الثلاثاء، 12 أبريل 2022

《 ▪︎ ماهي الخوّارة ؟ و▪︎ العشوة أو عشاء الوالدين ؟. و▪︎عشاء استقبال شهر رمضان ؟و▪︎عشاء توديع رمضان.؟ و▪︎الغبقة ؟ مع بيان حكمها 》


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 


فإن رمضان موسم عظيم لاكتساب الأجر الجسيم والنفع العميم  وفرصة تغتنم لنيل ما عند الله  وفي هذا الشهر يسعى أهل الخير إلى اعمال تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى فالرابح من كانت أعماله موافقة لما ثبت في الكتاب والسنة مشروعيته ويا للاسف قد أراد قوم الخير لكن اخذتهم العاطفة الهوجاء والتي  لم تضبط بضوابط الشرع فأحدثوا امورا لم تأت في كلام الله سبحانه وتعالى  ولم تأت في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يجري فعله من قبل سلفنا الصالح في زمن القرون المفضلة فكان كما قيل : " كم من مريد للخير لا يصيبه " .

ومعلوم أن أي عبادة مشروعة لا بد لها  من شرطين  :

الأول:

أن تكون خالصة لوجه الله تعالى وتقدس. 

الثاني :

أن تكون صوابا ولا يتم ذلك  إلا في متابعة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه فخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

و البدعة خلاف السنة والبدعة : عمل مخصوص جاء على صفة مخصوصة في وقت مخصوص يراد بها التقرب لله سبحانه وتعالى ولم يأت الأمر فيه بالشرع  ولم  تؤيد  فعلها إدلة الشرع ف[ الخوّارة و العشوة أو عشاء الوالدين  وعشاء استقبال شهر رمضان وعشاء توديع رمضان والغبقة ] ...

أعمال خير اريد به الخير في شهر رمضان وعملت على جهة التقرب إلى الله . وهي مع ذلك لم يأت في الشرع الحث عليها بهذه الكيفية وبهذا الوقت كما أن ليس لها أصل صحيح في الشرع يدل على مشروعيتها .فالحذر عباد الله من المحدثات فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .وعليكم بالسنة  فإن من أمر بها قد علم ما في خلافها من الزلل والشطط والغلو والتكلف .

وهنا بيان لمعنى هذه بعض الأعمال التي تفعل في شهر رمضان على جهة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى مع تعريف بها  : 

             (   أولا   )

 الخوارة  - بتشديد الواو - : وهي ذبح شاة في آخر يومين من رمضان وقد ظهرت هذه العادة عند بعض الأسر في الخليج العربي. 

وسبب التسمية بهذا الاسم ؛ ان التصور الجاهلي الخاطئ غلب على بعضهم حيث زعم من ابتدع هذه البدعة أن الميت من أقربائه  [ يخوّر    - بتشديد الواو - لغة معناها  يذهب الميت ويجئ في قبره طلباً للصدقة ]   ينتظر ذبيحة أهله  فتذبح له شاة تسكيناً لروحه واراحة لها عن الذهاب والمجئ هكذا زعموا وليس هنا دليل شرعي يثبت صحة دعواهم   .


               (  ثانيا   )

ومثل ذلك ما يسمى ب[ عشاء الوالدين ] أو[ العشوة ] :

وهي شاة تذبح في أي ليلة من ليال رمضان يراد بها التصدق لمن مات من والديهم يفعلها أهل الميت طلبا للأجر والمثوبة من الله وإيصال الثواب إلى الميت هكذا زعموا  .


        (    ثالثا ورابعا   )



عمل وليمة أو عشاء في  في بداية رمضان استعدادا واستقبالا له وفرحا به .  وهكذا عمل  وليمة أو عشاء في  توديع شهر رمضان تعمل في نهاية لياليه المباركة .وكل ماسبق من البدع والمحدثات  ..   


      (    خامسا    ) 

الغبقة : 

وهي عمل عشاء يجمع فيه الاهل والاقرباء والجيران ويعمل قبل منتصف شهر رمضان المبارك  .


ولو تأملنا لوجدنا أن هذه عبادات أو عادات أتت على جهة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى 

 بذبح بهيمة الانعام في رمضان تقربا  إلى الله تعالى، كما يتقربون إلى الله في ذبح الأضحية في عيد الأضحى.

 فهذا الاعمال بدعة إذ  ليس لها أصل في الشرع يعضد صحة هذا الاعمال و الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه كان يذبح الذبائح في رمضان تقرباً إلى الله، كما يفعل في عيد الأضحى .فهذه الأمور المحدثة  جرى فعلها في العصور المتأخرة بعد انتشار الفرق والمذاهب والجماعات المنحرفة وقد خصص لهذه الأعمال وقت معين وهو  [ ليالي شهر رمضان المبارك وليس في غيره من الشهور ] وفي كيفية مخصوصة [ وهي إقامة الولائم ودعوة الاهل والاقرباء والجيران  يبتغون بذلك وجه الله والدار الآخرة بإهداء ثواب هذه الأعمال  لأمواتهم ]

و الأعمال بهذه الصورة أعمال غير مشروعة 

و المشروع للعبد أن يفعله بالنسبة إلى موتاه هو الدعاء لهم فقط ، ودليل ذلك مارواه الصحابي الجليل ابوهريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه. فلم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأعمال السابقة في هذا الحديث مع أن صيغة الحديث أتت في الأعمال ولو كانت مشروعة؛ لبينها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فإن أفضل ما تهدى للميت في رمضان وغيره من الشهور  أن تدعو الله له كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كانت هذه الأعمال  خيراً لسبقنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، بل لو كان خيراً لدلَّنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك خيراً إلا دلّ أمته عليه، وحثهم عليه، ولا شر إلا حذرهم منه ونهاهم عنه . 

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بأس من الإكثار من  الصدقة في شهر رمضان؛ كالطعام واللباس والدراهم والجاه والنفع البدني، وغير ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يقابله جبريل عليه الصلاةوالسلام، فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود في الخير من الريح المرسلة، وأما الذبح في رمضان فإن قصد به التقرُّب إلى الله بالذبح، فهو بدعة ب

لا شك في ذلك ؛ لأن التقرب إلى الله بالذبح إنما يكون في أيام الذبح في عيد الأضحى والأيام الثلاثة التي بعدها، أو في الهدي الذي يؤتى إلى مكة إلى الحرم، أو في العقيقة التي تذبح للمولود في اليوم السابع من ولادته كما ثبت ذلك في دين الله، وما عدا ذلك فإنه لا يتقرَّب إلى الله فيه إلا ما دل الدليل على مشروعيته لكن لو أراد الإنسان أن يتصدَّق باللحم وذبح ذبيحة من أجل أن يتصدق بلحمها لا تقرباً إلى الله فيها، فإن هذا ليس من البدعة؛ لأن تفريق اللحم ليس ببدعة، ولكن التقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى بالذبح أو النحر وانهار الدم على صفة ما يفعل في الأضحية أو العقيقة في رمضان لم يكن مشروعاً في دين الله فهو  من البدع المحدثة  .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

•••••••••••••••••••••••

كتبه : غازي بن عوض العرماني