الأربعاء، 23 فبراير 2022

《 مناقشة الاخوانية الخوارج في كذبهم على علماء السنة اتباع السلف الصالح ووصفهم لهم بأنهم [ مرجئة مع الحكام خوارج مع الدعاة ] وتفنيد هذه الشبهة وبيان فسادها وأن هذه العبارات هي الوصف الحقيقي المستحق لهم والحق الواقع المنطبق عليهم 》

 


    بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  

اما بعد 

فهنا عبارات يذكرها دعاة ورموز وافراد الاخوانية الخوارج يرمون بها علماء الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح

 على جهة النبز والتعيير والتهكم والسخرية

 وارادوا في إطلاقها تشويه أهل العقيدة الصحيحة لئلا يؤخذ العلم عنهم وهذه أسلوب دعايات تجارية فاشلة إلى مذهبهم الباطل الخارجي المخالف للكتاب والسنة واجماع المسلمين ومضاد لأصول أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وقواعدهم العلمية 

وفي رسالتنا هذه سنقوم بتفكيك ألفاظ هذه العبارات وبيان معناها مع ايضاح المعنى المقصود لهؤلاء الضلال في إطلاقهم لها وتفنيد كل عبارة أرادوا بها شرا في شيوخ الإسلام وأئمة السنة واعلام الهدى ومصابيح الدجى وافساد باطلهم ودفع صائلهم بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح وهديهم

 ونناقشهم في هذه العبارات المجملة الباطلة عبارة عبارة وسترون إن شاء الله انقلاب السحر على الساحر

قال الله تعالى وتقدس: { إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ }

 " أي: كيدهم ومكرهم، ليس بمثمر لهم ولا ناجح، فإنه من كيد السحرة، الذين يموهون على الناس، ويلبسون الباطل، ويخيلون أنهم على الحق "[ من تفسير الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله لهذه الآية ]

وقد تطرق إلى هذه العبارات الإمام الألباني رحمه الله ورد على أصحابها وبين فسادها بقوله رحمه الله:" لأنه تقسيم محدث مبتدع وداخل فيما أشرت إليه آنفًا بأنه تلاعب بالألفاظ فنحن مرجئة مع الحكام بيّنا لهم أننا مع الذي شرع الأحكام والتي جعل الكفر قسمين إلى آخره فلسنا مرجئة إلا بالنسبة لهؤلاء الذين يسمون الأشياء بغير أسمائها وأخشى ما أخشاه أن يشملهم وعيد قوله عليه السلام في غير هذه المسألة : (يسمونها بغير اسمها)

[ سلسلة الهدى والنور شريط رقم( ٨٤٩ )].

 نبدأ بفضل الله ورحمته فعليه توكلنا ومنه سبحانه وتعالى نطلب السداد والتوفيق والإخلاص والصواب والعدل والصدق والانصاف والاعانة والاغاثة والمدد فنقول وبالله التوفيق:

   

《 مناقشة الفقرة الأولى: وهي عبارة [ مرجئة مع الحكام ] عند هؤلاء الخوارج وماذا يعنون بها 》؛ فأقول : الحق إن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح لا يتكلمون بالحكام علنا ولا يظهرون مساوءهم جهرا ولا يأمرون بالخروج عليهم ويدعون لهم بالصلاح ويطبقون كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل مع السلاطين وفق هدي السلف الصالح وصدورهم تجاههم سليمة مملوءة بالنصح لهم بعيدة عن الغل عليهم او الغش لهم ففلاح وصلاح هؤلاء الحكام هو صلاح وفلاح لرعيتهم . وان وجد خطأ أو تقصير أو ظلم منهم فسبيل التعامل معهم يكون وفق الشرع فينصحون سرا عملا بالسنة النبوية ولا يظهرون ذلك لأحد .واما المرجئ فهو من يؤخر العمل ؛ وأهل السنة يعملون وفق الكتاب والسنة بفهم سلف الامة الصالح؛فهم يرون الإيمان قول اللسان وعمل الاركان واعتقاد الجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويؤدون حقوق ولاة الأمر الشرعية الواجبة عليهم شرعا وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم دون تأخير فيسألون الله الذي لهم ويؤدون الذي عليهم منشرحة صدورهم بذلك .ومن خالف ذلك فهو المرجئ الخارجي .فقد ثبت في دواوين السنة أن من نتائج الخروج على ولاة الأمر السيئة ظهور عقيدة المرجئة ففي السنة لعبدالله بن الإمام أحمد رحمهما الله ( ١ / ٣١٩) ؛ قال قتادة رحمه الله:"إنما أحدث الارجاء بعد هزيمة ابن الاشعث "والمرجئة يعتقدون التكفير ؛ ويؤول بهم الحال الى قتل المسلمين ، واستحلال دمائهم ؛ ففي الكتاب اللطيف لابن شاهين رحمه الله صفحة ( ١٧ ) قيل لعبد الله بن المبارك رحمه الله : ترى رأي الإرجاء؟ 

فقال ابن المبارك رحمه الله: " كيف أكون مرجئاً فأنا لا أرى السَّيفَ؟ " .

وفي السنة لعبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله( ١ / ٢١٧ ) عن أبي إسحاق الفزاري رحمه الله قال: سمعت سفيان والأوزاعي يقولان: " إن قول المرجئة يخرج إلى السيف " . 

وفي معتقد الصابوني رحمه الله والذي جمع فيه عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بسنده الصحيح إلى أحمد بن سعيد الرباطي رحمه الله أنه قال: قال لي عبد الله بن طاهر:" يا أحمد! إنكم تبغضون هؤلاء القوم [يعني المرجئة] جهلاً، وأنا أُبغضهم عن معرفة؛ أولاً: إنهم لا يَرَوْن للسلطان طاعة ".

فالخوارج والمرجئة مذهبان خارجيان اختلفا في الاسم واجتمعا بالسيف .

فهؤلاء الخوارج هم المرجئة 

ثم ماذا يعني القائل بقوله : " أهل السنة السلفيون مرجئة مع الحكام ؟

 فنقول له :

ماذا تقصد بكلمة مرجئة؟

فإن كان مقصودك بذلك بدعة الإرجاء التي هي :تأخير العمل عن مسمى الإيمان وأنه لا يضر مع الإيمان معصية فهذا من أبطل الباطل وأكذب الكذب عنهم وهذا معلوم لدى القاصي والداني ممن قلت بضاعته في العلم الشرعي فضلا عن أهله وها هي كتبهم شاهدة بنقيض ذلك بل فيها التشنيع والنكير على هذه البدعة النكراء.

قال سعيد بن جبير :"ومثل المرجئة مثل الصابئين".

وقال شريك عن المرجئة : " هم أخبث قوم وحسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله".

والأقوال عن السلف في ذم المرجئة وبيان سوء مذهبهم أكثر من أن تحصر حتى أن الإمام الخلال رحمه الله عقد مجلدا في كتابه السنة للرد على المرجئة :

 وهو الجزء الرابع والخامس.

وما تكاد تقرأ كتابا من كتب العقيدة والسنة إلا وقد تعرضوا له بالرد على هؤلاء المبتدعة .

ولكن القوم:"أعني المفترين يرمون أهل السنة بما ليس فيهم لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وماعليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم ؛ أي أهل السنة والجماعة السلفيين : لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف.

بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل إستدلالا بقوله تعالى :{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }

ونسوا أو تناسو أن الكفر عند أهل العلم كفران :كفر إعتقادي :يخرج من الملة وكفر عملي :لا يخرج من الملة [ إلا بعد إقامة الحجة ] وعلى ذلك جاتءت النصوص من الكتاب والسنة بتسمية بعض الأعمال كفرا وهي غير ناقلة عن الملة بمجرد الفعل منها :

ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) 

وقال عليه الصلاة والسلام : ( اثنتان من الناس هما بهم كفر :الطعن في النسب والنياحة على الميت).

قلت :

وبعد أن تقرر أن هذا الأصل وهو أن الكفر كفران نأت إلى قول ربنا عزوجل :{ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }.

فننظر هل الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر الأكبر أو الأصغر وما هي أقوال أهل العلم في ذلك ؛قال ابن عباس[ رضي الله عنهما في تفسيره لهذه الآية: "هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله"

وقال أيضا :

" ليس بكفر ينقل من الملة".

وقال عطاء رحمه الله :

" كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسوق دون فسوق "

وقال سفيان رحمه الله : " أي ليس كفرا ينقل من الملة".

قال ابن جرير الطبري رحمه الله : " وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.

فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟!

قيل: إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما"

قلت : والغريب أن هؤلاء الذين يكفرون الحكام المتلبسين بالظلم والفسق يجهلون أو يتجاهلون أن الحكم في الآية عام فيتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله سواء كانوا أمراء أم مشايخ قبائل الذين يتحاكمون بالعادات وسوالف البادية ويتناول أيضا مشايخ الطرق الصوفية والأحزاب المبتدعة ونحو ذلك بل حتى على نطاق رب البيت مع رعيته فلماذا يقتصرون في حكمهم على حكام المسلمين فقط؟ !

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ”وإذا كان من قول السلف: [ إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق ] فكذلك في قولهم: [ إنه يكون فيه إيمان وكفر]ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ قالوا: كفروا كفراً لا ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله : " والصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين".

فهذه أقوال أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين استناروا بنور الوحي فأبانوا الحق في هذه المسألة الخطيرة التي حقيقة هي مزلة قدم كثير ممن ينتسبون إلى الدعوة إلى الله تعالى فضلا عن غيرهم فماذا يقال : 

عن كل هؤلاء الأخيار؟

 أيقال أنهم مرجئة مع الحكام؟ قال تعالى :{ فماذا بعد الحق إلا الضلال }

إن الواجب :

 أن نقفوا أثر هؤلاء الأبرار حتى نسعد إن شاء الله تعالى في الدنيا والآخرة - و - إن الحقيقة التي ينبغي ان تعلم أن الذين يستحقون أن يوصمو بالإرجاء هم أهل البدع كما تبين آنفا ولله الحمد والمنة "[ التعليقات الجلية على كتاب الخطوط العريضة لأدعياء السلفية بتصرف ].

و طريقة التعامل مع الملك أو الريس أو الأمير او الوزراء ليست اجتهاديه بل هي شرعية دينية وفق الوحي المنزل و من الوحيين السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفق ماعليه عقيدة أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح .

بالنصيحة سرا وفقا للشرع فليست علانية كما هو نهج الاخوانية الخوارج

ومن يقوم بها هم اهل العلم او من علم ان هذا الامر منكر شرعا فناصحه سرا ولا يقوم بالنصح العوام لجهلهم او صاحب هدف سئ او غرض خبيث يريد تهييج الرعية على راعيها

وكذلك الدعاء له بظهر الغيب

هذا اذا اخطأ فكيف إذا لم يظهر منه خطأ إلا ارادة تكفيره وتحريض الناس عليه 

وقد ثبت في السنة والاثار الصحيحة عن سلفنا الصالح فإنه :" لما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية رضي عنهما ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة رضي الله عنهما وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وفي السنن عن عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه )" [ من كلام الامام ابن باز رحمه الله بتصرف يسير ] والحديث صححه الامام الالباني رحمه الله ؛ وروى ابن ابي شيبه رحمه الله عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: قال رجل لابن عباس-رضي الله عنهما-: آمر أميري بالمعروف؟ قال: إن خفت أن يقتلك, فلا تؤنب الإمام, فإن كنت لا بد فاعلا فيما بينك وبينه . وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ "هذا المعنى الشرعي السابق هو مراد الاخوانية الخوارج بقولهم :[ مرجئة مع الحكام ] فهم يريدون الخروج على الحاكم في اقوالهم وأفعالهم اوتزيين الخروج عليه ؛ فحينما يقوم علماء الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في تفنيد 

شبهات هذا الجماعات الضالة ومن ذلك ايضاح [ أصل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف] بالادلة الشرعية ؛ وأما الإنكار على ولي الأمر علانية فهذا خلاف السنة ويترتب عليه مفاسد عظيمة وأما النصح سرا فهذه طريقة نبوية شرعية أتت في الكتاب والسنة وفي هدي سلف الامة بيناها في مقدمة رسالتنا هذه فليست محلا لإجتهاد جماعات الخوارج الإخوانية  فهم ليسوا اهلا للنصح والتوجيه والارشاد وليسوا من أهلها وليس عندهم علم يفرقون فيه بين الحق والباطل أو بصيرة نافذة تمنعهم من هذه الشبهات أو خلق طيب وصبر يمنعهم من ارتكاب الشهوات؛ فمذهبهم قائم على الشدة والقسوة والفظاظة وسوء الخلق وتكفير المسلمين وإستحلال دمائهم ...

ومن خالفهم في ذلك وعمل بالشرع واطاع الله سبحانه وتعالى واطاع رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل وفق هدي السلف الصالح فهو حسب زعمهم الباطل [ مرجئ مع الحكام ].

اعاذنا الله وإياكم من باطلهم وكفى الله المسلمين شرهم.

《 مناقشة العبارة الثانية : وهي قولهم إن علماء اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح خوارج مع الدعاة 》


 ذكرنا في مناقشة الفقرة الأولى طريقة علماء الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في كيفية تعاملهم مع ولاة أمرهم وأنها طريقة شرعية دينية مبنية على نصوص الوحيين كتابا وسنة بفهم سلفهم واجماعهم وأن طريقتهم ليست اجتهادية بل الاتباع وليس الهوى والاتباع وفي مناقشة هذه الفقرة نبين ان طريقتهم في فضح شبهات الخوارج أرادوا بها النصح والتوجيه والارشاد وايضاح طريق أهل الحق المبين من المؤمنين واستبانة سبيل المجرمين نصحا للأمة وابراء للذمة ولئلا يتبع أهل الباطل في باطلهم عملا بقوله تعالى : { وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }

" فإن سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت، أمكن اجتنابها، والبعد منها، بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل".[ من تفسير الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله لهذه الآية ].

ولا يقوم بهذا العمل إلا الرسل واتباعهم من خواص أهل العلم فهو من الجهاد الأكبر قال الله تعالى وتقدس : { وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } " يعني : بالقرآن ، قاله ابن عباس [ رضي الله عنهما ] {جهادا كبيرا } ، كما قال تعالى : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } " [ من تفسير الإمام الطبري رحمه الله لهذه الآية الكريمة بتصرف يسير ].

فحينما رأى أهل الباطل شبههم تتهاوى امام بيان أهل الحق ويتم تفنيد شبهاتهم بالادلة النقلية وتفسد بالحجج العقلية لم يكن باستطاعتهم إلا الفجور في الخصومة ورمي أهل الحق بالكذب والزور والبهتان والافتراء ومن ذلك وصفهم بهذه العبارة الباطلة ؛ 

ثم " نقول ماذا تقصد بلفظة الخوارج؟

أتريد أن أهل السنة يكفرون المسلمين بكبائر الذنوب؟

أم تعد الرد على دعاتكم من أهل البدع والضلال تكفيرا لهم؟

فإن كان الأولى :

فما أشبه الليلة بالبارحة , ففي الأمس كان أعداء الدعوة السلفية ينقمون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله دعوته إلى توحيد الله الخالص من شوائب الشرك والبدع ويطلقون عليه وعلى مناصريه بأنهم خوارج واليوم نسمع من دعاة الحزبية المقيتة من يرمي أهل السنة بذلك وهكذا تتشابه قلوب أهل الباطل في القديم والحديث

قال تعالى : {تشابهت قلوبهم }

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) .

ولقد أحسن القائل : " والطيور على أشكالها تقع "

قال ابن غنام رحمه الله ما حاصله :"وأشر الناس والعلماء إنكارا عليه-يعني محمد بن عبد الوهاب رحمه الله -وأعظمهم تشنيعا وسعيا بالشر إليه ؛ سلمان بن سحيم وأبوه محمد فقد اتهم في ذلك وأنجد وجد التحريش عليه والتحريض وافتوا للحكام والسلاطين والأشرار بأن القائم بدعوة التوحيد خارجي وأصحابه خوارج ".

وإن كان الثاني : 

فهذا وشأنكم أما نحن فلا نعده تكفيرا وإنما بيانا ونصيحة ورحمة على المردود عليه بل يعد ذلك علما من علوم الشريعة المطهرة، ألا و هو علم الجرح و التعديل ، الذي به حفظ الله لهذه الأمة دينها قال تعالى : { إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ }

قال الشيخ العثيمين رحمه الله : " لله الحمد ما ابتدع أحد بدعة ، إلا قيض الله له بمنه و كرمه من يبين هذه البدعة و يدحضها بالحق ، و هذا من تمام مدلول قول الله تبارك و تعالى : {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ}"

و لكن ماذا يقال عن أناس يقلبون حقائق الأمور و كأنَّهم لم يسمعوا إلى قوله تعالى : { وَ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأيَتِ وَ لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ }.

و قد أخذ أهل العلم بجواز التكلم في الشخص بغير حضرته للمصلحة واستدلوا بأدلة منها :

ما جاء في الصحيحين و اللفظ للبخاري من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم فلما رآه قال : ( بئس أخو العشيرة) او (بئس ابن العشيرة) فلما جلس تَطَلَّقَ النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم في وجهه و انبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة : يا رسول الله ، حين رأيت الرجل قلت له : كذا و كذا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ في وجهه و انبسطت إليه فقال صلى الله عليه و على آله و سلم :( يا عائشة مَتَى عهدتني فاحشاً، إن شر الناس عند الله منْزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ).

قال الخطيب البغدادي رحمه الله : " ففي قول النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على أن اخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم و الدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة؛ إذ لو كان غيبة لما أطلقه النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم ".و ثبت في مسلم من حديث فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة فقال النَّبي صلى الله عليه و على آله و سلم : ( فإذا أحللت فآذنيني) قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان و أبا جهم خطباني، فقال رَسولُ الله صلى الله عليه و على آله و سلم :( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، و أما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد).

قلت : لذا فقد فقه السلف رضوان الله تعالى عليهم هذا الأمر جيداً و سطروا في ذلك المؤلفات؛ حفاظاً على السنة المطهرة من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين و تأويل الجاهلين، فمن تلكم المؤلفات في باب الجرح و العديل، [ كتاب الكمال في أسماء الرجال للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة ٦٠٠ هجري]، ثُمَّ جاء [ الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٦ هجري و قام بتهذيبه في كتاب سماه تهذيب الكمال في اسماء الرجال ] و يقال أنه لم يكمله، و أكمله [.الحافظ علاء الدين مغلطاي المتوفى سنة ٧٦٢ هجري ] و [ لأبي حفص عمر بن علي ابن الملقن كتاب سماه إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ]..و قد اهتم العلماء بالتهذيب، فقد ألف [ الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ هجري كتاباً سماه تهذيب تهذيب الكمال] ثٌمَّ قام ب[اختصاره في كتاب له سماه الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة] و جاء [ الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٢٥ هجري فألف كتابه تهذيب التهذيب و يقع في اثني عشر مجلداً] ، ثُمَّ[ اختصره في كتاب تقريب التهذيب ] الذي خرج قريباً محققاً بتحقيق أبي الأشبال صغير أحمد الباكستاني، و جاء بعد الحافظ بن حجر [ الحافظ صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي،فألف كتاباً سماه خلاصة تهذيب تهذيب الكمال في أسْماء الرجال و يقع في ثلاثة مجلدات]

و السوأل الذي يوجه لهؤلاء المفترين على أهل السنة أن يقال : 

هل كل هذه المؤلفات من السب و الشتم و الغيبة؟

إذا أننا لا نجد فيها إلا فلاناً كذاباً أو متروكاً أو ضعيفاً أو سيء الحفظ ، أو به غفلة أو متهماً بالكذب و ما شابه ذلك، نبئونا بعلم إن كنتم صادقين؟

و قد يقول قائلهم :

 إن هناك فرقاً بين علم الجرح و التعديل لأجل حفظ الشريعة و بين نقدكم اللاذع لمن خالف الشريعة فهو يعد من قبيل الغيبة ، فنقول ما قاله الحافظ بن رجب رحمه الله :

 "و لا فرق بين الطعن في رواة حفاظ الحديث و لا التمييز بين من تقبل روايته منهم و من لا تقبل و بين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب و السنة و تأول شيئاً منها على غير تأويله ، و تمسك بما لا يتمسك به ، ليحذر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه و قد أجمع على جواز ذلك أيضاً".[التعليقات الجلية على كتاب الخطوط العريضة لأدعياء السلفية بتصرف]

فأهل العلم السني أتباع السلف الصالح ممن هم على " معتقد أهل السنة والجماعة " يعرفون الجماعات المنحرفة - أفرادا ودعاة ورموزا  - من خلال :

معتقدهم ومنهجهم وتصرفاتهم وعلاماتهم وسماتهم وخصائصهم التي دونوها  في :

كتبهم 

ورسائلهم 

وفي صوتياتهم 

وما ثبت عنهم شرعا بغير ماسبق  مستمدين بيان ضلال هؤلاء الخوارج مما ثبتت عنهم من صفات وردت في  سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو ماأثر عن سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..وأعيد واكرر إن هذا لانقوله افتراء بل هو ماوجد  مكتوبا في مؤلفاتهم التي سطروها بأناملهم وأتى مدونا عنهم 

أو ماصدر عنهم من قيح افواههم وزبالة فكرهم 

واما العامي الجاهل - ممن سلمت له فطرته وصح له عقله ونجا من شبهاتهم  - فتظهر له من هؤلاء الضلال 

أقوال وأفعال تدل على ضلالهم وإنحرافهم وأن عليه وجوب الحذر منهم والإبتعاد عنهم ننبه عليها بعلامات 


 أهمها :


        ( العلامة الاولى ) 

كلامهم في ولي الأمر على جهة الاستياء من سياساته أو تصرفاته وخوضهم في

أمور هي من صلب أعمال ولاة الأمر وتدخل سافر في مجال خصوصياته ..فتجد حديثهم عن العلاقات الخارجية للدولة أو إقتصادها أو التمسح بالدين بتهويل المنكرات وتعظيمها ليتسنى لهم النيل من أعراضهم وتهييج العامة عليهم  


        ( العلامة الثانية ) 

من علاماتهم الظاهرة 

تأييدهم للبدع الحادثة المنكرة المخالفة للاسلام مثل قيام الثورات او الانقلابات العسكرية

أو المظاهرات

أو الإضرابات

 أو الإعتصامات

أو التفجيرات

أو العمليات الإنتحارية أو الإعجاب بالديمقراطية ومحبتهم تحويل نظام الحكم إلى دستوري وإلغاء سلطة ولاة الامر وإن كانت مبنية على الشرع أو هو مطبق للشرع ومدح عادات الكفر وطريقة حياتهم وان خالفت الشرع لإن السياسة وشهوات الدنيا أخذت لبهم فلها يجاهدون ويقاتلون

 ويفتون

ويحللون

ويحرمون 

و " الغاية عندهم تبرر الوسيلة "   .


          ( العلامة الثالثة ) 

أقوال كبار علماء الأمة المبنية على الكتاب والسنة وماأُثر عن السلف الصالح لا تعجبهم ولا يلقون لها بالا ولايرفعون بها رأسا  فتجد إعجابهم في أقوال أصحاب الشذوذ الفكري من ملاحدة كفرة او منحرفين  أو من غلاة الخوارج الإخوانية المعاصرين بل يرمون كبار العلماء بالعمالة للسلطان أو وصفهم بألقاب خارجة عن حدود الشرع والأدب .



         ( العلامة الرابعة ) 

هناك أصول للسنة متفق عليه بين علماء الإسلام يعرفها طلاب العلم ويعرف العامي هذه الأصول بالرجوع إلى أقوال كبار العلماء المدونة في رسائلهم او اشرطتهم الصوتية او سؤالهم او بالبحث عنها بمحرك البحث [ جوجل] بصيغة السؤال التالي ونصه  : " ماهي أصول السنة المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ؟ " أو بعبارة أخرى تدل على هذا المعنى ؛ ثم يضيف إسم الشيخ مثلا : الألباني أو إبن باز أو العثيمين رحمهم الله أو ربيع المدخلي حفظه الله شريطة ان لايسأل إلا هؤلاء او من هو مثلهم من مشايخ السنة المعروفين بسلامة المنهج وحسن المعتقد . 


       ( العلامة الخامسة ) 

إذا رأيت أو سمعت الداعية مطلوبا عند الجهات الأمنية بإستمرار او هو مسجون عندهم أو منعوه من الحديث للناس وإلقاء الدروس والفتياء فإبتعد عنه فهذه علامة ظاهرة على إنحرافه وشذوذه الفكري في الغالب الأعم إذ أن الجهة الامنية في الغالب الاعم - وخاصة في المملكة العربية السعودية- لاتطلب أو تسجن أو تمنع إلا كل منحرف مخالف للسنة وأصولها ومن ذلك أصل " السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف "   فيخالف تعليمات ولاة أمره وإن كانت هذه التعليمات وفق الشرع و تصب في صالح المواطن.. 

وأما الإنكار على ولي الأمر فله طريقة نبوية شرعية أتت في الكتاب والسنة وفي هدي سلف الامة فليست محلا لإجتهاد جماعات الخوارج الإخوانية  وقد نهبنا على هذه الطريقة في ثنايا عدة كتب ورسائل لنا وافردناها مستقلة في عدة رسائل  ..فلذا لا تتعجب من رمي الخوارج الإخوانية لأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بهذه العبارات والاوصاف ومن ذلك[ خوارج مع الدعاة ؛ اي دعاة الفتنة من جماعاتهم الضالة المنحرفة فكريا ] وذلك لمشاهدتهم زخرف شبهاتهم تتساقط وتتهاوى امام الحق وأهله كما قال تعالى وتقدس : { كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ }

" جعل الله تعالى هذا مثلا للحق والباطل ، أي : أن الباطل كالزبد يذهب ويضيع ، والحق كالماء والفلز يبقى في القلوب . وقيل : هذا تسلية للمؤمنين ، يعني : أن أمر المشركين كالزبد يرى في الصورة شيئا وليس له حقيقة ، وأمر المؤمنين كالماء المستقر في مكانه له البقاء والثبات ".[ من تفسير الإمام البغوي رحمه الله لهذه الآية الكريمة ] .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎ ▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني