السبت، 9 نوفمبر 2024

[ هل ثبت دليل صحيح يدل على فضل ومضاعفة الاجر والحسنات للصلاة في الروضة التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم:( مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)؟].



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد بدأ لي ان أبيّن زيادة في الايضاح عن ماثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال :( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) رواه البخاري ومسلم رحمهما اللهُ تعالى في صحيحيهما وليس فيهما :(ما بين قبري ومنبري ) هذه الرواية غير صحيحة ومعنى الحديث الصحيح بلفظه السابق  :( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) " هذا الحديث لا يقصد به أن يتهجم الناس كما يفعلون اليوم وأن يتزاحموا للصلاة في ذلك المكان الذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه روضة من رياض الجنة ، هذا الحديث خبر غيبي يجب أن نؤمن به أن هذا المكان هو روضة من رياض الجنة كيف ؟ والله لا أدري كيف ، يقول كثير من العلماء إنه يوم القيامة يكون في الجنة فهو روضة من رياض الجنة ممكن أن يكون كذلك وممكن أن يكون في صورة أخرى نحن لا نعقلها هذا الحديث كمثل أحاديث أخرى مثلا ( جبل أحد جبل يحبنا ونحبه ) ، هذا لا يعني أنكم اقصدوه وتبركوا به وصلوا لديه لا هذا خبر نؤمن به ، جبل أحد يحبنا ونحبه كذلك مثلا ( جبل أحد ركن من أركان الجنة ) ، لا يعني أيضا نفس المعنى الذي ذكرناه آنفا ، أي اقصدوه وتبركوا به وصلوا عنده لا هذه أخبار غيبية صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نؤمن بها ، ولا نحملها معاني تشريعية ، فنتعبد الله بها ، ما دام أن سلفنا الصالح ما بينوا ذلك لا بأقوالهم ولا بأفعالهم " [ سلسلة الهدى والنور للإمام الالباني رحمه اللهُ تعالى شريط رقم ( ٩٣)] ؛ فهذا هو المعنى الصحيح إذ " لم يأت للصلاة في الروضة فضيلة خاصة والروضة من رياض الجنة صحيح لكن هذا لا يعني أن الدرس أفضل هناك والنافلة أفضل هناك"[ سلسلة الهدى والنور للإمام الالباني رحمه اللهُ تعالى شريط رقم ( ٧٩ ) ].

كتبت هذه الرسالة حينما رأيت رسالة قام بإعدادها أحد الاخوة طلاب العلم بعنوان :( الإجابة على من أنكر فضيلة الصلاة في الروضة الشريفة ).

لذا احببت بيان المعنى الصحيح للحديث السابق 

وأنه لا يترتب عليه فضيلة أجر للصلاة في هذه الروضة المباركة وقوفا عند نصوص الوحيين فلا نتجاوزها بإحداث فضائل لم ترد في كلام الله سبحانه وتعالى او في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب المبارك ووهب لنا ولكم فضلا ورحمة حسن الخاتمة وجعلنا الله وإياكم ممن يرونه في الآخرة في الفردوس الأعلى من الجنة والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض العرماني .