حكم أخذ العلم من أهل البدع و الأهواء
《 شروط جواز أخذ العلم عن المنحرفين فكريا ؟ 》
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
فمن خلال تتبعنا لأقوال كبار علماء السنة نجدهم يتفقون على منع أخذ العلم عن أهل الأهواء و البدع ويحرمونه وقالوا : " إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم " وقالوا :" إن هذا العلم هو لحمك ودمك " وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:(سيـأتي على الناس سنوات خدَّاعات يُصَدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخوَّن فيها المؤتمن ، وينطق الرويبضة . قيل: وما الرويبضة؟قال: الرجل التافه ، يتكلم في أمر العامَّة)وهو في مسند الإمام أحمد وسنن إبن ماجه رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ( ١٨٨٧)
وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ( إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتَّى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهَّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا ) و ثبت في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : ( إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون )
وفي مقدمة سنن الدارمي رحمه الله عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( خُذُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ ) قَالُوا : وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ ؟ قَالَ:فَغَضِبَ لَا يُغْضِبُهُ إلاَّ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ: ( ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ أَوَلَمْ تَكُنِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمْ شَيْئًا ؟ إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ، إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ) .
فالأمر عظيم ويترتب على ترك العلم أو اخذه على يد أهل الأهواء والبدع تضييع سعادة الدنيا والآخرة
وفي هذا العلم الشرعي تكون النجاة يوم العرض الأكبر على الله سبحانه وتعالى
فالمسألة دين والأمر عظيم وقد يكون في مصر أو عصر ذهاب للعلماء المصلحين فيحتاج طالب العلم ضرورة إلى معرفة ماعند أهل البدع والأهواء لكشف زيفهم وإبطال شبههم أو أحتيج الى ماعندهم من علم لايختص بالتوحيد والعقيدة وأصول السنة فقال بعض علماء السنة بإباحة أخذ العلم عنهم بشروط - بعد إنطباقها وإكتمالها - وقالوا : بجواز التعلم عندهم وأخذ العلم عليهم إذ الأصل في كون المبتدع شيخا أو معلما التحريم فأستثنوها ضرورة بشروط وهذه الشروط ذكرناها بعد جمع لها فيما تفرق من أقوال العلماء وتتبع لشتات ما كتبوه في مؤلفاتهم المتعددة وهذه الشروط هي :
[ أولا ] :
أن تكون هذه المواد التي يدرسها في علوم الآلة كأصول التفسير والتجويد ،
و القراءات و مصطلح الحديث ورجاله وعلله وكذلك أصول الفقه و القواعد الفقهية
و النحو والصرف
و البلاغة .
..... وينتبه لهذا الشرط :
فقد وجدت في تأليفات بعضهم [ شرح لمنظومة في النحو ] كلاما يخل في العقيدة بإنحراف المؤلف وإتباعه لمذهب المعطلة الجهمية في توحيد الاسماء والصفات .
[ ثانيا ] :
يُمنع تدريس الطلاب علم التوحيد والعقيدة وأصول السنة على يد أهل الأهواء والبدع لما يترتب عليه من مفاسد من أعظمهما إنحرافهم عن توحيد الله أم في أصله أو في كماله ويلحق ماسبق تحريفهم للدين وأصوله العقدية ومسائله العلمية العملية مما ينتج عنه مفاسد دينية ودنيوية يدركها من علم خطر التوجه الفكري للمبتدعة وفي هذا العصر يأتِ في مقدمتهم الإخوانية الخوارج وتطبيقهم السيئ للآيات والأحاديث بغير فهم سلفنا الصالح وإنزال نصوص الوحي والأحكام التي تختص بالكفرة المقاتلين على الأبرياء معصومي الدم - من مسلمين أو معاهدين - مما يترتب عليه إستحلال دمائهم وزعزعة الأمن بكلام مبتدع يرى صاحبه المنحرف حل الخروج على ولاة الأمور او بإباحته وسائل الخروج ومظاهره كالإضراب والمظاهرات ويأتون بفتاوى من زبالة فكرهم إنتصارا لحزبهم الدنيوي الضال وفيها مخالفة لكلام الله تعالى وتقدس وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها نقض لإجماع المسلمين ؛ فلينتبه من أراد النجاة لهذا الأمر .
[ ثالثا ] :
أن لايكون هذا الشيخ أو المعلم معروفا بدعوة الى بدعة .
[ رابعا ] :
أن تكون الحاجة ماسة إلي ماعنده من معرفة مع إفتقاد من يقوم مقامه من مشايخ السنة .
[ خامسا] :
أن لاتكون هذه العلوم المراد تعلمها داخلة في مجال بدعة المبتدع .
[ سادسا] :
أن يكون طالب العلم مؤصلا عقديا بحيث يؤمن من شر أهل البدع ويغلب على ظنه السلامة من دائه وبلائه مع معرفته المسبقة للبدعة التي وقع فيها هذا الشيخ أو المعلم مع أحتياجه المعرفي أو انه أراد دراسة حالة هذا الشيخ أو المعلم ومعرفة مذهبه و معرفة ماعنده من توجه فكري ليتسنى له الرد عليه وبيان فساد معتقده .
[ سابعا ] :
أن لايكون في بدعته تشدد كحال الإخوانية الخوارج وسلوكه فيها إلى التخفي و التقية بحيث يصعب كشف حاله وهذا التصرف يسمونه فقه حركي من أجل أن ينتشر مذهبهم الباطل بين الجهلة ولايستطيع من أراد معرفة حالهم الإطلاع على سوء مذهبهم .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
.............
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :
غازي بن عوض العرماني بتاريخ ٢٧ / ٢ / ١٤٤١ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكُتبت بناءً على طلب أخ لنا من طلاب العلم .
《 شروط جواز أخذ العلم عن المنحرفين فكريا ؟ 》
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
فمن خلال تتبعنا لأقوال كبار علماء السنة نجدهم يتفقون على منع أخذ العلم عن أهل الأهواء و البدع ويحرمونه وقالوا : " إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم " وقالوا :" إن هذا العلم هو لحمك ودمك " وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:(سيـأتي على الناس سنوات خدَّاعات يُصَدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخوَّن فيها المؤتمن ، وينطق الرويبضة . قيل: وما الرويبضة؟قال: الرجل التافه ، يتكلم في أمر العامَّة)وهو في مسند الإمام أحمد وسنن إبن ماجه رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ( ١٨٨٧)
وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ( إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتَّى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهَّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا ) و ثبت في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : ( إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون )
وفي مقدمة سنن الدارمي رحمه الله عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( خُذُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ ) قَالُوا : وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ ؟ قَالَ:فَغَضِبَ لَا يُغْضِبُهُ إلاَّ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ: ( ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ أَوَلَمْ تَكُنِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمْ شَيْئًا ؟ إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ، إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ) .
فالأمر عظيم ويترتب على ترك العلم أو اخذه على يد أهل الأهواء والبدع تضييع سعادة الدنيا والآخرة
وفي هذا العلم الشرعي تكون النجاة يوم العرض الأكبر على الله سبحانه وتعالى
فالمسألة دين والأمر عظيم وقد يكون في مصر أو عصر ذهاب للعلماء المصلحين فيحتاج طالب العلم ضرورة إلى معرفة ماعند أهل البدع والأهواء لكشف زيفهم وإبطال شبههم أو أحتيج الى ماعندهم من علم لايختص بالتوحيد والعقيدة وأصول السنة فقال بعض علماء السنة بإباحة أخذ العلم عنهم بشروط - بعد إنطباقها وإكتمالها - وقالوا : بجواز التعلم عندهم وأخذ العلم عليهم إذ الأصل في كون المبتدع شيخا أو معلما التحريم فأستثنوها ضرورة بشروط وهذه الشروط ذكرناها بعد جمع لها فيما تفرق من أقوال العلماء وتتبع لشتات ما كتبوه في مؤلفاتهم المتعددة وهذه الشروط هي :
[ أولا ] :
أن تكون هذه المواد التي يدرسها في علوم الآلة كأصول التفسير والتجويد ،
و القراءات و مصطلح الحديث ورجاله وعلله وكذلك أصول الفقه و القواعد الفقهية
و النحو والصرف
و البلاغة .
..... وينتبه لهذا الشرط :
فقد وجدت في تأليفات بعضهم [ شرح لمنظومة في النحو ] كلاما يخل في العقيدة بإنحراف المؤلف وإتباعه لمذهب المعطلة الجهمية في توحيد الاسماء والصفات .
[ ثانيا ] :
يُمنع تدريس الطلاب علم التوحيد والعقيدة وأصول السنة على يد أهل الأهواء والبدع لما يترتب عليه من مفاسد من أعظمهما إنحرافهم عن توحيد الله أم في أصله أو في كماله ويلحق ماسبق تحريفهم للدين وأصوله العقدية ومسائله العلمية العملية مما ينتج عنه مفاسد دينية ودنيوية يدركها من علم خطر التوجه الفكري للمبتدعة وفي هذا العصر يأتِ في مقدمتهم الإخوانية الخوارج وتطبيقهم السيئ للآيات والأحاديث بغير فهم سلفنا الصالح وإنزال نصوص الوحي والأحكام التي تختص بالكفرة المقاتلين على الأبرياء معصومي الدم - من مسلمين أو معاهدين - مما يترتب عليه إستحلال دمائهم وزعزعة الأمن بكلام مبتدع يرى صاحبه المنحرف حل الخروج على ولاة الأمور او بإباحته وسائل الخروج ومظاهره كالإضراب والمظاهرات ويأتون بفتاوى من زبالة فكرهم إنتصارا لحزبهم الدنيوي الضال وفيها مخالفة لكلام الله تعالى وتقدس وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها نقض لإجماع المسلمين ؛ فلينتبه من أراد النجاة لهذا الأمر .
[ ثالثا ] :
أن لايكون هذا الشيخ أو المعلم معروفا بدعوة الى بدعة .
[ رابعا ] :
أن تكون الحاجة ماسة إلي ماعنده من معرفة مع إفتقاد من يقوم مقامه من مشايخ السنة .
[ خامسا] :
أن لاتكون هذه العلوم المراد تعلمها داخلة في مجال بدعة المبتدع .
[ سادسا] :
أن يكون طالب العلم مؤصلا عقديا بحيث يؤمن من شر أهل البدع ويغلب على ظنه السلامة من دائه وبلائه مع معرفته المسبقة للبدعة التي وقع فيها هذا الشيخ أو المعلم مع أحتياجه المعرفي أو انه أراد دراسة حالة هذا الشيخ أو المعلم ومعرفة مذهبه و معرفة ماعنده من توجه فكري ليتسنى له الرد عليه وبيان فساد معتقده .
[ سابعا ] :
أن لايكون في بدعته تشدد كحال الإخوانية الخوارج وسلوكه فيها إلى التخفي و التقية بحيث يصعب كشف حاله وهذا التصرف يسمونه فقه حركي من أجل أن ينتشر مذهبهم الباطل بين الجهلة ولايستطيع من أراد معرفة حالهم الإطلاع على سوء مذهبهم .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
.............
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :
غازي بن عوض العرماني بتاريخ ٢٧ / ٢ / ١٤٤١ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكُتبت بناءً على طلب أخ لنا من طلاب العلم .