهل العلم من علماء السنة.
وأما من قام بجمع هذيان هذا الفيديو والكذب على علماء المسلمين فبعد الرجوع إلى ترجمته نجد أنه يطلق عليه المدعو أبو زيد المقرئ الإدريسي سياسي فهو اخواني من الجماعة الإسلامية في المغرب و"كان من الرعيل الأول من أعضاء جمعية الجماعة الإسلامية التي تدرج في سلم المسؤولية فيها وأصبح عضوا في مكتبها التنفيذي" واسمها المحدث ( جمعية الإصلاح والتجديد ). 
فإذا عرف سبب تجميع وتلفيقه الباطل في مقطع الفيديو هذا اذ هو الانتصار للجماعة الإخوانية الخوارج التي ينتسب لها والذي فنّد شبهاتهم ورد علي فساد معتقدهم الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ؛ وفي الأمثال العربية :( إذا عرف السبب بطل العجب). 
ومن معتقدات العجيبةللمدعو أبوزيد الإدريسي  المنحرفة أنه يميل إلى تعظيم العقل ويعلو في ذلك و:" يرى ان العقلانية الإسلامية من أهم مرتكزات الخطاب القرآني" ومن مؤلفاته :( التطبيع إبادة جماعية )
ومصطلح التطبيع : مصطلح حادث جرى احداثه من قبل جماعة الإخوان الخوارج ويعنون به عقد الصلح مع اليهود أو النصارى لمصلحة عامة وضرورة شرعية يقدرها ويرعاها ولاة الأمر في اي دولة إسلامية فيرمون من صالح اليهود والنصارى من ولاة الأمر من المسلمين بالعلمنة و الإلحاد والإخراج من ملة الإسلام بلا بينة ولابرهان وماعلموا ان عقد وعهد الصلح مع اليهود أو مع أي مشرك له أصل عظيم صحيح في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد صالح المشركين من كفار قريش وصالح اليهود وهذا التصرف من قبل الإخوانية الخوارج قول على الله بلا علم وتدخل سافر في شؤون واختصاص ولاة الأمر من المسلمين .
وكثير من الاخوانية يعلمون جواز هذا الصلح ؛ بل لهم معتقد باطل يقولون به هو أشد من هذا القول  وهو قولهم:" ان اليهود والنصارى اخوانهم حتى روافض المجوس في إيران اخوانا لهم
فعنوان مؤلفه :( التطبيع إبادة جماعية) غلط وخطأ وقول على الله بلاعلم وتدخل سافر  في شؤون ولاة أمور المسلمين بل ان الصلح في حال ضعف المسلمين إذا قام به ولي الأمر هو من يمنع الابادة الجماعية للمسلمين بعد فضل الله تعالى ورحمته ؛ فقاتل الله الإخوانية الخوارج مااشد ضررهم واعظم خطرهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
والحق واضح ابلج
فعلى مر تاريخ الإسلام نجد أن أهل الأهواء والبدع والفرق والجماعات المنحرفة يطلقون أسماء محدثة مبتدعة لتشويه صورة دين الإسلام ناصعة البياض وذلك بتشويه حملته الأبرار العلماء الثقات الأطهار فقاموا بالنبز والتعيير لأهل الحق بأسماء منها :
الحشوية
والتيميه
والوهابية
والجامية
والعملاء
وعلماء السلطان
وعلماء الحيض والنفاس 
ومن آخر فجورهم في الخصومة إطلاق مصطلح ( المداخلة )
وقد قيل :" لايضر السحاب نبح الكلاب "؛ودين الله منصور
يقول الله تعالى وتقدس :{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [ سورة التوبة: الايات ٣٢ - ٣٣ ].وقال الإمامُ أحمد: حدثنا أبو المغيرة: حدثنا صفوان: حدثنا سليم بن عامر، عن تميم الدَّاري رضي اللهُ عنه قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنَّهار، ولا! يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله هذا الدِّين، يعزّ عزيزًا، ويُذلّ ذليلًا ) .
فاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ اللهم اكفِ المسلمين حكاما ومحكومين شر الاخوانية الخوارج و شر الروافض المجوس وكل من فيه شر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ اللهم بارك وانصر واشفِ وعافِ ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ اللهم اجزهم عني خير الجزاء علي ما بذلوه لشخصي الضعيف من تعليم للتوحيد والسنة ومن أمن وامان ورغد عيش تم بفضل الله ورحمته ثم فضلهم وقد ثبت في سنة رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم:( من لم يشكر الناس لم يشكر الله).
واسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح المتقبل وان يبسط لنا رزقه وفضله وجوده وكرمه وإحسانه وان يحسن  الخاتمة لنا ولكم وان يرزقنا جميعا رؤية الله عز وجل في الفردوس الأعلى من الجنة .
والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°°
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

الأحد، 15 يونيو 2025

《 من صفات أهل الأهواء والبدعة والفرقة 》 :



بسم الله الرحمن الرحيم 

فهذه بعض صفات اهل الأهواء والبدع والخرافات والفرقة والاختلاف منها :

انهم يحرصون على انهم يخالفون سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

ويتشددون وقت الرخصة الشرعية .

ولهم حيل في ارتكاب المحظورات 

ويتساهلون بل يهملون و يتركون فعل الواجبات .

فظاهر عملهم مخالفة أمر رب العالمين 

ومحاربة ميراث المرسلين واحداث البدع في الدين وتهميش أصول عقيدة المسلمين .

يحاولون في  الشعائر الإسلامية و يحاربون الشرائع الحنيفية سلوكهم في حبوط 

و مآلهم في هبوط . 

كفى الله المسلمين شرهم .

•••••••

كتبه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الثلاثاء، 3 يونيو 2025

( الفروق الواضحة بين علماء السنة الذين زلوا في مسائل في توحيد الأسماء والصفات وبين علماء المتكلمة الجهمية المعطلة )



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:

فهنا فائدة علمية يتضح فيها الفرق بين من زل في توحيد الأسماء والصفات من أهل الحديث والأثر والفقه والنظر مثل البيهقي وابن حزم والشاطبي والقرطبي و النووي وابن حجر وغيرهم من أمثالهم  رحمهم الله جميعا  فعلماء السنة السلفيين اوجدوا لهم العذر وبينوا انهم علماء اجتهدوا من غير تعمد للخطأ لكنهم لم يوفقوا في اجتهادهم وسبب ذكر التفريق بينهم وبين غيرهم من أهل التعطيل الجهمي ان جماعة الاخوانية الخوارج يزعمون كذبا وزورا وظلما وبهتانا ان جماعتهم الضالة ورموزهم اهل الشذوذ والانحراف مثل سيد قطب فجعلوا منزلتهم كمنزلة هؤلاء العلماء الأعلام  الذين خدموا سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فدواوينهم المطبوعة تشهد لهم وهي حجة لهم لا عليهم مع وصفهم بالحفظ والأمانة والإمامة من قبل أئمة السنة وشيوخ الإسلام واما نسبة هؤلاء الي المعطلة الجهمية وخاصة الكلابية الذين نسبوا أنفسهم ظلما وزورا وبهتانا الي ابي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى وذلك لرجوعه عن أصول الدين المحرّفة المنحرفة التي اعتنقها ابن كلاب ودعا إليها وكان مذهبه الذي سار عليه وعليه أتباعه وقلنا بوجود اختلاف بينهم وفرق وافتراق 

