السبت، 3 أبريل 2021

《•ماهو توحيد الحاكمية الذي جرى إحداثه في هذا العصر ؟ • ومن الذي أحدثه ؟ •وما هدفهم من جعله توحيدا مستقلا ؟•وهل يصح إطلاق هذا المصطلح؟•أم هو يتبع أنواع التوحيد الثلاثة ؟ • مامعنى فقه الواقع ؟ •ومن الذي أحدثه ؟•وما سبب إحداثه؟》


[ إجابة كل هذه الأسئلة السابقة تجدها مدونة في  رسالتنا التالية ]


        

بسم الله الرحمن الرحيم 


      *《      مقدمة     》*


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 


أما بعد 



فإن للخوارج  دندنة قديمة و" شنشنة نعرفها من اخزم"  حول مسألة الحكم 


والتحاكم إلى شرع  الله


وذلك أنها من المسائل التي يحتاجها الناس في حياتهم في تعاملاتهم اليومية ولعلهم يعنون بها تلك المسائل الإجتهادية المستنبطة من الشارع فيعظمون الأخطاء ويميلون إلى تكفير صاحبها وإن كان مجتهدا أو معذورا بل تعدى أمر الخوارج السابقين والمعتزلة بأن جعلوا هذه المسائل الإجتهادية أو الخلافية المبنية على الإدلة أو الاستنباط الفقهي من أصول ديانتهم  وأتت الإخوانية الخوارج في هذا العصر فجعلوه من التوحيد وسموه توحيد الحاكمية  ليعللوا تكفيرهم للمسلمين وإخراجهم من الملة في مسائل إجتهادية صاحبها بين الأجر والأجرين 


بل قد يكون صاحبها مصيبا متبعا للدليل كما جرى مع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه رضوان الله عليهم   وتكفيرهم لهم وإستحلالهم دمائهم  فالإخوانية هم خوارج العصر وشبههم هي عين شبه الخوارج السابقين.  



 《 الفصل الأول  : من أي أقسام التوحيد يكون توحيد الحاكمية 》



من قال بإضافة قسم رابع لأقسام التوحيد وهو توحيد الحاكمية فهذا إحداث و بدعة  فتوحيد الحاكمية   لا يخلو أن يكون من توحيد الربوبية، إذ أن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يحكم بما شاء والحكم والتشريع من الله سبحانه وتعالى، والمسلم يتعبد الله بما شرعه الله.


ومن ذلك: أن يحكم ويتحاكم بما شرع الله ومن ذلك كذلك المباني الأربعة بعد الشهادتين الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها من الأعمال والعبادات، فهو بهذا الاعتبار داخل في توحيد الإلوهية ويدخل  كذلك في توحيد الأسماء والصفات، وذلك لقوله تعالى: { فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} الدليل الآخر كذلك { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا }.


ويرى الإمامان  إبن القيم و محمد بن صالح العثيمين-رحمهما الله- أن الحكم  من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ويدل على هذا ويؤيده ما رواه أبو داود رحمه الله  وصححه الإمام الألباني-رحمه الله- من حديث الصحابي الجليل هاني بن يزيد –رضي الله عنه- 


"إن اللّه هو الحكم، وإليه الحكم. فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين. فقال: ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟ فقلت: شريح، ومسلم، وعبد اللّه. قال: فمن أكبرهم؟ قلت: شريح. قال: أنت أبو شريح"


وفي الحديث 


" أنه لما وفد إلى رسول الله  مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله  فقال: إن الله هو الحكم وإليه الحكم فلما تكنى بأبي الحكم " 


 ولهذا يتبين ماسبق جهل من جعل أقسام التوحيد أربعة أحدها توحيد الحاكمية فهذا عمل مبني على جهل من القائل وضلال عن سبيل علماء السنة أتباع السلف الصالح وإحداث في دين الله"[ من شرحنا لرسالة القواعد الأربع لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ]  ،


فتوحيد الحاكمية من ثمرات التوحيد ومكملاته  وليس توحيدا مستقلا كما زعم أهل التكفير . 



《 الفصل الثاني  : معنى توحيد الحاكمية عند أهل التكفير 》



لو تأمل طالب العلم معنى الألفاظ التي أوردها أهل التكفير 


مثل :


 ( الحكم)


 أو ( الحاكمية) 


أو (تطبيق حكم الشرع ) أو( لاحكم إلا لله ) 


أو ( نتحاكم إلى الشرع) 


فهم لا يعنون ألفاظ ومعاني هذه العبارات الشرعية ومدلولاتها فهم لا يرفعون رأسا بالسنة ولا العمل بما فيها 


إذ انهم لهم معاني أخرى باطلة غير معاني الشرع أو ما فهمه سلفنا الصالح 

لهذا تجد مخالفتهم للخلفاء الراشدين ومحاربتهم لهم ورفع المصاحف بأن  ( لا حكم إلا لله)


ومعاني عباراتهم تدور حول أمور دنيوية مثل الإهتمام برأي الشارع وقصصه حتى وإن كانت مكذوبة وجعلها قضايا مصيرية للأمة جعلها من  أصول الدين ومن ثم ترتيب أحكاما شرعية عندهم مثل الإخراج من الملة  وما يلحق ذلك من الولاء والبراء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحل دماء المسلمين حكاما ومحكومين   كل ذلك على أمور قد تكون هامشية  تافهة ومن أجل ذا ........ أنظر الفصل الثالث الآتي .



