الخميس، 25 يونيو 2020

《 فواقر عقدية وشطحات فكرية تبين حال المدعو سعيد الكملي المغربي 》




     بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
 { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [آل عمران:  ١٠٢ ].
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} [النساء:  ١ ].
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً } [الأحزاب: ٧٠ و ٧١ ].
 
                أما بعد 
 
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
 
           ثم أما بعد :

فالهالة الإعلامية التي واكبت ظهور وأشتهار محمد بن حسن الددو الشنقيطي الموريتاني  سابقا بين الشباب في دول الخليج بما ذلك المملكة العربية السعودية ؛  رافق تسليط الضوء عليه وصفه بألقاب كبار خاصة بعلماء الاسلام الكبار 
مثل:
الحافظ
والمرجع 
والمحقق 
و الطواف  فيه بين شباب  هذه البلاد المباركة محاولة 
ليتبوأ منزلة بين خاصة المسلمين وعامتهم  ممن هم بين الجهل البسيط أو المركب في مسائل السنة والعقيدة والتوحيد 
ولاشك أنها فلاشات مصطنعة من جماعة الإخوان الخوارج 
لتلميع رموزها.  
ثم بعد أفول نجمه ومعرفة  
توجهه الفكري بين المسلمين  بعد أحداث ما يسمى ب[ الربيع العربي: وهي حركات التمرد الإخواني الخارجي بمساعدة ومباركة الرافضة المجوس ] و بعد حصول مظاهرات في ميدان رابعة العدوية انكشف زيف المدعو: محمد بن حسن الددو الشنقيطي الموريتاني 
وهو عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  معروف سابقا بعقيدة المعطلة الجهمية وبصوفيته القبورية وفي إخوانيته الخارجية  وبعده عن السنة 
وفي أثناء إحتراق ورقته 
أتى تسليط الضوء وإطلاق الألقاب على شخص يدعي [ سعيد الكملي من دولةالمغرب ]
وقد طاف البلاد 
وفتحت له الأبواب لإلقاء المحاضرات والندوات والدروس واستقبل من خاصة المسلمين وعامتهم 
وقد وردتني أسئلة تريد معرفة معتقده  والاستفسار عن نهجه ومسلكه فيسر الله لي ذلك 
 حيث تتبعت مقالاته ودروسه ومن رد عليه ومن بين توجهه العقدي  من أهل العلم فرأيت فواقرا عقدية وشطحات فكرية توجب التحذير من شخصه والحذر من منهجه وأسلوبه وعقيدته 
نصحا للأمة 
وإبراء للذمة 
ولئلا يتبع في ضلاله 
{ ولتستبين سبيل المجرمين }
 
وأهم الأخطاء التي تمس العقيدة و التي وقع فيها المدعو سعيد الكملي هي :

              [[  أولا  ]]

الدهاء والمكر في أسلوبه وفي عرض مادته فهو غامض غير واضح  المعالم في توجهه العقدي وفي طريقة عرضه لبضاعته المزجاة يميل لأهل الإنحراف ويشيد بهم ويثني عليهم ويعطيهم الألقاب العلمية العلية ويقول عنهم بأنهم( شيوخه )يزيده وضوحا ما سوف نذكره الآن و منها   :         

          [[   ثانيا  ]]

 مشايخه ففي معرفتهم يتبين لنا مسلكه ومنهجه وعقيدته وهذا في الغالب إذ أن الشيخ هو الأب الروحي لتلميذه ويعتبر مرآة عاكسة لصورة توجهه الفكري والعقدي
 وقد ورد في صحيح مسلم رحمه الله عن محمد بن سيرين رحمه الله: " إن هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون دينكم " 
فمن مشايخه :
١ :
محمد الحسن الددو 
و 
٢:
 أحمد بن الصديق الغماري 
كما هو مدون في ترجمته .

           [[ ثالثا ]]
ثناؤه ومدحه  لكبار أهل الأهواء والبدع والأحزاب والفرق الضالة  المخالفة للإسلام من أشهرهم :

١ :
زاهد الكوثري يصفه بالعلامة ويترحم عليه ؛ وهذا الكوثري يطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ويصفهم بالمجسمة والحشوية والوهابية ويطعن في كبار علماء الاسلام  .
وعلى زهد وورع الإمام ابن باز رحمه الله فقد وصف هذا الكوثري ب[ المجرم الأثيم ].
وهذا يصفه بالعلامة ويترحم عليه. 

٢:
يثني على عجيل النشمي وهو من كبار الاخوانية الخوارج في الكويت .

٣ :
يصف الغرياني مفتي ليبيا ب[ شيخنا] وهو تكفيري إخواني يطعن في كبار علماء الاسلام ويصفهم بالوهابية والمداخلة .
 

               [[ رابعا ]]

يرى عدم الرد على المخالف ففي إجابته عن سؤال بهذا الخصوص عن [ الوهابية : وهي نبز وتعيير لأهل الإسلام الصحيح؛ أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح] و عن [ الأشاعرة: وهي فرقة من المعطلة الجهمية في توحيد  أسماء الله الحسنى وصفاته العلى] فلم يبين حرمة تعيبر أهل السنة والجماعة بالوهابية ولم يبين ضلال الأشاعرة وبعدهم عن السنة بل ترك الرد وذهب إلى إجابات تمنع الرد على المخالف ؛ علما بأن  الرد على المخالف أصل عظيم من أصول الإسلام ومبانيه العظام .

               [[ خامسا ]]

في توحيد اسماء الله الحسنى وصفاته العلى طريقته ومذهبه فيها ضبابية وعدم وضوح وكأنه يميل إلى تصحيح معتقد المعطلة الجهمية وخاصة الأشاعرة فينقله على أنه من كلام علماء الاسلام أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  . 
بل يذكر تعريفات  ونقولات كبار الأشاعرة الجهمية ولا يرد عليهم ولا يبين ضلالهم وقد أطلعت على كلام لأهل العلم السلفيين يصفونه بأنه من الأشاعرة  
ولا يستغرب منه وهذا نقولاته وتقريراته ومن قرأ سيرته وعرف مشايخه 
وأطلع على مدحه وتلميعه  لكبار المعطلة الجهمية زالت الغرابة 
وكما قيل في المثل العربي : 
" إذا عرف السبب بطل العجب " .

                [[ سادسا ]]

رأيت له مناقشة مع أحد كبار المسؤولين وقد سأله هذا المسؤول عن أسباب 
سقوط الأندلس فذكر أن  من أسباب ذلك كثرة المعاصي 
وهذا لا شك أنه من الأسباب  لكن ليس وحده فقط ولعله ليس السبب الرئيس فهناك أسباب أخرى  يأت في مقدمتها الوقوع في البدع والأهواء ومخالفة الإسلام في أصوله العظيمة 
مثل إنتشار مذهب الصوفية عباد القبور وتعظيم أصحابها وصرف العبادة لهم من دون الله وهذا إنحراف عظيم في توحيد الألوهية  وكذلك وقوع كبار مشايخ الأندلس  في جريمة التعطيل الجهمي وهو محاربة الله في توحيد أسمائه الحسنى وصفاته العلى . 
ومن الأمور التي تذكر إنتشار مذهب المعتزلة الخوارج في الأندلس وتكفيرهم لحكامهم وكثرة الخروج عليهم [ من أشهر من خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  في طريقة نصح ولي الأمر وأعلن الإنكار علانية  القاضي منذر بن سعيد البلوطي 
 " ميالا إلى رأي المعتزلة " " متهما بها [ طوق الحمامة لإبن جزم رحمه( ٤٥)]
قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء في ترجمته : "وَكَانَ مَذهَبُهُ النَّظَرَ وَالجَدَلَ، يَمِيلُ إِلَى مَذْهَبِ دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ "
ومذهب الأخير ( هو القول بخلق القرآن )و ينظر  الفصل في الأهواءوالملل والنحل لإبن حزم رحمه الله(  ٤ / ٦٨ - ٦٩ )طبعة مصر ١٣٤٨هجري
قال ابن الفرضي رحمه الله  في ترجمة منذر سعيد البَلُّوطي: ( .. وكان بصيرا بالجدل، منحرفا إلى مذهب أهل الكلام، لهجا بالاحتجاج؛ ولذلك ما كان يَنْحَلُ في اعتقاده الله أشياء مجازيه بها، ومحاسبه عنها).اهـ. "تاريخ علماء الأندلس"، ترجمة رقم ( ١٤٥٤ ) .
 وكان لزياد بن عبدالعزيز( ٣٤٠ هجري) أرجوزة في الرد على مذهبه
والحكم بن منذر بن سعيد البلوطي يصفه ابن حزم في طوق الحمامة ب( رأس المعتزلة في الأندلس وكبيرهم واستاذهم ومتكلمهم وناسكهم" ويضيف في مكان آخر من طوق الحمامة  " وكان أخوه عبدالملك مهتما بهذا المذهب أيضا "] 
 وقد أثنى عليه رمز الخوارج الإخوانية المدعو سلمان العودة وأخرج  درسا كاملا عن سيرته و حياته والثناء عليه عنون له ب[ سلطان الأندلس ] وذلك لأنه يرى الإنكار  على ولاة أمور المسلمين علانية  .
وكل ما سبق من أسباب جرت بعد قضاء الله الكوني القدري .

              [[ سابعا ]]

له توجه صوفي قبوري وقد أحتفلت فيه الصوفية عند  زيارته لهم في مسجدهم وفي حيهم وقاموا ب[ التغبير الصوفي : وهو الإنشاد بصوت عال  جماعي في المسجد وهذا العمل بدعة منكرة] وهو ينشدون أمامه ولم ينكر عليهم 
وكما قال سلفنا الصالح في أصولهم العلمية  : " من خفيت علينا بدعته لم تخفى علينا ألفته" .

                [[ ثامنا ]]

الإخوانية الخوارج قام بمدح رموزهم وثناء عاطر على رؤوسهم ويعتبر من المنظرين لهم و في إباحة عمل هذه الفرقة التي وصفها كبار علماء الاسلام ب[خوارج العصر ]
ومن المجوزين لمشروعيتها  .

                 [[ تاسعا ]]

من البدع المنكرة التي رأيت دفاعه عنها بأسلوب فيه مكر ودهاء وهو ما يعرف ببدعة المولد النبوي وذكر أن لهذا اليوم مزية ثم دخل في موضوع المولد فكأنه يقدم بهذه العبارة لتجويزه لهذا المنكر العظيم المخالف لإدلة الكتاب والسنة وما عليه إجماع المسلمين .  كفى الله المسلمين شره .

  [[ الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها ]]

أوصي الإخوة طلاب العلم بلزوم مشايخ السنة السلفيين الواضحين الذين لم يعرفوا في يوم من الأيام بمذهب الخوارج الإخوانية؛ بل صبروا على السنة وإتباعها؛
والحذر أيها الإخوة من كل غامض وغير واضح ومن له شبهات عقدية وطرق بدعية  وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح  وحسن الخاتمة 
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
-------------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  :  غازي بن عوض العرماني .
مساء الخميس الموافق 
٤ ذو القعدة ١٤٤١ هجري