الثلاثاء، 13 أبريل 2021

《 هل الطيب من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى 》


    بسم الله الرحمن الرحيم 

    

            [[    تمهيد    ]]


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد وردني هذا السؤال ونصه:


" أحسن الله إليكم شيخنا العزيز 

هل الطيب من أسماء الله او من صفات الله وما القول الصحيح مع ذكر الدليل من خلاف أهل العلم في هذا جزاكم الله خيرا "



فالجواب وبالله التوفيق وعليه التكلان:

 

نقول : إن اهل العلم أختلفوا في مفهوم لفظ الحديث الصحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو  .......



            [[ الفصل الأول :  الدليل في هذه المسألة ]]


 ما رواه  الإمام مسلم رحمه الله حديث رقم ( ١٠١٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا ) .

وبناء على فهم هذا الحديث اختلفت أقوال العلماء في  اسم " الطيب " . هل هو اسم من أسماء الله الحسنى ؟ 


على ثلاثة أقوال :


      [[ الفصل الثاني  : أقوال العلماء في هذه المسألة ]]

               

               ( القول الأول ) 


من قال انه من أسماء الله الحسنى 


وهذا القول قال به :  "ابن منده، وابن العربيّ، والعثيمين رحمهم الله"<١> .


           ( القول الثاني )

 : من لم يجعله من أسماء الله الحسنى من العلماء وهم "جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّابيّ، والحليميّ، والبيهقيّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، والقُرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وا بنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ"<٢>[ <١> و <٢> من كتاب معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمؤلفه محمدالتميمي( ١٥٧ )].


   

            ( القول الثالث  ) 

من جعله صفة من صفات الله سبحانه وتعالى أو إخبارا  عن ربنا تعالى وتقدس عملا بالحديث النبوي السابق وإلى هذا القول مال الإمام الألباني رحمه الله حيث قال :

" نعم، يقال: الطيب، كما جاء في هذا الحديث في صحيح مسلم

( إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبًا) . يظهر أن هذه صفة وليست اسمًا عَلَمًا يوصف ربنا عز وجل بهذه الصفة ولا يطلق عليه اسمًا، هذا هو الجواب عن السؤال " ،[ المصدر : كتاب موسوعة الإمام الألباني رحمه الله في العقيدة ( ٦ / ٢٠٧ )] .


ولعل هذا القول من اوسط الأقوال .  


        [[   الخاتمة :  معنى الطيب   ]]


قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :  " وكذلك قوله: (والطيبات) هي صفة الموصوف المحذوف أي: الطيبات من الكلمات والأفعال والصفات والأسماء لله وحده، فهو طيب وأفعاله طيبة، وصفاته أطيب شيء، وأسماؤه أطيب الأسماء، واسمه (الطيب)، ولا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إليه إلا طيب، ولا يقرب منه إلا طيب، وإليه يصعد الكلم الطيب وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه، فالطيبات كلها له ومضافة إليه وصادرة عنه ومنتهية إليه... فإذا كان هو سبحانه الطيب على الإطلاق فالكلمات الطيبات، والأفعال الطيبات، والصفات الطيبات، والأسماء الطيبات كلها له سبحانه لا يستحقها أحد سواه، بل ما طاب شيء قط إلا بطيبته سبحانه فطيب كل ما سواه من آثار طيبته، ولا تصلح هذه التحية الطيبة إلا له "

[ المصدر : الصلاة وحكم تاركها( ٢١٤ - ٢١٥)].

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .