الأحد، 24 نوفمبر 2024

( بيان السبل الخبيثة للجهمية المعطلة بجميع فرقها في محاولتهم لنشر باطلهم )




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد

فإن لأهل الباطل طرق متنوعة في نشر باطلهم ومن ذلك فرقةالمعطلة الجهمية بجميع فرقها مثل :

 غلاة الجهمية والمعتزلة والكلابية ( الأشاعرة ) والسالمية والكرامية والماتريدية

فهي لا تختلف إلا في صيغة عرض بضاعة تعطيلهم المزجاة في محاولة منهم لجذب من قل علمه وجهل حقيقة مذهبهم ؛ والصحيح والحقيقة الدامغة أن جوهر مذهب جميع فرق الجهمية المعطله بلا استثناء هو تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة ؛وسنعرض بفضل الله تعالى ورحمته اولا :

طريقة مذهب  المعتزلة اذ يظهرون للناس أنهم   :( يثبتون أسماء الله وانكار صفاته  سبحانه وتعالى )

والحقيقة :

ان نتيجة مذهبهم هي إنكار الأسماء والصفات فهم يقولون كما هو مدون في كتب التوحيد عندهم :( ان الأسماء متباينة اللفظ مترادفة المعنى ) فالرحمن و السميع والبصير والمتكبر والمهيمن والعزيز والجبار والحكيم والقدوس معناها واحد هكذا يقولون. 

وهذا المعتقد الباطل الذي ذكروه  خلاف مراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء في لغة العرب التي نزل بها كلام الله سبحانه وتعالى و نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وهذا المعتقد يخالف النقل الصحيح والعقل الصريح ويضاد الفطر السليمة وهو قول باطل باتفاق امة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا هو عين التعطيل والمعتزلة بهذا المعتقد الفاسد لم يكتفوا بهذا بل  :( ينكرون ان لله سبحانه وتعالى صفات) وهي مايسمونها ( الأبعاض او الأركان او الجوارح)  بل ذات الله مجردة عن صفاته فاليد والوجه والسمع والبصر وغيرها من صفات لا تقوم بذات الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا فلا توجد ذات بلا صفات 

ولا توجد صفات خالية من الذات فهذا خلاف المنقول والمعقول وهو كلام فلسفي مجرد عن الحقيقة و باطنية الحادية وقد بين فساد قولهم شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه اللهُ تعالى في كثير من كتبه 

وهكذا قول ( الكلابية الذين يحاولون رفع خسيستهم بالتسمي بالأشاعرة وان قالوا نحن أشاعرة فهم معطلة جهمية فنجاسة عين الخنزير لا ينظفها أدوات التنظيف او تسميته بالخنزير البري فالنجس يبقى نجسا ولو تسمى بأسماء الصالحين فالعبرة في موافقته للحق وقبوله له وعمل به فهؤلاء الكلابية الأشاعرة يقولون :( نثبت أسماء الله سبحانه وتعالى جميعها ونثبت كذلك سبعا من الصفات )

وعند الاطلاع على ما كتبوه في دواوين توحيدهم المزيفة نجد أنهم يُعمِلون ( التأويل الباطل على جميع صفات الله سبحانه وتعالى) فكلام الله سبحانه وتعالى وسمعه وبصره وهكذا بقية الصفات الإلهية يقولون ان لها معنى آخر وهو معنى باطل يخالف مراد الله سبحانه وتعالى كما نزل في كلامه المنزل غير مخلوق وهو القران الكريم وخلاف مراد رسوله صلى الله عليه وسلم مما ورد في سنته وخلاف ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وماجاء في لغة العرب فيأتون بمعنى لا يقره النقل الصحيح ولا العقل الصريح ومع هذا الهذيان الذي يماثل كلام السفهاء يزعم الكلابية الأشاعرة أن هذه صفات الله سبحانه وتعالى لا تصدر عن مشيئة الله تعالى ربي وتقدس ونتيجة معتقدهم باطله ولوازمها فاسدة ؛ فلله المشيئة النافذة فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن يقول  الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ، ويقول ربنا تعالى وتقدس : {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فهؤلاء الكلابية الأشاعرة يريدون تعطيل عن صفاته ومنها المشيئة بأفواههم الكاذبة  ويريدون تكذيب الخبر عن  الله تعالى الوارد في الكتاب العزيز والسنة النبوية وما عليه لغة العرب وهذا هو عين الالحاد في دين الله سبحانه وتعالى.

وجميع فرق المعطلة الجهمية 

يلتقون مع الفلاسفة الملاحدة في تعطيل الله سبحانه وتعالى وإثبات إله مجرد عن الصفات

وزادت جميع فرق الجهمية  

عن الفلاسفة بأن " لهم طريقة في معتقدهم الباطل وأصول دينهم الفاسد  مبنية على أن نصوص الصفات تحتاج إلى تأويل عن ظاهرها، فزعموا أنها حق إذا ما أولت، أما قبل تأويلها فإنها لا تدل على الحق".

ومعتقد مذهبهم الجهمي المعطل يخالف الكتاب آلعزيز ويضاد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويرد اجماع المسلمين مع ما فيه من حجج عقلية فاسدة تخالف الشرع المنزل والعقل السليم .

وقد تمت كتابة هذه الرسالة بناء على طلب احد طلاب العلم الكرام والحق واضح ابلج والباطل غامض لجلج ؛ والحق ماجاء في كلام الله سبحانه وتعالى المنزل وماجاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - والتابعين رحمهم الله جميعا ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين.

وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه وان يجيرنا وإياكم من النار ويسكننا وإياكم وذرياتنا وأهلنا ومن نحب الفردوس الأعلى من الجنة وأن يفتح علينا وعليكم أبواب الخير وان  يوصد ويقفل عنا وعنكم أبواب الشر

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض العرماني.