بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فتاتيني أسئلة متكررة عن جماعة [ الإخوانية ] .
من هم ؟
وما هي صفاتهم ؟
وكيف نعرفهم؟
وكيف نحذرهم ؟
والكلام في الجماعات التكفيرية نوع جهاد في سبيل الله بل من أعظم الجهاد لقوله تعالى وتقدس : { وجاهدهم به جهادا كبيرا } وهو جهاد الخاصة من أهل العلم لعظيم ضررهم على الإسلام وأهله فالسيوف التي سلت على المسلمين وسبب سفك دمائهم أتى من ملتين نحلتين ضالتين هما الخوارج والروافض ؛ وكلاهما ابتعد عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلنوا حربهم عليها . ومجاهدة من انحرف عن السنة لمن كان مؤهلا علميا مؤصلا عقديا بعلم وعدل وإنصاف واجبة في رمضان وغيره فرسول الله صلى الله عليه وسلم جاهد في رمضان وغيره من الشهور جعلنا الله وإياكم من المحبين المتبعين الداعين إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذابين عنها ورزقنا الإخلاص والصواب في القول والعمل .
وفي رسالتنا هذه حديثنا عن بعض صفات الاخوانية وهذه الفرقة : هم خوارج العصر وصفهم بذلك كبار علماء الإسلام لإنطباق صفات الخوارج السابقين على الاخوانية اللاحقين .
وهؤلاء أشر من الخوارج القدماء .... لأن القدماء لهم طريقة واحدة وهؤلاء عندهم آلاف الطرق الشيطانية ومصيبتهم تكمن في التلون فهم كالحرباء المتلونة .
ليس لهم طريقة ثابتة فقد يظهرون السنة وهم في الخفاء يعلنون الحرب عليها وعلى أهلها
وكنت كتبت رسائل في وصفهم وبيان حالهم منها رسالة [ ظلال الجنة في بيان الفرق بين علماء السنة ودعاة الفتنة ] وقد اثني على هذه الرسالة خيرا من قبل امراء و علماء منهم سمو وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية سابقا في خطاب شكر وجهه سموه إلينا . ولنا عدة رسائل أخرى كذلك في هذا الموضوع لعلمنا بعظيم خطرهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن فضل الله علينا ان كل هذه الرسائل تجري متناسقة في وصف هذه الفرقة الضالة التي أرادت الشر في المسلمين ودولهم . وقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الخوارج :" بأن معهم دين لا تصلح به دنيا ولا آخرة" فهؤلاء الاخوانية الخوارج يريدون إفساد دين ودنيا أهل الإسلام ولاننسى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:
( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَاي الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ )
والإجابة عن سؤال السائل و هو :
[ كيف تعرف الاخوانية الخوارج ؟ ] ليحذرهم المسلم ويكون على بينة منهم
فأقول جوابا لهذا السؤال نعرفهم بأمور منها :
( أولا )
ان لهم دعوة ضالة من علاماتها انهم لا يبينون أهمية التوحيد ولا يدعون إليه ولا يهتمون فيه لأنهم يعلمون أن الدعوة إلي التوحيد تهدم سياسة التجميع الجاهلي عندهم وتبغضهم في الفرق الضالة والجماعات المنحرفة الاخرى . فلذا يحذرون من التوحيد ومن دعاته .
( ثانيا )
يدعون إلى الصلاة والصيام وإلى الأوامر الشرعية غير التوحيد وترك النواهي والمحرمات غير الشرك
ويتركون كما ذكرنا الدعوة إلى التوحيد ووصف الخوارج كما أتى في السنة :( تحقر صلاتك عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم ) ومع ذلك لم تنفعهم اعمالهم الصالحة الخالية من التوحيد لأن مقارفة الشرك الأكبر أو الأصغر كالرياء تفسد العمل فهم يحبون الشهرة كما سيأت بيانه وايضاحه .
( ثالثا )
كما هو مشاهد أنهم ينسبون أي خطأ تقع فيها فرقة الاخوانية الخوارج وفروعها - مثل داعش والقاعدة والنصرة وغيرها من جماعات التكفير - إلى دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى أو إلى دولة الإسلام الصحيح المملكة العربية السعودية وانظر كلام هذا الإمام يبين لك ويتبين لك سلامة هذه الدعوة السلفية السنية من فكر التكفير واستحلال دماء المسلمين قال الإمام شيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : " إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله ما يكون فعله كفرًا أو اعتقاده كفرًا جهلًا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يكون عندنا كافرًا، ولا نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية التي يكفر من خالفها، فإذا قامت عليه الحجة، وبيّن له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصرَّ على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه، فهذا هو الذي يكفر " [ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( ١٠ / ٢٣٩ ).وقال أيضا رحمه الله : " وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم " [الدرر السنية ( ١ / ٦٦ )].
وقال ايضا رحمه الله : " وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " [ مجموع مؤلفات الشيخ ( ٣ / ١٤ )].
و دعاة الاخوانية الخوارج عند التحقيق عبارة عن :
متلون
او صوفي قبوري
او معطل جهمي
او اباضي
أو مجوسي رافضي أو زيدي .
أو خارجي اخواني مخلط .
و يتميزون بحب الشهرة وتسليط الاضواء والفلاشات عليهم لهذا تجد صورهم في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
( رابعا )
لا يهتمون بالسنة الصحيحة ولا يرفعون بها رأسا ودعوتهم ما بين حديث ضعيف أو موضوع أو حديث صحيح يذكرونه على سبيل الاحتجاج به على صحة دعواهم والسنة ضدهم ولا يحرصون على تربية المجتمع على اتباع السنة الصحيحة ولا على الأحكام الشرعية المبنية على ادلة الكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح فدعوتهم قائمة على البدعة وعلى جمع أهل البدع والأهواء والأحزاب والجماعات والطوائف والفرق على إختلاف أفكارهم وشدة انحرافهم عن الإسلام بل ومحاربتهم له ولأهله وذلك بتشويهه عن طريق نسبة أفعالهم الاجرامية ومااقترفت ايديهم إلى دين الإسلام . والإسلام برئ منهم والسنة تفضح هؤلاء وتفرقهم وتبين عوارهم ومن أسماء القرآن الكريم[ الفرقان] أي يفرق بين الحق والباطل ؛ ومن أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري رحمه الله : ( المُفرق )، و هؤلاء إذا سمعوا كلمة مفرق وأنها من أسماء الرسول طاشت أذهانهم وعلت أصواتهم ، ذلك لأنهم لا يفهمون الإسلام ، كما جاءت به الأنبياء والرسل فما أنزلت عليهم الكتب إلا للتفريق بين الحق والباطل ، وليكون المسلمون مع الحق ضد الباطل ، فهم مفرقون ولاشك شاءوا الآخرون أم أبوا . فلفظ[ مفرق ] لا تمدح بإطلاق ولا تذم بإطلاق فقد أتى الرسول صلى الله عليه وسلم قريشا وقد اجتمعت على الكفر بالله والشرك وعبادة القبور من دون الله سبحانه وتعالى فدعا إلى توحيد الله سبحانه وتعالى فأصبح منهم المسلم ومنهم الكافر ثم نصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين فكانت كلمة الله هي العلياء وهي الباقية و كلمة الذين كفروا السفلى وهي اللاغية الفانية فمن كره سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو ابغضها فقد أبغض الرسول صلى عليه وسلم ومن أبغضه فهو مقطوع مبتور وهذا خبر الله الصادق يتلى إلى يوم القيامة : { إنا شانئك هو الأبتر } .
( خامسا )
من علامات الاخوانية الخوارج الثناء على رموز الخوارج الإخوانية مثل سيد قطب أو اخيه محمد أو حسن البناء أو غيرهم من دعاتهم المشبوهين المخالفين المحاربين للسنة
ويعتبر هؤلاء الشذاذ فكريا مصادر الفقه والالهام لديهم
ومن ذلك الثناء كذلك على جماعة التبليغ الصوفية
كما أنهم لا يرفعون رأسا في الإستفادة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أو غيرهما من شيوخ الإسلام وأئمة السنة
لكن قد يحتاجون فيحتجون لشبههم في قول ينسب لهما أو فهم خاطئ لعبارة صدرت عنهم
وقد يحتجون على صحة فساد مذهبهم بالقرآن الكريم او بالسنة فيكفرون المسلمين - حكاما ومحكومين- ويستحلون دماءهم بآية من كلام الله سبحانه وتعالى يفهمونها خطأ فيلوون اعناق النصوص خدمة لتوجهاتهم الحزبية الفكرية المنحرفة وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الصفة من الخوارج بقوله صلى الله عليه وسلم : ( يخرُجُ في آخرِ الزَّمانِ قومٌ أحداثُ الأسنانِ سُفَهاءُ الأحلامِ يقولونَ مِن خيرِ قَولِ النَّاسِ يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم .... ) وهذا الحديث في البخاري ومسلم رحمهما الله
فقوله صلى الله عليه وسلم :( يقولون من خير قول البرية )
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب فضائل القرآن:
" المعنى يقولون من قول الرسول عليه الصلاة والسلام " .
( سادسا )
يكرهون الردود او الحديث في فلان المبتدع ويحاولون الدفاع عنه لكن بحذر .
( سابعا )
من علامات الاخوانية الخوارج الطعن الجلي والقدح المعلن في ولاة الأمر تحريضا وتهييجا والتدخلات في شؤونهم الخاصة سواء اتيح لهم المجال ام لا وتجدهم في الأمور الاقتصاديه أو الحوارات السرية بينهم يكشرون عن انيابهم فتظهر في فلتات لسانهم وما علموا أن سلامة ولي الأمر من ألسنتهم عقيدة راسخة في قلوب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وذلك أصل من أصول الإسلام يرجو أهل الحق الأجر من الله وذلك ثمرة و نتيجة عملهم بنصوص الوحيين بفهم سلف الأمة الصالح و[ المتضمن لشرطي صحة العبادة وهما الصواب والإخلاص] .
وهذا فرض واجب كبقية فرائض الإسلام وواجباته الشرعية فلا يسعى في عملهم هذا إلى مال أو منصب أو جاه أو يتلونون كحال الحرباء الاخوانية .
وإنما النصح والإخلاص وسلامة الصدر واللسان تجاه ولي أمرهم ديانة وقربة يرجون ما عند الله ويعرفون المصالح العظيمة المشتملة على هذا المعتقد الصحيح وهو [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاةالامر بالمعروف ] .
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كتبه : غازي بن عوض العرماني .