السبت، 1 مايو 2021

《 كشف شبهات عن أهمية دراسة التوحيد وبيان فضله وأهميته 》

 

     


            [   المقدمة  ]


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد. 

فأحببت التنبيه على أهمية دراسة العقيدة و التوحيد و أصول السنة مؤكدا على علو منزلة  تعلم التوحيد وتعليمه ودراسته في الدين وان يبذل طالب العلم جهده ووقته في تعلم ماعلمه من مسائل التوحيد

وتطبيقها عمليا في أقواله وأعماله  ففي هذا تحقيق التوحيد ونبذ الشرك عن الله سبحانه وتعالى 

فالانسان لا ينفعه  عمله وهو مشرك بربه سبحانه و تعالى 

وقد رأيت من يتساهل من طلاب العلم  بدراسة التوحيد والعقيدة ويقول لما الشيخ فلان يركز في تدريسه وكتاباته على التوحيد واقول :  هذا لجهله في علوم  الدين 

إذ ان الدين لبه وأساسه وأصله ومادته هو التوحيد وماانزلت الكتب وماأرسلت الرسل إلا لتوحيد الله ونبذ الشريك عنه سبحانه وتعالى قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه النفيس - وكل كتبه نفيسة - كشف الشبهات :"  

ولكن هذه القصة [ قصة حديث  ذات أنواط]  تفيد أن المسلم  بل العالم - قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها، فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة أن قول الجاهل: التوحيد فهمناه، أن هذا من أكبر الجهل ومكايد الشيطان " انتهى كلامه رحمه الله 


   

     [ الفصل الأول  : أهمية التوحيد وعلو منزلته وبيان فضله العظيم ]


 قال الإمام ابن القيم رحمه الله متحدثا عن ( لااله إلا الله ) وهي كلمه التوحيد : "  وروح هذه الكلمة وسرها: إفراد الرب  جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، وتبارك اسمه، وتعالى جده، ولا إله غيره - بالمحبة والإجلال والتعظيم، والخوف والرجاء، وتوابع ذلك من التوكل والإنابة، والرغبة والرهبة، فلا يحب سواه، وكل ما يحب غيره فإنما يحب تبعا لمحبته، وكونه وسيلة إلى زيادة محبته، ولا يخاف سواه، ولا يرجي سواه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يرهب إلا منه، ولا يحلف إلا بإسمه، ولا ينذر إلا له، ولا يتاب إلا إليه، ولا يسجد إلا له، ولا يذبح إلا له وباسمه، ويجتمع ذلك في حرف واحد، وهو: أن لا يعبد إلا إياه بجميع أنواع العبادة، فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله؛ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة، ومحال أن يدخل النار من تحقق بحقيقة هذه الشهادة وقام بها، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} [المعارج : ٣٣] ". [ كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي( ١٩٨)].

وقال رحمه الله [ كتاب الفوائد( ٥٣ )]: 

"التَّوْحِيد مفزع أعدائه وأوليائه، فأما اعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْك دَعَوْا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [ العنكبوت : ٦٥ ] وَأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها؛ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات وفزع إليه أتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة، ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه لأن الإيمان عند المعاينة لا يقبل، هذه سنة الله في عباده، فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد؛ ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد. فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها. وبالله التوفيق." 

وفي [ زاد المعاد( ٢ / ٢٢ ) يقول رحمه الله : 

" فأعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ} [الزمر:  ٢٢ ]". 

و " كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه، فإن القرآن: إمَّا خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري، وإمَّا دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإمَّا أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته، وإمَّا خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده، وإمَّا خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم."[ مدارج السالكين ( ٣ / ٤٥٠ )].

والتوحيد : " هو أول واجب وآخر واجب، فالتوحيد أول الأمر وآخره "  التوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)" 

" فهو أول واجب وآخر واجب، فالتوحيد أول الأمر وآخره."  "التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى." [ مدارج السالكين ( ٣ / ٤٤٣)]. 

