الأربعاء، 23 فبراير 2022

《 خطأ وضلال إستشهاد جماعة الاخوانية الخوارج في سجن دعاتهم رموز الخوارج الذين يرون تكفير المسلمين - حكاما ومحكومين - واستحلال دمائهم في أن سجنهم مثل سجن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله أو غيرهم من أئمة السنة وشيوخ الإسلام فهذا إستشهاد في غير محله لأمور يؤيدها النقل والعقل والفطر السليمة 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وأقتفى  .

أما بعد 

فقد ذكرنا في رسالة سابقة مستقلة  عن 《 علامات الحزبيين الظاهرة وصفات جماعات التكفير 》 وذكرنا  في هذه الرسالة  فقرة جعلنا  عنوانها : ( العلامة الخامسة ) وقلنا فيها :

" إذا رأيت أو سمعت الداعية مطلوبا عند الجهات الأمنية بإستمرار او تم إيقافه لمصلحة امنية راجحة أو جرى منعه من الحديث والفتيا وايقافه عن إلقاء الدروس فهذه علامة تدل على سوء معتقده وفساد منهجه فإبتعد عنه فإن هذه علامة ظاهرة على إنحرافه العقدي وشذوذه الفكري في الغالب الأعم إذ أن الجهة الامنية  لاتطلب أو توقف أو تمنع إلا كل منحرف مخالف للسنة وأصولها ومن ذلك [  أصل  وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ]  فتراه يخالف السنة وذلك في مخالفته لتعليمات ولاة أمره المبنية الكتاب والسنة ووفق ماعليه عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وافتراء لمصلحة شرعية راجحة عامة للمسلمين  و تصب في صالح اخوانه المواطنين.. 

ثم اذا اطلعت على ما يكتبه ويذكره دعاة جماعة الاخوانية الخوارج عن دعاتهم وتقديسهم لهم واعطائهم هالات اعلامية ليست وفق حجمهم الحقيقي وإطلاق ألفاظ تبجيل ومصطلحات تفخيم لهم لا مبرر لها مع وجود فتاوي لهم فيها تحريض وتهييج للعامة وفيها اباحة وسائل الخروج على ولاة أمورهم يحكم بضلالهم  وانحرافهم ثم يتبع ذلك وصفهم لسجن دعاتهم دعاة الضلال والانحراف ورموز الخوارج الذين يرون تكفير المسلمين - حكاما ومحكومين - واستحلال دمائهم في وصفهم  لسجنهم انه مثل  سجن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله أو غيرهم من أئمة السنة وشيوخ الإسلام فهذا وصف  وإستشهاد في غير محله لأمور يؤيدها النقل والعقل والفطر السليمة منها  :



                    [ أولا ] 


إختلاف الغاية و المقصد فإبن حنبل وإبن تيميه رحمهما الله تعالى أرادوا الله والدار الآخرة وإبراء الذمة بالنصح للأمة وفق الشرع المطهر واتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم  مع محبتهم وشفقتهم على ولي الأمر الذي ظلمهم وآذاهم من غير قصد منه وإنما حمله على ذلك الجهل بالشرع وتصديق فتاوى أناس أرادوا به الشر ومع ذلك لا ينسون الدعاء له بالخير وتحذير المسلمين من مغبة الخروج عليه وبيان حكم تحريم  ذلك وأن الخروج عليه يخالف الشرع الصحيح والعقل السليم مع ماينتج عن هذا الخروج من مفاسد عظيمة منها اختلال الأمن وما يترتب عليه من إستحلال للدماء البريئة المعصومة بغير حق ..

مع علمهم أن سجنهم تم بفتاوى ظالمة صدرت من علماء مبتدعة ضلال ظلمة  يلتقون مع دعاة الاخوانية الخوارج في عدة عقائد منحرفة وقد احسن الظن في هؤلاء من رضي فتاواهم جهلا بالشرع وخفاء معتقدهم السئ عليه  وجرى ذلك منه بنية طيبه .

.فهل يستوي الفريقان مثلا ؟


الجواب معلوم شرعا وعقلا وهو   بالنفي :(  لا )


وهو جواب معروف حتما ...


ولانقول هذا الكلام في هؤلاء الضلال إلا بما بدر منهم من أفعال سيئة  تدل على عقيدة سيئة مبنية على مخالفتهم للشرع ومضادتهم للسنة ومشاققة لاجماع المؤمنين واتباع لغير سبيلهم .

ثم يتبع ماسبق 



                   [ ثانيا ] 


إن هؤلاء الضلال يريدون الكرسي ويريدون الدنيا وحظوظها وإرادة الشر بالمسلمين كما هو واضح في تصرفاتهم التي دل الكتاب والسنة على انحرافها ثم إن عند هؤلاء الضلال قاعدة معروفة هي  ..



                   [ ثالثا ] 


" الغاية تبرر الوسيلة "  فهم يريدون الدنيا ويتمسحون بالاسلام وعلماء الإسلام وشيوخه لكن الفرق واضح شاسع .



                   [ رابعا ] 


هل سمعت أو نقل اليك أو رأيته في كتاب : إن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله يعتلون رؤوس المنابر فيتهجمون على ولاة الأمرفي عصرهم علانية ويسبون ويشتمون بإسم الإسلام  ...


وأقول : هذه كتبهم و هذه مؤلفات و كتب ورسائل  تلامذتهم من بعدهم وهذه عقيدتهم مبثوثة منشورة مشهورة لايوجد فيها الخروج أو تزيينه  فلايوجد فيها إلا النصح والمحبة والشفقة على المسلمين عامة وولاة أمر  فلم يؤثر عنهم الأمر بالخروج على ولاة أمرهم. 

يقول الله سبحانه وتعالى:{ افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون  } ؟



              [ خامسا ] 


إن علماء السنة عندهم فقه الكتاب والسنة و فهم سلفهم الصالح لنصوص الوحيين 

فهذا هو مصدر الدين عندهم فهم يسيرون وفق ذلك ويحرمون ويحرمون مخالفته 

وأما هؤلاء  الإخوانية الخوارج فلهم أهواء ورغبات وشبهات فيتمسكون بالمتشابه فكرهم عقيدة الخوارج التي حذر منها الرسول صلى وسلم عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وعلى سوء عقيدتهم إجماع أهل العلم فهم يأخذون عن هؤلاء الخوارج  و يصدرون منهم ...فهل رأيت البون الشاسع بين الفريقين ؟



               [ سادسا ]


علماء السنة أتباع السلف الصالح يعرفون درجات إنكار المنكر ومراتبه وأنواع المنكر ( كفر - بدعة - معصية ودركاتها ثم يدركون حجمها وخطورتها و هل هي كبيرة أو صغيرة ويدركون أبعاد البدع والأهواء فيتصرفون بعلم وعدل وإنصاف وحكمة يريدون الله والدار الآخرة  ) وصفة من أريد الإنكار عليه ومنزلته وكيفية التعامل معه وفق السنة ؟

وكيفية إنكار المنكر  ونتائجه بحيث لايترتب على إنكارهم  منكر أعظم منه أو يتولد منه مفاسد أكبر فهم يمشون على نور الوحي وما بني عليه من قواعد شرعية وأصول مرعية بأساليب نبوية سنية  فلهم فهم و فقه في  درء المفاسد و جلب المصالح وإن درء المفسدة أعظم من جلب المصلحة

ويعرفون أنواع المصالح وأقسام المفاسد  . فتصرفاتهم من اقوال وأفعال وفتيا ودعوة وبيان حكم شرعي تصدر بفقه الكتاب والسنة ووفق نهج سلف الأمة بعلم وعدل وإنصاف وحكمة وحق وصدق وإخلاص وصواب يتبعون ولا يبتدعون. ومن أجمل الأوصاف التي أطلقت عليهم فهم أحق بها وأهلها 

:"الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة ........ فنعوذ بالله من فتن المضلين "من كلام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مقدمة رسالته [ الرد على الزنادقة والجهمية بتصرف ].




                 [ سابعا ] 


إختلاف المذهب بين دعاة الفتنة وعلماء السنة فهؤلاء الائمة هم أئمة السنة كالإمام إبن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهم الله من أهل الإسلام الصحيح "أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومن الفرقة الناجية المنصورة وهم اهل السنة والحديث والاثر والفقه والنظر " وأما هؤلاء فهم خوارج عصرية كما وصفهم بذلك علماء هذا العصر "وَأَهْلُ الضَّلَالِ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا هُمْ كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ رحمه الله : أَهْلُ الْبِدَعِ وَالشُّبُهَاتِ: يَتَمَسَّكُونَ بِمَا هُوَ بِدْعَةٌ فِي الشَّرْعِ وَمُشْتَبِهٌ فِي الْعَقْلِ. كَمَا قَالَ فِيهِمْ الْإِمَامُ أَحْمَد، قَالَ: هُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي الْكِتَابِ مُخَالِفُونَ لِلْكِتَابِ مُتَّفِقُونَ عَلَى مُخَالَفَةِ الْكِتَابِ، يقولون على اللهِ وفي اللهِ وفي كتابِ اللهِ بغيرِ علمٍ، يَحْتَجُّونَ بِالْمُتَشَابِهِ مِنْ الْكَلَامِ، وَيُضِلُّونَ جُهَّالَ النَّاسَ بِمَا يُشَبِّهُونَ عَلَيْهِمْ.

وَالْمُفْتَرِقَةُ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالِ تَجْعَلُ لَهَا دِينًا وَأُصُولَ دِينٍ قَدْ ابْتَدَعُوهُ بِرَأيِهِمْ ثُمَّ يَعْرِضُونَ عَلَى ذَلِكَ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ؛ فَإِنْ وَافَقَهُ احْتَجُّوا بِهِ اعْتِضَادًا لَا اعْتِمَادًا، وَإِنْ خَالَفَهُ؛ فَتَارَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأوِيلِهِ؛ وَهَذَا فِعْلُ أَئِمَّتِهِم، وَتَارَةً يُعْرِضُونَ عَنْهُ وَيَقُولُونَ: نُفَوِّضُ مَعْنَاهُ إلَى اللَّهِ؛ وَهَذَا فِعْلُ عَامَّتِهِمْ.[ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الفرقان بتصرف ]

 فحقهم التأديب والعقوبة والزجر على حسب مايراه ولي الأمر إقتضاء للمصلحة التي يعرف قدرها بغير افتيات أو تقدمة على مقامه 

فعقوبة هؤلاء الخوارج الإخوانية  قربة وديانة بشكر عليها ولي الامر ويدعى له بالنصر والتمكين وخلاص البلاد والعباد من مثل هؤلاء الخوارج الفحرة ؛ اسأل الله الحي القيوم أن يثبتنا وإياكم  على دينه ويجعلنا من أنصار دينه وأن يكفي المسلمين - رعاة ورعية.  حكاما ومحكومين - شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس من إخوانية خوارج أو ملاحدة ليبرالية .

نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه وحملة العلم الصادقين المخلصين كما نسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة وأن يهبنا واياكم الإخلاص والصواب والصلاح والقبول في القول والعمل والنية والاهل والذرية. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  .

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.