الجمعة، 31 ديسمبر 2021

《 صور موثقة تدل على انحراف فكر المدعو سلمان الحسيني الندوي الهندي 》

 بسم الله الرحمن الرحيم 


[ المدعو سابق الذكر ظهر في مقطع فيديو يدافع فيه عن جماعة التبليغ ويطعن في المملكة العربية السعودية وولاة الأمر فيها ويتهجم على إجراءات وزارة الشؤون الإسلامية بقيادة معالي الوزير الشيخ عبداللطيف آل الشيخ حفظه الله والمبنية على المصلحة الشرعيةالتي يرعاها ويقدرها ويأمر بها ولاة الأمر ]


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فقد وصلتني رسائل من مجموعة كبيرة من طلاب العلم يظهرون غضبهم الشرعي على صاحب حديث معلن تلفزيوني منشور في وسائل الإعلام وكذلك في وسائل التواصل المختلفة وهو لأحد كبار جماعة الإخوان الخوارج في دولة الهند يدافع فيه عن جماعة التبليغ الصوفية وفي ثنايا رسالته تهجم فيها على دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية وعلى ولاة الأمر فيها حفظهم الله وعلى صاحب المعالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية حفظه الله نعرض بعض ألفاظه القبيحة والتي تفوه فيها بغير حق قال في تهجمه الباطل وتحريضه الفاشل :

" لقد قلنا لأئمة وخطباء القارة الهندية يخطبون ضد المملكة السعودية المجرمة .

يخطبون ضد الإجراءات الاجرامية التي ارتكبتها هذه الحكومة النحسة المشبوهة الساقطة إن شاء الله .... الى آخر هذيانه وفجوره " ..


     فمن هو هذا المتكلم وما اسمه ؟


وماهي عقيدته في الاسماء والصفات؟


وما هي عقيدته في توحيد الالوهية ؟


وما علاقته بالتنظيمات التكفيرية التي ترى حل دماء المسلمين واباحة قتلهم مثل جماعة الإخوان الخوارج وما تفرع منها مثل داعش والقاعدة والنصرة وغيرها ؟

 

وما هو جرمه في طعنه في السنة وأهلها كبار علماء الإسلام امثال شيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ؟


وماهي فضائل المملكة العربية السعودية على هذا السفيه ؟



مع ذكر صور من أخلاق هذا الشخص وبعض صفاته السيئة؟


وذكر شيئا من سفاهته وتهجمه على ولاة أمور المسلمين 


وفي هذه الرسالة نريد تسليط الضوء عليه كما يقال ليعرف المسلمون مضمون عقيدته واخلاقه وتوجهه وسلوكه و" بضدها تتبين الاشياء" ؟



         ( أولا : ما اسمه ؟).


الجواب :

هو " سلمان الحسيني الندوي سبط الإمام أبي الحسن علي الندوي .[ كما وصف نفسه بذلك ].وهو من دولة الهند .


         ( ثانيا : ما هي عقيدته في توحيد الأسماء والصفات ؟ )


الجواب :

جهمي معطل مذهبه حائر بين الاشعرية والماتريديه مع ميل إلى مذهب الكوثري الجهمي 

ينظر في هذا إلى مقال: [ نظرة عابرة حول دعوة المباهلة بقلم : عبدالسلام شكيل ] .


  ( ثالثا : ماهو مذهبه العقدي في توحيد الالوهية؟) .


الجواب :

صوفي قبوري تبين ذلك في دفاعه عن جماعة التبليغ الصوفية كما أتى وصفه في المصدر السابق ومعنى ذلك : تعظيم غير الله وصرف العبادات الإلهية لغير الله 

فلذا لا تعجب من هجومه على علماء التوحيد والسنة وعلى ولاة الأمر في دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية. 


( رابعا : ما علاقته بالتنظيمات التكفيرية التي ترى حل دماء المسلمين واباحة قتلهم مثل جماعة الإخوان الخوارج وما تفرع منها مثل داعش والقاعدة والنصرة ؟ )


الجواب : 

انظروا رسالته إلى أبي بكر البغدادي زعيم داعش الهالك 

وفيها يقول : 

" من سلمان الحسيني الندوي سبط الإمام أبي الحسن علي الندوي.

أحد خدام الإسلام

إلى أمير المؤمنين دولة الإسلامية في العراق والشام السيد أبي بكر البغدادي الحسيني – حفظه الله تعالى – ونفع به الأمة، ورفع به راية الإسلام ....

فضيلة الشيخ القائد الإسلامي إنني متابع منذ زمن لأخبار الدولة الإسلامية، كما تابعت أخبار أفغانستان من أيام الجهاد ضد السوفيات .... .

وقد استمعت إليكم ولم أشاهدكم، واستمعت إلى من يمثلكم، فأحسست – وكانت هي معلومات سابقة – بإيمان راسخ، وعقيدة سنية صحيحة، ومنهج إسلامي خالص ..... " الخ. [ مقال بعنوان( محاولة ممقوتة للنيل من الدعوة السلفية) بقلم : أسعد أعظمي بن محمد أنصاري​ ]

فلا تعجب أذن من تهجمه على العلماء في المملكة العربية السعودية اذ

قال فيهم في رسالة له [ " إن كبار العلماء السعودية” وبدلا من دعم الحق ونصرة المظلوم، سخرت منبر الحرم، وكافة المنابر لـ”مهاجمة عباد الله الصالحين”.

وأضاف: “تتملقون الحكام الظلمة الفسقة المجرمين الذين انكشفت خباياهم للأمة الإسلامية فكرهتهم، وأبغضتهم فتجادلون عنهم، فمن يجادل الله عنكم يوم القيامة؟”.وتابع: “أسألكم بالله هل الدكتور مرسي إرهابي؟ أردوغان إرهابي؟ القرضاوي إرهابي؟ جبهة علماء الأزهر إرهابية؟ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إرهابيون؟ الطريفي وسلمان العودة وخالد الراشد، وعشرات من علماء أرض الحرمين إرهابيون؟”.

وأردف قائلا: “أسألكم بالله هل من قتلوا من الإخوان المسلمين، وعذبوا، وسجنوا، وأوذوا في الله وأحرقت منازلهم، وقتلتهم البلطجية والشبيحة إرهابيون؟”.

وفي نهاية البيان، قال الندوي: “كانت شعوب الهند وباكستان وبنغلادش وغيرها تحبكم لخطبكم وإمامتكم في المساجد وندواتكم، والآن باتت تكرهكم وتبغضكم لنفاقكم وكذبكم وجرأتكم على الله في أرض الحرم”.

وأضاف: “الحرم يستعيذ منكم بالله، ويستغيث الله، ويلعن من يلبس الحق بالباطل ويكتم الحق وهو عالم، ما عندكم ينفد وما عند الله باق، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز”.]

[ من موقع( منتدى العلماء )بتاريخ الثلاثاء ٢ ربيع الثاني ١٤٤٢ هجري الموافق ١٧ / ١١ / ٢٠٢٠ ميلادي ]

وبهذا يتبين لكم العلاقة الوثيقة الواضحة على خارجية هذا الشخص واخوانيته 



( خامسا : ماهو طعنه في السنة وأهلها كبار علماء الإسلام امثال شيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ؟ )


الجواب:

" من أعجب الافتراءات وأخطرها التي رميت بها الدعوة ومؤسسها وأتباعها في الأيام الماضية القريبة ادعاء المدعو السيد سلمان الندوي أحد مدرسي دار العلوم ندوة العلماء بلكناؤ، الهند. فقد ادعى في كلمته مؤخرا أن الدعوة السلفية هي مصدر تنظيم داعش وكل الحركات الإرهابية الحديثة، وأن تعليمات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وابن تيمية هي التي تسبب في خلق التطرف والإرهاب لدى أتباعهم، إلى غير ذلك من المطاعن والشتائم التي سود بها عدة صفحات " [ المصدر السابق ] 

انظروا بارك الله فيكم كيف يرمي البراء بهذه التهم التي ليست فيهم .. بل هي في ذاته وشخصيته الاخوانية الخارجية المتقلبة متطابقة كما مر في خطابه الذي أرسله إلى زعيم داعش الهالك .



( سادسا : ماهي فضائل المملكة العربية السعودية على هذا الرجل ؟ )


الجواب:

درس لعدة سنوات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وله علاقة وطيدة بعدد من الشخصيات الكبيرة هناك، وله أسفار كثيرة إلى أرض الحرمين الشريفين واستضيف حكوميا هناك لمرات وكرات. وقد أرسل ابنه أيضا للدراسة بجامعة الإمام بالرياض

[ مقال بعنوان :( محاولة ممقوتة للنيل من الدعوة السلفية) بقلم: أسعد أعظمي بن محمد أنصاري​]

"ويعلم الجميع بأن هذه البلاد المباركة (المملكة) لها منن كثيرة ومنح عظيمة على "السيد" المذكور وعائلته..

فقد تربى في أكنافها الحنونة، وتنفس في ربوعها المنونة، وترعرع في أجوائها الهادئة، وتتلمذ في رحابها اﻵمنة، وتعلم في معاهدها العلمية، وتخرج في إحدى جامعاتها المعروفة، وحصل على الدرجات والشهادات العالية..

وشارك في العديد من مؤتمراتها وندواتها، واعتمر على حسابها وحج على نفقاتها، وتسوّل لدى أصحابها ووجهائها، وجمعَ الكثير من أموالها وثرواتها، وأسس المدارس والمشاريع عل تبرعاتها، واستفاد من خيراتها وبركاتها..

فبدلاً من أن يعترف "السيد" بالجميل ويشكر النعيم، رجع إلى الجحود والكفران، وعاد إلى الشذوذ والنكران، ونزل إلى أدنى حد من الدناءة والمهانة، واختار اللعن والطعن، وقام بالسب والشتم، وجاء بالافتراء والاتهام ف المملكة وولاتها الطيبين..

فيا ترى أهكذا يُشكر الجميل؟؟؟

وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان أم الإساءة والبهتان؟ 

[ مقال بعنوان : (اعتداءات السيد سلمان الحسيني) بقلم : عبد السلام شكيل)]


( سابعا : ماهي أخلاق هذا الشخص وماهي بعض صفاته السيئة كما وصفه أهل بلده من أهل العلم )


الجواب : 

" يتكابر بانتسابه الأسري، ويتظاهر بأنه "سيد القوم .. متفيهق المزاج، متهيج النفس، مختال الذهن، مضطرب البال، متشدق الكلام، ثرثار اللسان، متهالك في حب الرياء والسمعة، متفانٍ في طلب الظهور والسلطة، قليل الثبات والتوحد في الآراء، كثير التلون والتغير في المواقف، مكابرٌ معاندٌ، حسودٌ حقودٌ، جامع "الخصال" الشريرة، حامل "الشهادات" الكثيرة.

يدير بعض المدارس والجامعات، ويشرف على العديد من المشافي والمنظمات، له جولات وصولات، أموال وثروات، صرخات وويلات، شعارات ونعرات، نشاطات وحركات، هفوات وشهوات، فريدٌ في أطواره، غريبٌ في عاداته، عجيبٌ في تعاملاته، نادرٌ في تصرفاته، كأنه يعيش في عالم الأحلام والأوهام، ويتنفس في دنيا العجائب والغرائب، ماهرٌ في الجحود والنكران، بارعٌ في الشذوذ والكفران، مبدعٌ في الإساءة والبهتان، لا يعرف رد الجميل بالجميل ولا رد الزين بالزين، بل يجيد رد الإحسان بالإساءة، ورد الأزهار بالأحجار، ورد الزين بالشين.

وقد ذاع صيته في بعض وسائل الإعلام، وبان أمره في بعض مواقع التواصل، فأصبح الآن محلاً للأنظار، وملفتاً للأذهان، ومحوراً للنقاش، ومركزاً للحوار، وكل ذلك بسبب أعماله الشنيعة، وحركاته المهينة، وكلماته الجائرة، ومقالاته الحائرة، وادعاءاته الكاذبة، ودعواته الباطلة ضد المملكة الغالية.

ويُعيد في كل مرة نفس الاتهام والافتراء، ويردد في كل حين نفس الهذيان والهراء، ويقيم جسراً طويلاً من السب والشتم، ويبني قصراً جديداً من اللعن والطعن، زورٌ وبهتان، لا دليل ولا برهان، دوافع خبيثة تجيش في صدره كجيشان الدم عند الغضب، وعوامل بغيضة تغلي في دماغه كغليان الماء عند الطبخ، تجاهلٌ شديد منه بالحقائق والوقائع، وتغافل قوي منه بالأعراف والأقدار، وكل ذلك بسبب ما يحمله في صدره من البغض المقيت، والحقد الدفين، والغل الغليل ضد المملكة وولاتها وعلمائها "

[ من مقال بعنوان : (نظرة عابرة حول دعوة المباهلة) بقلم : عبد السلام شكيل ؛ بتصرف يسير ] .


 ( ثامنا : بعض من سفاهة هذا الاخواني وذلك في هجومه على ولاة أمور المسلمين ) 


الداعية الهندي سلمان الندوي يهاجم [ صاحب السمو الملكي الأمير ] محمد بن سلمان وغيره من الحكام والسلاطين وشيوخهم [ المصدر : برنامج تلفزيوني عنوانه ( نبراس الهند)].


 ( الخاتمة : نسأل الله حسنها )


يتضح من خلال دراسة حال هذا الرجل وعقيدته أن عنده خلل في العقيدة وتصرفات سيئة مبنية على سوء منهجه و قبيح اخلاقه 

وتمثل هذا السوء في هجومه على دولة المملكة العربية السعودية التي تربى فيها و غمرته بفضلها واحسانها فلم يشكرها امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ) [ رواه أحمد وأبو داود رحمهما الله والبخاري رحمه الله في الأدب المفرد وصححه الألباني رحمه الله].

وينطبق عليه بيت الشاعر حينما قال :

" ومن يعمل المعروف في غير أهله ... يلاقي ملاقى مجير ام عامر "

فلم تسلم منه عقيدة اهل المملكة العربية السعودية  

ولم يسلم منه ولاة الأمر فيها 

بما فيهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين حفظه الله ولم يسلم منه وزارة الشؤون الإسلامية وفي مقدمتها معالي وزيرها الهمام الشيخ عبداللطيف آل الشيخ حفظه الله .

ولم يسلم منه كبار علماء الإسلام. 

وقام يزبد ويرعد ويتهدد ويتوعد في كلام عاطفي حماسي اهوج [ ابشر بطول سلامة يامربع ] 

وليته وجه هذا الكلام إلى قتلة المسلمين في بلاده الهند من سيخ وهندوس أن كان عنده غيرة صحيحة لكن اسلوبه فلاشات يبحث فيها عن الاضواء [ أسد علي وفي الحروب نعامة ].

واصدق وصف ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخوارج :( يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الاوثان ).

كتبت هذه الرسالة ليتبين حال هذا المحرض المهيج ليعلم أن طريقته عبارة عن أسلوب اخواني مقيت لصرف النظر إليه وشخصه وكلامه لا يساوي [ ربية بعملة الهنود ] عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهو معروف عندهم حق المعرفة وجماعة التبليغ جماعة صوفية هكذا وصفها كبار علماء الإسلام فهي نحلة ضالة تنبت التكفير والتفجير لهذا أصدر ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية تجريمها ومنعها وذلك لما رأوا بثاقب بصرهم خطرها وأن المصلحة الشرعية تقتضي حظرها وإيقاف نشاط دعاتها للنتائج الاجرامية لفكرهم الضال 

وجرى تأييد فعلهم هذا من قبل كبار علماء الإسلام في المملكة العربية السعودية وفي غيرها من دول العالم .

كفى الله المسلمين شر الرجل وشر جماعاته جماعات الضلال والتكفير .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

《 التمثيل : ما حقيقته ؟ وما حكمه ؟ 》



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

صاحب الفضيلة الشيخ .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أما بعد 

فإستجابة لطلب فضيلتكم في رغبتكم  التواصي بالنصيحة والانكار وفق الطرق المناسبة وذلك في بيان حكم التمثيل وخاصة تمثيل الصحابة رضي الله عنهم فعليه نقول مستمدين العون من الله وعليه اتكل فلا حول ولا قوةإلابالله: 

ان التمثيل : وهو طريقة فيها تقليد بعضهم للبشر  أوتقليد غير ذلك من  الحيوانات والدواب والهوام وغيرها ومشابهتهم في حركاتهم واصواتهم  على جهة الضحك والاستهزاء أو أخذ العظة والعبرة أو قد يكون لأي غرض من الاغراض التي يسعى إليها من قام بهذا العمل   .

 والتمثيل من حيث حكمه على نوعين :

الاول  :

وهو الذي لم يقصد فيه العبادة أو التقرب إلى الله لكن تضمن منكرات ومعاصي واختلاط الرجال بالنساء  فيجعل الممثل امرأة لا تحل له زوجة له  مع اشتماله على معازف و موسيقى وكذب وفجور  وكثير من انواع المعاصي .

مع ما فيه من مشابهة ملل الكفر  .

والنوع الثاني من التمثيل بدعة محرمة :

وهو الذي قصد فيه التعبد لله والدعوة إلى الله في هذا التمثيل  وهذا النوع أشد حرمة إذ فيه مشابهة لفعل النصارى ..

وتقرب إلى الله بفعل لم يأذن الله  سبحانه وتعالى فيه أو يأذن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

ولا شك ان تمثيل الصحابة رضي الله عنهم فيه كذب عليهم و  احتقار  واستهزاء واستنقاص لمنزلتهم التي انزلهم الله فيها  ...رضي الله عنهم. 

ولنا كتاب عنوانه :[ تحذير المسلمين من خطر الابتداع في الدين ] ..تطرقنا فيه على جهة الاختصار للقسم الثاني من انواع التمثيل ....وهو استخدام التمثيل في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وهذا الصنيع من البدع المحدثة في هذا العصر 

وللشيخ عبدالسلام  بن برجس العبدالكريم رحمه الله وعفا عنه وغفرله واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة كتاب نفيس جعل عنوانه  :[ إيقاف النبيل على حكم التمثيل ]. 

وهذا التمثيل بنوعيه ليس فيه خير إذ لو كان فيه خير لسبقونا إليه سلفنا الصالح 

بل هو طريقة  مبتدعة مبنية على الكذب وقد أتى التمثيل  من بلاد الكفر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( من تشبه بقوم فهو منهم ).

وقد يتطاول في نوعي التمثيل على الله سبحانه  وتعالى فيمثل بخلقه  تعالى ربنا وتقدس أو يسب الله ويحصل أثناء ممارسته فعل  الكفر والنطق فيه فيجرى فيه السجود للاصنام وعبادة غير الله سبحانه وتعالى .

ومن المحاذير التي تضمنها التمثيل وهو تمثيل الرسل والأنبياء والملائكة عليهم الصلاة والسلام وكذلك تمثيل الصحابة رضي الله عنهم 

والمسلم له انتماء يبعده عن مماثلة ومشابهة من اضله الله وغضب عليه  وللمسلم دين يتبع تعاليمه لينجو من فتن الدنيا وخزي وعذاب الآخرة وديننا يمنع مثل هذا السفاهة التي يترفع عنها العقلاء وأهل الديانة فعلى من أراد الله والآخرة  أن يعتز ويفتخر في دينه ويبتعد عن فعل مثل هذه الأمور والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقيرإلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

《 تحريم التهنئة بعيد ميلاد المسيح عيسى عبدالله ورسوله عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام 》


بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 

فقد ارسل إلينا احد الاخوة من المشايخ الفضلاء فتوى لاحد المفتين يرى فيها جواز تهنئة ذوي الديانة النصرانية بميلاد المسيح عيسى عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام وهذا خلاف اجماع المسلمين الذي نقله احد أئمة السلف الصالح وهو الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه أحكام أهل الذمة حيث قال رحمه الله : "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل . فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه".انتهى كلامه رحمه الله .

وهذا إجماع نقله هذا الإمام على تحريم تهنئة الكفار بعيد ميلاد المسيح عيسى عبدالله ورسوله عليه الصلاة والسلام 

وعيسى صلى الله عليه وسلم كما ثبت وصفه في كلام الله سبحانه وتعالى ؛ بقول الله تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ } وكما ثبت في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم :( وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )[ رواه البخاري ( ٣٤٣٥) ومسلم ( ٢٨ )].

ومعنى روح منه : [ من باب التشريف له فهو صلى الله عليه وسلم عين قائم بنفسه  وهو عبد مملوك لله ، وإضافة الروح هنا  من باب إضافة الشيء إلى مالكه أو المخلوق إلى خالقه, وقد تقتضي تلك الإضافة تشريفاً كناقة الله، ورسول الله، وبيت الله، وكليم الله, وقد لا تقتضي تشريفاً مثل أرض الله، وسماء الله ]

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:"تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق [ ثم نقل الإجماع السابق للإمام ابن القيم رحمه الله ]ثم قال رحمه الله :

"وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقرارًا لِمَا هم عليه من شعائر الكفر، ورِضَى به لهُم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يُحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: {إِن تَكْفُرُواْ فَإِنّ اللّهَ غَنِيّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَىَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} ، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا} ، وتهنئتهم بذلك حرام سواءً كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا. وإذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا؛ ولأنها أعيادٌ لا يرضاها الله تعالى، لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة لكن نُسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدًا صل الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ، وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها. وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال، ونحو ذلك؛ لقول النبي صل الله عليه وسلم: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) [رواه الإمام أحمد وأبو داود]. قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه: [ اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم]: "مشابهتهم في بعض أعيادهم توجِب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء". انتهى كلامه رحمه الله. ومن فعل شيئًا من ذلك فهو آثم، سواء فَعَلَه مجاملةً أو توددًا أو حياءًا أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. والله المسؤول أن يُعِزَّ المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز ".انتهى كلامه رحمه الله من كتاب[ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( ٣ / ٣٦٩)].

و ما ذكره هذا المفتي الذي اباح تهنئة الكفار في هذه الفتوى التي انتشرت إعلاميا فيناقش في إدلته التي ذكرها.. 

هل هذه الادلة جرت في سياق تأييد تهنّئتهم وتجويز ذلك ؟

  أو هل هي وردت في معنى آخر ليس له صلة من قريب أو بعيد على صحة ما ذكره هذا المفتي   ؟ .

وهل تصلح هذه الادلة للاستدلال أو الاعتضاد من قريب أو بعيد لما ذكره المبيح ؟

ثم :

يقال له  : أين قول ابن تيمية رحمه الله تعالى في جواز تهنئة الكفار في اعيادهم والذي ذكرته دليلا على صحة فتواك  ؟

ولعله يفيد القارئ أو المستمع بإحالته إلى كتاب ابن تيمية رحمه الله بالصفحة والجزء والتي ذكر فيها اباحة تهنئة النصارى في عيد ميلاد المسيح اتماما للفائدة اذا كان ثمت فائدة تذكر . وهيهات هيهات أن يبيح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تهنئتهم بشعيرة من شعائر ديانتهم فهذا أمر يخالف الكتاب والسنة ويشق إجماع المسلمين 

فإذا ثبت عدم وجود ما ذكر أوما نسب  الى شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في تجويزه لتهنئة الكفرة بأعيادهم   فهذا يعتبر كذب وافتراء على هذا الإمام الجليل  ؛ 

وأما " التهنئة  بزوجة ، أو ولد ، أو قدوم غائب ، أو عافية ، أو سلامة من مكروه ، ونحو ذلك " فله أقوال في هذه المسألة  فأباحها مرة ومنعها أخرى 

وهذا خلاف التهنئة بشعائر الكفرة مثل تهنئتهم بأعيادهم فهنا الصورة تختلف والحكم يختلف  فالاخير  محل اتفاق على تحريمه نقله الإمام ابن القيم رحمه الله وهو أعلم وادرى بأقوال  شيخه شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله 

كما أن الكلام الذي ذكره هذا المفتي يمس  عقيدة المسلمين  وأصول دين الإسلام المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم  وبطريقته هذه وهي الإعتماد على أقوال لم يصح نسبتها إلى قائلها  تقرير لمعتقد خاطئ اذ لا سابقة لهذا المفتي في اباحة التهنئة في عيد ميلاد المسيح عليه الصلاةوالسلام؛ فتحريم هذه التهنئة  محل اتفاق بين أهل الإسلام لعموم الأدلة و لتعلقه في الشرك بالله ومن آثار تهنّئتهم تصحيح معتقد الديانة النصرانية التي أتى الكتاب والسنة وإجماع الأمة على ضلالهم وشركهم بالله .

و تمييع الدين تحت مسمى البر وحسن الخلق مع الكفار المسالمين والإحسان لهم ؛ هذه عادة لم يفعلها الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحسن الناس خلقاً بشهادة رب العالمين وأعظمهم إحساناً للخلق، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم تهنئة اليهود باعياد ميلادهم  وهم في المدينة النبوية فترة من الزمن مع وجود السبب المقتضي لذلك ومرور عدد من أعيادهم ، ومثل ذلك لوحصل  لنقله الصحابة رضي الله  عنهم الذين نقلوا دقائق حياته وأقواله صلى الله عليه وسلم فلا يخفى عليهم هذا الأمر  .

ومساواة التهنئة على رد السلام وإجابة الدعوة والزيارة قياس مع الفارق؛ لأن هذا الصنيع إقرار لهم بصحة معتقدهم والاحتفال بالعيد والتهنئة به، من شعائر  الدين  كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا). رواه البخاري رحمه الله 

والطريقة الشرعية في الإحسان إلى الكفار اذا كان هنا ثمت مصلحة شرعية هي ما ورد بيانها في كلام الله سبحانه وتعالى :{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

والشاهد في قوله تعالى  : { والمؤلفة قلوبهم } قال الإمام البغوي رحمه الله: " وأما الكفار من المؤلفة : فهو من يخشى شره منهم ، أو يرجى إسلامه ، فيريد الإمام أن يعطي هذا حذرا من شره ، أو يعطي ذلك ترغيبا له في الإسلام فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم من خمس الخمس ، كما أعطى صفوان بن أمية لما يرى من ميله إلى الإسلام ".انتهى كلامه رحمه الله. 

ودين الله كامل يقول الله سبحانه وتعالى:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ } قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " وقوله : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }هذه أكبر نعم الله عز وجل ، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، صلوات الله وسلامه عليه ; ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه ، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف ، كما قال تعالى : { وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا }أي : صدقا في الأخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي ، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم ; ولهذا قال [ تعالى ] ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) أي : فارضوه أنتم لأنفسكم ، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام ، وأنزل به أشرف كتبه .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وهو الإسلام ، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان ، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا ".

وقد رأيت احد المفتين من جعل التهنئة قسمين 

قسم حرمه :

لتعلقها بتعظيم المخلوق واقرار ماهم عليه  من الشرك  ...

وتهنئة اباحها :

وزعمه في ذلك أنها من باب المجاملة. 

اقول :

وهذا تقسيم باطل لا دليل له عليه فالمجاملة وهي المداهنة محرمة شرعا فكيف جعلها دليلا على اباحة امر متفق على تحريمه بين المسلمين

قال الله تعالى وتقدس:{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } 

قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " { وَدُّوا } أي: المشركون { لَوْ تُدْهِنُ } أي: توافقهم على بعض ما هم عليه، إما بالقول أو الفعل أو بالسكوت عما يتعين الكلام فيه، { فَيُدْهِنُونَ } ولكن اصدع بأمر الله، وأظهر دين الإسلام، فإن تمام إظهاره، بنقض ما يضاده، وعيب ما يناقضه ".انتهى كلامه رحمه الله.

وطريقة هؤلاء المتلونة أنهم يتبعون أهواءهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال وما تمليه عليهم مصالحهم الحزبية أو  الشخصية ولهم امثله في تقسيم الأحكام الشرعية إلى حلال وحرام فالمظاهرات منها سلمية مباحة ودموية محرمة ومعلوم أن المظاهرات محرمة شرعا عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.



وأبشر الإخوة الكرام ان دين الله  منصور ورايته مرفوعه وأتباعه يوميا في ازدياد ظاهر ولدولة الإسلام الصحيح المملكة العربية السعودية جهود بارزة في نشر الإسلام في ارجاء العالم بما في ذلك دول اورباء وامريكا من خلال المراكز الإسلامية التي وضعتها خدمة لنشر الإسلام الصحيح  ؛ سائلا الله تعالى التوفيق والاعانة والسداد وموفور الصحة والعافية لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود  وولي عهده عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود 

وأن يوفقهما الله بتوفيقه وينصرهما على أعدائهما أعداء الإسلام من حوثية رافضة وخوارج اخوانية وملاحدة 

  

رزقنا الله  العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

....................

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

السبت، 18 ديسمبر 2021

《 من صور دفاع الاخوانية الخوارج المعاصرين عن الخوارج السابقين 》



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فقد أطلعت  على جزء من محاضرة لشخص مغمور [ لااعلم كيف دخلت لكن جذبني غرابة العنوان ثم أردت معرفة حال المتحدث وإلى ماذا يسعى إليه ]  يظهر من خلال كلامه أنه  يتحدث فيها عن الخوارج السابقين و صفاتهم ؛ ويبحث عن صحة انطباق هذه الصفات على خوارج العصر الاخوانية ؟ .

ثم لف ودار فكأنه يحاول أن يبرئ ساحة دعاة الاخوانية المعاصرين من وصف كبار العلماء لهم بالخوارج .

ومن ضمن كلامه ممايبرهن  على فساد  هدفه وتوجهه زعمه ؛ أن حال الخوارج السابقين ليسوا مثل المعتزلة و الأشاعرة والماتريديه والشيعة وذلك ان مصادر الاطلاع على أحوال هذه الفرق موجود بخلاف  الخوارج السابقين فالمصادر العلمية من كتب ورسائل عن بيان حالهم  ليست متوفرة في الساحة العلمية هكذا يزعم .

وانا أتعجب ؛ كيف يعرف أسماء  هذه الفرق الضالة ولا يعرف الخوارج ؟

 إذ ان كل من درس هذه الفرق في أي كتاب عن الفرق فلا بد أن يمر عليه الحديث عن الخوارج واقسامهم .

وكلامه هذا فرية منكرة 

فلا تتعجبون منها :

 إذ أن هذا الكلام مقدمة لنتيجة معروفة ؛ وهي بما ان مصادر العلم بحال الخوارج غير معلومة إذن لا يصح وصف الخوارج الإخوانية المعاصرين بصفات الخوارج السابقين وهذا  خطأ وخلط وغلط لأمور منها :

               (   أولا   )

انا أسأل هذا المحاضر : كيف أتيت بهذه المعلومات عن الخوارج السابقين ؟

وماهي مصادرك ؟

وانت تزعم عدم وجود بلفظك( مرجعية علمية ) أو الصحيح أن يقال (  مصادر علمية للإطلاع على أحوال الخوارج عن كثب ) .


                  (  ثانيا  )

الخوارج أول الفرق الخارجة عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتى وصفهم وبيان حالهم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أنظر قوله صلى الله عليه وسلم: (يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ)،متفق على صحته ." ولم يأت في السنة النبوية تحذير من فرقة بعينها من فرق هذه الأمة إلا الخوارج، فقد ورد فيها أكثر من عشرين حديثاً بسند صحيح أو حسن، وما ذلك إلا لضررهم الجسيم على الأمة، والتباسِ أمرهم على الناس واغترارهم بهم؛ إذ ظاهرهم الصلاح والتقوى، ولأن مذهبهم ليس قاصراً على الآراء والأفكار، بل يتعدى ذلك إلى سفك الدماء" وأتى وصفهم على السنة أئمة السلف الصالح من الخلفاء الراشدين المهديين والصحابة الاجلاء  رضي الله عنهم  و على لسان التابعين رحمهم الله وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فتجد مئات المؤلفات من كتب ورسائل تتحدث عن الخوارج وصفاتهم كتبها شيوخ الإسلام وأئمة السنة واعلام السلف الصالح .. لكن كأنه لا يعلم عنها شيئا  .

            (   ثالثا   )

بالرجوع إلى ترجمة هذا المتحدث وجدت أنه من أصحاب الروايات القصصية  فقد كتب روايات متعددة بعيدة عن العلم وأهله. فهذا مجاله واختصاصه ولااعلم لما أقحم نفسه في أمر لا يحسنه وليس من أهله .   

             (  رابعا  )

الذي يظهر من حال هذا الشخص أنه يريد بيان حال فرق ضالة بأسلوب فيه تجميل لها  وتحسين صور أناس أو جماعات جرى التحذير منها على لسان كبار علماء الإسلام بالادلة الشرعية مع محاولته تشويه صور  بعض كبار علماء الاسلام بطريقة ذكية ظاهرها المدح وفي باطنها السم الزعاف ..

              (  خامسا  )

أتعجب من كثافة الجمهور المتابع لحديثه وظاهرهم الصلاح وحال هذا الشخص ما ذكر . 

فلا أعلم ماهي شروط أهل العلم عند هؤلاء :

 ▪︎أهي الشهرة والبروز  الإعلامي وإن كان جاهلا في العقيدة  ؟

فحب الظهور قصم الظهور .

 

▪︎او أن ثمت تقارب خفي في المنهج والتوجه  العقدي بين المتحدث وغالب الجمهور  انتصارا لحزبهم وهذا أمر جلي لا يخفى إلا على العميان  ؟

[ بعد الانتهاء من كتابة هذه الرسالة المختصرة تبين لنا بما لا يدع مجال للشك  أن هذا المحاضر داعم ومشارك في طباعة كتب الإخوان الخوارج فظهر على حقيقته والحمد لله رب العالمين ]

كفى الله المسلمين شرهم..

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 


...........

غازي بن عوض العرماني

《 وجوب الحذر من طرق أهل البدع والاهواء في كيفية نشر باطلهم 》


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فهنا طرق لأهل البدع والاهواء في كيفية نشر باطلهم على العوام الجهلة وانصاف المتعلمين والا فأهل العلم السني السلفي الشرعي يعرفونهم بعلامات سيئة وخصال منحرفة يحاربون بها السنة وأهلها يقول الله تعالى وتقدس: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾.

فمن طرقهم الخفية وأساليبهم الغبية أنهم يلقون الدرس أو المحاضرة 

بشكل صحيح [ أي وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ] 

في درس واحد أو محاضرة واحدة فقط أو عدة محاضرات 

لكن :

في ثنايا الدرس تستخرج - بضم التاء -  الأخطاء العقديه بالمنقاش وهذا من عمل واختصاص أهل العلم السني السلفي [ المؤهل علميا والمختص عقديا ] أو قد تجد هذا الخطأ ظاهر بين واضح حتى العوام تعرفه .

وقد  يتبعون طريقة أخرى

 محاولة منهم الالتفاف حول من جهل حالهم أو جهل العلم الشرعي لأصطيادهم : وذلك بأن تكون الدروس والمحاضرات وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في ثمان أو عشر دروس أو محاضرات لكن في محاضرة واحدة أو درس واحد  يدسون السم بالدسم  .

وعلى سبيل المثال لا الحصر : " تجد احدهم في أصل واحد من أصول السنة يبينه بوضوح تام وفق معتقد أهل السنةوالجماعة أتباع السلف الصالح مثل [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ] فيذكر الادلة النقلية والحجج العقلية على صحة هذا الأصل وفق الضوابط الشرعية لكنه يهدم هذا الأصل في ثنائه على رموز الخوارج السابقين أو من الاخوانية المعاصرين إذ أن ثناءه على رؤوس الخوارج وهم الذين يرون الخروج على ولي الأمر وتكفير المسلمين واباحة الدماء المعصومة للابرياء من مسلمين أو معاهدين هدم ل[أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف] وذلك أنه جمع بين الضدين واوجد أمرا  مستحيلا  لا يتصور حقيقة ولا يوجد في ارض الواقع بل هو تخبطات عقدية وانحرافات فكرية سعيا من هذا المنظر حماية مصلحته الشخصية وفقا لسياسة التلون والتقية والتي اشتهر فيها مذهبهم الذي ينحى منحى سياسة غير شرعية  وجمعه هذا خالف فيه الكتاب والسنة وأصول السنة واجماع أهل العلم .

لذا فوصيتي لعامة المسلمين وطلاب العلم قائلا لهم  :

عليكم بالواضحين الأعلام وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أمثال: ابن باز والعثيمين والألباني ومقبل الوادعي والنجمي والجامي وزيد المدخلي  رحمهم الله تعالى ومن الأحياء الشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري حفظه الله. وغيرهم كثير ولله الحمد . وهذه الوصية أوصى بها قبلي  أعلام الهدى ومصابيح الدجى وشيوخ الإسلام أمثال الإمام ربيع المدخلي حفظه الله. 

وكان من وصية أئمة السلف الصالح  كما في صحيح مسلم رحمه الله حيث قال التابعي الجليل محمد بن سيرين رحمه الله : " إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم "

وعنه رحمه الله بنفس المصدر  قال :" لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فينظروا إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى البدع فلا يؤخذ حديثهم "

و " أخذ العلم عن عالم معروف ببدعة من البدع ، لكنه متقن لفن من الفنون ؛ كالنحو أو الفرائض،  فما الحكم ؟

الجواب:

 أن الأخذ عن هؤلاء وأمثالهم يخشى منه أمران :

اﻷول :

 أن هؤلاء المبتدعة عندهم ذكاء وفطنة وغالبهم عندهم بيان ، فيخشى أن يستجروا هؤلاء إلى بدعتهم ، ولو على الأقل بالأمثلة - إذا كانوا يدرسون النحو مثلا-

 الثاني:

 أنه إذا تردد إليهم الإنسان الموثوق ، اغتر الناس بذلك ، فظنوا أنهم على حق . فلهذا يجب الحذر بقدر الإمكان،  والعلم الذي عندهم بحمد الله

قد يكون عند غيرهم من أهل السنة".[ مابين "" الأخيرة من كلام الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تعليقه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله صفحة ( ٤٠ )].

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الخميس، 16 ديسمبر 2021

《 الدعاء عبادة فلا تصرف إلا لله سبحانه وتعالى 》



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  

أما بعد 

فتشاهدون في الصورة عبارة [ يا حسين ] : 

وهذا شعار تتخذه الروافض  مثل شعار صليب النصارى  فالحسين رضي الله عنه احد الصحابة رضي الله عنهم من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وليس من الرسل أو الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقتله لا يقره دين ولا عقل سليم ولا فطرة سوية والذي يظهر أن من أمر بقتله هو من استدعاه من المدينة النبوية إلى العراق ممن يزعم نصرته ومحبته ثم جرى على ايديهم  قتله .

وهذا القتل جريمة كبيرة منكرة.

 وأكبر جرما واشدها اثما   اتخاذ الحسين  الها يعبد من دون الله  ويدعى وتصرف له العبادات من دون الله وعبارة :

[ ياحسين ]

دعاء  يدعو به مخلوق إلى  مخلوق مثله ومع ذلك ليس حي بل هو ميت ولو كان حيا فلا يستطيع اجابته لأن اجابته لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى فهذا  هو الشرك الاكبر  اذ فيها صرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى  ؛ يقول الله سبحانه وتعالى  : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : 

" قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن المغيرة ، أخبرنا جرير ، عن عبدة بن أبي برزة السجستاني عن الصلب بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري ، عن أبيه ، عن جده ، أن أعرابيا قال : يا رسول الله ، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } .

ورواه ابن مردويه ، وأبو الشيخ الأصبهاني ، من حديث محمد بن أبي حميد ، عن جرير ، به . وقال عبد الرزاق : أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن الحسن ، قال : سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ النبي صلى الله عليه وسلم ] : أين ربنا ؟ فأنزل الله عز وجل : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } الآية .

وقال ابن جريج عن عطاء : أنه بلغه لما نزلت : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } قال الناس : لو نعلم أي ساعة ندعو ؟ فنزلت : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، حدثنا خالد الحذاء ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ، ولا نعلو شرفا ، ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير . قال : فدنا منا فقال : ( يا أيها الناس ، اربعوا على أنفسكم ; فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته . يا عبد الله بن قيس ، ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ) .

أخرجاه في الصحيحين ، وبقية الجماعة من حديث أبي عثمان النهدي ، واسمه عبد الرحمن بن مل ، عنه ، بنحوه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا شعبة ، حدثنا قتادة ، عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا دعاني ).

وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إسحاق ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله ، عن كريمة بنت الخشخاش المزنية ، قالت : حدثنا أبو هريرة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (  قال الله : أنا مع عبدي ما ذكرني ، وتحركت بي شفتاه ) .

قلت : وهذا كقوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }، وكقوله لموسى وهارون ، عليهما السلام :  { إنني معكما أسمع وأرى }. والمراد من هذا : أنه تعالى لا يخيب دعاء داع ، ولا يشغله عنه شيء ، بل هو سميع الدعاء . وفيه ترغيب في الدعاء ، وأنه لا يضيع لديه تعالى ، كما قال الإمام أحمد :

حدثنا يزيد ، حدثنا رجل أنه سمع أبا عثمان هو النهدي يحدث عن سلمان يعني الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (  إن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين ) .

قال يزيد : سموا لي هذا الرجل ، فقالوا : جعفر بن ميمون .

وقد رواه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه من حديث جعفر بن ميمون ، صاحب الأنماط ، به . وقال الترمذي : حسن غريب . ورواه بعضهم ، ولم يرفعه .

وقال الشيخ الحافظ أبو الحجاج المزي ، رحمه الله ، في أطرافه : وتابعه أبو همام محمد بن الزبرقان ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، به .

وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا أبو عامر ، حدثنا علي بن دؤاد أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ) قالوا : إذا نكثر . قال : (الله أكثر ).

وقال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، أن عبادة بن الصامت حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله ، عز وجل ، بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو كف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) .

ورواه الترمذي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن محمد بن يوسف الفريابي ، عن ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به . وقال : حسن صحيح غريب من هذا الوجه .

وقال الإمام مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي ) .

أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك ، به . وهذا لفظ البخاري ، رحمه الله ، وأثابه الجنة .

وقال مسلم أيضا : حدثني أبو الطاهر ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ) . قيل : يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟ قال : ( يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ، ويترك الدعاء ) .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا ابن هلال ، عن قتادة ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ). قالوا : وكيف يستعجل ؟ قال : ( يقول : قد دعوت ربي فلم يستجب لي ) .

وقال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسيره : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، حدثني أبو صخر : أن يزيد بن عبد الله بن قسيط حدثه ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها قالت : ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب ، حتى تعجل له في الدنيا أو تدخر له في الآخرة ، إذا لم يعجل أو يقنط . قال عروة : قلت : يا أماه كيف عجلته وقنوطه ؟ قالت : يقول : سألت فلم أعط ، ودعوت فلم أجب .

قال ابن قسيط : وسمعت سعيد بن المسيب يقول كقول عائشة سواء .

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا بكر بن عمرو ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم الله أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل ).

وقال ابن مردويه : حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي بن نافع بن معد يكرب ببغداد ، حدثني أبي بن نافع ، حدثني أبي بن نافع بن معد يكرب ، قال : كنت أنا وعائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية : { أجيب دعوة الداع إذا دعان } قال : ( يا رب ، مسألة عائشة ) . فهبط جبريل فقال : الله يقرؤك السلام ، هذا عبدي الصالح بالنية الصادقة ، وقلبه نقي يقول : يا رب ، فأقول : لبيك . فأقضي حاجته .

هذا حديث غريب من هذا الوجه .

وروى ابن مردويه من حديث الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : حدثني جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أمرت بالدعاء ، وتوكلت بالإجابة ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، لبيك إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك ، أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأنت تبعث من في القبور ) .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا الحسن بن يحيى الأرزي ومحمد بن يحيى القطعي قالا : حدثنا الحجاج بن منهال ، حدثنا صالح المري ، عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله تعالى : يا ابن آدم ، واحدة لك وواحدة لي ، وواحدة فيما بيني وبينك ; فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فما عملت من شيء وفيتكه وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة ) .

وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء ، متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر ، كما رواه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده :

حدثنا أبو محمد المليكي ، عن عمرو هو ابن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة ) . فكان عبد الله بن عمرو إذ أفطر دعا أهله ، وولده ودعا .

