بسم الله الرحمن الرحيم
[[ المقدمة ]]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:
فيقول الرسول ﷺ : ( ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ) سئل عن المبشرات؟ قال:( هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له) فالرؤى من المبشرات بالخير ، وهي تسر المؤمن و لا تضعفه عن عمل صالح ، فلا يزال مجدًا في العمل الصالح، يقول الرسول ﷺ : ( إذا اقترب الزمان - يعني إذا قرب أمر الآخرة أمر الساعة- لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدق الناس حديثًا أصدقهم رؤيا، والرؤيا جزء من ست وأربعين جزءًا من النبوة ) فهذا يدل على أن الرؤيا الصالحة لها شأن عظيم وأنها جزء من ست وأربعين جزءًا من النبوة، وأنها لا تكاد تكذب في آخر الزمان إذا رآها المؤمن الصدوق، فينبغي للمؤمن أن يتحرى الصدق في كل شيء، وأن يتحرى الاستقامة في أعماله كلها لأنه كلما استقام في دينه كانت الرؤيا أقرب إلى الصدق، فعلى حسب صدقه في يقظته واستقامته في يقظته وصلاحه تكون رؤياه، ويقول ﷺ:( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ) الشيطان لا يتمثل في صورته عليه الصلاة والسلام، لا قد يدعي أنه رآه وهو ما رأى صورته ولا رآه في صورته فيكون هذا من تسويل الشيطان ومن ألاعيب الشيطان، قد يراه في صورة شيخ كبير هرم، قد يراه في صورة شباب، وليس هو النبي عليه الصلاة والسلام، إنما يراه في صورة مربوع القامة أجمل الناس ليس في لحيته إلا شعيرات قليلة من الشيب، أما إذا رآه هرمًا شيخًا كبيرًا أو شابًا أو ما أشبه ذلك مما يخالف صورته فلم يره، وإنما يكون قد رآه إذا رآه في صورته، و لو قدر أنه رآه لا يكون سعيدًا برؤيته إلا إذا عمل بطاعة الله واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح ولو رآه مع مخالفة الشرع فلا ينفعه ذلك فقد رآه جم غفير من الناس وهو حي عليه الصلاة والسلام وماتوا على الكفر والضلال كالذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه وغيرهم كثير فالرؤيا التي ليس معها عمل لا تنفع حتى في اليقظة، و في حياته ﷺ رآه جم غفير من الكفرة ومن المنافقين ومن أصحاب مسيلمة الكذاب ومن أصحاب الأسود العنسي ولم ينتفعوا بالرؤيا لعدم إيمانهم، فالرؤيا إنما تنفع المؤمن الصادق المستقيم، نسأل الله السلامة.لكن لا ينبغي للإنسان أن يعتمد عليها بل يجتهد في العمل الصالح والاستقامة"،[ مستفاد من كلام الإمام ابن باز رحمه الله بتصرف من موقعه الرسمي رحمه الله].
[[ الفصل الأول : ما أسباب التحدث في الرؤى و الكتابة عن موضوعها ]]
لأسباب أهمها :
[ أولا ]
بيان ان الرؤى هي فتوى كما سنذكر في ثنايا رسالتنا هذه وبين ذلك بإدلة من الكتاب والسنة .
فأغلب من رأيت ممن يقوم بتاويل الرؤى وتفسير وتعبيرها ممن ليسوا من أهل العلم الشرعي . واذا كان عندهم علم في الشرع وفي علوم الآلة فعنده انحراف فكري في توحيد الله سبحانه وتعالى او انحراف في فهم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عدم موافقتهم أو اتباعهم لهدي السلف الصالح وهذا غالب أعم .
[ ثانيا ]
بما ان الفتاوى لها أهل يرجع إليهم فيها امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى : { فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }
وقلنا ان الرؤى من الفتاوى التي لابد أن يقوم بتعبيرها عالم من العلماء ويقوم بتفسيرها وفق أصول علمية وقواعد شرعية يستحضر فيها إدلة الكتاب والسنة وليست متاحة لأي مدع فيقول فيها بما شاء كيف شاء بلا علم ولاهدى ولا كتاب منير .
[ ثالثا ]
رأيت بعض العوام وانصاف المتعلمين اتخذوها حرفة أو وظيفة يتكسبون من ورائها
لجمع الأموال وصرف أنظار الناس إليهم ساعدهم على ذلك
...
[ رابعا ]
ان الناس في هذه البلاد المبارك يؤمنون بالله سبحانه وتعالى ويؤمنون برسوله عليه الصلاة والسلام فهم مسلمون فحينما يسمعون الآيات الكريمة وأحاديث السنة النبوية في الرؤى وفضلها مع ما يرونه من منامات ورؤى شخصية فياملون الوصول إلى من يقوم بتعبيرها ولو كان جاهلا أو صاحب هدف دنيوي يسعى إليه من حظوظ الدنيا واطماعها ..مع عاطفة عاصفة من قبل أكثر النساء تجاه احلامهن ومحاولة السعي في تعبيرها أو تحقيقها.
[ خامسا ]
بعض من يدعي تعبير الرؤى يستدرج من يريد تعبير رؤياه إلى أمور شركية مثل استخدام السحر أو إلى فساد خلقي
اعاذنا الله وإياكم من ذلك وكفى الله المسلمين شرهم .
[ سادسا ]
تعبير الرؤى من قبل هؤلاء الجهلة بخلاف ما عليه أصول علم الرؤيا وقواعده يؤدي إلى أمور فيها شر على صاحب الرؤيا وقد ثبت في السنة :( الرؤيا على جناح طائر مالم تعبر ) ويتبع ما سبق ...
[ سابعا ]
تمكين الاجهزة الإعلامية بأنواعها ووسائل التواصل الاجتماعي إلى وضع ركن يقوم به من نصب نفسه من هؤلاء الجهلة بتعبير الرؤى التي تعرض عليهم فيقومون بتفسيرها أمام الملأ
وقد تكون حلما وليست رؤيا فيفسرها حسب هواه بعيدا عن العلم واصوله وضوابطه وقواعده ويتبع هذا أنه ليس من الأدب عرض الرؤى ام الملأ بل من الخطورة فقد يسبقه المشاهد اوالسامع إلى تفسيرها بغير علم مع جهله وقد يكون عدوا لصاحب الرؤيا وقد ثبت في السنة : ( الرؤيا على جناح طائر مالم تعبر فإذا عبرت وقعت )
والرسول صلى الله عليه وسلم حينما يطلب من الصحابة رضي الله عنهم قص رؤياهم وذلك لعلمه بعدم تقدمهم بين يديه صلى الله عليه وسلم في تفسير الرؤى إلا بعد إذنه مع ماهم فيه من منزلة عالية في العلم والادب ورحمة الخلق لهذا انبه إلى عظيم خطورة عرض الرؤى على بعض الجهلة أمام الملأ .
" فليحذر العاقل من ذكر الرؤيا لكل أحد، وليحذر أيضًا أن يقص رؤياه على غير ذي رأي عالم بالتأويل. والأولى بالعاقل أن يكتم ما يراه في منامه من المكروه ولا يذكره لأحد من الناس ولو كان أقرب قريب إليه. وأما ما يراه من الحسن الذي يعجبه فإنه يذكره لمن يحبه "
وسيأتي ذكر آداب الرؤى في موضعه إن شاء الله.
[[ الفصل الثاني : ما هي الرؤى ؟ وما هو تعريفها ؟ وما انواعها ]]
قبل أن ندخل في تعريف الرؤى يستحسن معرفة أنواع الرؤيا استدلالا بما ثبت في السنة وذلك لأن لكل نوع تعريف يختص به و يختلف عن النوع الآخر وهذا التقسيم يدل عليه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا الصالحة من الله، والحلُم من الشيطان ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.
وقوله صلى الله عليه وسلم :
(الرُّؤْيا ثَلاثَةٌ: فَرُؤْيا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، ورُؤْيا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطانِ، ورُؤْيا ممَّا يُحَدِّثُ المَرْءُ نَفْسَهُ ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله
فعلى هذا يكون تعريف الرؤى والأحلام بناء على معرفة كل نوع من انواعها فتكون على هذا النحو :
النوع الأول:
[ الرؤيا الصالحة ] :
هي ما يراه النائم أثناء نومه فيها بشرى وخير وسرور لمن رآها .
النوع الثاني:
[ حلم من الشيطان ] :
هي الأحلام التي فيها ما يحزن ويسوء من رآها .
النوع الثالث :
[ أضغاث الأحلام ]:
و هي ما يحدث المرء نفسه . .
[[ الفصل الثالث : من الذي يقوم بتعبير الرؤى وتأويلها ومن هم أهلها و أصحاب الشأن والاختصاص ]]
فاالجواب على السؤال :
ان من يقوم بتعبير الرؤى وتأويلها وتفسيرها هم أهلها وأهل الشأن و الاختصاص فيها وهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام واتباعهم من وراث علم الكتاب والسنة وفق هدي وفهم سلف الأمة الصالح وليست مرتعا خصبا لكل جاهل
فعندما تريد أن تعرف من هم أهل تعبير الرؤيا ؟
وما هي صفاتهم ؟
لا بد من النظر الى أمور منها :
[ أولا ]
أدلة الكتاب والسنة تذكر الرؤى على أنها فتوى أنظر قول الله تعالى وتقدس :{ افتوني في رؤياي }
ووجه الاستدلال بها من وجوه أهمها:
الوجه الأول:
في قوله تعالى: { افتوني}
والرؤى كما ترى فتوى والفتوى خاصة بأهل العلم فلا يقوم جاهل بالافتاء .
والفتوى علم والله عز وجل يقول وقوله الحق :{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
والعلم لايؤخذ من الجهلة وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من سؤال الجهلة في قوله صلى الله عليه وسلم: (
إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما
الوجه الثاني:
ذكر أهل التفسير أن ملك مصر "جمع الكهنة والحزاة وكبراء دولته وأمراءه وقص عليهم ما رأى ، وسألهم عن تأويلها ، فلم يعرفوا ذلك "،
فدل على أن للرؤيا أهل هم الرسل و الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويتبعهم ورثتهم من أهل العلم السني السلفي فلا يتعدى على هذا المقام الرفيع إلا متجاوز حده ظالم مبير جاهل .
[ ثانيا ]
وردت الرؤى في كلام الله سبحانه وتعالى مبشرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحذرة مثل قوله سبحانه وتعالى: { إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
:{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }
{ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ }
[ ثالثا ]
في بشارة الله سبحانه وتعالى لإبراهيم الخليل عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام في قوله تعالى : { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }
[ رابعا ]
قال تعالى وتقدس عن يوسف عليه الصلاةوالسلام انه قال :{
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }
وقال تعالى وتقدس:
{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }
فالشاهد قوله تعالى وتقدس: { وعلمتني من تأويل الاحاديث}
اي تعبير الرؤى كما قال أهل العلم بالتفسير .
فانظر رحمنا الله وإياكم إلى قول يوسف عليه الصلاة والسلام: { وعلمتني. }
فقظ ذكر آلاء الله وانعامه عليه وما تفضل فيه عليه من علم ومن ذلك تأويل الرؤى فدل على عظيم شانها وعلو شأن من قام بتعبيرها من الرسل عليهم الصلاة والسلام واتباعهم من ورثتهم .
فالحذر من تأويل الرؤى على كل مبغض وجاهل وسيأتي مزيد إيضاح في آداب الرؤى إن شاء الله .
[[ الفصل الرابع : ما أهمية الرؤى ]]
تكمن أهمية الرؤى في أمور نجملها فيما يلي :
[ أولا ]
تحدثنا سابقا عن من يقوم بتأويل الرؤى وأنهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام واتباعهم من أهل العلم والحلم والحكمة والفقه فدل على جلالة قدرها وعظيم منزلتها وقد " سئل مالك رحمه الله تعالى أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ قال : أبالنبوة يلعب قيل : له أيفسرها على الخير ، وهي عنده على الشر لقول من يقول : الرؤيا على ما أولت فقال : الرؤيا جزء من أجزاء النبوة أفيتلاعب بأمر النبوة ". [الجامع لابن ابي زيد القيرواني( ٢٦٠ - ٢٦١ )
والتمهيد ( ١ / ٢٨٨ ) فتح الباري ( ١٢ / ٣٦٣ )]
و الرؤى جرت على الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ووقعت رؤياهم حقا ولأهميتها كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل أصحابه رضي الله عنهم عن من رأى رؤيا ليعبرها له لما فيها من الخير والبشارة لكل مسلم .
[ ثانيا ]
ان الرؤى تقع في دين الإسلام بمنزلة عظيمة فهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة روى الامام البخاري رحمه الله من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، والإمام مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ ) .
وفي رواية : ( إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيا المُؤْمِنِ، ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ)
علما بأنه لا يؤخذ منها حكما شرعيا .
[ ثالثا ]
فيها بشارة للمؤمن وإدخال السرور عليه .
[ رابعا ]
قد يؤدي تعبيرها بغير علم إلى مفاسد عظيمة وشرور جسيمة على الصاحب الرؤيا وما رؤيا أصحاب حادثة الحرم المكي وماوقع من جريمة نكراء عنا ببعيد .
فليتنبه لذلك .
[[ الفصل الخامس : من ابجديات علم الرؤى وآدابها وضوابط تعبيرها ]]
من ذلك :
[ أولا ]
التفريق بين الرؤيا الصالحة والحلم وهذا لايعرفها إلا أهل العلم بالسنة فتأول وتعبر وتفسر رؤيا الرحمن ويهمل حلم الشيطان مع آداب سنذكرها حينما يأتيه حلم الشيطان
وضابط رؤياء الرحمن رؤية ما يسره ويدخل الفرح والبشاشة والسرور عليه .
وضابط حلم الشيطان :
ما يكدر الخاطر و يحزنه وفيه إساءة له .
[ ثانيا ]
لا يجوز الكذب في الرؤيا
عملا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ) رواه البخاري رحمه الله
وعن وَاثِلَةَ بْن الْأَسْقَعِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ) رواه البخاري رحمه الله .
[ ثالثا ]
لا تقصص رؤياك على كل أحد فقد يكون عدوا أو جاهلا فيعبرها تعبيرا خاطئا فيه إضرار بصاحب الرؤيا
فيجب أن يكون معبر الرؤيا عالما أو مودا حبيبا لمن يريد قص رؤياه عليه عملا بقول
بما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( وَكانَ يقولُ لاَ تُقصُّ الرُّؤيا إلاَّ على عالمٍ أو ناصحٍ )وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الرُّؤْيا على رِجْلِ طائرٍ، ما لمْ تُعَبَّرْ، فإذا عُبِّرَتْ سقَطتْ، ولا يَقُصُّها إلَّا على حَبيبٍ، أو لَبيبٍ، أو ذِي مَوَدَّةٍ ).
وفي رواية :( رؤيا المؤمِنِ جزءٌ مِنْ أربعينَ جُزْءًا مِنَ النبوَةِ ، وَهِيَ علَى رِجْلٍ طائِرٍ ، ما لم يُحَدِّثْ بِها ، فإذا تَحَدَّثَ بِها سقَطَتْ ، ولا تُحَدِّثْ بها إلَّا لبيبًا ، أوْ حبيبًا )
رواه الصحابي الجليل أبو رزين لقيط بن عامر العقيلي رضي الله عنه واخرجه أحمد وابوداود والترمذي وابن ماجه رحمهم الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع( ٣٤٥٦ ).
واللبيب هو العاقل والذي يجمع العقل والحكمة والعلم هم أهل العلم والفضل ولخطورة الرؤى وعظيم منزلتها أن لا تذكر الرؤى إلا عالم مود محب لك فقد لا يفرق بعضهم بين رؤى الرحمن وحلم الشيطان لجهله فيقصها على المعبر فإذا كان المعبر جاهلا فهنا مكمن الخطورة وإذا كان عالما فقد افلح صاحب الرؤيا وذلك ان العالم حينما يقص عليه الرؤيا يعرف نوعها
وهل هي رؤيا خير أو حلم شر فيعبرها على موضع الخير لهذا قال الرسول صلى الله عليه : ( الرؤيا على جناح طائر مالم تعبر فإذا عبرت وقعت )
فقوله صلى الله عليه وسلم: ( على جناح طائر )
يعني انها مُعلَّقةٌ لا قَرارَ لها فلا تَقَعُ ولا تَتحقَّقُ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا عبرت وقعت ) وفي رواية :( ما لم يُحدِّثْ بها فإذا
تَحدَّثَ بها سَقَطَتْ ) اي وقعت وتحققت بناء على تعبير المعبر لها فآمل الانتباه لهذا الأمر.
في ذكره تعالى لقصة يوسف عليه الصلاة والسلام وحواره مع والده يعقوب عليه الصلاة والسلام عن رؤياه التي قصصه على والده يقول الله سبحانه وتعالى:
{ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة:
" ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر ، كما ورد في حديث : " استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود "انتهى كلامه رحمه الله.