و " التّوحِيدُ أَلْطَفُ شَيْءٍ وَأَنْزَهُهُ وَأَنْظَفُهُ وَأَصْفَاهُ،

فَأدْنىَ شَيءِ يَخدِشُهُ وَيُدَنِّسُهُ وَيُؤَثِّرُ فِيهِ،

فَهُوَ كَأَبٍيَضِ ثَوْبٍ يَكُوُنُ يُؤَثّرُ فِيهِ أَدْنَى أَثَرٍ،

وَكَالمِرْآةِ الصَّافِيَةِ جِدًّا أَدْنَى شَيْءٍ يُؤَثّرُ فِيهَا،

وَلِهَذَا تُشَوِّشُهُ اللَّحْظَةُ وَاللَّفْظَةُ وَالشَّهْوَةُ الخَفِيَّة،

فَإِنْ بَادَرَ صَاحِبُهُ وَقَلَعَ ذَلِكَ الأَثَرَ بِضِدِّهِ

وَإلاَّ اسْتَحْكَمَ وَصَارَ طَبْعًا يَتَعَسَّرُ عَلَيْهِ قَلْعَهُ"

[ كتاب الفوائد( ٢٣٣)].

قال شيخ الإسلام  ابن تيمية رحمه الله:

" إنَّ حَقِيقَةَ التَّوْحِيدِ أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ،

فَلاَ يُدْعَى إلاَّ هُوَ، وَلاَ يُخْشَى إِلاَّ هُوَ،

وَلاَ يُتَّقَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَوَكَّل إِلاَّ عَلَيْهِ،

وَلاَ يَكُونُ الدِّينُ إِلاَّ لَهُ، لاَ لأحَدٍ مِنَ الخَلْقِ،

وَأَلاَّ نتَّخِذَ المَلاَئِكَةَ وَالنَبيِّين أَرْبَابًا، فَكَيْفَ باِلأئمَّةِ،

وَالشُّيُوخِ، والعُلَمَاءِ، وَالمُلُوكِ، وَغَيْرِهِم"[ منهاج السنة النبوية ( ٣ / ٤٩٠)].

قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى وتقدس:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[ الذاريات : ٥٦] 

ويبين التوحيد وأهميته: " هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم ".


         [ الفصل الثاني: تنبيهات مهمة على طالب العلم الإطلاع عليها  ]


               (  التنبيه الأول )


أمرنا بالتوحيد والسنة والعقيدة الصحيحة لا ينافي الأمر بالصلاة وسائر أركان الإسلام وشرائعه وشعائره. 

وذلك :

أن التوحيد إذا تمكن من قلب العبد بفضل الله ورحمته صدق في جميع الدين واركانه. 

فصلاة بلا توحيد لا تنفع صاحبها .

فالتوحيد هو الوازع الديني والباعث والمحرك  على التزام الإنسان بشرائع الله وترك نواهيه  .


         ( التنبيه الثاني )


صلاة بلا توحيد صلاة باطلة 

أنظر قوله تعالى وتقدس :{  عاملة ناصبة } 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :  " { عاملة ناصبة } أي : قد عملت عملا كثيرا ، ونصبت فيه ، وصليت يوم القيامة نارا حامية .

وقال الحافظ أبو بكر البرقاني : حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى ، حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا سيار حدثنا جعفر قال : سمعت أبا عمران الجوني يقول : مر عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بدير راهب ، قال : فناداه : يا راهب [ يا راهب ] فأشرف . قال : فجعل عمر ينظر إليه ويبكي . فقيل له : يا أمير المؤمنين ، ما يبكيك من هذا ؟ قال : ذكرت قول الله ، - عز وجل - في كتابه : ( عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ) فذاك الذي أبكاني .

وقال البخاري : قال ابن عباس : ( عاملة ناصبة ) النصارى .

وعن عكرمة ، والسدي : ( عاملة ) في الدنيا بالمعاصي ( ناصبة ) في النار بالعذاب والأغلال " .



         ( التنبيه الثالث ) 


 أنظر :

 إلى وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للخوارج بقوله صلى الله عليه وسلم:( تحقر صلاتك عند صلاتهم )  .

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب فضائل القرآن ننقله كاملا لأهميته حيث قال رحمه الله  : 

 " حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئاً وينظر في القدح فلا يرى شيئاً وينظر في الريش فلا يرى شيئاً ويتمارى في الفوق ) 

الشرح : 

الله أكبر، يعني من سرعة نفوذ هذا السهم ما يصيبه الدم يعني ينفذ في الجسم ويخرج قبل أن يتلطّخ بالدم وهذا دليل على سرعة نفوذه، أي نعم.