وقال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه في سننه : حدثنا هشام بن عمار ، أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن إسحاق بن عبيد الله المدني ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ) . قال عبد الله بن أبي مليكة : سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي .

وفي مسند الإمام أحمد ، وسنن الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول : بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين )" . انتهى كلامه رحمه الله . وقال تعالى وتقدس : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم  :

( الدُّعاءُ هو العبادةُ ثمَّ قرأ { وَقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ}).

رواه ابوداود والترمذي وابن ماجه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي حديث رقم(  ٣٢٤٧).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ). حسنه الإمام 

الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ( ٢٦٥٤). 

وغيرها من آيات وأحاديث تنص على أن الدعاء عبادة وأنه لا يصرف إلا لله سبحانه وتعالى 

 فهذا العمل الشركي لا يقره الحسين رضي الله عنه ولا والده علي بن ابي طالب أو اخوه الحسن  ولااحد من الصحابة رضي الله عنهم أو أحد من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن هم على التوحيد والسنة فهو شرك أكبر لايرضاه أي مسلم فكيف بهؤلاء الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم .

وعرف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى  العبادة  بأنها: " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ". فالصلاة عبادة، والدعاء عبادة، والحلف عبادة، والذبح عبادة، والسجود والركوع والخوف والرجاء، كل ذلك من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وكل من صرف شيئاً من تلكم العبادات التي لا يستحقها إلا ربنا جل وعلا لغير الله فقد كفر أو أشرك " .

والرافضة صرفوا هذه  العبادات الجليلة التي يستحقها الله إلى غير الله سبحانه إلى مخلوقين أمثالهم  فهذا هو الشرك الأكبر الذي حذر ونهى عنه ربنا تعالى وتقدس في كتابه العزيز وحذر منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وحذر منه الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام قبله .

والرافضة :

أمة ذليلة خانعة مخذولة  ففي ديانتهم شرك في الربوبية وشرك في الالوهية وشرك في الاسماء والصفات . مع أعمال أخرى تنافي الطبيعة البشرية فهم يبيحون الزنى بإسم المتعة وكذا اللواط افتوا بإباحته  ولهم طرق شتى في انهار دماء أهل الإسلام واستحلال دماء العرب منهم ولا يشفع للعربي ديانته الرافضية فدمه مباح هكذا ورد في كتبهم ويسمونهم بالبتريين ويمجدون العنصر الفارسي .

فدعوتهم قامت على تعظيم الجنس الفارسي وأحياء الديانة المجوسية المزدكية [ شيعة وشيوعية اشتراكية في المال والأعراض ووحدة المنشأ والهدف]   وهذه النحلة  باطنية محضة واتخاذ آل البيت شعارا إنما هو مطية لنشر فسادهم العقدي ؛  فأمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن ابي طالب وأولاده الحسن والحسين رضي الله عنهم من كبار صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن آل البيت وهم ليسوا أهل شرك او كفر بالله كحال الروافض الذين يزعمون محبتهم .

وهؤلاء الاجلاء من آل البيت لهم منزلة عظيمة اتت وفق الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وليس من الصواب   اعطاءهم صفة الربوبية وصرف  العبادات الإلهية لهم كما تفعل الروافض لافساد دين الإسلام فهؤلاء لايقرون الأقوال والأعمال الرافضية لمخالفتها كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهذه طريقة بولس حينما أراد إدخال الشرك بالله على الديانة المسيحية وذلك في تعظيم الرسول عيسى بن مريم وأمه عليهما الصلاة والسلام والغلو فيهما وجعله وأمه الهين من دون الله سبحانه وتعالى .

يوجد هنا سؤال :[  لماذا أذن تعظيم آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهريا إمام الملأ  ؟]

الجواب :

أسلوب تجاري رخيص من أجل اللعب في عواطف عامة المسلمين ومشاعرهم لجذب من يسمونهم[ النواصب ] إلى ديانتهم الباطلة فهي حجة باطلة  يضعونها  لذر رماد باطلهم على كثير من المسلمين 

ويستخدمون في نشر عقيدتهم الفاسدة قوتين :

الاولى:

قوة مالية بإغراء الناس بالأموال 

واغداقها عليهم   .

الثانية :

قوة عسكرية وذلك باستخدامها لارغام الناس على الترفض أو قتل من خالف توجههم الثوري .


ولهم دور رئيس  في إبادة المسلمين :

فالمتتبع للتاريخ يجد أنهم يرون حل دماء الأبرياء المعصومة بأي طريقة كانت فقد تعاونوا مع التتار المغول وسهلوا لهم غزو بلاد الإسلام واستباحة الدماء وكذلك فعلوا مع أصحاب الحملات الصليبية في كشف ثغرات مواقع المسلمين والتجسس عليهم وخدمة أعداء الله.

مع نشرهم للفرق المستحلة للدماء مثل القرامطة والحشاشين  والدواعش والقاعدة . وتكوين جيوش بأسماء عربية إسلامية مثل حزب الله وهو حزب اللات والشيطان وفيلق بدر والقدس 

والحوثي الرافضي في اليمن 

 فأصدق وصف لهم ماذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حزم رحمهما الله عنهم اسوقه بمعناه :" بأن أعظم الشرور التي جرت واكثر الدماء التي سالت من المسلمين جرت بسببهم  ".

وهم يتلونون كالحرباء وفي هذا العصر وقد خدمتهم الاخوانية الخوارج فهي مذهب أصدق وصف لهم أنهم كالممهد للطريق إمام إنتشار ديانة الروافض المجوسية 

ولعظيم خطر هذه الفرقة على الإسلام واهله ودوله وحرصا منا على بيان حالهم وزيادة بصيرة فيهم جرى كتابة هذه الرسالة . ويتبع ما ذكرناه سابقا نقول : انظروا الفرق بين أهل التوحيد والسنة والايمان عباد الرحمن  الملك الديان وبين أهل الشرك والاوثان وعباد الخلق والاصنام  والاوثان ...

فالحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما :

معلوم أنه قتل رضي الله عنه ظلما بغير وجه حق  هذه عقيدة أهل الإسلام ومع ذلك ينزلونه منزلته الشرعية الصحيحة فيقولون :أنه من آل البيت وانه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وأنه من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولهم منزلة شرعية لا ينالها احد أتى  من بعدهم   ومع ذلك لا يغلون في محبته ولا يرفعونه فوق منزلته الشرعية .

ومع إقرار الروافض بقتل الحسين رضي الله عنه نجدهم يعبدونه من دون الله سبحانه وتعالى ويصرفون له العبادات التي يستحقها الله وحده سبحانه وتعالى  ..

وتوحيد الله وتحريم عبادة غير الله   من أجلها أنزلت الكتب وأرسلت الرسل وانقسم الناس إلى مسلمين وكفار .


والحسين رضي الله عنه عبد ضعيف لم ينفع نفسه ولم يدفع عنها شر الأشرار وكيد الفجار وما فعله فيه فسقة الأنس  من ضر القتل فكيف يعبد من دون الله مع هذا الضعف المشاهد وكيف يدعى ويعبد من دون الله؛  فهذا هو الشرك الأكبر الذي هو أعظم ذنبا وأشد اثما بل لا يدانيه ولا يساويه اي ذنب آخر والشرك بالله هو الذنب الذي لا يغفره الله لصاحبه وجميع الذنوب تغفر بعد مشيئة الله ورحمته وفضله 

وهكذا حال النصارى  وضلالهم وشركهم في عبادة  الله ففي عقيدتهم الضالة أن المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام قتل مصلوبا فلم ينفع نفسه ومع ذلك عبدوه من دون الله سبحانه وتعالى. واشركوا في عبادة الله ماهو من عباد الله 

وأهل الإسلام يعلمون بما علمهم الله وعلمهم رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه لم يقتل يقول الله تعالى وتقدس : { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ } 

ومع علم أهل الإسلام برفعه وعلو منزلته فإنهم لا يرفعونه فوق منزلته الشرعية فهم يقولون : (  انه  عبدالله ورسوله وكلمته القاه إلى مريم وروح منه ) [ مرفوعا رواه  البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٣٤٣٥) ، ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٢٨ ) ].

وفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( يَنْزِلُ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا وَإِمَامًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ) وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ مرفوعا : ( أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيِّ دِمَشْقَ وَأَنَّهُ يَقْتُلُ الدَّجَّالَ).

فالاسلام :

دين الحق والصدق والانصاف والعلم والانصاف وليس دينا للجهل وعبادة الأصنام والاوثان من دون الله سبحانه وتعالى ويتبرؤن من كل معتقد يخالف كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم.


كفى الله المسلمين شرهم 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


-------------

كتبه : 

غازي بن عوض العرماني

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

《 مخالفة المدعو عبلان الدوسري للادلة الشرعية والأصول السنية و ماثبت من نقولات علمية عن أئمة السلفية تبين فساد معتقد جماعة التبليغ الصوفية 》



   بسم الله الرحمن الرحيم 


أطلعت على منشورات تمثلت في تغريدات للمدعو عبلان الدوسري وفقنا الله وإياكم وإياه إلى الهدى والتقى وترك مشاققة سبيل المؤمنين في تأييده لفرقة التبليغ الصوفية كما وصفها بذلك الإمام الألباني رحمه الله إذ هم  يبايعون على أربع طرق صوفية[ السهرورية،والقادرية،والجشتية، والنقشبندية ] وهذا مدون في كتبهم، وذكره عنهم مشايخ الإسلام في كتبهم التي ردوا فيها على ضلال هذه الفرقة.كما اخرج هذه الفرقة  الإمام ابن باز رحمه الله من دائرة أهل السنة والجماعة إلى الفرق الاثنين وسبعين الهالكة 

وقد أتت وتمثلت مخالفة عبلان الدوسري لطريقة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  في أمور منها على سبيل المثال لا الحصر :

                   ( أولا )

الرد العلني على جهة حكومية وهي وزارة الشؤون الإسلامية وهي بقيادة احد نواب الملك وهو صاحب المعالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ حفظه الله وطريقته هذه فيها نوع إنكار علني  يخالف السنة ويضاد نهج السلف الصالح  وقد عرف صاحب المعالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية بتتبعه لطريقة جده الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والانتصار لها وقمع أهل الأهواء والبدع والفرق والجماعات المنحرفة فمن طعن  في تحذيره وانكاره على أصحاب الضلال  فقد أراد الطعن في السنة وأهلها .


            ( ثانيا  )


 منع ولاة الأمر لهذه النحلة الضالة أتى اقتضاء لمصلحة شرعية  وذلك لما لحقهم من أضرار بالغة مخلة بالامن وتكفير المسلمين واباحتهم الدماء والخروج على ولي الأمر وخير مثال حادثة الحرم المكي عام ١٤٠٠ من الهجرة وما فعلوه في إباحتهم  لبيت الله الحرام حيث أرتكبوا الموبقات والفواقر وكل ذلك مدون في محررات جهات حكومية رسمية و مشهور منشور في وسائل الإعلام ومدون في كتب الأئمة الأعلام   ؛ قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله في شهر شعبان عام ١٤٢٣ هجري والموافق شهر نوفمبر من عام ٢٠٠٢ ميلادي  عندما كان وزيرا للداخلية في حديث أدلى به الى رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية : " من أسوأ ما حدث لنا أثناء تحملي لمسؤولياتي هو الاعتداء على الحرم الذي أنهيناه في أسبوعين ، كانت لهذا الاعتداء بوادر لكنها لم تكن تصل الى حد أنه يمكن فيه الاعتداء على الحرم ، وللأسف كانت مراجع المعتدين ومصادرهم من الكويت ، دار الطليعة التي كانت مصدر كتبهم ، وكان الى جانبهم تنظيمات أخرى منهم من تأثروا بالاخوان المسلمين

ومنهم من تأثروا بجماعة التبليغ ". انتهى كلامه رحمه الله 


               ( ثالثا )

 ولاة  امر هذه البلاد سابقا ومفتيها الشيخ ابن ابراهيم بينوا ضلالها في خطاب رسمي موجه من الديوان الملكي في عهد الملك سعود رحمه الله يسأل عن حال هذه الجماعة فاتاه الرد من المفتي السابق للمملكة العربية السعودية الشيخ محمدبن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله بضلال هذه الجماعة وابتداعها وابتعادها عن معتقد الإسلام الصحيح مما يؤكد عدم صحة ما ذكره عنهم عبلان  .


            ( رابعا  )

تمسكه الضعيف باقوال أهل العلم قبل أن يتبين لهم حال هذه الجماعة الضالة فلم يذكر قولهم وفتواهم المتأخرة والتي بينوا ضلالها وحذروا من فسادها وفندوا شبهاتها.

منهم الألباني وابن إبراهيم و ابن باز والعثيمين والجامي والوادعي وربيع والنجمي  وغيرهم كثير رحمهم الله .


         (  خامسا )

اعتضاد عبلان ونقله لأقوال دعاة دهاة هم من التبليغ أو من المناصرين لها من فرقة الإخوان الخوارج فلا عبرة بمن كان هذا حاله اذ كان يؤيد أهل الضلال  فلاحجة ولاحاجة لعرضه لأقوالهم إلا محاولة منه ضعيفه لتأييد قوله الضال الضعيف .   


             ( سادسا )

يلاحظ في أسلوب  عبلان بعده عن العلم والعدل والحكمة والانصاف والصدق والادلة وعن أتباع المصلحة الشرعية التي يعرفها ويعمل بها ويوجه بها ولي الأمر ونوابه ويلاحظ كذلك التدخل السافر في الشؤون الخاصة لولاة الأمر ونوابه ممثلا في رده على جهة وزارية رسمية لم يتوخى النصح فيما بينه وبين هذه الجهة الحكومية ووزيرها المسؤول   . 


             ( سابعا  ) 

يظهر في نقولات عبلان انه ابتعد عن الادلة النقلية من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وآثار سلفنا الصالح في تحريم التفرق والاختلاف وتناسى بل تعامى عن الحجج العقلية اذا كان له ثمت عقل في منع مثل الأحزاب والفرق والجماعات المنحرفة ولم يدل أو يرشد إلى أقوال كبار علماء الإسلام التي تضلل فرقة التبليغ وتبين فساد قول عبلان .

قال الله تعالى وتقدس  : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }

قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  :

" قوله - عز وجل - : { إن الذين فرقوا دينهم}  قرأ حمزة والكسائي : " فارقوا " ، بالألف هاهنا وفي سورة الروم ، أي : خرجوا من دينهم وتركوه وقرأ الآخرون : " فرقوا " مشددا ، أي : جعلوا دين الله وهو واحد - دين إبراهيم عليه السلام الحنيفية - أديانا مختلفة ، فتهود قوم وتنصر قوم ، يدل عليه قوله - عز وجل - : { وكانوا شيعا } أي : صاروا فرقا مختلفة وهم اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي .

وقيل : هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة . وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : ( يا عائشة إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة * .

حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهري بن عقيل الفقيه البلخي أنا الرمادي أحمد بن منصور أنا الضحاك بن مخلد أنا ثور بن يزيد أنا خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، وقال قائل : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا : فقال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) .

وروي عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن بني إسرائيل تفرقت على اثنين وسبعين فرقة ، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلا واحدة ) ، قالوا : من هي يا رسول الله؟ قال : ( ما أنا عليه وأصحابي ) .

قال عبد الله بن مسعود : ( فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ) . ورواه جابر مرفوعا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".انتهى كلامه رحمه الله 

وفي تفسير الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله لهذه الآية الكريمة يقول رحمه الله:"

يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأُمة. ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية. وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: { لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أي لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك. { إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ } يردون إليه فيجازيهم بأعمالهم { ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }" انتهى كلامه رحمه الله. 



                (  ثامنا  ) 

في ضلال هذه الفرقة وبيان فساد معتقدها المخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة وخروجها عن جادة السلف الصالح   مؤلفات علمية مبنية على ادلة شرعية وحجج عقلية   تدل على ثبوت كثير من اقوال وافعال تدل  على صحة ما نسب الى هذه الجماعة ما بين شرك أكبر وشرك اصغر وبدع ومحدثات ومعاصي  شهد بذلك كبار علماء الأمة في رسائلهم وفي كتبهم وفي دروسهم وهذا استفاض وتواتر عنهم بل .

و منطوق الجماعة وإلسنتهم و أفعالهم تشهد على ضلالهم وانحرافهم ما ورثوه من رسائل وكتب .


                  ( تاسعا )

كان على عبلان الرجوع الى أهل العلم والنصح وفق السنة ومنهج سلف الأمة و هذا في حال اذا كان معه حق وادلة شرعية تعضد رأيه.  فكيف بإتيانه بالكذب ويضاد به اهل الصدق 

والحيف والظلم ويقابل به اهل العدل والباطل يريد به هدم الحق وهوى النفس يريد به رد ادلة الكتاب والسنة واجماع سلف الامة على تحريم التفرق والاختلاف.


والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

----------------------------------------

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني  .

جرى الفراغ من كتابتها في يوم الأربعاء ١١ جمادى الأولى ١٤٤٣ هجري .

الجمعة، 10 ديسمبر 2021

《 تحريم الكتابة على القبور 》




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد  

فتشاهدون  أيها الإخوة الكرام في  الصورة المرفقة كتابة لوحة كما يقال:"متعوب عليها " ولعلها كما يظهر من جمال الخط كتبت عند محل خاص لكتابة اللوحات ولعلها كذلك كتبت بمبلغ باهظ يكفي لستر حاجة مسلم تغنيه عن سؤال الناس ومكتوب عليها اسم احد اموات المسلمين - رحم الله  اموات المسلمين .  آمين  - وهذه اللوحة جزء من القبر كما هو مشاهد و الكتابة على القبر لا تجوز شرعا  ؛ للإدلة الشرعية التالية والتي منها :


                [  أولا  ]

نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكتابة على القبور فعن جابرٍ رضي الله عنه، قال: ( نهى رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُجَصَّصَ القبرُ، وأن يُقعَدَ عليه، وأن يُبنَى عليه). وقال سليمانُ بنُ موسى رحمه الله: (وأن يُكْتَبَ عليه  ) .

أخرجه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٩٧٠) بدون زيادة سليمان بن موسى رحمه الله، وهذه الزيادة صحَّحَ إسنادها ابنُ باز رحمه الله كما في [ مجموع الفتاوى ( ٦ / ٣٣٨ )]  وصححها على شرط مسلم الألباني رحمه الله في [ أحكام الجنائز ( ٢٦٠ )] .

ووجه الاستدلال  :

أنَّ النَّهيَ في الحديثِ عام مقتضي  للتحريمِ ولا مخصص له .


             [   ثانيا  ]

ان هذه الطريقة ليست من هدي سلفنا الصالح فلم يثبت فعلها عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم  أو أحد من التابعين رحمهم الله الكتابة على القبور ولم يثبت هذا الصنيع عن أحد من علماء السنة على إختلاف ازمانهم وتباعد بلدانهم .

  

              [    ثالثا   ] 


إن في هذه الطريقة  مشابهة لطريقة ملل الكفر مثل ديانة النصارى الوثنية في الكتابة على قبور موتاهم والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من مشابهة ملل الكفر فقد ثبت في السنة:( من تشبه بقوم فهو منهم ).وهذا الحديث رواه ابوداود رحمه الله في سننه  من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود حديث رقم  ( ٤٠٣١) 

              

                [   رابعا   ]

 الكتابةَ على القبر  قد تفضي  إلى نتائج سيئة وحدوث بدع منكره فهي تجر إلى الغلُوِّ في أصحاب القبور وتعظيم المقبور تعظيما يفضي إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى . ففي منعه وتحريمه سدا للذريعة  وتطبيقا للشريعة .

فأحرصوا على السنة واتباعها واحذروا البدع ولازموا تركها فهذا هو الإسلام والاسلام هو لزوم التوحيد والسنة الموصل إلى طاعته ورضوانه وجنته ورحمته . ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة.  آمين .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

••••••••••••••••••••••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.

السبت، 27 نوفمبر 2021

《 توضيح معنى ( وابدله زوجا خيرا من زوجه ) 》


      بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 

فقد وردني طلب مزيد إيضاح من أحد طلاب العلم في بيان معنى عبارة وردت في  حديث شريف ونصه :

 عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى على جنازة ، يقول : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ ) . رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٩٦٣) .

فما معنى  : ( وابدله .....زوجا خيرا من زوجه ) .

والجواب في إيضاح هذه العبارة نقول وبالله التوفيق وعليه التكلان :

أن أهل العلم لهم إيضاح في بيان هذه العبارة 

فقيل :

يقال هذا الدعاء اذا كان الميت رجلا ؛ وأما اذا كان أمرأة فلا تقال هذه الجملة .


والقول الآخر:

أنه يقال في حق الزوجة كما يقال في حق الزوج لعموم الحديث وعدم تفريقه ؛ ولعل المراد بالإبدال هنا : ابدال الصفات وتغييرها إلى أحسن الأخلاق واطيبها وليس المراد تبديل الذوات .  

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع ( ٥ / ٣٢٧ ) : " قوله : ( وزوجا خيرا من زوجه ) أي : سواء كان المصلى عليه رجلا أم امرأة .

وهناك إشكال  ؛ لأنه إن كان المصلى عليه رجلا ، وقلنا : ( أبدله زوجا خيرا من زوجه ) ، فهذا يقتضي أن الحور خير من نساء الدنيا ، وإن كان امرأة ، فإننا نسأل الله أن يفرق بينها وبين زوجها ، ويبدلها خيرا منه . 

فهذان إشكالان ؟

أما الجواب عن الأول :

 ( أبدله زوجا خيرا من زوجه ) ، فليس فيه دلالة صريحة على أن الحور خير من نساء الدنيا ؛ لأنه قد يكون المراد خيرا من زوجه في الأخلاق ، لا في الخيرية عند الله عز وجل .

وبهذا الجواب يتضح الجواب عن الإشكال الثاني ، فنقول : إن خيرية الزوج هنا ليست خيرية في العين ، بل خيرية في الوصف ، وهذا يتضمن أن يجمع الله بينهما في الجنة ؛ لأن أهل الجنة ينزع الله ما في صدورهم من غل ، ويبقون على أصفى ما يكون ، والتبديل كما يكون بالعين يكون بالصفة ، ومنه قوله تعالى : {  يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات}. فالأرض هي الأرض بعينها ، لكنها اختلفت ، وكذلك السموات " .انتهى كلامه رحمه. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

........................................

كتبه: غازي بن عوض العرماني. 

《 إيضاح الحق بالادلة الشرعية مفصلة لمقال سلك فيه صاحبه الاجمال وعدم الوضوح وتفضيل أماكن بغير دليل شرعي من الكتاب والسنة 》


       بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلّا وأنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

﴿يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنها زَوْجَها وبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثِيرًا ونِساءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَساءَلُونَ بِهِ والأرْحامَ إنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أعْمالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد

فوظيفة العلماء عظيمة في بيان دين الإسلام المحض بالادلة وايضاح ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم وفق كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الوجه الصحيح ومن ذلك اقتفاء نهج السلف الصالح في فهمهم للكتاب والسنة .

وذلك ان عامة المسلمين وخاصتهم تستفتيهم في أمور دينهم  امتثالا لقول الله  تعالى وتقدس:{ فأسالوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون } .

وتثق فيهم وتأخذ دينهم عنهم 

وأما أن ضل هذا  أو زل هذا العالم "فزلته تهدم الإسلام " كما ذكر الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقد قال أهل العلم :" من تتبع زلات العلماء تزندق ".

ومعلوم أن سبيل العلماء:الصادقين ونهج المخلصين هو البيان والايضاح وترك الاجمال والغموض  مع الحرص البالغ على اتباع كلام رب العالمين وسنة أشرف الأنبياء والمرسلين وفق هدي السلف الصالحين وترك الخوض في المتشابه اواتباع الرأي الضعيف المتروك المخالف لشريعة الله سبحانه وتعالى ؛ وقد أطلعت على كلام للدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر سابقا بعد تعميم نشره من خلال موقعه الرسمي حيث قال في صفحته الرسمية في وسيلة التواصل الاجتماعي [ فيس بوك]: "تكلمنا في مقالات سابقة عن المدينة المنورة وأهم أماكنها المباركة، وقد أجلنا الكلام عن المسجد النبوي الشريف لعظم شأنه، وها نحن نفرد له مجموعة مقالات خاصة به، فالمسجد النبوي الشريف أفضل بقعة على وجه الأرض، بل هو أفضل مكان في الوجود، وذلك لأن المسجد النبوي الآن يحتوي على القبر الشريف الذي يضم الجسد الطاهر للنبي صلى الله عليه وسلم، والمكان الذي يضم جسد أعظم المخلوقات هو أفضل الأمكنة على الإطلاق، قال العلماء: إنه أفضل بقاع الأرض حتى المسجد الحرام، وحتى الكعبة المشرفة، وإنه أفضل من السماوات حتى العرش والكرسي، فمن ذلك ما ذكره الإمام السبكي، حيث يقول (أما المدفن الشريف فلا يشمله حكم المسجد، بل هو أشرف من المسجد، وأشرف من مسجد مكة (يعني بيت الله الحرام) وأشرف من كل البقاع، كما حكى القاضي عياض الإجماع على ذلك، أن الموضع الذي ضم أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم لا خلاف في كونه أفضل".انتهى كلامه. 

وحيث إن مسألة التفضيل في هذه المسائل  ينبني على إدلة شرعية خبرية توقيفية فلا بد والحال ما ذكر من  دليل ياخذ من  كتاب الله سبحانه وتعالى أو  من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 وكاتب المقال  لم يتبع هذين المصدرين النقيين الصافيين  بل أتى بإجتهاد خالفهما و زل فيه ولم يحالفه الصواب ولم تعضده الادلة النقلية أو توافقه الحجج العقلية  بل الصواب والحق والصدق والانصاف والأدلة تقف ضده وقد أتى بأقوال ليس له سلف ؛ من ذلك قوله : " أفضل من السموات حتى العرش والكرسي " وهذا قول عظيم بلا دليل شرعي .وتخبطات فكرية وكان يسعه القول وفق الكتاب والسنة. ولزوم جادة أهل العلم الصحيح  وقد اشتمل كلامه على مسائل عدة خلط فيها وخبط وجعلها مسألة واحدة ؛ جهلا وضلالا  والا فكل مسألة تختلف عن الأخرى في :

صيغتها 

وفي نوعها

 وفي ادلتها .

 فشرق وغرب وأتى بعجيب القول وغريبه وفاحشه  .

ثم اعلموا أيها الإخوة الكرام:

أن سبب الرد والايضاح والبيان في رسالتنا  هذه هو حماية جناب التوحيد في أصله أو كماله ابتغاء ما عند الله من عفو وغفران ورفع درجة وفردوس أعلى فلا ينال ماعند الله إلا برحمة الله وفضله .  

جعل الله هذه الرسالة خالصة صوابا متقبلة ونفع الله فيها الكاتب والقارئ ومن أعان على نسخها ونشرها . آمين .   

وعودا على بدء اقول :

قد ذكرنا هذه المسائل ؛ كل مسألة على حدة بإدلتها الشرعية وبيانها وايضاحها وفق الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح .


            (  المسالة الاولى  )


[ افضل البشر والخلق هو رسولنا الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] 


 فقد  روى الامام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٤٢٢٣) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) .

ومن هذا الحديث وغيره من الادلة الشرعية التي تدل على فضل الرسول صلى الله عليه فهم أهل العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم منهم 

 الشافعي وعبدالرزاق الصنعاني والنووي  وابن تيميه وابن القيم وابن حجر والمرداوي   والالوسي والطاهر بن عاشور 

 والشنقيطي صاحب اضواء البيان و السعدي وابن باز رحمهم الله وإلى هذا مال  علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، وقد سئلوا : هل نقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم خير البشر أو خير الخلق ؟ وهل هناك دليل على أنه خير الخلق ، كما يقول كثير من الناس؟

فأجابوا :

"جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة بيان عظم قـدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه تعالى من خلال الفضائل الجليلـة والخصائص الكريمة التي خصه الله بها ، مما يدل على أنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وأعظمهم جاها عنده سبحانه ، قال الله سبحانه : {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء/١١٣] ، وأجنـاس الفضل التي فضله الله بها يصعب استقصاؤها ؛ فمن ذلك : أن الله عز وجل اتخذه خليلا ، وجعله خاتم رسله ، وأنزل عليه أفضل كتبه ، وجعل رسالته عامة للثقلين إلى يوم القيامة ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأجرى على يديه من الآيات ما فاق به جميع الأنبياء قبله ، وهو سيد ولد آدم ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع ، وبيده لواء الحمد يوم القيامة ، وأول من يجوز الصراط، وأول من يقرع باب الجنة ، وأول مـن يدخلها . . . إلى غير ذلك مـن الخصائص والكرامات الواردة في الكتاب والسنة ، مما جعل العلماء يتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق جاها عند الله تعالى ، قـال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : "وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله ، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه ، ولا شفاعة أعظم من شفاعته" .

فمما ذُكر وغيره يتبين أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء ، بل وأفضل الخلق ، وأعظمهم منزلة عند الله تعالى ، ولكن مع هذه الفضائل والخصائص العظيمة فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرقى عن درجة البشرية ، فلا يجـوز دعاؤه والاستغاثة به من دون الله عز وجل ، كما قـال تعالى: { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف/١١٠]، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى . [فتاوى اللجنة الدائمة( ٣٥ / ٢٥ )]  .



       ( المسألة الثانية )

[ معتقد  أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح؛ تفضيل صالحي البشر ي على الملائكة عليهم الصلاة والسلام  ]


ينقل الإمام ابن القيم رحمه الله 

عقيدة اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح  في الصواعق المرسلة ( ٣ / ١٠٢ ) فيقول :" 

ومذهب أهل السنة أن صالحي البشر أفضل من الملائكة ، وإن كانت مادتهم نورا ، ومادة البشر ترابا ".وقد سُئِلَ شَيخ الإسلاَم ابن تيميه رحمه الله [ مجموع الفتاوى ( ٤ / ٣٤٤ )] : عَنْ الْمُطِيعِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ هُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ؟

فَأَجَابَ :

" قَدْ ثَبَتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ : " إنَّ الْمَلَائِكَةَ قَالَتْ : يَا رَبِّ جَعَلْت بَنِي آدَمَ يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا وَيَشْرَبُونَ وَيَتَمَتَّعُونَ ، فَاجْعَلْ لَنَا الْآخِرَةَ كَمَا جَعَلْت لَهُمْ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : لَا أَفْعَلُ ثُمَّ أَعَادُوا عَلَيْهِ قَالَ : لَا أَفْعَلُ ثُمَّ أَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ : وَعِزَّتِي لَا أَجْعَلُ صَالِحَ ذَرِّيَّةِ مَنْ خَلَقْت بِيَدَيَّ ، كَمَنْ قُلْت لَهُ : كُنْ فَكَانَ " ذَكَرَهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدارمي .

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّهُ قَالَ : مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ . فَقِيلَ لَهُ : وَلَا جِبْرِيلُ وَلَا ميكائيل فَقَالَ لِلسَّائِلِ : " أَتَدْرِي مَا جِبْرِيلُ وَمَا ميكائيل ؟ إنَّمَا جِبْرِيلُ وميكائيل خَلْقٌ مُسَخَّرٌ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

وَمَا عَلِمْت عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ . وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى السُّنَّةِ مِنْ أَصْحَابِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ ، وَهُوَ : أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْلِيَاءَ أَفْضَلُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ "

انتهى كلامه رحمه الله. 

ويرى الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بقوله أن :" القول الراجح أن يقال : إن الصالحين من البشر أفضل من الملائكة باعتبار النهاية ، فإن الله سبحانه وتعالى يؤدي لهم من الثواب ما لا يحصل مثله للملائكة فيما نعلم ، بل إن الملائكة في مقرهم- أي : في مقر الصالحين ، وهو الجنة - يدخلون عليهم من كل باب يهنئونهم : ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) .

أما باعتبار البداية فإن الملائكة أفضل ؛ لأنهم خلقوا من نور ، وجبلوا على طاعة الله عز وجل والقوة عليها ، كما قال الله تعالى في الملائكة ملائكة النار : {عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ، وقال عز وجل : {وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} هذا هو القول الفصل في هذه المسألة " [ فتاوى نور على الدرب( ٨ / ٦ )].


         ( المسألة الثالثة )


          [ أفضل البقاع ]


التفضيل أمر توقيفي يحتاج الى دليل من الكتاب أو السنة 

وقلنا مكة أفضل من المدينة 

وذلك لما ثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  عن عبد الله بن عدي بن الحمراء رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمكة وهو واقف بالحزورة‏:‏ ‏(‏والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت‏)‏‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث صحيح‏.‏ وصححه الإمام الالباني رحمه الله  في صحيح الترمذي حديث رقم ( ٣٩٢٥) وفي رواية‏:‏ ‏(‏إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله‏)‏‏.‏

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمَكَّةَ: ( مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ) رواه ابن حبان والبزار . والتِّرْمِذِيُّ رحمهم الله أجمعين وَصَحَّحَهُ الترمذي  وصححه الإمام الألباني في صحيح الترمذي ( ٣٦٢٩) .

 والى هذا التفضيل ذهب جمهور الفقهاء من الاحناف والشافعية والحنابلة وقول عند المالكية 

واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن باز رحمهما الله. 

 " فقد ثبت أنها خير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله وإلى رسوله‏.‏ وهذا صريح في فضلها‏.‏ وأما الحديث الذي يروي‏:‏ ‏(‏أخرجتني من أحب البقاع إلى فاسكنى أحب البقاع إليك‏)‏، فهذا حديث موضوع كذب لم يروه أحد من أهل العلم [ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله( ٦ /١٩٧)].‏

قال الإمام ابن باز  رحمه الله  :" مكة هي أفضل البقاع، وأفضل أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ومن ذلك حديث عبدالله بن عدي بن حمراء أن النبي ﷺ لما وقف في الحزورة، الحزورة قال صاحب النهاية بزنة قسورة فتح الحاء والواو وتسكين الزاي بينهما حزورة، وبعض الناس ينطقها بالتشديد حزورة، والصواب التخفيف، وهكذا الحديبية بعض الناس ينطقها بالتشديد وهي بالتخفيف حديبية، وهكذا قال الشافعي: الناس يشددون وهي بالتخفيف حزورة وحديبية كذا في النهاية، وقال: إنكِ لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني منك لما خرجت وهذا يدل على فضلها وأنها أفضل البقاع، ومن هذا أن الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، هذا يدل على أنها أفضل البقاع، فيها الكعبة المشرفة التي هي بيت الله يحجه الناس، قد فرض الله على الناس حج البيت فهي أفضل البقاع وخير البقاع، ثم تليها المدينة " [ من موقع الإمام ابن باز رحمه الله الرسمي بتصرف يسير ] .


       (  المسألة الرابعة )


[ تعظيم قبور الأنبياء والمرسلين والناس الصالحين  على الأماكن المقدسة مثل مكة وتعظيمها تعظيما لا دليل عليه من الشرع    ]



وَسُئِلَ [ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ] عن التربة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل هي أفضل من المسجد الحرام‏؟‏

فأجاب‏:‏

وأما ‏[‏التربة‏]‏ التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعلم أحدا من الناس قال‏:‏ إنها أفضل من المسجد الحرام، أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى، إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعا، وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه‏.‏ ولا حجة عليه، بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد‏.‏

وأما ما فيه خلق أو ما فيه دفن، فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل؛ فإن أحدا لا يقول‏:‏ إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء، فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي‏.‏ ونوح نبى كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر‏.‏

والنصوص الدالة على تفضيل المساجد مطلقة، لم يستثن منها قبور الأنبياء، ولا قبور الصالحين‏.‏ ولو كان ما ذكره حقا لكان مدفن كل نبى، بل وكل صالح، أفضل من المساجد التي هي بيوت الله، فيكون بيوت المخلوقين أفضل من بيوت الخالق التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام‏."[ مجموع الفتاوى ( ٦ / ١٩٨)].

وسئل أيضا عن رجلين تجادلا فقال أحدهما : إن تربة محمد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من السموات والأرض وقال الآخر : الكعبة أفضل . فمع من الصواب ؟

الجواب

فأجاب : الحمد لله . أما نفس محمد صلى الله عليه وسلم فما خلق الله خلقا أكرم عليه منه . وأما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام بل الكعبة أفضل منه ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض ولم يسبقه أحد إليه ولا وافقه أحد عليه . والله أعلم [ مجموع الفتاوى ( ٦ / ١٩٩ )].



          (   الخاتمة    )


قال الإمام ابن باز رحمه الله  : 

" فإن البناء على القبور وتخصيص يوم معين لزيارتها واتخاذها أعياد أمر منكر، النبي عليه السلام قال: ( لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً ) فلا يجوز أن تعظم القبور بالبناء عليها واتخاذها مساجد ولا باتخاذها أعياداً يجتمع إليها في السنة مرة أو مرتين، كل هذا مما أحدثه الناس، وإنما المشروع أن تزار فيما يسر الله من الأيام، من غير تحديد يوم معين، تزار ويدعى للميت ويترحم عليه، كما قال النبي ﷺ:(  زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ) فلا بد من تذكر الموت، فيزورها المؤمن  يزورها الرجل ويسلم على المقبور ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة هذا هو المشروع، من دون شد رحل، أما شد الرحال فلا يجوز شد الرحال إلى القبور، وإنما تشد الرحال إلى المساجد الثلاثة فقط، مسجد الحرام، ومسجد النبي ﷺ والمسجد الأقصى، هكذا بين النبي ﷺ قال: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) أما شد الرحال لقبرٍ معين أو لقبور معينة هذا منكر وخلاف السنة.

ثم قصد القبور للدعاء عندها أو الصلاة عندها أو القراءة عندها أيضاً منكر ومن وسائل الشرك، فلا تتخذ محلاً للدعاء والصلاة والقراءة، بل هذا من نوع اتخاذها مساجد، فلا يجوز، ولا يجوز البناء عليها لا بقبة ولا بسقف لا يتخذ قبر مصلى ولا يبنى عليه قبة ولا يفرش ولا يطيب، لأن هذه من وسائل الشرك ووسائل الغلو فيه، فلا يجوز هذا العمل الذي ذكره السائل، من قصد القبر وتغسيله وتعظيمه والاجتماع عنده والتبرك به كلها من المنكرات التي حرمها الله عز وجل، والنبي ﷺ قال: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وقال:(  ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) .

فلا يجوز أن تتخذ مساجد ولا أن يبنى عليها ولا أن يصلى عندها، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). فدل على أن القبور ما هي محل مساجد ولا محل قراءة.

وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام فيما رواه جابر .. روى جابر عن النبي ﷺ: (أنه نهى عن تشييد القبور، وعن القعود عليها وعن البناء عليها). رواه مسلم في الصحيح.

فالقبور لا يبنى عليها لا قبة ولا غيرها ولا يبنى عليها مسجد، ولا تتخذ محلاً للدعاء والصلاة والقراءة، ولكن تزار من البلد من دون شد رحل، يزورها أهل البلد أو المار عليها فيسلم عليهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، وفيها عبرة وذكرى، بالزيارة يذكر الموت ويذكر الآخرة ويذكر ما صار إليه هؤلاء الأموات فيستعد للقاء الله عز وجل.

هذا هو المشروع فينبغي الحذر مما أحدثه الجهال ومما يفعله الجهال من الغلو في القبور ودعاء أهلها والاستغاثة بهم والنذر لهم وطلب منهم المدد فإن هذا من الشرك الأكبر، كونه يقول: يا سيدي فلان المدد المدد، الغوث الغوث، اشف مريضي انصرنا على أعدائنا هذا من الكفر الأكبر، من الكفر والشرك الأكبر، إنما يطلب من الله هو الذي يمد العباد، هو الذي ينصرهم، هو الذي يشفي المرضى سبحانه وتعالى، أما الميت فليس عنده قدرة، لا يشفي نفسه ولا يشفي غيره، فدعاؤه والاستغاثة به والنذر له والذبح له وطلبه المدد كل هذا من أعمال الجاهلية ومن الشرك الأكبر، فيجب الحذر من ذلك، والله المستعان""التعلق بالقبور ورجاء نفعها ودفع الضرر منها بدعائها أو التمسح بها أو الاستغاثة بها أو الطواف بها كله كفر أكبر، هذا شرك المشركين، هذا ضلال الأولين.

لا يجوز التعلق بالقبور، لا بقبور الصالحين، ولا بقبور الأنبياء ولا غيرهم، فالذي يتعلق بها يطوف بها يرجو نفعها أو يستغيث بأهلها، أو ينذر لهم، أو يتمسح بقبورهم يرجو منهم النفع، أو يستعين بهم أو يذبح لهم، أو يسجد لهم، كل هذا من الكفر بإجماع أهل السنة والجماعة، بإجماع أهل العلم، وهذا شرك المشركين الأولين، الله يقول جل وعلا: { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } سماهم كفار، وقال جل وعلا: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}، وقال سبحانه: { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} سموه شرك دعاهم.قال النبي ﷺ: ( الدعاء هو العبادة) ، فالذي يدعوهم قد عبدهم، فإذا قال: يا سيدي! انصرني أو اشف مريضي، أو اشفع لي، أو أنا في جوارك، أو أنا في حسبك، أنا متوكل عليك، أنا أرجوك، أنا أخافك، هذا شرك أكبر، هذا ما يفعل إلا مع الله جل وعلا، يخاطب الله، يا رب! انصرني .. اشف مريضي .. أنا أخاف..... مع الله سبحانه، أما مع المخلوق هذا الشرك الأكبر، أو مع النجوم، أو مع الجن، أو مع الأصنام، كل هذا كفر أكبر، هذا شرك المشركين، وهكذا ما يفعله عباد الحسين، أو عباد الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهما، أو عباد العيدروس أو .... زينب أو غير ذلك، كل هذا كفر أكبر، إذا دعاه دعا العيدروس، أو دعا الحسين، أو الحسن، أو استغاث بـعلي رضي الله عنه، أو بالنبي ﷺ، أو استعان به، أو قال: يا رسول الله! انصرني، أو اشفع لي، أو اشف مريضي، أو ثبتني على الدين، هذا كله كفر أكبر.

الشفاعة تطلب منه يوم القيامة بعد البعث والنشور، وفي حياته قبل الموت يقال: اشفع لي يا رسول الله، لا بأس، أما بعد الموت لا، لا يطلب منه لا شفاعة ولا غيرها، لكن حين كان حيًا يقول الصحابي: يا رسول الله! اشفع لنا، استغث لنا، لا بأس؛ لأنه قادر، ويوم القيامة كذلك بعدما يبعث الله الناس وعند شدة الهول يذهب المؤمنون إلى آدم يقولون: اشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من كرب الموقف، يقضي بيننا فيتعذر آدم ويحيلهم إلى نوح، ويتعذر نوح ويحيلهم إلى إبراهيم، ويتعذر إبراهيم ويحيلهم إلى موسى، فيتعذر موسى ويحليهم إلى عيسى فيتعذر عيسى ويقول: اذهبوا إلى محمد، عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال ﷺ: فيأتوني -يأتيه الناس- فأقول: أنا لها أنا لها، ثم يذهب عليه الصلاة والسلام فيسجد بين يدي ربه -يسجد بين يدي الله تحت العرش، ويحمد الله بمحامد يفتحها عليه، يثني عليه كثيرًا حتى يقال له: يا محمد! ارفع رأسك وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع  لا يشفع إلا بعد الإذن؛ لأن الله يقول: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }فإذا أذن له شفع في الناس أن يقضى بينهم، ويشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، ويشفع في أناس من العصاة دخلوا النار أن يخرجوا منها شفاعات كثيرة عليه الصلاة والسلام.

وهكذا يشفع المؤمنون في العصاة.. تشفع الملائكة.. يشفع الأفراط، هذا جاءت به النصوص عن النبي ﷺ " [ من الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله  بتصرف يسير ].

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

----------------------------------------

كتبه وأملاه من يرجو عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.