وفي السلسلة الصحيحة ( ١ / ١٨٦ ) ذكر الإمام الألباني رحمه الله فائدة ننقلها قال رحمه الله : " ( على رجل طائر ) أي أنها لا تستقر ما لم تعبر . كما قال الطحاوي و الخطابي
و غيرهما . و الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر ، و لذلك أرشدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم ، لأن المفروض فيهما
أن يختارا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك ، لكن مما لا ريب فيه أن
ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا و لو على وجه ، و ليس خطأ محضا
و إلا فلا تأثير له حينئذ و الله أعلم .
و قد أشار إلى هذا المعنى الإمام البخاري في " كتاب التعبير " من " صحيحه "
بقوله ( ٤ / ٣٦٢ ) :
" باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب " .
ثم ساق حديث الرجل الذي رأى في المنام ظلة و عبرها أبو بكر الصديق ثم قال :
فأخبرني يا رسول الله - بأبي أنت - أصبت أم أخطأت ، قال النبي صلى الله عليه
وسلم : " أصبت بعضا ، و أخطأت بعضا " ......" انتهى كلامه رحمه الله .
وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري ( ١٢ / ٤٣٢ )في :
( قوله باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب )
قال الإمام ابن حجر رحمه الله :
" وعند سعيد بن منصور بسند صحيح عن عطاء كان يقال الرؤيا على ما أولت وعند الدارمي بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف يعني في التجارة فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت ان زوجي غائب وتركني حاملا فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور فقال خير يرجع زوجك إن شاء الله صالحا وتلدين غلاما برا فذكرت ذلك ثلاثا فجاءت ورسول الله صلى الله عليه و سلم غائب فسألتها فأخبرتني بالمنام فقلت لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا فقعدت تبكي فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فان الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها وعند سعيد بن منصور من مرسل عطاء بن أبي رباح قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت إني رأيت كأن جائز بيتي انكسر وكان زوجها غائبا فقال رد الله عليك زوجك فرجع سالما الحديث ولكن فيه أن أبا بكر أو عمر هو الذي عبر لها الرؤيا الأخيرة وليس فيه الخبر الأخير المرفوع فأشار البخاري إلى تخصيص ذلك بما إذا كان العابر مصيبا في تعبيره وأخذه من قوله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر في حديث الباب أصبت بعضا وأخطأت بعضا فإنه يؤخذ منه أن الذي أخطأ فيه لو بينه له لكان الذي بينه له هو التعبير الصحيح ولا عبرة بالتعبير الأول قال أبو عبيد وغيره معنى قوله الرؤيا لأول عابر إذا كان العابر الأول عالما فعبر فأصاب وجه التعبير وإلا فهي لمن أصاب بعده إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب في تعبير المنام ليتوصل بذلك إلى مراد الله فيما ضربه من المثل فإذا أصاب فلا ينبغي أن يسأل غيره وان لم يصب فليسأل الثاني وعليه أن يخبر بما عنده ويبين ما جهل الأول قلت وهذا التأويل لا يساعده حديث أبي رزين ان الرؤيا إذا عبرت وقعت إلا أن يدعى تخصيص عبرت بان عابرها يكون عالما مصيبا فيعكر عليه قوله في الرؤيا المكروهة ولا يحدث بها أحدا فقد تقدم في حكمة هذا النهي أنه ربما فسرها تفسيرا مكروها على ظاهرها مع احتمال أن تكون محبوبة في الباطن فتقع على ما فسر ويمكن الجواب بأن ذلك يتعلق بالرائي فله إذا قصها على أحد ففسرها له على المكروه أن يبادر فيسال غيره ممن يصيب فلا يتحتم وقوع الأول بل ويقع تأويل من أصاب فان قصر الرائي فلم يسأل الثاني وقعت على ما فسر الأول " انتهى كلامه رحمه الله.
[ رابعا ]
ذكرنا في رسالتنا هذه أن الرؤى فتوى والفتوى تؤخذ من أهل العلم ومن آداب المفتي أن لا يجيب عن أي سؤال فمن لم يحسن لا أدري فقد أصيبت مقاتله وكان الصحابة رضي الله عنهم اجمعين يتدافعون الفتيا
ومن أشهر مقالات السلف الصالح : " اجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار " فلذا لا يتساهل كل معبر في تعبير كل ما يعرض له من رؤى .
