الثلاثاء، 25 يناير 2022

《 جمع الصلاة بسبب شدة البرد 》



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

فقد ثبت في صحيح  البخاري رحمه الله أنه :أَذَّنَ ابنُ عُمَرَ في لَيْلَةٍ بارِدَةٍ بضَجْنانَ، ثُمَّ قالَ: صَلُّوا في رِحالِكُمْ، فأخْبَرَنا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يقولُ علَى إثْرِهِ: ( ألا صَلُّوا في الرِّحالِ في اللَّيْلَةِ البارِدَةِ، أوِ المَطِيرَةِ في السَّفَرِ)وفي الجمع من شدة البرد قال به جمع من كبار العلماء منهم الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فقد قال الإمام احمد بن حنبل رحمه الله في رواية الميموني رحمه الله:[ إنَّ ابن عمر كان يجمع في الليلة الباردة].

ثم هنا أمور يتنبه لها   : 


                 ( أولا )

المعتمد على هذه الرخصة أصل صحيح وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم رضي الله عنه وفيه :( صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ. قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا: لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ فَقالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كما سَأَلْتَنِي، فَقالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أَحَدًا مِن أُمَّتِهِ).

والشاهد:( أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أَحَدًا مِن أُمَّتِهِ).

                   ( ثانيا )

حديث( أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يقولُ علَى إثْرِهِ: ( ألا صَلُّوا في الرِّحالِ في اللَّيْلَةِ البارِدَةِ، أوِ المَطِيرَةِ في السَّفَرِ)

 ) تقال في الأذان وهذا دليل صحيح على إباحة الصلاة في البيت بسبب البرد .


              ( ثالثا  )


قال الإمام احمد بن حنبل رحمه الله في رواية الميموني رحمه الله:[ إنَّ ابن عمر كان يجمع في الليلة الباردة]أثر ابن عمر رضي الله عنهما السابق  قول صاحب معتمد على نص الرسول صلى الله عليه وسلم ولا مخالف له .


              ( رابعا  )

الجمع بسبب شدة البرد قد يكون نادر الحدوث ولظروف جماعة إمام المسجد وتقديرهم لهذه الرخصة قال الإمام الألباني رحمه الله : " إذا نظرنا إلى جواب ابن عباس على سؤال السائل له القائل : ( ماذا أراد رسول الله بهذا الجمع ؟ قال : أراد ألا يحرج أمته ) نفهم من هذا الجواب أن الجمع يجوز جمع تقديم أو جمع تأخير لأن الهدف والعلة هو رفع الحرج وهذا بلا شك من يسر الإسلام الذي هو من قواعده كما قال عز وجل في كتابه : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } ونحن نعلم بالتجربة أن كثيراً من المسلمين يجدون حرجا في بعض المناسبات في المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها الخمس كما هو المأمور في السنة بل وفي الكتاب فجاءت هذه الرخصة ليسمح لمن يجد الحرج في المحافظة على هذه الصلوات في أوقاتها أن يجمع بين وقتين ووقتين بين الظهر والعصر معاً وبين المغرب والعشاء معاً فبعض الأحوال يجد الإنسان نفسه مضطراً أن يقدم العصر إلى الظهر فيجمعهما جمع تقديم وأحياناً يجد أنه مضطر إلى أن يؤخر الظهر إلى العصر فيجمعهما جمع تأخير ليس في هذا الحديث نوعية الجمع الذي جمعه الرسول عليه السلام لكن جواب ابن عباس ( أراد بذلك ألا يحرج أمته ) يعطينا فسحة بأن نختار الجمع الذي يرفع عنا الحرج سواء كان جمع تقديم أو جمع تأخير علماً بأن كلا من الجمعين أي سواء كان جمع تقديم أو جمع تأخير كلاهما ثبت في السنة الصحيحة بالنسبة للمسافر فالرسول عليه السلام في الغالب من أحيانه كان يجمع في السفر جمع تأخير وأحياناً ثبت عنه عليه السلام أنه جمع جمع تقديم فإذا وجد المقيم في حالة يجد حرجاً أن يؤدي مثلا صلاة الظهر في وقتها فإذًا ليقصد الجمع جمع الظهر إلى العصر جمع تأخير أو وجد نفسه أن في وقت العصر سوف لا يتمكن من أداء صلاة العصر في وقتها فيدخل عليه وقت المغرب إذًا يصلي الظهر في وقتها ويقدم إليها صلاة العصر فيجمعهما جمع تقديم"[ فتاوى عبر السيارة والهاتف للإمام الألباني رحمه الله( ١٧٢) بتصرف يسير ].

ولعل هذه الأمور كلها ولله الحمد لا بد أن تكون مقررة معلومة عند طالب العلم ؛ والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  :  غازي بن عوض العرماني.