سؤال :
ماصحة هذه القصة ؟
وهي :
" يحكي عن بعض السلف أنهم كانوا يذهبون ليلة العيد إلى سوق الجواري ليشتري كل منهم جارية حسناء له ليكافئ بها نفسه على أعمال رمضان ويقضي معها أيام العيد ثم يعتقها .."
فهل هذا صحيح ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فهذه القصة الذي يظهر لي انها موضوعة مكذوبة وذلك لأمور منها :
أولا:
المكافئ على الأعمال الصالحة هو الله سبحانه وتعالى .
ثانيا :
في ظاهر هذه القصة افتخار بالأعمال الصالحة واتكال عليها وأمن من مكر الله سبحانه وتعالى وما علم :( ان احدا لن يدخل الجنة بعمله لكن برحمة الله وفضله ) تقول الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها وعن والدها :
[ سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن هذه الآيةِ : {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}. قالت عائِشةُ: أهم الذين يَشرَبونَ الخَمرَ ويَسرِقونَ؟ قال: ( لا يا بِنتَ الصِّديقِ، ولكِنَّهم الذين يصومون ويُصَلُّونَ ويتصَدَّقون وهم يخافون ألَّا تُقبَلَ منهم، أولئك الذين يسارِعونَ في الخيراتِ وهم لها سابِقونَ )]رواه الإمام الترمذي رحمه الله في سننه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي رحمه الله.
ثالثا:
لم ترد هذه القصة حسب علمي عن مصدر موثوق فلا توجد في دواوين السنة وإنما أتت عن مجهول وأتى بها عن طريق السخرية والاستهزاء : {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}
رابعا :
الزوجات والاماء في بيوت السلف الصالح فلما يخصصون ليلة العيد بهذا الأعمال ؟
لا شك أن هذه احد العلامات القوية على وضع وكذب هذه القصة .
خامسا :
السلف الصالح :
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم ولم يذكر هذا في خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في أثر عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم مما يدل على كذب هذه القصة ...
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما