الجمعة، 13 مايو 2022

《 طريقتي الخاصة المتواضعة في كيفية بحث المسائل العلمية 》




بسم الله الرحمن الرحيم 



إلى الابن العزيز الغالي . ...... 

سلمنا الله وإياكم ؛  ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  آمين 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

فقد سألتني عن طريقتي في بحث المسائل العلمية 

فأقول والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوةالابالله :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فأحببت عرض طريقتي الخاصة المتواضعة  في بحثي وكيفية استخراج الفوائد العلمية وذلك 

بناء على طلبكم المبارك  فأقول :

في  قراءتي للكتب لي حالات :

           (  الحالة الأولى )

الاطلاع على أي كتاب وقراءته 

عند شرائي له أو تم اهداؤه لي أو نال إعجابي أو لأي أمر ..

واطلاعي في الغالب الأعم في العقيدة ثم في جميع فنون العلم الشرعي النافع . وقد يهدي لي بعض الإخوة كتابا في غير ما ذكر سابقا مثل كتابا في الاقتصاد أو في التاريخ أو سيرة حياة مسؤول وترجمة لحياته  .. ومن فضل الله علينا فغالب كتب ابن تيميه وتلميذه ابن القيم و محمد بن عبدالوهاب وغيره من الأئمة الأعلام فقد مررت عليها اطلاعا 

قديما وهكذا كتب السيرة سيرة ابن هشام وابن إسحاق و البداية والنهاية و غيرها كثير وكتب التراجم ومن فضل الله علينا وفضل الله علينا لا يعد ولا يحصى أن أي كتاب اقرأه أو اطلع عليه يبقى محفوظا لدي حتى في مسائله ومباحثه لا يغيب عني فضلا من الله ورحمة فكأني أشاهد صفحة المسألة في الجهة اليمنى من الكتاب أو في شماله وهل هي في اعلا الصفحة أو اسفلها 

وكل ذلك ليس بحول مني ولا قوة بل بفضل الله ورحمته ولا حول لي ولا قوة إلا بالله. 


       (  الحالة الثانية  )

الاطلاع والقراءة عند شرح أي كتاب علمي مثل رسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله أو كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله اسوق هذين الكتابين على سبيل التمثيل لا الحصر  فطريقتي في هذه الحالة :

جمع الكتب التي شرحت هذه الكتب ووضعها قربي وبجنبي 

فمثلا : 

كتاب التوحيد اجعل شروحه مثل : فتح المجيد وتيسير العزيز الحميد والقول السديد والقول المفيد وجميع شروح أهل العلم المتوفرة بقربي  فأستعين بها 

على فهم  وفقه كتاب التوحيد من بدايته  حتى نهاية الكتاب ....وهكذا التدمرية أو غيرها من الكتب العلمية المراد شرحها  ...

          ( الحالة الثالثة ) 

مسائل وفتاوى طلاب العلم فمن فضل الله علينا إنني في أغلب  المسائل العلمية أعرف آراء أغلب أهل العلم الموثوق في علمهم وممن هم  من العلماء المتبوعين المعتبرين شرعا وممن عرف بسلامة المعتقد وحسن المنهج فاعرف قوله من حيث القوة والضعف ومن حيث وجود الأدلة النقلية والحجج العقلية . وإذا كان من أهل العلم  له رأي بعيد عن غالب أهل العلم فأطلع عليه واشاهد ماهو مستنده في قوله .

وفي هذه الحالة - أي الثالثة - لا استغني عن الأجهزة الذكية في الاستعانة بها في بحث المسائل العلمية لسرعة استحضارها للمعلومة  وظهور هذه الأجهزة سهل في سرعة البحث العلمي وجمع الأقوال والاراء في المسألة في أدلتها وهذا من نعم الله علينا ونعم الله علينا لا تعد

ولاتحصى  ...

وللعلم في بعض المسائل لا أجيب عنها حتى يغلب على ظني قربي من الإجابة بالقول الصواب المدعم بالادلة النقلية والحجج العقلية...مع محاولة دقة الفهم لها وتصورها التصور العلمي الصحيح .

وقد يتأخر ردي إلى شهر اوشهور اوإلى سنة أو أكثر  حسب نوع المسألة وتوفر الدلائل العلمية المساعدة لفهمها ثم النظر في المسألة من حيث  وضوحها وخفائها  .

 و هل هي من المسائل العلمية التي اشتهر فيها الخلاف أو لا ؟ 

و هل هي في  المسائل الحادثة أو النازلة ؟

وهل لأهل العلم سابقا اقوالا فيها أو في أمثالها واشباهها  ؟  ...

وانظر مسألة الإحرام في الطائرة عند الوصول إلى الميقات فهي مسألة حادثة وقد رأيت شيخ الإسلام إبن تيميه  رحمه الله في احد رسائله تحدث عن سفر بعض مدعي الخوارق من الصوفية  على ظهر  الجني أو متنه من الهند إلى مكة حاجا أو معتمرا [ اسوق كلام ابن تيميه رحمه الله في المعنى]

فيذكر من الأخطاء العقديه ويعددها ومن ذلك تجاوز الميقات جوا  وهو على متن الجني فلا يحرم ...فهذه المسألة مشابهة ومماثلة لمسألة الإحرام بالطائرة عند الوصول إلى الميقات جوا  ...

وقد كتبت هذه الرسالة بناء على طلبك في كيفية البحث العلمي للمسائل العلمية سعيا مني - في جهد ضعيف وتقصير واضح - الإعانة في تصور المسائل العلمية التصور الصحيح والفهم السليم والفقه الموافق للحق و الذي يعين على تقوى الله بعد فضل الله ورحمته وفي كيفية الوصول ما يقرب إلى رحمة الله ورضوانه فالعلم في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح  وفهمهم فهو الطريق المستقيم الصواب الموصل إلى رحمات الله وجناته يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( من يرد الله فيه خيرا يفقه في الدين ) وهو حديث صحيح في صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله من رواية الصحابي الجليل معاوية بن سفيان رضي الله عنهما 

وما ذكرته من أحوال  ليست موجهة الى صغار طلاب العلم  وإنما هي لمن تمكن من دراسة العلم الشرعي  من كبار طلاب العلم 

وقد قلت هذا الكلام  بعد مضي قرابة خمسة عقود  في طلب العلم . جعل الله علمنا وعملنا خالصا صوابا متقبلا .

وانبه طلاب العلم؛  بأنه لا بد من التفرغ مع ادمان النظر و كثرة البحث في المسائل العلمية وكثرة دعاء الله سبحانه بالفقه والفهم والالحاح بذلك فلا بد من ان تجد أثرا لذلك فأنت تسأل الكريم وهو ملك الملوك رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما. 

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ..

----------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  :   غازي بن عوض العرماني.