وهذا يتضح في أمور منها :


              (  اولا  ) 


هؤلاء الحفظة الاثبات مصدر الاستدلال عندهم كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والأخذ باثار السلف الصالح ونهجهم ويعظمون الكتاب العزيز والسنةالنبوية ويجلون السلف الصالح ويهتمون بهديهم لكن كما ذكرنا زلوا فضلوا وأما هؤلاء الكلابية الاشاعرة فمصدر الاستدلال عندهم العقل فهم لا يرفعون رأسا بكلام الله سبحانه وتعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يهتمون بآثار سلفنا الصالح وهديهم  ويزعمون انهم رجال وهم رجال لكن والله ان الفرق  بينهم عظيم بل أشد وأكثر تفريقا  بين الثرى والثريا ولو كانوا رجالا يعقلون لما عارضوا بعقولهم المريضة كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهم يعارضون الوحي الذي يوحى  الذي تكفل بحفظ كتابه العزيز وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ؛ ولو كانت عقولهم سليمة من مرض الشبهات والعلل الخفية  القلبية لآمنت واستلمت واسلمت وانقادت الي الحق.

والعقول السليمة من هذه الأمراض لا تستطيع معرفة ولاعبادة ولاطاعة ولا توحيد خالقها  على جهة التفصيل ؛ إلا ببعث الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من ربهم الكريم والذي  انزل عليهم كلامه المنزل غير مخلوق وأيدهم بالمعجزات القاهرة والأدلة النقلية والحجج العقلية الباهرة لبيان الحق واضحا ولإقامة الحجة الرسالية عليهم


               (   ثانيا  ) 

يتبين الفرق واضحا جليا في آثار الفريقين فمن زل من علماء السنة في مسائل توحيد الأسماء والصفات فيشاهد ويطلع على  اهتمامه الكبير  وجهده الجسيم في نشر السنة والدفاع عنها  وانظروا مؤلفاتهم مثل البيهقي وابن حزم والشاطبي والقرطبي و النووي وابن حجر والسخاوي والسيوطي رحمهم الله جميعا فكلها في السنة ونشرها  وفي علم  الحديث ومصطلحه

 وأما المتكلمة من الجهمية المعطلة فما عندهم الا الكلام السئ ومعارضة نصوص  الوحيين في سفسطة عقلية فاسدة وكلامهم   كلام ردئ إذ فيه نشر لزبالة فكرالفلاسفة من أهل  الإلحاد والتعطيل الجهمي   وتأييدهم  لآراء شاذة  ونشرها بين الملأ.


              (   ثالثا   ) 

قد يقول أحدهم ان  جماعة الإخوانية الخوارج ورموزها ودعاتها والتي جنحوا في دعوتهم الي الأخذ بالاعتقاد التكفيري الخارجي  فنحت توجهاتهم الفكرية نحو معتقد الخوارج بل وماثلوهم وأخذوا عنهم ضلالهم فكانت دعوتهم ذات  منهج منحرف  فزعموا انه يقال فيهم وينطبق عليهم مثل ماقيل في هؤلاء الحفاظ الذين عرفوا بالسنة من علماء الحديث فيقال ودا عليهم  : ان فرقة الإخوانية الخوارج ورموزها ودعاتها خالفوا أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في فهم الكتاب العزيز وردوا العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقبلوها وحاربوا أصولها فهذا الإمام ابن باز رحمه اللهُ تعالى حينما :" سُئل رحمه الله: أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم وقوله : ( ستفترق أمتي علي ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )؛فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات و بدع و جماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق للعصا علي ولاة الأمر ….هل هاتان الفرقتان تدخلان في الفرقة الناجية؟

الجواب: تدخل في الاثنين والسبعين، ومن خالف عقيدة أهل السنة والجماعة دخل في الاثنتين والسبعين، والمراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم:(أمتي) أي أمة الإجابة أي استجابوا لله و أظهروا أتباعهم له .

السائل: يعني هاتان الفرقتان من ضمن الاثنتين والسبعين؟

الجواب: "نعم من الاثنتين و السبعين" . انتهى كلامه رحمه اللهُ تعالى.

وقال الإمام الألباني رحمه الله تعالى :" خلافنا مع اﻹخوان المسلمين خلاف في الأصول لا في الفروع فقط 

‏وليس صوابا أن يقال بأن اﻹخوان المسلمين من أهل السنّة لأنهم يحاربون السنّة " .

‏[ الهدى والنور ٣٥٦ ] .

وقل هذا الكلام في الصوفية القبورية وشركهم في الأقوال والأفعال وقولهم في الحلول والاتحاد واعتمادهم على إدلة باطلة مثل الوجد والكشف والإلهام.


              (  رابعا  ) 

يتبع ما سبق أن هؤلاء الأئمة الحفاظ 

بان منهم شدة حرصهم على اتباع معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح

وذلك بالأخذ بالمصدرين الصافيين الوحيين - كتابا وسنة -

 وان ظهر منهم انهم تأثروا بجزء  من معتقد المعطلة الجهمية وليس كله  ألا ان هذا التأثر العقدي كان نابعا عن بحث علمي طريقه الاجتهاد يريدون الحق والصواب مع معلومات عقدية منحرفة اخذوها عن مشايخهم الذين تتلمذوا عليهم و بيئة عاشوا فيها 

فمجموع هذه الأمور المظلمة المضلة كانت

 سببا لزلاتهم اجتهادا وليس تعمد الضلال وقصده لهذا

اقول :

      (  خامسا  ) 

على  طلاب العلم الحذر 

 من :


            [   أ   ]

انه يجب عليهم معرفة الأخطاء في المسائل العقدية في توحيد الأسماء والصفات التي وقعوا فيها و الابتعاد عنها وذلك بالرجوع إلى كلام علماء السنة اتباع السلف الصالح في إيضاحهم لما ارتكبوه من أخطاء 

فالخطأ يوضح ويبين مهما علت منزلة قائله فالحق أحق ان يتبع وهم نحبهم في الله لاتباعهم للسنة لكن بيان الحق ونصره وتحذير المسلمين من الزلات العقدية والضلالات الفكرية احب إلينا.


          [   ب   ]

الحذر من سلوك نهج الحدادية الإخوانية الخوارج وتحذيرهم من كتب أئمة السنة وأعلام السلف الصالح الذين وقع منهم بعض الأخطاء في توحيد الأسماء والصفات فمنعوا كتبهم وحذروا منها وقام فريق منهم بإحراقها فهذه طريقة أهل الضلال والتعالم والتشدد والغلو فطالب العلم الذي يحرص على طلب العلم مكتبته لا تخلو من كتبهم مثل :( المحلى) و( فتح الباري) وغيرها من امّات الكتب النافعة المفيدة والحذر من طريقة هؤلاء الخوارج الحدادية والتحذير والبعد عنها واجب

ومن فضل الله علينا ورحمته ان جرى منا كتابة عدة مؤلفات بهذا الموضوع من اهمها :


(  ١  )


《 وصية إلى الإخوة طلاب العلم في بذل الجهد في طلب العلم وعلى فقه المسائل العلمية المختلف فيها ومعرفة كيفية التعامل مع المخطئ من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح والمخطئ من أهل الأهواء والبدع والفرق والجماعات المنحرفة في ضوء الاطلاع على سيرة وأقوال أئمة السلف الصالح 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/11/blog-post_21.html


(  ٢   )


《 الإجابة عن سؤال ورد إلينا في بيان حال جماعة من أهل العلم 》



https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/11/blog-post_7.html


والله اعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الجمعة، 30 مايو 2025

[ رسالتنا موضوعها : عن حكم ( الامن من النفاق ) و( علامة وجود الايمان وعلامة وجود النفاق في الإنسان ) و(صفة مكر الله ) و( حكم الأمن من مكر الله ) و ( قصة شاعر واعظ )و( الدعاء لنا ولكم بحسن الخاتمة)]



بسم الله الرحمن الرحيم 



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:

 فمن معتقد أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح الخوف من النفاق والخوف منه اذ إن من الأمور التي يحذرها ويخافها اهل التوحيد والسنة والإيمان الخوف من أن يحبط الأعمال وهو لا يشعر ؛ قال إبراهيم التيمي رحمه اللهُ تعالى : " ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا ". وقال ابن أبي مليكة رحمه اللهُ تعالى : " أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل ". ويذكر عن الحسن رحمه اللهُ تعالى انه كان يقول : " ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق".

ومن فضل الله سبحانه وتعالى علينا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ان جعل لنا علامة ظاهرة تدل على إيمان المسلم وبها يعرف ومن فقدها او ابغض هذه الصفة فهذا دليل بيّن ظاهر على النفاق وبها يعرف المنافق ألا وهو حب الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين 

قال الحافظ البَيهَقيُّ رحمه اللهُ تعالى : " ويَدخُلُ في جُملةِ حُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُبُّ أصحابِه؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أثنى عليهِم ومَدحَهم فقال: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }.[سورة الفتح: الاية ٢٩ ] .وقال: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }.[سورة الفتح: الاية ١٨ ] ، وقال: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}. [سورة التوبة: الاية ١٠٠] ، وقال: { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }.[سورة الأنفال: الاية ٧٤ ] ، فإذا نَزَلوا هَذِه المَنزِلةَ استَحَقُّوا عَلى جَماعةِ المُسْلِمينَ أن يُحِبُّوهم، ويَتَقَرَّبوا إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ بمَحَبَّتِهِم؛ لأنَّ اللهَ تعالى إذا رَضِيَ عن أحَدٍ أحَبَّه، وواجِبٌ عَلى العَبدِ أن يُحِبَّ مَن يُحِبُّهُ مَولاه " انتهى من [ كتاب شعب الإيمان ( ٣ / ٨٨ ) بتصرف يسير].

ومِن معتقد أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ اتباع السلف الصالح وُجوبُ مَحَبَّةِ أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وقَد استفاضت نُصوصٌ الوحيين الكثيرةٌ متواترة متوافرة متضافرة مِنها ما سبق ذكره ومنها قوله تعالي وتقدس : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }.[سورة الحشر: الآية ١٠ ] .

قال الامام ابن كثير رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:"وما أحسن ما استنبط الإمام مالك من هذه الآية الكريمة : أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء".

قال الطحاوي رحمه اللهُ تعالى في متن عقيدته المشهورة :"ونُحِبُّ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا نُفْرِطُ في حُبِّ أحَدٍ مِنهم، ولا نَتَبَرَّأُ من أحَدٍ مِنهم، ونُبغِضُ مَن يُبغِضُهم، وبِغَيرِ الخَيرِ يَذكُرُهم، ولا نَذكُرُهم إلَّا بخَيرٍ، وحُبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبُغْضُهم كُفرٌ ونِفاقٌ وطُغيانٌ ".

وفي صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن الصحابي الجليل أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( آيةُ الإيمانِ حُبُّ الأنصارِ، وآيةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنصارِ ).وفيهما ايضًا من حديث الصحابي الجليل البَراءِ بْنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال في الأنصارِ: ( لا يُحِبُّهم إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبغِضُهم إلَّا مُنافِقٌ، من أحَبَّهم أحَبَّه اللهُ، ومَن أبغَضَهم أبغَضَه اللهُ ).

وفي صحيح مسلم رحمه اللهُ تعالى عن الصحابي الجليل 

عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: ( والَّذي فلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمةَ إنَّهُ لعَهِدَ النَّبيُّ الأمِّيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَيَّ ألَّا يُحِبَّني إلَّا مُؤْمِنٌ ولا يُبغِضَني إلَّا مُنافِقٌ ) .

وفي كتاب العقيدة الواسطية وهي من اشهر كتب الاعتقاد لأهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهُ تعالى : " يَتَبَرَّؤونَ من طَريقةِ الرَّوافِضِ الَّذينَ يُبغِضونَ الصَّحابةَ ويَسُبُّونَهم، وطَريقةِ النَّواصِبِ الَّذينَ يُؤذُونَ أهلَ البَيتِ بقَولٍ أو عَمَلٍ " .

والأمر الآخر الذي يجب التنبيه عليه هو : ( الأمن من مكر الله) 

وصفة المكر لله سبحانه وتعالى 

 صفة فعلية اختيارية قائمة بذات الله سبحانه وتعالى على ما يليق بربنا عز وجل ؛ متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى من غير تمثيل ولاتكييف ولا تعطيل ولاتحريف ولاتشبيه باطل ولا تأويل فاسد :{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ؛ وهذا ما عليه معتقد أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وهذا عمل بالكتاب العزيز والسنة النبوية فقد أثبتها الله سبحانه وتعالى لنفسه على جهة المقابلة لمكر الماكرين فقال عز وجل :{ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }.[سورة النمل: الآية ٥٠ ] .

وقال تعالى وتقدس :{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.[سورة آل عمران: الآية ٥٤] .

وفي الحديث الصحيح الشريف 

عن الصحابي الجليل عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو: ( ربِّ أَعِنِّي ولا تُعِن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسِّر هُدايَ إليَّ، وانصرني على مَن بغى عليَّ، اللهم اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مِطواعًا، إليك مُخْبِتًا، أو مُنِيبا، رب تقبَّل توبتي، واغسل حَوْبتي، وأجب دعوتي، وثبِّت حُجَّتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لساني، واسْلُلْ سَخِيمةَ قلبي )

رواه احمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه رحمهم اللهُ تعالى وصححه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح سنن ابن ماجه رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٣١٠٣ ).

ف"الله جل وعلا حذر عباده من الأمن من مكره والقنوط من رحمته، فالواجب على أهل الإيمان أن يجمعوا بين الخوف والرجاء أن يخافوه ويرجوه ، فلا قنوط ولا أمن، بل يجب أن يرجى لكمال إحسانه، وكمال جوده وكرمه، ويجب أن يُخاف لعظيم انتقامه وشدة بطشه، قال تعالى: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}. [سورة الحجر : الاية ٤٩-٥٠ ].قال جل وعلا: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}. [ سورة البروج: الآية ١٢ ] قال تعالى: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [سورة الأعراف: الآية ٩٩ ] وقال سبحانه: { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ }. [سورة الحجر: ٥٦ ] وقال جل وعلا: { وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }.[سورة يوسف: ٨٧] قال عز وجل:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.[ سورة الزمر: الاية ٥٣ ].فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يخاف الله ويرجوه، وأن يكون بين الخوف والرجاء، يخاف الله مما يقع منه من الذنوب والسيئات، ولعظم انتقامه وعظيم بطشه لمن خالف أمره، ويرجوه لكمال إحسانه وكمال جوده وكرمه وعظيم رحمته سبحانه وتعالى في حق من اتقاه وقام بحقه وسارع إلى مراضيه، ولهذا يقول جل وعلا: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}. [سورة الأعراف: الآية ٩٩ ] مكر الله عقوبته، وأخذ العبد على غرة، :{ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [ سورة الأعراف: الآية ٩٩ ] يعاقبهم بمثل ما فعلوا :{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }.[ سورة آل عمران: الآية ٥٤ ].

والمكر: هو فعل ما حرم الله بالطرق المعوجة بالخداع والتلبيس، فالله يعاقبهم بمثل ما فعلوا جزاء وفاقًا، وهكذا المخادعة: { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }.[ سورة النساء: الآية ١٤٩ ] فمن خادع الناس وظلمهم فقد خادع الله بذلك، وهو جدير بالعقوبة من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم.

وهكذا من مكر جدير بأن يمكر به عقوبة له بمثل ما فعل، والله يوصف بالمكر في مقابل المكر، والاستهزاء في مقابل الاستهزاء، والخداع في مقابل الخداع، فهذه صفات لربنا عز وجل في مقابل أضدادها فمن مكر مكر به، ومن خادع خدع، ومن استهزأ استهزئ به، ومن كاد كيد :{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا .وَأَكِيدُ كَيْدًا}. [سورة الطارق : الآية ١٥- ١٦ ] وهو في حقه كمال؛ لأنه عدل منه سبحانه وتعالى ، فالخداع في حقه والمكر والكيد والاستهزاء كله في حقه حق؛ لأنها صدرت منه في مقابل المجرمين في جزائهم على عدوانهم، والانتقام من الظالم بمثل ما فعل حق ومدح، وإن عفا فهو أهل الفضل عز وجل 

وفي حديث ابن عباس المروي عنه أن النبي ﷺ بين أن من الكبائر: ( اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله).فالواجب على المؤمن أن يحذر ذلك.

وهكذا ما جاء في أثر ابن مسعود: [ أكبر الكبائر اليأس من رحمة الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روحه عز وجل ].والأمن من مكره جل وعلا، كل هذه كبائر يجب الحذر منها: الأمن والقنوط واليأس من رحمة الله، والمكر، والخداع، يجب على المؤمن أن يكون ذا إنصاف، وذا عدل، وذا عناية بالحق، ورحمة وعطف، وأن يكون عظيم الخوف من الله، شديد الحذر من عقابه جل وعلا، بعيدًا عن صفات المنافقين من الخداع والاستهزاء والمكر ".انتهى ؛[ من كلام الامام ابن باز رحمه اللهُ تعالى من موقعه الرسمي ].

وإتماما لموضوع رسالتنا نذكر طرفا من الشعر المملوء حكمة وفيه قوة لفظ وجزالة معنى فمن هذا الشعر قصيدة هذا نصها :

صِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ


فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ


واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً


إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ


واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ


بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا


ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً


إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ


وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ


ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ


واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ


فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ


والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ


إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ


وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوه


نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ


لا تحرِصَنْ الحِرصُ ليسَ بزائدٍ


في الرِّزق بل يشقى الحريصُ ويتعبُ


ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً


والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ


كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ


رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ


وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ


واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ


وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا


مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ


وإذارُميتَ من الزمانِ بريبـة


أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ


فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ


يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ


كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ


إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ


واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ


يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ


واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً


واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ


وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ


وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ


فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا


طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ


فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي


فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ


ومن شعره ايضاً :

متى يَبْلُغُ البُنْيانُ يَومًا تَمامَه اِذا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُك يَهْدِمُ؟

متى يفْضل المُثْرِي اِذا ظَنَّ أنَّهُ إذا جادَ بِالشيءِ القَليلِ سَيُعْدِمُ؟


ومنه:

اِذا ما خَلَوْتَ الدهرَ يومًا فَلا تَقُلْ: خَلَوْتُ، وَلكِنْ قُلْ: عَلَيَّ رَقيبُ

فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ ساعَةً ولا أن ما يُخْفَى عليه يغيبُ.

 وجميع هذه الابيات للشاعر صالح بن عبدالقدوس الذي ولد في القرن الأول من القرون المفضلة فأدرك الدولة الأموية ثم الدولة العباسية

كان واعظا مذكرا للناس

وقد صاحب المتكلمة المناطقة اذناب الفلاسفة فكان من جلسائه كبار المعتزلة مثل ابي الهذيل العلاف وغيرهم .

قال عنه فيمن كتب عنه انه كان يميل إلى الديانة المانوية الثنوية وهم الذين يقولون بالهين اثنين ( اله خير واله شر واله نور واله ظلمة ) .

رجح بعض اهل العلم ان القصيدة الزينبية منسوبة اليه ولعل منها ماسبق من ابيات وفيها يقول :

صَرَمتْ حبالَكَ بعـــدَ وصلكِ زينبُ

والدهـرُ فيه تصرُّمٌ وتقلبُ

ذهب الشبابُ فما له مــن عَودة

وأتى المشيب فأين منـه المهرب؟

لا تأمنِ الدهـر الخَئونَ فإنه

لا زال قِدمًا للرجــال يؤدِّب

واقنع ففي بعض القناعة راحـــةٌ

واليأس مما فات فهـو المطلب

واذا طمعتَ كُسيتَ ثــــوبَ مذلة

فلقــد كُسي ثوبَ المذلة أشعبُ

إن الحقــود وإن تقادم عهده

فالحقد باق في الصــــــــدور مغَيَّب

لا خير في ودّ امــــرئ متملق

حـلو اللسان وقلبه يتلهب

يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ

وإذا توارى عنك فهــو العقرب

يعطيك من طرف اللسان حـلاوة

ويـــــروغ عنك كما يروغ الثعلب

وصِلِ الكرامَ وإن رمَوكَ بجَفْوة

فالصفحُ عنهم بالتجاوزِ أصوب

واختر قرينك تصطفيه تفاخـرًا

إن القرين إلى المقـــارَن يُنسب

إن الغنيَّ من الرجـــال مكرَّم

وتراه يُرجى مــا لديه ويُرهب

ويُبشُّ بالترحيب عند قـدومه

ويقام عند سـلامه ويُقرّب

ودع الكـذوب فلا يكن لك صاحبًا

إن الكـذوب يَشين حرًّا يصحب

وزنِ الكـلام اذا نطقت ولا تكن

ثرثارة في كـــل نادٍ تخطب

واحفـظ لسانك واحترز من لفظه

فالمرء يسلم باللسـان ويعطب

واحرص على حفظ القلوب من الأذى

فرجوعها بعـد التنافر يصعب

إن القـلـوب إذا تنافر ودُّها

شِبه الزجــاجة كسرُها لا يُشعب

كن ما استطعت عـن الأنام بمعزِل

إن الكثير من الــورى لا يُصحب

واحذر مصاحبة اللئيم فإنه

يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ

واحذر من المظلوم سهمًا صائبًا

واعلم بأن دعــاءه لا يُحْجَب

فلقـد نصحتك إن قبلت نصيحتي

فالنصح أغلى ما يبـاع ويوهب .

وهذه القصيدة نسبت إلى الصحابي الجليل امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللهُ عنه لكن في ثنايا القصيدة ذكر شخصية معروفة وهي شخصية اشعب والذي ولد بعد وفاة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيها يقول :( وإذا طمعت كسبت ثوب مذلة .

فلقد كسي ثوب المذلة اشعب )

ومن إشعاره التي تدل على انحرافه العقدي وخاصة 

فى قضاء الله وقدره :

لَم تَخْلُ أَفعالُنا اللاتي نُذَمّ بها إِحدى ثلاث خِصالٍ في مَعَانيها:

إِما تَفَرُّد مَوْلانا بصنعتها فاللومُ يَسْقُط عَنّا حينَ نأتيها

أو كانَ يَشْرَكُنا فَاللَّوْمُ يَلْحَقُه إِن كانَ يَلْحَقُنا من لائِمٍ فيها

أَوْ لَمْ يَكُنْ لِإِلهي في جِنَايَتِها صُنْعٌ فَمَا الصُّنْعُ إِلا ذَنْبُ جانيها

ومما كتب عنه :

انه يخلط في وعظه فيدس السم بالدسم فيذكر طرفا من المعتقد المانوي الثنوي الفارسي قتله قيل المهدي وقيل هارون الرشيد على الزندقة ؛ فالله اعلم بحاله 

ومآله .

وفي كتاب وفيات الوفيات لابن خلكان رحمه الله تعالى [ ( ٢ / ٤٩٣ ) الشاملة ] : قال أحمد بن عبد الرحمن المعبر: " رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكاً مستبشراً فقلت له: ما فعل بك ربك، وكيف نجوت مما كنت ترمى به قال: إني وردت على رب لا تخفى عليه خافية، فاستقبلني برحمته وقال: لقد علمت براءتك مما كنت تقذف به. وكان قتله سنة سبع وستين ومائة" .

وفي ختام رسالتي :

أوجه نصيحة إلى الاخوة والأبناء الكرام طلاب العلم وذلك في طلب العلم الشرعي المبني على كلام الله المنزل وعلي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عز وجل فيه :{ وما ينطق عن الهوي . ان هو الا وحي يوحى } [ سورة النجم : الآية ٣ ] وفق فهم وهدي السلف الصالح والأخذ عن علماء السنة اتباع السلف الصالح الذين عرفوا بها - تعلما وتعليما وفهما ونصرا لها ولأهلها ودعوة اليها - والحذر من اهل المتشابه والشبهات والبعد عن رموز الفرق الضالة والجماعات التكفيرية اهل الشذوذ والبدع والخرافات والانحرافات ؛ واهل التفرق والاختلافات ؛{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }. 

( يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك ).( اللَّهمَّ اصرِفْ قلوبَنا إلى طاعتِكَ ).

وفقنا الله وإياكم الى مايحبه ويرضاه ورزقنا الله واياكم علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا 

وثبتنا الله على التوحيد والسنة في الحياة وعند الممات ورزقنا الله وإياكم رؤيته في الفردوس الأعلى من الجنة وأحسن الله لنا ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات الخاتمة انه ولي ذلك والقادر عليه والله اعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الأحد، 25 مايو 2025

( ذكر شىء من قصة نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتضح أمر يحتاج بعضهم الي معرفته في سبب انشاء الأهرامات في مصر فهو دلالة على عظيم فضل دين الإسلام لمن تمسك به و سعادة لهم في الدنيا والآخرة مع حكم تمني الموت بالأدلة )

 



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فيقول الله تعالى وتقدس :{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } [الآية ٥٥ من سورة يوسف ] 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة :

" فقال يوسف ، عليه السلام : { اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم } مدح نفسه ، ويجوز للرجل ذلك إذا جهل أمره ، للحاجة . وذكر أنه { حفيظ } أي : خازن أمين ، { عليم } ذو علم وبصر بما يتولاه .

قال شيبة بن نعامة : حفيظ لما استودعتني ، عليم بسني الجدب . رواه ابن أبي حاتم .

وسأل العمل لعلمه بقدرته عليه ، ولما في ذلك من المصالح للناس وإنما سأل أن يجعل على خزائن الأرض ، وهي الأهرام التي يجمع فيها الغلات ، لما يستقبلونه من السنين التي أخبرهم بشأنها ، ليتصرف لهم على الوجه الأحوط والأصلح والأرشد ، فأجيب إلى ذلك رغبة فيه ، وتكرمة له " . انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

ومن عجيب ما ذكره المؤرخون وبعض الباحثين في الآثار والتاريخ ان نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام هو من قام بوضع الاهرامات خزائن الأرض  وقت  السبع سنوات العجاف التي ورد ذكرها فى القران الكريم وهذا كله جرى بفضل الله سبحانه وتعالى ورحمته لعباده وهذا يبين  عظيم فضل دين الإسلام إذ في التمسك بشرائعه وشعائره واركانه وواجباته وسننه وترك مانهى الله عنه مصالح دنيوية عظيمة وفوائد جسيمة مع ما يناله المسلم الموحد السني، من منزلة كبيرة ودرجة عالية رفيعة في الآخرة فهو دين يجمع لصاحبه  سعادة الدنيا والآخرة

قال الله تعالى على لسان يوسف عليه الصلاة والسلام:{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }

قال الامام ابن كثير رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:" هذا دعاء من يوسف الصديق ، دعا به ربه عز وجل ، لما تمت النعمة عليه ، باجتماعه بأبويه وإخوته ، وما من الله به عليه من النبوة والملك ، سأل ربه عز وجل ، كما أتم نعمته عليه في الدنيا أن يستمر بها عليه في الآخرة ، وأن يتوفاه مسلما حين يتوفاه . قاله الضحاك ، وأن يلحقه بالصالحين ، وهم إخوانه من النبيين والمرسلين ، صلوات الله وسلامه [ عليه و ] عليهم أجمعين .

وهذا الدعاء يحتمل أن يوسف ، عليه السلام ، قاله عند احتضاره ، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة ، رضي الله عنها; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل يرفع أصبعه عند الموت ، ويقول : ( اللهم في الرفيق الأعلى ، اللهم في الرفيق الأعلى ، اللهم في الرفيق الأعلى ).

