الجمعة، 10 ديسمبر 2021

《 تحريم الكتابة على القبور 》




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد  

فتشاهدون  أيها الإخوة الكرام في  الصورة المرفقة كتابة لوحة كما يقال:"متعوب عليها " ولعلها كما يظهر من جمال الخط كتبت عند محل خاص لكتابة اللوحات ولعلها كذلك كتبت بمبلغ باهظ يكفي لستر حاجة مسلم تغنيه عن سؤال الناس ومكتوب عليها اسم احد اموات المسلمين - رحم الله  اموات المسلمين .  آمين  - وهذه اللوحة جزء من القبر كما هو مشاهد و الكتابة على القبر لا تجوز شرعا  ؛ للإدلة الشرعية التالية والتي منها :


                [  أولا  ]

نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكتابة على القبور فعن جابرٍ رضي الله عنه، قال: ( نهى رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُجَصَّصَ القبرُ، وأن يُقعَدَ عليه، وأن يُبنَى عليه). وقال سليمانُ بنُ موسى رحمه الله: (وأن يُكْتَبَ عليه  ) .

أخرجه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٩٧٠) بدون زيادة سليمان بن موسى رحمه الله، وهذه الزيادة صحَّحَ إسنادها ابنُ باز رحمه الله كما في [ مجموع الفتاوى ( ٦ / ٣٣٨ )]  وصححها على شرط مسلم الألباني رحمه الله في [ أحكام الجنائز ( ٢٦٠ )] .

ووجه الاستدلال  :

أنَّ النَّهيَ في الحديثِ عام مقتضي  للتحريمِ ولا مخصص له .


             [   ثانيا  ]

ان هذه الطريقة ليست من هدي سلفنا الصالح فلم يثبت فعلها عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم  أو أحد من التابعين رحمهم الله الكتابة على القبور ولم يثبت هذا الصنيع عن أحد من علماء السنة على إختلاف ازمانهم وتباعد بلدانهم .

  

              [    ثالثا   ] 


إن في هذه الطريقة  مشابهة لطريقة ملل الكفر مثل ديانة النصارى الوثنية في الكتابة على قبور موتاهم والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من مشابهة ملل الكفر فقد ثبت في السنة:( من تشبه بقوم فهو منهم ).وهذا الحديث رواه ابوداود رحمه الله في سننه  من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود حديث رقم  ( ٤٠٣١) 

              

                [   رابعا   ]

 الكتابةَ على القبر  قد تفضي  إلى نتائج سيئة وحدوث بدع منكره فهي تجر إلى الغلُوِّ في أصحاب القبور وتعظيم المقبور تعظيما يفضي إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى . ففي منعه وتحريمه سدا للذريعة  وتطبيقا للشريعة .

فأحرصوا على السنة واتباعها واحذروا البدع ولازموا تركها فهذا هو الإسلام والاسلام هو لزوم التوحيد والسنة الموصل إلى طاعته ورضوانه وجنته ورحمته . ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة.  آمين .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

••••••••••••••••••••••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.