ولا يكثر تعبيرها .
فلينتبه لهذا الأمر.
[ خامسا ]
من رأى حلما ازعجه فعليه باتباع السنة فقد " ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاثًا ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدًا ) هكذا السنة، وفي لفظ آخر يقول ﷺ: ( إذا رأى أحدكم ما يحب فليحمد الله وليحدث بذلك من يحب، وإذا رأى ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدًا) فهذا يا أخي هو السنة. نعم ".[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي رحمه الله] .
[[ الخاتمة : نسأل الله حسنها ]]
قال الحافظ ابن قتيبة الدينوري رحمه الله في مقدمة كتابه الرؤيا :
" كل عالم بفن من العلوم، يستغني بآلة ذلك العلم لعلمه، خلا عابر الرؤيا: فانه يحتاج إلى أن يكون عالماً بكتاب الله عز وجل وبحديث الرسول ﷺ. ليتعبرهما في التأويل.
وبأمثال العرب، والأبيات النادرة، واشتقاق اللغة، والألفاظ المبتذلة عند العوام، وأن يكون مع ذلك أديباً لطيفاً ذكياً، عارفاُ بهيئات الناس وشمائلهم وأقدارهم وأحوالهم، عالماً بالقياس حافظاً، ولن تغنى عنه معرفة الأصول، إلا أن يمده الله بتوفيق، يسدد حكمه للحق، ولسانه للثواب، وأن يحضره الله تعالى تسديده، حتى يكون طيب الطعمة، نقياً من الفواحش، طاهراً من الذنوب، فإذا كان كذلك، أفرغ الله عليه من التوفيق ذَنوباً، فجعل له من مواريث الأنبياء نصيباً " .انتهى كلامه رحمه الله .
وقد كتبت هذا الرسالة نصيحة مشفق لكل مسلم وذلك في بيان منزلة علم الرؤى وعظيم شأنها وعلو منزلتها وخطورة عرض المنامات والرؤى على الجهلة وانصاف المتعلمين ..وقد يكون دجالا من الدجاجلة .
فعلى كل مسلم:
أن يحرص على تأويل الرؤى التي رآها ورأى فيها خيرا والتي هي رؤى الرحمن على أهل العلم المحبين الناصحين المودين له وان يجتنب من عرضها على كل من قلة بضاعته في علم الكتاب والسنة مع مخالفته الواضحة لهدي السلف الصالح و قد يأتي بمحاذير شرعية في تاويله للرؤى ومن ذلك استخدامه السحر والشعوذة وادعاء علم الغيب الذي استاثر لله بعلمه ف"علم الغيب إلى الله عز وجل وليس عند الرسول ﷺ ولا غيره شيء من علم الغيب، فهو مختص بالله عز وجل ، كما قال الله عز وجل : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} . وقوله عز وجل لنبيه ﷺ في سورة الأعراف: { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ويقول عز وجل : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } فالغيب عند الله عز وجل ومختص به عز وجل ، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، يعلم ما يكون في الآخرة وما في الجنة والنار "والمقصود أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل ، وما أوحاه الله إلى الرسل هو من علم الغيب الذي أطلعهم عليه عز وجل في حياتهم، وهم أطلعوا الناس عليه وعلموه للناس، وقد صح عن رسول الله أنه قال: ( يذاد أناس عن حوضي يوم القيامة، فأقول: يا رب أمتي ) وفي لفظ يقول: ( أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول: سحقًا سحقًا لمن بدل بعدي) رواه مسلم رحمه الله .
فبين ﷺ أنه لا يعلم ما أحدث الناس بعده، وفي لفظ آخر: ( يذاد أناس عن حوضي فأقول: يا رب أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال عيسى ابن مريم: { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }. رواه البخاري رحمه الله "انتهى المقصود من كلام الإمام ابن باز رحمه الله بتصرف يسير .[ مجموع فتاوى ومقالات للإمام ابن باز ( ٢٨ / ٣٢٦ )].
والحذر أيها الإخوة الكرام من النتائج العكسية المضرة لمن عرض رؤياه على غير أصحابها من أهل العلم
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .