الخميس، 19 أكتوبر 2023

انما يؤتى الناس من قبل عدم الفهم لأي مسألة خالف فيها.

 

أو الفهم المغلوط

أو الفهم الصحيح لكن منعه الكبر عن تقبل الحق

قال تعالى :{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس )

فمعنى بطر الحق : رد الحق بعد ما تبين له فيأنف عن قبول الحق بعد إيضاحه وبيانه على جهة الكبر.

وأما معنى غمط الناس أو غمص الناس فمعناه احتقار الناس و ازدراؤهم وقد لا يسلم المعترض على مبين الحق من النبز والتعيير مثل قول أهل الأهواء فلان جامي أو وهابي أو مرجئ؛ فلا يقبل الحق منهم مع وضوح الأدلة وضعف قوله وانعدام مستمسكات قوله

قال أحدهم : " لا يجوز تتبع زلات العلماء "..


بمعنى الإنكار العلني على من يبين الزلات ليجتنبها طالب العلم والصحيح ان معنى تتبع زلات العلماء :

هو اتباع العلماء في زلاتهم والرضى بها وقبولها ولو كانت خلاف الشرع المنزل.

وأما بيان ضلال من ضل وإيضاح الفواقر العقدية لمن زل فليس من تتبع الزلات إذ انه يسمى الرد على المخالف وهو أصل كبير من أصول الإسلام ومبانيه العظام وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى بل هو أعظم الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى امتثالا لقوله تعالى :{ وجاهدهم به جهادا كبيرا}

وإذا سكت أهل الحق عن بيان الحق اشتبه الحق بالباطل فلم يعرف الحق من الباطل.

قال الإمام  أحمد رحمه الله : إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟...

ولو تأملت كثيرا من كتب كبار علماء الإسلام لوجدتها ردود على أهل الصوفية القبورية أو المعطلة الجهمية أو الروافض أو الخوارج أو الفلاسفة أو أي فرقة ضالة قديمة كانت أو حادثة وفيه إيضاح الحق بالدليل ورد الباطل بالدليل 

ولو تأملت ان إنزال الكتب من الله سبحانه وتعالى وارسال الرسل عليهم الصلاة والسلام لبيان الحق وهدم الباطل وبيان فساده و عظيم جرم سلوك طريقة كل ذلك بالأدلة النقلية والحجج العقلية.

 وإنما انتشر الباطل كالكفر بالله والشرك مثل عبادة الأوثان والاصنام وكثرت البدع بسبب السكوت عن الباطل وقلة من يدعو إلى الحق.

خذ مثالا لما ذكرنا :

 ابن باز و الألباني والعثيمين وحمود التويجري رحمهم الله جميعا وربيع المدخلي حفظه الله قاموا بالرد على بعضهم. حتى ان الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ذكر انه رد وبين للإمام الألباني رحمه الله في مسألة عقدية  وهكذا رد وبين للإمام ابن باز رحمه الله مسألة في العقيدة فقال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى مقولته المشهورة  :"رد على محمد بن إبراهيم ورد علي ابن باز" 

وبينهم من المحبة في الله ما لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك له. 

وليس معنى الرد العلمي استنقاص منزلة العالم أو غض من قدره بل هو من التواصي بالحق. 

والردود ليست أداة قتل هي اسلوب فيه إيضاح الحق بالأدلة ليرجع المخطئ عن خطئه والضال عن ضلاله و{ لتستبين سبيل المجرمين} وفيها إبراء الذمة ونصح الأمة ولئلا يتبع الضال في ضلاله فيحمل اوزاره واوزار من تبعه الي يوم القيامة.

واعلم رحمنا الله واياك انه ما منا الا راد ومردود عليه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الخميس، 12 أكتوبر 2023

[ في وقت يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم - إن ثبت صحة تحديد هذا اليوم - لايجوز تخصيصه بإحداث عبادة الا ما دل الدليل الشرعي - من كلام الله سبحانه وتعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم - على مشروعية فعلها ]




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

اما بعد

فقد اطلعني احد الاخوة طلاب العلم  الكرام على  فتوى للشيخ محمد بن علي الشنقيطي متحدثا عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم 

فوجدته قد قسم حكم الاحتفال الي صور وأنواع وجعل لكل صورة من هذه الصور حكما وهذه الصور التي ذكرها هي :

        " من جعله عيدا فذهب الي تحريم هذه الصورة.قسم اجتمع في قلبه فرح في هذا الشهر لأن به ولد الرسول صلى الله عليه وسلم و اجتمع كذلك حزن في هذا الشهر بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر وكان الاخير منهما الحزن بوفاته فذهب الفرح بولادته بوفاته صلى الله عليه وسلم." 

ولم يعلق حكما على هذا القسم.

ثم قال :

" الثالث :

في زمن جهل قدر النبي صلى الله عليه وسلم وهنا من تهجم عليه صلى الله عليه وسلم ؛ فلما لايكون شهر مولده

 وشهر بعثته 

وشهر هجرته

 وشهر وفاته

مناسبة للحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن سيرته وعن قدره ومكانته مع عدم اعتقاد هؤلاء ان هذا عيد

وعمموا الشهر فاجتهدوا فيه مالا يجتهدون في غيره  فقد اجتهدوا وهم بين الأجر والاجرين وهم قرب للصواب "

ثم قال في موضع اخر :

" اقل أمرهم انه من المباحات ؛ فلا شئ في ذلك واستدل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين معللا صلى الله عليه وسلم قوله بأنه يوم ولد فيه وفي صيام يوم عاشوراء لانه يوم نجاه الله فيه موسى الكريم عليه الصلاة والسلام فصامه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأمر امته  بصيامه وهؤلاء اجتهدوا ولعل في اجتهادهم صوابا أو ثوابا.

والقسم الاخير من جعله عيدا على جهة التشبه باليهود والنصارى فجعله محرما لعلة التشبه."

ذكرت هذه الأقسام بمثل  كلامه ولم ازد فيه او انقص

فنقول وبالله التوفيق والسداد في بيان فساد هذه التقسيمات كلها دون استثناء :

ان قوله بتحريمه كونه عيدا مثل الأعياد أو جعلوه عيدا تشبها باليهود والنصارى كلام طيب جرى فيه وفق أصول الدين وقواعد الشرع وماعليه علماء السنة اتباع السلف الصالح

لكن زعمه انه :[ في زمن جهل قدر النبي صلى الله عليه وسلم وهنا من تهجم عليه صلى الله عليه وسلم ؛ فلما لايكون شهر مولده

 وشهر بعثته 

وشهر هجرته

 وشهر وفاته

مناسبة للحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن سيرته وعن قدره ومكانته مع عدم اعتقاد هؤلاء ان هذا عيد

وعمموا الشهر فاجتهدوا فيه مالا يجتهدون في غيره  فقد اجتهدوا وهم بين الأجر والاجرين وهم قرب للصواب 

ثم قال في موضع اخر : اقل أمرهم انه من المباحات ؛ فلا شئ في ذلك واستدل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين معللا صلى الله عليه وسلم قوله بأنه يوم ولد فيه وفي صيام يوم عاشوراء لانه يوم نجاه الله فيه موسى الكريم عليه الصلاة والسلام فصامه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأمر امته  بصيامه وهؤلاء اجتهدوا ولعل في اجتهادهم صوابا أو ثوابا] .

والجواب عن قول الشيخ 

بأن ما قاله هو احد صور الاحتفال بيوم ميلاد أو ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم وتقسيمه هذا تقسيم لا عبرة به فهو تقسيم مبتدع غير مقبول لعدم وجود أصل شرعي يثبت صحة كلامه وتقسيمه هذا فجميع هذه التقسيمات التي ذكرها باطله وذلك ان هذا فيه

       (   اولا  ) 

انه قام بتخصيص عبادة لله سبحانه وتعالى بغير دليل شرعي أو بغير مخصص شرعي 

 

             (  ثانيا ) 

 ان تقسيمه ثم تجويز احد الأقسام انه من المباحات شرعا ثم قال :"وان من عمل ذلك هو بين الأجر و الأجرين" اي إقرار منه بصحة هذا العمل المحدث .

وهذا فيه إباحة وتجويز ظاهره التشريع بغير دليل شرعي يدل على صحة  هذا العمل.. وقول له : فما دليلك على الإباحة وعلى ان فاعله مابين الأجر  والأجرين  فهذا افتيات وتقدمة وقول على الله بلا علم. 

ثم قال مستدلا على تجويز هذا الأعمال  " بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين لأن يوم الاثنين ولد فيه ". 

فالجواب عن هذه الشبهة :

ان صيام يوم الاثنين مع ذكر سببه وأنه يوم ولد فيه ثبت شرعا فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ : ( فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ) .

لكن زيادة العبادات الأخرى غير الصيام بغير دليل شرعي أو استمرار العبادة شهرا كاملا فرحا بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يثبت صحة هذا الفعل شرعا و لا يجوز القياس بالعبادات إذ لا يشرع القياس في العبادات، لأن العبادات مبنية على نصوص الكتاب والسنة فلا يدخلها النظر والاعتبار بخلاف الأحكام الشرعية الأخرى اذا كان القياس صحيحا وفق الأصول العلمية. 

وفي موضع اخر قال :

" يجتهدون في هذا الشهر [ في الأعمال الصالحة] ما لا يجتهدون في غيره" ... فما دليلك على زيادة الاجتهاد في هذا الشهر؟

فهذا إحداث عبادة بغير دليل شرعي.

وانكار الشنقيطي ان يكون عيدا لفظا ثم الاحتفاء بهذا اليوم والاحتفال فيه بهذه الطريقة التي ذكرها كل يوم أو شهر سنويا أليس هذا عيدا عمليا يخالف قولك ؟

وهذه الطريقة التي ذكرتها تخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ترد عن أو في هدي السلف الصالح و لو تأملنا شروط وجود البدعة المنصوص على ضلالتها من الشارع لوجدنا مطابقة هذا الفعل لهذه البدع فهي :

اولا :

تخالف السنة لأنها  لم تأت بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فكل ما عارض السنة من الأقوال أو الأفعال أو العقائد ولو كانت عن اجتهاد فهذه هي البدعة  .

ثانيا :

كل أمر يتقرب إلى الله به، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالزيادة بالدين منهي عنها وهذا الفعل من الزيادة والبدع في الدين .

ثالثا :

كل أمر لا يمكن أن يشرع إلا بنص أو توقيف، ولا نص عليه، فهو بدعة إلا ما كان عن صحابي وهذا العمل الذي ذكره الشنقيطي  تشريع لم يأت بنص أو توقيف ولم يؤثر عن الصحابة رضي الله عنهم. 


رابعا :

ما ألصق بالعبادة من عادات الكفار  ففي هذا العمل غلو و مشابهة لفعل ملل الكفر في وضع ايام محددة بالسنة لتقديس كبارهم. ومن ذلك الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام في الديانة النصرانية الوثنية. 


خامسا :

ما نص على استحبابه بعض العلماء سيما المتأخرين منهم ولا دليل عليه ؛ والشنقيطي  نص على استحباب العمل في يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بغير دليل شرعي ثم جعلت صاحبه بين الأجر والأجرين وليس معك دليل صحيح صريح يدل على صحة هذا الفعل. 


