《 إعلام النبهاء في سلامة ائمة السلف الأبرياء من إتهام الخوارج لهم بالإرجاء 》
بسم الله الرحمن الرحيم
[ هذه رسالة تضمنت ذبا ودفاعا عن عرض الإمامين الجليلين الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله
وهذه الرسالة تتكون من أربعة أجزاء ]
{ الجزء الأول }
( المقدمة مع ذكر سبب كتابة هذه الرسالة )
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ
ثم أما بعد :
فإن السبب الباعث في كتابة هذه الرسالة هو الإنتصار للسنة بالذب عن ائمة السنة وعن عرض كبار علماء الأمة مثل الإمام الالباني رحمه الله و الإمام ربيع المدخلي حفظه الله حينما رأيت كثرة من يطعن فيهم ظلما وعدوانا وكذبا وإفتراء ومن ذلك رميهم بالإرجاء بلابينة أو سبب يوجبه وإنما الفجور والبهتان والنيل من عرضهما من الجهال أو من رموز جماعات التكفير والضلال
وأتت رسالتنا هذه إمتثالا وطاعة لله و لرسول الله صلى الله عليه وسلم القائل صلى الله عليه وسلم :( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْض أَخِيهِ رَدَّ اللَّه عَنْ وَجْههِ النَّارَ يَوْم الْقِيَامَة) رواه احمد والترمذي رحمهما الله تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه الله ...ووجه الاستدلال : أن هذا الأجر العظيم يأت في الذب عن عرض أي مسلم فكيف إذا كان المطعون فيه ظلما هو من يقوم بنصر الإسلام المتمثل في نصر كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
《الفصل الأول 》
[ من أين أتى هذا الإتهام الظالم ]
القائم بهذا الاتهام الباطل
وسبب تعمد الرمي بالارجاء لهذين الامامين الجليلين أتى من كثرة أعدائهم وهؤلاء الأعداء مذاهب متعددة وملل شتى
وجماعات ضالة متنوعة ومع كل هذه النحل المنحرفة سعى الإمامان الجليلان في كشف زيف باطلهم وبيان سوء معتقدهم وتحذير المسلمين من مذهبهم الباطل ومن رموزهم الضالة وتمثل ذلك في ردود علمية يحرص عليها جميع طلاب العلم بل حتى عوام الناس ؛ وجاهدوا حق الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله - نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكي على الله أحدا - وعملهم هذا من جهاد الخاصة من أئمة السلف فلم يرضى سدنة هذه المذاهب ورموزها فضحهم وبيان أخطائهم فعمدوا إلى النبز والتعيير بالإرجاء أو الجامية بغير بينة او إدلة بل مجرد الكذب والإفتراء
فأتى الطعن بالإرجاء إليهم من قبل هذه الأطراف الظالمة وهي :
( أولا ) :
الصوفية القبورية عباد القبور و الأضرحة والمقامات والمشاهد البدعية ويعتبر الإمام الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله امتدادا لدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فدعوتهما هي عين وذات دعوة هذا الامام لذا نجد من ينبزهما ويعيرهما بأنهم من الوهابية .
( ثانيا )
الإخوانية الخوارج وهؤلاء أتى الشر من قبلهم لإن هؤلاء الأئمة وقفوا في وجوههم وأوقفوا زحفهم وأصبحوا
شوكة في حلوقهم فبينوا [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف بالإدلة الشرعية التي لايسع المسلم مخالفتها ] وبينوا كذلك [ تحريم إستحلال دماء المسلمين حكاما ومحكومين] و [ حرمة الإعتداء على المعاهدين] وقبل ذلك [ بيان حرمة تكفير عصاة المسلمين ] فلم يعجب هذا الصنيع رموز مذهب الخوارج الإخوانية فكادوا لهم وأفتروا عليهم ولعل هذه الفرقةالمنحرفة الخبيثة هي السبب الأكبر - بعد قضاء الله وقدره - في هذه التهمة الجائرة .
( ثالثا )
المعطلة الجهمية على إختلاف فرقهم واها رموز كثر ومنهم المدعو زاهد الكوثري وتلامذته مثل عبدالفتاح ابوغدة وتفريخه لطلاب اخذوا توجه ومنهجه الباطل في الجامعات
مع أناس كثيرين غير ماذكر في بلدان ودول أخرى بعد وصول الدعوة السلفية اليهم بسبب دعوة هؤلاء الأئمةالأعلام .
( رابعا )
الرافضة والإباضية والزيدية فلهم إنتشار خطير في جميع الدول ولهم شبكات مثل الأحباش الباطنية .
( خامسا )
أصحاب الجمود المذهبي المخالفين للإدلة الشرعية والذين أعتمدوا على سقيم أرائهم و على أحاديث ضعيفة أو موضوعة .
( سادسا )
هناك طائفة يقال لهم المليبارية أنتهجوا نهجا مخالفا لأئمة السنة في طريقة تخريج الاحاديث ودراستها رواية والحكم في التصحيح والتضعيف وتقسيمهم لطريقة المحدثين إلى متقدمين ومتأخرين وتفريقهم بين علماء الحديث وذلك بتقسيمهم الى قسمين كما ذكرنا في محاولة منهم لهدم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
( سابعا )
أهل الفساد والإلحاد
وكراهتهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأئمة السنة لعلمهم أنه لايقف في وجه إلحادهم إلا علماءالسنة إتباع السلف الصالح
( ثامنا )
الحركة السرورية الإخوانية مع غلاة الإخوانية من الحدادية وتمسحهم بالسلفية وهم إخوانية خوارج والتعاون الوثيق مع بعضهم
وساعدهم في ذلك تسنمهم للمناصب بأن إستغلوها كمنبر لإيصال معتقداتهم الفاسدة عبر وسائل الإعلام .
( تاسعا )
أهل الحسد وقد يكونوا مشايخ ينسبون للسنة والسلفية لكن أعماهم الحسد لعلو منزلة هذين الإمامين ورسوخهم في العلم وعظيم قدرهم كبار علماء الاسلام وطلاب العلم حتى شهد الإمام ابن باز رحمه الله ب" أن الإمام الألباني رحمه الله من المجددين للدين في هذا العصر "
فهذا الامام ابن باز ونجد ان الإمام شيخنا محمد بن صالح العثيمين الوهبي التميمي رحمه الله يرد على من أتهم الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء بأن هذا المتهم لايعرف الإرجاء او لايعرف الألباني - رحمهما الله - ومع انتشار دعوتهما السنية السلفية المبنية على التوحيد والسنة الصحيحة وعلى التصفية والتربية إذ لايخلوا درس او خطبة او مقال او كتاب من عبارة صححه الألباني رحمه الله .
وقد سمعت أحدهم يصف كتب الألباني رحمه الله ومؤلفاته بأنها ليست مرجعا لطلاب العلم حسدا من عند نفسه. ويحذر منها خفية ويصفه بأن له مذهب في الارجاء وأنه من كان السبب في إنتشار مذهب الإرجاء في العالم مع تأييد هذا الشخص المتهم - للاسف - سرا لرموز الخوارج مثل سيد قطب ويمنع كذلك وبأسلوب سري من التحذير من رموز الخوارج ويستشهد كذلك في كتبه بكلام سيد قطب من كتابه الظلال وفي العلن تراه يحذر منه
فعجيب أمرهم خافوا من الناس ولم يخافوا من الله
يقول الله سبحانه وتعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ويقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال في مؤمن ما ليس فيه, أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال ) . رواه أحمد, وأبو داود، وصححه الألباني رحمهم الله أجمعين .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من حمى مؤمنًا من منافق يعيبه بعث الله تبارك وتعالى ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنًا بشيء يريد به شينه حبسه الله تعالى على جسر جهنم؛ حتى يخرج مما قال) . رواه أحمد, وأبو داود, وحسنه الألباني
قال الحافظ أبو القاسم إبن عساكر رحمه الله: أعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، "فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم".
...........
{ الجزء الثاني }
《 الفصل الثاني 》
[ عقيدة الألباني رحمه الله و ربيع المدخلي حفظه الله في الإيمان موافقة بل هي عين معتقد اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح و نشرهما ونصرهما وأمرهما بها ومحاربتهم ومخالفتهم وتحذيرهم من مذهب الإرجاء الباطل ]
وتحت هذا الفصل مباحث
( المبحث الأول )
: أهل السنة والجماعة أطلقوا هذا الإسم على المرجئة لأنهم أخروا العمل عن الإيمان ولم يدخلوه في مسمى الإيمان إذ أن معنى الإرجاء هو التأخير ومنه قوله تعالى { قالوا أرجه وأخاه }
(المبحث الثاني ):
المرجئة أنواع شتى وفرق متعددة حتى قيل : أن عددهم يقارب او أكثر من عشرين فرقة تجتمع كلها في تأخير العمل عن مسمى الإيمان .
( أشهر فرقهم ) :
[المذهب الأول للمرجئة ]
غلاة المرجئة وهم من الجهمية المعطلة وهذه الفرقة على نوعين منهم من قال [الأيمان المعرفة فقط ]فألغوا قول اللسان والعمل بأنواعه فعندهم الكفار مثل المؤمنين فالأيمان عندهم
شيء واحد، يتساوى فيه العباد، لا يتبعض، ولا يتفاضل، وهو مجرد تصديق القلب وعلمه.
ومنهم من قال : ( إن الإيمان التصديق بالقلب فقط )
[ المذهب الثاني للمرجئة ]
ومنهم من قال الإيمان قول اللسان دون تصديق الجنان وهذا مذهب الكرامية
[المذهب الثالث للمرجئة ]
مرجئة الفقهاء
وهذه الفرق كلها تتفق
: في إخراج العمل من مسمى الإيمان ، وأنه لايزيد ولاينقص ، وأن إيمان أفجر الناس مثل إيمان الملائكة والرسل عليهم الصلاة والسلام .
أعاذنا الله وإياكم من الأهواء والبدع والضلالة .
( المبحث الثالث ) :
يرى أئمة السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومنهم الالباني رحمه الله وربيع حفظه الله أن الإيمان قول باللسان وعمل بالجوارح والاركان وإعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية خلافا للمرجئة .
وهذا مدون في كتبهم واشرطتهم ومن قال بهذا القول سلم من الارجاء قليله وكثيره ..فكيف يرمى ظلما بالإرجاء من كانت هذه عقيدته .
( المبحث الرابع ) :
في جميع مؤلفات هؤلاء الأئمة من رسائل وكتب ومقالات وصوتيات يذمون الإرجاء وأهله ويذمون مذهب المرجئة و يذكرون معتقد اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في الإيمان وينصرونه ويأمرون به ويوصون فيه ويعتقدونه وهذه مؤلفاتهم - بجميع أنواعها - مسطورة مشهورة واشرطة صوتياتهم منشورة وانا اكذب أي جاهل او ضال خارجي ان يأت لي بمسألة جرت منهم تخالف معتقد اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح في الإيمان أو في جميع مسائله وأما الكذب فلايحسنه إلا من قل إيمانه مثل هؤلاء الفجرة .
كما أنني أكذب أي شخص جاهل او ضال خارجي أن يأت بمسألة لهم وافقوا فيها احد المرجئة أو مذهب المرجئة
في أي مسألة كانت . فهل يصح أن يقال عنهم مرجئة أو لهم مذهب إرجاء او أنهم السبب في نشر مذهب الإرجاء ...
فمن قال هذا الكلام أقول له كما قال الإمام إبن عثيمين رحمه الله- بتصرف يسير - : أما أنه لايعرف الإرجاء ( و هذا ليس ببعيد ) او أنه لايعرف الألباني رحمه الله أو ربيع حفظه الله( وهذا كذلك ليس ببعيد )
( المبحث الخامس ):
سوف نذكر إن شاء الله في( الفصل الثالث من الجزء الثالث من هذه الرسالة ) أنه لايلزم من إطلاق عبارة شرط كمال ؛ إرجاء
او مذهب إرجاء
وذلك لأمور منها :
[ ١ ]
إن تعريف مسمى الإيمان من قبل الإمامين الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله أتى موافقا لما عليه معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مطابقا له ...فأين مصداقية من أتهمهم ؟
وأين أدلته ؟
فأقول لهم : عند الله تجتمع الخصوم.
[ ٢ ]
ذكرهم لهذا المصطلح على جهة دراسته لايعني موافقتهم عليه او إقرارهم لصحته او محبتهم له
فهو لفظ حادث فأتى بيانهم بتفصيل معناه شرعا وإقرار وتصحيح المعنى الحق
وإنكارهم وردهم للمعنى الباطل بعد إستفصالهم عن مراد من أطلقه .
وكما هو مقرر عند شيوخ الإسلام وأئمة السنة مثل شيخ الإسلام إبن تيميه وغيره رحمهم الله : أن الألفاظ الحادثة يستفصل عن معناها فإن كان حق قبل وان كان باطل رد
وإلا فالواجب المتعين عندهم : هو الكلام بالألفاظ الشرعية لصدق مدلولها على المعنى المراد ولأن الفاظ الشرع هي المتعبد فيها .والوقوف عندها اسلم واعلم واحكم .
[ ٣ ]
إن الإمام الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله لايأمرون بإطلاق مثل هذه الالفاظ الحادثة ولايؤيدون ذلك بل عقيدتهم هي نشر الالفاظ الشرعية واذا اتت الالفاظ الحادثة النازلة بينوا معناها وحكموا بالموافقة أو المنع وفق صحة المعنى أو بطلانه وفق ما ذكرناه سابقا .
( المبحث السادس ) :
عقيدة الإمامين الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله في الصلاة تعظيم قدرها ورفع منزلتها فهي الصلة بين العباد وربهم وهؤلاء الأئمة هم من يعلمون عموم الناس أهمية الصلاة وحكمها وفق كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح وهاهي كتبهم شاهدة لهم حجة لهم حجة على من كذب عليهم وأفترى
كما أنهم يحاربون :
من هون أمرها ولم يرفع بها رأسا من المرجئة أو من أهل الشر والفساد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .
وأما كلامهم في حكم تاركها وفي تفاصيل الحكم عليه فهو كما ذكرناه في( الفصل السادس من الجزء الرابع من هذه الرسالة ) لايخرجون فيه عن أدلة الشرع ولهم سلف في ذلك وهذه هي أقوال علماء الإسلام قاطبة كل معه دليله
وكل له سلف من أئمة السلف رحمهم الله وأئمة الدعوة يرون أنه لايكفر إلا من ترك الشهادتين ومحل بسط هذا القول في كتاب الدرر السنية فليراجعه من أراد التأكد والتزود من العلم
( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )
( المبحث السابع ) :
فرق الخوارج من حدادية وسرورية وإخوانية( وهي الام التي تفرع منها فرق الخوارج)
يرون عدم العذر بالجهل - مع العلم أن هذا يعتبر قول آخر لشيوخ الاسلام و أئمة السنة و لكن خالفتهم فرق الخوارج جميعها
فرأوا تبديع من لم يرى رأيهم بل وتكفيره ورميه بالإرجاء وهذه أحد النقاط التي رمت فرق الخوارج جميعها الالباني رحمه الله وربيع حفظه الله بالإرجاء وخالفوا فيه معتقد أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وذلك أن الخلاف فيها لايلزم منه تبديع او رمي بالإرجاء او إخراج من الملة فهذه المسألة فيها خلاف قديم بين علماء الإسلام كما أن ليس لها ثمرة اذ ان القاضي لابد له من إستتابة من وقع في الخطأ
وذلك ليعلم سلامة عقله المعتبر شرعا
وهل هو فاقد له كالمجنون أو السكران حال شروعه بالفعل أو قوله المحرم
ثم ينظر هل كان جاهلا أو صغيرا أو أصما او أبكما بحيث لايعي مايقوله او يفعله ولايدرك من حوله .
ثم ينظر نوع الفعل وهل هو مكفر بنصوص الشرع وهل بصح إنطباق شروط التكفير عليه
ويضاف إلى ماسبق :
أن القول بإقامة الحجة والعذر هذا أتى وفق شرع الله وبسبب التوحيد ونبذ الشرك أرسلت الرسل و الأنبياء وأنزل الله كلامه على رسله عليهم الصلاة والسلام لإقامة الحجة على عباده قال الله تعالى وتقدس:{ وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا }
وإلى هذا القول مال كبار علماء الإسلام بما فيهم شيخنا الإمام العلامة إبن عثيمين رحمه الله في رسالة له بهذا الخصوص قام بتأليفها وهي مطبوعة منشورة .
ولايلزم- كما ترون - تكفير أو تضليل أو رمي بالإرجاء في هذه المسألة لمن قال بها من أهل العلم ممايشعركم أن ظاهرة التبديع والتكفير بالإرجاء في هذه المسألة تقف خلفه جماعات تكفيرية خارجية لها أهداف دنيوية سياسية
ورأوا أن من المصلحة الدنيوية لحزبهم نشر فرية رمي هؤلاء الأئمة الأعلام بالإرجاء ليتسنى لهم إبطال حجج من خالفهم من علماء الأمة الناصحين المخلصين المحذرين من اساليبهم ومن حزبهم ومن أهدافهم ومن رموزهم
وهذه الطريقة المفتراة تماثل طريقة نبز وتعيير الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ب( الوهابية) وهذا بسبب الدولة العثمانية الصوفية عباد القبور من دون الله ؛ حينما نشر الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله معتقد اهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من توحيد وسنة .
كفى الله المسلمين شرهم .
{ الجزء الثالث }
《 الفصل الثالث 》
[ ألفاظ ومصطلحات حادثة في باب الإيمان وبيان حكمها]
أولها :
( لفظ جنس العمل ) :
لفظ حادث والذي يظهر لنا أن من أحدثه أراد به أعمال الجوارح فقط دون أعمال القلوب وأقوالها وهذا المصطلح ظهر حديثا وتزامن ظهوره مع ظهور وإشتهار فرقة الحدادية الخوارج فهم السبب في إشاعة هذا المصطلح وإنتشاره فقد رتبوا عليه أحكاما لإخراج أهل السنة منها ولتبديع كبار علماء الأمة مثل إبن تيميه والألباني وربيع - رحمهم الله - وإستحلال عرضهم ودمائهم .
الثاني :
(لفظ شرط صحة) :
أراد به من أطلقه بأنه ما يلزم من وجوده صحة الإيمان ومن عدمه عدم الإيمان .
الثالث:
(شرط كمال ):
أراد به من أطلقه بأنه هو مايلزم من وجوده كمال الإيمان ولايلزم من عدمه عدم الإيمان .
《 الفصل الرابع 》
[ أعمال العباد نوعان منها ( أعمال القلوب وأقوالها) - وسيأتي إيضاح لها ولأنواعها- و( أعمال الجوارح والأركان ) والحدادية جهلا وظلما وعدوانا يعنون به النوع الأخير وهو أعمال الجوارح والأركان
ويخرجون أعمال القلوب وهذا هو عين الإرجاء
فأنتبهوا ياطلاب العلم وكما قيل : رمتني بدائها وانسلت ...و ( على نفسها جنت براقش ) ]
فالقولِ بأنَّ العملَ في باب الايمان شرطُ صحة أو شرطُ كمال بإطلاق هكذا لايجوز بل يستفصل عن مراد المتكلم بهذه العبارة
فإن كان حقا قبل وإن كان باطلا رد
والكلام بالألفاظ الشرعية هو المتعين لوضوح المعنى وصواب اللفظ وبعده عن الإحتمالات وسلامته من الإيرادات
و أهل العلم يذكرون اللفظ الحادث ويصوبون معناه ويردون الأخطاء المترتبة على معناه الباطل بناء على ماعندهم من " وجوب أصل الرد على المخالف " اذ أن هذه الألفاظ أتت من [جهتين ]
(الجهة الأولى) :
الخوارج ومنهم المعتزلة فهاتان الفرقتان الضالتان جعلوا صغير الأعمال ودقها و التي لايترتب عليها تكفير او إخراج من الملة وفق إدلة الشرع وسيلة لتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وإخراجهم من الملة وذلك
بناء على قاعدتهم في تكفير أصحاب المعاصي والذنوب والتي لاتخرج من الملة والتي لاينزع من صاحبها مسمى الإيمان او يبعد عنه أخوة الإيمان
فجعلوا هذه الصغائر او الكبائر والتي لا تخرج من الملة تركها أو فعلها شرط صحة في الإيمان لإخراج أهل الإسلام من إسلامهم
ولأجل أن يتاح لهم المجال في نشر معتقدهم في تكفير الحكام ويترتب عليه جواز الخروج عليهم بناء على فساد معتقدهم المخالف للكتاب والسنة وأصول أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح
( الجهة الثانية )
فرقة المرجئة : فقالت إن الأعمال سواء أعمال القلوب او قولها أو نطق اللسان أو أعمال الجوارح( على تنوع فرق المرجئة ) و التي يترتب على تركها أو فعل ضدها كفر وإخراج من الملة جعلوا تركها او فعلها شرط كمال بحيث لايخرج الكافر أو المرتد من الإسلام وبهذا يكون المؤمن مثل الكافر في الإيمان { افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون }
علما بأن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وسط بين هاتين الفرقتين الضالتين
فكان واجبا على كبار علماء الإسلام من بيان لهذه الألفاظ الحادثة وبيان مايترتب على إطلاقها من أحكام وبيان متى يصح إطلاق لفظ شرط صحة ؟
ومتى يصح إطلاق لفظ شرط كمال ؟ فدين الإسلام قام على الإيضاح و بيان الصواب مع ذكر الإدلة على صحة هذا اللفظ أو الحكم أو في أي مسألة حادثة أخرى .
إذ أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز .
《الفصل الخامس 》
العبادات والأعمال الشرعية لها نوعان
(النوع الاول ):
يشمل أعمال باطنية قلبية .
و(النوع الثاني) : أعمال ظاهرة وتشمل أعمال الجوارح
وسنأتي الآن إلى بيانها وبيان حكم كل نوع من هذه الأعمال
فنقول وبالله التوفيق :
إن أعمال القلوب
مثل توحيد الله
وإفراده بالعبادة ونفي الشريك عنه
و الإتيان بشروط كلمة التوحيد كاملة
و الخشوع، والوَرَع، والتوكُّل، والمحبَّة، والرَّجاء، والخَوف، والصَّبر، والرِّضا، والشُّكر، والانابة والحياء، والتَّوبة والخشوع ومن ذلك ترك الشرك بالله وترك الكفر بما يعبد الله من دون الله والبراءة منهما ؛
وانقياد القلب وقبوله ومحبته لله ولرسولِه ومحبته لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وتعظيم الله ورسوله وتعزير الله ورسوله وتوقيره، مع الإيمان والإتيان بقول القلب وهو التصديق الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مع إقرارُ اللسان نطقا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله
فهذه الأمور جميعها شرطُ صحةٍ لا يتحقق الإيمان إلا بها وهذا محل اتفاق بين علماء الاسلام ومن ترك هذا النوع فهو كافر ....ورسائل وكتب وصوتيات الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله مؤكدة لما سبق فعنهم انقل ومنهم نستفيد .
{ الجزء الرابع والأخير }
《 الفصل السادس》
( الأعمال الظاهرة وهي أعمال الجوارح )
أختلف علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في كفرِ مَن ترك شيئًا من أعمال الجوارح والأركان وأهمها ترك الصلاة ؛ فمن قال بكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا جعلها شرطا للصحة ومن لم يقل بكفر تاركها جعلها شرطا للكمال، وأعظم ما أختلفوا فيه: الصلوات الخمس المفروضة كما بينا سابقا ؛ لأنها أعظمُ أركانِ الإسلام بعد الشهادتين
《 الفصل السابع 》
أقوال علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في
حكم تارك الصلاة
وأن من تركها فأمره الى حالين :
( الحالة الاولى ) :
من تركها جحدا لوجوبها فهذا أتفقوا على كفره .
وذكر إبن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه المغني(٢ / ١٥٦) وغيره :
إن الجاهل تقام عليه الحجة ويبين له حكمها ويستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا ..[ أوردنا كلامه بالمعنى والنص كاملا في نفس المصدر السابق والجزء والصفحة ولنا رسالة مستقلة عنوانها ( العلامة إبن قدامة رحمه الله يرد على الحدادية ويبين فساد مذهبهم )]
( الحالة الثانية )
وأما من تركها تهاونا وكسلا
فقد أختلف علماء السنة في كفره على أقوال؛ كل قول معه دليله من نصوص الشرع
وكل له سلف من أئمة السلف الصالح
وأهم هذه الأقوال هي :
[ القول الاول ]
أنه يكفر ويقتل بعد إستتابته مرتدا
و هذا المشهور من مذهب الحنابلة وأختار هذا القول شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه ولهم إدلة صحيحة منها مارواه مسلم رحمه الله في صحيحه وهو حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (بينَ الرجلِ وبين الشركِ والكفر تركُ الصلاة)
ومنها مارواه أهل السنن من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )
وغير ذلك من أدلة كثيرة تصرح بكفر تارك الصلاة .
[ القول الثاني ]
إختيار الشافعية والمالكية ورواية عن الإمام أحمد رحمه الله :
إن تارك الصلاة تهاونا وكسلا لايكفر لكن يستتاب ويقتل حدا لامرتدا إذ أن شأن الصلاة عظيم
وقد ذكر الإمام إبن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة صفحة ( ١٤) خلال كلامه عن تارك الصلاة وقتله:
"وقال إبن شهاب الزهري، وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة وداود بن علي والمزني رحمهم الله : يحبس حتى يموت أو يتوب ولا يقتل".
وساق أدلتهم على عدم قتله.
وهذا يفيد أن سعيد بن المسيب وهو من كبار التابعين لا يكفر تارك الصلاة وكذلك من ذكر بعده.[ مستفاد من كلام شيخنا الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ]
ومن أدلة من قال بعدم تكفير تارك الصلاة أحاديث صحيحة منها
مارواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : ( خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ) رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني رحمهم الله
ومن ذلك حديث البطاقة الصحيح وفيه يقول النبي ﷺ: ( إذا جاء يوم القيامة يؤتى برجل ينشر له تسعة وتسعون سجلاً فيها ذنوبه وسيئاته فيقال له: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيهابها الرجل ويقول: لا، فيقول له: نعم إن لك عندنا حسنة، لا تجحد ولا تغبن ولا تظلم، ثم يؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فتوضع البطاقة في كفة، والتسعة والتسعون في كفة قال: فرجحت البطاقة فطاشت السجلات )
ومن الإدلة ماصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه
: ( يقول الله: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
وغيرها من إدلة
《 الفصل الثامن 》
تبين لنا أن من كفر تارك الصلاة تهاوناوكسلا فقد جعل الصلاة شرط صحة
ومن لم يكفره جعلها شرط كمال والخلاف في هذه المسألة مشهور مدون في كتب اهل الحديث والحنابلة والمالكية و الشافعية والأحناف لاينكره إلا جاهل او ضال ولم يذكروا في كتبهم أن من لم يكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا معتمدا على الأدلة الشرعية يعد مرجئا بخلاف الحدادية الخوارج المتأخرين او سلفهم من فرقة المنصورية الجهمية .
وإيرادنا للخلاف في هذه المسألة من باب العلم وإعطاء الوصف الصادق العدل المنصف في احكام هذه المسألة مسترشدين بإدلة الكتاب والسنة و بأقوال سلفنا الصالح ولانقول هذا الكلام تساهلا ؛ ف"أهل السنة السابقون واللاحقون المكفرون لتارك الصلاة وغير المكفرين يعظمون قدر الصلاة ويؤمنون بمكانتها، ويشيدون لها المساجد؛ إعظامًا لقدرها، ويحكمون على تاركها بالفسق، والقتل، وشدة الإثم، ولا يقبلون له شهادة ولا رواية.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة صفحة (١٣):
"لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم أختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره".
وأهل العلم يرون قتل و قتال من لايقيم الصلاة فقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مانعي الزكاة وقال في الأثر المشهور عنه رضي الله عنه : ( والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه )
《 الفصل التاسع》
من هم الحدادية
( الحدادية ) : مذهب تكفيري خارجي إمتداد لجماعة الإخوان الخوارج ويعتبرون الجناح الفكري للفرقة الدموية المسماة داعش ؛ قام بتأسيسها المدعو محمود حداد .
ولهذه الفرقة الضالة معتقدات ضالة ترتكز على التشدد في المسائل العلمية والتي حصل فيها خلاف بين أهل السنة مثل ( العذر بالجهل) و ( وإختلاف علماء الأمة في حكم تارك الصلاة إذ يجعلون الخلاف في ترك الصلاة تهاونا وكسلا قولا واحدا خلافا لعلماء الإسلام فقد ذكروا خمسة أقوال في المسألة ومنهم شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله ثم يبدعون من خالفهم ويرمونه بالارجاء ) كما أنهم ( جعلوا أعمال العباد فقط في الجوارح والأركان والغوا أعمال القلوب وقولهم وهذا خطأ وخلل آخر في عقيدتهم وشذوذ فكري ) بل مالوا إلى تكفير شيوخ الإسلام وأئمة السنة مثل إبن تيميه و محمد بن عبدالوهاب وعبدالرحمن بن حسن والألباني رحمهم الله تعالى والإمام ربيع المدخلي حفظه الله وإتهام الاخيرين بأن مذهبهم هو مذهب المرجئة وأنهم سبب نشر الإرجاء في العالم أجمع. ويرون تمزيق دواوين السنة مثل متن الطحاوية وكتب البيهقي و ابن حجر والنووي والسخاوي والسيوطي رحمهم الله بزعمهم أن سبب ذلك وقوعهم في أخطاء عقديه .. فغلو في الحكم وظلموا وجاروا ومالوا إلى تبديع هؤلاء الحفاظ
ولم يسلك هؤلاء الحدادية سبيل كبار علماء السنةالسلفيين في الحكم على هؤلاء الحفاظ الأعلام ومن ذلك تحديد موضع الخطأ والتحذير منه فقط
وبيان الصواب
و حفظ منزلتهم ورفع قدرهم لأنهم علماء اجتهدوا فزلوا ولم يتعمدوا - حاشاهم - الخطأ
ويرى شيوخ الإسلام وائمة السلف الصالح :
الوصية بكتبهم و الأمر بقرائتها والإهتمام بها والتحذير من موضع أخطائهم أن وجدت مع الإحترام والتقدير والإجلال لهم ويرون أنهم علماء جهابذةأرادوا الحق وأجتهدوا ولم يوفقوا إليه مع حرصهم على معرفة الحق وكراهتهم للباطل وعدم تعمده وسعت هذه الفرقة الضالة في إستحلال دماء المسلمين ولهم مشايخ كبار سن جمعوا بين السرورية والحدادية ويتمسحون بإظهار السنة وانهم يحرصون على إتباع السلف الصالح وهم حرب عليهم وعلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
كفى الله المسلمين شرهم.
ولله در الإمامين الألباني رحمه الله و ربيع السنة فقد وقفوا لهم بالمرصاد وفضحوهم وكشفوا شبههم وبينوا ضعفها ووهاءها ..وللإمام ربيع المدخلي حفظه الله رسائل عدة في بيان زيف مذهب الحدادية الباطل وتشبعهم بماليس فيهم وتكذيب دعواهم أتباع السنة وتمسحهم بالسلفية وهم حرب على السنة وأهلها من أتباع السلف الصالح ومن فضل الله علينا لنا رسائل في فضح فرقة الحداديه الخوارج منها ( الرسائل الجلية في فضح شبهات الحداديه ) وهي مطبوعة ..فلله الحمد والمنة ..
والحق واضح بين أبلج ...والباطل غامض مجمل لجلج ..
《 الفصل العاشر 》
الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع حفظه الله يتكلمون في الرجال جرحا[ ويشمل الجرح التكفير أو التبديع أو التضليل أو التحذير ] اوتعديلا وهذا خلاف فعل المرجئة لأنهم يرون أن الناس لايفضل بعضهم على بعضهم فهم في الإيمان سواء فإيمان الكفرة والمنافقين مثل إيمان الملائكة والمرسلين ؛ ومن يرى الرد على المخالف وطريقته العمل بهذا الأصل فلاشك أنه برئ من الإرجاء فمن أتهمهم بالإرجاء وهو لايرى جرح المخالف - وإن عظمت مخالفته - ففيه إرجاء شاء أم أبى [ ولقد رأيت أحدهم يرمي الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء ثم وجدته متناقضا لايمشي على أصل واحد فأجده يحذر من الجماعات التكفيرية الإخوانية الخوارج ورموزها ويثني على أئمة السنة ثم أجده في موضع آخر يثني على جماعة الإخوان الخوارج وعلى رموزها مثل سيد قطب وينقل عنه ويأمر بعدم التحذير منه ويرمي ائمة السنة بالإرجاء - كالألباني رحمه الله- وهذا منه تناقض عجيب إذ بطريقته هذه نهج نهجا مريبا خالف فيه أصول الإسلام ومبانيه العظام وأتخذ طريقة تخالف جادة ائمة الإسلام ]
《الفصل الحادي عشر 》
الإمامان الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله يجد من أطلع على كتبهم ورسائلهم وصوتياتهم وخاصة في مسائل الإيمان يجدها لاتخرج عن أدلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة
فمامن مسألة من مسائل الإيمان إلا
و لهم سند يعضد صحة معتقدهم و تقريرهم للمسألة - كتابا أو سنة أو قول صاحب أو أثر سلفي -
ثم تأملت حال من أتهمهم بالإرجاء فوجدت احوالهم
أم ضالا وهذا لاحيلة لنا فيه الا ان يهديه الله أو أن الله يكفي المسلمين شره ؛
والحالة الثانية وهو الجاهل في مسائل الإيمان وتفاصيله لذا فمن علامة جهله رميه لهم بالإرجاء وإن كان هذا الرامي لهم يقال له عالم أو يعد من العلماء و يشار اليه بالبنان ؛ وهل تعلمون - ياطلاب العلم - أن من خالف اهل السنة والجماعة اتباع السلف في مسائل الإيمان
هم جهابذة من علماء المتكلمة من جهمية معتزلة خوارج او جهمية مرجئة ؛
ثم أن المرجئة
فرق قيل اكثر من عشرين مذهبا
اشهرهم
غلاة المرجئة وهم من قالوا : إن الإيمان هو المعرفة
ومنهم قال : الإيمان هو التصديق
ومنهم من قال : الإيمان هو نطق اللسان وإن لم يكن مصدقا مقرا .
ومنهم من قال :
الإيمان هو إعتقاد الجنان ونطق اللسان وأخرجوا العمل ..هؤلاء يسمون مرجئة الفقهاء
يعني عندهم علم وفقه لكنهم زلوا
أعاذنا الله وإياكم من الاهواء والبدع والضلال ومن زلة القدم بعد ثبوتها واحسن الله خاتمتنا في امرنا كله .كما
أسأله تعالى وتقدس أن ينفع بهذه الرسالة وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يغفر سيئاتنا وزلاتنا وخطايانا . وأن يكفي المسلمين شر فرق الخوارج. وأن يبارك في شيوخنا الأحياء منهم والأموات وأن ينفعنا وإياكم بعلمهم كما اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعل لنا ولعلمائنا لسان ذكر وصدق في الآخرين وأن يكفينا ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس أنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
...........
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني بتاريخ ٦ / ٢ / ١٤٤١ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مركز الكداديه حرسها الله وسائر مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية وسائر بلاد المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
[ هذه رسالة تضمنت ذبا ودفاعا عن عرض الإمامين الجليلين الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله
وهذه الرسالة تتكون من أربعة أجزاء ]
{ الجزء الأول }
( المقدمة مع ذكر سبب كتابة هذه الرسالة )
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ
ثم أما بعد :
فإن السبب الباعث في كتابة هذه الرسالة هو الإنتصار للسنة بالذب عن ائمة السنة وعن عرض كبار علماء الأمة مثل الإمام الالباني رحمه الله و الإمام ربيع المدخلي حفظه الله حينما رأيت كثرة من يطعن فيهم ظلما وعدوانا وكذبا وإفتراء ومن ذلك رميهم بالإرجاء بلابينة أو سبب يوجبه وإنما الفجور والبهتان والنيل من عرضهما من الجهال أو من رموز جماعات التكفير والضلال
وأتت رسالتنا هذه إمتثالا وطاعة لله و لرسول الله صلى الله عليه وسلم القائل صلى الله عليه وسلم :( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْض أَخِيهِ رَدَّ اللَّه عَنْ وَجْههِ النَّارَ يَوْم الْقِيَامَة) رواه احمد والترمذي رحمهما الله تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه الله ...ووجه الاستدلال : أن هذا الأجر العظيم يأت في الذب عن عرض أي مسلم فكيف إذا كان المطعون فيه ظلما هو من يقوم بنصر الإسلام المتمثل في نصر كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
《الفصل الأول 》
[ من أين أتى هذا الإتهام الظالم ]
القائم بهذا الاتهام الباطل
وسبب تعمد الرمي بالارجاء لهذين الامامين الجليلين أتى من كثرة أعدائهم وهؤلاء الأعداء مذاهب متعددة وملل شتى
وجماعات ضالة متنوعة ومع كل هذه النحل المنحرفة سعى الإمامان الجليلان في كشف زيف باطلهم وبيان سوء معتقدهم وتحذير المسلمين من مذهبهم الباطل ومن رموزهم الضالة وتمثل ذلك في ردود علمية يحرص عليها جميع طلاب العلم بل حتى عوام الناس ؛ وجاهدوا حق الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله - نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكي على الله أحدا - وعملهم هذا من جهاد الخاصة من أئمة السلف فلم يرضى سدنة هذه المذاهب ورموزها فضحهم وبيان أخطائهم فعمدوا إلى النبز والتعيير بالإرجاء أو الجامية بغير بينة او إدلة بل مجرد الكذب والإفتراء
فأتى الطعن بالإرجاء إليهم من قبل هذه الأطراف الظالمة وهي :
( أولا ) :
الصوفية القبورية عباد القبور و الأضرحة والمقامات والمشاهد البدعية ويعتبر الإمام الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله امتدادا لدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فدعوتهما هي عين وذات دعوة هذا الامام لذا نجد من ينبزهما ويعيرهما بأنهم من الوهابية .
( ثانيا )
الإخوانية الخوارج وهؤلاء أتى الشر من قبلهم لإن هؤلاء الأئمة وقفوا في وجوههم وأوقفوا زحفهم وأصبحوا
شوكة في حلوقهم فبينوا [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف بالإدلة الشرعية التي لايسع المسلم مخالفتها ] وبينوا كذلك [ تحريم إستحلال دماء المسلمين حكاما ومحكومين] و [ حرمة الإعتداء على المعاهدين] وقبل ذلك [ بيان حرمة تكفير عصاة المسلمين ] فلم يعجب هذا الصنيع رموز مذهب الخوارج الإخوانية فكادوا لهم وأفتروا عليهم ولعل هذه الفرقةالمنحرفة الخبيثة هي السبب الأكبر - بعد قضاء الله وقدره - في هذه التهمة الجائرة .
( ثالثا )
المعطلة الجهمية على إختلاف فرقهم واها رموز كثر ومنهم المدعو زاهد الكوثري وتلامذته مثل عبدالفتاح ابوغدة وتفريخه لطلاب اخذوا توجه ومنهجه الباطل في الجامعات
مع أناس كثيرين غير ماذكر في بلدان ودول أخرى بعد وصول الدعوة السلفية اليهم بسبب دعوة هؤلاء الأئمةالأعلام .
( رابعا )
الرافضة والإباضية والزيدية فلهم إنتشار خطير في جميع الدول ولهم شبكات مثل الأحباش الباطنية .
( خامسا )
أصحاب الجمود المذهبي المخالفين للإدلة الشرعية والذين أعتمدوا على سقيم أرائهم و على أحاديث ضعيفة أو موضوعة .
( سادسا )
هناك طائفة يقال لهم المليبارية أنتهجوا نهجا مخالفا لأئمة السنة في طريقة تخريج الاحاديث ودراستها رواية والحكم في التصحيح والتضعيف وتقسيمهم لطريقة المحدثين إلى متقدمين ومتأخرين وتفريقهم بين علماء الحديث وذلك بتقسيمهم الى قسمين كما ذكرنا في محاولة منهم لهدم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
( سابعا )
أهل الفساد والإلحاد
وكراهتهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأئمة السنة لعلمهم أنه لايقف في وجه إلحادهم إلا علماءالسنة إتباع السلف الصالح
( ثامنا )
الحركة السرورية الإخوانية مع غلاة الإخوانية من الحدادية وتمسحهم بالسلفية وهم إخوانية خوارج والتعاون الوثيق مع بعضهم
وساعدهم في ذلك تسنمهم للمناصب بأن إستغلوها كمنبر لإيصال معتقداتهم الفاسدة عبر وسائل الإعلام .
( تاسعا )
أهل الحسد وقد يكونوا مشايخ ينسبون للسنة والسلفية لكن أعماهم الحسد لعلو منزلة هذين الإمامين ورسوخهم في العلم وعظيم قدرهم كبار علماء الاسلام وطلاب العلم حتى شهد الإمام ابن باز رحمه الله ب" أن الإمام الألباني رحمه الله من المجددين للدين في هذا العصر "
فهذا الامام ابن باز ونجد ان الإمام شيخنا محمد بن صالح العثيمين الوهبي التميمي رحمه الله يرد على من أتهم الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء بأن هذا المتهم لايعرف الإرجاء او لايعرف الألباني - رحمهما الله - ومع انتشار دعوتهما السنية السلفية المبنية على التوحيد والسنة الصحيحة وعلى التصفية والتربية إذ لايخلوا درس او خطبة او مقال او كتاب من عبارة صححه الألباني رحمه الله .
وقد سمعت أحدهم يصف كتب الألباني رحمه الله ومؤلفاته بأنها ليست مرجعا لطلاب العلم حسدا من عند نفسه. ويحذر منها خفية ويصفه بأن له مذهب في الارجاء وأنه من كان السبب في إنتشار مذهب الإرجاء في العالم مع تأييد هذا الشخص المتهم - للاسف - سرا لرموز الخوارج مثل سيد قطب ويمنع كذلك وبأسلوب سري من التحذير من رموز الخوارج ويستشهد كذلك في كتبه بكلام سيد قطب من كتابه الظلال وفي العلن تراه يحذر منه
فعجيب أمرهم خافوا من الناس ولم يخافوا من الله
يقول الله سبحانه وتعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ويقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال في مؤمن ما ليس فيه, أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال ) . رواه أحمد, وأبو داود، وصححه الألباني رحمهم الله أجمعين .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من حمى مؤمنًا من منافق يعيبه بعث الله تبارك وتعالى ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنًا بشيء يريد به شينه حبسه الله تعالى على جسر جهنم؛ حتى يخرج مما قال) . رواه أحمد, وأبو داود, وحسنه الألباني
قال الحافظ أبو القاسم إبن عساكر رحمه الله: أعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، "فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم".
...........
{ الجزء الثاني }
《 الفصل الثاني 》
[ عقيدة الألباني رحمه الله و ربيع المدخلي حفظه الله في الإيمان موافقة بل هي عين معتقد اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح و نشرهما ونصرهما وأمرهما بها ومحاربتهم ومخالفتهم وتحذيرهم من مذهب الإرجاء الباطل ]
وتحت هذا الفصل مباحث
( المبحث الأول )
: أهل السنة والجماعة أطلقوا هذا الإسم على المرجئة لأنهم أخروا العمل عن الإيمان ولم يدخلوه في مسمى الإيمان إذ أن معنى الإرجاء هو التأخير ومنه قوله تعالى { قالوا أرجه وأخاه }
(المبحث الثاني ):
المرجئة أنواع شتى وفرق متعددة حتى قيل : أن عددهم يقارب او أكثر من عشرين فرقة تجتمع كلها في تأخير العمل عن مسمى الإيمان .
( أشهر فرقهم ) :
[المذهب الأول للمرجئة ]
غلاة المرجئة وهم من الجهمية المعطلة وهذه الفرقة على نوعين منهم من قال [الأيمان المعرفة فقط ]فألغوا قول اللسان والعمل بأنواعه فعندهم الكفار مثل المؤمنين فالأيمان عندهم
شيء واحد، يتساوى فيه العباد، لا يتبعض، ولا يتفاضل، وهو مجرد تصديق القلب وعلمه.
ومنهم من قال : ( إن الإيمان التصديق بالقلب فقط )
[ المذهب الثاني للمرجئة ]
ومنهم من قال الإيمان قول اللسان دون تصديق الجنان وهذا مذهب الكرامية
[المذهب الثالث للمرجئة ]
مرجئة الفقهاء
وهذه الفرق كلها تتفق
: في إخراج العمل من مسمى الإيمان ، وأنه لايزيد ولاينقص ، وأن إيمان أفجر الناس مثل إيمان الملائكة والرسل عليهم الصلاة والسلام .
أعاذنا الله وإياكم من الأهواء والبدع والضلالة .
( المبحث الثالث ) :
يرى أئمة السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومنهم الالباني رحمه الله وربيع حفظه الله أن الإيمان قول باللسان وعمل بالجوارح والاركان وإعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية خلافا للمرجئة .
وهذا مدون في كتبهم واشرطتهم ومن قال بهذا القول سلم من الارجاء قليله وكثيره ..فكيف يرمى ظلما بالإرجاء من كانت هذه عقيدته .
( المبحث الرابع ) :
في جميع مؤلفات هؤلاء الأئمة من رسائل وكتب ومقالات وصوتيات يذمون الإرجاء وأهله ويذمون مذهب المرجئة و يذكرون معتقد اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في الإيمان وينصرونه ويأمرون به ويوصون فيه ويعتقدونه وهذه مؤلفاتهم - بجميع أنواعها - مسطورة مشهورة واشرطة صوتياتهم منشورة وانا اكذب أي جاهل او ضال خارجي ان يأت لي بمسألة جرت منهم تخالف معتقد اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح في الإيمان أو في جميع مسائله وأما الكذب فلايحسنه إلا من قل إيمانه مثل هؤلاء الفجرة .
كما أنني أكذب أي شخص جاهل او ضال خارجي أن يأت بمسألة لهم وافقوا فيها احد المرجئة أو مذهب المرجئة
في أي مسألة كانت . فهل يصح أن يقال عنهم مرجئة أو لهم مذهب إرجاء او أنهم السبب في نشر مذهب الإرجاء ...
فمن قال هذا الكلام أقول له كما قال الإمام إبن عثيمين رحمه الله- بتصرف يسير - : أما أنه لايعرف الإرجاء ( و هذا ليس ببعيد ) او أنه لايعرف الألباني رحمه الله أو ربيع حفظه الله( وهذا كذلك ليس ببعيد )
( المبحث الخامس ):
سوف نذكر إن شاء الله في( الفصل الثالث من الجزء الثالث من هذه الرسالة ) أنه لايلزم من إطلاق عبارة شرط كمال ؛ إرجاء
او مذهب إرجاء
وذلك لأمور منها :
[ ١ ]
إن تعريف مسمى الإيمان من قبل الإمامين الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله أتى موافقا لما عليه معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مطابقا له ...فأين مصداقية من أتهمهم ؟
وأين أدلته ؟
فأقول لهم : عند الله تجتمع الخصوم.
[ ٢ ]
ذكرهم لهذا المصطلح على جهة دراسته لايعني موافقتهم عليه او إقرارهم لصحته او محبتهم له
فهو لفظ حادث فأتى بيانهم بتفصيل معناه شرعا وإقرار وتصحيح المعنى الحق
وإنكارهم وردهم للمعنى الباطل بعد إستفصالهم عن مراد من أطلقه .
وكما هو مقرر عند شيوخ الإسلام وأئمة السنة مثل شيخ الإسلام إبن تيميه وغيره رحمهم الله : أن الألفاظ الحادثة يستفصل عن معناها فإن كان حق قبل وان كان باطل رد
وإلا فالواجب المتعين عندهم : هو الكلام بالألفاظ الشرعية لصدق مدلولها على المعنى المراد ولأن الفاظ الشرع هي المتعبد فيها .والوقوف عندها اسلم واعلم واحكم .
[ ٣ ]
إن الإمام الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله لايأمرون بإطلاق مثل هذه الالفاظ الحادثة ولايؤيدون ذلك بل عقيدتهم هي نشر الالفاظ الشرعية واذا اتت الالفاظ الحادثة النازلة بينوا معناها وحكموا بالموافقة أو المنع وفق صحة المعنى أو بطلانه وفق ما ذكرناه سابقا .
( المبحث السادس ) :
عقيدة الإمامين الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله في الصلاة تعظيم قدرها ورفع منزلتها فهي الصلة بين العباد وربهم وهؤلاء الأئمة هم من يعلمون عموم الناس أهمية الصلاة وحكمها وفق كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح وهاهي كتبهم شاهدة لهم حجة لهم حجة على من كذب عليهم وأفترى
كما أنهم يحاربون :
من هون أمرها ولم يرفع بها رأسا من المرجئة أو من أهل الشر والفساد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .
وأما كلامهم في حكم تاركها وفي تفاصيل الحكم عليه فهو كما ذكرناه في( الفصل السادس من الجزء الرابع من هذه الرسالة ) لايخرجون فيه عن أدلة الشرع ولهم سلف في ذلك وهذه هي أقوال علماء الإسلام قاطبة كل معه دليله
وكل له سلف من أئمة السلف رحمهم الله وأئمة الدعوة يرون أنه لايكفر إلا من ترك الشهادتين ومحل بسط هذا القول في كتاب الدرر السنية فليراجعه من أراد التأكد والتزود من العلم
( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )
( المبحث السابع ) :
فرق الخوارج من حدادية وسرورية وإخوانية( وهي الام التي تفرع منها فرق الخوارج)
يرون عدم العذر بالجهل - مع العلم أن هذا يعتبر قول آخر لشيوخ الاسلام و أئمة السنة و لكن خالفتهم فرق الخوارج جميعها
فرأوا تبديع من لم يرى رأيهم بل وتكفيره ورميه بالإرجاء وهذه أحد النقاط التي رمت فرق الخوارج جميعها الالباني رحمه الله وربيع حفظه الله بالإرجاء وخالفوا فيه معتقد أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وذلك أن الخلاف فيها لايلزم منه تبديع او رمي بالإرجاء او إخراج من الملة فهذه المسألة فيها خلاف قديم بين علماء الإسلام كما أن ليس لها ثمرة اذ ان القاضي لابد له من إستتابة من وقع في الخطأ
وذلك ليعلم سلامة عقله المعتبر شرعا
وهل هو فاقد له كالمجنون أو السكران حال شروعه بالفعل أو قوله المحرم
ثم ينظر هل كان جاهلا أو صغيرا أو أصما او أبكما بحيث لايعي مايقوله او يفعله ولايدرك من حوله .
ثم ينظر نوع الفعل وهل هو مكفر بنصوص الشرع وهل بصح إنطباق شروط التكفير عليه
ويضاف إلى ماسبق :
أن القول بإقامة الحجة والعذر هذا أتى وفق شرع الله وبسبب التوحيد ونبذ الشرك أرسلت الرسل و الأنبياء وأنزل الله كلامه على رسله عليهم الصلاة والسلام لإقامة الحجة على عباده قال الله تعالى وتقدس:{ وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا }
وإلى هذا القول مال كبار علماء الإسلام بما فيهم شيخنا الإمام العلامة إبن عثيمين رحمه الله في رسالة له بهذا الخصوص قام بتأليفها وهي مطبوعة منشورة .
ولايلزم- كما ترون - تكفير أو تضليل أو رمي بالإرجاء في هذه المسألة لمن قال بها من أهل العلم ممايشعركم أن ظاهرة التبديع والتكفير بالإرجاء في هذه المسألة تقف خلفه جماعات تكفيرية خارجية لها أهداف دنيوية سياسية
ورأوا أن من المصلحة الدنيوية لحزبهم نشر فرية رمي هؤلاء الأئمة الأعلام بالإرجاء ليتسنى لهم إبطال حجج من خالفهم من علماء الأمة الناصحين المخلصين المحذرين من اساليبهم ومن حزبهم ومن أهدافهم ومن رموزهم
وهذه الطريقة المفتراة تماثل طريقة نبز وتعيير الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ب( الوهابية) وهذا بسبب الدولة العثمانية الصوفية عباد القبور من دون الله ؛ حينما نشر الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله معتقد اهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من توحيد وسنة .
كفى الله المسلمين شرهم .
{ الجزء الثالث }
《 الفصل الثالث 》
[ ألفاظ ومصطلحات حادثة في باب الإيمان وبيان حكمها]
أولها :
( لفظ جنس العمل ) :
لفظ حادث والذي يظهر لنا أن من أحدثه أراد به أعمال الجوارح فقط دون أعمال القلوب وأقوالها وهذا المصطلح ظهر حديثا وتزامن ظهوره مع ظهور وإشتهار فرقة الحدادية الخوارج فهم السبب في إشاعة هذا المصطلح وإنتشاره فقد رتبوا عليه أحكاما لإخراج أهل السنة منها ولتبديع كبار علماء الأمة مثل إبن تيميه والألباني وربيع - رحمهم الله - وإستحلال عرضهم ودمائهم .
الثاني :
(لفظ شرط صحة) :
أراد به من أطلقه بأنه ما يلزم من وجوده صحة الإيمان ومن عدمه عدم الإيمان .
الثالث:
(شرط كمال ):
أراد به من أطلقه بأنه هو مايلزم من وجوده كمال الإيمان ولايلزم من عدمه عدم الإيمان .
《 الفصل الرابع 》
[ أعمال العباد نوعان منها ( أعمال القلوب وأقوالها) - وسيأتي إيضاح لها ولأنواعها- و( أعمال الجوارح والأركان ) والحدادية جهلا وظلما وعدوانا يعنون به النوع الأخير وهو أعمال الجوارح والأركان
ويخرجون أعمال القلوب وهذا هو عين الإرجاء
فأنتبهوا ياطلاب العلم وكما قيل : رمتني بدائها وانسلت ...و ( على نفسها جنت براقش ) ]
فالقولِ بأنَّ العملَ في باب الايمان شرطُ صحة أو شرطُ كمال بإطلاق هكذا لايجوز بل يستفصل عن مراد المتكلم بهذه العبارة
فإن كان حقا قبل وإن كان باطلا رد
والكلام بالألفاظ الشرعية هو المتعين لوضوح المعنى وصواب اللفظ وبعده عن الإحتمالات وسلامته من الإيرادات
و أهل العلم يذكرون اللفظ الحادث ويصوبون معناه ويردون الأخطاء المترتبة على معناه الباطل بناء على ماعندهم من " وجوب أصل الرد على المخالف " اذ أن هذه الألفاظ أتت من [جهتين ]
(الجهة الأولى) :
الخوارج ومنهم المعتزلة فهاتان الفرقتان الضالتان جعلوا صغير الأعمال ودقها و التي لايترتب عليها تكفير او إخراج من الملة وفق إدلة الشرع وسيلة لتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وإخراجهم من الملة وذلك
بناء على قاعدتهم في تكفير أصحاب المعاصي والذنوب والتي لاتخرج من الملة والتي لاينزع من صاحبها مسمى الإيمان او يبعد عنه أخوة الإيمان
فجعلوا هذه الصغائر او الكبائر والتي لا تخرج من الملة تركها أو فعلها شرط صحة في الإيمان لإخراج أهل الإسلام من إسلامهم
ولأجل أن يتاح لهم المجال في نشر معتقدهم في تكفير الحكام ويترتب عليه جواز الخروج عليهم بناء على فساد معتقدهم المخالف للكتاب والسنة وأصول أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح
( الجهة الثانية )
فرقة المرجئة : فقالت إن الأعمال سواء أعمال القلوب او قولها أو نطق اللسان أو أعمال الجوارح( على تنوع فرق المرجئة ) و التي يترتب على تركها أو فعل ضدها كفر وإخراج من الملة جعلوا تركها او فعلها شرط كمال بحيث لايخرج الكافر أو المرتد من الإسلام وبهذا يكون المؤمن مثل الكافر في الإيمان { افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون }
علما بأن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وسط بين هاتين الفرقتين الضالتين
فكان واجبا على كبار علماء الإسلام من بيان لهذه الألفاظ الحادثة وبيان مايترتب على إطلاقها من أحكام وبيان متى يصح إطلاق لفظ شرط صحة ؟
ومتى يصح إطلاق لفظ شرط كمال ؟ فدين الإسلام قام على الإيضاح و بيان الصواب مع ذكر الإدلة على صحة هذا اللفظ أو الحكم أو في أي مسألة حادثة أخرى .
إذ أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز .
《الفصل الخامس 》
العبادات والأعمال الشرعية لها نوعان
(النوع الاول ):
يشمل أعمال باطنية قلبية .
و(النوع الثاني) : أعمال ظاهرة وتشمل أعمال الجوارح
وسنأتي الآن إلى بيانها وبيان حكم كل نوع من هذه الأعمال
فنقول وبالله التوفيق :
إن أعمال القلوب
مثل توحيد الله
وإفراده بالعبادة ونفي الشريك عنه
و الإتيان بشروط كلمة التوحيد كاملة
و الخشوع، والوَرَع، والتوكُّل، والمحبَّة، والرَّجاء، والخَوف، والصَّبر، والرِّضا، والشُّكر، والانابة والحياء، والتَّوبة والخشوع ومن ذلك ترك الشرك بالله وترك الكفر بما يعبد الله من دون الله والبراءة منهما ؛
وانقياد القلب وقبوله ومحبته لله ولرسولِه ومحبته لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وتعظيم الله ورسوله وتعزير الله ورسوله وتوقيره، مع الإيمان والإتيان بقول القلب وهو التصديق الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مع إقرارُ اللسان نطقا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله
فهذه الأمور جميعها شرطُ صحةٍ لا يتحقق الإيمان إلا بها وهذا محل اتفاق بين علماء الاسلام ومن ترك هذا النوع فهو كافر ....ورسائل وكتب وصوتيات الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله مؤكدة لما سبق فعنهم انقل ومنهم نستفيد .
{ الجزء الرابع والأخير }
《 الفصل السادس》
( الأعمال الظاهرة وهي أعمال الجوارح )
أختلف علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في كفرِ مَن ترك شيئًا من أعمال الجوارح والأركان وأهمها ترك الصلاة ؛ فمن قال بكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا جعلها شرطا للصحة ومن لم يقل بكفر تاركها جعلها شرطا للكمال، وأعظم ما أختلفوا فيه: الصلوات الخمس المفروضة كما بينا سابقا ؛ لأنها أعظمُ أركانِ الإسلام بعد الشهادتين
《 الفصل السابع 》
أقوال علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في
حكم تارك الصلاة
وأن من تركها فأمره الى حالين :
( الحالة الاولى ) :
من تركها جحدا لوجوبها فهذا أتفقوا على كفره .
وذكر إبن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه المغني(٢ / ١٥٦) وغيره :
إن الجاهل تقام عليه الحجة ويبين له حكمها ويستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا ..[ أوردنا كلامه بالمعنى والنص كاملا في نفس المصدر السابق والجزء والصفحة ولنا رسالة مستقلة عنوانها ( العلامة إبن قدامة رحمه الله يرد على الحدادية ويبين فساد مذهبهم )]
( الحالة الثانية )
وأما من تركها تهاونا وكسلا
فقد أختلف علماء السنة في كفره على أقوال؛ كل قول معه دليله من نصوص الشرع
وكل له سلف من أئمة السلف الصالح
وأهم هذه الأقوال هي :
[ القول الاول ]
أنه يكفر ويقتل بعد إستتابته مرتدا
و هذا المشهور من مذهب الحنابلة وأختار هذا القول شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه ولهم إدلة صحيحة منها مارواه مسلم رحمه الله في صحيحه وهو حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (بينَ الرجلِ وبين الشركِ والكفر تركُ الصلاة)
ومنها مارواه أهل السنن من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )
وغير ذلك من أدلة كثيرة تصرح بكفر تارك الصلاة .
[ القول الثاني ]
إختيار الشافعية والمالكية ورواية عن الإمام أحمد رحمه الله :
إن تارك الصلاة تهاونا وكسلا لايكفر لكن يستتاب ويقتل حدا لامرتدا إذ أن شأن الصلاة عظيم
وقد ذكر الإمام إبن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة صفحة ( ١٤) خلال كلامه عن تارك الصلاة وقتله:
"وقال إبن شهاب الزهري، وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة وداود بن علي والمزني رحمهم الله : يحبس حتى يموت أو يتوب ولا يقتل".
وساق أدلتهم على عدم قتله.
وهذا يفيد أن سعيد بن المسيب وهو من كبار التابعين لا يكفر تارك الصلاة وكذلك من ذكر بعده.[ مستفاد من كلام شيخنا الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ]
ومن أدلة من قال بعدم تكفير تارك الصلاة أحاديث صحيحة منها
مارواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : ( خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ) رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني رحمهم الله
ومن ذلك حديث البطاقة الصحيح وفيه يقول النبي ﷺ: ( إذا جاء يوم القيامة يؤتى برجل ينشر له تسعة وتسعون سجلاً فيها ذنوبه وسيئاته فيقال له: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيهابها الرجل ويقول: لا، فيقول له: نعم إن لك عندنا حسنة، لا تجحد ولا تغبن ولا تظلم، ثم يؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فتوضع البطاقة في كفة، والتسعة والتسعون في كفة قال: فرجحت البطاقة فطاشت السجلات )
ومن الإدلة ماصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه
: ( يقول الله: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
وغيرها من إدلة
《 الفصل الثامن 》
تبين لنا أن من كفر تارك الصلاة تهاوناوكسلا فقد جعل الصلاة شرط صحة
ومن لم يكفره جعلها شرط كمال والخلاف في هذه المسألة مشهور مدون في كتب اهل الحديث والحنابلة والمالكية و الشافعية والأحناف لاينكره إلا جاهل او ضال ولم يذكروا في كتبهم أن من لم يكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا معتمدا على الأدلة الشرعية يعد مرجئا بخلاف الحدادية الخوارج المتأخرين او سلفهم من فرقة المنصورية الجهمية .
وإيرادنا للخلاف في هذه المسألة من باب العلم وإعطاء الوصف الصادق العدل المنصف في احكام هذه المسألة مسترشدين بإدلة الكتاب والسنة و بأقوال سلفنا الصالح ولانقول هذا الكلام تساهلا ؛ ف"أهل السنة السابقون واللاحقون المكفرون لتارك الصلاة وغير المكفرين يعظمون قدر الصلاة ويؤمنون بمكانتها، ويشيدون لها المساجد؛ إعظامًا لقدرها، ويحكمون على تاركها بالفسق، والقتل، وشدة الإثم، ولا يقبلون له شهادة ولا رواية.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة صفحة (١٣):
"لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم أختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره".
وأهل العلم يرون قتل و قتال من لايقيم الصلاة فقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مانعي الزكاة وقال في الأثر المشهور عنه رضي الله عنه : ( والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه )
《 الفصل التاسع》
من هم الحدادية
( الحدادية ) : مذهب تكفيري خارجي إمتداد لجماعة الإخوان الخوارج ويعتبرون الجناح الفكري للفرقة الدموية المسماة داعش ؛ قام بتأسيسها المدعو محمود حداد .
ولهذه الفرقة الضالة معتقدات ضالة ترتكز على التشدد في المسائل العلمية والتي حصل فيها خلاف بين أهل السنة مثل ( العذر بالجهل) و ( وإختلاف علماء الأمة في حكم تارك الصلاة إذ يجعلون الخلاف في ترك الصلاة تهاونا وكسلا قولا واحدا خلافا لعلماء الإسلام فقد ذكروا خمسة أقوال في المسألة ومنهم شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله ثم يبدعون من خالفهم ويرمونه بالارجاء ) كما أنهم ( جعلوا أعمال العباد فقط في الجوارح والأركان والغوا أعمال القلوب وقولهم وهذا خطأ وخلل آخر في عقيدتهم وشذوذ فكري ) بل مالوا إلى تكفير شيوخ الإسلام وأئمة السنة مثل إبن تيميه و محمد بن عبدالوهاب وعبدالرحمن بن حسن والألباني رحمهم الله تعالى والإمام ربيع المدخلي حفظه الله وإتهام الاخيرين بأن مذهبهم هو مذهب المرجئة وأنهم سبب نشر الإرجاء في العالم أجمع. ويرون تمزيق دواوين السنة مثل متن الطحاوية وكتب البيهقي و ابن حجر والنووي والسخاوي والسيوطي رحمهم الله بزعمهم أن سبب ذلك وقوعهم في أخطاء عقديه .. فغلو في الحكم وظلموا وجاروا ومالوا إلى تبديع هؤلاء الحفاظ
ولم يسلك هؤلاء الحدادية سبيل كبار علماء السنةالسلفيين في الحكم على هؤلاء الحفاظ الأعلام ومن ذلك تحديد موضع الخطأ والتحذير منه فقط
وبيان الصواب
و حفظ منزلتهم ورفع قدرهم لأنهم علماء اجتهدوا فزلوا ولم يتعمدوا - حاشاهم - الخطأ
ويرى شيوخ الإسلام وائمة السلف الصالح :
الوصية بكتبهم و الأمر بقرائتها والإهتمام بها والتحذير من موضع أخطائهم أن وجدت مع الإحترام والتقدير والإجلال لهم ويرون أنهم علماء جهابذةأرادوا الحق وأجتهدوا ولم يوفقوا إليه مع حرصهم على معرفة الحق وكراهتهم للباطل وعدم تعمده وسعت هذه الفرقة الضالة في إستحلال دماء المسلمين ولهم مشايخ كبار سن جمعوا بين السرورية والحدادية ويتمسحون بإظهار السنة وانهم يحرصون على إتباع السلف الصالح وهم حرب عليهم وعلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
كفى الله المسلمين شرهم.
ولله در الإمامين الألباني رحمه الله و ربيع السنة فقد وقفوا لهم بالمرصاد وفضحوهم وكشفوا شبههم وبينوا ضعفها ووهاءها ..وللإمام ربيع المدخلي حفظه الله رسائل عدة في بيان زيف مذهب الحدادية الباطل وتشبعهم بماليس فيهم وتكذيب دعواهم أتباع السنة وتمسحهم بالسلفية وهم حرب على السنة وأهلها من أتباع السلف الصالح ومن فضل الله علينا لنا رسائل في فضح فرقة الحداديه الخوارج منها ( الرسائل الجلية في فضح شبهات الحداديه ) وهي مطبوعة ..فلله الحمد والمنة ..
والحق واضح بين أبلج ...والباطل غامض مجمل لجلج ..
《 الفصل العاشر 》
الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع حفظه الله يتكلمون في الرجال جرحا[ ويشمل الجرح التكفير أو التبديع أو التضليل أو التحذير ] اوتعديلا وهذا خلاف فعل المرجئة لأنهم يرون أن الناس لايفضل بعضهم على بعضهم فهم في الإيمان سواء فإيمان الكفرة والمنافقين مثل إيمان الملائكة والمرسلين ؛ ومن يرى الرد على المخالف وطريقته العمل بهذا الأصل فلاشك أنه برئ من الإرجاء فمن أتهمهم بالإرجاء وهو لايرى جرح المخالف - وإن عظمت مخالفته - ففيه إرجاء شاء أم أبى [ ولقد رأيت أحدهم يرمي الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء ثم وجدته متناقضا لايمشي على أصل واحد فأجده يحذر من الجماعات التكفيرية الإخوانية الخوارج ورموزها ويثني على أئمة السنة ثم أجده في موضع آخر يثني على جماعة الإخوان الخوارج وعلى رموزها مثل سيد قطب وينقل عنه ويأمر بعدم التحذير منه ويرمي ائمة السنة بالإرجاء - كالألباني رحمه الله- وهذا منه تناقض عجيب إذ بطريقته هذه نهج نهجا مريبا خالف فيه أصول الإسلام ومبانيه العظام وأتخذ طريقة تخالف جادة ائمة الإسلام ]
《الفصل الحادي عشر 》
الإمامان الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله يجد من أطلع على كتبهم ورسائلهم وصوتياتهم وخاصة في مسائل الإيمان يجدها لاتخرج عن أدلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة
فمامن مسألة من مسائل الإيمان إلا
و لهم سند يعضد صحة معتقدهم و تقريرهم للمسألة - كتابا أو سنة أو قول صاحب أو أثر سلفي -
ثم تأملت حال من أتهمهم بالإرجاء فوجدت احوالهم
أم ضالا وهذا لاحيلة لنا فيه الا ان يهديه الله أو أن الله يكفي المسلمين شره ؛
والحالة الثانية وهو الجاهل في مسائل الإيمان وتفاصيله لذا فمن علامة جهله رميه لهم بالإرجاء وإن كان هذا الرامي لهم يقال له عالم أو يعد من العلماء و يشار اليه بالبنان ؛ وهل تعلمون - ياطلاب العلم - أن من خالف اهل السنة والجماعة اتباع السلف في مسائل الإيمان
هم جهابذة من علماء المتكلمة من جهمية معتزلة خوارج او جهمية مرجئة ؛
ثم أن المرجئة
فرق قيل اكثر من عشرين مذهبا
اشهرهم
غلاة المرجئة وهم من قالوا : إن الإيمان هو المعرفة
ومنهم قال : الإيمان هو التصديق
ومنهم من قال : الإيمان هو نطق اللسان وإن لم يكن مصدقا مقرا .
ومنهم من قال :
الإيمان هو إعتقاد الجنان ونطق اللسان وأخرجوا العمل ..هؤلاء يسمون مرجئة الفقهاء
يعني عندهم علم وفقه لكنهم زلوا
أعاذنا الله وإياكم من الاهواء والبدع والضلال ومن زلة القدم بعد ثبوتها واحسن الله خاتمتنا في امرنا كله .كما
أسأله تعالى وتقدس أن ينفع بهذه الرسالة وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يغفر سيئاتنا وزلاتنا وخطايانا . وأن يكفي المسلمين شر فرق الخوارج. وأن يبارك في شيوخنا الأحياء منهم والأموات وأن ينفعنا وإياكم بعلمهم كما اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعل لنا ولعلمائنا لسان ذكر وصدق في الآخرين وأن يكفينا ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس أنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
...........
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني بتاريخ ٦ / ٢ / ١٤٤١ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مركز الكداديه حرسها الله وسائر مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية وسائر بلاد المسلمين.