《 الفصل الثالث : معنى فقه الواقع الإخواني الخارجي 》



  قام منظرو جماعة الإخوان بتأليف الكتب التي تؤيد توجههم الفكري السياسي  في هذا العصر وهو مايسمى ب"فقه الواقع" وهو فقه أمور الدنيا بلا عقل سليم ولا رأي صحيح ويعنون بهذا الفقه التأكيد على أفرادهم على وجوب متابعة الأخبار السياسية سواء  المحلية والعربية والعالمية والنظر في التحليل اليومي لهذه الأخبار وترك الأمور الشرعية خلف ظهورهم وعدم الإهتمام بها   ليرتبوا عليه أحكاما جاهلية مبنية على أهوائهم الفاسدة بعيدة عن شرع الله


وهذه الأخبار أغلبها كذب وقد تكون افتراضية لا وجود لها ثم يبنون عليها أحكاما وآراء 


وقد تتبعت توجهاتهم الفكرية فرأيتهم يتبنون مصادمة الحكام وولاة الأمر في كل أمر فيه صالح عام قدره ورعاه ولي أمرهم ..يتبع ذلك محبتهم العجيبة للرافضة فهم كمن يمهد الطريق للإتيان بالفرس الروافض  المجوس ويتقربون بذلك فهم أذناب لهم فلا دين ولا عقل ولاعروبة لهم       


والسياسة لها أهل ولها رجال من ذوي الإختصاص الثقات يضعهم ولي الأمر  فمن الإفتئات والتقدمة على منزلة ولي الأمر الحديث بالشأن السياسي ولكبار علماء الاسلام مقولة نذكرها لأهميتها وهي : " إن من السياسة ترك السياسة "


 


《 الفصل الرابع  : دين الخوارج الإخوانية ركنه الأساس الإهتمام بالدنيا وعدم الإهتمام بالآخرة》



من الأمور التي يهتم بها جماعة الإخوان المال ؛ وكلامنا ليس تهوينا من شأن المال والاقتصاد فهو قوة ومتانة وإعانة للمسلمين حكاما ومحكومين على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى تحقيق مايقرب إلى ذلك لكن نعني بذلك أن ثوراتهم و هيجانهم نابع من شهوة دنيوية وحظ من حظوظها فتجدهم في هذا العصر يسمون ثوراتهم ب( ثورة الجياع) و( ثورة الخبز) 


ولهذا بين فساد توجههم 


الحسن البصري رحمه الله كما في هذه القصة :"  أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري، فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن: هم أصحاب دنيا، قال: ومن أين قلت أنهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه؟! ويخرج من أهله وولده؟! قال الحسن: حدثني عن السلطان! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة! قال: فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها"[البصائر والذخائر( ١ / ١٥٦)]



 《 الفصل الخامس : إباحة الطرق المحرمة شرعا في اكتساب المال عند الإخوانية الخوارج 》


وللإخوانية طرق ملتوية في كيفية الحصول على المال من حل أو من حرام فالمهم هو الحصول عليه فالغاية عندهم تبرر الوسيلة فالمخدرات والحشيش  وغسيل الأموال وكل ما يضر بشباب المسلمين ويزيد ثروتهم يرونه حلالا 


كفى الله المسلمين شرهم .


 


《 الفصل السادس  : التدخل السافر المخالف للشرع في شؤون ولاة الأمر وإختصاصاتهم  》


من أعمال الإخوانية الخوارج الدنيوية المخالفة للشريعة  تدخلهم السافر في تعيين من يراه الحاكم من المسلمين في الولايات والوظائف فيتهمونه كما فعلوا مع أمير المؤمنين الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه 


فأمورهم وديانتهم أهدافها دنيوية فعندهم قصر نظر عليها لا يرجون الله والدار الاخرة .





    《 الفصل السابع : لماذا يهتم الإخوانية الخوارج  بإبراز عبارة أو مصطلح توحيد الحاكمية 》




لأمور منها :


أولا :


اللعب على العامة والجهلة ممن لا علم لهم بالشرع بأن دعوتهم هي عين دعوة الأنبياء والمرسلين فهم يزعمون أنهم يدعون إلى التوحيد كما هو ظاهر وقد نقلنا لكم سابقا أقوال كبار علماء الاسلام عن  معنى توحيد الحاكمية وأنه من ثمرات التوحيد ومكملاته وليس توحيدا مستقلا كما توهم أهل التكفير من جماعات الإخوانية الخوارج   .


ثانيا :


تهييج العامة ومن لا علم عندهم بالشرع على ولاة أمورهم  وتحريضهم عليهم بأن هؤلاء الحكام تركوا التوحيد ومن ثم يبدأون بتكفيرهم وما يترتب عليه من إستحلال للدماء والخروج عليهم .

هذا ماأحببنا بيانه حيال هذه المصطلحات الحادثة المنكرة المخالفة للشرع ؛ والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 


......


كتبه : غازي بن عوض العرماني