هنا يقول فيه عليه الصلاة والسلام: ( إننا نحقر صلاتنا مع صلاتهم ) وفي هذا دليل على أن الإيمان في القلب وليس في إتقان العمل الظاهر فإن هؤلاء الخوارج يُتقنون العمل الظاهر، إذا رأيته يصلي قلت ويش صلاتي مع صلاته؟ إذا رأيته يصوم في حفظ لسانه وجوارحه في صومه وفي كثرة صومه قلت ويش أنا معهم؟ إذا رأيت أي عمل يقول هذا عمّن؟ قال: ( وعملكم مع عملهم ) فيشمل جميع الأعمال الصالحة، إذا رأيته تقول هذا ما لي به طاقة ولا لي بمسابقته يدان ( نحقر صلاتنا مع صلاتهم ) لكن نسأل الله العافية والسلامة إيمانهم لا يجاوز حناجرهم ولهذا قال: ( يقرؤون القرءان لا يجاوز حناجرهم ) "

الحاصل إن هؤلاء يقرؤون القرءان لا يجاوز حناجرهم ففكّر في نفسك هل أنت تقرأ القرءان فينفذ إلى قلبك ويؤثّر فيه أو أنك تقرؤه ولكن لا يجاوز الحنجرة فالإنسان يجب أن يكون يقظا والحقيقة أن مثل هذه الأحاديث تمر علينا ربما نتأثّر بها تلك الساعة ولكن ننسى نسأل الله الهداية، أي نعم" .انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير .

فلا بد لطالب العلم: 

من تجريد التوحيد بانواعه وأن يحرص على تحقيقه وإلا لم يسلم من مشابهة اليهود والنصارى والسيخ والهندوس والخوارج التكفيريين وغيرهم من ملل الكفر والضلال

أو قد لا يسلم له دينه من حبوط أعماله الصالحة بسبب الشرك الخفي  رياء أو سمعة أو  الشرك الجلي الأكبر. 

فكل ما سبق من ديانات عندها اخلاص 

أما إخلاص لمعبودهم أو إخلاص لله مع اشراكهم مع الله آلها غيره تعالى ربنا وتقدس .

وماسبق يحصل مع نقص توحيد المتابعة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. 

 

         ( التنبيه الرابع )


رأينا من أهل العلم 

من هو مقدم في شرح السنة ومصطلح الحديث 

وفي الفقه وأصوله 

والتفسير وعلومه 

وفي اللغة العربية وفنونها 

ومع ذلك فقد بدر منه أخطاء في توحيد الأسماء والصفات 

وبعضهم في توحيد الألوهية 

مما ينبه طالب العلم على أهمية تعلم التوحيد والابتعاد عن ما وقع فيه هؤلاء من أخطاء .

وقد تجدون من أعداء شيوخ الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى امثال ابن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب والألباني من هو مبرز في الفنون السابقة لكنه محارب لتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية ومحارب لأهلها  فلا تتساهل ياطلاب العلم  في أمر التوحيد وتعلمه وتعليمه وتحقيقه وتدريسه والدعوة إليه 

فهو توحيد رب العالمين ولب رسالة الأنبياء والمرسلين و دعوة الأئمة والمصلحين 

ومن ترك الدعوة إلى التوحيد فشلت دعوته وباء بالخسران 

 فالتوحيد يدل على 

سلامة العلم الذي تحمله والعمل الذي تقوم فيه والدعوة التي تسعى إلى نشرها فهي دعوة إلى توحيد الله والبعد عن الشرك بالله سبحانه وتعالى واحرص  ان يكون تصرفك خالصا لوجه الله الكريم  سبحانه وتعالى صوابا  وذلك في تجريد توحيد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. 

وتحرص كذلك على الأمن من مكر الله فتخافه مع كثرة أعمالك الصالحة أن لا تقبل .

وماسبق هو  جزء من ثمرات تحقيق التوحيد فيثمر  هذا الأمر الاستمرار في الأعمال الصالحة وكثرتها .

          

        [  الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها ]

أوصي الإخوة  طلاب العلم بالاهتمام بدراسة العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة وما عليه أئمة السلف الصالح واهم ذلك توحيد الله سبحانه وتعالى  ودراسة أصول السنة المثمرة لتوحيد المتابعة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه طريقة علماء السنة السلفيين قال الله تعالى وتقدس  : { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : " يقول [ الله ] تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي .

وقوله : ( وسبحان الله ) أي : وأنزه الله وأجله وأعظمه وأقدسه ، عن أن يكون له شريك أو نظير ، أو عديل أو نديد ، أو ولد أو والد أو صاحبة ، أو وزير أو مشير ، تبارك وتعالى وتقدس وتنزه عن ذلك كله علوا كبيرا ، ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [ الإسراء : ٤٤ ] ." انتهى كلامه رحمه الله .

رزقنا  الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

-----------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .