الجمعة، 15 أبريل 2022

《 خواطر عقدية عن حال الفرقة الخارجية 》




بسم الله الرحمن الرحيم 


         (  الخاطرة الأولى )


 ايهام الناس في محاولة يائسة   لإغرائهم واغوائهم تحريضا وتهييجا  بأن سبب المجاعة وغلاء الأسعار ووجود البطالة وانتشار  الفقراء هم الحكام

فظهرت[ثورةالجياع]و[ثورةالخبز ]و[الراتب مايكفي]أمور تشغل تؤرق  الخوارج فهي همهم الوحيد فإستباحوا لأجل الدنيا الدماء وحل الخروج على ولي أمرهم ووسائله ونسوا الشرع كاملا ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا:(ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ:وذكر منهم وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَاهُ، إنْ أَعْطَاهُ ما يُرِيدُ وَفَى له وإلَّا لَمْ يَفِ له)وفي صحيح  مسلم رحمه الله عن حذيفة مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وإنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ)

والفقر من وساوس الشيطان 

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن للشيطان للمة بابن آدم ، وللملك لمة ، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق . فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله ، فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان)ثم قرأ :

 { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }رواه الترمذي والنسائي رحمهما الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي. 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : غلا السِّعرُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، سعِّر لنا ، قالَ :( إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ ، القابِضُ ، الباسطُ ، الرَّزَّاقُ ، وإنِّي لأرجو أن ألقى ربِّي وليسَ أحدٌ منْكم يطلُبني بمظلِمةٍ في دمٍ ولا مالٍ )وهذا الحديث في مسند الإمام أحمد والسنن الأربعة وصححه الألباني رحمه الله.  عباد الله :

رزق العباد سيأتيهم هذا قضاء الله وقدره فعلينا الإيمان والتسليم مع الأخذ بالاسباب المشروعة .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لو أنَّ ابنَ آدمَ هرب من رزقِه كما يهرُبُ من الموتِ ، لأدركه رزقُه كما يُدرِكُه الموتُ) .

صححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة  ( ٩٥٢)] .

  

         ( الخاطرة الثانية )


الخوارج المعاصرون [الإخوانية وفروعها] لهم تلون الحرباء وهذا السلوك المنحرف وخصال النفاق  يسمونه فقهاً حركياً خدمة لتوجهات تنظيمهم الدموي المفسد في الأرض لذا 

اشتبه أمرهم على من جهل علم الوحيين أو لم يسبر أغوار الفرق والمذاهب  وهم معروفون عند طلاب العلم

 بسيماهم وعلاماتهم وفي لحن القول وفلتات اللسان فإن الألسن مغارف القلوب، يظهر منها ما في القلوب من الخير والشر .



           (  الخاطرة الثالثة  )


عجبا لورع الخوارج وزهدهم يرون إباحة انهار دم المسلم ويحرمون انهار دم ذبيحته

يتورعون عن قتل خنزير النصارى ولهم ولوغ في الدماء المعصومةواستطالة في سفكها وايدي ملطخة في  دماء الأبرياء لذا ورد وصفهم في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم:( يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الاوثان )....فهل سمعتم في تفجير أو عملية نسف اجرامي من قبلهم في إيران المجوس .

الجواب: لا توجد .



        (   الخاطرة الرابعة   )


من طرق الاخوانية الخوارج في محاربة الإسلام والسنة تكمن في رد أدلة الشرع التي تحرم وتجرم اعمالهم فإن كان الحديث صحيحا عمدوا إلى القول بضعفه ؛ وإذا لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا عمدوا إلى التأويل الباطل أنظر مثلا الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه مرفوعا وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  :( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ؛ فاسمع واطع ).

أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه  .ضعفه احد رموز الخوارج الإخوانية وأما الرمز الآخر منهم  فصححه لكن قال : " ان الأمير هنا هو الأمير العدل ".

وكل ذلك رد عن العمل بسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنع من مواففة هدي السلف الصالح..

وهذه عادة خارجية قديمة

فرأس الخوارج وهو ذو الخويصرة كان ذو خلق سئ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشكيك في هديه ورسالته  

فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال :

" بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ ، لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا ، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ ، وَزَيْدِ الخَيْلِ ، وَالرَّابِعُ : إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاَءِ ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً ) ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ ، نَاشِزُ الجَبْهَةِ ، كَثُّ اللِّحْيَةِ ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ ، قَالَ: ( وَيْلَكَ ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ ) قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ ؟ قَالَ: ( لاَ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي ) فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ ) قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ ، فَقَالَ: ( إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ) رواه البخاري  ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما .


        (  الخاطرة الخامسة )

لماذا يكثر حديثنا عن :

[ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف]. 

وعن 

[ الخوارج الاخوانية وعلاماتهم وصفاتهم وعن وجوب الحذر والتحذير منهم]

لأمور منها :

أولا:

خفاء أمر هذه الفرق الضالة على كثير من الناس .

ثانيا :

يزيدهم خفاء لبسهم لباس التقوى وإظهار العاطفة الدينية تجاه قضايا المسلمين و حماسهم الإعلامي ووجودهم فيه وبحثهم عن الشهرة ومحبة تسليط الاضواء عليهم مما يغر كثير من عوام المسلمين ممن يجهل العلم الشرعي أو يجهل حالهم 

ثالثا :

تحدثهم بإسم الدين او لسان علماء المسلمين مع محاولتهم إلصاق نسبة شذوذهم الفكري وضلالهم العقدي إلى دين الإسلام  والإسلام برئ منهم .

رابعا :

استدلالهم  ظاهرا بادلة الشرع من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على صحة مذهبهم الباطل فيما يظهر لأنصاف المتعلمين الجهلة  .

خامسا :

فعلنا هذا نحرص على أن يكون ديانة وقربة لله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يكون ردنا إبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبع أهل الباطل في باطلهم. 

سادسا ؛

ان وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف عقيدة سنية سلفية فمن مقتضيات هذا الأصل الشريف اظهار البيعة الواجبة في اعناقنا لولاة الامر مع تحتم ذلك لزاما الذود بالحق عنهم ولاتنسى فريضة الوقوف تحت ظل رايتهم في جهاد القلم وهو جهاد الخاصة في بيان من أراد شرا بجماعة المسلمين وامامهم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  :( من اتاكم وامركم جميع على رجل واحد فاقتلوه).

والعاقل وإن كان جاهلا عاميا يدرك مصلحته فيعلم ما يضره فيبتعد عنه ويعلم ما ينفعه فيقربه أو يقرب إليه 

ومن تأمل نتائج الخروج على ولاة الأمر عرف مقدار عواقبه الوخيمة وآثاره السيئة  فكم من مسلم استبيح دمه وانتهك عرضه وانتهب ماله وزعزع أمنه وكثر أهل الشر وتخويفهم لابناء السبيل والمفاسد المترتبة يصعب حصرها ؛ ويكل  القلم عن وصفها.وأصدق إخبار عن الآثار المترتبة على  الخروج ماذكره الخلال في السنة ( ١  / ١٣٢ )  قال : أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال سألت أبا عبدالله في أمر كان حدث ببغداد وهم قوم بالخروج فقلت : يا أبا عبدالله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم ؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: سبحان الله الدماء الدماء ؛ لا أرى ذلك ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء! ويستباح فيها الأموال! وينتهك فيها المحارم! أما علمت ما كان الناس فيه يعني أيام الفتنة, قلت والناس اليوم أليس هم في فتنة  يا أبا عبدالله ؟ قال :

 وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل, الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك, ورأيته ينكر الخروج على الأئمة. وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به.

كفى الله المسلمين شر من أراد بهم شرا ؛ والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كتب ذلك مستمدا العون من الله سبحانه وتعالى ؛ عبده المسكين الراجي رحمته وعفوه وغفرانه : غازي بن عوض العرماني  .