ويحتمل أنه سأل الوفاة على الإسلام واللحاق بالصالحين إذا حان أجله ، وانقضى عمره; لا أنه سأل ذلك منجزا ، كما يقول الداعي لغيره : " أماتك الله على الإسلام " . ويقول الداعي : " اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين " .

ويحتمل أنه سأل ذلك منجزا ، وكان ذلك سائغا في ملتهم ، كما قال قتادة : قوله : { توفني مسلما وألحقني بالصالحين }لما جمع الله شمله وأقر عينه ، وهو يومئذ مغمور في الدنيا وملكها وغضارتها ، فاشتاق إلى الصالحين قبله ، وكان ابن عباس يقول : ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف ، عليه السلام .

وكذا ذكر ابن جرير والسدي عن ابن عباس : أنه أول نبي دعا بذلك . وهذا يحتمل أنه أول من سأل الوفاة على الإسلام . كما أن نوحا أول من قال : { رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا } [ نوح : ٢٨ ] ويحتمل أنه أول من سأل نجاز ذلك ، وهو ظاهر سياق قتادة ، ولكن هذا لا يجوز في شريعتنا .

قال الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنيا الموت فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) .[ ورواه البخاري ومسلم ، وعندهما : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنا فيزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب ، ولكن ليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي )] .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا معان بن رفاعة ، حدثني علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : جلسنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ورققنا ، فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء ، فقال : يا ليتني مت! فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : ( يا سعد أعندي تتمنى الموت ؟ ).فردد ذلك [ ثلاث ] مرات ثم قال : ( يا سعد ، إن كنت خلقت للجنة ، فما طال عمرك ، أو حسن من عملك ، فهو خير لك )

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو يونس - هو سليم بن جبير - عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعون به من قبل أن يأتيه ، إلا أن يكون قد وثق بعمله ، فإنه إذا مات أحدكم انقطع عنه عمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا ) تفرد به أحمد .

وهذا فيما إذا كان الضر خاصا به ، أما إذا كان فتنة في الدين فيجوز سؤال الموت ، كما قال الله تعالى إخبارا عن السحرة لما أرادهم فرعون عن دينهم وتهددهم بالقتل قالوا : { ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين }[ الأعراف : ١٢٦ ] وقالت مريم لما أجاءها المخاض ، وهو الطلق ، إلى جذع النخلة { ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا } [ مريم :  ٢٣ ] لما تعلم من أن الناس يقذفونها بالفاحشة; لأنها لم تكن ذات زوج وقد حملت وولدت ، فيقول القائل أنى لها هذا ؟ ولهذا واجهوها أولا بأن قالوا : { يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا } [ مريم : ٢٧ -٢٨  ] فجعل الله لها من ذلك الحال فرجا ومخرجا ، وأنطق الصبي في المهد بأنه عبد الله ورسوله ، وكان آية عظيمة ومعجزة باهرة ، صلوات الله وسلامه عليه ، وفي حديث معاذ ، الذي رواه الإمام أحمد والترمذي ، في قصة المنام والدعاء الذي فيه : ( وإذا أردت بقوم فتنة ، فتوفني إليك غير مفتون  ) .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو سلمة ، أنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو ، عن عاصم ، عن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( اثنتان يكرههما ابن آدم الموت ، والموت خير للمؤمن [ من الفتنة ] . ويكره قلة المال ، وقلة المال أقل للحساب ) .

فعند حلول الفتن في الدين يجوز سؤال الموت ; ولهذا قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في آخر إمارته لما رأى أن الأمور لا تجتمع له ، ولا يزداد الأمر إلا شدة قال : اللهم ، خذني إليك ، فقد سئمتهم وسئموني .

وقال البخاري ، رحمه الله ، لما وقعت له تلك المحن وجرى له ما جرى مع أمير خراسان : اللهم توفني إليك .

وفي الحديث : ( إن الرجل ليمر بالقبر - أي في زمان الدجال - فيقول : يا ليتني مكانك ) لما يرى من الفتن والزلازل والبلابل والأمور الهائلة التي هي فتنة لكل مفتون " .انتهى كلامه رحمه اللهُ تعالى.

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى ووهب لنا ولكم خيري الدنيا والآخرة واتانا جميعا علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ويسر لنا ولكم حسن الخاتمة ؛ والله  اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

《 حينما يأمر ولي الأمر بتأديب دعاة الإخوانية الخوارج لجرائم اقترفوها كتعديهم على أصول الدين مثل (تكفيرهم للمسلمين )و(استحلال دماء الأبرياء المعصومة البريئة )ولهجهم الدائم بتهميش وتمييع اصول الدين والتي منها ( اصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف) ومخالفته مع محاولتهم زعزعة الأمن والاستقرار و ما بدر منهم من كثرة القول على الله بلا علم يشاهد ان أهل الأهواء والبدع يشابهون حال من تم تأديبه منّ هؤلاء الاخوانية بحال الامامين الجليلين أحمد بن حنبل وإبن تيميه رحمهما الله تعالى . فهل هذا التشبيه صحيح ؟ وهل يسلم لهم بصحة هذا المقارنة ؟ 》






    بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 


أما بعد 


فنقول تفنيدا لهذه الشبهة الظالمة والتي تلوكها السنة اهل الضلال : إن هذا إستشهاد في غير محله وتشبيه ظالم ومقارنة فيها جور وذلك لأمور منها :




                [ أولا ] 


إختلاف الغايةو المقصد واختلاف الطريق المسلوك في اتباع الشرع فإبن حنبل وإبن تيميه رحمهما الله تعالى أرادوا الله والدار الآخرة وإبراء الذمة

ونصحا للامة وأرادوا النصح لولي الأمر وتبيين الحق بالادلة بأدب و خلق رفيع وحكمة وحلم وعلم وفق السنة مع محبتهم وشفقتهم على من ولاه الله أمرهم وان تعرضوا لظلم واذى فلا يحل لهم مجاوزة سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الآمرة في تعظيم شأن ولي الأمر وهم يعلمون ذلك ويعلمونه الناس ويرون وجوب السمع والطاعة لهم والدعاء لهم سرا وجهرا بالخير والصلاح والسداد ووجوب تحذير المسلمين من مغبة وتتائج الخروج عليهم وبيان تحريم ذلك واظهارهم لسوء هذا العمل وعظيم خطر نتائجه وأنه مخالف للشرع والعقل مع ماينتج عنه من إستحلال للدماء بغير حق ...فهل يستوي الفريقان مثلا ؟

الجواب : لا

وهو جواب معروف حتما ...

ولانقول هذا الكلام عنهم ظنا أو رجما بالغيب أو تخرصا أو تقولا عليهم معاذ الله .فلا نقول هذا إلا بما بدر من أقوالهم وأفعالهم التي تدل على موافقة أئمة السنة للسنة بشهادة جميع علماء السنة 

وان هؤلاء الاخوانية الخوارج لهم أفعال وأقوال تدل على مخالفتهم للشرع ومضادتهم للسنة بل محاربة واضحة للسنة ومحاولة تمييع أصول الاسلام ومبانيه العظام وبهذا شهد كبار علماء الإسلام كما هو مدون في ميراثهم السني السلفي على اختلاف الازمنة والاعصار وكثرة ماالفوه من كتب و أسفار وتباعد البلدان والامصار . 


      

                 [ ثانيا ] 


إن هؤلاء الضلال الذين تم تأديبهم ظهر منهم أنهم أرادوا الكرسي و حظوظ الدنيا وشهواتها لكن لبسوا صوف الضأن على قلوب الذئاب فاستغلوا جهالة السذج ومن لا علم عنده بالشرع أو له بصر نافذ في معرفة حالهم فأنخدع بهم كثير من المسلمين بسبب تهييجهم وتحريضهم وإظهار شعائر الإسلام ليتسنى لهم تحقيق اهدافهم الحزبية الدنيوية. 



              [ ثالثا ]


ثم إن عند هؤلاء الضلال قاعدة معروفة عنهم واشتهروا بها و هي قاعدة :" الغاية تبرر الوسيلة " فهم يريدون الدنيا ويتمسحون بالاسلام وعلماء الإسلام وشيوخه لكن الفرق واضح شاسع .

فأظهروا شعارات ومصطلحات شرعية مثل :

(الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى )و(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) و( كلمة حق عن سلطان جائر) بغير المعنى الشرعي الصحيح لها و انهم سيغدقون على الفقراء في شعارات جوفاء مثل ( الراتب لايكفي) و إشعال حماس من ضل من المسلمين بأن ثورتهم من ( اجل الخبز ) و( اطعام الفقراء والمحتاجين) وبهذه العبارات التي يدندون بها على من قل فقهه و عقله ليكونوا حطبا و فداء لتوجهاتهم الخارجية المبتدعة. 



                [ رابعا ] 




هل سمعت

أو نقل اليك 

أو رأيته في كتاب : 

إن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله أعتلوا رؤوس المنابر فتهجموا على ولاة الأمر في عصرهم علانية وسبوهم وشتموهم بإسم الإسلام.... 

ودين الإسلام برئ منهم وذلك ان تعاليم دين الإسلام تنص على تحريم مثل هذه التصرفات الرعناء الجاهلية ...

وتجرمها وتحرمها 

وتعلي منزلة الحكام ف( ليس منا من لم يحترم كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لكل ذي حق حقه)وحقوق ولاة الأمر أتى بها دين الإسلام .

وأقول :

هذه مؤلفات علماء السنة واعلام الهدى و هذه مؤلفات تلامذتهم من بعدهم مدونة عقيدتهم مبثوثة منشورة مشهورة لايوجد فيها عقيدة الخروج أو تزيينه فلايوجد فيها إلا النصح والمحبة والشفقة على المسلمين عامة وخاصة ولاة الأمر وذلك لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصح لهم والدعاء لهم 

فلم يؤثر عنهم الأمر بالخروج على ولاة أمرهم. 

بل عدوه من البدع والمحدثات وجعلوا وجوب طاعتهم أصلا من أصول دين الإسلام { افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون }؟

ثم أنظر كلام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فيما ذكره عنه ابنه ؛ قَالَ حَنْبَلٌ رحمه الله : " اجْتَمَعَ فُقَهَاءُ بَغْدَادَ فِي وِلَايَةِ الْوَاثِقِ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَقَالُوا لَهُ : إنَّ الْأَمْرَ قَدْ تَفَاقَمَ وَفَشَا, يَعْنُونَ إظْهَار الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَغَيْر ذَلِكَ, وَلَا نَرْضَى بِإِمْرَتِهِ وَلَا سلْطَانه ، فَنَاظَرَهُمْ فِي ذَلِكَ وَقَالَ عَلَيْكُمْ بِالْإِنْكَارِ بِقُلوبِكُمْ وَلَا تَخْلَعُوا يَدًا مِنْ طَاعَة وَلَا تَشُقُّوا عَصَا الْمسْلِمِينَ ، وَلَا تَسْفِكُوا دِمَاءَكُمْ وَدِمَاءَ الْمسْلِمِينَ مَعَكُمْ ، وَانْظُرُوا فِي عَاقِبَةِ أَمْرِكُمْ ، وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيح بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاح مِنْ فَاجِر وَقَالَ لَيْسَ هَذَا صَوَاب ، هَذَا خِلَاف الْآثَار " .[ الآداب الشرعية ( ١ / ٢٢١)].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله، ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم و إن منعوه عصاهم فما له في الآخرة من خلاق".[ مجموع الفتاوى ( ٣٥ / ١٦ - ١٧ )].

وماذكرناه عن هذين الامامين غيض من فيض وذكرناه على سبيل التمثيل لا الحصر 

والا هذا معروف معلوم عنهم بالتواتر فهل يصح مقارنة هؤلاء الأئمة المصلحين برؤوس الخوارج المفسدين وبدعاة الاخوانية المخربين .

ويدرك شيوخ الإسلام وأئمة السنة ان أصل وجوب السمع والطاعة لولي الامر فيه السلامة من الفوضى والابتعاد عن ظهور الفساد , ومنع القوي من أكل الضعيف , وفيهم يمنع سفك الدماء المعصومة وانتهاك الأعراض المصونة , ويحصل الامن والامان ويرتدع قطاع الطرق واللصوص من الهجوم على الناس , وفي طاعتهم يصبح الناس بأمن وأمان وتنتظم حياتهم فيحرصون على مصالحهم وترتيب معايشهم لذا اتفق ذوو العقول الراجحة على ضرورة تنصيب إمام عليهم يقيم العقوبات الرادعة على كل ظالم ويهابه المجرمون , ويحصل الناس على حياة طيبه ومعيشة كريمة.

 فتنصيب الإمام ووجوب السمع والطاعة له بالمعروف مما دل الشرع الصحيح على وجوبه وأتى العقل الصريح بذلك وقد عُلم بالضرورة من دين الإِسلام :

 أنه لا دين إلاَّ بجماعة

ولا جماعة إلاَّ بإمامة 

 ولا إمامة إلاَّ بوجوب السمع والطاعة بالمعروف .



                  [ خامسا ] 



علماء السنة اتباع السلف الصالح سلكوا في فتاواهم وفي دروسهم ورسائلهم وكتبهم وفي جميع أحوالهم سبيل فقه الكتاب العزيز والسنة النبوية و ما عليه جرى هدي و فهم سلفهم الصالح لنصوص الوحيين .

فهذا هو مصدر دين الإسلام عندهم وأما هؤلاء الإخوانية فتمسكوا بالمتشابه ولووا أعناق النصوص خدمة لتوجهات حزبهم المشبوه ولهم سلف وهم الخوارج

والجهمية المعتزلة والرافضة المجوس فهم يأخذون منهم عقيدتهم و يصدرون عنهم ...فهل رأيت البون الشاسع بين الفريقين ؟


             [ سادسا ]


علماء السنة أتباع السلف الصالح :

لهم في الأمور حنكة 

وفي تصرفاتهم حكمة

فهم يعرفون المنكر من المعروف بالادلة .

وعندهم علم في درجات إنكار المنكر ومراتبه وأنواع المنكر ودركاته " كفر - بدعة - معصية " . وتصور دقيق في حجم ضلال كل منكر ومدى خطورته و أنواع المعاصي فهل هي كبيرة أو صغيرة؟

 ويدركون أبعاد البدع والأهواء فيتصرفون بعلم وعدل وإنصاف وصدق واخلاص وحكمة وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم يريدون بذلك وجه الله والدار الآخرة .

ثم يعرفون متى ينكرون؟ 

وكيف ينكرون ؟

وما نوع انكارهم وما صيغته؟

وما كيفية الإنكار الشرعي التي أتت في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟

ومن ذلك قوله صلى اللهُ عليه وسلم :( مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ) من حديث الصحابي الجليل عياض بن غنم رضي اللهُ عنه ؛ [ رواه الطبراني رحمه اللهُ تعالى في مسند الشاميين وابن ابي عاصم رحمه الله تعالى في السنة وصححه الامام الالباني رحمه اللهُ تعالى في تخريجه للسنة] .

ويعرف هؤلاء الائمة الأعلام من ينكرون عليه ومنزلة من أريد الإنكار عليه .

وكيفية التعامل الشرعي الصحيح معه كل ذلك وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

مع الالمام الكامل في كيفية إنكار المنكر الصحيح. 

والاطلاع على نتائجه وابعاده 

بحيث لايترتب على إنكارهم منكر أعظم منه أو يتولد منه مفسدة أكبر.

فهم يمشون على نور الوحي وما بني عليه من قواعد شرعية وأصول مرعية بأساليب نبوية سنية فهم لهم فقه في درء المفاسد و جلب المصالح وإن درء المفسدة مقدم على جلب المصالح .

ويعرفون اي الخيرين يقدم وأي الشرين يدفع . 

ويعرفون أنواع المصالح والمفاسد وأقسامهما .



                   [ سابعا ] 




إختلاف الملة والمذهب في أصول الدين فائمة السنة كالإمام إبن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهم الله 

من أهل الإسلام الصحيح "أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومن الفرقة الناجية المنصورة وهم اهل السنة والحديث والاثر والفقه والنظر " 

وأما هؤلاء الذين تم تأديبهم فهم اتبعوا سبيل الخوارج في مصدر استدلالهم وكيفية الاستدلال فهم أذناب في الفتيا لحسن البناء و سيد قطب والمسعري وغيرهم ممن انتحل عقيدة الإخوانية الخوارج 

واتبعهم في شبهاتهم 

وحماقاتهم فنتاج معتقدهم المنحرف ان لهم سعي حثيث في اهلاك الحرث والنسل وزعزعة الأمن وذلك بالافتاء بالتكفير واستحلال الدماء المعصومة البريئة واباحة الخروج على ولاة الأمر ؛ فحقهم التأديب والعقوبة المناسبة وردعهم وفق مايراه ولي الأمر إقتضاء للمصلحة التي له الحق في النظر فيها وتقديرها بغير افتئات أو تقدمة على منزلته الشرعية . 

فعقوبة هؤلاء الذين سلكوا طريقة الخوارج الإخوانية إنما هي قربة وديانة يشكر عليها ولي الامر ويدعى له ؛ . 


                  [ ثامنا ] 


سجن الامام احمد بن حنبل والإمام ابن تيميه بسبب حفاظهم على أصول الدين وخاصة في توحيد الأسماء والصفات وأما هؤلاء الإخوانية الخوارج الذين جرى تأديبهم اقتضاء للمصلحة الشرعية فبسبب مخالفتهم لاصول الدين ومحاولة تمييعهم له

 ثم...  

      [ تاسعا ] 


سبب سجن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى والإمام ابن تيمية رحمه الله جرى ذلك بسبب علماء السوء اهل البدع والخرافات والضلال الذين لهم مخالفة للشرع ظاهرة وبينهم توافق بسبب سوء المعتقد مع رموز الإخوانية الخوارج ولم يبدر من هولاء الأئمة تسخط على الحاكم او الطعن فيه مثل حال الاخوانية الخوارج وإنما الصبر والاحتساب والدعاء بالخير والبركة والصلاح لولاة الأمر.وهذه حال الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وحال اتباعهم من بعدهم فقد سجن يوسف عليه الصلاة والسلام ظلما فكانت نتيجة سجنه خير للملك الذي امر بسجنه في دلالته على الرشاد والخير والرأي السديد في صلاح مملكته بل عرض عليه يوسف عليه الصلاة والسلام الوقوف معه في إصلاح شأن دولته وسياستها وفق الحكمة والمصلحة فقال تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام:{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } [ سورة يوسف الاية ٥٥ ].

فهذه حال الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وحال اتباعهم محبة الحق ورحمة الخلق بخلاف الخوارج فهم شر ويحملون فكرا سيئا وأعمالا فاسدة ونوايا سيئة فلم يسلم منهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهاهو ممثل الخوارج في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر عنه الصحابي الجليل ابو سعيد الخدري رضي اللهُ عنه فيقول :

بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَقْسِمُ قَسْمًا، أَتَاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ -وهو رَجُلٌ مِن بَنِي تَمِيمٍ- فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، اعْدِلْ، فَقالَ: (ويْلَكَ! ومَن يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَعْدِلْ؟! قدْ خِبْتَ وخَسِرْتَ إنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ). فَقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لي فيه فأضْرِبَ عُنُقَهُ؟ فَقالَ: (دَعْهُ، فإنَّ له أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مع صَلَاتِهِمْ، وصِيَامَهُ مع صِيَامِهِمْ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إلى نَصْلِهِ فلا يُوجَدُ فيه شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إلى رِصَافِهِ فَما يُوجَدُ فيه شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إلى نَضِيِّهِ -وهو قِدْحُهُ- فلا يُوجَدُ فيه شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إلى قُذَذِهِ فلا يُوجَدُ فيه شَيءٌ، قدْ سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، ويَخْرُجُونَ علَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ). قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هذا الحَدِيثَ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَشْهَدُ أنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وأَنَا معهُ، فأمَرَ بذلكَ الرَّجُلِ، فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ به، حتَّى نَظَرْتُ إلَيْهِ علَى نَعْتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي نَعَتَهُ.اخرجه الامامان البخاري ومسلم رحمهما اللهُ في صحيحيهما .

وفي ختام رسالتي :

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يثبتنا وإياكم على دينه وان يجعلنا واياكم من أنصار دينه وأن يكفي المسلمين - رعاة ورعية. حكاما ومحكومين - شر الأشرار من إخوانية خوارج أو ملاحدة ليبرالية وان يكفيهم كيد الفجار وفسقة الجن والإنس وان ينصر دينه ويعلي كلمته ويرفع شأن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويبتر من حاربها من الجماعات الضالة وان يبارك في ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله تعالى ورعاهم ورزقهم الصحة والعافيه والسلامة ومكنهم من رقاب أعدائهم ونصرهم الله عليهم ...والله أعلى و أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .