الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

( سؤال : عن مسألة في توحيد الأسماء والصفات في إيضاح الحق عن صفة لله سبحانه وتعالى وردت في حديث صحيح وبيان القول الصواب فيها الموافق لمعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ).



بسم الله الرحمن الرحيم 



السؤال :

قول العلامة فيصل  المبارك رحمه اللهُ تعالى في كتاب تطريز رياض الصالحين :" ومعنى ( لا يمل الله ): لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المال حتى تملوا فتتركوا ".

أليس هذا ضد منهج السلف الصالح حيث : ( أن الصفات كما هو معروف في نهجهم تمر كما جاءت ).


الجواب :

نعم كلامك صحيح وهذا القول فيه نظر لأن فيه التأويل ظاهر ؛ والصواب إمرار هذه الصفة كما جاءت من غير تمثيل ولاتأويل باطل ولا تعطيل :{ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير}[ الشورى :١١ ].


قالت اللجنة الدائمة للإفتاءفي المملكة العربية السعودية :" الواجبُ هو إمرارُ هذا الحديثِ كما جاءَ، مع الإيمانِ بالصِّفةِ، وأنَّها حقٌّ على الوجهِ الذي يَليقُ باللهِ، من غيرِ مُشابهةٍ لخَلقِه ولا تَكييفٍ، كالمكرِ والخِداعِ والكَيدِ؛ الواردةِ في كِتاب اللهِ عزَّ وجلَّ، وكلُّها صِفاتُ حقٍّ تَليقُ باللهِ سُبحانَه وتعالى على حدِّ قَولِه تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }.[الشورى: ١١ ]."

فتاوى اللجنة المجموعة الثانية ( ٢ / ٤٠٢ ).

قال الإمام ابن باز رحمه اللهُ تعالى : " قولُه في الحثِّ على الأعمالِ الصالحةِ: ( فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا لا يَمَلُّ حتَّى تملُّوا )، مَللٌ يليقُ باللهِ، لا يُشابِهُ صِفاتِ المخلوقينَ في مَللِهم؛ فالمخلوقونُ لديهم نقصٌ وضَعْفٌ، وأمَّا صِفاتُ اللهِ فهي كاملةٌ تليقُ به سُبحانَه لا يُشابِهُ خلقَه، وليس فيها نقصٌ ولا عيبٌ، بلْ هي صِفاتٌ تليقُ باللهِ سُبحانَه وتعالى، لا يُشابِهُ فيها خَلْقَه جلَّ وعلا ".

فتاوى نور على الدرب ( ٣ / ١٥٨ ).

قال الإمام  محمَّد بن إبراهيمَ آل الشَّيخ رحمه اللهُ تعالى : " ( فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتَّى تملُّوا ): مِن نصوصِ الصِّفاتِ، وهذا على وَجهٍ يليقُ بالباري، لا نَقصَ فيه، كنُصوصِ الاستهزاءِ والخِداعِ فيما يتبادَرُ ".

فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه اللهُ تعالى ( ١ /  ٢٠٩ ) .

والشيخ العلامة فيصل المبارك رحمه اللهُ تعالى معروف بسلامة منهجه وحسن معتقده وهو رحمه الله تعالى من أعلام الدعوة الإصلاحية وكان قاضيا في منطقة الجوف في عهد الملك الصالح الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى .

وهذه العبارة لعلها نقلت نصيا من شروح علماءلهذا الحديث وهؤلاء العلماء فيهم تعطيل جهمي ؛ لذا فإنني انبه طلاب العلم على أخذ الحذر عند الاطلاع او النقل عن بعض اهل العلم لوقوعهم في مرض التعطيل الجهمي وتطبيق قواعد الهدي السني السلفي على صفات الله سبحانه وتعالى للبعد عن التعطيل والسلامة منه .كفانا الله وإياكم مرض الشهوات والشبهات ووفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح والرزق الواسع الحلال الطيب وحسن الخاتمة.

والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

…………

كتب الجواب : 

غازي بن عوض العرماني .