سادسا :

 كل عبادة لم تأت كيفيتها إلا في حديث ضعيف أو موضوع.

و لأهل الضلال أحاديث موضوعة مكذوبة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في فضيلة الاحتفاء بميلاده صلى الله عليه وسلم. 

سابعا :

الغلو في العبادة وهذا الأحداث المذكور لا شك انه غلو محرم شرعا. 

ثامنا :

 كل عبادة أطلقها الشارع وقيدها الناس ببعض القيود مثل : المكان أو الزمان أو صفة أو عدد ".

وهذا الشرط الثامن ينطبق على هذا الفعل فهو تخصيص زمان لعبادة بغير مخصص شرعي وهو الدليل من كلام الله سبحانه وتعالى أو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم . ينظر :[ كتاب أحكام الجنائز (٢٤٢)].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" والعبادات مبناها على التوقيف والاتِّباع ، لا على الهوى والابتداع، فالأدعيةُ والأذكارُ النبويَّةُ هي أفضل ما يتحرَّاه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمانٍ وسلامةٍ ، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنها لسانٌ ، ولا يحيط بها إنسانٌ ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرَّماً ، وقد يكون مكروهاً ، وقد يكون فيه شركٌ مما لا يهتدي إليه أكثرُ النَّاسِ ، وهي جملةٌ يطول تفصيلها .وليس لأحدٍ أنْ يَسُنَّ للنَّاسِ نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادةً راتبةً يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداعُ دينٍ لم يأذن الله به...

وأما اتخاذ وردٍ غيِر شرعيٍّ، واستنانُ ذكرٍ غيرِ شرعيٍّ، فهذا مما يُنهى عنه، ومع هذا ففي الأدعية الشرعية ، والأذكار الشرعية : غايةُ المطالبِ الصحيحةِ ونهايةُ المقاصدِ العليَّة ، ولا يَعدلُ عنها إلى غيرها من الأذكارِ المحدَثة المبتدعةِ إلاّ جاهلٌ أو مفرِّطٌ أو متعَدٍّ ". [ مجموع الفتاوى ( ٢٢ / ٥١٠ - ٥١١)]. 

وقد اتفق كبار أئمة السلف علماء السنة مثل ابن تيميه وابن القيم وابن باز والألباني والعثيمين وغيرهم كثير على :" ان العبادة إذا ورد الأمر فيها مطلقا دون تحديد لوقتها ؛ تخصيص وقت لها بلا دليل شرعي يعتبر من البدع "

و " النبي ﷺ أكمل لنا الدين ولم يذكر لنا احتفال ببدعة المولد النبوي  لا في القرآن والسنة، انت يا من تحتفل في زمان الفتن هل انت اعلم وافهم من الرسول ﷺ ؟ 

 إما ان تقول ان النبي ﷺ لم يبلغ ما انزل الله

 وإما ان تقول عن نفسك اعلم وافهم من النبي ﷺ  وكلا القولين مصيبة عظيمة ؛ والذين يخالفون دين الله وسنة رسوله ﷺ ثم يدعون محبته وذلك في مخالفة سنته فالله سبحانه وتعالى يبين كذبهم قال الله تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ}، ان صدق المحبة يكون في اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم "

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة 

ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

°°°°°°°°°°°°°°

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

[ رد عدوان الشيخ فيصل بن قزار الجاسم على حقوق خاصة المسلمين وعامتهم ]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فقد اطلعت على كلام عاطفي بعيدا عن الحق والعدل والإنصاف والعلم والحكمة للشيخ فيصل بن قزار الجاسم فكان لنا وقفات علمية مع كلامه فنقول وبالله التوفيق :


اولا :

ان الضال المنحرف  يرد عليه في حرب او سلم. والضال من معطل جهمي أو رافضي أو خارجي لا يصحب جيش المسلمين ولا يكون معهم لإن من الأسباب العظيمة في هزيمتهم ونكبتهم ونزول سخط الله عليهم هو أن يكون معهم. 


ثانيا :

انت طالبت بالتثبت واقول لك فهل اتصفت  بهذه الصفة الطيبة ولم تحكم وانت غضبان؟ . 

نأمل ذلك 


ثالثا :

فريضة الوقت أو فرض الوقت ماهي أو ماهو  ؟

والجواب :.

فريضة الوقت 

كل فريضة حضر وقتها فيجب اداؤها كما ورد في نصوص الوحيين.. 

وكأنه يوجب الجهاد مع حركة حماس ذنب إيران المجوس َ؛ لأن هذا عنده هو فريضة الوقت. 


رابعا :

ابن باز رحمه الله تعالى امام عالم علامة وليس شماعة تعلق عليها اقذار  الإخوانية الخارجية. 

فهذا الإمام يهتم بأمر المسلمين فحينما كانت الإخوانية الخوارج سببا في استحلال دمائهم وإثارة الحاكم  الأسد في سوريا  أو غير الأسد عليهم. 

وقف مع المسلمين وليس مع من حرض عليهم الحكام. 


خامسا :

تنتقد علماء السنة وأئمة السلف وتجعلهم  ما بين حمقى وجهلة اولا عقل له أو مرتزق.. فهذه الأوصاف ابتعد عنها  لعل انطباقها عليك تضمنا ومطابقة والتزام  . 


سادسا :

يقول أهل العلم :" ان من السياسة ترك السياسة" 

وقد رأيت في عبارتك ( هوي اسياده) تطرقا للسياسة.. 

ماذا تعني بالأسياد ؟ 

هل هم ولاة الأمر الذين يجب علينا وعليك طاعتهم شرعا وفي عنقك بيعة لهم وتجعل طاعتهم والتي هي طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم هوي { مالكم كيف تحكمون؟ }. 


سابعا :

أمرت برسالتك بطاعة قادة حماس ونهيت عن التعرض لهم بخلاف ( الأسياد ) لك شرعا. 

علما بأن حماس افتي ببعدها عن الإسلام امام السنة في عصره الإمام الألباني رحمه الله وهي مليشيا دموية ليس لقادتها طاعة مطلقة فليست لها قوة ولا غلبة وهنا ريس فلسطين  موجود حي يرزق فلما لم تقل  بوجوب الطاعة له ؟ 

ولما جعلت حماس  -  اذناب الروافض المجوس في إيران - هم القادة الذين يجب طاعتهم وقلبت ظهر المجن على ولاة امرك إذ جعلت طاعتهم ( هوى )؟. 


ثامنا :

تطهير المسجد الأقصى في حال قوة المسلمين واجب شرعي  لكن في حال ضعفهم في العقيدة والعدد و العتاد مع تطور تقني عسكري لعدوهم فمن الحكمة عقد الصلح معهم وهذا أمر فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع الكفار في حال ضعف الدولة الإسلامية .... وهل تعلم أن من الأسباب الرئيسية في ضعف الدولة المسلمة هو أن يتحدث الرويبضة في شأن العامة وكان عليهم  ان بحسنوا تدبير شؤون بيوتهم قبل أن يتكلموا في امر عام هام ويلقون فيه اللوم على المسلمين خاصة وعامة. 


تاسعا :

قولك توجيه النقد وسهامه على المستضعف المستباح... وتعني حركة حماس 

فالسؤال أوجه لك :

من الذي قال عن قاسم سليماني المجرم الاثيم :

" انه شهيد القدس". 

أليس المدعو هنية الذي يسكن أرقى الفنادق.. ويصف من استحل دماء المسلمين بهذا الوصف العظيم الذي لا يستحقه هذا المجرم وليس هنية هو من يعطي الالقاب والأوصاف وفق هواه الرافضي.. 

وللعلم : هنية قائد مليشيا حماس وهي ذراع رافضي مجوسي ايراني يريد قتل جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بما فيهم انت يريد قتلك لكن ماذا عملت الحماقة بأصحابها؟ 



عاشرا :


السؤال الآخر :

من الذي اعتدى علي مستوطنات اليهود وقتلهم وفعل ما يندى له الجبين امام أنظار وشاشات  العالم فتسبب في هيجان القوات المسلحة العظمى على أهلنا في غزة وقائدهم  نائم مع أهله واولاده في افخم الفنادق خارج فلسطين وفي حسابه البنكي مليارات الدولارات والتي حرم منها المستضعفين في فلسطين... 


الحادي عشر :

ثم من تعني وتقصد بقولك :" القوي القادر التارك لما أوجب الله عليه تجاه المستضعفين.... الخ هذيانك".. 

هل تعني ولاة امرك في الكويت او ولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية أو في اي دولة عربية ذات سيادة  ... 

ولي الأمر من الحقوق  الشرعية ان  يتأدب معه 

في طريقة النصح وان تكون سرية انظر قول الله تعالى :{ فقولا له قولا لينا...} الآية... فربنا عز وجل يأمر رسله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام بهذا الأدب الرفيع في حق فرعون الكافر الذي قال :{ انا ربكم الأعلى} 

ومعلوم بداهة ان نصح الحكام يحرم علانية مثل طريقتك هذه... 

وقد أتت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحريم اعلان النصح للحكام  يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( من كان ذا نصيحة للأمير فلا يبدها علانية وليخلوا به وياخذ بيده....) حديث صحيح ثابت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا قال أئمة السنة وأعلام السلف منهم الإمام الألباني رحمه الله فقد قام بتصحيحه في تخريجه لكتاب السنة لأبن ابي عاصم رحمه الله.. 

دع عنك الحماقة والسفاهة واترك اسلوب الإخوان الخوارج في تعاملهم مع ولاة أمرهم. 

فولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية أو في الكويت او في الإمارات أو في غيرها فيهم حنكة وحكمة وخير ورشد. 

ومن السفاهة ان تعتلي سنام الإعلام أو التواصل الاجتماعي فتعلم حكامكم كيف يسيرون سياستهم وكيف يتعاملون مع العالم.. 

أسلوبك هذا اقولها لك :

اسلوب ارعن همجي بعيدا عن السنة. 

ووصيتي لك عليك بإتباع السنة وترك التهييج والتحريض وعليك بالفقه في العلم الشرعي ... 

واقول لك :

دونك كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهدي سلفنا الصالح وعليك بإتباع كلام أئمة السنة وأعلام السلف الصالح مثل الألباني وابن باز رحمهما الله تعالى 

واذكرك ان الإمام ابن باز رحمه الله امام هدى وسنة ومع ولاة أمره وليس مهيجا محرضا عليهم وهو رحمه الله صاحب بصيرة بعيدا عن نهج الإخوانية الخوارج محاربا لهم... 

وتحريضك هذا لا ينفعك 

بقدر ما يترتب عليك من ضرر 

وقديما قيل : لسانك  حصانك. 

فلا يجمح فيك في مهاوي الردي... 

إنتبه 

لكلامك 

وليكن موزونا بالسنة

بعيدا عن رجة الإخوانية الخوارج. 

واصلح شانك 

وعليك بلزوم السنة.

اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

اللهم انصر أهلنا المستضعفين في غزة وانصرهم على عدوك من اليهود واذناب الروافض

اللهم اهلك الروافض المجوس واذنابهم.

اللهم اجعل ما كتبته خالصا صوابا متقبلا. 

اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه. 

اللهم ارزقنا رؤيتك في الآخرة. 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما...


وللعلم :

هذه تغريدة المدعو فيصل بن قزار الجاسم



https://x.com/faisalaljasem/status/1712218227122536634?s=48&t=ZGWXuVU_Yojy9mvV7uTmYQ

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023

[ كلمة حق عن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى في هذا العصر ] عن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى في هذا العصر ]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

اما بعد 


فاعلموا أيها الإخوة :

ان الجهاد في سبيل الله وفق شرع الله والمتبع فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح فرض من فروض الإسلام وهو ماض الي قيام الساعة بذلك أتت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. 

وأما تشويه الجهاد في سبيل الله في هذا العصر فقد جاء ممن يظهر ان الجهاد هو ما قام به هو وفرقته الضالة  وهو جهاد جرى لمصلحة شخصية دنيوية وفق الهوى و فيه أضرار بالاسلام ودعاته من علماء السنة اتباع السلف الصالح. 

والجهاد في سبيل الله الوحيد الصحيح في هذا العصر هو الفقه في الدين ونشر التوحيد والسنة علما وعملا ودعوة وتفنيد الشبهات وكشف البدع المنتشرة وصور الشرك كل ذلك سبيله العلم النافع واقتضاء ذلك العمل الصالح.. والذي يظهر لي ان الجهاد في هذا العصر لا يوجد ومن يزعم الجهاد فقد كذب وفجر في دعواه لأمور منها :


         (   اولا  ) 

ان من يزعم الجهاد في سبيل الله في هذا العصر  هم اناس بحاجة إلى القيام عليهم بالجهاد الأكبر وهو جهاد الحجة والبيان امتثالا لقوله تعالى :{ وجاهدهم به جهادا كبيرا } فالجهاد عند من يدعيه هو الإسراف في قتل الابرياء كما هو مشاهد والولوغ في الدماء المعصومة  والتفجير للأماكن الآهلة بالسكان الامنين والاغتيالات والتصفيات الجسدية لمن عارض فكرهم أو بين فساد عملهم بالأدلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم وضح بطلان اقوالهم بذكر إيضاح كبار العلماء في انحرافهم وخطأ تصورهم عن الجهاد  لذا قلنا ان جهاد هؤلاء الضلال هو من الجهاد الأكبر وذلك في تفنيد شبهاتهم و بيان فساد طريقتهم وانحراف منهجهم وسوء عقيدتهم وانهم ما بين مسرف في الضلال أو جاهل حاله كحال العوام بل ان كثيرا من العوام اسلم منه فطرة. 

ودعوى الجهاد في سبيل الله تقوم به الجماعات التكفيرية  لتجميع عدد كبير من الشباب الإسلامي الذي أخذته العاطفة بغير ضوابط شرعية فأصبحت له كالعاصفة في تغيير سلوكه الإنساني الي سلوك مفترس حيواني فالخوارج كلاب النار كما أتى وصفهم في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  وأتى وصفهم بالسنة كذلك بأنهم حدثاء الأسنان . 

ثم بعد تكوين بؤر الشر  يبدأ تنظيم الشر بمحاولات الخروج على ولاة الأمر  محاولة فاشلة لتأسيس خلافة مزعومة باطلة لا اساس لها من الصحة الشرعية ؛ علما بأن تعظيم الأمور السياسية ومنح الهيولي المقدسة على منصب الخلافة لا يقوم به سني من أتباع السلف الصالح بل هو خلاف دين الإسلام المبنى على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح إذ المراد نشر توحيد الله سبحانه وتعالى 

والحكم بشرع الله من مكملات التوحيد وثمراته وليس توحيدا مستقلا كما تزعمه الإخوانية الخوارج وذلك في تسميتهم توحيدا رابعا هو توحيد الحاكمية كما أن الروافض َجعلوا ر الإمامة ركنا من أركان دينهم  والخوارج والمعتزلة  نحو هذا التعظيم المبتدع.

وكثرة لهجهم بالسياسة وأهلها فحديثهم جله أو كله حول السياسة وفي السياسة وقد ذكر العلماء ان من السياسة ترك الحديث في السياسة. 

وأما زعم بعض أفراد الجماعات الضالة الانتساب الي السنة واتباع السلف الصالح فهي دعوى مجردة مغرضة لكسب أصحاب عقول الفراش [ الذي يسقط في النار ] لرمي الشباب في نار فتنة الخروج على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ممثلا ذلك في هدمهم ل[أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف] وهو أصل كبير من أصول الإسلام ومبانيه العظام...ومن ثم الخروج على ولاة الأمر. 

وفي هذا الايضاح يتبين لك كذب وفجور طائفتين 

الطائفة الأولى:

 وهم الخوارج الذين يدعون ان طريقتهم سنية سلفية وهم حرب للسنة وأهلها . 

و الطائفة الأخرى :

بعض الكتاب الذين مالوا الي الإلحاد و قلة خوف الله في قلوبهم وفجروا في خصومتهم فزعموا ان  جهيمان أو ابن لادن أو الزرقاوي أو البغدادي أو  أي خارجي هو من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهذا افتراء وكذب ويشهد  لصحة قولنا قيام هؤلاء الضلال بحرب السنة وأهلها. 

وهنا تنبيه وتنويه مهم  :

ان محمد بن عبدالله المهدي الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته صلى الله عليه وسلم يكون خليفة في وقت لا يوجد فيه أمير متولي لمقاليد الحكم في زمانه فإن في وقته فوضى لا سراة لهم ولا حاكم ولا أمير وهنا أمر آخر يجب التنبه له بأنه ثبت في السنة انه يجرى توليه خلافة المسلمين بغير رضاه.



         (      ثانيا     ) 

لا يوجد في هذا. العصر جهاد الدفع وهو الجهاد الذي يأمر به ولي الأمر لحماية الدولة الإسلامية بعد تعرضها لهجوم من الكفار..

كما أنه لا يوجد جهاد الطلب وهو الجهاد الذي يأمر بالنفير له ولي الأمر لغزو دولة كافرة منعت وصول دين الإسلام إلى رعاياها.

وذلك ان جل أو كل الدول بينها وبين ولاة الأمر في جميع الدول الإسلامية معاهدات ومواثيق تجرم وتحرم الاعتداء المتبادل

فجميع الدول بينها وبين ولي أمرك عهد وميثاق وهذه الدول  رعاياها أهل عهد في دين الإسلام فلا يتعرض لهم الا الخوارج لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم في سنته التعرض لهم ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ).رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه.

قال ابن قدامة رحمه الله  [ المغني ( ٩ / ١٩٥)] : "  ومن أعطاهم الأمان منا ; من رجل , أو امرأة , أو عبد , جاز أمانه  وجملته أن الأمان إذا أعطي أهل الحرب , حرم قتلهم ومالهم والتعرض لهم . ويصح من كل مسلم بالغ عاقل مختار , ذكرا كان أو أنثى , حرا كان أو عبدا . وبهذا قال الثوري , والأوزاعي , والشافعي , وإسحاق , وابن القاسم , وأكثر أهل العلم ". انتهى كلامه رحمه الله؛ فكيف اذا كان بينهم وبين ولي أمر الدولة عهد وميثاق.


        (    ثالثا   ) 

في الدول الكافرة  يقوم الدعاة  بشرح كتب التوحيد وإلقاء دروس الحديث والفقه من غير ان تجد أحدا يمنعهم من القيام بهذا العمل الشرعي؛ وهذا دليل قوي يبطل قول من قال بوجوب جهاد الطلب.


        (      رابعا     ) 


في الدول الكافرة وذلك 

بعد التطور المذهل للعقل البشر والسماح له بالتوسع دون ضوابط شرعية أو عقلية سليمة  نجد :

 الخواء الروحي والامراض النفسية وكثرة المصحات المختصة لعلاج الامراض النفسية ثم انتشار الانتحار وضعف العلاقات الإنسانية 

وتقديس المادة كل ذلك نتاج حسي مشاهد بسبب الاتجاه المادي وتغليب المادة على كرامة الإنسان وسعادته الروحية ..

وعلاج ذلك في نشر توحيد الله سبحانه وتعالى ونشر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح.

فلا تسبق دعوة الإخوانية الخوارج دعوة أهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.

فأي دولة أو بلد تصلها دعاة الخوارج وعملهم الوحيد هو نشر ثقافة البغض والكره و العنف والقتل والتمهيد لظهور اي فكر ضال منحرف.لذا فإن من كان مؤهلا علميا مؤصلا عقديا راسخا في العلم وأمن الفتنة فعليه نشر دين الإسلام بعلم وفقه وحكمة في هذه الدول وهناك مايعرف  بالمراكز الإسلامية لنشر دين الإسلام ومن اجلها المراكز التي قامت بإنشائها دولة المملكه العربيه السعوديه بتوجيه كريم من ولاة الأمر فيها جزاهم الله خير الجزاء.

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة.

ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه. 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

°°°°°°°°°°°°°°

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.

السبت، 7 أكتوبر 2023

رسالة خاصة في التوحيد وعن أهل التوحيد



بسم الله الرحمن الرحيم


احمد الله سبحانه وتعالى

حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم وابارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

ثم احمد الله وهو وحده المستحق للمدح والحمد والشكر والثناء ان جعلنا من أهل التوحيد والسنة المحبين لنهج وهدي سلفنا الصالح ثم له الفضل والثناء والشكر والحمد والمدح أن هيأ لنا علماء سنة سلفيين أمثال الأئمة عبدالرحمن بن حسن وجده الإمام محمد بن عبدالوهاب والألباني  وابن باز وربيع المدخلي ومحمد امان الجامي  رحمهم الله تعالى وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلم الجميع ثم نحمد الله ان هيأ لهم وهيأ لنا ولاة أمر صالحين يعرفون الحق وينصرونه ويقدمون ارواحهم فداء لدين الله دين الإسلام 

والناس سابقا ولاحقا منتشر بينهم شد الرحل الي اصحاب القبور ودعاء أصحابها من دون الله سبحانه وتعالى والذبح والنذر لغير الله تبارك وتعالى فصرفوا هذه العبادات العظيمة لغير الله سبحانه وتعالى ووجد من يطوف حول فحل النخل يطلبه الرزق والولد والمدد

وهذا هو عين الشرك بالله سبحانه وتعالي وكثرة فرق التصوف القبوري. 

مع وجود ملاحدة المناطقة 

واتباعهم من علماء الكلام وانتشار التعطيل الجهمي بفرقه المتعدده من معتزلة وكلابية وكرامية وماتريدية؛ فكان لولاة أمرنا أسرة ال سعود المباركة الطيبة جهد عظيم في بيان التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام فأبلوا في نشره ونصره بلاء حسنا فلا يوجد في المملكة العربية السعودية ضريح يعبد أو قبر يعظم فجزاهم الله عنا خير الجزاء. 

وقد قام أئمة الدعوة السنية السلفية بتجريد التوحيد وتحقيقه وتخليصه من مسائل الشرك ووسائله في علمهم وتعليمهم وقولهم وعملهم ودعوتهم فحياتهم توحيد لله وصبرا على الاذى فيه. 

فهم أهل الحق ونصروا الحق بعلم وعدل وانصاف وحكمة ورحمة وصدق بعيدين كل البعد عن الأخطاء العقدية 

ونحسبهم انهم لايتعمدون الوقوع في الخطأ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا وقد يحصل الخطأ اجتهادا لا تعمدا على جهة القلة والندرة ثم لا يسكتون على الخطأ بل يقومون بالتصحيح والتصويب؛فرحمهم الله واجزل لهم المثوبة والاجر فما نحن فيه من نعمة  التوحيد والسنة والخير والحق الا بفضل الله وحده ثم فضل ولاة أمرنا وعلماء السنة . 

وأما السؤال  عن ايراد ذكر عبارة  الزمخشري في كتاب الإمام عبدالرحمن بن حسن رحمه الله المعروف ب[ فتح المجيد ] وهو شرح لكتاب جده الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى المعروف ب[ كتاب التوحيد ] عبارة وافق فيها الزمخشري الحق 

وهذه العبارة نصها من كتاب فتح المجيد :" قال الزمخشري: "كانوا إذا اشتروا دارا أو بنوها أو استخرجوا عينا ذبحوا ذبيحة خوفا أن تصيبهم الجن، فأضيفت إليهم الذبائح لذلك "

وهذه العبارة أتى بها  في باب ماجاء في الذبح لغير الله  من كتاب فتح المجيد وهو كتاب خاص نفيس  في بيان العقيدة الصحيحة وما يضادها ويتحدث في توحيد الله في أسمائه الحسنى وصفاته العلى وفي الوهيته ربوبيته وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح والذي تحاربه وتخالفه المعتزلة الذين عرفوا بالتعطيل الجهمي وانكار ما ثبت في الكتاب والسنة من صفات الله سبحانه وتعالى وأما إثبات المعتزلة لأسماء الله فظاهره الإثبات وباطنه التعطيل لمعاني هذه الأسماء الثابتة في نصوص الوحيين فقالت المعتزلة بتباين الألفاظ وبترادف معاني ألفاظ هذه الأسماء كما هو معروف عنهم 

والمعتزلة معطلة جهمية اشتهروا بذلك وهم نفاة للقدر خوارج يرون كفر عصاة الموحدين ويبيحون الخروج على ولاة الأمور. 

وهنا أحوال ممن يريد الإطلاع على مؤلفات رموز  الضلال أو النقل عن مؤلفاتهم المشتملة للضلال المتضمنة للباطل وهذه الحالات هي :

( الحالة الأولى ) :

خاصة في من يقرأها وحده فقط ليستفيد من الصواب الموجود فيها ويحذر من اخطائهم. 

( الحالة الثانية ) :

وهذه خاصة كذلك في من اطلع عليها لبيان الشبهات الموجودة في كتب هؤلاء المبتدعة وتفنيدها والتحذير من مواقع الأخطاء العقدية فيها 

( الحالة الثالثة ) :

وهذه عامة لمن أراد ان ينقل عنهم العبارة الصحيحة  لكن يسكت عن بيان حال المنقول عنه 

( الحالة الرابعة ) :

وهي كذلك عامة في من ينقل عن مؤلفاتهم وفيها الأخطاء العقدية فيسكت عن بيان الخطأ في العبارة المنقولة مع سكوته عن بيان حال الشخص رغم ضلاله وانحرافه. 

( الحالة الخامسة ) :

ان ينقل عنهم الفوائد العلمية ويحذر من مواضع الأخطاء في كتبهم ويبين حال من نقل عنه. 

ويحتج بصحة عبارة هذا الضال وموافقتها للحق ليبين فساد ما عند أهل الأهواء والبدع والفرق من باطل. 

فهذه أحوال خمسة. 

وعند التمعن نجد الحق و الصواب :

في حالتين هما الحالة  الثانية و الخامسة  فالأولى فيها نظر بين واضح إذ لايؤمن على من اطلع على كتب أهل الضلال ان يتلبس في البدع الموجودة في هذه الكتب ف"القلوب ضعيفة والشبه خطافة" ولهذه الحال أصل شرعي في المنع وذلك " أنَّ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكتابٍ أصابه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقرأه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال فغضب وقال :( أتَتَهوَّكون فيها يا ابنَ الخطابِ والذي نفسي بيدِه لقد جئتُكم بها بيضاءَ نقيَّةً لا تسألوهم عن شيءٍ فيخبرونكم بحقٍّ فتكذبونَه أو بباطلٍ فتُصدِّقونه والذي نفسي بيدِه لو أنَّ موسى كان حيًّا ما وسِعَه إلا أن يَتبَعني). 

رواه الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما وخرجه الإمام  أحمد رحمه الله  وحسنه الإمام  الألباني رحمه الله في الإرواء ( ١٥٨٩ ). 



.فمنع الرسول صلى الله عليه وسلم النقل عنهم لان الحق في رسالته وهي شافية كافية وافية ؛ كما أن الخير موجود في الكتب السليمة الخالية من سموم البدع  مثل كتب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح الخالية من البدع والأهواء وهي كثيرة ولله الحمد ومن لم يهتدي بنور الكتاب العزيز والسنةالنبوية إذا كان وفق هدي السلف الصالح فحاله في ضلال لأن الوحي  مصدر سعادة الإنسان في الدارين... 

وفي الحالتين الثالثة والرابعة مع ماذكرنا في منع الحالة الأولى ان فيها غش للعامي وطالب العلم المبتدئ بل ولكثير من طلاب العلم لقلة الراسخين في علم التوحيد  

ثم هنا أمر وهو انه يشترط في جميع هذه الأحوال العلم المؤصل واجادته في معرفة مواضع البدع من كتب أهل الضلال وإتقانه الرد عليها وإيضاح فسادها 

ثم نأت الي مسألتنا :

فأيراد الإمام عبدالرحمن  بن حسن رحمه الله لهذه العبارة لأحد أئمة المعتزلة الضلال لعله لموافقتها للحق  فذكرها من  باب الاحتجاج على أهل الباطل لان الزمخشري مقدم عند أهل الأهواء والبدع ؟ 

وقد يحتمل انه نقلها من كتاب احد العلماء الموثوق بهم . 

وعلى كل ؛ فإن كل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأبى الله الا ان يكون لكتابه الكمال والتمام والعصمة من الأخطاء؛ قال اللهُ سُبحانَه وتعالى :{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا } قال ابن عباس رضي الله عنهما :" أي تفاوتا وتناقضا كثيرا ". 

رحم الله الإمام عبدالرحمن بن حسن وجده شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ووالدينا ووالديكم ؛ رحمة واسعه وعفا عنهم وغفر لهم واسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة.

جرى تحرير هذه الرسالة جوابا لسؤالك ؛ رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه. 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

،،،،،،،،،،،،،،

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  :  غازي بن عوض العرماني

الخميس، 5 أكتوبر 2023

[صفات حميدة يجب أن يتحلى بها من أراد نصر الحق ونشر السنة وتفنيد فساد شبهات المخالف لعقيدة أهل الإسلام ]




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 


فإن الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام  ومبانيه العظام ومن قام به بحق وفق ضوابط الشرع فهو من الجهاد الأكبر في سبيل الله امتثالا لقوله تعالى : { وجاهدهم به جهادا كبيرا} وهو من أعظم  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهله نحسبهم من الطائفة الناجية المنصورة. 

وما اشرفه واجله وانبله إذا كان على جهة الإخلاص إذا اريد به وجه الله  ديانة وتقربا اليه سبحانه وتعالى وكان صوابا  فيبشر فاعله بالخير. 

والراد على المخالف وان كان من خالفه كافرا من اليهود أو النصارى أو  الهندوس أو من الوثنيين أومن أي ملة ضالة كان فلا بد أن يكون صادقا في رده فلا يكذب ؛ عادلا فلا يظلم لإن الظلم والكذب  خصال محرمة في دين الإسلام ؛ ولا بد أن يكون  الراد مؤهلا علميا مؤصلا عقديا وان يكون بعلم وعدل وصدق وانصاف  وحكمة  ذاكرا اسم كتاب المخالف بالجزء والصفحة ان وجد وان تكون كتابته وفق الأصول العلمية والقواعد المرعية بعيدا عن الكذب والافتراء واللزق والقص بغير وجه حق..

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة 

ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

.........

كتبه : غازي بن عوض العرماني

[ المدعو سامح عسكر عودا على بدء ]




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فإن للمدعو سامح عسكر من مصر عدة دروس  يشرح فيها للمعتزلة والكلابية [الذين يسميهم اشاعرة] والمرجئة الا كتب  أهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فهو يكرههم كرها عجيبا ويبغضهم مثل بغض مشايخه الروافض الصفويين و الصوفية عباد القبور لهم  ويطلق على نفسه ليبراليا والليبرالية تيار حادث تميل إلى الإلحاد الفكري ومحاربة الدين ونشأت في أوروبا 

وهو وان رمى نفسه بالتكفير فإننا لا نكفره وهو يشهد ان (  لااله الا الله محمد رسول الله ) حتى تقام عليه الحجة الرسالية 

واهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح اعلم الناس بالحق وارحم الناس بالخلق وربهم وسع كل شئ رحمة وعلما وهو وان رماهم بالتكفير وهو يضلل ويكفر بغير ضابط شرعي وبلا وجه حق فإن أئمة السنة وأعلام السلف لا يقولون بقوله ويردون عليه بعلم وعدل وصدق وانصاف ولا يكفرون ؛ الا بعد إقامة الحجة الرسالية وانظر عدم تكفيرهم لامثال هذا الضال الجاهل  يقول شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :

  " وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر ، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم... "[ الدرر السنية ( ١ / ٦٦)]. 

 ثم جعل الإخواني المعروف المشهور بإخوانيته المدعو ابا إسحاق الحويني سلفيا سنيا وهو من مذهبه  السابق جماعة الإخوان الخوارج قبل تحوله الي توجه فكري يميل إلى الإلحاد ثم نجده يصف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ب"المجرم" 

وللعلم هذا المأفون لا يعتبر من طلاب العلم لافتقاده ابجديات العلم الشرعي  ويلاحظ عليه انه ليس من عقلاء العوام الجهلة مع نفس بين جنبيه أمارة بالسوء سولت له ان يكون متصدرا للضلال ناصرا للباطل ناشرا للفتن  واتيح لهذا الرويبضة  وسائل الإعلام  والتواصل الاجتماعي فأظهر ما كان يخفيه ومن ذلك الطعن وتشويه دين الإسلام وحملته :{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} 

ولم يعلم  :"... أَنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادَةَ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَارِ مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَةٌ، وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاَهُ اللهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}". من كلام الحافظ ابن عساكر رحمه الله كما في المجموع للنّوويّ  رحمه الله ( ١ / ٥٨٩) .

وله شطحات فكرية كثيرة أسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يهديه أو أن يقصم ظهره عاجلا لعظيم فتنته وان يكفي الله المسلمين شره .

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

........

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

《 ماهو أسباب ظهور الجماعات التكفيرية والمنظمات الفكرية المنحرفة والتنظيمات الإجرامية 》

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

 فموجب تحرير هذه الرسالة هي وصية لإخواني طلاب العلم فقد رأيت من ينشر في حالات جواله   لرموز الضلال ودعاة التكفير وناشري نهج الخوارج والتصوف القبوري 

والتعطيل الجهمي بأنواعه

 أو غيرهم من ذوي التوجهات الفكرية المنحرفة. 

من الجهلة [ جهلة بعلوم الشرع أو جهلة بحال دعاة الضلال ]

أيها الإخوة،

يسأل من جهل حال هذه الجماعات الضالة ورموزها :


  • لماذا تنتشر دعوة. التكفير ومن ذلك تنظيم القاعدة وداعش وماسبب ظهورها  ؟

ولما هذا التكفير للمجتمعات ؟

وما سبب ظهور ثمرته ونتيجته: وهو  إستحلال الدماء المعصومة من مسلمين ومعاهدين   ؟


فالجواب نقول والله المستعان وعليه التكلان :

لأسباب منها :

فمن ذلك إنتشار أو نشر مقاطع فيديو او صوتيات  أهل الأحزاب الضالة ،  و التي ظاهرها التمسح بالدين  ( ظاهرها العسل والسم في باطنها )، ولا يعرفُ  ذلك إلا من كان مؤصلا عقديا  مؤهلا علميا وكانت تربيته على الكتاب والسنة وفق نهج سلفنا الصالح  ثم رزقه الله شيخا سنياسلفيا فمن: " سعادة الحدث والاعجمي ان يوفق لشيخ سني " كما ورد ذلك عن احد علماء السلف الصالح 

أيها الإخوة :

جرى تشُويهَ صورة الإسلام ناصعة البياض وحُوربَ  بسبب تمكن هؤلاء المبتدعة من وسائل الإعلام المختلفة.

وأصبح ينبز مشايخ السنة  عند الجهلة والمبتدعة : 

ويعيرون ويطعن في نياتهم الخفية التي لا يعلمها إلا الله ويكذب عليهم وعند التمعّنِ والاطلاع على واقع الحال نجدُ أنّ أهل الحزبيّة هم من يريد الدنيا ،

وهمْ من يسعون خلف المناصب ،

وهم من تحملهم الطائرات   ويسكنون في  الفنادق على حساب غيرهم ،

وتُصرفُ لهم الأموال على نفقة الدّول الإسلامية،

وهم السبب المباشر في نشر التكفير واستحلال الدماء والإخلال بأمن الدول ومحاولة إيغار الصدور على  رجال الأمن…

فلا حققوا التوحيد ولا رفعوا رأسا بالسنة 

ولا أتبعوها 

ولا نصروها

ولا دافعوا عنها…

بل رُميت وأهلها

 بالتشدد 

والتكفير 

والإرجاء 

والعمالة  وأطلق عليها ألقابٌ فيها

 نبز 

وتعيير 

وتنفيرٌ منْها 

ومن  حمَلتها  وتشويهُ لهم 

لكن هذا دين الله الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده {إنّ الدين عند الله الإسلام}، ولن يقبل الله من خلقه دينا غير دين الإسلام 

فأنت أيها الناشر،

وانت  ياطالب العلم، 

انشر التوحيد والسنة..

انشر منهج السلف الصالح 

بينوا أهمية السنة وأصولها التي بينت على إدلة الكتاب العزيز والسنة النبوية وإجماع شيوخ الإسلام 

وأئمة السنة وعلى ذلك كبار علماء السلف الصالح والتي من أهم أصول السنة :

• 

إيضاح أهميةأصل الرد على المخالف ممن خالف الإسلام فنبذ التوحيد وراء ظهره وأنكر السنة ومال مع أهل البدع والأهواء والأحزاب .

بيان إن الإسلام جماعة واحدة لاجماعات

ودين واحد لاديانات. 

أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وتفنيد شبه من حاول تمييع هذا الأصل أو تهميشه .

أنظروا أيها الإخوة هؤلاء الكفرة من نصارى وعُبّاد وثن، قدّموا خدمات لراحة البشر وإسعادهم في دنياهم، لكنهم في ضلال وتيهٍ وخواء روحي وضياع فكري وكفر بالله ،

 وفي شقاءٍ لا مثيل له بسبب إعراضهم عن الله، قال ربنا تعالى وتقدس: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً }

وهم بحاجة ماسة الي من يعلمهم التوحيد ففيه حياة البشر وسعادتهم وفيه الهدوء والسكينة والأمن والأمان والاستقرار الروحي والعلاج النفسي 

وهذه  الأحزاب الضالة التي نسبت  نفسها إلى الإسلام ظلما وزورا. لم يمثلوا الإسلام  بصورته الحقيقية  الصحيحة السليمة من الشوائب والعوائق والأفكار المنحلة الضالة .

فقد حملوا مذهبهم الدموي التكفيري  الفاسد إلى أوروبا وأمريكا وإلى كل مكان ، فأفسدوا في الأرض وتسبّبوا في  منع الإسلام الصحيح .وضيقوا على مشايخ السنة ومنعوا بتصرفاتهم الهوجاء انتشار المد الإسلامي الصحيح 

فكانوا كالمُمهدين لنشر فكر الشر  والطعن في الإسلام وحملته بعد استحلالهم للدماء البريئة المعصومة وتفجيراتهم  الرّعناء وتصفياتهم الهمجية المخالفة لدين الإسلام وهذه التصرفات الحمقاء خدمت أعداء الإسلام..

فكأن لسان حال بعض الجهلة بالعلم الشرعي  يقول: إن دين الصوفية القبوري والرفض الإيراني الصفوي  هم أهل الإسلام.

ومع هذا يُلصقون التهم الباطلة بدعوة شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى أو

دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى،

 فصرنا نسمع النبزوالتعيير ب:

• التيمية،

• والوهابية،

• والجامية،

• والألبانية،

• والمدخلية،

• والمرجئة…

وذلك:

و من ينبز ويعير بهذه الأوصاف هم من يُطبق الإسلام الصحيح[ معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح] بشروطه وضوابطه في جميع أمور الدين ومن ذلك مسائل الإيمان والتكفير،  وتفريقهم بين التكفير المطلق والتكفير المعين

ومحاربة تكفير ولاة أمر المسلمين والخروج عليهم بأي صورة كانت أو تكفير المجتمعات الإسلامية ، وقيام كبار علماء السنة بكشفهم لشبههم التكفيرية التي يغسلون بها أدمغة حدثاء الأسنان[ كما أتى وصفهم في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ] البعيدين عن العلماء الفقهاء والذين منعوا من  مجالسة علماء السنة أتباع السلف الصالح، بل يُحذر هؤلاء هؤلاء الجهلة  من أهل الحق ومن ذلك بتعييرهم بما سبق من ألقاب ليُتاح المجال لأهل الفتن في نشر باطلهم و غسيل فكرهم القذر..

وللأسف، قد حصل سابقا بوادر بين الجهلة ؛ فهاهم المبتدعة الضلال يُنشر لهم بوسائل الإعلام المختلفة وتنشر أقوالهم لإضلال بقية العوام، ليُنتجوا ويُفرّخوا نسخاً تكفيرية داعشية وقاعدية..

لكن هيهات لهم

فلا تزالُ طائفة من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- منصورة ناجية ؛ روى البخاري  ومسلم رحمهما الله تعالى  عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ) وفي رواية مسلم  رحمه الله : (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ). 

 وعن معاوية رضي الله عنه قال : ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك )وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخـرهم المسيح الدجال ).

ولا يزالُ العدول الثقات الحفظة الأثبات  ينفون عن دين الله تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين.كما ثبت في السنة مرفوعا ونصه :

(  يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ). رواه جمع من أهل العلم و صححه الإمام الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح حديث رقم ( ٢٤٨). 

فأهل الحق لايقبلون الا الحق ولا يرضون الخطأ ولايقرونه مهما علت منزلة قائله ، وإن كانت زلةً أو هفوة ممن انتسب إلى أهل العلم ، فيُبيّنون موضع الخطأ، ويُحذرون من الخطأ، ويتجنبون أهل الزيغ والضلال والإنحراف.بالعلم والعدل والإنصاف والحكمة والحق بالإدلة بعيدا عن الظلم والكذب والحيف والهوى 

فالجماعة عندهم هم أهل السنة والجماعة، أتباعُ السلف -وإن كنت وحدك-، فقد سئل الإمام  إبن المبارك رحمه الله عن الجماعة فقال : أبوحمزة السكري.

فالكثرة لاتدل على الحق 

 أنظر قوله تعالى: { وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله}، فليس الميزان في الإسلام الكثرة و القلة، بل العبرة بإتباع الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح.

فلله در علماء السنة :

فكم نيل من أجسادهم الطيبة بضربٍ أو أذى أو قتل ؟

أو نيلَ من أموالهم بتضييقٍ أو منع أو إبعاد عن وظائفهم   ؟

لكن، كيف برجال حملوا همّ الإسلام بحق وفق الحق كما وصفهم إمام من أئمتهم -شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه- بأنّ جنتهم في قلوبهم، فقتلهم شهادة وسجنهم خلوة بربهم ونفيهم من بلدهم سياحة،

فأزرت الحيلة أعداءهم

وبعضهم يعاني  من قلة ذات يد لايعلمها إلا الله وحده، فلسان حالهم يقول: في الضراء صبرٌ وفي السرّاء شكرٌ،

وهمْ -مع هذا- سيوفهم مسلولة وخيولهم مُسرّجة ودماءُ أعدائهم منهم مضرجة، لا يكلون ولا يملون، إبراءً للذمة

ونصحاً للأمة، ولئلا يُتبعَ أهلُ الأهواء والبدع في بدعهم وضلالهم، يعرفون الحقّ ويرحمون الخلق،وربهم وسع كل شئ رحمة وعلما 

فما أجمل أثرهم على الناس، 

وما أقبح أثر الناس عليهم.

أيها الإخوة 

يا طلاب العلم،

لن تنالوا هذه المنزلة إلا بالجد والمثابرة والتشمير في 

طلب العلم السني السلفي وثني الركب على مشايخ السنة السلفيين. 

وترك مجالسة أهل البدعة والأهواء والبدع 

 ولزوم غرز كبار علماء السنة والجماعة أتباع  السلف الصالح.

ثم العمل بما علمت فإقتضاء العلم العمل.

ثم الدعوة إلي الله بعلم الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة. 

ثم الصبر على الأذى فيه .

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة.

وأوصي الإخوة طلاب العلم بالبعد عن الجماعات الضالة ولزوم طاعة ولاة أمرنا  فطاعتهم من طاعة الله سبحانه وتعالى ومن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. احذروا ممن يحرض عليهم من ذوي التوجهات الثورية فإنهم من أعداء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. 

وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه 

والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

----------

كتبهُ :

غازي  بن عوض العرماني

٢١ جمادى الآخرة ١٤٣٧ هجري.

الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

[ أهمية التوحيد وعلو منزلته وبيان فضله العظيم وتوضيح التوحيد عند أهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وبيان معرفة توحيد الملل الضالة وإيضاح بطلانه ]



  بسم الله الرحمن الرحيم 


[ المقدمة : وفيها بيان أهمية التوحيد وعلو منزلته وبيان فضله العظيم ] 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

اما بعد 


 ف ( لااله إلا الله ) هي كلمه التوحيد : "  وروح هذه الكلمة وسرها: إفراد الرب  جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، وتبارك اسمه، وتعالى جده، ولا إله غيره - بالمحبة والإجلال والتعظيم، والخوف والرجاء، وتوابع ذلك من التوكل والإنابة، والرغبة والرهبة، فلا يحب سواه، وكل ما يحب غيره فإنما يحب تبعا لمحبته، وكونه وسيلة إلى زيادة محبته، ولا يخاف سواه، ولا يرجي سواه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يرهب إلا منه، ولا يحلف إلا بإسمه، ولا ينذر إلا له، ولا يتاب إلا إليه، ولا يسجد إلا له، ولا يذبح إلا له وباسمه، ويجتمع ذلك في حرف واحد، وهو: أن لا يعبد إلا إياه بجميع أنواع العبادة، فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله؛ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة، ومحال أن يدخل النار من تحقق بحقيقة هذه الشهادة وقام بها، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} [المعارج : ٣٣] ". [ كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي( ١٩٨)].

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله [ كتاب الفوائد( ٥٣ )]: 

"التَّوْحِيد مفزع أعدائه وأوليائه، فأما اعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْك دَعَوْا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [ العنكبوت : ٦٥ ] وَأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها؛ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات وفزع إليه أتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة، ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه لأن الإيمان عند المعاينة لا يقبل، هذه سنة الله في عباده، فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد؛ ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد. فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها. وبالله التوفيق." 

وفي [ زاد المعاد( ٢ / ٢٢ ) يقول رحمه الله : 

" فأعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ} [الزمر:  ٢٢ ]". 

و " كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه، فإن القرآن: إمَّا خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري، وإمَّا دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإمَّا أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته، وإمَّا خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده، وإمَّا خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم."[ مدارج السالكين ( ٣ / ٤٥٠ )].

والتوحيد : " هو أول واجب وآخر واجب، فالتوحيد أول الأمر وآخره "  التوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)" 

" فهو أول واجب وآخر واجب، فالتوحيد أول الأمر وآخره."  "التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى." [ مدارج السالكين ( ٣ / ٤٤٣)]. 

و " التّوحِيدُ أَلْطَفُ شَيْءٍ وَأَنْزَهُهُ وَأَنْظَفُهُ وَأَصْفَاهُ،

فَأدْنىَ شَيءِ يَخدِشُهُ وَيُدَنِّسُهُ وَيُؤَثِّرُ فِيهِ،

فَهُوَ كَأَبٍيَضِ ثَوْبٍ يَكُوُنُ يُؤَثّرُ فِيهِ أَدْنَى أَثَرٍ،

وَكَالمِرْآةِ الصَّافِيَةِ جِدًّا أَدْنَى شَيْءٍ يُؤَثّرُ فِيهَا،

وَلِهَذَا تُشَوِّشُهُ اللَّحْظَةُ وَاللَّفْظَةُ وَالشَّهْوَةُ الخَفِيَّة،

فَإِنْ بَادَرَ صَاحِبُهُ وَقَلَعَ ذَلِكَ الأَثَرَ بِضِدِّهِ

وَإلاَّ اسْتَحْكَمَ وَصَارَ طَبْعًا يَتَعَسَّرُ عَلَيْهِ قَلْعَهُ". [ كتاب الفوائد( ٢٣٣)].

قال شيخ الإسلام  ابن تيمية رحمه الله:

" إنَّ حَقِيقَةَ التَّوْحِيدِ أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ،

فَلاَ يُدْعَى إلاَّ هُوَ، وَلاَ يُخْشَى إِلاَّ هُوَ،

وَلاَ يُتَّقَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَوَكَّل إِلاَّ عَلَيْهِ، وَلاَ يَكُونُ الدِّينُ إِلاَّ لَهُ، لاَ لأحَدٍ مِنَ الخَلْقِ،

وَأَلاَّ نتَّخِذَ المَلاَئِكَةَ وَالنَبيِّين أَرْبَابًا، فَكَيْفَ باِلأئمَّةِ،وَالشُّيُوخِ، والعُلَمَاءِ، وَالمُلُوكِ، وَغَيْرِهِم"[ منهاج السنة النبوية ( ٣ / ٤٩٠)].

قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى وتقدس:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[ الذاريات : ٥٦] 

ويبين التوحيد وأهميته: " هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم ".


[ الفصل الأول : التوحيد عند أهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ]


" بالاستقراء والنظر والتأمل في الآيات والأحاديث وما كان عليه أهل الشرك اتضح أنها ثلاثة أقسام :

 اثنان أقر بهما المشركون، والثالث جحده المشركون وقام النزاع بينهم وبين الرسل في ذلك، والقتال والولاء والبراء والعداوة والبغضاء، ومن تأمل القرآن الكريم والسيرة النبوية وأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام وأحوال الأمم عرف ذلك.

وقد زاد بعضهم قسما رابعا سماه: " توحيد المتابعة" يعني: وجوب اتباع الرسول والتمسك بالشريعة، فليس هناك متبع آخر غير الرسول ﷺ، فهو الإمام الأعظم وهو المتبع، فلا يجوز الخروج عن شريعته، فهي شريعة واحدة إمامها واحد، وهو نبينا عليه الصلاة والسلام فليس لأحد الخروج عن شريعته، بل يجب على جميع الثقلين الجن والإنس أن يخضعوا لشريعته، وأن يسيروا على منهاجه في التوحيد، وفي جميع الأوامر والنواهي، وهذا القسم الرابع معلوم، وهو داخل في قسم توحيد العبادة، لأن الرب سبحانه أمر عباده باتباع الكتاب والسنة، وهذا هو توحيد المتابعة، وقد أجمع العلماء على وجوب اتباع الرسول والسير على منهاجه، وأنه لا يسع أحد الخروج عن شريعته كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، فإن الخضر نبي مستقل على الصحيح ليس تابعا لموسى، وقد كان الأنبياء والرسل قبل محمد كثيرين كل له شريعة كما قال الله سبحانه: { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨ ]، أما هذه الأمة فليس لها إلا نبي واحد وهو محمد عليه الصلاة والسلام، فالواجب على هذه الأمة من حين بعث الله نبيها محمدا وإلى يومنا هذا إلى يوم القيامة اتباع هذا النبي وحده والسير على شريعته المعلومة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وليس لأحد الخروج عن ذلك، ليس لأحد أن يقول: أنا أتبع التوراة أو الإنجيل، وفلانا أو فلانا بل يجب على الجميع اتباع شريعة محمد ﷺ، ومن زعم أنه يجوز لأحد الخروج عنها فهو كافر ضال بإجماع المسلمين.

وقد علمنا مما سبق أن أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

فتوحيد الربوبية: وهو الإيمان بأفعال الرب سبحانه أنه فعال لما يريد، وأنه الخلاق الرزاق، وهذا القسم ما أنكره المشركون بل أقروا به، وهو يستلزم توحيد العبادة ويلزمهم بذلك، فمن كان بهذه الصفة من كونه هو الخلاق، الرزاق، المحيي، المميت، ومدبر الأمور، ومصرف الأشياء وجب أن يعبد وأن يخضع له فإنه يقول سبحانه: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس:٣١] والمعنى: ما دمتم تعلمون أن هذا الله أفلا تتقون الله في توحيده والإخلاص له! وترك الإشراك به! وهم مقرون بهذا يعلمون أنه ربهم وخالقهم ورازقهم، ولكنهم اعتقدوا أن تقربهم إليه بعبادة الأوثان والأصنام أنه شيء يرضيه، كما قال الله سبحانه: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس:١٨] هذا اعتقادهم الباطل { إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ }[الأعراف:٣٠] الشياطين زينت لهم السوء وزينت عبادة الأصنام، والملائكة، والأنبياء، والأشجار، والأحجار وغير ذلك، فاحتج الله عليهم بما أقروا به من توحيد الربوبية، والأسماء والصفات على ما أنكروه من توحيد العبادة، لأن الذي يخلق ويرزق ويدبر الأمر ويحيي ويميت هو المستحق لأن يعبد ويطاع سبحانه وتعالى.

وهكذا أسماؤه كلها دليل ظاهر على أنه هو المستحق للعبادة، فهو الرحمن الرحيم، الرزاق العليم المدبر للأمور، مالك الملك، العالم بكل شيء، والقادر على كل شيء، وهو الفعال لما يريد فمن كان بهذه المثابة وجب أن يعبد وحده دون ما سواه، وهذه الأسماء كلها دالة على معان عظيمة: الرحمن يدل على الرحمة، العزيز يدل على العزة، الرؤوف يدل على الرأفة، السميع يدل على أنه يسمع دعوات عباده وكلامهم، والبصير الذي يراهم ويشاهد أحوالهم إلى غير ذلك، فهي أسماء عظيمة حسنى دالة على معان عظيمة كلها حق، وكلها ثابتة لله سبحانه على وجه يليق به سبحانه، لا شبيه له فيها ولا نظير، كما قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١ ] وقال سبحانه: { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:٤].

والصحابة رضوان الله عليهم وأتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كلهم مجمعون على إثبات الأسماء والصفات، وأنها حق ثابتة لله تعالى على وجه يليق به بلا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وأن الاستواء، والنزول، والسمع والبصر، والكلام وسائر الصفات كلها حق، وهكذا سائر الأسماء حق، ولهذا قال تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨] أي اسألوه بها فهو يدعى ويسأل بأسمائه: يا رحمن يا رحيم، يا عزيز يا غفور، اغفر لي، ارحمني، فرج كربتي، إلى غير ذلك، كما أنه يدعى أيضا بتوحيده والإيمان به، كما قال تعالى: { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}. [آل عمران: ١٩٣] وكما في الحديث: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فهو يسأل بتوحيده والإيمان به، واعتراف العبد بأنه ربه الله ومعبوده الحق، وهكذا يسأل بالأعمال الصالحات، ويتوسل إليه بها فهذا كله من أسباب الإجابة كما سأله أصحاب الغار بأعمالهم الصالحة، وهم قوم دخلوا غارا للمبيت فيه والاتقاء من المطر، فأنزل الله عليهم صخرة سدت الغار عليهم، فلم يستطيعوا رفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لن يخلصكم من هذه الصخرة إلا الله بسؤالكم الله بأعمالكم الصالحة، فتوسل أحدهم ببره لوالديه، والآخر بعفته عن الزنا، والثالث بأدائه الأمانة، ففرج الله عنهم الصخرة فخرجوا، كما صح بذلك الحديث عن النبي ﷺ وهذا من آياته العظيمة سبحانه وتعالى، ومن الدلائل على قدرته العظيمة.

فهو يحب من عباده من يتوسل إليه بأسمائه وصفاته وأعمالهم الطيبة، أما التوسل بجاه فلان، أو بحق فلان، أو بذات فلان، فهذا بدعة.

ولهذا لما توفي النبي ﷺ وكانوا يتوسلون بدعائه في حياته، فيقولون: يا رسول الله ادع الله لنا، ويدعو لهم ﷺ كما وقع في أيام الجدب وكان على المنبر، فطلبوا أن يدعو الله لهم، فدعا الله لهم واستجاب الله له وفي بعض الأحيان كان يخرج إلى الصحراء، فيصلي ركعتين ثم يخطب ويدعو.

فلما توفي ﷺ عدل عمر إلى عمه العباس، فقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فقام العباس ودعا فأمَّنوا على دعائه فسقاهم الله.

ولو كان التوسل بالذات أو الجاه مشروعا لما عدل عمر والصحابة  إلى العباس، ولتوسل الصحابة بذاته، لأن ذاته عظيمة عليه الصلاة والسلام حيا وميتا.

والمقصود من هذا أن الرسول ﷺ صان هذا التوحيد وحماه، وبين أن الواجب على الأمة إخلاص العبادة لله وحده، وأن يتوجهوا إليه جل وعلا بقلوبهم وأعمالهم في عبادتهم، وألا يعبدوا معه سواه لا نبيا ولا ملكا ولا جنيا ولا شمسا ولا قمرا ولا غير ذلك.

والله سبحانه أوجب على عباده ذلك في كتابه الكريم، وعلم الأمة ذلك أن يعبدوه وحده، ويتوجهوا إليه وحده، والرسول ﷺ أكمل ذلك وبلغ البلاغ المبين، وحمى حمى التوحيد، وحذر من وسائل الشرك، فوجب على الأمة أن تخلص لله العبادة، فالعبادة حق الله وحده وليس لأحد فيها نصيب، كما قال الله سبحانه: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:٢-٣] وقال سبحانه: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر: ١٤] وقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} [الإسراء:٢٣] وقال تعالى:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] وقال جل وعلا: { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:٥] والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وقال النبي ﷺ : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا) متفق على صحته.

وهذا أمر معلوم بالنصوص من الكتاب والسنة وبالضرورة، ولهذا يجب على علماء الحق أن يبذلوا وسعهم في تبيين هذا الحق بالكتب والرسائل ووسائل الإعلام، والخطب والمواعظ، وبسائر الوسائل الممكنة؛ لأنه أعظم حق وأعظم واجب، ولأنه أصل الدين وأساسه كما تقدم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ".[ مجموع فتاوى ومقالات الإمام ابن باز  رحمه الله تعالى  ( ٩ / ٦٣)].


[ الفصل الثاني :   تعريف التوحيد عند أهل البدع وفرق الضلال ] 




                  (  أولا  )


توحيد الفلاسفه والملاحده:

منهم من أنكر وجود الله سبحانه وتعالى وهم قلة من الفلاسفة الدهريين أو الوجوديين. 

ومنهم من اثبت الها  مجردا عن الصفات و الماهيه.فليس لله صفة ولا له قدرة تعالي ربنا وتقدس

وهم لا يؤمنون بوحي الله سبحانه وتعالى ولم يستنيروا بنور الله ولم يرفعوا رأسا بالكتب المنزلة على رسل الله عليهم الصلاة و السلام  ولم يؤمنون  برسل الله عليهم الصلاة و السلام 

 فأعتماد الفلاسفة  في إثبات ربهم أو توحيده اما على عقائد وثنية أو على افتراضات عقلية ذهنية تخمينية لا وجود لها في الواقع وينكرها العقل السليم . وتكثر هذه النوعية في المدرسة الحديثة التي تسمى العلمانية [ الملاحدة الجدد] أو الليبرالية .

فهم يتبعون الفلاسفة  مابين منكر لوجود الله أو مثبت آله مجرد عن الصفات فهو اشبه بالعدم أو هو معدوم  


              ( ثانيا ) 


التوحيد عند المتكلمه الجهمية :


يعترفون بتوحيد الربوبيه فقط ويقولون بوجوب تعطيل الصفات أي أنها أسماء بلا معنى 


وهذا خلاف كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد إجماع المسلمين وينافي لغة العرب وهذا نوع الحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى.   

ويقال لهم معطلة لأنهم عطلوا ما يجب لله سبحانه وتعالى من أسمائه وصفاته الثابتة له في الكتاب العزيز والسنةالنبوية. 

وكلامهم هو عين كلام اسيادهم من الملاحدة الفلاسفة 

وأما  نسبتهم الي  الجهم : لأنه من نشر هذا الإلحاد الفلسفي بين المسلمين فنسبوا إليه  

فهم معطلة جهمية 



               (  ثالثا   )


التوحيد عند المعتزله :  فالتوحيد عندهم تعطيل صفات الله عن معناها واثبات الها مجردا عن الصفات فدينهم هو عين دين ملاحدة الفلاسفة 


ولهم طريقة باطلة يخدعون بها العوام  : فيثبتون اللفظ ويعطلون المعنى ويقولون عن جميع أسماء الله الحسنى وصفاته العلى أنها الفاظ متباينة لمعنى واحد مترادف وما امتحان جميع علماء المسلمين في مسألتهم المشهورة  

  " القول بخلق القرآن " الا دليل واضح على تعطيل الله عن صفة الكلام الثابتة له في الكتاب العزيز والسنةالنبوية؛ وينتشر هذا المذهب بين الروافض والزيدية والاباضية والليبرالية في هذا العصر 




          (    رابعا    )


نجد مذهب الماتريدية الذي انتشر بقوة سيف الدولة العثمانية من القرن السابع الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري وكذلك مذهب الاشاعرة[ الكلابية] والكرامية

وغيرها من مذاهب التعطيل الجهمي الفلسفي  تنحى إلى الإلحاد في تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى تحت مظلة التأويل

وتوحيد الربوبية عندهم هو توحيد الذات وهو  إثبات آله مجرد عن الصفات التي يسمونها اجزاء  ودليلهم في إثبات هذا التوحيد  هو العقل البشر فقط وهو مقدم عندهم على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا يرده العقل السليم لأن العقل البشري المجرد يقف عاجزا حائرا عن معرفة روحه وحقيقته فكيف يعرف اسماء الله الحسنى أو صفاته العلا الا بوحي من الله تعالى ربنا أو اخباره لأحد رسله عليهم الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح : ( اللهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك اللهمَّ بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابِك، أو علَّمته أحدًا مِن خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك.....) من رواية الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والبزار والطبراني رحمهم الله جميعا وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ١٩٩). 


 

              (  خامسا  ) 



التوحيد عند الصوفيه:


 ينقسم الي ثلاث أقسام :

١- توحيد العامه

٢- توحيد الخاصه

٣- توحيد خاصه الخاصه

ولكل قسم من هذه الأقسام توحيد مخالف للقسم الآخر ومخالف لدين  الإسلام.

بل يتضمن الإلحاد في دين الله 

فقد جعلوا مشايخهم اربابا من دون الله وهذا لم تفعله كفار قريش بل العلمانية الكافرة أفضل من الصوفية الوثنية الفاجرة إذ الأولى تعظم العقل فوق حجمه الحقيقي الطبيعي مع الحاد في الدين وأما الصوفيه  فلا شرع ثابت ولاعقل سليم فكلاهما  ملغي عندهم. 

وتجعل حياة الإنسان أشبه بعيشة البهائم .


             (  سادسا  ) 


توحيد القدريه : 

ومعناه عندهم إنكار قدرة الله سبحانه وتعالى وإنكار عموم مشيئته للكائنات وقدرته عليها

وهذا ينتشر في الاباضية والزيدية والرافضة 

ويجمع ذلك فكر الاعتزال .


             (  سابعا  ) 


توحيد الجبريه : 


 ومعنى التوحيد عندهم : هو تفرد الرب بالخلق والفعل وأن العباد غير فاعلين حقيقه فهم مجبرون على أفعالهم لهذا أطلق عليهم علماء السنة مسمى الجبرية  وينتشر هذا المذهب في الاشاعرة[ الكلابية] والماتريدية.



              (   ثامنا   ) 


مفهوم التوحيد عند الإخوانية الخوارج  :


هو إفراد الله تعالى بالحكم والملك فقط و كان من ثمرة هذا التعريف السيئ لتوحيد الله  ظهور مايعرف بتوحيد الحاكمية وهذا هو عين معتقد الخوارج السابقين ( لاحكم إلا لله ) والحكم لله سبحانه وتعالى  لكن أرادوا به شرا وارادوا به معنى باطلا .


[  الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها ] 


التوحيد موضوع عظيم هو أساس الملة، وأساس جميع ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم.

ولا ريب أن هذا المقام جدير بالعناية، وإنما ضل من ضل وهلك من هلك بسبب إعراضه عن هذا الأصل وجهله به وعمله بخلافه، وكان المشركون قد جهلوا هذا الأمر من توحيد العبادة الذي هو الأساس الذي بعثت به الرسل وأنزلت به الكتب وخلق من أجله الثقلان: "الجن، والإنس" وظنوا أن ما هم عليه من الشرك دين صالح وقربة يتقربون بها إلى الله مع أنه أعظم الجرائم وأكبر الذنوب، وظنوا بجهلهم وإعراضهم وتقليدهم لآبائهم ومن قبلهم من الضالين أنه دين وقربة وحق وأنكروا على الرسل وقاتلوهم على هذا الأساس الباطل كما قال سبحانه:{ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ }[الأعراف:٣٠] وقال جل وعلا: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: ١٨ ] وقال سبحانه: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر:٣] وأول من وقع في هذا البلاء واعتقد هذا الشرك قوم نوح عليه الصلاة والسلام فإنهم أول الأمم الواقعة في الشرك، وقلدهم من بعدهم، وكان سبب ذلك: الغلو في الصالحين وأنهم غلوا في ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا، وكان هؤلاء رجالا صالحين فيهم فماتوا في زمن متقارب فأسفوا عليهم أسفا عظيما وحزنوا عليهم حزنا شديدا فزين لهم الشيطان الغلو فيهم وتصويرهم ونصب صورهم في مجالسهم وقال: لعلكم بهذا تسيرون على طريقتهم، وفي ذلك هلاكهم وهلاك من بعدهم فلما طال عليهم الأمر عبدوهم. وقال جماعة من السلف: فلما هلك أولئك وجاء من بعدهم عبدت هذه الأصنام وأنزل الله فيهم جل وعلا قوله سبحانه: { وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ۝ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضَلالًا ۝ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا } [نوح:٢٣-٢٥].

فالغلو في الصالحين من البشر وفي الملائكة والأنبياء والجن والأصنام هو أصل هذا البلاء، والله بين على أيدي الرسل أن الواجب عبادته وحده سبحانه، وأنه الإله الحق وأنه لا يجوز اتخاذ الوسائط بينه وبين عباده، بل يجب أن يعبد وحده مباشرة من دون واسطة، وأرسل الرسل وأنزل الكتب بذلك وخلق الثقلين لذلك قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:٥٦ ] وقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } [البقرة:٢١]، وقال : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:٢٣] وقال سبحانه:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }[الفاتحة:٥] وقال : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:٣٦]، وهذا المقام- أعني مقام التوحيد- دائما وأبدا يحتاج إلى مزيد العناية بتوجيه الناس إلى دين الله وتوحيده وإخلاص العبادة له؛ لأن الشرك هو أعظم الذنوب وقد وقع فيه أكثر الناس قديما وحديثا، فالواجب بيانه للناس والتحذير منه في كل وقت، وذلك بالدعوة إلى توحيد الله سبحانه والنهي عن الشرك وبيان أنواعه للناس حتى يحذروه، وقد قام خاتم الأنبياء محمد ﷺ بذلك أكمل قيام في مكة والمدينة ومع هذا فقد ملئت الدنيا من هذا الشرك بسبب علماء السوء ودعاة الضلالة، وإعراض الأكثر عن دين الله وعدم تفقههم في الدين وعدم إقبالهم على الحق وحسن ظنهم بدعاة الباطل ودعاة الشرك إلا من رحم الله، كما قال الله سبحانه: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [يوسف:١٠٣] وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سبأ:٢٠] وقال : { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ} [الأنعام:١١٦]، فلهذا انتشر الشرك في الأمم بعد نوح في عاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم شعيب وقوم لوط ومن بعدهم من سائر الأمم وصاروا يقلد بعضهم بعضا يقولون: { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف:٢٢] وإذا كان هذا البلاء قد عم وطم ولم يسلم منه إلا القليل، فالواجب على أهل العلم أن يقدموه على غيره -أعني بيان التوحيد وضده- وأن تكون عنايتهم به أكثر من كل نوع من أنواع العلم لأنه الأساس فإذا فسد هذا الأساس وخرب بالشرك بطل غيره من الأعمال، كما قال سبحانه: { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:٨٨] وقال سبحانه:  { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:٦٥-٦٦] والصوم والحج وغير ذلك من العبادات لا تنفع.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

...........................

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

[ ماهو علم الكلام؟ ومن هم المتكلمة أو أهل الكلام ؟ ]

 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

اما بعد 


فنقول وبالله التوفيق إجابة لهذا السؤال :


هم طائفة من المنتسبين الي الإسلام المتأثرين بفلاسفة اليونان  ظهرت في عهد الدولة العباسية ايام حكم المأمون وقد اشتغلوا بنشرفكر الفلاسفة اليونانيين  بين المسلمين بعد ترجمة كتبهم إلى اللغة العربية مع عدم اهتمامهم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يرفعوا رأسا بعلم الكتاب والسنة وان تعلموها علموها كما يظهر للناس  فغلب على هؤلاء المتكلمة الاحتجاج بالمنطق  وترك الكتاب والسنة؛

وعُرفوا عند أهل الإسلام بالمتكلمة أو أهل الكلام.

وعلم الكلام هو : " الاستدلال بالحجج العقلية في إثبات الألوهية وترك ما ثبت في الكتب المنزلة والرسل المرسلة  وهو أحد اجزاء ما يعرف بالمنطق الارسطي  الذي يشمل دخوله في الفيزياء والجبر والرياضيات وغيرها..

وغيرها من علوم افتراضية 

وكان علم الكلام سببا رئيسا في ظهور فرق التعطيل والتجهم والاعتزال والتمشعر والقول بالجبر والقدر..

وعلم المنطق: كما قال علماء الإسلام: لاينفع الذكي ولايستفيد منه الغبي .

ومن نتائج زبالة فكرهم : ما جرى من امتحان علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم في مسألة القول بخلق القرآن بل وفي مسائل عقدية  كثيرة من مسائل أصول الدين مخالفة لدين الله الذي ارتضاه وهو دين الإسلام.

وللعلم :

فقد دخل هذا الشر مذاهب انتسبت الي الإسلام فأينما تجد معتزليا أو أشعريا أو رافضيا أو زيديا أو إباضيا (أو صوفيا) فهو المعني بعبارة(المتكلمة) في الغالب لأنّ الأوائل من ضلال المتكلمة ماتوا وبقى فكرهم حيا في هذه النحل الضالة…

قال في متن الطحاوية متحدثا عن الكلام وأهله: " فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق والتكذيب، والإقرار والإنكار، موسوسا تائها، شاكا زائغا، لا مؤمنا مصدقا، ولا جاحدا مكذبا". 

قال ابن أبي العز رحمه الله تعالى في شرحه للطحاوية : " يتذبذب: يضطرب ويتردد. وهذه الحالة التي وصفها الشيخ رحمه الله حال كل من عدل عن الكتاب والسنة إلى علم الكلام المذموم، أو أراد أن يجمع بينه وبين الكتاب والسنة، وعند التعارض يتأول النص ويرده إلى الرأي والآراء المختلفة، فيئول أمره إلى الحيرة والضلال والشك، كما قال ابن رشد الحفيد، وهو من أعلم الناس بمذاهب الفلاسفة ومقالاتهم، في كتابه (تهافت التهافت): ومن الذي قال في الإلهيات شيئا يعتد به ؟.

وكذلك الآمدي، أفضل أهل زمانه، واقف في المسائل الكبار حائر. وكذلك الغزالي رحمه الله، انتهى آخر أمره إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية، ثم أعرض عن تلك الطرق وأقبل على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فمات والبخاري على صدره. وكذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات:

نهاية إقدام العقول عقال

وغاية سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا

وحاصل دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا

سوى أن جمعنا فيه: قيل وقالوا

فكم ند رأينا من رجال ودولة

فبادوا جميعا مسرعين وزالوا

وكم من جبال قد علت شرفاتها رجال،

فزالوا والجبال جبال.


لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: {الرحمن على العرش استوى} (طه: ٥)، {إليه يصعد الكلم الطيب} (فاطر: ١٠)، واقرأ في النفي: {ليس كمثله شيء} (الشورى: ١١ )، {ولا يحيطون به علما} (طه: ١١٠).

ثم قال: " ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي" .

وكذلك قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، أنه لم يجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم، حيث قال:

لعمري لقد طفت المعاهد كلها

وسيرت طرفي بين تلك المعالم

فلم أر إلا واضعا كف حائر

على ذقن أو قارعا سن نادم .

وكذلك قال أبو المعالي الجويني : يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به.

وقال عند موته : لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي، أو قال : على عقيدة عجائز نيسابور. وكذلك قال شمس الدين الخسروشاهي، وكان من أجل تلامذة فخر الدين الرازي، لبعض الفضلاء، وقد دخل عليه يوما، فقال: ما تعتقد ؟

قال: ما يعتقده المسلمون،

 فقال: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به ؟ أو كما قال، 

فقال: نعم، 

فقال: أشكر الله على هذه النعمة، لكني والله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، وبكى حتى أخضل لحيته.

ولابن أبي الحديد الفاضل المشهور بالعراق:

فيك يا أغلوطة الفكر

حار أمري وانقضى عمري

سافرت فيك العقول

فما ربحت إلا أذى السفر

فلحى الله الألى

زعموا أنك المعروف بالنظر

كذبوا إن الذي ذكروا

خارج عن قوة البشر.

وقال الخونجي عند موته: ما عرفت مما حصلته شيئا سوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح، ثم قال:

الافتقار وصف سلبي، أموت وما عرفت شيئا وقال آخر: أضطجع على فراشي وأضع الملحفة على وجهي، وأقابل بين حجج هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر، ولم يترجح عندي منها شيء.

ومن يصل إلى مثل هذه الحال إن لم يتداركه الله برحمته وإلا تزندق، كما قال أبو يوسف: من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب غريب الحديث كذب.

وقال الشافعي رحمه الله: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام. وقال: لقد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننت مسلما يقوله، ولأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه -ما خلا الشرك بالله- خير له من أن يبتلى بالكلام. انتهى.

وتجد أحد هؤلاء عند الموت يرجع إلى مذهب العجائز، فيقر بما أقروا به ويعرض عن تلك الدقائق المخالفة لذلك، التي كان يقطع بها، ثم تبين له فسادها، أو لم يتبين له صحتها، فيكونون في نهاياتهم إذا سلموا من العذاب بمنزلة أتباع أهل العلم من الصبيان والنساء والأعراب.

والدواء النافع لمثل هذا المرض، ما كان طبيب القلوب صلوات الله وسلامه عليه يقوله إذا قام من الليل يفتتح صلاته: ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) . خرجه مسلم  .

توسل صلى الله عليه وسلم إلى ربه ربوبيته [ ل]جبريل وميكائيل وإسرافيل أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إذ حياة القلب بالهداية.

وقد وكل الله سبحانه هؤلاء الثلاثة بالحياة : فجبريل موكل بالوحي الذي هو سبب حياة القلوب، وميكائيل بالقطر الذي هو سبب حياة الأبدان وسائر الحيوان، وإسرافيل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعود الأرواح إلى أجسادها.

فالتوسل إلى الله سبحانه بربوبيته لهذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة، له تأثير عظيم في حصول المطلوب. والله المستعان ".انتهى من شرح الطحاوية 

ثم هنا أمر نجد أن المتكلمة ادخلوا علم الكلام في" قضية الألوهية، وقضية الرسالة، وقضية الجزاء في اليوم الآخر وغير ذلك"

ومعني هذا تقديم العقل البشري المعرض للآفات والنقص والمرض والهرم والنسيان والضعف 

والذي لا يعلم كيف خلق روحه على كلام الله سبحانه وتعالى فيتحدثون في أمور يقف العقل البشري عاجزا عنها الا بكتاب منزل أو بنبي مرسل 

فجعلوا كلام الفلاسفة حاكما قاضيا في تعيين دين لهم وترك أوامر الله تبارك وتعالى التي كرم بها البشر هداية ورحمة لهم لعلم خالقهم بعجزهم وضعفهم عن أمور الغيب بل والشهادة فمن رحمة الله إنزال الله لكتبه وإرساله لرسله مبشرين ومنذرين وهادين مهديين الي صراط الله المستقيم ومن المصائب الجمة ان علم الكلام البشري جعله المتكلمة اذناب الفلاسفة علم أصول الدين حيث قال أحدهم في تعظيمه لعلم الكلام البشري الناقص   : " وعلم التوحيد والصفات، ثلاثة أسماء مترادفة لمسمى واحد، وسُمِّي بعلم التوحيد؛ لأن مبحث الوحدانية أشهر مباحثه، وسمي بعلم أصول الدين؛ لابتناء الدين عليه" .

فهل علم توحيد الله وأسمائه وصفاته والوهيته وعبادته تؤخذ من ملاحدة البشر؟. 

وهل رسالة الأنبياء والمرسلين تستمد من قول ارسطو وأفلاطون وبقراط؟ 

وهل أصول دين الإسلام تؤخذ من الملاحدة؟ 

دين الله الإسلام 

مصدره كلام الله سبحانه وتعالى المنزل غير مخلوق 

ومصدره سنة الرسول صلى الله عليه وسلم{ وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحي} كل ذلك وفق هدي سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم ومن التابعين وتابعيهم رحمهم الله جميعا. 

فلا دخل لعقل البشر 

أو كلام البشر 

فالله خلق الثقلين لتوحيده وعبادته وطاعته وطاعة رسله الكرام الذين ينزل علبهم الوحي الكريم وليس لأحد إنشاء دين من زبالة فكره وأمر الناس بذلك 

فهذا هو عين دين علم الكلام. 

ومذهب المتكلمة في تقديمهم للعقل ومغرافه لسان البشر يصدق كلام الكفرة السابقين ويجري مجراهم بقولهم : { إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ }. 

ودين أهل الكلام اذناب الفلاسفة ليس هو  كلام الله تعالى ربنا وتقدس ،  بل هو عين كلام البشر، " وليس أيضا كلام البشر الأخيار، بل كلام الفجار منهم والأشرار، من كل كاذب سحار.فتبا له، ما أبعده من الصواب، وأحراه بالخسارة والتباب 

كيف يدور في الأذهان، أو يتصوره ضمير كل إنسان، أن يكون أعلى الكلام وأعظمه، كلام الرب العظيم، الماجد الكريم، يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين؟!

أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد، على وصفه كلام المبدئ المعيد " انتهى من كلام الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة .

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

.................... 

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني. 

في يوم السبت ١٤ جمادى الأولى من  ١٤٣٨ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.