الجمعة، 8 نوفمبر 2024

( هل يدخل ما يعرف بعلم الذكاء الاصطناعي في علم التنجيم والأبراج الشركية وذلك عند السؤال عن فلان وماهيته وحقيقة شخصيته ؟ )



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

حياكم الله ياشيخ 

عساك طيب 

بارك الله فيك 

احسن الله إليك مسألة احببنا سؤالك عنها :

وهو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي فبعضهم يسأل عن فلان وعن ماهية وكيفية شخصيته فالذكاء الاصطناعي يجيب فهل اجابة هذا السؤال تدخل في علم المغيبات مثل استخدام السحر والتنجيم  والشعوذة والأبراج الشركية 

ومعلوم شرعا تحريم هذه الأمور ؛ فهل هذا العلم يدخل في مثل هذه الأمور ؟

نسأل الله السلامة والعافية؟


الإجابة :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته


قبل الإجابة عن هذا السؤال يستحسن بل قد يجب معرفة ماهية وحقيقة  الذكاء الاصطناعي وتعريفه :

 فهو عبارة عن مجموعة كبيرة من المعلومات والمهارات التقنية المختلفة التي وضعها الإنسان - فضلا من الله تعالى ورحمة - في الآلة مثل نطقه وقدرته التي أنتجها الانسان  في حلول المشكلات واتخاذ القرار فإذن :

الذكاء الاصطناعي هو ناتج جهود عقلية بشرية بحته  وهب الله سبحانه وتعالى للإنسان عقلا لاستخدامه في الأمر الذي يفيده فبعض هذا الجهود العقليةالبشرية منها ماهو مباح شرعا ومنها ما هو محرم شرعا ومنها ماجمع بين الحلال والحرام وبين الخير والشر وبين الحق والباطل بحسب ما تم جمعه فيما يسمى ويعرف بالذكاء الاصطناعي من معلومات صحيحة او قد تكون معلومات مغلوطه ؛ فهو وعاء للمعلومات وكيفية حل المشكلات فأما معلومة صحيحة وحلول للمشكلات مبنية على ادلة نقلية صحيحة  وحجج عقلية صريحة وقد تكون مبنية على باطل وكذب ودجل وسحر و شعوذة  ؛ فالعبرة إذن في موافقة اجابة الذكاء الاصطناعي للحق من عدمه وقد يكون الذكاء الاصطناعي اسمه الآخر هو :(  انه وعاء ومصرف وجامع ماينتجه العقل البشري من معلومات وافكار وكيفية استخدامها في بيان المهارات وحل المشكلات ولكل عقل بشري طريقته الخاصة التي يراه تناسب حل المشكلة او بيان المهارة وفق ما يراه ويعتقده )؛ وهذه المعلومات تحتمل ( الحق او الباطل )او ( الخير والشر )او ( الصدق والكذب )او (العدل والانصاف والجور والظلم ).

فالحكم إذن ليس على ذات الذكاء الاصطناعي لأنه وعاء وآلة من صنع البشر وفيه ما يصب فيه ويحمل فيه وإنما الحكم على ما تضمنه من معلومات وبيانات بشرية 

وما مدى موافقتها للحق من عدمه في نتاجه او في الصدق وضده في مضمونه فالحق يقبل ويؤيد الخبر الصادق ؛  وخلاف ذلك من باطل و كذب وشر و جور وظلم فيرد ولايقبل  

والحذر من تصديق الباطل والزعم من أن الذكاء الاصطناعي يعلم الغيب او له معرفة بالمغيبات فهذا تضخيم للآلة  بغير حق وخلاف الصدق والواقع  وهذه التقنيات والتطور مبني على تجارب أمم متعددة تصب كلها في خدمة المجتمع البشري ولاشك أن لأمة الإسلام القدح المعلى وقصب السبق في خدمة البشرية تقنيا واقتصاديا واجتماعيا و سعادتها روحيا وطرد الخواء النفسي عن جميع البشر اتباعاً لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي السلف الصالح ؛ بخلاف الأمم الأخرى التي همها كيفية التطور التقني والتقدم الصناعي على حساب الحضارة الإنسانية الاجتماعية الحقيقية المبنية على أسس عقلية سليمة وفطرة صحيحة بعيدا عن طغيان المادة وإشباع غرائز الجسد ونزواته البهيمية مع حياة كيئبة مليئة بالهم والحزن والخوف والقلق وما ينتج من ذلك من انتحار يدمر مشاهد الحياة اليومية في جميع مجالاتها رغم التطور الهائل في التقنية ؛ رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب الواسع المبارك ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة ولذة النظر إلى وجهه الكريم في الفردوس الأعلى من الجنة ؛ والله أعلى وأعلم تعالى ربنا وتقدس  ؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني