الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

《 من هم المعتزلة ؟ وماهي أفكارهم الإعتزالية التي خالفوا فيها دين الإسلام؟ وماهو عظيم خطرهم على المسلمين حكاما ومحكومين 》



بسم الله الرحمن الرحيم 
     

[   الجزء  الأول   ]

     [[ المقدمة ]] 

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :


ففي رسالتي هذه سأبين إن شاء الله معتقد فرقة المعتزلة الخوارج وعظيم خطرهم على دين الإسلام وأهله اسأل الله ان ينفع بهذه الرسالة من كتبها ومن قرأها وان يعم بنفعها المسلمين ؛  آمين


   《  الفصل الأول : تعريف المعتزلة  》


من هم المعتزلة وماتعريفهم ؟

تعريفهم :
يعتبرون من فرق الخوارج ومن الجهمية المتكلمة يعطلون أسماء الله و ينكرون صفاته ويرون تكفير عصاة المسلمين الموحدين و يوجبون الخروج على ولاة أمور المسلمين ؛ ومن أراد التوسع في معرفتهم   و زيادة إدراك حقيقتهم   وبيان أعمالهم المخالفة لدين الإسلام فهذا  مدون في كتبهم أو قيد في مؤلفات من كتب عن مذهبهم الباطل .



《 الفصل الثاني  :  سبب التسمية لهم بهذا الإسم 》

سبب التسمية بهذا الإسم :

قال الحافظ الذهبي رحمه الله  في ترجمته ل" واصل بن عطاء" في سير أعلام النبلاء  : " البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال ، مولده سنة ثمانين بالمدينة،  طرده الحسن[ البصري رحمه الله ] عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فأنضم إليه عمرو وأعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة "فالخلاف وقع بينه وبين الحسن في حكم مرتكب الكبيرة،[ فهم يرون كفره وأهل الإسلام لايكفرون مرتكب الكبيرة ومن أعلام الإسلام وشيوخه الحسن البصري رحمه الله ] فاعتزل حلقة الحسن، فقال الحسن "أعتزلنا واصل"[ من سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله بتصرف يسير ]


     《 الفصل الثالث : أسماء أخرى لهذه النحلة الضالة 》


أسماء أخرى لهذه الفرقة الضالة فيقال لهم  :
الوعيدية
والعدلية
والقدرية والعقلانيون
ويطلق عليهم في هذا العصر الليبرالية  . و هم أخذوا توجههم الفكري وعقيدتهم الضالة من   الفلاسفة الملاحدة   وتحولوا نتيجة ذلك إلى ليبرالية أو علمانية .



   《 الفصل الرابع : أين يوجد الفكر الإعتزالي  》


أين يوجد فكر المعتزلة في هذا العصر ؟

قلنا فكر لأن مذهبهم عبارة عن اراء أناس منحرفين أرادوا تحريف دين الإسلام ؛ لكن دين الله منصور وقد حفظ الله هذا الدين قال الله تعالى وتقدس :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 

و مذهب المعتزلة هو أصل ديانة كل من   :
الرافضة
والزيدية
والإباضية
والصوفية القبورية بجميع فرقها
والإخوانية الخوارج المتشدده ( داعش والقاعدة والسرورية والحدادية وفرق التكفير عموما )
 ويتبعها فرقتها المتساهلة في دين الإسلام المحاربة له ظاهرا  وهي مايطلق عليها حديثا
" الليبرالية " وهي من إنتاج  الإخوانية الخوارج
ولعل مذهب الإخوانية الخوارج في هذاالعصر هو الداعم والناشر الحقيقي لجميع المذاهب الهدامة . 


  《 الفصل الخامس : أبرز أفكار المعتزلة 》

 ماهي عقيدة المعتزلة وماهي أبرز أفكارهم التي خالفوا فيها الإسلام ؟

              ( أولا ) 
لهم أصول خمسة مخالفة لدين الإسلام   هي :

[١ - التوحيد ]
 ويعنون به إنكار صفات الله وتعطيل أسماء الله الحسنى وإثبات إله ورب  في صفات معدومة ؛ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

[٢-العدل] 
وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا، ويتضمن ذلك إنكار قدرة الله وإساءة الظن برب العالمين ؛
ويعنون بهذا الأصل إنكار القدر وإنكار الإيمان  بالقضاء والقدر علمابأن الإيمان بالقدر  أحد أركان الإيمان الستة للإيمان بالله تعالى وتقدس كما جاء ذلك في دين الله الإسلام  .

[٣-المنزلة بين المنزلتين] 
من آراء المعتزلة  أن المسلم الذي أرتكب معصية  لايقال له عندهم  مسلم ولاكافر في الدنيا  بل هو في منزلة بين منزلتين وأما في الآخرة فيرون دخوله  النار وتخليده فيها خلافا لماعليه عقيدة أهل  الإسلام المبنية على  القرآن والسنة وعليه إجماع المسلمين  .

[٤ -الوعد والوعيد]  ويعنون فيه :
 إخراج المسلم المذنب من الملة والحكم له بدخول  النار وتخليده فيها  وأن أهل الذنوب لا تقبل فيهم شفاعة، كما أنهم يرون  عصاة الموحدين  في  النار، وأنهم من  الكفار الخارجين من الملة وبرون تخليدهم  في نار جهنم أعاذنا الله وإياكم من الضلال .

[٥- ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )]
ويعنون به :
 إباحة الخروج على ولاة الأمر وتكفير أهل المعاصي ؛ أعاذنا الله وإياكم من الأهواء والبدع والضلال.

             ( ثانيا )

إنكار سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإيراد الشبه عليها  في محاولة منهم إبطالها سندا ومتنا كما يسعون - أخزاهم الله - إلى إثارة الشبه حول كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته .



              ( ثالثا )

 في عقيدتهم : يرون عدم العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي صفة قديمة للخوارج  وذلك أن السنة تمنعهم من إستحلال الدماء المعصومة ومن الخروج على ولاة أمور المسلمين. 
فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم معطل العمل فيها في جميع مذاهب الخوارج بما في ذلك مذهب المعتزلة .


             ( رابعا ) 

يرون نفي رؤية الله عز وجل وفي عملهم هذا رد لكلام الله تعالى وتقدس القائل:{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}
وتكذيب لكلام رسوله صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث الصحيح : ( إنكم سترون ربكم )
وإجماع المسلمين منعقد على رؤية الله عز وجل .


          ( خامسا ) 

قولهم بأن القرآن مخلوق وعقيدة اهل الإسلام :( إن كلام الله سبحانه و تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود )
وفتنة القول بخلق القرآن الكريم التي كانت في عهد المأمون والمعتصم وماجرى فيه من بلاء وإختبار  لأمة محمد صلى الله عليه وسلم جرت بسبب هذه النحلة الضالة  وقتل في هذه الفتنة خلق كثير من أهل العلم وعذبوا ونكل بهم ومن هؤلاء الأئمة الأعلام الذين أوذوا في الله  الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فصبر وأنجلت الفتنة وخمدت نار فتنتهم بإنتصار أهل الحق
والمعتزلة هم السبب الرئيس في هذه الفتنة . كفى الله المسلمين شرهم.

            (سادسا ) 

إنكارهم لعلو الله على خلقه - ردا وتكذيبا - لخبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذا شق لعصا المسلمين في  إجماعهم  وفي طريقتهم هذه مخالفة للنقل الصحيح والعقل الصريح  وللفطر السليمة .

           ( سابعا) 

إنكارهم الشفاعة  الثابتة في الاخبار الصحيحة. 
إلى غير ذلك من معتقدات كثيرة فاسدة خالفوا فيها كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وماعليه معتقد أهل الإسلام و إجماع أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح .

            ( ثامنا ) 

إباحتهم لحرية الرأي والتعبير وان كان مخالفا لضوابط الشرع وإجازتهم لتعدد الاحزاب والإتجاهات الفكرية المنحرفة ؛ حتى ولو خالفت أو ردت كلام الله سبحانه و كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أو نقضت إجماع المسلمين
ويرون الحق مع أي فرقة ولو كانت ضالة وبهذا قالت الجاحظية من فرق  المعتزلة فلا منزلة ولاإحترام ولاتقدير ولاإيمان ولاتسليم  بل تكذيب وتشكيك ورد   لنصوص الوحيين هذا في مجال الدين ؛ وأما في مجال الدنيا فالقول لعامة الشعب ولو كانوا جهلة سقطة ولو خالف هؤلاء العامة في آرائهم وتوجهاتهم  امر ولي الأمر وتوجيهه المبني على المصلحة الشرعية العامة لمن تحت يده ، ومن أعمالهم محاولتهم تحويل الشأن السياسي للحكام  إلى   دستوري لإضعافهم عن القيام بواجباتهم  تجاه ربهم وتجاه شعبهم مع جوازهم لتعدد التيارات والأشخاص في تنفيذ القرار والعمل بمافيه
كفى الله المسلمين شرهم.

        [  الجزء الثاني ]


    《 الفصل الأول : متى ظهرت هذه النحلة الضالة ؟ وماهي الأسباب التي أدت إلى ظهورها ؟ 》

ظهرت المعتزلة في بداية القرن الثاني الهجري وكان إزدهارها في عصر  العباسيين في بداية حكمهم و لعل  هذه النحلة الضالة كانت السبب في إيقاد نار فتنة القتال بين  الإخوة  الأمين والمأمون أبني هارون الرشيد رحمه الله  وفي هذه الفتنة  إستحلال للدم الحرام ورأى أهل الضلال من أتباع إبن سبأ فرصتهم في الإيعاز الى الخليفة في الإتجاه الى البحث في كتب علماء المنطق والفلاسفة اليونانيين أمثال افلاطون وآرسطو طاليس و غيرهم وكلام الفلاسفة يشمل المنطق و المنطق  يدخل في  الرياضيات والهندسة والفيزياء  فتركوا البحث في هذه المسائل الدنيوية التي قد تنفعهم في أمور دنياهم وأتجهوا إلى البحث عن مسائل العقيدة وفي توحيد الله في كتب  ملاحدة الفلاسفة المخالفة لدين الإسلام والمنكرة لوجود الله والإيمان فيه .
وعلم الكلام جزء من علم المنطق وهو كما في تعريفه :" الإستدلال  بالحجج العقلية على إثبات الألوهية". 
وعلم ألوهية الله ومايجب له ومايمتنع عنه والحديث كذلك في توحيد الأسماء والصفات كل هذا من أمور الغيب التي استأثر الله بعلمها؛ إذ لو تستقل العقول بمعرفة خالقها على جهة التفصيل لما أرسل الله الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ومعهم المعجزات القاهرة وأنزل عليهم كلامه وآياته الباهرة ؛ فأرادوا الشر بالإسلام وأهله فقيض لهم الجهابذة الأفذاذ من شيوخ الإسلام وأئمة السنة أمثال شيخ الاسلام إبن تيميه فألف كتبا  وأعد رسائلا في نسف عموم أفكار هؤلاء المعطلة الجهمية بفرقها ورموزها فلله دره وتبعه كذلك تلميذه الهمام العلامة الإمام إبن قيم الجوزية رحمه الله  فلايقابل كلام الله رب البشر  وإدلته وحججه وبراهينه بكلام  البشر الضعفاء المساكين
وهنا قصة أحببت إيرادها لأهميتها فقد جاء في موسوعة ( ويكيبيديا ) في  حديثهم عن فرقة  المعتزلة الضالة وهم في ما ينقلونه عنهم يتحرون الصدق وهذا نص القصة :
" أكتشفت البعثة المصرية في اليمن قبل بضعة عقود أهم كتاب في مذهب الإعتزال وهو "المغني في أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار وله أيضا كتاب شرح الأصول الخمسة" إنتهى من ويكبيديا .
أقول تعليقا على هذا الإكتشاف  :
 " بعثات الغرب الكافر  يبحثون وينقبون عن أمور تنفعهم   في دنياهم فينقبون عن الذهب الأسود ( البترول ) وأماكن توفره ويبحثون عن الذهب والفضة والمعادن النفيسة  والجواهر والألماس وعن أمور فيها تطور بلادهم وسبب في إزدهارها  مثل إختراع الطائرة والصاروخ وكيفية مكافحة الأمراض المعدية المهلكة وغيرها من بحوث تجريبية نافعة  وهذه البعثة العربية الإسلامية - للأسف - تبحث عن هدم دينها دين الإسلام وعن مايبعد  عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويحاولون في ( إكتشافاتهم المذهلة) الإضرار في دين الإسلام ومعتقد المسلمين وفيه خطر على عامة المسلمين وعلى ولاة أمورهم وذلك   بإكتشافهم لكتاب يحاول فيه صاحبه هدم الإسلام ويرى صاحب هذا الكتاب كذلك  حل دم المسلم العاصي الموحد  وتخليده في النار   ووجوب الخروج على ولاة الأمر. 
أهذا هو الإكتشاف ؟ 
فإنا لله وإنا إليه راجعون ؛ حسبنا الله ونعم الوكيل .
 { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }


 《  الفصل الثاني : معنى الجهمية المعطلة  》
  
الجهمية ( نسبة الى الجهم بن صفوان الذي أخذ هذه العقيده المنحرفة عن الجعد بن درهم والجعد  اخذها من ديانة اليهود المحرفة الفاسدة )
وقلنا( المعطلة:لتعطيلهم صفات الله وإنكارهم لمعاني أسماء الله فيثبتون أسماء خالية من المعنى) و( المعطلة الجهمية فرق كثيرة كل فرق تحارب الاخرى مثل الكلابية الأشاعرة والكرامية والمنصورية والماتوريديه والمعتزلة وهي الفرقة التي حديثنا عنها في رسالتنا هذه

      《 الفصل الثالث : توبة كبار علماء الجهمية المعطلة عن الخوض في آرائهم في مسائل العقيدة وإن دين الله الإسلام مبني على الإيمان والتسليم  》



فمن ذلك مايذكر عن قصة  توبة اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ‏ (توفي ٦٠٦ ﻫـ‏)ويعتبر من كبار علماء الكلام. فيقول  ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ : "ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻣَّﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘُﻬﺎ ﺗُﺸﻔﻲ عليلًا، ﻭﻻ ﺗﺮﻭﻱ غليلًا، ﻭﺭﺃﻳﺖُ أﻗﺮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻃﺮﻳﻖ القرآن، أقرأ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾  ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ ﴾  ﻭأﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ ، ﻭﻣﻦ ﺟﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻋﺮَﻑ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ"[ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ اﻟﻨﺒﻼء للذهبي رحمه الله  (٥٠٠،٥٠١/٢١)]. 
وهذا ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ ‏(توفي ٤٧٨ ﻫـ‏)  يقول ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى: ‏"ﻗﺮﺃﺕ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔًﺎ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔًﺎ، ﺛﻢ ﺧﻠﻴﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺈﺳﻼﻣﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺨِﻀَﻢَّ، ﻭﻏُﺼﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻬﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻫﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ، ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳُﺪﺭﻛﻨﻲ ﺍﻟﺤﻖُّ ﺑﻠﻄﻴﻒ ﺑﺮِّﻩ، ﻓﺄﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ‏( يعني على ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ‏) ، ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ: ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ"؛ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ للذهبي رحمه الله  ‏(٤٧١/١٨‏)].وهذا ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ ‏(توفي ٢١٤ ﻫـ‏) من كبار علماء الكلام  يقول ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺒﻨﻴﻪ ﻟَﻤَّﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ : "ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﺣﺪًﺍ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻨﻲ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﺘﻬﻤﻮﻧﻲ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: فإني ﺃُﻭﺻﻴﻜﻢ، ﺃﺗﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؛ ﻓﺈﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺤﻖ معهم"؛ [ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ للذهبي رحمه الله  ‏(٥٤٨/١٠)]. 


    [ الجزء الثالث ]


     《 الفصل الأول : ماهي العلاقة الرابطة بين كل من
١ -الإخوانية الخوارج.
٢ -الإباضية .
٣-الرافضة .
٤-الليبرالية .
٥-الصوفية القبورية ؟ 》

الجواب :
           (  أولا  ) 
هذه المذاهب بعيدة عن الإسلام وتجتمع كلها في أفكار منحرفة تصب في محاربة سنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي محاربة اهل السنة  العاملين فيها من حكام ومحكومين و قد أبدوا نشاطا ملحوظا في إنشاء مجالس علمية واتحادات ومراكز مثل المجلس العالمي لعلماء المسلمين جرى تكوينه من روافض وإباضية وإخوانية وغيرهم من مذاهب فكرية ضالة .
           (  ثانيا ) 
أغلب عامة المسلمين على الفطرة يحبون الحق وأهله ولهم تعلق ديني فطري مع العلماء الصادقين المخلصين أتباع السنة ذوي النهج السلفي وهم كذلك مع ولاة أمرهم من المحبين المخلصين لهم وهذه الفرق تحاول إيجاد فرقة وإختلاف وإحداث فتنة بين هذه الغالبية العظمى وبين أهل الحق من علماء وأمراء فتجد بينهم  تعاون في محاولة لتهييج  العامة على ولاة امورهم والتأليب ضدهم وإلباس خطابهم الصبغة الشرعية ليتسنى لهم إضلال العامة. ويتهمون ولاة الأمر بالفساد والعمالة لدول الكفر وحينما يتكلم الصادقون المخلصون من مشايخ الإسلام يصفهم هؤلاء الضلال بأنهم علماء السلطان أو نبزهم و تعييرهم بإطلاق ألقاب وكنى منفرة محاولة منهم تشويه سيرتهم ليتسنى لهم عدم إستماع العامة لهم ورميهم بالعمالة والجاسوسية وسعيهم هذا ولله الحمد وضح لعامة المسلمين وأنكشف أمرهم وكان لوسائل التواصل الإجتماعى من فيسبوك وتويتر ووتسب  شأن كبير في فضحهم وبيان حالهم .
             (  ثالثا ) 
من طرق هذه الفرق الضالة والجماعات المنحرفة تعظيم أشخاص رموزها ف[ إبن الراوندي والحلاج ( من المعتزلة) و ( إبن سبعين وإبن الفارض وإبن عربي والبسطامي من غلاة الصوفية) و ( حسن البناء وسيد قطب وعبدالمجيدالزنداني وطارق السويدان  من الإخوانية ) و ( الخميني من الرافضة ) وغيرهم كثير ذكرت من ذكرتهم على سبيل التمثيل لا الحصر
نجد أن الإهتمام فيما بين هذه الفرق  بأقوال هذه الرموز عندهم  ورفعهم بصورة غير شرعية ومنحهم هالة قدسية  وأن لافوارق بينهم من حيث التعاون فيما بينهم والزيارات والعلاقات وتبادل الأفكار والرؤى خدمة لأجندتهم واهدافهم المشبوهة فلذا تجد أن أصول الإسلام العظيمة مثل ( أصل وجوب الرد على المخالف ) و( أصل الولاء والبراء ) و ( أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ) كلها وغيرها تحارب عند هذه الفرق الضالة بل سعوا الى وحدة الأديان إذ أن خلافهم مع اليهود - كما يزعمون - خلاف لمصلحة دنيوية وليس خلافا في المعتقد وأقول : لاتعجب فديانة الرافضة والمعتزلة من أسباب إنشائها هم اليهود والأصول  الفكرية لهؤلاء الضلال  مستلهمة منهم وهكذا الإخوانية الخوارج فيذكر من كتب في تاريخها ومن كتب عنها من أفرادها : إن من الأعضاء الذين شاركوا في إنشائها من ديانات غير مسلمة للإضرار في المسلمين وتمزيقهم .

       《 الفصل الثاني : علاقة الإخوانية الخوارج مع الليبرالية 》


ذكرنا سابقا أن المذهب الإعتزالي الخارجي يربط بين الفرقتين فالإخوانية الخوارج هم أساس الليبرالية وهم سبب ظهورها ونشأتها فقد كانوا أفرادا وأعضاء فيها
وبما أن ديانة الإخوانية ديانة فكرية هشة قابلة للرفض وعرضة للرد والتهميش عقليا أذ ليس لها تعلق بالله سبحانه وتعالى أو برسوله صلى الله عليه وسلم  بل مجرد فكر بشري تم إلباسه لباس الدين خدمة لأفكار رموزه وخداعا لجهلة المسلمين وعامتهم فيظهرون الإسلام وشعائره كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإمالة قلوب العامة ضد سلاطينها كما ورد ذلك في وصية إبن سبأ اليهودي وهو من سعى ( بعد قضاء الله الكوني القدري وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ظهورهم وفساد ديانتهم ) في تأسيس ديانة الخوارج وديانة الروافض معا وسعى  في تفريق صف المسلمين الى أحزاب ومذاهب مختلفة فأول ظهورهم شدة في الدين بلاعلم ولاهدي ولاسنة وإنما الجهل وإظهار ما لا يبطنون فتجد المسلمين
حكاما وعلماء يحاربونهم ويستأصلونهم فالسلطان بسيفه والعالم يدلي بدلوه بفساد حجتهم بكلام الله سبحانه وتعالى وبكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبالحجج العقلية التي تقضي على فكرهم وتبين عوار منهجهم ثم بعد هذه الحرب الشرعية ضدهم يظهرون  التساهل في أمور الشرع الظاهرة فتبين بذلك  أخلاقهم وسلوكهم وديانتهم  فالعمل بشعائر الدين الظاهرة يتركونها و إتيانهم بفتاوى يقولون  بها :
إبتداء أو قول قديم زل فيه احد العلماء السابقين بلابينة ولادليل  فيضخمونه وينشرونه   ثم يبدأ  تحولهم تدريجيا  و الإنسلاخ من الدين الى الليبرالية مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في وصفه للخوارج ( تحقر صلاتك مع صلاتهم ....ثم قال ..يمرقون من الدين ثم لايعودون ) أي يخرجون من الدين ثم لايعودون اليه.
وفي رواية ( إن الله حجب التوبة عن كل مبتدع ) وفي لفظ ( حجز ....)
وقد رأيت مجموعة من الكتاب ممن يكتبون في الصحف العربية أو لهم برامج إذاعية أو تلفزيونية لهم توجه إعتزالي ليبرالي ويسعون من خلال هذه الوسائل الإعلامية الكبيرة نشر فكرهم الخطير وتوجههم الفاسد في إباحة الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات أو في اعمال منافية للإسلام كإختلاط الرجال بالنساء ويرون أن هذه الأعمال التي تخالف الشرع وأتى الشرع بمنعها من حرية الرأي والتعبير .
أعاذنا الله وإياكم من شرهم :{ ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب }

     《الفصل الثالث : ملحوظات هامة  يجب على المسلم  التنبه لها 》

أولا :
في هذا العصر يرى المسلم ان الأفكار المنحرفة يقول فيها  جميع أفراد الفرق الضالة على كثرتها وتعدها وتشعبها  ، ويجد أن بينها تداخل مريب كما قال تعالى :
{ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ  }. 

ثانيا :
يلاحظ المتتبع لتاريخ بداية ظهور هذه الفرق الضالة
أن الشر الموجود فيها بدايته من اليهود
فالرافضة والمعتزلة والخوارج وغيرها تجد بصمات يهودية خلف تكوينها وتنشئتها وإبرازها للملأ وإمدادها وإعدادها وانتشارها بل ودعمها ولعل آخر الفرق الضالة ظهورا الآخوانية وتعتبر امتدادا للخوارج السابقين .

ثالثا :
هذه الفرق المنحرفة على إختلاف أفكارها تجدها متجانسة يكمل في الشر بعضها بعضا
أنظر المعتزلة تجد أصولها العقدية موجودة في الرافضة والرافضة تتكون من ديانة الهندوس والمجوس ومن الديانة اليهودية والتمسح بالإسلام قولا فقط
وقل في الإخوانية الخوارج نحو هذا الكلام
فهي تتكون من جميع أنواع الجهمية المعطلة  كالأشاعرة والمعتزلة وتتكون كذلك من الليبرالية ومن الصوفية بجميع فرقها ومن روافض وإباضية وزيدية وغيرها من أفكار مذاهب الضلال فسياستهم ( التجميع ) التي بنيت على ( الغاية تبرر الوسيلة ) اذ يسعون للدنيا ولايريدون إصلاح أنفسهم أو غيرهم
قد قائل وهذه المطالبات بالإصلاح و إظهار شعائر الإسلام فنقول : أن هذا لأمر دنيوي جرى التمسح في الإسلام وإظهاره وإبطان الشر للإسلام وأهله يدل على صدق كلامنا : أقوالهم وأفعالهم بعد تحقيقهم لهدفهم الدنيوي فكأنهم لا يعرفون الإسلام وليسوا من أهله ومن قرأ تاريخهم يجد ذلك مدونا مؤرخا عنهم  .

رابعا :
العلاج يكمن في صحة إعتناق الإسلام الصحيح وليس الإسلام الذي يدعيه هؤلاء الخونة الكذبة وهو الإسلام المبني على الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وهوالإسلام المبني على توحيدالله سبحانه و تعالى توحيدا خالصا صوابا وإتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعلم في هذا الإسلام الصحيح  والعمل بما فيه والدعوة اليه والصبر على الأذى فيه  .


《 الخاتمة - نسأل الله أن يحسن خاتمتنا وإياكم - وفيها : كيف يجتنب المسلم كل هذه الفرق ويسلم من شرها ؟》

الجواب بأمورمنها :

[ أولا ] :

دعاء الله سبحانه وتعالى وكثرة الإلحاح فيه  فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته في قيام الليل بهذا الدعاءالمبارك : ( اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) رواه مسلم رحمه الله في صحيحه قال الله تعالى وتقدس  : ﴿فَهَدَى اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾


[ ثانيا ] :

طلب العلم النافع المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين وذلك بقراءة الكتاب وتفسيره والسنة وشروحها وقراءة كتب اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح من أئمةالسنة
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) وهو في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
ويتبع هذا.... 

[ثالثا] :
ثني الركب بالدراسة العلمية على يد مشايخ السنة السلفيين ولزوم غرزهم والأخذ عنهم .


[ رابعا ] :
مجالسة طلاب العلم السني السلفي ومصاحبتهم .


[ خامسا ] :

البعد عن دعاة جماعات الضلال والحذر منهم والبعد عنهم وان اغروا الجاهل بمالهم ومناصبهم ودنياهم .


[ سادسا ] :
هناك كتب متخصصة بالفرق والمذاهب الضالة يطلع عليها المسلم ليعرف ضلال هذه الفرق بما فيها فرقة المعتزلة  فيبعد عنهم ويكون على حذر منهم .

[ سابعا ] :

قراءة كتب العقيدة والتوحيد والسنة وأصولها .


[ ثامنا  ]:

هناك علامة فارقة تميز جماعات الضلال وأفرادها وهي كما يقال قاسم مشترك بين هذه الفرق المنحرفة وهي إذا رأيت من يتكلم في مجلس  خاص أو عام  على الملك أو الامير أو الريس بهمز أو لمز أو طعن سواء كان هؤلاء الحكام من أهل الصلاح او ظلمة فجرة فإبتعد عن هؤلاء الطاعنين الذامين القادحين
وذلك لإنحراف عقيدتهم وفساد فكرهم عن هدي الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وبعدهم  عن السمع والطاعة لولي الأمر  في المنشط والمكره وعلى أثرة علينا بهذا أتت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى المسلم التفقه في أصل السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف بالإدلة لوجود  من يرى  فكرة الخروج باللسان او اليد على ولاة أمره ، ومن ذلك الرجوع الى كتب العقيدة السليمة التي بنت عقيدتها على الوحيين بفهم سلفنا الصالح  والتي تحث على هذا الأصل العظيم  وتأمر به  ومن الكتي  كتاب شرح  الطحاوية يقول الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة  :

" ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية ، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة."

قال إبن أبي العز شارح الطحاوية في بيانه لهذه الفقرة :

"  قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } . وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال : (من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني) . وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : (إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف) . وعند البخاري : (ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة) . وفي الصحيحين أيضاً : (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) . وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ( كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قال : قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يسنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هدي ، تعرف منهم وتنكر ، فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم : دعاة على أبواب جهنم . من أجابهم إليها قذفوه فيها ، فقلت : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال : نعم ، قوم من جلدتنا ، يتكلمون بألستنا ، قلت : يا رسول الله ، فما ترى إذا أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، فقلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) . وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات ، فميتته جاهلية) . وفي رواية : ( فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما). وعن عوف بن مالك رضي الله عنه ، عن رسول الله ﷺ قال : (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعته) .
فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ،"
إنتهى كلامه رحمه الله من شرحه لمتن العقيدة الطحاوية. 
فنسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
.......

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :غازي بن عوض العرماني .