الاثنين، 16 مايو 2022

《 وجوب الإيمان في الموازين يوم القيامة 》



     بسم الله الرحمن الرحيم 


         [[     المقدمة    ]]


الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا النساء }  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ آل عمران} { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا الأحزاب}


أما بعد 

فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  أهل الإسلام الصحيح ؛ على وجوب الإيمان  بالموازين يوم القيامة وهي موازين  حقيقية يوزن فيها العمل وصاحبه وتوزن فيها صحف الأعمال وهذه الموازين دل عليها الكتاب العزيز والسنة النبوية كما سيأتي في ثنايا هذه الرسالة وعلى  إثبات هذا المعتقد إجماع المسلمين  .

قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله : 

"السنة عشرة فمن كن فيه فقد استكمل السنة، ومن ترك منها شيئاً فقد ترك السنة: إثبات القدر، وتقديم أبي بكر وعمر، والحوض، والشفاعة، والميزان، والصراط، والإيمان قول وعمل، والقرآن كلام الله، وعذاب القبر والبعث يوم القيامة، ولا تقطعوا بالشهادة على مسلم". [اعتقاد أهل السنة لللالكائي ( ١ / ١٥٥ )].

 والموازين يوم القيامة متعددة دل على ذلك قوله تعالى وتقدس : { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون }

وقوله سبحانه تعالى : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } .

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ }

فالميزان مفردا لم يرد في كلام الله سبحانه وتعالى إلا مجموعا فهو متعدد قيل : لكل أمة ميزان .

وقيل : لكل فرد ميزان .

وقيل : حسب اعمال العباد أتى تعددها  ؛ إذ "لا شك أن لفظ القرأن لا يجوز تغييره وتبديله فمادام أن الله عز وجل أطلق لفظة الموازين فهي موازين ولا مانع أن تكون هذه الموازين كما نعلم من أمور الغيب مختلفة وليس ينبغي أن نتصوّرها ميزانا معيّنا كيف والموازين في الدنيا الأن قد تعددت وتنوّعت، فمن باب أولى أن يكون يوم القيامة أن تكون هناك موازين متعددة فمادام أن الله عز وجل جمع الموازين في مثل هذا اللفظ القرأني فأعتقد أنه من التعطيل بمكان أن يُفسّر الموازين بالميزان وهذا ليس من طريقة السلف"[ من كلام الإمام الألباني رحمه الله ؛ فتاوى جدة(٢٦ ب)].




 [[ الفصل الأول : ميزان العدل في الدنيا والذي انزله الله وأمر به ]]


يقول الله تعالى وتقدس :

 {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ }

 وهذا الميزان ليس الميزان الاخروي الذي يوزن به الخلق وأعمالهم يوم القيامة وإنما هو الميزان في الدنيا وهو الميزان  " المعروف، والمكيال الذي تكال به الأشياء والمقادير، والمساحات التي تضبط بها المجهولات، والحقائق التي يفصل بها بين المخلوقات، ويقام بها العدل بينهم "[ تفسير السعدي رحمه الله ] 

" قال مجاهد : أراد بالميزان العدل . المعنى : أنه أمر بالعدل" [تفسير البغوي رحمه الله ].

ومن الأدلة على هذا الميزان قوله تعالى وتقدس  : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط }

فالميزان هنا :"  ما يعمل الناس، ويتعاطون عليه في الدنيا من معايشهم التي يأخذون ويعطون، يأخذون بميزان، ويعطون بميزان، يعرف ما يأخذ وما يعطي. قال: والكتاب فيه دين الناس الذي يعملون ويتركون، فالكتاب للآخرة، والميزان للدنيا "[ تفسير الطبري رحمه الله ].

" وهو العدل في الأقوال والأفعال، والدين الذي جاءت به الرسل، كله عدل وقسط في الأوامر والنواهي وفي معاملات الخلق، وفي الجنايات والقصاص والحدود [والمواريث وغير ذلك]، وذلك { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } قياما بدين الله، وتحصيلا لمصالحهم التي لا يمكن حصرها وعدها، وهذا دليل على أن الرسل متفقون في قاعدة الشرع، وهو القيام بالقسط، وإن اختلفت أنواع العدل، بحسب الأزمنة والأحوال"[ تفسير السعدي رحمه الله ].




[[ الفصل الثاني  :  ميزان العدل في القضاء بين العباد وفق مايقضيه الله ويقدره من سعادة وشقاء وفق   رحمة الله وفضله أو اقتضاء لحكمته وعدله جعلنا الله وإياكم من أهل السعادة والجنان وابعدنا الله وإياكم عن أهل الشقاء والنيران يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ؛   ورفعنا الله وإياكم بطاعته وابعد عنا وعنكم الشرك والكفر والبدع والمعاصي ]]


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما مِن قلبٍ إلَّا وَهوَ بينَ إصبَعَينِ مِن أصابعِ ربِّ العالمينَ إن شاءَ أن يُقيمَهُ أقامَهُ وإن شاءَ أن يُزيغَهُ أزاغَه وَكانَ يقولُ : يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلوبَنا علَى دينِكَ والميزانُ بيدِ الرَّحمنِ عزَّ وجلَّ يخفضُهُ ويرفعُهُ) .

رواه الإمام أحمد في المسند وابنه عبدالله في السنة  والنسائي وابن ماجه رحمهم الله عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم منهم أبي هريرة و أبي بكرة نفيع بن الحارث والنواس بن سمعان رضي الله عنهم أجمعين.

وصححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٢٠٩١)وصححه في كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد حديث رقم( ٥٥٢).



 [[ الفصل الثالث :  ميزان وزن العباد  ]]

يقول الرسول الله صل الله عليه وسلم  :

( بينما انا بين النائم واليقظان - اذا أتاني جبريل وميكائيل في المنام . فقال جبريل لميكائيل : زنه يا ميكائيل 

فوزنني ميكائيل بعشرة رجال 

فرجحت بهم .

فقال جبريل : زنه بمئة رجل 

فوزنني بمئة رجل فرجحت بهم .

فقال جبريل : زنه بألف رجل 

فوزنني بألف رجل فرجحت بهم : فقال جبريل :والذي بعثه بالحق لو وزناه بأهل السموات والأرض لرجح بهم )

أخرجه البزار وابن عساكر رحمهما الله وابن إسحاق رحمه الله في سيرته وقوى اسناده الإمام ابن كثير رحمه الله في سيرته ( ١ / ٢٨٨ ) وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ؛ قال الإمام الألباني رحمه الله:

" أصل الحديث :( رؤيا رآها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه وضع في كفة والأمة في

كفة فرجح بهم، ثم وضع أبو بكر فرجح بهم، ثم عمر، ثم عثمان )

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (١١٣٥ - ١١٣٩) من طرق عن أبي بكرة

وأعرابي، وابن عمر، وفي "المجمع" (٩/ ٥٩) شواهد أخرى، يدل مجموع طرقه

على أن للحديث أصلاً، ولذلك صححته في "الظلال". والله أعلم "  انتهى كلامه رحمه الله. 

وعن عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما قال : "خرج إلينا رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ فقال : ( رأيتُ كأني أُعْطيتُ المَقاليدَ والموازينَ فأما المقاليدُ فهى المفاتيحُ فَوُضِعَتُ في كِفَّةٍ وَ وُضِعَتْ أُمتي في كِفَّةٍ فَرَجَحْتُ لهم ثم جيء بأبي بكرٍ فَرَجَح بهم ثم جيء بعمرَ فَرَجَح بهم ثم جيء بعثمانَ فَرَجَح ثم رُفِعَتْ ) فقال له رجلٌ : فأين نحن ؟ قال : ( أنتم حيث جَعلتم أنفسَكم ) أخرجه عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله وصححه الامام الألباني رحمه الله في كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد حديث رقم ( ١١٣٨ ).

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواكًا من الأراك، فكانت الريح تكْفؤُه، وكان في ساقه  دقَّة، فضحك القومُ من دِقَّة سَاقي، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما يضحككم؟) قالوا: من دقة ساقيه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أُحد)رواه الطيالسي وأحمد وأبو نعيم والبزار والطبراني  

قال الإمام الألباني رحمه الله  : في[ السلسلة الصحيحة (٦ / ٥٧٠) حديث رقم: ( ٢٧٥٠): وهو صحيح بطرقه الكثيرة ].

وعن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه عن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: ( إِنَّهُ لَيأتِي الرَّجُلُ السَّمِينُ العظِيمُ يَوْمَ الْقِيامةِ لا يزنُ عِنْد اللَّه جنَاحَ بعُوضَةٍ ).

متفقٌ عَلَيه.

 وفي روايه : ( إنَّه لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَومَ القِيامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ، وقالَ: اقْرَؤُوا {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} )

رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.



[[ الفصل الرابع : عظيم حسنة كلمة التوحيد وانها ثقيلة في الميزان وأنها ترجح وتنجي صاحبها ولو قل منه فعل الخيرات و كثر منه فعل  السيئات ]]

 




عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ ) أخرجه الإمام أحمد والترمذي رحمهما الله .

وللإمام أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني المصري رحمه الله في هذا الحديث  جزء [ جزء البطاقة ]وابن المبارك رحمه الله في الزهد  وابن ماجه وابن حبان والحاكم رحمهم الله والبيهقي رحمه الله في شعب الإيمان والخطيب رحمه الله في موضح الأوهام والمزي رحمه الله في تهذيب الكمال والذهبي رحمه الله في معجم المحدثين وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ( ١٧٧٦) ( ٨٠٩٥)وفي شرح  الطحاوية ( ٤١٧ ) وفي تخريج مشكاة المصابيح ( ٥٤٩٢) وصححه  في صحيح سنن الترمذي ( ٢١٢٧)

وصححه الإمام مقبل الوادعي رحمه  الله في الصحيح المسند حديث رقم  ( ٧٩٢).



وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال: ( إن نبي الله نوحاً ﷺ لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين: آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات والسبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يُرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر ).

رواه أحمد رحمه الله في المسند وصححه  الألباني في السلسلة الصحيحة( ١٣٤) .




[[ الفصل الخامس :  أعمال واقوال صالحة ثقيلة في الميزان ترجح كفة من عمل أو قال بها ]]


              (    ١    )

 عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها وعن والدها قالت : أنَّ رجُلًا قعدَ بينَ يدَيِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ : إنَّ لي مَملوكينَ يُكَذِّبونَني ويخونونَني ويعصونَني، وأشتُمُهُم وأضربُهُم فَكَيفَ أَنا منهُم؟ قالَ: ( يحسَبُ ما خانوكَ وعصوكَ وَكَذَّبوكَ وعقابُكَ إيَّاهم، فإن كانَ عقابُكَ إيَّاهم بقدرِ ذنوبِهِم كانَ كفافًا، لا لَكَ ولا عليكَ، وإن كانَ عقابُكَ إيَّاهم دونَ ذنوبِهِم كانَ فضلًا لَكَ، وإن كانَ عقابُكَ إيَّاهم فوقَ ذنوبِهِم اقتُصَّ لَهُم منكَ الفضلُ) . قالَ: فتَنحَّى الرَّجلُ فجعلَ يبكي ويَهْتفُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ( أما تقرأُ كتابَ اللَّهِ :{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا }الآيةَ) . فقالَ الرَّجلُ: واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ ما أجدُ لي ولَهُم شيئًا خيرًا من مفارقتِهِم، أشهدُكَ أنَّهم أحرارٌ كلُّهم ".

رواه أحمد والنرمذي:والبزار رحمهم الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي( ٣١٦٥ )وفي صحيح الترغيب (٢٢٩٠) و ( ٣٦٠٦) .


             (   ٢   ) 

 وعَنْ أبي هُريْرَةَ، رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:( مَنْ احتَبَس فَرسًا فِي سبيلِ اللَّهِ، إيمَانًا بِاللَّهِ، وتَصدِيقًا بِوعْدِهِ، فإنَّ شِبَعهُ ورَيْهُ وروْثَهُ وبولَهُ في مِيزَانِهِ يومَ القِيامَةِ ) رواه البخاريُّ والنسائي رحمهما الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح النسائي ( ٣٥٨٤).


                (   ٣   )

 وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيُكَبِّرهُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ، فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِئَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَ وَحَمِدَ وَكَبَّرَ مِئَةَ مَرَّةٍ، فَتِلْكَ مِئَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ في الْمِيزَانِ ). روَاهُ أحمد والنسائي وابوداود وابن ماجه والترمذي رحمهم الله وَصَحَّحَهُ الترمذي رحمه الله.

ورواه البخاري رحمه الله في الأدب المفرد وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد( ٩٢٦)وفي صحيح ابن ماجه ( ٧٦٣).


   

                 (    ٤     )

 عن أبي الأزهر الأنماري رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ إذا أخذَ مضجعَه منَ اللَّيلِ قالَ :( بسمِ اللهِ وضعتُ جنبي اللَّهمَّ اغفر لي ذنبي وأخسئ شيطاني ، وفُكَّ رِهاني وثقِّل ميزاني واجعَلني في النَّديِّ الأعلَى ).

رواه ابوداود رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود ( ٥٠٥٤) وفي صحيح الترغيب ٢٦٤١) 

وفي تخريج مشكاة المصابيح ( ٢٣٤٥ ).

      

                 (    ٥   )

قال صلى الله عليه وسلم: ( بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه).

رواه البزار رحمه الله في مسنده

 عن ثوبان رضي الله عنه ورواه أحمد رحمه الله عن أبي أمامة رضي الله عنه ورواه الطبراني رحمه الله عن  سفينة رضي الله عنه والنسائي والحاكم وابن حبان رحمهم الله عن أبي سلمه رضي الله عنه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب( ١٥٥٧).


                 (    ٦   )

 قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من تبع جنازة حتى يُصلى عليها ويُفرغ منها، فله قيراطان، ومن تبعها حتى يُصلى عليها فله قيراط، والذي نفس محمد بيده لهو أثقل في ميزانه من أُحد )

رواه أبي بن كعب وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم واخرجه

أحمد رحمه الله في المسند من طريقين عنهما رضي الله عنهما

وابن ماجه رحمه الله عن أبي بن كعب رضي الله عنه 

والطبراني رحمه الله في الأوسط من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وصححه الألباني رحمه الله في  صحيح الجامع الصغير ( ٦١٣٥) وفي صحيح الترغيب( ٣٥٠٢) .


               (   ٧   )

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) اخرجه البخاري رحمه الله  ( ٦٤٠٦ ) .ومسلم رحمه الله( ٢٦٩٤).

           

               (   ٨   )

عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: ( مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟)، قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ).

رواه مسلم رحمه الله ( ٢٧٢٦ ).



                (   ٩   )

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  ( مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ )

وفي لفظ : ( يَقُولُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ ) أخرجهما الإمام أحمد وابوداود والترمذي رحمهم الله بألفاظ فيها اختلاف يسير وصححهما الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب(  ٢٦٤١) وفي صحيح أبي داود ( ٤٨٠١) وفي صحيح الترمذي( ٢٠٠٣) .


              (    ١٠    )

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَارِثِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:  ( الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَك أَوْ عَلَيْك، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا )

رَوَاهُ مُسْلِمٌ رحمه الله( ٢٢٣).




[[ الفصل السادس : من مواضع طلب شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ملاقاته صلى الله عليه وسلم عند الميزان ]] 


عَنْ أَنس بن مالك رضي الله عنه  قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَقَالَ : ( أَنَا فَاعِلٌ ) قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ ، قَالَ : ( اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ ) ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ ؟ قَالَ : ( فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ ) ، قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ ؟ قَالَ : ( فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ فَإِنِّي لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ الْمَوَاطِنَ )

أخرجه أحمد و الترمذي رحمهما الله واللالكائي رحمه الله في [ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ] والضياء رحمه الله في [ المختارة ] وصححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ( ٢٦٣٠ ) وفي صحيح الترمذي ( ٢٤٣٣) وفي صحيح الترغيب ( ٣٦٢٥).




[[ الفصل السابع : عظيم سعة الميزان  ]]



عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( يُوضَعُ المِيزَانُ يومَ القيامةِ، فَلَوْ وُزِنَ فيهِ السَّمَوَاتُ و الأرضُ لَوَسَعَتْ ، فَتقولُ الملائكةُ :  يا رَبِّ لِمَنْ يزِنُ هذا ؟ فيقولُ اللهُ تعالى : { لِمَنْ شِئْتُ من خَلْقِي }، فَتقولُ الملائكةُ :  سبحانَكَ ما عَبَدْناكَ حقَّ عِبادَتِكَ ، و يُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدَّ المُوسَى ، فَتقولُ الملائكةُ : مَنْ تُجِيزُ على هذا ؟  فيقولُ : { مَنْ شِئْتُ من خَلْقِي }، فَيقولونَ : سبحانَكَ ما عَبَدْناكَ حقَّ عِبادَتِكَ) ..

رواه الحاكم رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في [ السلسلة الصحيحة( ٢ / ٦١٩) حديث رقم( ٩٤١)].




[[ الخاتمة : نسأل الله حسنها  ]]


" حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا ، أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ "فعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ( لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ : ( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) .

رواه ابن ماجه رحمه الله  في سننه وصححه الإمام الألباني في صحيح ابن ماجه ( ٤٢٤٥)

وفي صحيح الترغيب ( ٢٣٤٦).

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو  :  غازي بن عوض العرماني  .