الأربعاء، 28 أبريل 2021

《 من هو المتلون ؟ ولما أطلق عليهم هذا اللفظ ؟ ماهي الخلايا النائمة ؟ ولما سميت بهذا الاسم ؟ وكيف نعرف حالهم ؟》

《 ▪︎ من هو المتلون  ؟

     ▪︎ولما أطلق عليهم هذا اللفظ  ؟

    ▪︎ ماهي الخلايا النائمة ؟ 

    ▪︎ ولما سميت بهذا الاسم ؟

    ▪︎ وكيف نعرف حالهم ؟ 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 




فقبل معرفة الأسلوب الصحيح في طريقة البحث عن هذه الصفات الملتصقة بالجماعات الضالة   فيجدر بنا "  < ١ >

 تعريف هذه الفئات الضالة  فنقول وبالله التوفيق:


 [  تعريف عضو الخلية النائمة ]:


 هو  عضو نشط في الجماعات التكفيرية الاخوانية الخوارج  لكن طبيعة عمله السبات  وعدم الحركة  انتظارا لتوجيهات  كبار حزبه لعل هذا هو السبب في إطلاق هذا الوصف [ الخلايا النائمة] عليهم .

 يغلب على هذه الفئة  البعد عن  العمل بأي حرفة حكومية كانت . و ابتعادهم عن  الدراسة النظامية وعدم حرصهم على طلب العلم  فأغلبهم جهلة  وعملهم تنظيمي سري  بحت اذ يعتبرون من الجناح العسكري لجماعة الاخوان الخوارج وغالبيتهم  من صغار السن فهم جهلة  اغرار مصداقا لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم:( حدثاء الاسنان) وهم الكثرة الكاثرة وهم وقود الشر وحطب نار الفتن والأداة الموجهة ضد أهل الخير   .



[ تعريف المتلونين ]: 


قلنا : متلونين وسبب تسميتهم بهذا الاسم  وذلك أنهم  كحال الحرباء في تلونها     فيتلون على حسب طبيعة ماحوله  ويكتسب اللون والصفة والعمل  ويظهر تلونهم  في حال قوة

المجتمع في اختلاف شرائحه  في ادراك ابعاد خطرهم ومعرفتهم لشرهم وسعي الجميع في استئصال شأفتهم .



[ صفات المتلونين ] :


                 (  أولا  )

يغلب على هذه النوعية 

كبر السن في الغالب  فليسوا صغارا في أعمارهم ولهم طريقة عجيبة في إتقان الدور الذي يتقمصونه :

 فالعمر 

والخبرة 

وكثرة تجاربهم السيئة 

 وإجادتهم للتلون

 وللفقه الحركي

 توجب عليهم هذا الصنيع الحذر  .



               ( ثانيا )


يغلب على المتلونين أنهم اذكياء وليسوا ازكياء فيظهرون بعض أصول السنة مثل وجوب طاعة ولي الامر بخلاف باطنهم وقد يظهرون محبة نهج السلف الصالح  و .....


            (  ثالثا  )


هذه الفئة تعتبر من منظري الحزب ومن موجهي أفرادهم إذ أنهم الجناح  الفكري لحزبهم

وهنا يبدر منهم تساءل لإظهار براءتهم وبعدهم ظاهرا عن حزبهم   فيقولون : نحن لسنا أعضاء في تنظيم حزب الإخوان  ولا لنا انضواء ظاهريا تحت  لوائهم ؛ والجواب عن هذه الشبهة 

بأمرين :

الأمر الأول:

 هذه محاولة منهم في تبرئة ساحتهم فهي شنشنة اعرفها من أخزم ؛ وذلك  لإبعاد تهمة وصفهم بالاخوانية وتغطية لجهودهم الفكرية في نصرة حزبهم الضال .  


والأمر الثاني : 

 نقول : لافرق بين ماكان عضوا تنظيميا أو كان تابعا فكريا فقط إذ أن الجميع يسعى لخدمة حزبه  بل قد يكون التابع فكريا أشد محبة وولاء ونشرا لفكر حزبه من العضو المنتظم لهم .

فليتنبه لهذا الأمر . 


          (   رابعا  ) 


يغلب على أصحاب هذه العينة  التعليم الجامعي ...و ...



            ( خامسا  )


قد يكونوا من اصحاب  المناصب العليا او ذوي الثرى في مجتمعهم  و ..   


              ( سادسا )


 قد يشاركون في الإنكار على الجماعات التكفيرية المتشدده ويعلنون ذلك في وسائل الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي  ويظهرون  شفقتهم على مجتمعهم وذلك في إظهار حل  المشكلات الاجتماعية وينأون بأنفسهم - ظاهرا - عن حزبهم وتوجهاته وهذا [ عندهم يسمى  فقه حركي او هم يزعمون انهم يشابهون عمل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم في مكة قبل الهجرة وقبل فرض بقية الأركان والواجبات في المدينة النبوية ويسمون هذه الطريقة للتخفي بالعهد المكي بحيث يسقطون عن أنفسهم بغير دليل  بعض التكاليف والواجبات سعيا منهم في  تحقيق أهداف حزبهم ولذا قد يسقطون فرائض الشرع وأصول الدين فالغاية - عندهم - تبرر الوسيلة .



             (  سابعا  )


هنا نقطة مهمة يجب ذكرها وهي أن المخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  وهي عقيدة المجتمع  المسلم بجميع شرائحه  من حكام ومحكومين و علماء وطلاب علم وعامة ومسؤولين  وغيرهم فيحاولون جاهدين السير وفق هذا التوجه المجتمعي ولا يبدون ظاهرا ما يستنكر إلا في فلتات لسانية تظهر توجه شذوذهم الفكري  .

سواء تكفيري متشدد  أو إلحادي يعلن فجوره .

 فالفرق المخالفة للشرع على تعدد انواعها واختلاف ميولها   ترى حل دماء المسلمين و لذا قال علماءالسلف في وصف حالهم  : 


" إختلفوا في الإسم وأجتمعوا بالسيف " 



 [ كيف يعرف افراد الخلايا النائمة   ]  :


يعرف عند  بروزهم في أعمال تخريبية او عمل إرهابي تستحل فيه الدماء او عن طريق مراقبة الاجهزة الامنية لهم وكشفهم 


 فالبحث العقدي عن المتلونين  قد يكون أمره سهلا في الغالب وذلك لماضيهم الاسود[ ينظر للمزيد كتاب " المسح العقدي "] 


وأما صغار السن المنتسبين إلى الخلايا النائمة فيصعب معرفتها في الغالب لصغر سنهم وخلو سجلهم من معلومات إجرامية سابقة عنهم ولا يعرفون إلا بعد قيامهم بعملهم الإجرامي من تفجير أو قتل أو الإبلاغ عنهم وكل ذلك يتم من قبل الأجهزة الأمنية المختصة ولعل إهتمام الأسرة [ من الوالدين والأخوة  أو أي قريب تهمه مصلحة قريبه]يحرص على مراقبة اقربائه ومتابعة أفراد أسرهم ولعل هذا الأمر بعد فضل الله ورحمته يكون سببا في منع حوادث إجرامية او أعمال إرهابية كبيرة  و  يمنع كذلك من وقوع الصغار في الجريمة وفي هذه الطريقة  محاولة جادة في ثنيهم  عن الإنحراف الفكري متضمنتا سلامة أسرهم من الإنتساب إلى هذه المجموعات التكفيرية الخطيرة 


و من المهم :

 أخذ الأمر بجد وحزم ترك التهاون  وذلك بالتعاون الوثيق مع الجهات الأمنية ذات الإختصاص فما وضعت هذه الاجهزة إلا لخدمة مجتمعها  ومن صور التعاون الطيب إبلاغهم عن إختفاء أي شاب عند  الشك في سفرهم إلى الخارج للقتال مع الجماعات التكفيرية .



[ كيف يعرف المتلون ] :


 يعرفهم  مشايخ السنة السلفيين بماضيهم السئ ويعرفهم كذلك طلاب العلم السني السلفي من خلال بصماتهم الفكرية القديمة التي ورثوها في كتاب أو كتيب أو شريط أو تغريدة   او بإعتراف أفراد  الخلايا النائمة بإرتباطهم فكريا مع المتلونين  . 



[  عظيم خطر أفراد الخلايا النائمة والمتلونين ]  :


الغالب الأعم أنهم  من جماعة الإخوان الخوارج وخطرهم هو عين خطر جماعة الإخوان الخوارج من تكفير المسلمين  واستحلال دمائهم  ودماء المعاهدين ومحاولة زعزعة الأمن وسعيهم في محاولة تهييج العامة على ولاة امرهم بعد  القدح والتشهير في من ولاه الله الامر  ..

 وأما عظيم  خطر جماعات الالحاد والحرية والنسويين فهو  إلغاء دين الاسلام من الوجود يقول الله تعالى وتقدس:

{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }

قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  :

" ونور اللّه‏:‏ دينه الذي أرسل به الرسل، وأنزل به الكتب، وسماه اللّه نورا، لأنه يستنار به في ظلمات الجهل والأديان الباطلة، فإنه علم بالحق، وعمل بالحق، وما عداه فإنه بضده، فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهوه من المشركين، يريدون أن يطفئوا نور اللّه بمجرد أقوالهم، التي ليس عليها دليل أصلا‏.‏

‏{‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏}‏ لأنه النور الباهر، الذي لا يمكن لجميع الخلق لو اجتمعوا على إطفائه أن يطفئوه، والذي أنزله جميع نواصي العباد بيده، وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ‏}‏ وسعوا ما أمكنهم في رده وإبطاله، فإن سعيهم لا يضر الحق شيئًا‏ " انتهى كلامه رحمه الله. 


 وتحويل المجتمع  الى بؤر فساد ورذيلة و محاولة تحجيم حقوق ولاة الأمور الثابتة لهم شرعا وذلك بسعيهم في هدم أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف والنيل منه ومحاولة تمييعه وتضييعه ومن طرقهم السعي  في تحويله الى نظام دستوري الحكم فيه لأصحاب الضلال من جهلة أفراد الشعب .


  [ الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها ]

أوصي المسلمين بعد الأمر بتقوى الله عز وجل وطاعته وذلك بلزوم  السنة والجماعة 

فانه لاجماعة إلا بأمير ولا يصلح حال المجتمع إلا بطاعة ولي امرهم ففي هذا الأمر صلاح الدين والدنيا. 

فطاعة ولي الأمر مع أنها ديانة وقربة وإمتثالا لامر الله سبحانه وتعالى وامر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ففيها مصلحة دنياك والعقلاء يدركون ذلك ويعرفونه وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.   

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

----------------------------------------

غازي بن عوض العرماني .

<  ١ > : 

[ هذه الرسالة هي جزء من كتابنا  " المسح العقدي "  ]