الاثنين، 14 أكتوبر 2019

شرح عبارة كبار علماء الإسلام، مثل: ابن تيميه ،والالباني ،وابن ﺑﺎﺯ، والعثيمين -رحمهم الله تعالى- وهي قولهم : [ الأشاعرة من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة ] والرد على تشغيبات الحدادية





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وَسَلّم تسليماً . أما بعد

فقد أتاني سؤال من أحد الإخوة طلاب العلم استشكل عليه كلام إبن تيمية والالباني وإبن ﺑﺎﺯ، والعثيمين رحمهم الله تعالى ؛ وهو قولهم: “الأشاعرة من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة”. فكانت الإجابة بعد توفيق الله  وإعانته كالتالي :

ان هذاالعبارة ثابتة عن هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى

وللعلماء أقوال في صحة إطلاق هذه العبارة من عدمها على أقوال 

ف( القول ا لاول ) :

يرى عدم صحة إطلاق هذه العبارة وأختار هذا القول  السجزي وخويزمنداد رحمهما الله تعالى وقالوا في عدم صحتها وعللوا  بأن  مذهب الأشاعرة مبني على تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى المستحقة له شرعا دل على ذلك الكتاب والسنة على الوجه اللائق بربنا سبحانه وتعالى . كما أن لهم معتقد في القضاء والقدر بالجبر وفي مسألة الإيمان خالفوا معتقد اهل السنة فقالوا بالإرجاء مع مخالفتهم لأصول السنة وتقديمهم عقول البشر  على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

وماسبق  من تعليلات بعض ادلة من لم ينسبهم لأهل السنة .

( القول الثاني) :

وهو من قال بهذه العبارة

و إنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة. هذا القول قال به ابن تيميه والألباني، وابن باز والعثيمين واللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن ﺑﺎﺯ رحمه الله وعضوية كلّ من عبد الرزاق عفيفي، وابن قعود رحمهم الله  . وراوا أمورا تجيز هذا الإطلاق المقيد  فمن هذه الامور :

               [  أولا  ] 

أنهم وافقوا أهل السنة بإثبات خلافة الثلاثة( أبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم)

             [ ثانيا  ] 

إنهم من أهل السنة فيما يقابل الرافضة  والمذاهب الباطنية الإلحادية الاخرى .


               [ ثالثا ]

لأنهم في العبادات وفق أهل السنة في عملهم بالأحاديث الصحيحة و لإستدلالهم بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .


                [ رابعا ]  

ولأنهم من مُثبِتة بعض الصفات  في مسائل الصفات وإن كان تأويلهم أحياناً ينحى نحو النفي والتعطيل   وبهذا قال إبن تيميه رحمه الله.


             [ خامسا ] 

إن هذه العبارة بهذا الإطلاق تكون صحيحة في المتقدمين من أهل الحديث كالبيهقي والقرطبي والنووي وإبن حجر  رو في هذا العصر ترى البون الشاسع  بين المتقدمين منهم والمتأخرين. فالمتقدمون منهم أهل حديث وسنة بل هم حفاظ علماء اجلاء كما مثلنا سابقا وغيرهم كثير. أما المتأخر منهم  فغلب عليهم التصوف والشرك . فلا يوجد أشعري إلا وفيه تصوف شركي قبوري خاصة في هذا الزمان.

              [ سادسا ] 

بعض من ينتسب أو من يوافق الأشاعرة في بعض المسائل المحدودة المعدودة قد زلّوا في هذه المسائل متأولين مجتهدين، وهم لم يتعمدوا الخطأ، كالنووي، وابن حجر رحمهما الله تعالى

        { مسألة }

هل هؤلاء الاشاعرة   من (أهل السنة والجماعة) عند الاطلاق  ؟

ومن أتباع السلف الصالح؟

الجواب: ليسوا منهم لمخالفتهم (للجماعة) ومخالفتهم (سنة الخلفاء الراشدين) ومخالفتهم (فهم السلف الصالح) من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وهذا الإختلاف جرى في باب الأسماء والصفات، وفي باب القضاء والقدر، وقولهم بقول الجهم المعطّل، وتقديم كثير منهم العقل على النقل؛ ولهم أصول مبتدعة خرجوا بها عن جادة (أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) فهم ليسوا منهم  على جهة الإطلاق   .

ومن جميل كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى الذي يدل على علمه وإمامته – اورده بمعناه – أنه لابد من إضافة وضم لفظ السلف الصالح لإخراج من ينتسب لأهل السنة من الفرق الكلامية وغيرها  لمخالفتهم السلف الصالح في الفهم   ..


[ ملحوظات مهمة يجب التنبه لها ]

 منها :

( أولاً ) :

ما ذكرته سابقاً من نقولات لأهل العلم ليست من كيسي . بل مجرد ناقل لكلام علماء السنة اجابة على ما وردني من إشكال وقع لبعض الإخوة طلاب العلم وظن بعضهم أنني اقول : ان ( الاشاعرة المعطلة الجهمية)  من ( أهل السنة والجماعة) على جهة الإطلاق وهذا لايقول به عاقل فضلا عن طالب علم وإنما أتى مقالي شارحا لعبارة كبار علماء الإسلام .

( ثانياً ) :

هذا القول وهو أن الأشاعرة من أهل السنة  فيما وافقوا فيه أهل السنة، هذا القول قال به شيوخ الإسلام مثل ابن تيميه والألباني وابن ﺑﺎﺯ والعثيمين رحمهم الله، وقالت به اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن ﺑﺎﺯ رحمه الله كما ذكرنا سابقاً .

( ثالثاً) :

ليس لطالب العلم أن يُحدِث قولاً ليس له فيه سلف من أئمة السنة. وعليه فقد أورد بعض الإخوة طلاب العلم إيراداً تدل على عدم فهمه لهذه المسألة، وهو: هل الإخوانية الخوارج والتبليغ الصوفية يصح أن يقال  لهم أنهم من أهل السنة  فيما وافقوا فيه أهل السنة ؟


فالجواب نقول إجابة لهذا السائل :

إيرادك لهذا الإيراد أو هذا القول :

نقول لك هل قال به أحد من السلف الصالح  ؟


 فهل قال به ابن تيميه  أو ابن القيم  أو الألباني، أو ابن ﺑﺎﺯ، أو العثيمين، أو عبد الرزاق عفيفي، أو قال به الشيخ ربيع، أو الشيخ عبيد، ؟

لم يقله أحد منهم . بل هو إيراد من قِبَلِ نفسك . وهل سمعتهم أو رأيت لهم قولا يقولون فيه إن الإخوانية من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة ؟

الجواب: لا، لم نسمع هذا منهم ولم نقرأ عنهم ذلك . بل كان إنكارهم أن تكون الإخوانية الخوارج من أهل السنة . فالإمام الألباني ّرحمه الله أطلق على جماعة الإخوانية :

( خوارجٌ عصرية ) 

واطلق على جماعة التبليغ :  ( صوفية عصرية ) .

والإمام ابن ﺑﺎﺯ رحمه الله : عُدّ هاتين الفرقتين من الفِرق الاثنتين والسبعين الهالكة

فقياسك هذا قياس فاسد الإعتبار  و فهو قياس غير صحيح .

لأمور منها

{ أولاً } :

أنه ليس لك فيه سلف بهذا القول بخلاف مسألتنا هذه فقد قال بها جمع من علماء السنة .

{ثانيا} :

ً كلام علماء السنة في مسألتنا السابقة عند التمعن مقيّد بـ بقيود منها :

[  أ  ] :

المسألة في السنة  ؟

[ ب  ] :

فيما وافقوا فيه أهل السنة .

[ ج  ] :

الإتفاق على أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة عند الإطلاق .

[ د ] :

الخطأ يرد ويبين مهما كان قائله ويحذر من موضع الزلة وهذا اذا كانت من شخص حريص على السنة معروف بها ناصر لها ويعرف من حاله عدم تعمد الخطأ وله اجتهاد في الذب عن السنة مثل كتبه ومؤلفاته وخير مثال النووي وابن حجر رحمهما الله مع حفظ كرامتهم واحترامهم وتقديرهم والدعاء لهم .



ثم نقول لإخواننا طلاب العلم، هل تُقارِنوا مفاسد الإخوانية الخوارج بمفاسد أهل الحديث ممن ضل جاهلا فسلك مسلك   الأشاعرة غير متعمد الخطأ وهؤلاء ممن شرحوا السنن والمسانيد وألّفوا فيها ونصروها ولهم كتب في شروح السنة قيمة مثل فتح الباري وشرح النووي على مسلم ولهم كتب في الرجال، وفي العلل، وفي الجرح والتعديل،  ومنظومات في علم الحديث لا يستغني عنها طالب علم فلاتخلوا مكتبات المسلمين  منها بخلاف الإخوانية الخوارج فمنهجهم كلها باطل وليس منهم أحد يرفع رأسه بالتوحيد أو بالسنة .

فهل تُقارِن الإخوانية الخوارج بهؤلاء؟

فكم دماءٌ أريقت بسبب هؤلاء الخوارج وأموال نُهِبت وأعراض انتهكت وأمن ممالك ودول وأمارات زُعزع و أُخِلّ فيها وأختلت بسبب هؤلاء الإخوانية الخوارج ؟

وكم من ولي امر من ولاة أمور المسلمين قُتِل بسببهم؟

الخوارج الإخوانية  يريدون مسح وإلغاء الدين بإسم الدين . ( افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )؟!

هل تُقارِن كتب الإخوانية الخوارج وما فيها من تهييج وتهريج ولعب وتقارب مع الرافضة ووحدة الأديان مع كتب اهل الحديث كالبيهقي والنووي وابن حجر رحمهم الله ؟ 

وهل تُقارِن كتب سيد قطب ومحمد قطب والعودة وما فيها من طعن في الصحابة رضي الله عنهم، وخاصة كتب سيد قطب فيها طعن في الصحابة رضي الله عنهم بمن فيهم الخليفة الراشدعثمان بن عفان رضي الله عنه (فهل أثبتوا خلافته لينسبوا إلى أهل السنة – دون الجماعة – كما فعلت الاشاعرة أهل الحديث من  المتقدمين منهم) وطعن الإخوانية الخوارج  في اميرالمؤمنين معاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وسبقه طعن في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتكفير للمجتمعات، وتهييج للعوام،
ونشر للثورات، واستحلال للدماء،
وما أنتجته من فِرق دموية تكفيرية كالقاعدة وداعش، هل تُقارَنها بكتب أهل الحديث؟

هل تُقارِن كتب سيد قطب ومحمد قطب والبنا والعودة وابن لادن وأبو بكر البغدادي  والشعراوي  ،

هل تُقارنها بسنن البيهقي وشرح مسلم للنووي والفتح لابن حجر رحمهم الله؟

هذا كلام لا يقوله أحد من العقلاء فضلاً عمن ينتسب لأهل العلم.

وللعلم :

التحذير من الإخوانية الخوارج  سبقه تحذير من الخوارج على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى لسان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله من بعدهم . وأدلة الرد على الخوارج هي عين أدلة الرد على الإخوانية .

وعلماء السنة لم يصدر منهم هذا الإيراد، فهل سمعت احدا منهم  أنه قال الخوارج من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة؟

هذا لم يقل به أحد من علماء السنة .

هذا والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

كتبه :

غازي بن عوض العرماني.

جرى تحريرها تقريبا  في شهر صفر  من عام ١٤٣٧ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.