بسم الله الرحمن الرحيم
أطلعت على منشورات تمثلت في تغريدات للمدعو عبلان الدوسري وفقنا الله وإياكم وإياه إلى الهدى والتقى وترك مشاققة سبيل المؤمنين في تأييده لفرقة التبليغ الصوفية كما وصفها بذلك الإمام الألباني رحمه الله إذ هم يبايعون على أربع طرق صوفية[ السهرورية،والقادرية،والجشتية، والنقشبندية ] وهذا مدون في كتبهم، وذكره عنهم مشايخ الإسلام في كتبهم التي ردوا فيها على ضلال هذه الفرقة.كما اخرج هذه الفرقة الإمام ابن باز رحمه الله من دائرة أهل السنة والجماعة إلى الفرق الاثنين وسبعين الهالكة
وقد أتت وتمثلت مخالفة عبلان الدوسري لطريقة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في أمور منها على سبيل المثال لا الحصر :
( أولا )
الرد العلني على جهة حكومية وهي وزارة الشؤون الإسلامية وهي بقيادة احد نواب الملك وهو صاحب المعالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ حفظه الله وطريقته هذه فيها نوع إنكار علني يخالف السنة ويضاد نهج السلف الصالح وقد عرف صاحب المعالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية بتتبعه لطريقة جده الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والانتصار لها وقمع أهل الأهواء والبدع والفرق والجماعات المنحرفة فمن طعن في تحذيره وانكاره على أصحاب الضلال فقد أراد الطعن في السنة وأهلها .
( ثانيا )
منع ولاة الأمر لهذه النحلة الضالة أتى اقتضاء لمصلحة شرعية وذلك لما لحقهم من أضرار بالغة مخلة بالامن وتكفير المسلمين واباحتهم الدماء والخروج على ولي الأمر وخير مثال حادثة الحرم المكي عام ١٤٠٠ من الهجرة وما فعلوه في إباحتهم لبيت الله الحرام حيث أرتكبوا الموبقات والفواقر وكل ذلك مدون في محررات جهات حكومية رسمية و مشهور منشور في وسائل الإعلام ومدون في كتب الأئمة الأعلام ؛ قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله في شهر شعبان عام ١٤٢٣ هجري والموافق شهر نوفمبر من عام ٢٠٠٢ ميلادي عندما كان وزيرا للداخلية في حديث أدلى به الى رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية : " من أسوأ ما حدث لنا أثناء تحملي لمسؤولياتي هو الاعتداء على الحرم الذي أنهيناه في أسبوعين ، كانت لهذا الاعتداء بوادر لكنها لم تكن تصل الى حد أنه يمكن فيه الاعتداء على الحرم ، وللأسف كانت مراجع المعتدين ومصادرهم من الكويت ، دار الطليعة التي كانت مصدر كتبهم ، وكان الى جانبهم تنظيمات أخرى منهم من تأثروا بالاخوان المسلمين
ومنهم من تأثروا بجماعة التبليغ ". انتهى كلامه رحمه الله
( ثالثا )
ولاة امر هذه البلاد سابقا ومفتيها الشيخ ابن ابراهيم بينوا ضلالها في خطاب رسمي موجه من الديوان الملكي في عهد الملك سعود رحمه الله يسأل عن حال هذه الجماعة فاتاه الرد من المفتي السابق للمملكة العربية السعودية الشيخ محمدبن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله بضلال هذه الجماعة وابتداعها وابتعادها عن معتقد الإسلام الصحيح مما يؤكد عدم صحة ما ذكره عنهم عبلان .
( رابعا )
تمسكه الضعيف باقوال أهل العلم قبل أن يتبين لهم حال هذه الجماعة الضالة فلم يذكر قولهم وفتواهم المتأخرة والتي بينوا ضلالها وحذروا من فسادها وفندوا شبهاتها.
منهم الألباني وابن إبراهيم و ابن باز والعثيمين والجامي والوادعي وربيع والنجمي وغيرهم كثير رحمهم الله .
( خامسا )
اعتضاد عبلان ونقله لأقوال دعاة دهاة هم من التبليغ أو من المناصرين لها من فرقة الإخوان الخوارج فلا عبرة بمن كان هذا حاله اذ كان يؤيد أهل الضلال فلاحجة ولاحاجة لعرضه لأقوالهم إلا محاولة منه ضعيفه لتأييد قوله الضال الضعيف .
( سادسا )
يلاحظ في أسلوب عبلان بعده عن العلم والعدل والحكمة والانصاف والصدق والادلة وعن أتباع المصلحة الشرعية التي يعرفها ويعمل بها ويوجه بها ولي الأمر ونوابه ويلاحظ كذلك التدخل السافر في الشؤون الخاصة لولاة الأمر ونوابه ممثلا في رده على جهة وزارية رسمية لم يتوخى النصح فيما بينه وبين هذه الجهة الحكومية ووزيرها المسؤول .
( سابعا )
يظهر في نقولات عبلان انه ابتعد عن الادلة النقلية من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وآثار سلفنا الصالح في تحريم التفرق والاختلاف وتناسى بل تعامى عن الحجج العقلية اذا كان له ثمت عقل في منع مثل الأحزاب والفرق والجماعات المنحرفة ولم يدل أو يرشد إلى أقوال كبار علماء الإسلام التي تضلل فرقة التبليغ وتبين فساد قول عبلان .
قال الله تعالى وتقدس : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :
" قوله - عز وجل - : { إن الذين فرقوا دينهم} قرأ حمزة والكسائي : " فارقوا " ، بالألف هاهنا وفي سورة الروم ، أي : خرجوا من دينهم وتركوه وقرأ الآخرون : " فرقوا " مشددا ، أي : جعلوا دين الله وهو واحد - دين إبراهيم عليه السلام الحنيفية - أديانا مختلفة ، فتهود قوم وتنصر قوم ، يدل عليه قوله - عز وجل - : { وكانوا شيعا } أي : صاروا فرقا مختلفة وهم اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي .
وقيل : هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة . وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : ( يا عائشة إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة * .
حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهري بن عقيل الفقيه البلخي أنا الرمادي أحمد بن منصور أنا الضحاك بن مخلد أنا ثور بن يزيد أنا خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، وقال قائل : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا : فقال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) .
وروي عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن بني إسرائيل تفرقت على اثنين وسبعين فرقة ، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلا واحدة ) ، قالوا : من هي يا رسول الله؟ قال : ( ما أنا عليه وأصحابي ) .
قال عبد الله بن مسعود : ( فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ) . ورواه جابر مرفوعا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".انتهى كلامه رحمه الله
وفي تفسير الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله لهذه الآية الكريمة يقول رحمه الله:"
يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأُمة. ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية. وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: { لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أي لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك. { إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ } يردون إليه فيجازيهم بأعمالهم { ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }" انتهى كلامه رحمه الله.
( ثامنا )
في ضلال هذه الفرقة وبيان فساد معتقدها المخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة وخروجها عن جادة السلف الصالح مؤلفات علمية مبنية على ادلة شرعية وحجج عقلية تدل على ثبوت كثير من اقوال وافعال تدل على صحة ما نسب الى هذه الجماعة ما بين شرك أكبر وشرك اصغر وبدع ومحدثات ومعاصي شهد بذلك كبار علماء الأمة في رسائلهم وفي كتبهم وفي دروسهم وهذا استفاض وتواتر عنهم بل .
و منطوق الجماعة وإلسنتهم و أفعالهم تشهد على ضلالهم وانحرافهم ما ورثوه من رسائل وكتب .
( تاسعا )
كان على عبلان الرجوع الى أهل العلم والنصح وفق السنة ومنهج سلف الأمة و هذا في حال اذا كان معه حق وادلة شرعية تعضد رأيه. فكيف بإتيانه بالكذب ويضاد به اهل الصدق
والحيف والظلم ويقابل به اهل العدل والباطل يريد به هدم الحق وهوى النفس يريد به رد ادلة الكتاب والسنة واجماع سلف الامة على تحريم التفرق والاختلاف.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
----------------------------------------
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .
جرى الفراغ من كتابتها في يوم الأربعاء ١١ جمادى الأولى ١٤٤٣ هجري .